الموضوع: لماذا لم يُفَسَّر القرآن كُلّه في عَهدِ النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم

1

لماذا لم يُفَسَّر القرآن كُلّه في عَهدِ النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ ..

الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
13 - ربيع الأوّل - 1430 هـ
10 - 03 - 2009 مـ
02:53 صباحًا
(بحسب التّقويم الرّسميّ لأمّ القُرى)
___________



لماذا لم يُفَسَّر القرآن كُلّه في عَهدِ النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ ..


بِسْمِ الله الرّحمن الرّحيم، والصّلاة والسّلام على خاتمِ الأنبياءِ والمُرسَلين والتَّابِعينَ للحقّ إلى يوم الدِّين..

ويا معشَر علماء الفَلَك؛ إنّما يَبعَثُ الله الإمامَ المهديّ بالبيانِ الحقّ للقرآن ويُحاجّ علماءَ الأمّة بعُلومِ القرآن في مُختَلَفِ المَجالاتِ العِلميّة وكُلًّا حسبَ اختِصاصِه، ولا ولن يَفهَم البيانَ العِلميّ إلّا أصحابُ الاختِصاصِ في ذلك المَجالِ المُتخَصِّصينَ فيه، ومثَلًا حين أُعلِنُ للبشَر أنّهم دَخَلوا في عَصرِ الأشراطِ الكُبرى للسّاعة ومنها (أن تُدركَ الشمسُ القمرَ) تَصديقًا لحُدوثِ أحَدِ أشراطِ السّاعة الكُبَر وآيةً كونيّةً للتّصديقِ بأنّي الإمام المهديّ المنتظَر؛ ومِن ثمّ يكون لدَى الباحِثِ عن الحقّ احتِمالَينِ في شَأنِ ناصر محمد اليماني؛ فإمّا أن يكون حقًّا الإمام المهديّ - خليفة الله في الأرض - فيَزيدهُ اللهُ بسْطةً في العِلم فيُحاجّ العلماءَ حسبَ اختِصاصاتِهم بالبيانِ العِلميّ للقرآن العظيم، ولكُلّ دَعوى بُرهان؛ فإن كان ناصر محمد اليماني مِن الجاهِلين فالبُرهانُ على جَهلِه سوفَ يَفضَحُه العِلمُ والمَنطِق الحقّ على الواقِع الحقيقيّ، وإن كان ناصر محمد اليماني الإمام المهديّ فلا بُدَّ لبَيانِه العِلميّ للقرآنِ العظيم أن يأتيَ مُصَدِّقًا له العلمُ والمَنطِقُ.

ويا معشَر علماء الفلَك؛ إنّكم طائفةٌ مِن عُلماء الأمّة الإسلاميّة ومَجالُ اختِصاصِكم هو في عِلم الفلَك والكونِ وجريانِ الشمس والقمرِ وكيفيّة وِلادَة الأهلّة؛ حتى إذا جاء الإمام المهديّ يُنادي الأمّة على مُختَلفِ مَجالاتِهم العِلميّة وكُلًّا حسبَ اختِصاصِه عليه أن يقومَ بتطبيقِ بيانِ ناصر محمد اليماني تطبيقًا عِلميًّا على ما أحاطَهم الله مِن العلومِ على الواقِع الحقيقيّ بالعِلم والمَنطِق الفيزيائيّ الدّقيقِ الذي لا يَحتَمِلُ الشَّكَّ، وتأويل القرآن العلميّ لم يُبيِّنْهُ محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - للمسلمين في عَصرِ التّنزيلِ إلّا المسائل؛ (إلّا ما نَزل إليهم في المسائلِ الفِقهيّة). وسببُ عدَم بيانِ الآياتِ العِلميّة للكفار في ذلك العصرِ هو أنّ الناس لا يُحيطونَ بآياتِ القرآن العِلميّة. ولذلك قال الله تعالى: {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ} صدق الله العظيم [سورة يونس: 39]، ومِن ثمّ وعَدَ اللهُ رسولَه أن يُبيِّنَه لقومٍ يُحيطونَ بعِلمِه فيُريهم حقائِقَ آياتِه على الواقِع الحقيقيّ بالعِلم والمَنطِق، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [سورة الأنعام: 105].

