الموضوع: سلسلة حوارات الإمام في منتديات أشراف أونلاين

31

أنيبوا إلى الله بقلبٍ خاشعٍ وأعينٍ دامعةٍ ..

- 31 -
الإمام ناصر محمد اليماني
25 - 02 - 1432 هـ
31 - 01 - 2011 مـ
04:44 صباحاً
ـــــــــــــــــــــــ


أنيبوا إلى الله بقلبٍ خاشعٍ وأعينٍ دامعةٍ ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار والسابقين الأنصار وجميع المسلمين، آمين يا أرحم الراحمين.
ويا حبيبي في الله فضيلة الشيخ محمد عبد القادر إدريس غفر الله لك وللإمام المهديّ معك ولجميع المسلمين، ويا أخي الكريم تلزمك الإنابة إلى الربّ بالتضرع بقلبٍ خاشعٍ وأعينٍ تدمع فتقول:

"يا رب إنك قلت وقولك الحقّ:
{وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:216]، اللهم إن كان الإمام ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر لا شكّ ولا ريب فإنك تعلم وعبدك لا يعلم، اللهم فبصِّر قلبي بالحقّ لأتّبعه بالحقّ واجعلني من الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور فعبدك في ذمّتك أن لا يفوتني هذا الشرف العظيم، فكيف لو تبيّن للعالمين يوماً ما أنّه المهديّ المنتظَر ومحمد عبد القادر كان له من الكارهين؟ فكيف سوف تكون ندامة عبدك وحسرته؟ اللهم فاغفر لعبدك وأرني البيان الحقّ للكتاب واجعلني من أولي الألباب، وإن كان ناصر محمد اليماني ليس المهديّ المنتظَر اللهم فإنّك تعلم أن عبدك محمد عبد القادر لفي حيرةٍ في أمره فإنّا نعوذ بك من عاقبة أمره فقصِّر في عمره واكفنا شرّه فإنا نجعلك في نحره إن كان الإمام ناصر محمد اليماني من الضالين المُضلين، سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت السميع العليم".

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
____________

آخر تحديث: 27-10-2019 04:02 PM
32

كتاب الله هو البصيرة والحجّة الحقّ على الناس..

- 32 -
الإمام ناصر محمد اليماني
26 - 02 - 1432 هـ
01 - 02 - 2011 مـ
05:11 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ


كتاب الله هو البصيرة والحجّة الحقّ على الناس ..

بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨} صدق الله العظيم [يوسف].

والسؤال الذي يطرح نفسه: فما هي هذه البصيرة التي يحاجّ الناس بها محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
{وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢} [النمل].

وقال الله تعالى:
{وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} صدق الله العظيم [الفرقان:52].

فمن وجدتموه يحاجّ الناس بكتاب الله (القرآن العظيم) ويجاهدهم به جهاداً كبيراً فلا يحاجّه أحدٌ من كتاب الله القرآن العظيم إلا أقام عليه الحجّة بالحقّ من محكم الكتاب، فاتقوا الله يا أولي الألباب واعلموا أنَّ الله شديدُ العقاب، أكتاب مع كتاب الله القرآن العظيم تريدون؟ يوشك الله أن يغضب لكتابه.

ويا قوم إنّي أشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أنّني المهديّ المنتظَر، أدعو خطباء المنابر ومفتيي الديار إلى الحوار في عصر الحوار من قبل الظهور ومن بعد التصديق يظهر لهم المهديّ المنتظَر عند البيت العتيق، وكذلك أريد أن أطمئن الحرس المكي بالمسجد الحرام وأقول وتالله ما ينبغي للإمام المهديّ المنتظَر الظهور عند البيت العتيق إلا من بعد التصديق، كون الحوار يأتي في عصر الحوار من قبل الظهور ومن بعد التصديق من أولياء المسجد الحرام آل عبد العزيز بن سعود و من هيئة كبار علماء المسلمين بمكة المكرمة خاصة، ومن ثم يظهر لكم المهديّ المنتظَر عند البيت العتيق، فلمَ تحجبون مواقعنا بالمملكة العربيّة السعوديّة؟ غفر الله لكم برحمته أحبتي في الله ما دام الإمام ناصر محمد اليماني لا يشكل خطراً شيئاً كونه لن يفعل ما فعل جهيمان، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين. قال الله تعالى:
{تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦} صدق الله العظيم [الجاثية:6].

وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين ..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
____________________
آخر تحديث: 27-10-2019 04:03 PM
33

نفي رؤية ذات الله جهرةً بالبصر..

- 33 -
الإمام ناصر محمد اليماني
29 - 02 - 1432 هـ
04 - 02 - 2011 مـ
04:09 صباحاً
ـــــــــــــــــــ



نفي رؤيــــــة ذات الله جهرةً بالبصر ..

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ﴿٧٥﴾ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ﴿٧٨﴾ سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [الصافات]، والسؤال الذي يطرح نفسه للعقل والمنطق: هل ينبغي لله سبحانه أن يكذب في قوله سبحانه وتعالى علواً كبيراً؟ والجواب تجدونه في قول الله تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّـهِ قِيلً} صدق الله العظيم [النساء:122].

إذاً يا قوم فكيف أنّ الله يفتينا في محكم كتابه أنه لم يغرق أحداً من ذرية نبيّ الله نوح في الطوفان كونكم تجدون فتوى الله جليةً واضحةً بينةً محكمةً للعاقل والجاهل وللعالِم والأُمي ولكل ذي لسانٍ عربيٍّ مبينٍ يفتيكم الله أنه لم يغرق أحداً من ذرية نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام في قول الله تعالى:
{وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم، فسألتكم بالله العظيم فهل ترون أنّ هذه الآية من الآيات المتشابهات التي لا يعلم بتأويلهن إلا الله، أم إنّها من الآيات المحكمات البيّنات من آيات أمّ الكتاب لا يزيغ عمّا جاء فيهن إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحق؟ فكيف أنّ الله يفتيكم في محكم كتابه أنّه لم يغرق أحداً من ذرية نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا ذُرّيّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} صدق الله العظيم؟ ولكن أبا حمزة لا يُكذِّب الإمام ناصر محمد اليماني بل يكذب بفتوى الله في محكم كتابه: {وَجَعَلْنَا ذُرّيّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} صدق الله العظيم.

