الموضوع: الإمام ناصر محمد اليماني لم يدرك البيان الحقّ للذكر لعلمه بالنحو والإملاء بل علّمه ربّ الملأ الأعلى

1

الإمام ناصر محمد اليماني لم يدرك البيان الحقّ للذكر لعلمه بالنحو والإملاء؛ بل علّمه ربّ الملأ الأعلى..





الإمام ناصر محمد اليماني لم يدرك البيان الحقّ للذِّكر لعلمه بالنحو والإملاء؛ بل علّمه ربّ الملأ الأعلى
..


بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين جدّي النّبيّ الأمّي الأمين الذي لا يعرف أن يكتب فأنزل الله عليه القرآن العظيم ولم يأمره أن يتعلّم القراءة والكتابة، وأصلّي وأسلم على آله التوابين المُتطهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..

و يا أيها الشيعي الاثني عشري، يا من يُحاجِجني في أمري ولا يجادل بعلمٍ ولا هُدًى ولا كتابٍ مُنيرٍ؛ كُبر مقتاً عند الله والمهديّ المنتظَر والمؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا} صدق الله العظيم. [غافر:35].

ويا أخي الكريم، أقسمُ بالله العظيم من يُحيي العظام وهي رميمٌ إنّك لتهزأ من خليفة الله المهديّ المنتظَر ولم يجعل الله حُجّتي عليك في القسم؛ بل في سُلطان العلم وكتاب الله هو الحَكَمُ، ألم يكن مُحمدٌ رسول الله أُمّيّاً وعاش أمّيّاً ومات أمّيّاً وهو لا يعرف القراءة ولا الكتابة؟ وهل تدري لماذا قدّر الله ذلك؟ وذلك كي تكون أمّيَته مُعجزةً له! إذ كيف يأتيكم بهذا القرآن العظيم مع أنّهُ أمّيٌّ؟ ثمّ تعلمون أنّهُ ليس من تأليفه بل حقاً تلقّاه من لدُن حكيمٍ عليمٍ. ولذلك صدّق اليهود أنّهُ نبيٌّ من ربّ العالمين، ولم يرتَبْ المُبطلون ولكنّهم علموا أنهُّ الحقّ من ربّهم ولكنّهم للحقّ كارهون حسداً من عند أنفسهم إذ أصبحت أمِّيَّتَه مُعجزةً له للتصديق. وقال الله تعالى:
{وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:48].

وكذلك المهديّ المنتظَر لم يأمره الله أن يتعلم النحو والإملاء، وذلك لكي يأتي بالبيان الحقّ للقرآن الذي عجز عنه كافة عُلماء الأمصار ومُفتيي الديار، ومن ثمّ يتذكّر أولو الأبصار أنّ الإمام ناصر محمد اليماني لم يدرك البيان الحقّ للذكر لعلمه بالنحو والإملاء؛ بل علّمه ربّ الملأ الأعلى ثم يوقنون أنّ هذا هو المهديّ المنتظَر الحقّ خليفة الرحمن الإنسان الذي علمهُ الله البيان الحقّ للقرآن، فلكُل دعوى بُرهانٌ. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111].

{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِي وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الحقّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ(24)} صدق الله العظيم [الأنبياء].

أرأيت لو أنّك لم تجد في بيان الإمام ناصر محمد اليماني أيّ خطأ في الإملاء فهل ذلك هو آية التصديق للمهديّ المنتظَر حتى يصدّقه الشيعة الاثني عشر؟
{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111]. أليس جميع مُفتيي الديار وخُطباء المنابر لن تجد لديهم خطأً في الإملاء؟ فهل استطاعوا أن يأتوا ببيانٍ للذِّكر أحسن من تفسير المهديّ المنتظَر وأحسن تأويلاً؟ {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم.

وهيهات هيهات.. وأقسمُ بالرحمن الذي علّمني البيان الحقّ للقرآن لو اجتمع كافة عُلماء الإنس والجانّ لحوار المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني من القرآن لتجدني أنّني المُهيّمن عليهم بسُلطان العلم، وطاولة الحوار هي الحكم لئن أجبتم دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم، فإنّي بالبيان الحقّ للقرآن به زعيم وأهدي به إلى الصراط المُستقيم، لأنّي الإنسان الذي علّمه الرحمن البيان الحقّ للقرآن بوحي التّفهيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ، فجعلني المُهيمن عليكم بالقرآن المجيد، فأهديكم إلى صراط العزيز الحميد، وأُذكّر بالقُرآن من يخاف وعيد، وأحذّر من بأسٍ شديدٍ. فلا تكن يا أخي الكريم كفّاراً عنيداً تُعرض عن المهديّ المنتظَر فتتبع كُلَّ شيطانٍ مريدٍ فيضلّك عن صراط العزيز الحميد لئن حاجَجت في البيان الحقّ لآيات الكتاب بغير علمٍ ولا هدًى ولا كتابٍ مُنيرٍ. وقال الله تعالى:
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ (3) كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ(4)} صدق الله العظيم [الحج].

