الموضوع: حوارات الإمام مع محمود المصري المُكنى أبو حمزة في منتديات البشرى الإسلامية

1

حوارات الإمام مع محمود المصري المُكنى أبو حمزة في منتديات البشرى الإسلامية.


( حوارات الإمام المهديّ مع محمود المصري المُكنى أبو حمزة في منتديات البشرى الإسلاميّة )


- 1 -

الإمام ناصر محمد اليماني
11 - 07 - 1431 هـ
23 - 06 - 2010 مـ
08:52 مساءً
ـــــــــــــــــــــــ



رد الإمام المهديّ إلى محمود المصري المُكَّنى أبو حمزة ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً، وصلى الله وملائكته على محمود المصري وعلى الإمام المهديّ وكافة الأنصار وكافة المُسلمين لله ربّ العالمين. وقال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا ﴿41﴾ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴿42﴾ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۚ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ﴿43﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب].

وأهلا وسهلاً بأخي محمود المصري، ونُرحب بفضيلتكم ترحيباً كبيراً في طاولة الحوار العالميّة للبشر مُسلمهم والكافر
(موقع الإمام المهدي ناصر محمد اليماني) بغض النظر عمّن يكون محمود المصري، فالمهم لدينا فقط هو إجابة الدعوة للإمام المهديّ إلى الاحتكام إلى الله ولن أرضى بغير الله حَكَمَاً بين ناصر محمد اليماني وجميع ضيوف طاولة الحوار مُسلمهم والكافر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:10].

{أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

ويا أخي الكريم أبو حمزة محمود المصري، إنّي الإمام المهديّ أدعوكم منذ ست سنوات إلى الله ليحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون في الدين جميعاً المُسلمين والنصارى واليهود والناس أجمعين، وليس على الإمام ناصر محمد اليماني إلاّ أن يأتيكم بحكم الله من مُحكم كتابه من آيات الكتاب المُحكمات البيَّنات لعالمكم وجاهلكم لكُلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مُبينٍ من الناس أجمعين، وإذا لم يُهيّمن عليكم الإمام ناصر محمد اليماني بالحقّ فلستُ الإمام المهديّ، وإذا هيّمنت عليكم بمحكم كتاب الله القُرآن العظيم ومن ثم تعرضون فحتماً تنالُكم لعنة الله كما لعن المُعرضين من أهل الكتاب الذين اختلفوا في الدين من قبلكم وتمت دعوتهم إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فأعرضَ فريقٌ من أهل الكتاب. وقال الله تعالى:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:23].

وإنّما كان محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سوف يستنبط لهم حكم الله من محكم كتاب الله القُرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

وذلك لأنّ القرآن العظيم يقصّ عليهم أحكاماً كثيرةً مما كانوا فيه يختلفون. تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [النمل:76].

ويا محمود، غريبٌ أمركم معشر المُسلمين أليس المفروض أن تكونوا يا معشر المُسلمين أولى بالاستجابة للاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم؟ ومضى عليّ ست سنوات وأنا أُنادي عُلماء المُسلمين والنصارى واليهود إلى الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم وكانت النتيجة واحدة فلا يزالون مُعرضين كلّاً من عُلماء المُسلمين والنصارى واليهود، فأما المُسلمون فمنهم من قال أنّ للقرآن أوجهٌ مُتعددة ويريدون الاحتكام إلى بحار الأنوار! ويكاد الله أن يطمس وجوههم فيردّها على أدبارها لأنهم يشكّون أنّ ناصر محمد اليماني هو ذاته الإمام المهديّ ولا يزالون في ريبهم يترددون. وأما طائفة أخرى فقالوا بل القُرآن لا يعلمُ تأويله إلا الله ويريدون الاحتكام إلى كتاب البخاري ومُسلم! أولئك قومٌ لا يعقلون أصحاب الاتّباع الأعمى وجميعهم يريدون مهديَّاً منتظراً يأتي مُتبعاً لأهوائهم ويؤيّدهم على ما هم عليه، وهيهات هيهات.. وأقسمُ برب السماوات لا ولن أتّبع أهواءهم ما دُمت حيَّاً بإذن الله؛ بل لو يتبع الإمام المهديّ أهواء المُسلمين والنصارى واليهود لحصر الوسيلة إلى الله لأنبيائه ورُسله وأشرك بالله ثم لا أجدُ لي من دون الله وليّاً ولا واقٍ كما حذَّر الله نبيّه كذلك حذَّر خليفته. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَكَذَٰلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ} صدق الله العظيم [الرعد:37].

ويا محمود أبو حمزة، والله الذي لا إله غيره لو اجتمعتم كافة عُلماء المُسلمين والنصارى واليهود في طاولة الحوار العالميّة مُستجيبين دعوة الاحتكام إلى الله أنّكم سوف تجدون جميعاً أنّ ناصر محمد اليماني حقاً قد هيمن على كافة المُختلفين في الدين بالأحكام الحقّ من ربّ العالمين حتى أضعكم بين خيارين اثنين لا ثالث لهما؛ إمّا أن تتّبعوا محكم كتاب الله القرآن العظيم أو تعرضوا عنه، ومن ثم يفتح الله بيني وبينكم بالحقّ بآيةٍ من السماء فتظلّ أعناقكم من هولها خاضعين لخليفة الله على العالمين، وإنّي أعلمُ علم اليقين أنّ الناس أجمعين لن يؤمنوا بهذا القرآن العظيم حتى يأتيهم عذاب يومٍ عقيمٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} صدق الله العظيم [الحج:55].

ومن ثم بيَّن الله لكم في موضعٍ آخر أنّ شكهم في كتاب الله سوف يستمر حتى يأتيهم عذاب يومٍ عقيمٍ قبل قيام الساعة، وللأسف إنّ عذاب اليوم العقيم سوف يطال جميع قُرى البشر مُسلمهم والكافر بسبب إعراضهم جميعاً عن اتّباع كتاب الله القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

فهل تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى:
{كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا}؟ ويقصد أنّه سبق بيانه في مُحكم كتاب الله لعالِمكم وجاهلكم حتى إذا جاءكم ومن ثم يؤمن الناس جميعاً بكتاب الله القرآن العظيم ثم لا يكون في مرية منه الناس أجمعون لأنّهم سوف يؤمنون بالقرآن جميعاً يوم يأتيهم العذاب الأليم. تصديقاً لقول الله تعالى: {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ (7) لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان].

ويا محمود إنّه لنبأٌ عظيم أنتم عنه مُعرضون فمن يُنجيكم من عذاب يومٍ عقيمٍ إن أعرضتُم عن الدعوة إلى الاحتكام إلى الله؟ وذلك لأنّكم لم تعرضوا عن الاحتكام إلى ناصر محمد اليماني، وما عساي أن أكون إلا عبد لله مثلكم؟ بل أعرضتُم عن ربّ العالمين ورفضتُم الاحتكام إليه ثم لا تجدون لكم من دون الله وليَّاً ولا نصيراً.

ولربّما يودّ أخي أبو حمزة أن يقاطعني فيقول: "ولكنّنا مُسلمون يا ناصر محمد ومؤمنون بكتاب الله القرآن العظيم"، ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: إذاً فاستجيبوا إلى الله ليحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون إن كنتم صادقين، وما على خليفته الإمام المهديّ إلا أن يستنبط لكم حُكم الله من مُحكم كتابه القُرآن العظيم، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} صدق الله العظيم [الكهف:29].

ويا محمود، إنّي الإمام المهديّ المنتظر أدعو إلى الحقّ وأهدي إلى صراطٍ مُستقيمٍ، أعلن الكُفر المُطلق بعقيدة حصر الوسيلة إلى الله للأنبياء والمُرسلين؛ بل الوسيلة إلى الله هي لكافة عبيد الله في السماوات وفي الأرض من الذين هداهم الله من عباده أجمعين كما بيّن الله لكم طريقة عبادتهم الحقّ لمن أراد أن يقتدي بهداهم كما أمر الله خاتم الأنبياء والمُرسلين مُحمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يقتدي بهدى من هداه الله من قبله من عباده. وقال الله تعالى:
{أُوْلَئِكَ الَذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} صدق الله العظيم [الأنعام:90].

وبيَّن الله لنبيّه ولكم كيفية عبادتهم لربهم. وقال الله تعالى:
{يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

وصدر أمر الله إلى جميع المؤمنين بربهم أن يقتدوا بهدي الله فيبتغوا إليه الوسيلة أيهم أقرب إن كانوا إياه يعبدون. وقال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

ولكن الذين قال الله عنهم في محكم كتابه:
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106]، سوف تجدونهم يفرِّقون بين الوسيلة الحقّ في قول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ}، وفي قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم. وأما سبب تفريقهم بين الوسيلة إلى الله هي لأنّهم يريدون أن يتّبعوا الباطل المُفترى على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه حصر الوسيلة له من دون الصالحين وأمرهم أن يسألوها له وحده من دون المؤمنين حتى يشفع لهم يوم الدين؛ ألا لعنة الله على الكاذبين! وما ينبغي لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يأمر المُسلمين بتعظيمه فيحصر له الوسيلة إلى ربه من دون المؤمنين؛ بل قال عليه الصلاة والسلام: [سلوا الله الوسيلة فإنها درجة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو] صدق عليه الصلاة والسلام. ولكنه ليس وحده الذي يرجو أن يكون هو ذلك العبد بل جميع الذين هدى الله من عباده. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

ويا محمود، والله الذي لا إله غيره ربي وربكم أنّكم لن تهتدوا إلى الحقّ حتى تكفروا بتعظيم العباد إلى الربّ المعبود الذي لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً، ولا ينبغي أن يتميّز عبدٌ بالحقّ في ذات الله أكثر من عبيده الآخرين لأنه ليس لله ولدٌ حتى يكون له الحقّ أكثر من عبيده، سُبحانه وتعالى علّواً كبيراً! بل كُلّ من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً فجميعنا عبيدٌ لله نبتغي إليه الوسيلة مُتنافسون في حُبه وقربه من غير تعظيم عبد إلى ذات الله سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً، وجميع الأنبياء والمُرسلين إنما ابتعثهم الله بدعوةٍ واحدةٍ موحدةٍ أن اعبدوا الله ربي وربكم وما أمرهم أن يعظِّموه إلى الله فيحصروا الله له من دونهم إن كان حقاً يدعو إلى الله على بصيرةٍ من ربه فلن يأمر أتباعه أن يعظِّموه إلى الربّ المعبود؛ بل أن يكونوا عبيداً لله مثله فيعبدون ربّهم وربّ نبيّهم فينافسوا نبيّهم في عبادة ربهم أيُّهم أحبّ وأقرب. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} صدق الله العظيم [الكهف:28]، فاتّقوا الله يا معشر الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مُشركون.

ويا محمود، إن كنت باحثاً عن الحقّ ولا تريد غير الحقّ فحاورني حتى إذا وجدت أنّ ناصر محمد اليماني يهدي إلى الحقّ فقد أقيمت عليك الحجّة وأمرك الله أن تتّبع الحقّ وأن لا تأخذك العزّة بالإثم فتعرض عن ذكر ربك فيقيّض لك شيطاناً رجيماً، فلا تكن كمثل بعض علماء الأمّة الذين يأتون إلى طاولة الحوار لحوار ناصر محمد اليماني وكانوا يظنون أنّهم لن يلبثوا في حوار ناصر محمد اليماني إلا قليلاً فيقيموا عليه الحجّة حتى إذا تفاجأوا من العلم ما لم يكونوا يحتسبون فأقام الحجّة عليهم الإمامُ المهديّ ناصرُ محمد اليماني ومن ثم ينسحبون بصمتٍ فلا هم كذّبوا ودحضوا حجّة ناصر محمد اليماني بعلمٍ أهدى من علمه وأقوم سبيلاً وأصدق قيلاً ولا هم اتَّبعوا الحقّ من ربّهم بعدما تبيّن لهم أنّ ناصر محمد اليماني لذو علمٍ لِما علَّمه الله، وهم يعلمون أنّ ناصر محمد اليماني لم يتتلمذ على يد أحد عُلمائهم ومفتيي ديارهم بل مُعلمه الله، فكيف يُهزم عبدٌ تتلمذ بين يدي ربه ومُعلمه الله البيان الحقّ للقرآن بوحي التفهيم وليس وسوسة شيطان رجيم! ولم يعلّمني وحياً جديداً، وإنّما يلهمني سلطان البيان من ذات القرآن حتى أجاهدكم به جهاداً كبيراً إلا إذا لم تجدوني مهيّمناً بالحقّ عليكم جميعاً فلستُ الإمام المهديّ وذلك بيني وبينكم هو سُلطان العلم من الرحمن، وأخذت الكتاب بقوة بالحجّة والبُرهان والله المُستعان.

ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، فلو أتغيّب عنكم بضع شهور لربما تنقلبون على أعقابكم إلا من رحم ربي منكم واستخلصه الله لنفسه؛ الذي علم بحقيقة النعيم الأعظم فهو لا يشبع ولا يقنع من حُبّ الله وقربه وينافس المهديّ المنتظر في حُب الله وقربه، فاتّقوا الله يا معشر الأنصار! فما المهديّ المنتظر إلا عبدٌ من عبيد الله، أفإن اختفى عنكم لو يشاء الله فيتغيّب من طاولة الحوار ما شاء الله فهل سوف تنقلبون على أعقابكم ويضعف نوركم شيئاً فشيئاً حتى ينطفئ من قلوبكم إلا من رحم ربي فيشحن قلبه بين الحين والآخر بنور البيان الحقّ للقرآن؟ ولا أخصّ بتحذيري هذا لأحد من أنصاري بل نصيحة موجهة إليهم جميعاً أنّ ربهم هو الله وليس ناصر محمد اليماني فإن ذهب عنهم ناصر محمد اليماني إلى حيث يشاء الله أو ابتلاه الله بشيء ما فإنّ الله باقٍ معهم ولم يفارقهم يستمع لقولهم ويسمع دعاءهم وشاهدٌ عليهم وكفى بالله شهيداً وما علينا إلا البلاغ، فمن عرف الحقّ فليلزم ويستقم ولا ينقلب على عقبيه بسبب أنّ ناصر محمد اليماني لم يعد يزور موقعة فيتوقّع أنّه تمّ القبض على ناصر محمد اليماني ومن ثم ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين. فاتّقوا الله أحبتي الأنصار وأستوصيكم أن تتذكّروا كثيراً حقيقة اسم الله الأعظم من أعظم آيات التصديق لناصر محمد اليماني في أنفسكم قد علمتم أنّ حُبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه هو حقاً النعيم الأعظم من جنته ولذلك خلقكم فابتغوا إلى ربكم الوسيلة وتنافسوا مع الذين هدى الله من عباده في حُبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه إن كنتم إياه تعبدون.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
خليفة الله وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
__________________
آخر تحديث: 10-12-2017 06:48 PM
2

صبرٌ جميلٌ يا الحسين بن عمر ولن يضركم كيدهم شيئاً ..

- 2 -
الإمام ناصر محمد اليماني
12 - 07 - 1431 هـ
24 - 06 - 2010 مـ
10:51 مساءً
ـــــــــــــــــــــ



صبرٌ جميلٌ يا الحسين بن عمر ولن يضركم كيدهم شيئاً ..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
سلامُ الله عليك وآل بيتك أيها الليث الغضنفر (الحسين بن عُمر) وعلى كافة الأنصار السابقين الأخيار، وسلامُ الله على جميع المُسلمين في الأولين وفي الآخرين وفي الملإ الأعلى إلى يوم الدين..

ويا حبيبي في الله الحسين بن عُمر، إنما ابتعثنا الله رحمةً للأمّة ووعدنا الله أنّنا سوف نجد أذًى كثيراً واستوصانا بالصبر ولن يضرّنا كيدهم شيئاً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:120].


وبالنسبة لمحمود المصري فلن يستطيع المهديّ المنتظَر أن يحكم عليه الآن أنّهُ من شياطين البشر حتى أجده يعرض عن الذِّكر بعد دحض حُجته بالحقّ، فإن اهتدى وأراد الهدى زاده الله هُدًى إلى هُداه، وإن زاده البيان الحقّ للقُرآن رجساً إلى رجسه فعند ذلك يتبيّن لنا حقيقة محمود المصري ويتبيّن للباحثين عن الحقّ أنّ ناصر محمد اليماني حقاً ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مُستقيمٍ.

ويا حبيبي في الله الحسين بن عُمر إنّ إمامَك هو المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر يحكم عدلاً ويقول فصلاً يدركه من كان له عقلٌ يتفكّر ويتدّبر البيان الحقّ للذِّكر الذي يحاج به المهديّ المنتظَر ضيوف طاولة الحوار، فوجب علينا التحمل والصبر على الأذى من أجل الله، فما أجمل الصبر من أجل الله! فصبرٌ جميلٌ أيّها الحسين بن عُمر ولا تدعو على هذا الرجل الذي أرى قلبك قد أصابه منه غُلباً عظيماً ولكنّ حُبك لله هو أعظم، أفلا يستحق الله أن نعفو عن عباده من أجله حتى يتحقق الهدف من خلق عباده ويتمّ الله بعبده نوره فيهدي به الأمّة أجمعين حتى يتحقق الهدف من خلقهم فيرضى الله في نفسه فيتحقق لنا النعيم الأعظم من نعيم الملكوت أجمعين؟

ويا حبيبي في الله الحسين بن عُمر أفرأيت لو أنّ الله أجاب دُعاءك على هذا الرجل فقبض على قلبه حتى يرى العذاب الأليم فيدخله الله ناره الموقدة ويدخل الحسين بن عُمر جنات النعيم، فهل سوف تستمتع بالنعيم والحور العين وربّك حزينٌ في نفسه ومُتحسرٌ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟

ويا حبيبي الحسين بن عُمر سألتك بالله العظيم لو أنّ ولدك فلذة كبدك كان يعصيك في الدُنيا ولا يطيع لك أمراً وينهرك ولا قدَّر الله ذلك، ومن ثم يلقي به الله في نار جهنم أمام عينيك فتسمع صُراخ ولدك ولا قدَّر الله في عذاب الحريق، فتصور! فهل أنت سوف تكون فرحاً مسروراً برغم أنّه كان عاقاً لك؟ بل سوف تجد في نفسك حسرة كُبرى لو يحدث ذلك، فما بالك بحسرة ربك الذي هو أرحم منك الله أرحم الراحمين؟

ويا أحباب الله؛ الحسين بن عمر وكافة الأنصار السابقين الأخيار، يا من يحبهم الله ويحبونه، فماذا تريدون من نعيم الجنة وحورها إذا كان ربكم الذي أحببتموه بالحُبّ الأعظم ليس سعيداً في نفسه ومُتحسراً على عباده برغم أنّه لم يظلمهم شيئاً بل ظلموا أنفسهم ولكن صفة الرحمة في نفس الله كانت سبب تحسّر الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم، فهو لا يزال مُتحسِّراً على جميع الأمم الذين كذبوا برسل ربهم فدعا أنبياء الله على أقوامهم فأجابهم الله، ولن يخلف وعده لرسله لا في الدُنيا ولا في الآخرة، ولكن للأسف لم تكن الإجابة سارّة لربّ العالمين بل يزداد حزناً وتحسراً على عباده، وقد آتيناكم بالبُرهان المُبين لكُل ذي لسانٍ عربيٍّ مُبين وضربنا لكم مثلاً بالحقّ في ذلك الرجل الذي جاء من أقصى المدينة يسعى يدعو قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له وأن يستجيبوا لدعوة رسل ربهم وأعلن إيمانه بالله بين أيديهم وما كان منهم إلا أن قاموا بقتله ومن ثم أمر الله أن يدخل جنته ومن ثم تجدون الرجل فرحاً مسروراً بتكريم الله له. وقال:
{قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿26﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿27﴾} صدق الله العظيم [يس].

فبينما الرجل صار سعيداً فرحاً مسروراً بتكريم الله له فأدخله جنته فهل يا ترى ربه الذي أدخله جنته وأهلك قومه من بعده وأدخلهم ناره فهل هو كذلك فرح مسرور؟ والجواب يجده أولو الألباب الذين يتدبرون آيات الكتاب يجدون الجواب في مُحكم الكتاب في قول الله تعالى:
{ وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

إذاً يا أمّة الإسلام، إنّ ربّي ليس مُتحسِّراً فقط على قوم ذلك الرجل بل على جميع عباده الذين كذّبوا برسل ربِّهم وظلموا أنفسهم في جميع الأمم الذين أهلكهم الله بسبب تكذيب رسل ربهم ومن ثم يهلكهم وينصر رسله وأولياءه. وقال الله تعالى:
{إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم.

إذاً يا أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، فما نبغي بجنة النعيم والحور العين وحبيبنا الرحمن حزينٌ ومُتحسرٌ على عباده المُكذبين بالحقّ من ربهم من الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدُنيا ويحسبون أنّهم مهتدون؟ فذلك هو ملف القضية لدى الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي يسعى إلى جعل الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مُستقيمٍ يعبدون الله لا يشركون به شيئاً فيتحقّق الهدف من خلقهم وليس رحمة مني بعباد الله فلستُ أرحم بهم من ربهم حتى أُذهب نفسي عليهم حسراتٍ؛ بل لأني علمت علم اليقين أنّ ربي هو أرحم بعباده من عبده ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، وعلمت أنّ ربّي ليس سعيداً في نفسه بل مُتحسِّرٌ على جميع الأمم الذين كذبوا برسل ربهم فأهلكهم الله وظلموا أنفسهم؟ فإذا كان الإمام المهديّ يعبد رضوان ربه كغاية لي وكوسيلة فكيف يتحقق رضوان الله في نفسه ما لم يُدخل عباده في رحمته جميعاً فيجعلهم أمّةً واحدةً لا يختلفون في ربهم فيعبدونه وحده لا شريك له ويستمتعون بنعيم رضوان نفسه عليهم؟ ولذلك خلقهم.. ألا والله الذي لا إله غيره أنّ البشرى من الله ببعث الإمام المهديّ الذي يهدي به الأمّة جميعاً تجدونها في قول الله تعالى:
{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿118﴾ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم [هود:118-119].

فأمّا البيان الحقّ لقول الله تعالى:
{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً} فسوف تجدونه في قول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً} صدق الله العظيم [يونس:99].

وأما البيان لقول الله تعالى:
{وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ} وذلك في عصر بعث الأنبياء والمرسلين وتجدون البيان لذلك في قول الله تعالى: {فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:30].

وأما البيان الحقّ لقول الله تعالى:
{إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم، فذلك هو عبد الله الإمام المهديّ الذي رحمه الله فهدى عباده من أجله فجعلهم أمّةً واحدةً فحقّق الهدف من خلقهم فتحقق لعبده النعيم الأعظم من نعيم جنته ولذلك خلقهم ليعبدوا نعيم رضوان نفسه على عباده ومن باء بسخطه فقد باء بجهنم وساءت مصيراً.

ولربّما يودّ أن يقاطعني الذين لا يعلمون ويقول: "إنّما يقصد الله تعالى بقوله:
{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴿118﴾ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ} صدق الله العظيم؛ أي أنّه خلقهم ليختلفوا في ربِّهم فيدخل فريقاً في الجنة وفريقاً في السعير". ومن ثمّ يجد الردّ عليه من الحي القيوم في محكم كتابه في قول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56]. فقد بيَّن الله لكم الحكمة من خلق عباده ولم يخلقهم لكي يحرقهم في نار جهنم، فاتقوا الله يا من تقولون على الله ما لا تعلمون.