إذاً فتعالوا لنرجع للعقل والمنطق لو أنّ أحداً من أبناء نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام غرق في الطوفان الذي أصاب قوم نبيّ الله نوح الكافرين فماذا سوف يكون جواب العقل والمنطق؟ فحتماً سوف يقول إذاً تبين أنّه أحدٌ من أبناء نبيّ الله نوح غرق في الطوفان فهذا لا شكّ ولا ريب أنه ليس ابنه، بمعنى أنّ امرأته أمّ الغريق خانت نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام لا شكّ ولا ريب، وهذا ما يقوله العقل والمنطق، فتعالوا لنرجع إلى كتاب الله لننظر هل وافق فتوى العقل والمنطق؟ فتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
{وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ ﴿٤٢﴾ قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّـهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ﴿٤٣﴾ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٤﴾ وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [هود].

إذاً يا قوم قد جاءت الفتوى الحقّ مصدقة لتحليل العقل والمنطق، فتبين لكم أنّ إحدى نساء نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام خانته وهي كذلك من الكافرين وفرّق الله بينها وبين نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام ودليل خيانتها قول الله تعالى:
{وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} صدق الله العظيم، إذاً يا قوم لقد خانت أم ذلك الولد زوجها فهو ليس من ذرية نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام، وكذلك تجدون فتوى الخيانة في قول الله تعالى: {ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴿١٠} صدق الله العظيم [التحريم].

ويا أبا حمزة، وتالله لو لم أجد في كتاب الله إلا هذه الآية في هذا الشأن وهي قول الله تعالى:
{كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا} صدق الله العظيم؛ لاتّبعتُ فتواك واعترفت بالحقّ أنها خيانة الكفر فقط ولا غير ولما تجرأت أن أُفتي بزناها لو اجتمع على الفتوى بزناها كافة علماء الجنّ والإنس لما أفتيتُ بذلك ولقلت أنّها خيانة في الإيمان فقط، ولكن يا أبا حمزة ليس الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني من الذين قال الله عنهم: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:85].

فلو أنّ الإمام ناصر محمد اليماني يتّبع فتوى أبي حمزة المصري وأقول إنّما هي خيانة في الكفر فقط! إذاً فقد كذّبت بآياتٍ محكماتٍ من آيات أمّ الكتاب في قول الله تعالى:
{وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ﴿٧٥﴾ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ﴿٧٨﴾ سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

وكذلك بقول الله تعالى:
{وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} صدق الله العظيم [هود:45-46]، وما كان للحقّ أن يتّبع أهواءكم يا أبا حمزة محمود المصري ما دُمتُ حيّاً؛ بل أراك تقول أنّك كتبتَ ردك الأخير دون أن تطلع على ما أنزلناه من بيانات بالحقّ من بعدك، ولذلك قال أبو حمزة:
(لم أقرأ كل الردود لإنشغالي الشديد ويبدو لي أن اليماني لا يزال في تخبط)
انتهى..

ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وأقول: بل قرأت فتوى الإمام ناصر محمد اليماني بنفي رؤية ذات الله جهرةً بالبصر، وتبين لك الحقّ من ربّك أن الحقّ هو مع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني كونه أثبت أن عدم رؤية ذات الله جهرةً بالأبصار من صفات الربّ الأزليّة فلا تبديل لصفاته الأزليّة سبحانه لا في الدنيا ولا في الآخرة. تصديقاً لقول الله تعالى:
{بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿١٠٣﴾ قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ من ربّكم فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ﴿١٠٤﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

وحتى لا يفتنكم المسيح الكذاب الذي يدعي الربوبيّة فيكلِّمكم جهرة وتحيط برؤيته أبصاركم، ولذلك أفتاكم الله ربكم أنها لا تحيط برؤية عظمة ذات الله سبحانه أبصار خلقه جميعاً. ولذلك قال الله تعالى: {ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿١٠٣﴾ قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ من ربّكم فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ﴿١٠٤﴾} صدق الله العظيم، وعلّمكم عن السبب لماذا لا تحيط برؤيته أبصار خلقه، فأفتاكم الله أنّ ليس ذلك حتى تؤمنوا به وأنتم لم ترونه بل كون أبصار خلقه جميعاً لا تستحمل رؤية عظمة ذات الله سبحانه ولذلك ضرب لكم ولنبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام المثل الحقّ على الواقع الحقيقي وجعل الله فتوى رؤية عظمة ذات الله متوقفة على ثبوت الجبل العظيم وتحمله لرؤية عظمة ذات الله، فإن استقر الجبل العظيم مكانه متحملاً رؤية عظمة ذات الله سبحانه فسوف ترون عظمة ذات ربكم سبحانه، وتعالوا للنظر إلى النتيجة بالحقّ على الواقع الحقيقي ماذا حدث؟ وقال الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٤٣} صدق الله العظيم [الأعراف].

فانظروا لقول نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام من بعد أن ضرب الله له المثل العملي على الواقع الحقيقي عن سبب عدم رؤية عظمة ذات الله جهرة حتى إذا أفاق نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام بعد أن خرَّ صريعاً مغشياً عليه مما حدث للجبل العظيم الذي لم يتحمل رؤية عظمة ذات الله سبحانه، ومن ثم تاب نبيّ الله موسى عن معتقد رؤية عظمة ذات الله جهرة بالأبصار وقال:
{سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم.

ولكن يا معشر الباحثين عن الحقّ فهل تعلمون لماذا أعرض محمود أبو حمزة عن فتوى الإمام ناصر محمد اليماني عن نفي رؤية عظمة ذات الله جهرةً بالأبصار؟ كون أبو حمزة يرى أنّ هذه الفتوى الحقّ التي أفتى بها الإمام ناصر محمد اليماني عن عدم رؤية ذات الله جهرة، فهذا يعني أنّ المسيح الكذاب سوف يعجز تماماً عن فتنة المسلمين كونهم سوف يحاجّونه بالمعتقد الحقّ بصفات الله الذاتيّة في قول الله تعالى:
{ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿١٠٣﴾ قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ من ربّكم فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ﴿١٠٤﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

ومن ثمّ فما كان من أبي حمزة محمود إلا أن يُعرض عن فتوى الإمام ناصر محمد اليماني عن فتوى رؤية عظمة ذات الله جهرة وكأنه لم يقرأ آيات الكتاب المحكمات التي تنفي عدم رؤية عظمة ذات الله جهرة! ومن ثم عاد ليحاجّ الإمام ناصر محمد اليماني عن زنى إحدى نساء نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام كونه يريد أن يضيع وقت الإمام ناصر محمد اليماني في مسألةٍ خصوصية لا تنفع المسلمين بشيء كونه يرى أن الإمام ناصر محمد اليماني يصحِّح معتقد المسلمين في مسائل عقائديّة كبرى وفقهية، ولا يزال يصدّ عن الإمام ناصر محمد اليماني صدوداً كبيراً كونه يرى أنّ الإمام ناصر محمد اليماني ينسف عقائد الباطل المفتراة في السُّنة النبويّة نسفاً بمحكم كتاب الله فيثبت بالبرهان المبين الأحاديث الحقّ في السُّنة النبويّة عن عدم رؤية ذات الله جهرةً لا في الدنيا ولا في الآخرة، تصديقاً لفتوى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صحيح مسلم قال: (عن أبي ذر أنه قال: يا رسول الله هل رأيت ربك؟ فقال:
[ رأيت نورًا ] صدق عليه الصلاة والسلام).