ومِن ثمّ يَتبيّنُ لمُنكري شأنِ الإمام المهديّ أنّ الذي وَكَّله الله بالبيانِ العِلميّ للقرآن بالعِلم والمَنطِق هو الإمام المهديّ الذي يَبتعِثُه الله ناصرًا لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ليُبيّنَ لهم حقائِقَ آياتِ القرآن بالبيانِ العِلميّ على الواقِع الحقيقِي حتى يَتبيّنَ لهم أنَّ محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - حقًّا تلقَّى القرآن مِن لدُنّ حَكيمٍ عَليمٍ؛ الذي أحاطَ بكُل شيءٍ علمًا؛ ومِنهم علماءُ الفلَك، فأقولُ: يا معشر علماء الفلَك.

ولربَّما يَوَدُّ أحدُ العلماءِ الذين لا يُريدونَ إلّا الاستِمساكَ بالسُّنة وَحدَها وتَركِ كثيرٍ مِن آياتِ القرآن أن يقول: "مهلًا مهلًا يا ناصر محمد اليماني! لقد بيَّنَ محمدٌ رسولُ الله القرآنَ لصحابتِه فهل أنت أعلمُ مِن محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟". ومِن ثمّ يَرُدُّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إنّ الله قد نهَى المسلمين الأوّلين أن يَسألوا عن بيان آياتِ القرآن العظيم، والأمر الصّادِرُ تَجِدونَه في قول الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} صدق الله العظيم [سورة الحشر: 7].

وفي هذه الآياتِ أمرٌ مِن الله بعَدَمِ السُّؤال لرسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - عن بيانِ أيَّة آيةٍ في القرآن العظيم حتى يُبيِّنَها هو مِن ذاتِ نفسِه، وذلك لأنّ محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لم يأمُره الله ببَيانِ القرآن كُلّه بل يُبيّنُ لهم ما يَخصُّ الشّريعة؛ وأمَرَهُ أن يُعرضَ عن بيان أشياءَ في الآياتِ العلميّة حتى لا يكفروا بها فيُنكِروها ومِن ثمّ تكون سببَ فِتنَتِهم فيَكفروا بالحقّ مِن ربّهم جميعًا فيُهلِكهم الله، ولذلك أمَر الله المؤمنين بعَدَمِ السُّؤال عن أيَّة آيةٍ في القرآن العظيم إن عَجزوا عن مَعرِفَةِ بيانِها حتى لا يُبيِّنها الرسول - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ومِن ثمّ يَسُوءُهم بيانُها فيُنكِرونَها ثمّ يُصبِحونَ بها كافرين؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّـهُ عَنْهَا ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ ﴿١٠٢﴾} صدق الله العظيم [سورة المائدة].

وهذه الآياتُ في طَيّاتِها حقائِقُ عِلميّة يَجهلونَها وأعفَى اللهُ عن بيانِها محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كما أعفَى كافّة الأنبياء والمُرسَلين مِن قَبلِه في كافّة الكُتبِ التي ابتَعثَ الله بها الأنبياء عن بيانِها، وبعضٌ منهم سأل وأصَرَّ على الجوابِ ثمّ بيَّنها الأنبياء ثمّ أصبَحوا بها كافرين! وحتى لا تكون هذه الأشياء التي لا يُحيطونَ بعِلمِها وهي الحقائق العلميّة لآياتِ الكتاب إن يسألوا عنها حين نُزولِها تَبدُ لهم بالبيان الحقّ مِن محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ومِن ثمّ تَسُؤهم لأنّها لم تَتقبّلها عقولُهم لأنّهم لا يُحيطونَ بها عِلمًا ومِن ثمّ يكفرون بها ومِن ثمّ تكون سببَ فِتنَتِهم عن الحقّ ولذلك أمَرهُم الله بعَدَمِ السؤال، وقال تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} صدق الله العظيم.

ومِن خلال هذه الآيات يَتبيَّنُ لعلماء الأمّة أنّ الله قد عفا رُسله عن بيانِ الآياتِ العِلميّة في الكتابِ ولكنّ الله لم يُنزّلها عبَثًا سبحانه فلا بُدّ أن يبعَثَ آخر الزمان المُكلَّف بِبَيانِها تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم.

وتصديقًا لقول الله تعالى: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا} صدق الله العظيم [سورة النمل: 93].