ويا أمّة الإسلام، والله الذي لا إله غيره الواحد القهار الذي خلق الجان من مارجٍ من نارٍ وخلق الإنسان من صلصالٍ كالفخار أنّي الإمام المهديّ المنتظَر أُمرت أن أُحاجّكم بالبيان الحقّ للذكر فأهديكم بالقُرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد وما ينبغي لي أن أتّبع أهواءكم فتضلوني عن صراط العزيز الحميد بعد إذ هداني الله:
{قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ ﴿11﴾ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ﴿12﴾ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿13﴾ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي ﴿14﴾ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴿15﴾ لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ﴿16﴾ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿17﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ﴿18﴾ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ ﴿19﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

ولربّما يودّ أن يقاطعني محمود المصري فيقول: "ما خطبك يا ناصر محمد تخاطبنا وكأننا لا نعبد الله وحده لا شريك له؟ بل نحن كذلك نعبد الله وحده لا شريك له". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: "فهل يحقّ لك أن تنافس محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حبّ الله وقربه ولو لم تفز بذلك؟ فإذا كان جواب محمود: "كيف ينبغي لنا نحن المُسلمون أن نبتغي الوسيلة إلى الله التي نرجوها أن تكون لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ وبما أنّ الوسيلة الدرجة العالية الرفيعة إلى عرش الرحمن بأعلى الجنة فلا ينبغي أن تكون إلا لمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: فهل أفتاكم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّها لا تنبغي إلا أن تكون لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أم إنّكم أنتم من تقسمون رحمة الله؟ ومعروف جواب محمود وسيقول: "بل قال عليه الصلاة والسلام أنّها لا تنبغي إلا أن تكون لعبدٍ من عبيد الله". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: فهل يا محمود أنت عبدٌ من عبيد الله؟ فإن كان الجواب: "اللهم نعم"، ثم أقول: ولماذا تحرمون الوسيلة إلى ربكم على أنفسكم ما دُمتم من تعبدون الله؟ أليست الوسيلة هي إلى الله لكافة عبيده، أم إنها إلى رسوله أو إلى المهديّ المنتظَر؟ بل قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

فتدبروا وتفكروا في قول الله تعالى:
{وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم، فما دامت الوسيلة هي إلى الله فهل تركتم الله لمحمدٍ رسول الله يعبده وحده عليه الصلاة والسلام؟ ألم تجدوا الذين هداهم الله لم يفضلوا بعضهم بعضاً إلى الله؛ بل يتنافسون إلى ربهم أيهم أقرب؟ أولئك الذين هدى الله من عباده كما أفتاكم الله في حقيقة عبادتهم في قول الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

وبما أنّ محمداً رسول الله اقتدى بهديهم تنفيذاً لأمر الله إليه في محكم كتابه في قول الله تعالى:
{أُوْلَئِكَ الَذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} صدق الله العظيم [الأنعام:90]، ولذلك تجدونه ينافسهم إلى ربهم ويريد أن يكون هو العبد الأحبّ والأقرب إلى الله، فلماذا لم تقتدوا بهديه عليه الصلاة والسلام فتعبدوا الله كما يعبده رسوله فتُنافسوا محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حبّ الله وقربه كما كان يفعل الذين اتَّبعوه في عصر بعثه قلباً وقالباً حتى استوصى الله رسوله أن يصبر نفسه معهم برغم أنه نبيّهم؟ ولكنهم لم يعظموا نبيّهم بغير الحقّ إلى ربهم بل استجابوا لدعوته وشمَّروا لعبادة ربهم ونافسوا نبيّهم إلى ربهم حتى استوصى الله نبيّه أن يصبر نفسه معهم. وقال الله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} صدق الله العظيم [الكهف:28]، وذلك لأنهم أطاعوا أمر ربّهم إليهم في محكم كتابه في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:35]. وأما أنتم فأطعتم أمر الشيطان فحصرتم الوسيلة لرسوله من دون المُسلمين وترجون أن يشفع لكم يوم الدين! فكيف تظنّون أنّكم لا تزالون مهتدين؟ وتالله لو كنتم لا تزالون على الهدى الحقّ لما ابتعث الله الإمام المهديّ إليكم ليهديكم ببصيرة القرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد ونذكر بالقرآن من يخافُ وعيد.

ويا محمود سبق وأن اخترنا هذا الموضوع للحوار بيني وبينك وذلك لأنّ هذا الموضوع هو مضمون دعوة الإمام المهديّ ومضمون دعوة كافة الأنبياء والمُرسلين تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الأنبياء:25].

{قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (64) وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ(65)} صدق الله العظيم [الزمر].

غير أنّ الإمام المهديّ لم يأمركم أن تُحبّوه أكثر من محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل عليه الصلاة والسلام هو أولى بكم من الإمام المهديّ وذلك لأنّه هو الذي صبر على أذى الكفار حتى تمّ تنزيل هذا القرآن العظيم وبلَّغه للعالمين وجميعنا مقتدون بهديه عليه الصلاة والسلام، وإنما ابتعث الله الإمام المهديّ ليعيدكم إلى منهاج النبوة الأولى:
{يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

ولكنكم تعظِّمون محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى الله فتحصرون له الوسيلة وحده إلى الله وكأنه ولد الله سُبحانه برغم أن ليس له من الحقّ في ذات الله إلا ما لكم، ولا فرق بين عبيد الله أجمعين، وليس للإنسان إلا ما سعى إلى ربه بحسب درجاته إلى ربه في الحياة الدُنيا من غير تفريقٍ ولا مُجاملةٍ لعبدٍ بين يدي الله، ولو كان الله مجاملاً لنبيّه كونه خاتم الأنبياء والمرسلين إذاً لما أمره بقوله تعالى:
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} صدق الله العظيم [الكهف:28].

فاتّقوا الله يا أولي الألباب، فإلى متى ونحن ندعوكم لتخرجوا من الظُلمات إلى النور فتكونوا ربانيين من العبيد المُتنافسين إلى الربّ المعبود؟ وما ينبغي للإمام المهديّ أن يأمر أنصاره بتعظيمه بغير الحقّ ولا ينبغي لي أن أحصر لي الوسيلة إلى الله من دونهم ولا ينبغي لجميع الذين آتاهم الله علم الكتاب من الأنبياء والمرسلين أن يأمروا أتباعهم بحصر الوسيلة لهم إلى ربهم من دونهم سبحانه وتعالى علوَّا كبيراً. وقال الله تعالى:
{مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:79].

ولذلك تجدونهم ينافسون نبيهم إلى ربِّهم حتى استوصى الله نبيّهم أن يثبت معهم في عبادة ربهم والتنافس في حبه وقربه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} صدق الله العظيم [الكهف:28].

فصبرٌ جميلٌ معشر الأنصار مع المهديّ المنتظَر لهدى البشر، ولن يضيع الله أجر صبركم على الناس، وما صبركم إلا بالله ولله ومن أجل الله، واكظموا غيظكم من أجل الله تفوزوا بالمزيد من حبّ الله وقربه إن ذلك لمن عزم الأمور.

ولا تزالون في عصر الحوار من قبل الظهور واشتدّ الحر بسبب اقتراب الكوكب العاشر، فأين المفر يا معشر البشر المُعرضين عن دعوة المهديّ المنتظَر الذي يدعوكم إلى اتّباع الذكر ولا تزالون عن النور مُعرضين؟ فمن يُجيركم ممن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وإليه تُرجع الأمور؟ ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نورٍ. فاعبدوا الله ربّي وربكم وإليه النشور، ولا تملّوا كثرة تكرار بيان التوحيد والإخلاص للربّ المعبود؛ بل هو من أشدّ البيانات وطأةً على القلوب لمن أراد أن يتوب، واعلموا أنّ الله ليغفر جميع الذنوب، واعلموا أنّ الله يحبّ التوّابين ويحبّ المُتطهّرين.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم، الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
______________
آخر تحديث: 10-12-2017 06:52 PM
3

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ }

- 3 -
الإمام ناصر محمد اليماني
13 - 07 - 1431 هـ
25 - 06 - 2010 مـ
08:42 مساءً
ـــــــــــــــــــ


{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ }
صدق الله العظيــــم ..


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:59].

{وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} صدق الله العظيم [البقرة:285].

فكن منهم حبيبي في الله الحسين بن عُمر، ولا يتسبّب الشياطين في فتنتك عن أمري! فقد أمرنا بفتح الموضوع لطلب الحوار الثنائي لهذا الرجل سواء يكون وليّاً للشيطان أو وليّاً للرحمن، فلسنا خاسرين شيئاً بإذن الله بل إن يكن وليّاً للشيطان فحتماً لن يمكر إلا بنفسه ويجعل الله مكره نُصرة لي ولكم ونزيدكم علماً وتثبيتاً على الحقّ بإذن الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:123].

وإن كان باحثاً عن الحقّ ولا يريد غير الحقّ فسوف يهديه الله إلى الحقّ لأنه الحقّ سبحانه وما دونه باطل ومن بحث عن الحقّ قلباً وقالباً هداه الحقّ إليه. تصديقاً لوعده الحقّ في محكم كتابه:
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].

أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
___________
آخر تحديث: 23-04-2016 03:33 PM
4

{ ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } صدق الله العظيــــم..

- 4 -
الإمام ناصر محمد اليماني
14 - 07 - 1431 هـ
27 - 06 - 2010 مـ
12:08 صباحاً
ــــــــــــــــــــ


{ ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ }
صدق الله العظيــــم ..



بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [النحل:125].

والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار والسابقين الأنصار في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

وقال الله تعالى:
{قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:108].

ويا أبو حمزة، بالنسبة للإمام المهديّ فليس له غير شرطٍ واحدٍ فقط عليك وعلى جميع المُسلمين والنصارى واليهود وهو أن تستجيبوا لداعي الاحتكام إلى الله ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:10]، وما على الإمام المهديّ إلا أن يستنبطه لكم من مُحكم كتاب الله المُفصل. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نبيّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بالحقّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116)} صدق الله العظيم [الأنعام].

فإذا أعرضوا عن دعوة الإمام ناصر محمد اليماني فهذا يعني أنّهم أعرضوا ورفضوا أن يكون الله ربّ العالمين حكماً بينهم فيما كانوا فيه يختلفون لأنّ ليس على ناصر محمد اليماني إلا أن يأتيهم بحكم الله الحقّ الذي لا يحتمل النسبية ولا الشك من مُحكم كتاب الله أستنبطه من آيات بينات لعالمكم وجاهلكم. وعلى سبيل المثال اختيارك لأول نقطة تكون في الحوار وهي: هل ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر؟ ومن ثمّ أردّ عليك بالحكم الحقّ من محكم كتاب الله الفتوى في قول الله تعالى:
{وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} صدق الله العظيم [غافر:28].

وأعلم أنّ ذلك في شأن نبيّ الله موسى، ولكن هذا ناموس التصديق في محكم كتاب الله أنّ ذلك يعود على البيّنة التي يحاج بها الداعية وأفتاكم الله كذلك في شأن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه ولو كان مفتري هذا القرآن وصدَّقه المُسلمون ظناً منهم أنّه رسول من ربّ العالمين فلن يُحاسب الله الذين صدَّقوه واتّبعوه من المُسلمين كونهم صدَّقوه نظراً لأِنّهم وجدوه يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له ويجادلهم بآيات الكتاب البيَّنات ويقول أنّها من عند الله ولذلك صدَّقوه ولو كان مفترياً على الله وهو ليس رسولاً من ربّ العالمين فعليه إجرامه يُحاسب عليه هو فقط وحده من دون المُسلمين الذين اتبعوه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ} صدق الله العظيم [هود:35].

وكذلك المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، فإن كان مفترياً على الله وليس المهديّ المنتظَر فعليه كذبه وإجرامه ولن يُحاسب الله الذين اتَّبعوه كونهم إنّما صدَّقوا بالآيات البيَّنات من محكم كتاب الله التي يحاجّهم بها الإمام ناصر محمد اليماني، ونظروا إلى دعوته فإذا هي ذات دعوة الأنبياء والمرسلين إلى كلمةٍ واحدةٍ بين المُسلمين والنصارى واليهود والناس أجمعين:
{إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} صدق الله العظيم [آل‌ عمران:64].