كوني أجد في كتاب الله أنّ نور ذات الله سبحانه يخترق إلى الأبصار من وراء الحجاب إلى أرض المحشر. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

وإنما يشرق نور ذات الله سبحانه من وراء الحجاب. تصديقاً لقول الله تعالى:
{هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّـهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ۚ وَإِلَى اللَّـهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ﴿٢١٠} صدق الله العظيم [البقرة]، ونور ذات الله سبحانه يشرق من وراء الغمام.

ولربّما يودّ أحد علماء الشيعة ممن يبالغون في الإمام المهديّ بغير الحقّ أن يقاطعني فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني يا من يزعم أنه المهديّ المنتظَر فإن المهديّ المنتظَر إذا ظهر أشرقت الأرض بنور المهديّ المنتظَر فيستغني البشر عن ضوء الشمس والقمر. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} صدق الله العظيم، فهل فهمت الخبر يا ناصر أم لم تقرأ الخبر اليقين لدينا بما يلي عن الإمام الرضا:
إن للإمام المهديّ صلوات الله عليه صفات مشتركة مع بقية المعصومين عليهم السلام وصفات خاصة به،ويكفي أن نقرأ قوله تعالى: وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيء بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بالحقّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ( سورة الزمر:69 ). فظاهر الآية عن مشهد من يوم القيامة، لكن هل تشرق الأرض قبل ذلك بهذا النور الرباني، وهل للآية معنى آخر؟ بلى، فقد ذكر المفيد في الإرشاد، والشيخ الطوسي، والشيخ الصدوق، وعظيم الطائفة الفضل بن شاذان النيشابوري، وعلي بن إبراهيم القمي أعلى الله مقامهم، روايات في تفسيرها. قال القمي رحمه الله:2/253(حدثنا محمد بن أبي عبدالله عليه السلام قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثني القاسم بن الربيع قال: حدثني صباح المدائني قال: حدثنا المفضل بن عمر أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول في قوله: وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا: ربّ الأرض يعني إمام الأرض، فقلت: فإذا خرج يكون ماذا؟ قال: إذاً يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزئون بنور الإمام.
اِنتهى

بل يا أيها المهديّ المنتظَر الكذاب ناصر محمد اليماني إن دليل كذبك على إنّك لست المهديّ المنتظَر كون الإمام الحجّة محمد الحسن العسكري هو وجه الله تعالى، لكن أي وجه لله هو عليه السلام؟ نقرأ في دعاء الندبة:
أين وجه الله الذي يتوجه إليه الأولياء، ولنفهم هذه الكلمة العميقة ينبغي أن نعرف هؤلاء الأولياء الذين يتوسلون الى الله تعالى بوجهه الذي هو الإمام المهديّ عليه السلام، فلنقرأ من صفتهم في القرآن: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ. الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ. لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). ( سورة يونس:62-64 )، فلا بد أن يبلغوا هذه الدرجة العالية حتى يكونوا أهلاً لشرف التوسل الى الله بحجته الإمام المهديّ عليه السلام! روحي وأرواح العالمين لك الفداء من جوهرة مخزونة بالأسرار.
انتهى

بل يا أيها المهديّ المنتظَر ناصر الكذاب فلن نصدقك بزعمك أنّك صاحب علم الكتاب المهديّ المنتظَر حتى لا نرى لك ظلاً في النهار! وكذلك إذا ذهبت للغائط حتى إذا وليت فننظر هل ابتلعت الأرض الغائط الذي تركته بل تكون رائحته أطيب من المسك حتى لا نشم لأذاك رائحةً وبولك مسك، أم لم تقرأ ما لدينا في الأثر عن أئمة آل البيت المطهر عن صفات المهديّ المنتظَر بما يلي:
روى أحمد بن محمد بن سعيد الكوفى قال: حدثنا على بن الحسن بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا صلى الله عليه وآله قال: للإمام علامات:
(يكون أعلم الناس، وأحكم الناس، وأتقى الناس، وأحلم الناس، وأشجع الناس وأسخى الناس، وأعبد الناس، ويولد مختوناً، ويكون مطهراً، ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه، ولا يكون له ظل، وإذا وقع على الأرض من بطن أمه وقع على راحتيه رافعاً صوته بالشهادتين، ولا يحتلم، وتنام عينه ولا ينام قلبه، ويكون محدثاً، ويستوي عليه درع رسول الله صلى الله عليه وآله، ولا يرى له بول ولا غائط، لأن الله عز وجل قد وكل الأرض بابتلاع ما يخرج منه، وتكون رائحته أطيب من رائحة المسك)
انتهى

ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: سبحان ربي وهل كنت إلا بشراً وإماماً كريماً؟ ولم أجد أن غائطي تبتلعه الأرض كما تزعمون! ولم أجد لبولي رائحة المسك كوني بشرٌ مثلكم، فلا فرق بيني وبينكم شيئاً يا من تبالغون في المهديّ المنتظَر بغير الحقّ فقد أشركتم بالله حتى تتوبوا إلى الله متاباً، فلا يحزن الصالحون الذين يريدون الحقّ منكم فتوى الإمام ناصر محمد اليماني، فاتقوا الله وما كان للمهديّ المنتظَر الحقّ أنْ يتّبع أهواءكم ولم يجعل الله الحجّة لكم أنَّ المهديّ المنتظَر لا تبتلع الأرض برازه عند الغائط ولم يجعل الله الحجّة لكم أنَّ المهديّ المنتظَر الحقّ رائحة بوله كرائحة المسك! فكم أنتم قوم جاهلون بالغُلُوِّ في شأن المهديّ المنتظَر بغير الحقّ حتى كان سبباً في شرك كثير منكم بربّ العالمين.