وبما أنِّي أعلمُ عِلمَ اليقين أنِّي الإمامُ المهديُّ المنتظَرُ المُكلَّفُ بالبيانِ العِلميّ لهذه الأمّة لقومٍ يَعلمونَ منهم، ولا ولن يَفقهَ البيانَ العِلميّ إلّا أصحابُ الاختِصاصِ في المَجالِ الذي أُحاجُّكم فيه، وبما إنِّي الإمامُ المُكلَّفُ بالتّحدّي العلميّ في الكتابِ لكافّة علماءِ الأمّة على مُختَلَفِ مَجالاتِهم العلميّة، أقول لهم ما أمَرني الله به أن أقوله لهم: {فَأَيَّ آيَاتِ اللَّـهِ تُنكِرُونَ} صدق الله العظيم [سورة غافر:81]، مِن الذّرة أصغَر شيءٍ في عِلمِ الكتاب إلى أكبر شيءٍ خلقَه الله وهي الشجرة - سدرة المُنتهى - بأُفقِ الكون العظيم، وتُحيطُ بالسّماواتِ والأرضِ وتُحيطُ بالجنّة التي عَرضُها كعَرضِ السّماواتِ والأرضِ مِن كافّة الجوانبِ، وهي حِجابُ الربّ - سبحانه الرّحمن على العَرشِ استَوى - ولذلك أينما تُوَلّوا وُجوهَكُم فثمَّ وجهُ الله؛ يَعلمُ ما يَلِِجُ في الأرضِ وما يَخرُجُ منها وما يُنزِّلُ مِن السماءِ وما يَعرُج فيها، ولا يَعزُبُ عنه مِثقال ذرَّةٍ في السّماواتِ ولا في الأرضِ وهو بكُلّ شيءٍ عليمٍ.

ولا أتفكّرُ في ذاتِه سبحانَه فأتّبع أمرَ الشيطان، بل أتّبعُ أمرَ الرّحمنِ وأتفكّرُ في قُدُراتِه؛ إلى السماءِ كيف رُفعَت وإلى الجبال كيف نُصِبَت وإلى الأرضِ كيف سُطِحَت، وأُبصرُ في نفسي وما حَولي مِن آيات ربّي، ومِن ثمّ أقول: كم أنتَ عظيمٌ يا إلهي! أشهدُ أنّ لا إله غيرُك ولا مَعبُودَ سِواك، سبحانك ربّي وتعالَيتَ عُلوًّا كبيرًا، وأعيُني تَفيضُ مِن الدَّمعِ مِمّا عَرفتُ مِن الحقّ.

ويا مَعشَر البشر؛ أفلا تَعلمونَ الفرقَ بين الأنعامِ والإنسان؟ إنّه التّفكيرُ فيما حَولنا مِن آياتِ الله؛ وذلك لأنّ البقرَ لا تتفكّرُ في السماءِ كيف رُفِعَت ولا في الجبال كيف نُصِبَت ولا في الأرضِ كيف سُطِحَت؛ بل سَخّرَها اللهُ للإنسانِ وذلّلها له، ويُخرِجُ له منها مِن بين فَرثٍ ودَمٍ لبنًا خالِصًا سائغًا للشّاربين، ومنها يأكلون ومنها يلبَسون ومنها ما يَحمِلُ أثقالهم إلى بلد لم يكونوا بالِغِيهِ إلّا بِشقّ الأنفُسِ، فكيف بنِعمة الله على الأمّة اليوم الذين أحاطَهم الله بما خلَق وصَنَعوا سيّاراتٍ وطائِراتٍ وقِطاراتٍ ونطق الحديد وقرب البعيد؟! فاكتَمَلت الأشراطُ الصُغرَى ودَخلتُم في الكُبرَى، فبَعثَ اللهُ الإمامَ المهديّ بقَدَرٍ مَقدورٍ في الكتابِ المَسطور بالبيانِ الحقّ للذِّكر، وأنّ الشمسَ أدركَت القمر تصديقًا لإحدَى أشراطِ السّاعة الكُبَر وآية التّصديق للمهديّ المُنتظَر مِن آل البيت المُطهر (الإمام ناصر محمد اليماني) الذي لا يأمُرُكم إلّا بما أمَرَكم به الله ورسوله، ولا أنهاكم إلّا عمَّا نَهاكم الله عنه ورسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

ويا معشر علماء الفلَك لطالما بيَّنتُ لكم البيانَ العِلميّ الفلَكيّ في القرآن العظيم ولكنّي أجدُ أنّكم لا تُنكِرونَه شيئًا ومِن ثمّ تَصمُتونَ عن الحقّ، والسّاكِتُ عن الحقّ شيطانٌ أخرَس أصمُّ أبكمُ أعمى، وشرُّ الدّوابِّ عند الله الصُّمُّ البُكمُ العُمي الذين لا يَعقِلون؛ الذين إن تَبيَّنَ لهم الحقّ لا يَعتَرفونَ به ولا يتَّخِذونه سبيلًا، أولئِك مِن شياطينِ البشر، فهل تَرضَون أن تكونوا مِن شياطينِ البشر؟ فأولئِك مِن أشدِّ الناس عذابًا في الدنيا والآخرة؛ بل أجِدُهم في القرآن العظيم هم أولى بالنار صِلِيًّا؛ تصديقًا لقول الله تعالى: {ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيًّا ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [سورة مريم].