ولن يقبل الله حُجّتكم بين يديه حين يسألكم: لماذا لم تصدِّقوا وتتّبعوا عبدي خليفة الله الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني؟ ومن ثم تقولون: "إننا لم نصدّقه فنتبعه خشية ألا يكون هو الإمام المهديّ المنتظَر خليفة الله ربّ العالمين". ومن ثم يسألكم الله فإلامَ كان يدعوكم إليه عبدي ناصر محمد اليماني؟ ومن ثم يكون جوابكم: "كان يدعونا إلى عبادة الله وحده لا شريك له". ومن ثم يسألكم: وهل كان يدعوكم إلى سبيل ربه على بصيرة من ربه؟ ومن ثم تقولون: "كان يُحاجّنا بآيات الكتاب في القُرآن المبين". ومن ثم يقول لكم: وهل كنتم بكتاب الله القرآن العظيم كافرين؟ فيقول المسلمون: "بل نحن به مؤمنون". ومن ثم يقول لكم: وهل كان يخاطبكم بلسان أعجمي ولذلك لم تفهموا منطقه؟ ومن ثم تقولون: "بل كان يحاجٌّنا بقرآنٍ عربيٍّ مبينٍ من آيات أمّ الكتاب البيَّنات لكل ذي لسانٍ عربيٍّ مبين".
ومن ثم يشهد المُعرضون عن داعي الحقّ أنّهم كانوا كافرين بالحقّ من ربهم ويحسبون أنّهم مهتدون. وأما الذين صدقوا ناصر محمد اليماني فلنفرض أنّ ناصر محمد اليماني ليس الإمام المهديّ المنتظَر فمثله كمثل الأنبياء والمُرسلين:
{وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} صدق الله العظيم [غافر:28].

فيا أبو حمزة، لا تكن من الجاهلين وكُن من أولي الألباب ولا تكن من شرِّ الدواب الذين لا يعقلون وهم الذين لا يتفكرون. وقال الله تعالى:
{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [الأنفال:22].

ويا أخي الكريم، إنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لم يختر أن تكون أول نقطة في الحوار هي في شأن ناصر محمد اليماني، فهل هو المهديّ المنتظَر كما اخترت أنت؛ لأنّ ذلك يعود إلى دعوة الإمام ناصر محمد اليماني على بصيرةٍ من ربه، ولذلك اختار ناصر محمد اليماني أن تكون أول نقطةٍ للحوار هي في الكلمة التي جاء بها كافة الأنبياء والمُرسلين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الأنبياء:25]. ومن ثم أعلمكم كيفية عبادة الله وحدة لا شريك له فنأمركم بما أمركم الله به ورُسله أجمعين وأُخاطبكم مُباشرةً بأمر الله تعالى إلى المؤمنين: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

ونأمركم بالانضمام إلى طريقة العبيد الذين هدى الله من عباده وأفتاكم الله عن هُداهم. وقال الله تعالى:
{يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

وقال الله تعالى:
{ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿88﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ﴿89﴾ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿90﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

فكيف تخشون أن يكون ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ وهو يدعوكم إلى الله ربكم الحقّ، فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟ وقال الله تعالى:
{ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ} صدق الله العظيم [الزمر:6].

{ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ} صدق الله العظيم [غافر:62].

{ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ} صدق الله العظيم [الأنعام:102].

{ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} صدق الله العظيم [فاطر:13].

{ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} صدق الله العظيم [لقمان:30].

{فَذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ} صدق الله العظيم [يونس:32].

{يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} صدق الله العظيم [النور:25].

فلِمَ الريبة يا قوم في دعوة الحقّ من ربكم؟ وبما تريدون أن يحاجّكم به الإمام المهديّ إذا ابتعثه الله في قدرة المقدور في الكتاب المسطور؟ فهل تريدونه أن يحاجّ العالمين بكتاب بحار الأنوار أو كتاب البخاري ومُسلم؟ ولكني مأمور أن أُحاجّكم بحُجّة الله عليكم وعلى الناس أجمعين؛ ذِكركم وذِكر الإنس والجن رسالة الله الشاملة إليهم أجمعين القرآن العظيم فآمنوا الذين استمعوا إليه من الجن:
{إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا ﴿1﴾ يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴿2﴾} صدق الله العظيم [الجن].

ولذلك تجدونني أُحاجُّكم بآيات الله من محكم كتابه لأنّي أعلم أنّ حُجّة الله على الإنس والجن آياته في محكم كتابه، ولذلك يقيم الله على الإنس والجنّ الحجّة يوم القيامة بأنّه أنزل عليهم آياته في الكتاب ليهديهم بها إلى صراط العزيز الحميد فاستحبّوا العمى على الهدى واتّبعوا ما خالف لآيات كتابه العزيز. وقال الله تعالى: {
يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:130].

ولن يسألكم الله عن كتاب بحار الأنوار ولا كتاب البخاري ومُسلم؛ بل عن كتاب الله القرآن العظيم الذي أمركم باتباعه وبالكفر بما خالف لمحكمه. وقال الله تعالى:
{وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:44].

وأرى أبو حمزة يقول: "ولكنّنا مؤمنون بربّ العالمين لا إله غيره ولا معبودَ سواه ولا نعبد إلا إيّاه سبحانه فلن نختلف معك في هذه المسألة يا ناصر محمد اليماني حتى نتحاجَج فيها"، ومن ثمّ يردّ عليك الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: كيف تقول إنّكم لا تزالون على الهدى؟ إذاً لَمَا ابتعث الله الإمام المهديّ ليهديكم بالبيان الحقّ للقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد؟ بل لقد أشركتم بالله ربّ العالمين يا أبو حمزة وتحسبون أنكم مهتدون! وسبب شرككم بالله هو أنّكم عظَّمتم رُسله وأنبياءه فحصرتم الوسيلة إلى الله لهم من دون المُسلمين، ولذلك تدعون عند كل صلاة أن يأتي الله الوسيلة لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وإنّما أمركم الله ورسوله بالصلاة عليه ولم يأمركم الله أن تسألوا له الوسيلة؛ بل أمركم الله أنتم أن تبتغوا إلى الله الوسيلة فتكونوا ضمن العبيد الذين هدى الله المُتنافسين إلى الربّ المعبود أيهم أقرب من غير تعظيمٍ لعبدٍ إلى الربّ المعبود لأن الحقّ في الله سواء لكافة العبيد لأنه لم يتخذ صاحبةً ولا ولداً حتى يكون لأحدٍ من عباده الحقّ في ذات الله أكثر من الآخرين؛ بل نحن جميعاً عبيد لله وإمائه من أزواجنا وأمهاتنا خلقهم الله من أنفسنا، والأكرمين عند الله من عباده المتقين الذين يعبدون الله وحده لا شريك له ولم يلبسوا إيمانهم بظلم؛ أولئك لهم البشرى من ربهم ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون.

فأين أنتم من الحقّ يا أبا حمزة؟ وأنتم على شرككم لشاهدون أنّكم تعتقدون أنّه لا ينبغي لكم أن تنافسوا محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حبّ الله وقربه ولذلك تسألون له الوسيلة من دونكم، فلن تستطيعوا أن تنكروا ذلك وأنتم على ذلك لمن الشاهدين، فأين أنتم من الصراط المستقيم؟ فلم يبقَ من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه بين أيديكم تتلون لفظه ولا يتجاوز حناجركم إلى قلوبكم، فتدبروا آياته؛ بل كل اهتمامكم في الغنّة والقلقلة ومخارج الحروف! ولا بأس من ذلك ولكن الأساس عند الله هو أن تتدبّروا آيات الكتاب ولذلك أنزله الله إليكم. وقال الله تعالى:
{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [ص:29].

ولذلك ندعوكم إلى تدبّر آيات الكتاب ولن يتذكر إلا أولو الألباب الذين تدبَّروا في بيانات ناصر محمد اليماني فوجدوه يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مُستقيمٍ بآيات بيّناتٍ من آيات أمّ الكتاب في القرآن العظيم فاستيقنتها أنفسهم وخشعت لها قلوبهم فترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحقّ صلى الله عليهم وملائكته والمهديّ المنتظَر ليخرجهم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحمياً.

ويا معشر الأنصار ذروا أبا حمزة للإمام ناصر محمد اليماني لكي أهديه إلى الحقّ أو يهديني إلى الحقّ، فلسنا في مباريات كرة قدم يغلبني أو أغلبه بل إنّ الأمر لعظيم، وضلال عالِم يكون سبب ضلال عالَم بأسره ويتحمل وزرهم إلى وزره إذا أضلّهم بغير علمٍ مُنزَّل من الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:25].

إذاً يا قوم، ليس أمر فضيلة العالم شأناً بسيطاً بل يتوقف على ذلك هدى أو ضلال أُمم بأسرها في نعيم أو في جحيم، فمن أخذه أخذه بحظٍ وافرٍ راسخٍ في علم الكتاب متدبر آياته بشكل عام حتى لا يقول على الله ما لم يعلم بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً. أم إنكم لا تعلمون ما هو الظنّ؟ وهو أنّك تظن أنّك تقول على الله الحقّ ولكنّك غير موقن هل هو الحقّ من ربك؟ فذلك هو الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً.

وبما أنّ ناصر محمد اليماني يعلم علم اليقين أنه لا يقول على الله إلا الحقّ ولذلك تجدونه يعلن لكم نتيجة الحوار من قبل الحوار أنه لو يحضر إلى طاولة الحوار كافة علماء المُسلمين والنصارى واليهود لوجدتم أنّ ناصر محمد اليماني قد هيّمن عليهم أجمعين بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم، وإذا وجدتم أنّ ناصر محمد اليماني مغرورٌ ولم يبرّ الله وعده لأنصاره بالحقّ فلستُ الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم، وذلك لأنكم لا تنتظرون نبيّاً ولا رسولاً ليهديكم والناس أجمعين إلى صراط العزيز الحميد؛ بل تنتظرون رجلاً إنساناً من الصالحين يزيده الله عليكم بسطةً في البيان الحقّ للقُرآن فيهديكم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، فهل لو يفتري ناصر محمد اليماني ويقول تتلمذتُ على يد الملائكة بوحيٍ جديدٍ فهل تراكم سوف تصدقوه؟ إذاً فأنتم جاهلون! وذلك لأنّ خاتم الأنبياء والمُرسلين هو جدّي محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَٰكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:40].

فهل تريدون مهديّاً منتظراً كذاباً مُفترياً على الله؟ أفلا تتقون؟ غير أني أقسمُ بالله العظيم الذي يحيي العظام وهي رميم أنّي خليفة الله الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، ولربّما يودّ أن يقاطعني أبو حمزة فيقول: "ألم تقل أنّه لا يوحى إليك فكيف علمت أنك الإمام المهدي؟". ومن ثمّ أردّ عليه بالحقّ وأقول: قال لي محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الرؤيا بإذن الله أنّي الإمام المهديّ المنتظَر وأنه لا يحاجّني أحد من القرآن إلا غلبته بالحقّ، ولكن أعلم أنَّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يتمثل به الشيطان في الرؤيا الصالحة فقط فإن كانت هذه الرؤيا الصالحة هي حقاً من الله فحتماً لا يحاجّني أحد من القرآن إلا غلبته بالحقّ، وذلك لأنه كان حقاً على الله أن يصدقني الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي، وإذا لم يفعل الله فقد أصبح الذي أفتى ناصر محمد اليماني أنّه المهديّ المنتظَر هو الشيطان وليس محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولو كانت الرؤيا يُبنى عليها أحكام شرعية للأمّة بغير علم من الله على الواقع الحقيقي إذاً لأضلتكم الشياطين عن طريق الرؤيا وبدلوا دينكم تبديلاً.

اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد. وأفتيكم بالحقّ أنّ الله لن يحاسبكم بسبب كفركم برؤيا ناصر محمد اليماني حتى ولو قال لكم أنّه أراه الله محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عداد أحرف القرآن لما جعل الله الرؤيا الحجّة عليكم؛ بل حُجة الله عليكم وخليفته هو الذِّكر الحكيم؛ ذلك القرآن العظيم الذي تجدون أنّي أجاهد الكفار به جهاداً كبيراً وأدعو المسلمين إلى الاحتكام إلى الله فنستنبط لهم حكم الله بينهم من محكم كتابه القرآن العظيم فأنطق لكم بالحقّ منه، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وما جعلني الله عليكم وكيلاً بل أعلمكم بالبيان الحقّ للقرآن وليس مجرد تفسير كمثل الذين يقولون على الله ما لا يعلمون منكم؛ بل بيان ناصر محمد اليماني هو قرآن مجيد يأتيكم به من آيات الكتاب المُحكمات البيَّنات هُنّ أمّ الكتاب فمن اهتدى فلنفسه ومن ضلَّ فعليها مُتبعاً وليس مُبتدعاً؛ بل أدعو إلى الله على بصيرةٍ من ربي وهي ذاتها بصيرة جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حنيفاً مسلماً وما أنا من المُشركين. تصديقاً لأمر الله تعالى في محكم كتابه:
{إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿91﴾ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴿92﴾ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿93﴾} صدق الله العظيم [النمل].

ويا حبيبي في الله الحسين بن عُمر. قال الله تعالى:
{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴿34﴾ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿35﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
حبيب المؤمنين خليفة الله وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
______________
آخر تحديث: 10-12-2017 06:48 PM
5

{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} صدق الله العظيــــم ..

- 5 -
الإمام ناصر محمد اليماني
19 - 07 - 1431 هـ
01 - 07 - 2010 مـ
01:31 صباحاً
ــــــــــــــــــــ



{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
صدق الله العظيــــم ..



وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
ويا أبا حمزة اُصدق الله يصدقك، ويا أبا حمزة كُن مع الله يكُن معك، ويا أبا حمزة اذكر الله يذكرك، ويا أبا حمزة اِتّق الله فلا تقل على الله ما لم تعلم ومن ثم يُعلمك الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:231].

ولا أدري لماذا قلبي يحدثني أنّك أنثى ولست رجلاً ولكنّي أعتبر هذا مُجرد ظنّ والظن لا يُغني من الحق شيئاً، ولا مُشكلة لدينا سواءً تكون ذكراً أم اُنثى بل الأهم أن تستجيب لداعي الهُدى فتتذكر وتخشى ولا تكن أعمى عن الحقّ هداك الله إليه.
وأقسمُ بالله العظيم ربّي وربّك وربّ كُل شيء ومليكه ما رفع الإمام المهديّ الحُجب عنك خشية من مكرك بموقعنا كلا وربّ العالمين، وذلك لأنّي مُتوكلٌ على الله، ومن يتوكل على الله فهو حسبه؛ أليس الله بكافٍ عبده؟ بل حين رفعتُ الحجب عنك لم أكن أعلم أنّك حقاً من دخل بمعرفي وبمعرفات الأنصار ولا أريد أن نعود لذلك الحوار بل نريد الدخول مُباشرةً إلى البيان الحقّ للذِّكر وبالنسبة لاعتماد المُشاركة لأبي حمزة فأنا أصلاً ما قط أتيتُ إلا ومشاركاتك موجودة، وإنما يتأخّر عرضها حتى تطّلع عليها الإدارة بل يطلعون عليها من قبل أن يحضر الإمام ناصر محمد اليماني، ولذلك أجدها منشورة فما يضير ذلك، أم تريد أن تكتب مشاركةً تتلو المُشاركة للإرباك؟ كلا بل عليك أن تصبر حتى يأتيك الرد على مُشاركتك.

وأمّا بالنسبة لطلب الحوار الثنائي فلا مُشكلة وأرجو من الأنصار الانتظار عن الرد حتى أقيم عليك الحجّة بالحقّ أو تقيمها على الإمام ناصر محمد اليماني، ولكني أشكّ في أمرك يا أبا حمزة أنك لن تهتدي ولن تبحث عن الحقّ وهل تدري لماذا هذا الشك؟ فليس ظُلماً مني عليك ولكن يا أبا حمزة إذا لم يحدث لك ذكراً جميع ما قد كتبناه من البيانات الحق للذِّكر طيلة ست سنوات إذاً فلن تهتدي أبداً ولكنّي لا أريد أن أقطع عليك رحمة الله لو أراد أن يهديك فهو ربك الأعلم بك والأرحم بك من الإمام ناصر محمد اليماني.

ويا أبو حمزة، عليك أن تعلم أنّ جميع الذين أهلكهم الله من الذين كذبوا برسل ربهم قد أهلكهم وهم مؤمنون بالله لا يشركون به شيئاً وإنّا لصادقون، ولكن إيمانهم بالحقّ من ربِّهم يأتي مُتأخراً وهو حين يرون بأس الله نازلاً عليهم. وقال الله تعالى:
{وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿11﴾ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ ﴿12﴾ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿13﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿14﴾ فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿15﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

فهل تدري ما هو البيان الحقّ لقولهم: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ} صدق الله العظيم؟ أي ظالمين بالتكذيب برسل ربّ العالمين ولكن إيمانهم بالله وبما تنزّل على رسل ربهم لم يكُ ينفعهم حين وقوع العذاب سُنة الله في الكتاب. وقال الله تعالى:
{فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ﴿84﴾ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ﴿85﴾} صدق الله العظيم [غافر].

ولم أجد في الكتاب أنّه استثنى إلا قوم يونس وأمّة المهديّ المنتظَر في آخر الدهر. وقال الله تعالى:
{فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ} صدق الله العظيم [يونس: 98].

وكذلك أُمّة المهديّ المنتظَر كذلك يكشف عنهم العذاب الأليم من بعد أن صدّقَ بالحقّ الناسُ أجمعون بآية الدُخان المبين. وقال الله تعالى:
{بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان].

فهل تدري يا أبا حمزة عن السبب أنّ الله أجاب دُعاء قوم يونس وأُمّة المهديّ المنتظَر؟ وذلك لأنّهم دعوا ربّهم مُخلصين لهُ الدين حين شاهدوا العذاب الأليم، وأما الأمم الأولى الذين أهلكهم الله وكانوا كافرين لم يكونوا يدعون ربّهم بل كانوا يعترفون بذنبهم وبظلمهم لأنفسهم بسبب التكذيب برسل ربهم وما زالت تلك دعواهم وهي اعترافهم بظلمهم لأنفسهم ولم ينيبوا إلى ربهم فيدعونه مُخلصين له الدين؛ إذاً لأجابهم. تصديقاً لوعد الله المُطلق لعبادة في مُحكم كتابه:
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:60].

ولكن للأسف إن الأمم الأولى الذين أهلكهم الله وكانوا كافرين لم يكونوا يتضرعون إلى ربهم فيدعونه مُنيبين إليه مُخلصين له الدين؛ بل قال الله تعالى:
{قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿14﴾ فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿15﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

بمعنى أنّهم لم يدعوا ربهم بل كانوا يعترفون بظلمهم لأنفسهم فقط:
{يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿14﴾ فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿15﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء]. بمعنى أنّهم لم ينيبوا إلى ربّهم ليكشف عنهم العذاب كما سوف تفعل أمّة المهديّ المنتظَر الذين علمهم كيف يستطيعوا أن يكشفوا عذاب الله إذا حلَّ بهم وهو أن ينيبوا إلى ربهم فيدعونه حين وقوع العذاب، فيقولون: {رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم [الدخان:12]، ومن ثم تأتي الإجابة من الله: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان].

وفي هذا البيان رحمة للمؤمنين وللكافرين أن علمناهم كيف ينقذوا أنفسهم من عذاب الله إذا استمر إعراضهم عن الحقّ حتى يروا العذاب الأليم، ولكن يا أبا حمزة وإن كشف عنكم العذاب فقد ابيّض الشعر لدى كثير من المُعرضين عن البيان الحقّ للذِّكر وبلغت القلوب الحناجر، ومن ثم تظل أعناقكم من هول الآية لخليفة الله خاضعين مُطيعين، فما أعظم عذابك يا أبا حمزة لو يأتي الحدث وأنت لا تزال من المُمترين، ألا والله لا يعمى البيان الحقّ للقرآن العظيم إلا عن الذين أعمى الله قلوبهم عن الحقّ وتركهم في ظُلمات لا يبصرون.

آهٍ لو تعلم كم بيانات الإمام المهديّ واضحة للعالم والجاهل الباحثين عن الحق! آهٍ لو تعلم كيف يبصرون فيها الحقّ جليّاً واضحاً كوضوح الشمس عند الشروق لدرجة أنهم يستغربون كيف لا يبصر علماء الأمّة ممن أظهرهم الله على شأن ناصر محمد اليماني كيف لا يبصرون أنّ بيان ناصر محمد اليماني جليٌّ مبين يهدي إلى الحقّ لا شك ولا ريب، فيستغربُ الذين يبصّرهم الله بالحق؛ لماذا الذين أظهرهم الله على هذا الأمر لا يبصرون قوة البُرهان المبين الذي يحاجّهم به ناصر محمد اليماني! فتجدهم في دهشةٍ شديدةٍ لماذا لا يبصرون أنّه الحق كما يبصر الأنصار السابقون الأخيار! ومن ثم أفتي أحباب قلبي بالحقّ بقول الله تعالى:
{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} صدق الله العظيم [فصلت:44].

فهل تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى}؛ بمعنى أنّهم لا يُبصرون الحقّ فيه كما بصركم الله بالحقّ فيه، فهل يستوي الأعمى والبصير؟ فأغمضوا أعينكم. فهل ترون شيئاً حولكم؟ والجواب كلا لن تروا شيئاً، وكذلك الأعمى عن الحقّ الذي لا يبصر الحقّ فهو في ظُلمات شديدة، وكيف يبصر من كان في ظلامٍ شديدٍ فهذا يستحيل. وقال الله تعالى:
{أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} صدق الله العظيم [النور:40].

ويا حبيبي في الله أبا حمزة إن كُنت تريد أن يهدي الله قلبك إلى الحق فتضرّع إلى ربك وأنِب إليه أن يهب لك من لدنه نوراً تبصر به الحقّ فتفرق به بين الحقّ والباطل شرط أن تتّقِ الله فتتمنى لو تعلم الحقّ فتتبعه ولا تريد غير الحقّ، وهُنا يأتي وعد الله بالهدى فيهديك الى طريق الحقّ لتتخذه سبيلاً. وقال الله تعالى:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بالحقّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ ﴿68﴾ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿69﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].

أفلا يكفكم يا أبا حمزة أنّ الإمام المهديّ يحاجّكم بكتاب الله القرآن العظيم ويقيم عليكم بالحجّة الداحضة من محكم كتاب الله الذي أنزل على رسوله لا شك ولا ريب ومن أصدق من الله قيلاً. وقال الله تعالى:
{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَىٰ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿51﴾ قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿52﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].

ويا أبا حمزة! إنه برغم أنك من أشدّ الناس بحثاً في بيانات الإمام ناصر محمد اليماني، ولكن سبحان ربي لم يبصّرك الله بالحقّ فيها! وذلك لأنّك إنّما تبحث في بيانات ناصر محمد اليماني علك تجد ثغرة هُنا أو هُناك لتصل إلى التشكيك في شأن ناصر محمد اليماني، وما كان إصرارك على الحوار مع ناصر محمد اليماني بحثاً عن الحقّ لتتّبعه، كلا وربي.. لا أعلم إلا أنّك حريص على التشكيك في أمر ناصر محمد اليماني بكُل ما أوتيت من حيلةٍ ووسيلةٍ، ولكنّي سوف أثبت لك ولكافة من كان على شاكلتك أنّه بسبب مكركم وإصراركم على إطفاء نور الله سوف تكونون سبباً لمزيد من البيان للقرآن العظيم ومزيد من هُدى الناس لأنّه تبيّن لهم أنّ ناصر محمد اليماني حقاً ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراط مُستقيم.
وأما أنصاري فيزيدهم الله هُدًى إلى هداهم بسبب المزيد من البيان الحقّ للكتاب ذكرى لأولي الألباب.