وأما أهل السُّنة والجماعة فحقَّروا من شأنه حتى جعلوا أنفسهم أعلم منه وأنّهم من يُعرِّفونه على شأنه فيهم فيجبِرونه على البيعة وهو صاغر! فما أعظم جهلكم يا معشر الشيعة والسُّنة إلا من رحم ربي منكم فاتّبع الحقّ من ربه والحقّ أحقّ أن يتبع.

ويا قوم أفلا أدلكم عن حجّة الله عليكم يوم القيامة، فتعالوا لننظر فتوى الله في محكم كتابه عن حجته على عباده يوم القيامة، وسوف تجدونها آيات الكتاب البيّنات حجّة الله على الجنّ والإنس إلى يوم القيامة، ولذلك سوف يقيم الله عليكم الحجّة أنه أنزل إليكم الكتاب لأتباعه. وقال الله تعالى:
{يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿١٣٠} صدق الله العظيم [الأنعام].

وقال الله تعالى:
{قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا ﴿١٢٥﴾ قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ ﴿١٢٦﴾} [طه].

وقال الله تعالى:
{بَلَى قَدْ جَآءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [الزمر:59].

فقد جعل الله كتابه القرآن العظيم حجته عليكم فيعذِّبكم لو لم تتّبعوا آيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالِمكم وجاهلكم. وقال الله تعالى:
{وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ من ربّكم وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

لا قوة إلا بالله! كيف أنّي أرى أنّ الله قد أعمى بصائركم عن الحقّ من ربّكم مهما جادلتُكم بمحكم كتاب الله فلن يتّبعه الذين تأخذهم العزّة بالإثم منكم ولن يتّبعه الذين فرحوا بما عندهم من العلم المفترى من الشيطان ما خالف لمحكم القرآن، فيا عجبي منكم يا قوم عجباً شديداً! فكيف أُلزمكم بالحقّ وأنتم للحقّ كارهون! كوني أدحض حججكم بآيات الكتاب المحكمات البيّنات لعالِمكم وجاهلكم، فأمّا طائفة منكم فيتّبعون ما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم ويحسبون أنّهم مهتدون وهو عليهم عمًى كونهم فرحين بما لديهم من العلم في الروايات والأحاديث، أفلا يعلمون أنّ ما خالف لمحكم كتاب الله في الأحاديث والروايات أنّه من افتراء الشيطان الرجيم - إبليس - على لسان أوليائه ليجادلوكم به الذين اتّبعوا افتراء الشياطين ويحسبون أنّهم مهتدون، فبأي حديثٍ بعد حديث الله المحفوظ من التحريف تؤمنون، ومن أصدق من الله قيلاً؟

ولربّما يودّ أحد الذين يؤمنون بكتاب الله القرآن العظيم وهم به كافرون أن يقاطعني فيقول: "يا ناصر محمد اليماني ما خطبك تحاجنا وكأنّنا معشر المسلمين كافرون بكتاب الله القرآن العظيم". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إذاً لماذا لا تتّبعوه إن كنتم صادقين؟ ولكن مثلكم كمثل الذين قالوا سمعنا وعصينا فهم يؤمنون بالحقّ من ربهم ولكنهم لا يتّبعونه بل يتبعون ما يخالف لمحكم كتاب الله، فما أشبهكم باليهود يا معشر المعرضين عن الدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، لقد اختلفتم في رؤية الله جهرة اختلافاً كبيراً وإنّما جعلني الله حكَماً بينكم فيما كنتم فيه تختلفون وأرى بعض الجاهلين يحاجّ الإمام ناصر محمد اليماني ويقول: "لقد سبقه قوم آخرون في الحكم في تلك المسألة". ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: فكم أنت من الجاهلين! فقد سبقت فتوانا بالحقّ أن الإمام المهديّ المنتظَر لم يبعثني الله بدينٍ جديدٍ وإنّما أدعوكم إلى الاحتكام إلى محكم كتاب الله القرآن العظيم لعرض ما وجدتم عليه من آبائكم من الأحاديث والروايات، فما وجدناه جاء مخالفاً لمحكم كتاب الله القرآن العظيم فهو حديث مفترى جاءكم من عند غير الله، ولن تجدوني أنتمي إلى أيٍّ من الذين فرقوا دينهم شيعاً بل أدعوكم إلى كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ ولا يهمني شيئاً رواة الحديث سواء كانوا ألف راوٍ أو آحاد إذا خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم فسوف تجدونني أنسف الحديث المفترى نسفاً ولا أبالي برضوانكم شيئاً؛ بل مصدق لفتوى الله في محكم كتابه لكشف الأحاديث المكذوبة عن النبيّ أنّ ما كان منها من عند غير الله فسوف تجدون بينها وبين محكم كتاب الله القرآن العظيم اختلافاً كثيراً ولن أتّبع لما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم حتى ولو اجتمعت على روايته جميع علماء الجنّ والإنس لكذبتهم ولا أبالي.

ويا قوم إنّي أرى أناساً منكم يتساءلون: لماذا لم يُصدِر ناصر محمد اليماني بياناً بفتوى ما يحدث في بعض دول المنطقة العربيّة هذه الأيام، فكأن الأمر لا يهم ناصر محمد اليماني شيء؟ ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إني لا أريدُ أن أعرِّضَ أنصاري للخطر كون أعداؤهم سوف يستغلون الفتوى لو أُفتي أنصاري بالاشتراك بالمظاهرات ضدّ الذين يظلمون الشعوب بغير الحقّ، إذاً فمن عُلِم به من أنصار الإمام ناصر محمد اليماني بين المتظاهرين فسوف يلقون القبض عليه من بين المتظاهرين ويزعمون أنّهم ممن يحرِّضون للمظاهرة كونهم اتّبعوا فتوى إمامهم، ولكن حفاظاً على أنصاري لم نعرِّضْهم للخطر، فلم نأمرهم بذلك ولم ننهَهم عن ذلك.