فإذا جئت باحثاً عن الحقّ فقد اهتديت إلى صراطٍ مُستقيمٍ، وإن كُنت ترى الإمام ناصر محمد اليماني شيطاناً أشِراً وليس المهديّ المنتظَر في نظرك فلن تستطيع أن تصدّ الأنصار بهذه الفتوى بأنّ لدى الإمام ناصر محمد اليماني أخطاءٌ في الإملاء. وهل تدري لماذا؟ وذلك لأنّ مُحمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- لم يكن يعرف أن يكتب أبداً؛ بل أمّيٌّ، وليس الخطأ خطأ الإملاء في خط القلم، بل الخطأ في الحُجّة لو وجدتني أخطأتُ في العلم وضلّلت الأمم كما تفعلون يا من تقولون على الله ما لا تعلمون وتحسبون أنّكم مُهتدون. فلا تكن عن الحقّ أعمى فإنّي أريد إخراجك من السرداب من بين الظلام إلى النور حتى ترى البدر أنهُ حقاً قد ظهر، ولكنّك لن تُشاهد البدر حتى تخرج من السرداب، فكيف يُشاهِد البدر في السماء من كان في سردابٍ مُظلمٍ؟ بل أنا المهديّ المنتظَر لا أدعو البشر إلى الشيعة ولا إلى أهل السُّنة والجماعة يا معشر الشيعة الاثني عشر، بل أدعوكم والناس أجمعين إلى البيان الحقّ للذِّكر الذي أنتم عنهُ مُعرضون، وتريدون مهديّاً مُنتظراً يأتي مُتّبِعاً لأهوائكم فيعتنق مُعتقداتكم.

ولسوف أثبت لك أنّك لست من شيعة المهديّ المنتظَر، وذلك لأنّي لو أقول لك يا من تحاجِجني: فهل ترى أنّهُ يحقّ لك أن تُنافس المهديّ المنتظَر في حبّ الله وقربه علّكَ تكون أحبّ إلى الله وأقرب منه؟ لغضبت مني وزجرتني ونهرتني وقلت للإمام ناصر محمد اليماني: "اتقِ الله! كيف تُريد أن اُنافس المهديّ المنتظَر في حبّ الله وقُربه على أن أكون أحبّ منه وأقرب عند ربي وهو المهديّ المنتظَر علام الغيوب الذي يعلمُ ما تسرون وما تعلنون؛ الذي يعلم ما يخرج من الأرض وما يَلِج فيها ويعلمُ ما ينزل من السماء وما يعرج فيها؛ فهو حافظنا من أعدائنا ويدفع عني السوء والبلاء وهو الرزّاق ذو القوة المُتين؛ يعلمُ بأسرار وأسماء العالمين، فذلك هو المهديّ المنتظَر الذي لهُ ننتظر، فكيف تُريدني أن أُنافسه في حبّ الله وقربه!! بل هو شفيعنا بين يدي الله ونتوسل إلى الله به ليقربنا إلى الله زُلفى".

ثم يرد عليكم المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم وأقول: اللهم أنّني بريءٌ من الآن ممّن أشرك بك المهديّ المنتظَر، اللهم وإنّني بعبادتهم كافرٌ ومُنكرٌ ولا ولن أغني عنكم من الله الواحد القهار شيئاً، فاتّقوا الله يا معشر الشيعة الاثني عشر فلا تعبدوا المهديّ المنتظَر واعبدوا الله الواحد القهار، وتنافسوا على حبّه وقربه مُخلصين لهُ الدين ولو كره الكافرون إن كنتم إياه تعبدون. وأقسمُ بالله العظيم أنّكم من القوم الذين قال الله عنهم في محكم كتابه:
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106].

