الموضوع: من صاحب علم الكتاب إليكم بيان عدد السنين والحساب

11

مزيد عن أسرار الحساب عن يوم الله في الكتاب ..

- 11 -
الإمام ناصر محمد اليماني
26 - 12 - 1430 هـ
24 - 11 - 2009 مـ
12:04 صباحاً
ـــــــــــــــــــــــ



مزيد عن أسرار الحساب عن يوم الله في الكتاب ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة أنبياء الله ورسله وآله المتطهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، ولا أُفرق بين أحدٍ من رسله، وأنا من المسلمين..
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار وكافة الزوار الباحثين عن الحقّ ضيوف طاولة الحوار، قال الله تعالى في محكم الذكر:
{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّـهُ وَعْدَهُ ۚ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ﴿٤٧} صدق الله العظيم [الحج].

ويا معشر المسلمين والباحثين عن الحقّ من العالمين، فهل في عصر تنزيل القرآن العظيم قبل أكثر من (1400) سنة هل كان يوجد لدى البشر الوحدة الحسابيّة للزمن؟ والجواب: فأنتم تعلمون أنهم لم يكونوا قد اكتشفوا الوحدة الحسابيّة وإنما يحسبون المواقيت بالظل فيقوم أحدهم بنصب عصا في الأرض فينظر إلى ظِلّها، وذلك لأنّ البشر لم يكتشفوا
الوحدة الحسابيّةَ الدقيقةَ وهي (الثانية)، ولم يكتشف البشر الوحدة الزمنيّة لحساب الوقت إلا في الثورات العلميّة للبشر لبدء التطور فاكتشفوا الوحدة الحسابيّة للزمن وهي الثانية ومنها يبدأ الحساب للزمن، وجاء هذا الاكتشاف مصدقاً للوحدة الحسابيّة في الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّـهُ وَعْدَهُ ۚ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ﴿٤٧} صدق الله العظيم [الحج].

وأثبتنا لكم في الكتاب البيان الحقّ للحساب بدءًا من الوحدة الحسابيّة وهي الثانية أنّ يوم الحساب لأسرار الكتاب يتكون من الثانية وهي الوحدة الحسابيّة المعتمدة لحساب حركة الكواكب فيبدأ بالثانية حتى إذا انقضت ستون ثانية تتكون الدقيقة، حتى إذا انقضت ستون دقيقة فتتكون الساعة، ثم يبدأ تكوين اليوم حتى إذا مضت 24 ساعة يكون اليوم، ليبدأ تكوين الشهر حتى إذا مضى ثلاثون يوماً فيتكون الشهر، فيبدأ لتكوين السنين، حتى إذا مضى اثنا عشر شهراً تمّ تكوين الحساب في الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّـهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّـهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} صدق الله العظيم [التوبة:٣٦].

وهذا نظام كونيّ للأرض والشمس والقمر وكافة الكواكب المتحركة في كتاب الله فلا يوجد شيء ثابت من الحركة إلا الشجرة وهي سدرة المنتهى ذات الأصل الثابت من الحركة، وتوجد بالأفق المبين وليس في أفق السماوات؛ بل في أفق الجنة. وحجم الجنة هو بالضبط كحجم الكون الأدنى، فما هو الكون الأدنى؟ ألا وإنه الفضاء الكوني الذي يحتوي السماوات والأرض وتتجمع خطوط المسافات الكونيّة في نقطةٍ محددةٍ في الكتاب بدقةٍ متناهيةٍ عن الخطأ وهي في مركز الكون والأرض وهو المكان الذي جعل الله فيه مكان بيته المعظم الذي {بِبَكَّةَ} فأمر رسوله إبراهيم أن يبني فيه الكعبة وهو بيت الله المعظم. تصديقاً لقول الله تعالى: {جَعَلَ اللَّـهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ} صدق الله العظيم [المائدة:٩٧].

وكان اختيار مكان بيت الله المعظم في مركز الكون والأرض، ولم يتم عشوائيّاً بل بأمرٍ من الله إلى رسوله إبراهيم عليه الصلاة والسلام تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ} صدق الله العظيم [الحج:٢٦].

وهو أول بيت وضع للناس تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ ﴿٩٦} صدق الله العظيم [آل‌ عمران].