وأما بالنسبة لليمن فهو يختلف عن الشعوب العربيّة جميعاً كونه شعبٌ مسلحٌ، فمن لا يملك الرشاش الآلي منهم فهو يملك أقل شيء السلاح الأبيض (الجنبية اليمانيّة)، وحفاظاً على الشعب اليماني أوجِّهُ الأمر إلى أنصار المهديّ المنتظَر في اليمن بعدم الاشتراك في المظاهرة كون ضررها سوف يكون أكبر من نفعها، ولا ينسوا فتوى الإمام ناصر محمد اليماني بالحقّ أنه لا ينبغي أن يذهب الرئيس علي صالح من السلطة من قبل أن يسلم القيادة اليمانيّة إلى المهديّ المنتظَر، فذلك ما أعلمه من الله أنّ الذي سوف يسلم قيادة اليمن إلى الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني هو الرئيس اليماني علي عبد الله صالح، وما أعلمهُ أنّه سوف يسلِّمها بكل قناعةٍ عن طيب نفسٍ وليس كرهاً، غير أنّي لا أعلم عن الأسباب التي جعلته يسلِّمها، فهل بسبب كوكب العذاب؟ أم بسبب البيان الحقّ للكتاب؟ أم بسبب مكر العرافين؟ كونه سيتبيّن له أنّ العرافين حقاً أولياء الشياطين، وسيتبيّن له أنّهم كانوا يحذِّرونه من القبيلة التي منها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، ولن يتبيّن له أنّ العرافين أولياء الشياطين وأنهم لا يُحذِّرون إلا من الصالحين حتى يعلم بالبيان الحقّ لقول الله تعالى:
{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ﴿٥﴾ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ﴿٦﴾ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [القصص].

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا تخاف أم موسى على ولدها الطفل الرضيع من فرعون وجنوده؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} صدق الله العظيم [القصص:4].

وثمة سؤال آخر وهو لماذا يذبح أبناءهم الرُضع؟ ولذلك قال الله تعالى لأم موسى:
{فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} صدق الله العظيم [القصص:7].

وذلك لأنَّ العرافين أولياء الشياطين أخبروا فرعون بخطفة غيبية وقالوا: يا فرعون لقد ولد هذا العام مولود في بني إسرائيل وسوف يذهب ملكك إليه فقال فرعون: وهل تعلمون من يكون؟ فقالوا: لا نعلم إلا أنّه وُلد في بني إسرائيل هذا العام. ومن ثم قال فرعون: إذاً فسوف نصدر الأمر إلى جنودنا بالقيام بذبح الجيل الذين ولدوا جميعاً في هذا العام في بني إسرائيل فلا نبقي منهم أحداً حتى نضمن أننا قمنا بقتل ذلك الطفل الذي سيؤول إليه ملكنا.

وقد قام بذبحهم جميعاً فلم ينجُ منهم أحدٌ إلا الطفل الرضيع موسى عليه الصلاة والسلام، وأراد الله أن يلقِّن الذين يصدقون العرافين درساً في العقيدة أنّ الخطفة إذا كانت حقيقية فلن يغيِّروا من القدر المقدور في الكتاب المسطور وأنّ الله بالغُ أمره. وقال الله تعالى: {فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} صدق الله العظيم، ويريد الله أن يذهب به اليم ليلقيه بساحل آل فرعون لكي يقوم فرعون بتربيته بنفسه. وقال الله تعالى: {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ ۚ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً} [طه:39].

وذلك لأن الله ألقى في قلب آسيا امرأة فرعون - عليها الصلاة والسلام - الحبّ للطفل الرضيع موسى - عليه الصلاة والسلام - وهي لم تنجب من فرعون شيئاً وأراد فرعون أن يقتل ذلك الطفل الرضيع خشية أن يكون هو الطفل الذي سوف يؤول إليه ملكه ولكنه ليس متأكداً أنّه من بني إسرائيل فلعل نهر النيل جاء به من مكانٍ بعيدٍ ولذلك لم يصر على قتله بل قالت امرأة فرعون لزوجها:
{وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿٩﴾ وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَىٰ فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَىٰ قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٠﴾ وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١١﴾ وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ ﴿١٢﴾ فَرَدَدْنَاهُ إِلَىٰ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [القصص].

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: فهل وجدتم أن ما فعله فرعون من حركة مضادة حتى لا يتحقّق ما كان يحذره بسبب مكر أولياء الشياطين لنبي الله موسى عليه الصلاة والسلام فهل تحقّق المقصود ولم يحدث ما يحذر منه؟ بل لم يغنِ عنه ذلك شيئاً، ولكن يا قوم أفلا تعلمون لو أنّ فرعون صدّق بالحقّ من ربه فإنَّ الله سوف يمحو ما في الكتاب فيزيد فرعون عزّاً إلى عزّه وذلك لو أنّه اتّقى ربّه وخشيه فاتّبع الحقّ من ربِّه ولذلك قال الله لنبيه موسى وأخيه هارون أن يقولا لفرعون قولاً ليّناً لعله يتذكر أو يخشى. وقال الله تعالى:
{فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ ﴿٤٤} صدق الله العظيم [طه].

وما يستفاد من هذه القصة بالحقّ هو أنّ العرافين حقاً لا يحذّرون إلا من الصالحين، ألم يحذّروا فرعون من موسى وهو من الصالحين؟ وكذلك الإمام المهديّ الذين يحذّرك من قبيلته العرافون، يا أيها الرئيس علي عبد الله صالح ألا والله لئن صدّقت بالحقّ لا يزيدك الله إلا عزاً إلى عزك، وعلى كلّ حالٍ إنّك تعلم أنّي لم أفترِ عليك بغير الحقّ وأنّ العرافين المشعوذين حقّاً يحذّرونك من هذه القبيلة التي منها الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني. ألا والله لن ينفعك أنّك تمنعنا حقوقنا ولن ينفعك أنّك تحرمنا من المادة علّه لا يحدث ذلك؛ بل والله الذي لا إله غيره لا يُسلِّم الراية إلينا سواك سواء عن قناعة ذاتيّة بسبب البيان الحقّ للكتاب أو بسبب مرور كوكب العذاب فأقول: العلم عند الله فكل ما أعلمه أنّ علي عبد الله صالح هو من سوف يسلّم الراية اليمانيّة إلى الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وليس إيماني بذلك بسبب خزعبلات الشيعة فمنها الحقّ وأكثرها باطل كانت سبب ضلال الحوثيّين؛ بل لأنّي أعلم ذلك بفتوى من الله، فلن يذهب من السلطة من قبل تسليم القيادة بإذن الله والله على كلّ شيءٍ قديرٌ وإلى الله تُرجع الأمور يعلمُ خائنة الأعين وما تخفي الصدور وإليه النشور.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
______________

آخر تحديث: 11-05-2020 07:57 AM
34

البراهين الثلاثة الواضحات في بيان خيانة زوجة نوح عليه السلام ..