ألَا إنّهم السّاكِتونَ عن الحقّ بعدما تَبيّنَ لهم أنّه الحقُّ مِن ربّهم، أولئِك أشرُّ الدَّوابِ في الكتابِ وكتَبَ الله لهم أشدَّ العذابِ لأنّهم أعرَضوا عن الحقّ وهم يَعلَمون أنّهُ يَنطِقُ بالحقّ ويَهدي إلى صراطٍ مُستقيم، والعِلمُ أمانةٌ في أعناقِكم أحاطَكم الله بها وكُلٌّ حسبَ اختِصاصِه جَعله الله مِن شُهداء البيانِ الحقّ للإمام المهديّ الذي أوتِيَ عِلمَ الكتابِ الذي جاء به خاتم الأنبياءِ والمُرسَلين محمدٌ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فإن كفَرَ به المسلمون والناس أجمعون، فكفَى بالله شهيدًا والمهديّ المنتظَر على البيانِ الحقّ للكتابِ الذي أنزَله الله على محمدٍ رسول الله إلى الناس كافّة، فإن كفَر بالبيانِ الحقّ الكفارُ والمسلمون، فكفَى بالله شهيدًا والإمام المهديّ الذي آتاهُ اللهُ عِلمَ الكتاب، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا ۚ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّـهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [سورة الرعد].

فلا تَكفُروا يا معشَر عُلماء الفلَك بالبيانِ الحقّ مِن ربّكم الذي سوفَ يُصدّقُه العِلمُ والمَنطِقُ الذي أحاطَكم الله بعِلمه ولم يَجعَل الله الإمام المهديّ مِن الجاهلين، فلربّما يَظُنّ عُلماءُ الفلَك أنّ ناصر محمد اليماني يَجهَلُ العِلم الفلَكيّ الفيزيائيّ، ولذلك يُعلِنُ لأهلِ مكة وما جاوَرَها أهلّة المُستَحيل علميًّا، فيَظُنّونَ أنّ تِلكَ توَقُّعاتٌ مِنِّي بالظنّ الذي لا يُغني مِن الحقّ شيئًا، ومِن ثمّ يُعرضونَ عن الحقّ مِن ربّهم، وحتى تعلَموا أنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يَنطِقُ بالحقّ في كلّ مَجالاتِ العُلوم بدِقَّةٍ مُتَناهِيَةٍ ويأتي بِسُلطانِ عِلمه مِن كتابِ الله القرآن العظيم، فتَعالوا لأُبيِّنَ لكم عِلمَ الفلَكِ القُرآنِي لتَعلَموا أنّني لستُ مِن الجاهلينَ بما أحاطَكم الله به مِن عِلم جرَيانِ الشمس والقمر ووِلادة الأهلّة، وقال الله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [سورة يس]، وتلك آيةٌ مُحكَمةٌ لا مَجازَ فيها كما على الله يَفتَرون، يُفتيكم بالحقّ أنّ الشمس تَجري في فلَكِها المَعلوم إلى قدَرها المَحتُومِ؛ وقدَرُها المَحتوم هو أجَلُها المُسَمَّى، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى} صدق الله العظيم [سورة لقمان: 29].

وقد رأيتُ رُدودًا مِن بعضِ فَطاحِلة عُلماء المسلمين يقول: "يا ناصر محمد اليماني يا مَن تزعم أنّكَ تُحاجّ الناس بالقرآن وتفتي أنّ الشمس أدرَكت القمر، ونَسيتَ قول الله تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [سورة يس]".