وبرغم أنّ أهل السُّنة والجماعة وقعوا في كثيرٍ من مصائد المُفترين من أحاديث الشياطين ولكنّي أشهدُ الله العظيم أنهم أقل شركاً بالله من الشيعة الذين يدعون أئمة آل البيت وأمّهم فاطمة الزهراء من دون الله، وإنا لله وإنا إليه لراجعون. ولم أقل أنّ أهل السُّنة والجماعة على الحقّ ولكنّهم أقل شركاً، ولا فرق لدينا بين الشيعة وأهل السُّنة والجماعة فجميعكم مُشركون بالله العظيم حتى تعترفوا أنّ مُحمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله- وجميع أئمة آل البيت والمهديّ المنتظَر أنّهم ليسوا إلا مُجرد عبيدٍ من عبيد الله ربّ العالمين، ثم تُنافسون مُحمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وجميع أئمة آل البيت والمهديّ المنتظَر في حبّ الله وقربه إن كنتم إياه تعبدون. وحتى ولو لم تستطيعوا في نظركم أن تكونوا أحبّ إلى الله منهم وأقرب ولكن هذه هي العبادة الحقّ إلى المعبود لكافة العبيد يتنافسون على حُبّ ربهم وقُربه أيهم أقرب. تصديقاً لقول الله تعالى:
{
وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿٥٥قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا﴿٥٩} صدق الله العظيم [الإسراء].

فلماذا حرّمتم التنافس في حبّ الله وقربه فجعلتم الله حصرياً للأنبياء والمُرسلين وأئمة آل البيت:
{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111].

وقال الله تعالى:
{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِي وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الحقّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ(24)} صدق الله العظيم [الأنبياء].

بل الحقّ هو أن تعبدوا الله جميعاً يا معشر عبيد الله في سماواته وأرضه، فجميعكم عبيدٌ للعزيز الحميد. تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً (95) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً (96) فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّدّاً (97)} صدق الله العظيم [مريم].

ألستم تقولون في كُل صلواتكم
{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5]؟ فكيف تتركوه فلا تعبدونه؟ وتعبدون أنبياءه ورُسله فتدعونهم من دون الله وتقولون أنّهم سوف يشفعون لكم يوم الدين بين يدي ربّ العالمين لأنّهم من عباده المُقربين؟ ثم يسألكم المهديّ المنتظَر وأقول إذاً أفتوني من هذا النّبيّ الذي يجرؤ أن يحرّم عليكم أن تنافسوه في حبّ الله وقربه؟ وإنّكم لكاذبون. بل بعث الله المُرسلين ليدعوا الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له وأن يكونوا ربانيين فيتنافسون في حُبّ ربهم وقُربه إن كانوا إياه يعبدون. وقال الله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:79].

ولم يفتِكم الله أنّ الأنبياء والمُرسلين وأئمة آل البيت المُطهرين أنّهم أحباب الله من دون الناس؛ بل هم بشرٌ ممّن خلق وأمرهم الله أن يكونوا من المُسلمين المُتنافسين في حبّ الله أيُّهم أقرب ولا يكونوا من المُشركين. وقال الله تعالى:
{إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ ربّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ} صدق الله العظيم [النمل:91].

و قال تعالى:
{فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ(72)} صدق الله العظيم [يونس].

ويا معشر المُسلمين، تنافسوا على حبّ الله وقربه و اعلموا أنّ المتنافسين على حبّه وقربه الذين استجابوا لدعوة المهديّ المنتظَر من الذين يحشرهم الله على منابر من نورٍ يغبطهم الأنبياء والشهداء، أفلا تتّقون؟ فلم يُحرِّم الله عليكم المُنافسة في حبّ الله وقربه إن كنتم إياه تعبدون! فلتكن عقيدتكم أنّ ما دون الله فهو عبدٌ وليس إلا عبداً وقد خلقهُ الله عبداً و يميته عبداً ويبعثهُ عبداً، لا مُبدل لكلمات الله ولذلك خلقكم أفلا تتّقون؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} صدق الله العظيم [الذاريات].