- 34 -
الإمام ناصر محمد اليماني
03 - 03 - 1432 هـ
07 - 02 - 2011 مـ
02:26 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ


البراهين الثلاثة الواضحات في بيان خيانة زوجة نوح عليه السلام ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع الأنصار للحقّ إلى يوم الدين ..
وسؤالٌ أخي الكريم أبي بكر المغربي هو عن بيان قول الله تعالى:
{وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ﴿٥٨﴾ وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنزِلِينَ ﴿٥٩﴾ فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلَا تَقْرَبُونِ ﴿٦٠﴾ قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ ﴿٦١﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

وموضع سؤالك هو بالضبط في قول الله تعالى:
{وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ}، فأولئك هم إخوته من أبيه، ومن ثم بيَّن الله لكم أنّه لا يزال ليوسف أخٌ له من أمّه وأبيه، ولذلك قال يوسف عليه الصلاة والسلام: {وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ}، فقد بيّن الله لكم في ذات الموضع أنّه تبقّى له أخ من أبيه وأمّه، وأما إخوته الذين دخلوا عليه هم إخوته من أبيه فقط وتبقى له أخٌ عليه الصلاة والسلام من أمّه وأبيه، وإنّ الفرق لعظيمٌ بين هذه الآية وفتوى الله عن ذرية نبيّ الله نوح كون الله أفتى نبيّه أنّ الذي أغرقه ليس من أهله أولياء دمه برغم إنّه من أهله أي من أسرة نبيّ الله نوح كونه من رباه وتبناه غير أنه أصلاً ليس من ذريته عليه الصلاة والسلام وبيَّن الله لكم في ثلاثة مواضع:

أولاً: برهان الخيانة: {
ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا} صدق الله العظيم [التحريم:10].

ثانـياً: ومن ثم بيّن الله لكم برهاناً آخر أن بسبب ذلك العمل غير الصالح الذي فعلته امرأة نوح أنجبت لنبيّ الله نوح ولداً ليس من ذريته، ولذلك قال الله تعالى: {
يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ۖ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود:46]. واكتفى الله بالإشارة أنه ثمرة عملٍ غير صالحٍ.

ثالـثاً: ومن ثم بيّن الله لكم في موضعٍ آخر أنه أنجى ذريته ولم يهلك منهم أحداً بقول الله تعالى: {
وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧} صدق الله العظيم [الصافات].

وهذه الآية من أشدّ الآيات إحكاماً ووضوحاً في هذا الموضوع تؤكد ما جاء في الآيات الأخرى أنه حقاً ليس من ذريته، فلا تتّبعوا الظنّ أحبتي في الله، ألا وإنّ الظنّ هو الذي ينعدم له البرهان المبين فتتبينوا القرآن حسب ظنكم أنّه الحقّ ولكن الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً.

وقد جادلنا أبو حمزة بعدة آياتٍ تخبرنا بفتوى واحدة موحدة أنّ الذي أغرقه الله من أبناء نبيّ الله نوح ليس من ذريته فقد كثر الجدال في هذا الموضوع الذي لا يفيدكم بشيء كونه مسألة خصوصية وليس فتوى في الدين بارك الله فيكم، فلا يزال لدينا من العلم ما ينفعكم وينير به الله طريقكم إلى صراط العزيز الحميد.

وبالنسبة لحظرك يا أبا بكر فليس لي دراية بذلك ولكنك أخي الكريم أحياناً توقع نفسك في الشبهات بغير قصدٍ منك مما يثير غضب الحسين بن عمر وجميع الأنصار ويتّهمونك بغير الحقّ أنّك من أولياء أبي حمزة وأنت لست من أولياء أبي حمزة في شيء؛ بل من الأنصار السابقين الأخيار ولكنّك لم تصل إلى اليقين التام كونك لم تعلم بعد بحقيقة اسم الله الأعظم فتدرك أنه حقاً نعيمٌ أكبر من جنة النعيم، وعلى كلّ حالٍ سوف ننظر في أمرك ونأمر الحسين بن عمر برفع الحظر عنك ويفوّض أمرك إلى الله الذي يعلم بسرك وجهرك فلا يظنّ فيك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلا خيراً.

ويا أحبتي في الله علماء المسلمين على مختلف مذاهبهم وفرقهم، اتقوا الله جميعاً فإلى متى لا توقنون بآيات الكتاب المحكمات البيّنات التي يحاج بها الإمام ناصر محمد اليماني؟ بل إنكم لتجدون أنّ بيان الإمام ناصر محمد اليماني ليس مجرد تفسيرٍ مثل تفاسيركم الظنيّة التي تحتمل الصح والخطأ؛ بل بيان ناصر محمد اليماني للقرآن هو قرآن بيِّن لعالمكم وجاهلكم و لكلّ ذي لسانٍ عربيٍ منكم. أفلا تعلمون أنّ الإمام المهديّ لو يُخطئ في مسألةٍ واحدةٍ لحدث تناقض في مواضع أُخَرْ في القرآن؟ فلو أخطأ فقط في نقطةٍ واحدةٍ أفسرها بغير المقصود في نفسِ الله من كلامه وأعوذُ بالله أن أقول على الله ما لم أعلم فذلك من أمر الشيطان وليس من أمر الرحمن؛ ألا والله لو كان بيان ناصر محمد اليماني مجرد تفسير يحتمل الصح والخطأ لما تجرَّأت أن أعلن لكم بنتيجة النصر بالحوار من قبل الحوار، وبما أني أعلمُ أني لا أنطق إلا بالحقّ المقنع للعقل والمنطق مُتحدياً به أولي الألباب أنهم لا يجدوا إلا أن يسلّموا به تسليماً أنه الحقّ ولكن برغم أن عقولكم تقبلته ولكن للأسف إنها لم توقن بعد بالحقّ قلوبكم فلا يزال عليها شيء من الرَّين ولذلك لم تتّضح لكم رؤية البيان الحقّ.