أو يأتي سائِلٌ أظهَرَهُ الله على أمرِنا بقَدَرٍ مَقدُورٍ في الكتابِ المَسطورِ لعلّه يَبحثُ في هذه الأمورِ عن الحقّ مِن ربّه، ومِن ثمّ يَذهبُ إلى أحَدِ علماء المسلمين ويقول: "يا شيخ؛ قرأتُ في كثيرٍ مِن المَواقِع بالإنترنت العالميّة بياناتٍ لرَجلٍ يُدْعَى ناصر محمد اليماني، يُعلِنُ للبشرِ أنّ الشمسَ أدرَكَت القمر تصديقًا لإحدَى أشراطِ السّاعةِ الكُبرى"، ومِن ثمّ يفتيهِ مِن فَورِه ويقول للسّائِل: "احذَرهُ! فذلك كذّابٌ أشِرٌ وليس المهديّ المنتظَر، والدَّليلُ على كَذِبه قول الله تعالى: {لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم". ومِن ثمّ يَخَرُج السّائِلُ حزينًا مِن بعد فرَحِه أنّه وجَدَ الإمامَ المهديّ المنتظَر، أولئِكَ مِن أشرّ العلماءِ تحتَ سَقفِ السماءِ لأنّهم ليسوا مِن أولي الألباب، ولو كانوا مِن أولي الألباب لاستَمَعوا القولَ إلى آخِرِه ومِن ثمّ يتّبِعونَ أحسنَه، وذلك لأنّ هذه الآية ممكن أن يُجادِلَني بها أيّ قارئٍ للقرآن، وأنا لا أُنكِرُها بل أُثبِتُها بالعِلمِ والمَنطِق على الواقِعِ الحقيقيّ أنّ الشمس والقمر والأرض، {كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى} [الرعد:2]، و{وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [سورة يس: 40] صدق الله العظيم، وأمّا القمر فقدَّرَهُ الله مَنازِلَ مِن المحاقِ المُظلِم، وكانت الشمس والقمر في نُقطَتَينِ مُتَطابِقتَينِ مِن الأعلى إلى الأدنى؛ فتمّ الانطِلاقُ وتَحرَّك القمرُ شرقًا والشمس وراءَه شرقًا، والأرض تحرَّكت شرقًا والنّهار شرقًا والليل يَطلبُه حثِيثًا ويَجري وراءَه شرقًا، وكلٌّ في فلَكٍ يَسبَحون! فلا يَختَلُّ نِظامُ جرَيانِ الشمس والقمر والأرض حتى يَدخُلَ البشر في عَصرِ أشراطِ السّاعة الكبرى، ومنها أن تُدرِكَ الشمس القمر قُبَيلَ أن يَسبِقَ الليل النّهار بسببِ التَّغييرِ في حرَكة الأرض، وذلك لأنّ الليل والنّهار يتّجِهونَ وهم يتَطارَدونَ مِن الغربِ إلى الشرقِ، فأينَ حُدودُ الليل مِن ناحِيَة الغرب؟ ومَعلومٌ أنّه المَغرب. وأين أوّل اليوم؟ فمَعروفٌ أنّه الفجر، وتحرّك الليل شرقًا فيَبدأ بالتَّناقُصِ حتى تَدخُلوا في الفجر أوّل اليوم. إذًا النّهارُ يتَقدّمُ الليلَ شرقًا والليل يَطلبُه حثيثًا مِن ناحِيَة الغرب. تصديقًا لقول الله تعالى: {يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا} [سورة الأعراف: 54].

يُولِجُ الليل في النّهار مِن ناحِيَة الشّرق ولذلك يَظهر الفجرُ؛ والضِّياء يُزيلُ الظُلمة نظرًا لدخولِ الليل في مَنطِقة النّهار، ويُولِج النّهار في الليل ولكن مِن آخر النّهار مِن جِهة الغربِ يدخل النّهار في الليل ولكنّ أوّل النّهار هو بالفجر، والليل يَطلبُه حثيثًا نحو الشّرق، ومِن ثمّ يَتبيّنَ لكم كيف يَسبِقُ الليلُ النّهار؛ وهو أن يكونَ الشرقُ غربًا والغربُ شرقًا، وهذا الحدَثُ لا ينبغي له أن يَحدُث حتى تُشرِقَ الشمس مِن الغربِ نتيجةَ انعكاسِ دَوَرانِ الأرض بسببِ مُرور كوكب النار سقر اللوّاحة للبشر، ويَحدُثُ ذلك ليلة ظهور المهديّ المنتظَر على كافّة البشر إن أبَوا أن يتّبِعوا البيانَ الحقّ للذِّكر ويُصَدّقوا بخليفة الله المهديّ المنتظَر فيُطيعوا أمرَه سُجودًا لأمرِ ربّهم، وأمّا إذا صدّقَ البشرُ بشَأنِ خليفة الله وأطاعوا أمرَه؛ فإنّ الله قادرٌ أن يَصرِفَ عنهم كوكب النّار المَحتُومِ بِحَوله وقُوَّتِه ولن يَصرِفَها عنهم سِواه، فإن أبَوا فلا مَفَرّ منها ويُهلك الله بها كثيرًا ويُعذِّب كثيرًا. وأقسمُ بربّ السّماواتِ والأرض وربّ العرش العظيم أنّه لنَبأٌ عظيمٌ أنتم عنه مُعرِضون وتَصِفونَنِي بالجُنون! فمَن يَصرِفُ عنكم عذابَ الله إن كنتم صادِقين؟