فهل حققتم الهدف من خلقكم؟ أفلا تتقون؟ فكيف تجعلون الله حصريّاً للأنبياء والمُرسلين ليتنافسوا على حُبّه وقربه وحرّمتم على أنفسكم أن تُنافسوهم فتزعمون أنهم شُفعاؤكم يوم الدين؟ ولكنّي المهديّ المنتظَر أقسمُ بالله العزيز الوهاب الذي أنزل الكتاب أنّ أصحاب هذه العقيدة مُشركون بالله ربّ العالمين وأنّ كافة الأنبياء والمُرسلين لا ولن يغنوا عنكم من الله شيئاً، أفلا تتقون؟

ألا والله الذي لا إله غيره أنّني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين، وأنّني لم أقل لكم أنّي المهديّ المنتظَر من ذات نفسي؛ بل بفتوى من العزيز الجبار، ولكنّ الرؤيا تخصّ صاحبها ولا ينبغي لكم أن تُصدقوني بسبب الرؤيا فهي تخصّني وفتوى لي وحدي؛ حُجة عليّ إن لم أوقن بالحقّ، ولكنّ الله لم يجعلها حجّةً عليكم إلا أن يُحقق ما جاء فيها على الواقع الحقيقي. ولربّما يودّ أخي الشيعي أو أحد إخواني من أهل السُّنة والجماعة أو أحد إخواني من المُسلمين أن يقول: "وما جاء فيها؟". فأقول: أفتاني ربّي أنهُ لن يحاجّني أحدٌ من القرآن إلا غلبته. إذاً يا قوم فإن كان ناصر محمد اليماني حقاً مُصطفًى من ربّ العالمين فلن تجدوا أحداً من كافة عُلماء المُسلمين والنصارى واليهود يُهيمن على ناصر محمد اليماني بعلم وسُلطان من مُحكم القرآن العظيم الذي أدعوكم إلى الاحتكام إليه جميعاً إن كنتم به مؤمنين، فطاولة الحوار هي الحكم بسُلطان العلم، فلا تخفْ فلا ولن نحظرك بإذن الله حتى نُلجمك بسُلطان العلم ومن ثم نقيم عليك الحُجة بالحقّ ثم تستمر في الجدال العقيم بغير علمٍ ولا هُدًى ولا كتابٍ مُنير.

ويا أخي الكريم، بارك الله فيك تدبّر وتفكّر بقدر ما تستطيع من بيانات المهديّ المنتظَر لتفصيل القرآن بالبرهان من ذات القرآن، واستخدم عقلك فلا تكن إمّعةً لا تتفكر. وإنّ الذين تسخر منهم وتصفهم بالبقر لأنّهم صدّقوا المهديّ المنتظَر الذي يحاجِج الناس بالبيان الحقّ للذكر فإنّك لمن الخاطئين وظلمت نفسك؛ بل هم أولو الأبصار من أذكى البشر، فوالله الذي لا إله غيره أنّه لن يتّبع المهديّ المنتظَر وكافة الأنبياء والمُرسلين إلا أولو الأبصار أهل التدبر والتفكر، وأما أهل النار فسوف يفتونك عن سبب دخولهم النار فتجد فتواهم في محكم الذكر:
{وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)} صدق الله العظيم [الملك].

وأما الآن فيا صاحب الشيعة الاثني عشر فعليك الاختيار أن تكون من أولي الأبصار من أتباع المهديّ المنتظَر الذين يستمعون القول من أوله إلى آخره فاستخدموا عقولهم وبصرهم هل هو الحقّ من ربّهم في البيان الحقّ للذكر أم أنّ ناصر محمد اليماني شيطانٌ أشر؟ فتدَبَّروا وتَفَكَّروا فأبصَروا فقرَروا، وأولئك هم أولو الألباب، ولا ولن يتذكر إلا أولو الأبصار، ولا ولن يهدي الله من الناس أجمعين إلا أولو الأبصار في كُلّ زمانٍ ومكانٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
{‏‏فَبَشِّرْ عِبَادِ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

ولكن العميان عن الحقّ لن يبصروا الحقّ ولذلك لن يروا - أتباع الحقّ - الذين حسبوهم من الأشرار، فانظر إلى تخاصم أهل النار:
{وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنْ الْأَشْرَارِ(62) أَاتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمْ الْأَبْصَارُ(63)إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ(64)} صدق الله العظيم [ص].

و أصحاب النار كذلك يكونون مثلك ويظنّون أنّهم هم أولو الأبصار وأنّهم هم أولو الألباب، ولكن كذلك أتباع الحقّ يظنّون أنّهم هم أولو الأبصار وأنّهم هم أولو الألباب. وقال الله تعالى:
{فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام].

ومن ثم تجدون الجواب في محكم الكتاب بحكم الله الحقّ بين الفريقين، وقال تعالى:
{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:82].

وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام ناصر محمد اليماني.
__________

آخر تحديث: 10-04-2018 04:14 PM