ألا والله لو تعلمون كم مدى استعجاب أولو الألباب الذين يرون البيان الحقّ للكتاب فيقولون عجباً ممن أظهرهم الله على بيان الإمام ناصر محمد اليماني لماذا لا يبصرون أنه الحقّ لا شكّ ولا ريب؟ ولسوف أرد على أحبتي الأنصار عن السبب أنه لعدم تدبر البيانات للإمام ناصر محمد اليماني بشكل عام، أفلا يعلمون أنهم لو تدبروا البيان تلو البيان تلو البيان لزادهم كل بيانٍ نوراً وهدى إلى هداهم وزاد استبشارهم أنه الحقّ من ربهم، وعلى سبيل المثال الذين صدقوا بتنزيل القرآن على محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تجدون أنّ كلّ سورةٍ تنزلت جديدة تزيدهم إيماناً ويستبشرون أنّه الحقّ من ربهم فتزيدهم هدًى إلى هداهم، وأما آخرون الذين في قلوبهم مرضٌ ولا ينيبون إلى ربهم ليهدي قلوبهم إلى الحقّ فهي تزيدهم رجساً إلى رجسهم. وقال الله تعالى:
{وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿١٢٤﴾ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ﴿١٢٥﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

ويا أحبتي في الله علماء الأمّة والباحثين عن الحقّ لماذا تأبون أن تتّبعوا عقولكم التي إن تفكرتم بها في بيان الإمام ناصر محمد اليماني للقرآن العظيم تجدونها ترضخ لقوله وتقبله كون بيان الإمام المهديّ لا ينبغي له أن يتنافى مع العقل والمنطق إن كنتم تعقلون؟

ويا أبا حمزة الذي يدعوني للحوار في موقعه، قد اخترنا هذا الموقع المحايد حتى لا يتّهم بعضنا بعضاً بغير الحقّ، وحتى يتبيّن الحقّ للجميع وقد حاورتني كثيراً وجادلتني كثيراً وأقمنا عليك الحجّة بالحقّ في جميع المواضيع وجميع الذين اطلعوا على حوارنا لمن الشاهدين.

ويا أبا حمزة لم يبعث الله الإمام المهديّ المنتظَر خصّيصاً ليحاور أبا حمزة المصري! فقد آتيناك نصيباً كبيراً من وقتنا وكفى واترك الفرصة للآخرين ولا تكن أناني، ولي الحقّ أن أمتنع عن حوارك إذا استمرَرْت بالتعنّت لضياع وقتنا والحول بين الإمام ناصر محمد اليماني وبين علماء الأمّة الذين أدعوهم للحوار فيذهب وقتنا لك وحدك فسوف نتخذ القرار بعدم الردّ عليك، وأرجو من هذا الموقع أن يكونوا عادلين في تقسيم وقت الحوار ونرجو منهم أن يأمروك أن تترك الفرصة لغيرك من علماء الأمّة، وإن أبيتَ فلهم الحقّ أن يحظروك، والذي أجبرنا للحوار في موقعٍ محايد هو افتراءك علينا يا أبا حمزة أننا نحظر من يقيم الحجّة علينا، وتلبس الحقّ بالباطل فتجعل ثوبه مقلوباً، فمن يجيرك من عذاب علام الغيوب الذي يعلم سرك وجهرك؟

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله رب العالمين ..
أخو المؤمنين من آتاه الله علم الكتاب المبين ليهدي بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد خليفة الله وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
_______________

آخر تحديث: 29-10-2019 10:01 AM
35

الإمام المهدي يدافع بفتواه عن الصالحين المبتلين بنساءٍ خبيثاتٍ زانياتٍ..

- 35 -
الإمام ناصر محمد اليماني
04 - 03 - 1432 هـ
08 - 02 - 2011 مـ
03:04 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ


الإمام المهدي يدافع بفتواه عن الصالحين المبتلين بنساءٍ خبيثاتٍ زانياتٍ ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار الله إلى يوم الدين..
ويا أبا حمزة المصري، لا الإمام المهديّ يطعن في أعراض الأنبياء كما تتّهمني بالباطل، أليس الله بأحكم الحاكمين يحكم بيني وبينك بالحقّ؟ ويا رجل إنّك لا تدافع عن نبيّ الله نوح ولوط عليهما الصلاة والسلام الذين رضي الله عنهما وأرضاهما، وإنّما تدافع عن امرأتين خانتا زوجيهما بكل المقاييس ولم تكونا من المتّقين:
{وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} صدق الله العظيم [التحريم:10].

فأنت لا تدافع عن امرأتين تتقيان الله ربهنّ؛ بل غضب الله عليهن وأدخلهن جهنم مع الكافرين، فما الذي تريد أن تصل إليه؟ فهل تريد أن تٌفتي أنّه لا ينبغي لرسولٍ أنْ يتزوّج إلا طيبة كونه من الطيبين؟ أفلا تعلم عن الحكمة من فتوى الإمام المهديّ في تلك المسألة؟ وذلك دفاعاً عن الصالحين الذين يبتليهم الله بنساءٍ خبيثاتٍ زانياتٍ، ومن ثم يقول لهم الذين لا يعلمون أنّكم كذلك مثل أزواجكم ومن ثم يأتون بقول الله تعالى:
{
الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ۖ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ} صدق الله العظيم [النور:26].

ولكنّي ببيان هذه الآية عليمٌ وأحكم بالحقّ وأهدي إلى الصراط المستقيم، ولكنك بدفاعك عن تلكما المرأتين تُناقِض آياتٍ بيّناتٍ في محكم القرآن العظيم كون نبيّ الله نوح ونبي الله لوط من الطيبين، وابتلى نوح ولوط بامرأتين من الخبيثات.

وأما حجّتك بقول الله تعالى:
{
وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم [هود:42]، ومن ثم يقول أبو حمزة: "أفلا ترى أنه ابن نوح كون الله تعالى قال: {وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ} صدق الله العظيم ".

فبرغم أنّ الله أفتى نبيّه أنه ليس ابنه، ولكنّ سؤالي إلى أبي حمزة المصري هو ما الذي يقصده نبيّ الله نوح بقوله:
{
رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ} صدق الله العظيم [هود:45]؟ والجميع يعلمون أن نبيّ الله نوح يقصد: ربّ إنّ ابني من أهلي أي: من أهلي أولياء دمي من ذريتي، ومن ثم ردّ الله عليه بالحقّ وقال: {يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} صدق الله العظيم [هود:46]، فأنت لا تكذب بفتوى الإمام ناصر محمد اليماني بل تكذب بفتوى الله في محكم كتابه: {يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} صدق الله العظيم، وأما حجتك بقول الله تعالى: {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ} صدق الله العظيم، فهو ابنه بالتبني كمثل ابن الأبوين الصالحين في قول الله تعالى: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴿٨٠﴾ فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم، ولكن الله أفتاكم أنه ليس ابنهما من ذريتهما وإنّما أبواه بالتبني، ولذلك قال الله تعالى: {فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً} صدق الله العظيم، فانظر لقول الله تعالى {وَأَقْرَبَ رُحْماً} بمعنى أنه ليس من ذرياتهم وقد رزقهم الله بالإمام طالوت عليه الصلاة والسلام.