ويا قوم، لقد أدركَت الشمس القمر نذيرًا للبشر مِن شرطِِ آخر في يومٍ عَسِرٍ، يوم يَسبِقُ الليل النّهار بسبب مُرورِ كوكب النار، يومَ يَبيَضّ مِن هَولِها الشَّعرُ وتَبلغ القلوبُ الحناجِر، فهل مِن مُدّكر؟

يا أيّها الناس حَرامٌ عليكم، والله العَلِيّ العظيم حَرامٌ عليكم الإعراضُ عن إنسانٍ بَشرٍ مِثلكم يُريدُ لكم النّجاة، فتُوبوا.. إلّا أن تُهلِكوا أنفسَكم بالإعراضِ عن الحقّ مِن ربّكم برغم أنّه تَبيّنَ لعلماء الفضاءِ منكم أنّ النار قادمةٌ بلا شكٍ أو ريبٍ، ويظنّونَ أنّها سوفَ تَمُرُّ في يوم الجمعة 21 ديسمبر 2012، فلا تأمَنوا مَكرَ الله وتَرَونَه بعيدًا، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا ﴿٦﴾ وَنَرَاهُ قَرِيبًا ﴿٧﴾ يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ ﴿٨﴾ وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ ﴿٩﴾ وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [سورة المعارج]، إنّما ذلك كوكب النار يُمطِر عليكم بكسفٍ مِن السماء مَليءٍ بالحجارة الكِبريتِيّة، تُشعِلُ الأرض وتحرِقُكم وتُدَمِّركم تدميرًا يا معشر الكفار بالبيان الحقّ للذِّكر؛ أفلا تتّقون؟

ويا قَوم؛ والله الذي لا إله إلّا هو أنّي لستُ مَن أخبَرَكُم بهذا، وأنّه محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - حذّرَهم بكسفٍ يَسقُطُ عليهم مِن السّماء، ولذلك ردَّ الكفار عليه: {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا} صدق الله العظيم [سورة الإسراء: 92].

بل لدرجةِ أنّهم قالوا: {وَإِذْ قَالُوا اللَّـهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنفال].

ومِن ثمّ أكّدَ الله لكم سُقوطَ كِسف الحِجارةِ بالدُّخانِ المُبين، وقال الله تعالى: {أَمْ لَهُمْ إِلَـٰهٌ غَيْرُ اللَّـهِ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٤٣﴾ وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ ﴿٤٤﴾ فَذَرْهُمْ حَتَّىٰ يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ ﴿٤٥﴾ يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٤٦﴾ وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَٰلِكَ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [سورة الطور].

وهل تَعلَمونَ ما هو العذابُ الذي دونَ ذلك؟ إنّه التَّناوُشُ مِن مكانٍ بعيدٍ مِن قبل الاقتِرابِ، ولكنّ أكثَركم لا يَعلمون! أفَكُلَّما عذّبَ الله طائِفةً منكم لعلَّكم تَعتَبِرون، قلتُم إنّما هي كوارثُ طبيعيّة! قاتَلكم الله أنّى تُؤفَكون، أتَحسَبُونَها فَوضَى فيَنسَجرُ البحرُ على اليابِسةِ وقتَما يَشاءُ! كيفما يشاء! أو تُزلزَلُ الأرض وقتَما تَشاء! كيفما تشاء! فاتّقوا الله، إنّ السّماوات والأرض لا تَجرُؤ على قَتلِ نَفسٍ بغير الحقّ ما لم يَأمُرها الله بذلك، تصديقًا لقول الله تعالى: {فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} صدق الله العظيم [سورة فصلت: 11].