وما يقصد الله بقوله تعالى:
{وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} صدق الله العظيم؟ وذلك لأنّ فيه آياتٌ بيّناتٌ غير مقام إبراهيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:97]. فحقّ على المهديّ المنتظَر أن يبيّن لكم من آيات الله البيّنات لعلمائكم في بيت الله المعظم بمركز الأرض والكون تصديقاً لقول الله تعالى: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ} صدق الله العظيم. أي من آيات التصديق لهذا القرآن العظيم أنه من لدُن حكيمٍ عليمٍ، أفلا يؤمنون؟ وإذا كان بيت الله المعظم في مركز الدائرة الكونيّة، وبما أنّ مركز تجمع الخطوط للدائرة هو علميّاً ومنطقيّاً يكون بالضبط في نقطة المركز للدائرة ثم تأتي الوحدة القياسية لخطوط الدائرة إلى مركز الدائرة فوجدنا في كتاب الله أنّ مركز الدائرة الكونيّة هي في المكان الذي أمر الله خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن يبني فيه بيت الله المعظم الكعبة الذي ببكة بمكة المكرمة، وقد أثبتنا لكم من قبل من محكم كتاب الله أنّ الأرض هي مركز الكون وبيت الله المعظم في مركز المركز في أمّ القرى مكة المكرمة التي بعث الله إليهم خاتم الأنبياء والمرسلين النبي الأمّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا} صدق الله العظيم [الشورى:٧]، فهي كذلك في مركز العالَم.

وأجد في كتاب الله أنّ مركز الجاذبيّة الكونيّة يوجد بالضبط في مركز الكون لتكون من آيات التصديق في بيت الله العتيق. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ﴿١٨﴾ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ۚ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَٰنُ ۚ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [الملك].

وهذه الآية لا يخاطب الله بها الذين لا يعلمون من كفار قريش بل يخاطب بها قوماً يعلمون في عصر المهديّ المنتظَر المكلف بالبيان الحق للذكر. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٩٣} صدق الله العظيم [النمل].

أي الحمد لله ببعث المهدي المنتظر؛ الإنسان الذي علّمه الرحمن البيان الحق للقرآن ليبيّنه لقومٍ يعلمون. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَكَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿١٠٥} صدق الله العظيم [الأنعام].

لأنّ من آيات الكتاب ما لن يفقهها على الواقع الحقيقي إلا القوم الذين آتاهم الله العلم في ذلك المجال فيجدون أنّ بيان الآيات في الكتاب بالعلم والمنطق هي الحقّ على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق بدقةٍ متناهيةٍ عن الخطأ ويرونها بالرؤية العلميّة اليقينية التي لا تحتمل الشك مثقال ذرة، ثم يتبين لهم أنه الحق من ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ ﴿٥﴾ وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

وقال الله تعالى:
{وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} صدق الله العظيم [آل‌عمران:١٣٣].

و إنما يقول الذين لا يعلمون: "كيف الجنة عرضها السماوات والأرض؟ وإنما الأرض كحلقة في الصحراء الكبرى فلا يساوي حجمها إلى حجم السماوات شيء؟ فما يقصد القرآن من ذلك؟". ثم يرد عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: إني أشهد لله أنّ الكون ليس متوازي أضلاع بل هو شبه دائري ومركز الدائرة للمسافات الكونيّة للسماوات تتجمع من كل الجهات في مركز المركز أي في مركز الأرض والكون، في نقطة بيت الله المعظم، وحين أقول الكون الأدنى فهي المسافة الكونيّة التي تحتوي على السماوات والأرض وتجمع الخطوط من الأعلى ومن الأدنى للكون قد جعل الله مركز تجمعها في مركز المركز، وقد علمناكم ما نقصد بمركز المركز وأنه مركز الأرض والكون، وقد بيّنا لكم أنه مكان بيت الله المعظم، مركز تجمع خطوط المسافات الكونيّة، فقد جعل الله في مقر بيته مستقر تجمع الخطوط للمسافات الكونيّة من الأعلى ومن الأدنى، وكذلك مركز الجاذبيّة الكونيّة، ولذلك تجدون في مستقر بيت الله المعظم مركز الأشعة الكونيّة، وهذه الآيات من بيان قول الله تعالى:
{فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ} صدق الله العظيم.