فليكن الحوار ثُنائياً بين المهديّ المنتظَر الناصر لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين أبو حمزة ليتبيّن للعالمين الذين يتابعون هذا النبأ العظيم أنّ ناصر محمد اليماني حقاً ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراط مُستقيم، ويتبيّن للمُسلمين أنّه حقاً لا يحاجّ أحد ناصر محمد اليماني من القرآن العظيم إلا غلبه بالحقّ، وإذا لم أفعل بإذن الله ربّ العالمين فلستُ الإمام المهديّ المنتظَر فكونوا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار لمن الشاهدين.

ويا أيها الحسين بن عمر؛ رئيس مجلس طاقم إدارة موقع المهديّ المنتظَر، إنّي أصدر إليكم هذا الأمر جميعاً أن تُظهِروا مُشاركات أبي حمزة المصري فور كتابتها مُباشرةً، وأفتيكم بالحقّ مقدماً أنّه لن يؤمن أبداً، وأفتيكم بالحقّ أنّه إنما جاء لفتنتكم جميعاً، وأفتيكم أنّه مكرٌ قد تدبّر وتمّ إحضار من يخترق الموقع في حالة حظرهم عن الموقع ولكن اختراقه كان محدوداً ولو استطاع لجعل المشاركات التابعة له مقروءة فور إرسالها، ولكن المهديّ المنتظَر قد سهل لهم الأمر تسهيلاً ويسرناه لهم وأمرنا أن تُنشر مُشاركاتهم فور إرسالها وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأني أعلمُ علم اليقين أنّي الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين، وأعلمُ أنّ الذي يعلمني البيان للقرآن أنّه الرحمن فكيف أخشى مكرهم؟ كلا وربي لا أخشى مكرهم تصديقاً لقول الله تعالى:
{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿32﴾ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴿33﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

وقال الله عزَّ وجل:
{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴿8﴾ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴿9﴾} صدق الله العظيم [الصف].

وإلى الاحتكام إلى الله فنأتي بأحكامه من القرآن العظيم المحفوظ من التحريف والتزييف إلى يوم الدين كتاب الله إلى الإنس والجن أجمعين، فلا غير الله أبتغي حكماً بيني وبينكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بالحقّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_____________
آخر تحديث: 24-04-2016 08:41 AM
6

{ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ } صدق الله العظيــــم ..



- 6 -
الإمام ناصر محمد اليماني
20 - 07 - 1431 هـ
02 - 07 - 2010 مـ
01:31 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ




{ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ }
صدق الله العظيــــم ..



بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:56]. اللهم صلِّ وسلم على أحب الناس إلى نفسي من بعد ربي صلواتك ربي عليه وآله والأنصار السابقين الأخيار وعلى جميع المُسلمين وسلم تسليماً برحمتك يا أرحم الراحمين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

وإنما كُنت أريد أن أختبر ذكاءك يا أبا حمزة فقلت لك ما يلي بالأحمر:
ويا أبو حمزة عليك أن تعلم أن جميع الذين أهلكهم الله من الذين كذبوا برسل ربهم قد أهلكهم وهم مؤمنون بالله لا يشركون به شيئاً وإنا لصادقون ولكن إيمانهم بالحقّ من ربهم يأتي مُتأخراً وهو حين يرون بأس الله نازلاً عليهم.

حتى أنظر ردك علينا ومن ثم أقيس مدى ذكائك، وكان ردك علينا بما يلي ونجعله باللون الأسود:
كل من أهلكهم الله لا يشركون بالله !!... كيف هذا وقد أهلك الله قوم نوح (على سبيل المثال لا الحصر) وكانوا مشركين.. يقول جل وعلا حكاية عما دعاه به عبده ونبيه نوح عليه السلام كما فى سورة نوح ((قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَاراً (21) وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلَا سُوَاعاً وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالاً (24) مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَنصَاراً (25) وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً (26))).. لاحظ أنهم قالوا لا تذرن آلهتكم أي أنهم كانوا مشركين بالله... ولاحظ أن نبيّ الله نوح سماهم الظالمين... فالظلم هو ظلم للنفس بالكفر بالله والإشراك به وضمنياً تكذيب الرسل.. لأنهم إن كذبوا الرسل (الذين يدعون إلى التوحيد) فإنهم يكذبون بدعوة التوحيد إذن هم يريدون الشرك بالله... وإن صدقوا الرسل (الذين يدعون إلى توحيد الله والإيمان به) إذن هم يصدقون دعوة التوحيد ويكفرون بكل ما أشركوا به.. فكيف تقول أنهم مؤمنون لا يشركون بالله وفى نفس الوقت يكذبون الرسل ورغم توحيدهم (الغامض غير المبني على دعوة رسول) تقول أنه أهلكهم ؟!.. يقول جل وعلا ((قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ)) الأنعام:19... فتصديق النبي محمد صلى الله عليه وسلم يعنى التصديق والإيمان بالتوحيد وتكذيب النبي يعنى الكفر بالتوحيد والإشراك بالله.. هما حلقتان متصلتان... أما الآية التى ذكرتها.. يقول جل وعلا ((وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْماً آخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (14) فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ (15))).. سورة الأنبياء. فالقصم هو الهلاك.. فالآية تقول كم قصمنا من قرية كانت ظالمة أي الله أهلك قرية كان بها أقوام ظالمون كافرون ليسوا مؤمنين ((وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ)) البقرة:254... وأنشأنا بعدها أي القرية التى أهكلها الله قوماً آخرين غير الذين أهلكهم الله... فلما يحسُّ هؤلاء القوم أن عذاب الله قادم (هو لم يأت بعد) يركضون منه ويخافون ثم يتبع الله قوله لا تركضوا وارجعوا إلى مساكنكم دليلاً على شدة رحمة الله بالناس حتى وإن كانوا كافرين وإمهاله إياهم فاعترفوا أنهم ظالمين وهذا لا يعنى أنهم آمنوا.. فهذا كما قال قوم نبيّ الله إبراهيم ((فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ)) الأنبياء:64.. ولكن اعترافهم لم يمنعهم من التمسك بشركهم وإقامة الحد على نبيّ الله إبراهيم... فالقوم قالوا أنهم ظالمون فمازالت تلك دعواهم أي اعترافهم دون إيمان حتى ماتوا أو أهلكهم الله... الآية لم تقل أنهم آمنوا بالله.. بل هم بنفسهم اعترفوا بكفرهم وظلمهم... يقول جلَّ وعلا ((إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ)).. يونس:96.
ومن ثم أقول لك يا أبا حمزة: أما الآن فآن للإمام المهديّ أن يمدّ رجليه، فكيف تفكر أنّي أقصد أنهم لم يكونوا كافرين مُشركين بالله، وإنّما أفتيتك بالحقّ أنهم حين يحسّون بأس الله قادماً إليهم يؤمنون بالله ويكفرون بما كانوا به يشركون من دون الله ثم يهلكهم الله وهم قد صاروا مؤمنين لا يشركون بالله شيئاً لأنه لم ينفعهم إيمانهم بالله وعدم الإشراك به من بعد وقوع العذاب وتلك سنّة الله في الكتاب فيهلكهم الله وقد صاروا مؤمنين بالله كافرين بالشرك بالله ولكنه لم ينفعهم بعد أن شاهدوا عذاب الله آتياً إليهم. وقال الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ﴿84﴾ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ﴿85﴾} صدق الله العظيم [غافر].

ولكن فهمك بطيءٌ أخي الكريم أبو حمزة، فكيف أنّك فهمت أنّ ناصرَ محمدٍ اليماني يفتي أنّ الكفار الذين أهلكهم الله لم يكونوا مشركين كافرين بربهم؟ فوالله لا أريد أن أتعالى عليك بالعلم وإنّما وددتُ أن أختبر مدى ذكائك برغم أنّه ليس لغزاً بل بياني واضح وضوح الشمس وإنّما أردت أن أعلم فهل سوف تجادلني في ذلك فإن لم تُجادلني في قولي لك بما يلي:
ويا أبو حمزة عليك أن تعلم أن جميع الذين أهلكهم الله من الذين كذبوا برسل ربهم قد أهلكهم وهم مؤمنون بالله لا يشركون به شيئاً وإنا لصادقون ولكن إيمانهم بالحقّ من ربهم يأتي مُتأخراً وهو حين يرون بأس الله نازلاً عليهم.

فإن جادلتني في ذلك وقلت: وكيف يهلكهم الله وكانوا مؤمنين؟ ومن ثم تأتي بالآيات الدالة على أنّهم كانوا كافرين، ومن ثم أعلم أنّ بيانات الإمام المهديّ عليك عمى برغم أنّ البيان واضحٌ وضوح الشمس وليس به أي لغز، ولكنّ الذين هو عليهم عمًى لم يفهموا منه إلا قليلاً وقد يفهموه بالمقلوب برغم أنّه يفهم بيان ناصر محمد اليماني كلُّ ذو لسانٍ عربيٍّ مبينٍ نظراً لشدة وضوحه وتفصيله وقوة بُرهانه من آيات الكتاب البينات.

وكذلك فهمك لبيان الصديق بالحقّ الجديد ذي البصر الحديد الذي عقل البيان الحقّ للقرآن المجيدّ، وإنّما يقصد أنّ الذي جعله ينصت عن مُجادلة ناصر محمد اليماني برغم استعجابه لتجرّأ ناصر محمد اليماني على تغيير عقائد في الدين ومسائل فقهيّة غير التي كان عليها الصديق بالحقّ والذي جعله ينصت ولم يجادل ناصر محمد اليماني فيها هذا الصديق المكرم هو قوة البرهان المبين الذي يأتي به الإمام ناصر محمد اليماني من مُحكم القرآن العظيم، فكيف يحاجّ ربه؟ لأنّه إذا حاجّ في حُجة ناصر محمد اليماني فقد حاجّ الله لأنّ حُجّة ناصر محمد اليماني هو كلام الله آتيكم به من محكم كتاب الله آيات بيّنات وما يكفر بها إلا الفاسقون. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

وبما أنّ الصديق ليس منهم لذلك تجده مُنصتاً يتدبر ويتفكّر ومُلتزماً بالإنصات، وكذلك كثيرٌ من علماء الأمّة لا يزالون كما العالِم الصديق مُنصتين بسبب قوة البُرهان الذي يأتي به ناصر محمد اليماني حتى زلزل عقائدهم في عقيدتهم في الإمام المهديّ محمد بن عبد الله وفي الإمام المهديّ محمد الحسن العسكري ويقولون في أنفسهم: "ليس ناصر محمد اليماني مجنوناً ولو كان مجنوناً لتبيّن لنا جنونه من خلال منطقه، وليس الإمام ناصر محمد اليماني مدسوساً من قبل اليهود والنصارى". ولكنّهم وجدوا دعوة ناصر محمد اليماني تطهرت من الشرك بالله تطهيراً ثم نظروا إلى حجّة ناصر محمد اليماني فإذا هو يأتي بالبرهان من محكم القرآن، ومن ثم نظروا إلى الآيات التي يحاجّ بها ناصر محمد اليماني فهل هي من المُتشابهات فإذا هي آياتٌ بيّنات لا يكفر بها إلا الفاسقون؟ وعلى سبيل المثال لقد اختارت الشيعة الاثنا عشر المهديّ المنتظَر قبل أكثر من ألف عام وقالوا أنه محمد بن الحسن العسكري برغم أنّ الصبي لم يقل لهم أنّه الإمام المهديّ ويثبت عليهم بالحجّة والبرهان المبين من الكتاب بل اختاروه من ذات أنفسهم بغير علمٍ من الله، وكذلك أهل السُّنة والجماعة يعتقدون أنّ الإمام المهديّ لن يقول أنّه الإمام المهديّ؛ بل هم من يصطفون المهديّ المنتظَر من بين البشر في قدره المقدور في الكتاب المسطور فيقولون له إنّك أنت المهديّ المنتظَر شرط أن ينكر أنّه المهديّ المنتظَر ثم يجبروه على البيعة وهو صاغر! ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر مُباشرةً بفتوى الله في شأن خليفته أنّه هو من يصطفي خليفته ويختاره من بين البشر سُبحانه ولا ينبغي لهم أن يصطفوا خليفة الله من دونه ولا يشرك في حُكمه أحداً سُبحانه عمّا يشركون وتعالى علوِّاً كبيراً. وقال الله تعالى:
{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [القصص:68].