والسماء تَحقِدُ على المُعرضينَ عن عِبادَة مَن هي تَعبُدُه؛ الله الواحد القهّار، والجبال والأرض تَحقِدُ على المُعرضين عن عبادة مَن هي تَعبُدُه؛ الله الواحد القهّار، وكذلك الجبال المُسَبِّحَة بِحَمدِ ربّها تَحقِدُ على الذين يُعرِضونَ عن عِبادة مَن هي تَعبُده وتُسَبِّحُ له؛ الله الواحد القهّار، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَـٰنُ وَلَدًا ﴿٨٨﴾ لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا ﴿٨٩﴾ تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ﴿٩٠﴾ أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدًا ﴿٩١﴾} صدق الله العظيم [سورة مريم].

فانظروا لسبب غضَبِهم هو: {دَعَوْا لِلرَّحْمَـٰنِ وَلَدًا} صدق الله العظيم. إذًا غَضَبُ السماءِ والأرضِ والجبالِ والبحارِ والأحجارِ بسببِ غَضَبِ الربّ الذي تُسبِّحُ له السّماواتُ والأرض، وتُريدُ السّماوات أن تقَعَ عليكم والأرض أن تَبلعَكم والبحر أن يُغرِقَكم والجبال أن تَخِرّ عليكم هَدًّا، ولكن مَن الذي يَمنَعهم؟ إنّه الحليمُ الغفور، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا ۚ وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [سورة فاطر].

فانظروا لرحمةِ الله أن لولاهُ لانقَضَّت عليكم السّماوات مِن شِدّة غَضَبهِنّ لِفسادِ أهلِ الأرض، وقال الله تعالى: {وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [سورة الحج: 65].

ولكنّ الله يُمهِل كثيرًا ولكنّه لا يُهْمِل، فأمهَل الله قوم نوح ألف سنةٍ إلّا خمسين عامًا، وأمهَلكم الله أكثرَ مِنهم، وقد جاء أجَلُ المُعرِضينَ عن الذِّكر؛ رسالة الله إلى العالَمِين لمَن شاء منهم أن يستقيم؛ فأبى وأعرَض هذا الزمان - المسلمون والكفار سَوِيًّا - إلّا قليلًا وأكثرهم للحقّ كارهون.

ويا أيها الناس، ما بالُ علمائكم المُشرفين على مُنتَدَياتِكم (فصول علمكم) يقومون بحذفِ بيان المدعو ناصر محمد اليماني بغير الحقّ؟ ومَن أظلمُ ممّن كتَمَ الحقّ في مُنتَداهُ لأنّه خالفَ هَواه؟! أولئِك لهم مِن الله عذابٌ عظيمٌ حتى لو عبَدوا الله ألف عامٍ يقومونَ الليل ويَصومون النّهار، حتى إذا جاءَه الحقّ مِن ربّه ونظرَ إليه وعَلِمَ أنّه يدعو إلى الله؛ ومِن ثمّ يُخالِفُ بَعضَه هَوَاهُ وهو ما كان عليه؛ ومِن ثمّ يقومُ بإخفائه أو حَذفِه، ولم يكتَفوا بذلك فحسب بل كذلك يقومُ بحَجبِ الدّاعي إلى الله! ويا وَيلكم مِن غَضَبِ ربّكم بسببِ فِعلِكم،
ويا قوم ألا تقولون كمثل قول مؤمن آل فرعون التَّقِيّ: {وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} صدق الله العظيم [سورة غافر: 28].

ويا قوم؛ إنّ جهنّم تتَّقِي الله وعلى الله غَيُورة، وسوفَ تَسمَعون صوتَ زئيرِها وزَفيرِها يوم تَراكُم، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [سورة الفرقان].

وتلك هي نارُ الله سقر لوّاحةٌ للبَشر، وعندما تظهرُ ترَونَها وكأنّها نُسخةً طِبقَ الأصلِ لشَمسِكم كما أراني الله ذلك، والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ، ولعنة الله على ناصر محمد اليماني لعنًا كبيرًا إن كان مِن الكاذبين.

ويا قوم، إنّي لستُ جاهلًا أقول على الله ما لم أعلم؛ ذلك لأنّي أعلمُ جزاءَ الذين يقولون على الله ما لا يَعلمون، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [سورة الزمر].