ومنها آيات علمية كبرى لا يدركها إلا أهل العلم منكم تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَكَذَٰلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿١٠٥} صدق الله العظيم [الأنعام].

وبما أنّي المهديّ المنتظَر قد أثبتُّ من مُحكم الكتاب أنّ بيت الله المعظم قد جعله الله هو في مركز الأرض والكون ولذلك فأنا أتحدى ليس فقط في تجمع خطوط القوى المغناطيسية الأرضية بل الكونيّة من أُفق السماء السابعة جنوباً إلى أفق السماء السابعة شمالاً وإنا لصادقون
{فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ} صدق الله العظيم. ويقصد الله تعالى بفتواه أنّ في مقر بيت الله العتيق آياتٌ بيّناتٌ للتصديق أي حقائق علميّة ليعلموا أنّ هذا القرآن حقّاً من لدن حكيمٍ عليمٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ هَـٰذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٣٧} صدق الله العظيم [يونس:٣٧].

ولا يزال لدينا الكثير من حقائق الكون العظيم في محكم الكتاب وأكثرها لم يحِط اللهُ البشرَ بها علماً سواء في الكون الأدنى أو الكون الأعلى أو في أنفسهم.

فكذلك أجد في الكتاب أن الحيوان المنوي له ذريته. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ ﴿١٧٢} صدق الله العظيم [الأعراف]. ولا أظن العلم قد اكتشف بعد أنّ للحيوان المنوي ذُرية.

ولا يزال لدينا الكثير من عجائب هذا الكتاب، ولكن نخاطبكم على قدر عقولكم وما قد أحاطكم الله من علمه علّكم بكتاب الله توقنون وله تتبعون يا من اتخذتموه مهجوراً.

وفي ختام بياني هذا فلو يقول لكم المهديّ المنتظَر: يا معشر البشر إليكم من البيان الحقّ للذكر في أسرار الحساب، وأقول لكم ما يلي بالحقّ:

1- (( إن طول يوم الله في الكتاب كألف سنة ))
2- (( إن طول شهر الله في الكتاب كألف سنة ))
3- (( إن طول سنة الله في الكتاب كألف سنة ))

ثم يكون مجموع الحساب (360000) سنة بدقةٍ متناهيةٍ عن الخطأ حتى في ثانيةٍ واحدةٍ من ثواني البشر وهذا من عجائب آيات الله في الكتاب، في الحساب لحركة الكواكب فيتعجب أحدكم فيقول: "وكيف يكون طول يوم الله في الحساب في الكتاب كألف سنٍة وكذلك شهره كألف سنةٍ وكذلك سنته كألف سنة، ومن ثم يصبح الناتج ثلاث مائة وستون ألف سنة بحسب سنين البشر! فكيف يكون ذلك؟"، فيتعجب الباحث عن الحقّ وكافة الأنصار السابقين الأخيار، ثم يرد عليهم المهديّ المنتظَر ونقول:

فأمّا اليوم فهو كألف سنة مما تعدون.
وأمّا الشهر فهو كألف سنة من سنين القمر.
وأمّا السنة فهي كألف سنة من سنين الأرض ذات المشرقين.

ومن ثمّ تجدون ناتج ذلك هو ذات الناتج لسَنة الله في الكتاب (360000) وهي ثلاث مائة وستون ألف سنةٍ مما تعدون.

وأكرر: (360000) ألف سنة مما تعدون بحساب الوحدة الحسابيّة لثانية البشر برغم أن الحساب كان بحساب ثلاثة أيام مختلفة في طولها، فأمّا طول يومكم فهو 24 ساعة، وأما طول يوم القمر فهو ثلاثون يوماً، وأما طول يوم الأرض ذات المشرقين فهو كسنة، وجعل الله سرّ يومه
{كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}، وسرّ شهره كألف سنة من سنين القمر، وسرّ سنته كألف سنةٍ من سنين الجنة في الأرض ذات المشرقين، ثم نحصل على سنة الله في الحساب في الكتاب فنجدها (360000 ) ألف سنة مما تعدون لم يختل الحساب حتى في ثانية واحدة، وإنا لصادقون.