ومن ثم تجد الصديق وكثيراً من علماء الأمّة لم يستطيعوا أن يحاجّوا ناصر محمد اليماني فيدافعوا عن معتقداتهم كون البرهان المُهيمن بالحقّ هو مع ناصر محمد اليماني، وأمّا سبب إنصاتهم هو أنهم لم يوقنوا بعد أنّ ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر، وللأسف لا يزالون في ريبهم يتردّدون هل ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر أم مجددٌ للدين أم ما شأن هذا الرجل في العالمين، ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: يا أيها الصديق بالحقّ لِمَ لم تكن من الموقنين؟ فهل بسبب أنّك تخشى أن تتّبع ناصر محمد اليماني وهو ليس المهديّ المنتظَر؟ فلنفرض أنّ ناصر محمد اليماني ليس الإمام المنتظَر وأنت اتَّبعت ناصر محمد اليماني فعبدت الله وحده لا شريك له ونافست عباد الله في حبّ الله وقربه ونعيم رضوان نفس ربك ومن ثم تبيّن لك في عصرٍ آخر أن ليس المهديّ المنتظَر هو ناصر محمد اليماني فهل ترى أنّ ناصر محمد اليماني قد أضلّك عن سواء السبيل لأنّه هداك بالبيان الحقّ للقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد فجعلك تعبد الله وحده لا شريك له وتنافس أنبياءه والصالحين من عباده في حُب ربك وقربه؟ فكن من أولي الألباب أيها الصديق بالحقّ فهل بعد الحق إلا الضلال. وقال الله تعالى:
{فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ} صدق الله العظيم [يونس:32].

حتى ولو لم يكن الإمام ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر فاتّبعتم ناصر محمد اليماني فكيف يكون على ضلالٍ من يدعو الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له كما ينبغي أن يعبد على بصيرة من ربه وهي ذاتها بصيرة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القرآن العظيم ويحث الناس إلى التنافس إلى ربّهم أيُّهم أحب وأقرب؟ فكيف يضلّ من اتبع ناصر محمد اليماني حتى ولو لم يكن ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر؟ ويا أيها الصديق أرجو من الله أن يؤتيك حكمة مؤمن آل فرعون الذي قال:
{وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:28].

وكذلك ناصر محمد اليماني يحاجّكم بآيات بينات من ربكم وهي حُجة الله عليكم وأما كونه يقول أنه المهديّ المنتظَر، فقل:
{وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ} صدق الله العظيم.

فلا يفتنكم الشيطان يا أيّها الصديق فتعرضوا عن الحقّ خشية أن لا يكون ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر ولكنّكم لا تنتظرون بعث المهديّ المنتظَر لتعبدوه من دون الله يا رجل، أفلا تتفكرون؟ فكن من الشاكرين حبيبي في الله أن قدّر الله خلقك في أمّة المهديّ المنتظَر ليهديك بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد وكن من الشاكرين أن قدّر الله عثورك على دعوة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، فما أعظم ندم الذين أعثرهم الله على دعوة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الفتح المبين ولم يكونوا من الأنصار السابقين الأخيار؛ بل أعظم من ندم رجل كان في سفر ومرّ بصخرة كبرى صفراء تزن ألف طنٍ فنظر إليها فوجدها لون الذهب، ومن ثم قال: "إنّما هي نحاس"، وتركها. ومن ثم جاء رجلٌ من بعده وقال: "إنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً فلن أقول إنّها نحاس وأتركها فلعلها تكون ذهباً، فلا بدّ لي أن أتيقّن منها حتى لا أندم إن ذهبت مني إلى آخر". ومن ثم أخذ عينةً منها جُزيئاتٍ بسيطةٍ وقام بفحصها بحمض النيتريك الذي يذيب النحاس فإذا وكأنه يسكب عليها ماء فلم تفُر في الحمض تلك الحُبيبات الصفراء فيحوّلها إلى سائل أخضر، ونظراً لأنّ الحبيبات من الصخرة لم تتأثر بحمض النيتريك ومن ثم يتيقن أنّها حقاً ذهبٌ خالصٌ عيار 24، ومن ثم علم ذلك الرجل الفقير الذي مرّ عليها من قبل فظنّ أنّ الصخرة نحاسٌ وتركها وتبيّن له أنّها كانت ذهباً فتأسّف عليها أسفاً عظيماً، وسبب أنّه خسرها بعد أن أعثره الله عليها هو الحُكم على الصخرة أنّها نحاسٌ بالظنّ من غير أن يتبيّن بالعلم الفيزيائي هل هي حقاً نحاس كما يظنها أم إنّها ذهب؟ ولكن الآخر الذي فاز بها لم يتّبع الظنّ بل استخدم العلم وسأل كيف يستطيع أهل محلات المجوهرات للذهب أن يميّزوا بين الذهب والنحاس ومن ثم يقولون له إنّهم يفحصونه بنطفة من حمض النيتريك فإذا فارت عليه فتأثر فهذا يعني أنه نحاس وإذا لم يتأثر فهذا يعني أنه ذهب، ومن ثم ذهب الرجل وأخذ سائل حمض النيتريك أو الكبريتيك وذهب إلى الصخرة ليفحصها وتبيّن له أنها ذهب خالص عيار 24، ثم أغناه الله بها وتصدق في سبيل الله وأنفق وفاز بالدُنيا والآخرة وكان من الشاكرين، وكذلك الصخرة الإمام المهديّ فإنّ كثيراً من الذين أعثرهم الله على دعوته في الإنترنت العالميّة في عصر الحوار من قبل الظهور يظنون أنّ ناصر محمد اليماني ليس إلا كمثل المهديين المُفترين بين الحين والآخر يظهر مهديٌّ منتظرٌ جديدٌ، ولكن الذين اتبعوا ناصر محمد اليماني قالوا: "إنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً فلعله هو المهديّ المنتظَر، فما يضيرنا أن نتدبّر بياناته؟ وسوف يتبيّن لنا الأمر من خلال بيانه وسلطان علمه". ومن ثم تدبروا وتفكروا في بيانات ناصر محمد اليماني فاقشعرّت جلودهم فلانت ومن ثم خشعت قلوبهم ودمعت أعينهم مما عرفوا من الحقّ وعلموا أنّ ناصر محمد اليماني يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مُستقيمٍ ومن ثم اتّبعوه ونصروه وشدّوا أزره فأشركهم الله في أمره وجعلهم من وزرائه على العالمين من بعد الظهور وفازوا بالدُنيا والآخرة برغم أنّهم لم يكونوا يرجون جزاءً ولا شكوراً، وإلى الله تُرجع الأمور يعلمُ خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
____________

آخر تحديث: 24-04-2016 09:52 AM
7

الرد من الله مُباشرةً من محكم كتابه إلى أبي حمزة ..

- 7 -
الإمام ناصر محمد اليماني
22 - 07 - 1431 هـ
04 - 07 - 2010 مـ
03:07 صباحاً
ـــــــــــــــــ



الرد من الله مُباشرةً من محكم كتابه إلى أبي حمزة ..

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ﴿84﴾ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ﴿85﴾} صدق الله العظيم [غافر].

وهذه الآية من الآيات المُحكمات البيَّنات من آيات أمّ الكتاب البيَّنات للعالم والجاهل لكل ذي لسانٍ عربيٍّ مبين لا تحتاج إلى تفسيرٍ ولا إلى تأويلٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

وهل تعلم لماذا جعل الله هذه الآية من أشدّ آيات الكتاب وضوحاً؟ وذلك لكي لا يؤخِّروا إيمانهم بدعوة الحقّ من ربهم حتى يروا العذاب الأليم فيزعمون أنّه سينفعهم إيمانهم ومن ثم يؤمنوا بالحقّ، ولذلك بيَّن الله لهم أنّه لن ينفعهم إيمانهم حين وقوع العذاب عليهم من ربّهم، وبيّن الله إنّ تلك سُنة الله التي قد خلت في عباده الكافرين أنّه لا ينفعهم إيمانهم حين وقوع العذاب. وقال الله تعالى:
{فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ﴿84﴾ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ﴿85﴾} صدق الله العظيم [غافر].

ويا أبا حمزة، لقد تبيّن لي أنّه مهما غلبتك في شيءٍ فسوف تأخذك العزّة بالإثم وتحاول طمس البيان الحقّ بالباطل! ويا رجل، فهل تريد الحقّ كما تقول؟ ألا والله لو كنت تريد الحقّ لقلت أضعف الإيمان: "أما في هذه المسألة فقد غلبتني بالحقّ يا ناصر محمد اليماني وأثبتَّ بالبرهان المُبين أنّ الذين أهلكهم الله بسبب كفرهم برسل ربهم وكانوا كافرين أنّهم فعلاً لا يؤمنون حتى يروا العذاب، ولكن لم ينفعهم إيمانهم واعترافهم بظلمهم لأنفسهم حين نزول العذاب؛ بل ينفعهم الدعاء والتضرع إلى ربّهم أن يكشف عنهم العذاب". ولكنّك حاولت التملّص بحُجّةٍ واهيةٍ! فوالله لا تزيد المؤمنين إلا عمًى يا أبا حمزة ولا يُستفاد من علمك شيء ولا خير في علمك لأنك تقول على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، فهل كنت حاضراً بين قوم نوح أنّهم لم يؤمنوا وتحاول أن تصنع لك حجّة من عدم؟ وحُجتك واهية يا أبا حمزة وحُجّة ناصر محمد اليماني هي الأقوى والمُهيمنة بالحقّ الواضح والبين، فما دمت بهذه الحال فوالله أنّه سوف يقيّض الله لك شيطاناً رجيماً بسبب إعراضك عن مُحكم ذكر ربك وأخذتك العزّة بالإثم. وقال الله تعالى:
{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴿36﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ﴿37﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿38﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

وأولئك هم الذين إن تبيَّن لهم الحقّ من ربّهم أخذتهم العزّة بالإثم كمثل أبي حمزة آتيته بآيةٍ بيّنةٍ محكمةٍ أنّ الذين أهلكهم الله بسبب كفرهم آمنوا حين وقوع العذاب عليهم فلم يكُ ينفعهم إيمانهم حين وقوع العذاب سُنة الله في الكتاب في الذين كفروا بشكل عام. تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ ﴿84﴾ فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ﴿85﴾} صدق الله العظيم [غافر].

وقال الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} صدق الله العظيم [غافر:56].

أعوذُ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
{الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} صدق الله العظيم [غافر:35].

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
خليفة الله؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
____________
آخر تحديث: 24-04-2016 07:59 PM
8

{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيـــم..

- 8 -
الإمام ناصر محمد اليماني
23 - 07 - 1431 هـ
05 - 07 - 2010 مـ
12:32 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ



{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
صدق الله العظيـــم ..


بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين ..
وما يلي اقتباس من بيان أبي حمزة بما يلي:
الأستاذ اليمانى وحضرتك تتفقون أن الدعاء هو الذى أنجاهم.. فأخبرينى أين الدعاء الذى دعوه فى هذه الآية؟ هل ذكر الله دعاءهم أم إيمانهم؟
وقال الله تعالى:
{فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}
صدق الله العظيم.
حضرتك تقول أنهم رأوا عذاب الله.. هم لو رأوا عذاب الله ونزل بهم وقضى الله أمره فكيف سيرحمهم؟
انتهى الاقتباس من بيان محمود المصري المُكنى أبو حمزة.

ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: سبحان ربي! يا محمود ومن يكشف العذاب المُحقّق في الكتاب غير الربّ العزيز التوّاب الذي من دعاه استجاب؛ ربّ الوجود، حتى لو يكون عذاب الساعة تأتيهم ثم يدعون الله من تقوم عليهم الساعة وهم من أشرّ الناس ثم يدعون ربّهم لأجابهم الله وكشف عنهم الساعة حتى حين، إنّ الله على كل شيءٍ قدير، وسبب الإجابة وذلك لأنّ الله قد وعد عباده وعداً مُطلقاً في محكم كتابه، وقال الله تعالى:
{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} صدق الله العظيم [غافر:60].

ويا محمود، إن سؤالك هو: كيف علمت يا ناصر محمد اليماني أنّ الله كشف العذاب عن قوم يونس بسبب أنّهم دعوا ربّهم فكشف العذاب عنهم ومتعهم إلى حين؟ ومن ثمّ يردّ عليك ناصر محمد اليماني بقول الله تعالى:
{مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)} صدق الله العظيم [الأنعام].

فتدبّر وتفكر في قول الله تعالى:
{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)} صدق الله العظيم، ومن ثم يتبيّن لكم سبب كشف عذاب الخزي عن قوم يونس آمنوا بربهم وتضرّعوا بالدعاء إلى ربِّهم فاستجاب لهم، ولذلك قال الله تعالى: {كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ} صدق الله العظيم [يونس:98].

لأنّكم بالدعاء تستطيعون أن تكشفوا عن أنفسكم حتى الساعة التي هي أدهى وأمر، وقال الله تعالى:
{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)} صدق الله العظيم.

فانظر لقول الله تعالى:
{بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم. وكذلك قوم يونس بسبب الدعاء: {كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ} صدق الله العظيم [يونس:98].

فما خطبك يا رجل! (تبعسس وترفس) وتحاول أن تخلق الالتباس بأيّ شكل؟ ولكنّ الحقّ ليس عليه غبار، فوالله أنّي قد كتبت لك بياناً عظيماً وفصّلت فيه كثيراً من العلوم التي لم يسبق تنزيلها في هذا الموقع وقلت أجعله تكريماً لك عسى أن يُحدِث لك ذكراً، ولكنّي أقسم بربّ العالمين أنّه طار من بين يديّ فلم يُرِد اللهُ أن نكرمك به لأنّ الله يعلم أنّك لا تستحق ذلك فهو بعباده خبيرٌ بصيرٌ، وعلى كل حال نعود نذكرك عن سبب كشف الله للعذاب في محكم الكتاب أنه بسبب الدُعاء. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41)} صدق الله العظيم [الأنعام].

أم تظنّ قوم يونس دعوا غير الله فكشف عنهم العذاب؟ فوالله لا يجادل في هذه النقطة إلا من كان أعمى البصيرة بالمرّة وعلى قلبه كنانٌ ضخمٌ وحجابٌ مستورٌ عن فهم الكتاب، تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا} صدق الله العظيم [الأنعام:25].

فسُبحان ربي، كيف أنّ كلّ بيانٍ جديدٍ لا يزيدك إلا عمًى؟ ولكنّه يزيد الأنصار نوراً وبصيرةً من ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَٰذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ (125)} صدق الله العظيم. [التوبة].

فكيف يا محمود يكشف الله عنهم عذاب الخزي ما لم يكونوا دعوا ربهم وقالوا ربنا اكشف عنا العذاب إنّا مؤمنون، ومن ثم كشف الله عنهم عذاب الخزي ومتعهم إلى حين؟

ويا رجل، إنّما الإمام ناصر محمد اليماني يبيّن القرآن بالقرآن، فحين أفتيتُكم أنّ الله كشف عنهم عذاب الخزي وذلك لأنّي أعلم أنّ الله يكشف العذاب عن عباده إذا دعوا ربّهم، ولذلك نُنبئكم بخبركم أنتم أنّكم كذلك سوف تدعون ربكم فيكشف عنكم العذاب كما كشفه عن قوم يونس. تصديقاً لقول الله تعالى في علم الغيب في الكتاب:
{رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم، ومن ثم يجيبكم الله فيكشف عنكم العذاب. وقال تعالى: {إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان].

ولكنّك تريد الآية تأتي تحمل خبرها مفصّلاً فيها جميعاً تفصيلاً! بل فصَّل الله كتابه تفصيلاً في آيات متفرِّقات فإنْ لم تجد معلومةً في موضوع في آية فحتماً يُفتيك الله بذلك في موضعٍ آخر في قلب وذات الموضوع كما تجد ناصر محمد اليماني يُفصّل لكم الكتاب من ذات الكتاب، فكن من الشاكرين يا محمود، وسوف نتجاوز هذه النقطة ونترك للباحثين عن الحقّ أن يَحكموا فيُحكِّموا عقولَهم أيُّنا ينطُق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مُستقيم وأيّنا يتّبع الظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
_____________
آخر تحديث: 25-04-2016 09:30 AM
9

{ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ }

- 9 -
الإمام ناصر محمد اليماني
23 - 07 - 1431 هـ
05 - 07 - 2010 م
09:44 مساءًا
ـــــــــــــــــــــ




{ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ }

صدق الله العظيـــــــم ..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين.
ويا محمود سوف نقتبس من بيانك قول الله تعالى ما يلي:
{رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)} صدق الله العظيم [المؤمنون].

وترون أنّ محمود يحاج ناصر محمد اليماني بهذه الآية فيستدِلّ بها أنّ الله لم يُجـِب دعاءهم فيخرجهم من النار برغم أنّهم دعوا ربّهم وقالوا:
{رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)} صدق الله العظيم [المؤمنون].

ومن ثمّ يردّ الإمام ناصر محمد اليماني على محمود بالحقّ وأقول أولم تتدبر قولهم في دعائهم فقالوا:
{رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107)} صدق الله العظيم [المؤمنون].

فتدبّر بالضبط الوعد الذي قطعوه لربهم بقولهم:
{فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ}، ومن ثم يتبيّن لك أنّهم يريدون من ربِّهم أن يُخرجهم من النار فيُرجعهم إلى الدُنيا ولذلك قالوا: {فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ}؛ أي إنهم يريدون أن يُرجعهم إلى الدُنيا ليعملوا غير الذين كانوا يعملون وذلك هو السبب الذي منع الإجابة لدعائهم من ربِّهم هو طلبهم أن يُعيدهم إلى الحياة الدُنيا وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَٰلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37)} صدق الله العظيم [فاطر].

وحَصْحصَ الحقّ وتبيّن لك يا محمود البيان الحقّ للآية التي تحاجّني بها في قول الله تعالى:
{رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)} صدق الله العظيم [المؤمنون]؛ أنّهم فعلاً كان طلبهم في الدعاء من ربهم أن يخرجهم فيعيدهم للدنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعملون، ولكن ليس في ذلك الدُعاء حجّة لهم على ربِّهم بل أقام الله عليهم الحجّة وذكّرهم أنّه عمّرهم في الحياة الدُنيا وأرسل إليهم الرّسل حتى لا تكون لهم الحجّة على ربهم وقال تعالى: {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ} صدق الله العظيم.

فانظر كيف أنّ الله أقام عليهم الحجّة وقال لهم:
{أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ} صدق الله العظيم، وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:165].

فهم يرجون من ربِّهم أن يُرجعَهم إلى الدُنيا ويسأل الله ذلك من بعد موته مباشرةً جميع الذين ماتوا وهم كافرون، ولا تزال تلك دعوتهم. وقال الله تعالى:
{حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)} صدق الله العظيم [المؤمنون].

فتلك الكرة إلى الدُنيا يتمنونها الكافرون ولذلك قال الله تعالى:
{وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59)} صدق الله العظيم [الزمر].

فانظر لقولهم:
{أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}؛ ويقصدون لو أن الله هداهم في الحياة الدُنيا {لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}، ومن ثم تمنّوا الرّجعة إلى الحياة الدُنيا ليس حباً فيها وإنّما لكي يكونوا من المحسنين فيعملوا غير الذي كانوا يعملون فيها من قبل، ولذلك قال الله تعالى: {أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59)} صدق الله العظيم.

ولكن الحجّة لهم على ربِّهم لو أنّهم يسألون الله بحقّ رحمته التي كتب على نفسه أن يغفر لهم فيقولوا:
{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23]، فمن ثم يُجيب الله دعاءهم لو يسألوا الله رحمته ولا يطلبوا منه أن يعيدهم إلى الدُنيا لكي يعملوا غير الذي كانوا يعملون، ورحمة الله هي حجّة عباده على ربِّهم حين يسألونه رحمتَه مُعترفين بظلمهم لأنفسهم، وتلك الكلمات الحق هي التي تلقّاها آدم وزوجته من ربهم فكلمهم الله بوحي التفهيم إلى قلوبهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم. [البقرة:37].

فما هي هذه الكلمات؟ وهي قولهم بالدعاء إلى ربهم:
{قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23].

ويا محمود، إنّما الإمام المهديّ يريد أن يُعلِّم عباد الله بشكل عام مُسلمَهم وكافرَهم كيف ينقذون أنفسهم من عذاب ربِّهم في الدُنيا وفي الآخرة لأنّ الإمام المهديّ يريد أن يساعدَهم من أجل تحقيق هدفه النعيم الأعظم، وأما أنت فتزيدهم إحباطاً ويأساً من رحمة الله، هداك الله. أفلا تعلم عن سبب بقائهم في عذاب جهنم؟ فذلك بسبب يأسهم من رحمة الله وقال الله تعالى:
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَٰئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [العنكبوت:23].

فاليأس من رحمة الله في حدّ ذاته مزيدٌ من ظلمهم لأنفسهم. وقال الله تعالى:
{إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:87].

فكن من الشاكرين أن ابتعث الله الإمام المهديّ في أمّتك التي تعيش فيها ليهديكم بالبيان الحقّ للقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد.

وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين.
أخو البشر في الدم من حواء وآدم؛ المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني.
______________
آخر تحديث: 16-11-2020 10:04 AM
10

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ } صدق الله العظيـــــم..

- 10 -
الإمام ناصر محمد اليماني
24 - 07 - 1431 هـ
06 - 07 - 2010 مـ
10:13 مساءًا
ـــــــــــــــــــــ



{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ }
صدق الله العظيـــــم ..

بسم الله الرحمن الرحيم
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ} صدق الله العظيم [الممتحنة:13]، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، بمعنى أنهم يئِسوا من رحمة الله أن يرحمهم في الآخرة كما يئِس الكفار من أصحاب القبور، ولذلك اتخذوا الشيطان وليّاً من دون الله لأنهم يعلمون أنه الشيطان عدوّ الله ربّ العالمين، ولكنهم يريدون أن يساعدوه في إضلال البشر حتى يكونَ جميعُ البشر معهم في نار جهنم. وقال الله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ} صدق الله العظيم [النساء:89].

فيا رجل لا تكن منهم فتجعل الناس يَيْأسُوا من رحمة الله، ويا رجل ما خطبك لم تفقه البيان الحقّ؟ فقد بينّا لك السبب بالحقّ عن عدم إجابتهم لأنهم يئِسوا من رحمة الله أن يرحمهم فيخرجهم من ناره فيدخلهم برحمته جنّته ولذلك يريدون من ربِّهم أن يُعيدهم إلى الدُنيا لكي يعملوا غير الذي كانوا يعملون؛ بمعنى أنّهم لم يسألوا الله رحمته فيقولوا:
{رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف: 23].

وعلى كُلٍّ ليس لديّ فرصة الآن للرّد فانتظر منّي ردّاً مُفصّلاً تفصيلاً من محكم كتاب الله في هذه النقطة كونها من أهم نقاط الحوار بين المهديّ المنتظَر والذين لم يقدروا ربّهم حقَّ قدره، ونريد أن نهدي ببياني الآتي حتى الشياطين الذين يَئِسوا من رحمة الله كما يَئِسَ الكفارُ من أصحاب القبور علّهم يهتدون أو يزيدهم رِجْساً إلى رجسِهم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين.

الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
______________
آخر تحديث: 25-04-2016 01:20 PM