ويا قوم، إنّ نار جهنّم قادمةٌ، ثمّ ظهور الإمام المهديّ مِن بعد التّصديقِ، ثمّ خروج الدّابة وأصحاب الكهف، ثمّ خروج يأجوج ومأجوج بقيادةِ المسيح الدّجال الذي يُريد أن يقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم ويقول أنّه الله؛ وما كان لابن مريم أن يقولَ ذلك بل هو كذّابٌ ولذلك يُسمَّى المسيح الكذاب، ولكن أكثَركم لا يعلمون؛ بل جميع علماءكم لا يعلمون، وإنما أخبَركم الإمامُ المهديُّ الحقُّ مِن ربّكم لماذا يُسمى المسيحُ الكذابُ بالمسيح الكذاب؛ وذلك لأنّه سوف يقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم، ويقول أنّه الله، ولذلك يُسمّى المسيح الكذّاب، ويُريد أن يقول لكم فقد رأيتُم النار، وأمّا الجنة فاتّبِعوني أُدخِلكم جنّتي وهي مِن تَحتِ الثّرى، وهي لله وليست لعَدُوِّ الله، فاتّقوا الله يا معشر هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة وقولوا:

"يا أيّها الناس لقد تبيّن لنا أنّ هذا الرجل يدعو إلى الحقّ ويَهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ، وأمّا بالنسبة هل هو الإمام المهديّ أم غيره فلا نعلمُ؛ والمُهمّ أنّه يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ، ويُخَوِّفُنا بكوكبِ العذاب ويفتينا أنها جهنّم ذاتَها ونَخشى أن يكونَ مِن الصّادقين، ونقول لكم نحن مَعشر هيئة كُبار العلماء قول مُؤمِن آل فرعون الحكيم: {وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} صدق الله العظيم [سورة غافر: 28].

ومِن ثمّ تُنادونَ مُفتي الدِّيَار الإسلاميّة للاجتِماع في المملكة العربيّة السعوديّة، ثمّ نتَدبَّر بيانات المدعو ناصر محمد اليماني، ثمّ نفتِي الناس في شأنِه جميعًا؛ سواءٌ تبيّنَ لنا أنّه يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ فسوفَ نقول له اظهَر أيّها الإمام ناصر محمد اليماني فنحن كافّة مُفتي الديَار الإسلاميّة بانتِظارِكَ عند البيت العتيقِ كما وعَدتَنا أنّه مِن بعدِ التَّصديقِ تَظهرُ لنا عند البيتِ العتيق للمُبايعة على الحقّ، وإن وَجدنا هذا الرجل المدعو ناصر محمد اليماني يُحاجّ بغير علمٍ ولا هُدًى ولا كتابٍ مُنيرٍ؛ فكذلك سوف نفتي في شأنه سَوِيًّا للناس أجمعين حتى لا يُضِلَّ أحدًا مِن المسلمين عن الصّراط المستقيم، وذلك لأنّنا قد وجَدنا له أتباعًا ومُصدّقين مِن مُختَلفِ دُوَلِ العالم، فإن كان على ضَلالٍ وترَكْنا الفتوى في شأنِ ناصر محمد اليماني فإنّ أمره سوف يَستفحِل، وهذا خطيرٌ على الإسلام والمسلمين إن كان المدعو ناصر محمد اليماني على ضَلالٍ مُبين، وإن كان هو الإمام المهديّ الحقّ مِن ربّ العالمين فكيف نُعرضُ عن الحقّ حتى نرى العذابَ الأليم! وذلك لأنّه لا يحاجّنا بغير كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ كما يفتينا بذلك، فهَلُمُّوا يا معشَر علماء الأمّة إلى جانبِ هيئة كبار العلماء بالمملكة العربيّة السعوديّة سَوِيّا نتَدبّرُ شأنَ هذا الرجل عسى أن يكون مَبعوث خيرٍ لنا مِن الله وعِزًّا لنا ونحن عنه مُعرِضون، وإن تَبيّنَ لنا أنّه مِن الضّالين المُضلّين كَفَينا الناس شَرَّهُ وأفتينا الناس في قتلِه وحتى ولو اعتَدَينا عليه بغير الحقّ؛ فإذا كان الإمام المهديّ الحقّ مِن ربّ العالمين فلن يَستطيع أن يَقتُلَه أحدٌ، وحقٌّ على الله أن يُدافعَ عن خليفتِه بما يَشاء كيفما يَشاء، وذلك لأنّ الله مُتِمٌ بعَبدِه نورَه ولو كرِهَ المُجرمون ظهورَه، والله بالغٌ أمرَه ولكنّ أكثرَ الناس لا يَعلمون".

وسَلامٌ على المُرسَلين؛ والحمدُ لله ربِّ العالمين ..
الإمامُ المهديّ الداعي إلى الصّراط المستقيم؛ ناصر محمد اليماني.
__________
آخر تحديث: 06-01-2024 12:07 AM