يا معشر المؤمنين بالقرآن العظيم، لو تعلمون كم فصّل الله في كتابه الحساب بدقةٍ متناهيّةٍ عن الخطأ فأنتم تعلمون أن لو يخطئ المهديّ المنتظَر في ثانيةٍ واحدةٍ لاختل الحساب كما علمتكم من قبل، لو تزيد أو تنقص ثانية فقط لاختلت الوحدة الحسابيّة من القمة للقاعدة.

واعلموا أنّ السنة الشمسيّة هي (360) وليس (365 وست ساعات) ثم تجعلون سنة كبيسة كلّ أربع سنوات وسنة رز مضغوط أفلا تتقون!
فلم أجد سنة كبيسة في كتاب الله بل هي نسيء، واتبعتم النسيء ولكن المهديّ المنتظَر يكفُر بالنسيء الذي أضلّكم عن الحساب الحقّ وأفركه بنعل قدمي، أفلا تعلمون أنّه إذا اختلت الوحدة الحسابيّة فهذا يعني أنها اختلت حركة القمر والأرض، أفلا تعقلون! بل سرّ الحساب في حركة الأرض والقمر. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ﴿١٢} صدق الله العظيم [الإسراء].

وهذه هي حركة الأرض اليوميّة، وأما الشهر فسر حركته في القمر. تصديقاً لقول الله تعالى:
{هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّـهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٥} صدق الله العظيم [يونس].

إذاً الحساب في الكتاب للبشر قد جعله الله في حركة الأرض والقمر، ولكنكم لا تحسبون لا بحركة الأرض الحقّ ولا بحركة القمر فاتبعتم النسيء زيادة في الكفر بما نزل في الذكر أنّ عدد الشهور عند الله اثنا عشر شهراً، والشهر ثلاثون يوماً واليوم 24 ساعة والساعة ستون دقيقة والدقيقة ستون ثانية في كتاب الله منذ بدء حركة الدهر والشهر منذ أن خلق الله السماوات والأرض، ولكنكم أعرضتم واعتمدتم السنة الميلاديّة والعبريّة التي تجعل الشهور أكثر من اثني عشر شهراً فضلّلتم البشر عن الحساب الحقّ في محكم الكتاب أنه بحسب حركة القمر والأرض بدقة متناهية عن الخطأ، ولذلك قال الله تعالى:
{لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ} وهذا في حركة القمر تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّـهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴿٥} صدق الله العظيم [يونس].

وفي حركة الأرض الذاتية لكي يتعاقب الليل والنهار. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ﴿١٢} صدق الله العظيم [الإسراء].

وحركة الليل والنهار هو بسبب حركة الأرض الذاتية الذي يُسبب تعاقب الليل والنهار بسبب ضياء الشمس، وأما القمر فهو مكلف بحركة الشهر لتعلموا عدد السنين والحساب، تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ اللَّـهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم.

وأمّا المهديّ المنتظَر فهو مكلفٌ بالبيان الحقّ للذكر ولكن أصحاب النسيء أعرضوا عن الحساب بحركة القمر لأنه سوف يفضحهم لا شك ولا ريب، فكم ضلّلوكم في كلّ شيء فاتّبعتموهم في كلّ شيء حتى ردّوكم من بعد إيمانكم كافرين بهذا القرآن العظيم، ولذلك أدعوكم إلى اتّباعه والاعتصام به، وأفتاكم الله ورسوله والمهديّ المنتظَر أنّ حبل الله الذي أمركم بالاعتصام به هو القرآن العظيم، فجعلتم جميع الفتاوي الحقّ وراء ظهوركم واعتصمتم بكل ما خالف كتاب الله، وتزعمون أنكم مهتدون! ألا والله لو كنتم لا تزالون على الصراط المستقيم لما جاء قدر بعث المهديّ المنتظَر ليخرجكم بالذكر من الظلمات إلى النور، فاتّبعوا الذكر يا معشر البشر خيرٌ لكم، وإن أعرضتم فلكم دينكم ولي دين ومن تبعني.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين ..
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
_______________

آخر تحديث: 04-12-2019 04:59 PM