ويا رجل ليس معنى ذلك أنّ الإمام ناصر محمد اليماني يُفتي أنّ الرجل الذي لا يعلم مَنْ أباه ولا تعلمون مَنْ أباه أنّه حتماً يكون من الكافرين، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين؛ بل المؤمنون منهم إخوانكم في الدين ومواليكم، فمن وجد طفلاً في كرتون بالطريق أو باب جامع فليربِهِ لوجه الله عسى أن يكون من الصالحين حتى ولو كان نتيجة غلطة امرأة، فمن صلح منهم فقد جعلهم الله إخوانكم في الدين ومواليكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{
فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} صدق الله العظيم [الأحزاب:5].

وأما الذي أنجبته امرأة نوح فهو من ذريات الشياطين الذين لا تحيط بهم علماً من الذين لا يلِدون إلا فاجراً كفاراً وهم يختلفون عن أبناء الزنى من غير الشياطين، كون الرجال الذين تمّ إنجابهم بسبب الزنى لم يفتِكم الله أنّهم لا بدّ أن يكونوا من الكافرين؛ بل أمركم الله أن المؤمنين منهم الذين لا نعرف آباءهم قد جعلهم الله إخواننا في الدين ومن ربّاه فهو مولاه وأخ له في الدين. وقال الله تعالى:
{فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ} صدق الله العظيم.

بل نحن نتكلم عن ذريات الشياطين الذين لا تحيط بهم علماً، فأولئك لا يلدون إلا فاجراً كفاراً، كونهم من ذريات الشياطين الذين يضلّون العباد عن الصراط المستقيم، ولذلك قال نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام:
{وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴿٢٦﴾ إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [نوح].

كون الله أفتى نبيّه أنه لن يؤمن معه إلا من قد آمن. وقال الله تعالى:
{
وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦} صدق الله العظيم [هود].

وأفتى الله نبيّه عن السبب أنّ جميعهم من ذريات الشياطين، ولذلك قال نبيّ الله نوح:
{وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴿٢٦﴾إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم، ولكنه لم يكن يعلم أنّ ابنَه منهم؛ من الذين لا يلدون إلا فاجراً كفاراً برغم أنّه كان يتظاهر لأبيه بالتصديق، ولو كان يعلم نوح أنَّ ابنَه من الكافرين لما جادل ربَّه في ابنِه كونه من ضمن من دعا عليهم من الكافرين، وإنما تفاجأَ أنّه من الكافرين حين رفض أن يركب معهم في السفينة، ولذلك حاج نبيّ الله نوح ربه وقال: {
وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم [هود:42].

ومن ثم ناجى نوحٌ ربه وقال:
{فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ} صدق الله العظيم [هود:45].

ألا وإن فهم السؤال نصف الإجابة، فأنتم تعلمون أنّ نبيّ الله نوح يقصد بقوله:
{رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ} صدق الله العظيم ؛ ويقصد إنّ ابني من أهلي من ذريتي أولياء دمي فارحمني يا رب وأنقذه من الغرق رحمة بأبيه؛ {يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} صدق الله العظيم.

ويا رجل، ألا والله لو كان من أهل بيته لما أنكر الله نسبه إلى أبيه - سبحانه - حتى ولو كان من الكافرين، فليس شرط أن لا ينجب النبيّ إلا مؤمناً من الصالحين كلا وربي. وقال الله تعالى:
{
وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴿١٢٤} صدق الله العظيم [البقرة].

ولذلك قال الله تعالى:
{
وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ} صدق الله العظيم [الرعد:23].

ويا قوم إنّ الإمام المهديّ لا يثبت عقيدة الشيعة أنّ الصالح لا ينجب إلا صالحاً، فاتقوا الله، فنحن نتكلم عن ذريات الشياطين الذين لا يلدون إلا فاجراً كفاراً وليس عن الذين ضلّ سعيهم وهم لا يعلمون، فهناك فرق بين المغضوب عليهم وبين الضالين عن الحقّ وهم لا يعلمون. ولكن أكثركم يجهلون!

وما نريد أن نذَّكر به في هذا البيان لأبي حمزة هو قول الله تعالى: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴿٨٠﴾ فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [الكهف]، فهل يقصد أنّهما حقاً أبواه والغلام من ذريتهم؟ ولكن الله أفتاكم إنما هما أبواه بالتبني، ولذلك قال الله تعالى: {فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً} صدق الله العظيم، فانظر يا أبا حمزة لقول الله تعالى: {وَأَقْرَبَ رُحْماً} صدق الله العظيم؛ بمعنى أنه ليس من أرحامهم، إذاً بيانك كان بالظنّ لقول الله تعالى: {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم ؛ وتبيّن لكم إنما هو أبوه بالتبني.

ولا أظنك يا أبا حمزة سوف تهتدي إلى الحقّ مهما تبيَّن لك أنّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ، فلو تبيّن لك الحقّ لما اتّبعته لأنها قد أخذتك العزّة بالإثم، وقيّضَ الله لك شيطاناً رجيماً استحوذ عليك ولذلك تصدّ عن بيان الإمام المهديّ وتلبس الحقّ بالباطل؛ ألا والله الذي لا إله غيره إنّك لا تبحث في بيانات الإمام المهديّ عن الحقّ بل تبحث فيها علَّك تجد مدخلاً تشكك الأنصار في الحقّ وتصد عن دعوة الحقّ صدوداً كبيراً؛ من الذين لا يملون ولا يكلون الليل والنهار في السعي لإطفاء نور الله، ومهما تبيّن لهم الحقّ من ربهم فلن يتبعوه، وإن كنت تريد المباهلة فنحن مستعدون لمباهلة شياطين الجنّ والإنس، وإنما نعرض عن مباهلة قومٍ لا يعلمون أنّي الإمام المهديّ الحقّ من ربهم، فنحن حريصون على إنقاذهم من ضلالهم، ولن نباهلهم أبداً بل سوف نجعل المباهلة حصرياً على الإمام ناصر محمد اليماني إن لم يكن المهديّ المنتظَر المصطفى من ربّ العالمين، فإنّ لعنة الله على الظالمين الذين يفترون على الله بغير الحقّ وهم يعلمون.

وأما حين تتعلق المباهلة بالشياطين فتالله لا أتأخر عن مباهلتهم ولسوف ألعنهم لعناً كبيراً حتى يذوقوا وبال أمرهم فلسنا حريصين على إنقاذ قومٍ إنْ يتبين لهم سبيل الحقّ لا يتخذونه سبيلاً وإن يتبين لهم سبيل الباطل يتخذونه سبيلاً، ولكننا نعظهم ونقول لهم قولاً بليغاً: أن لا ييأسوا من رحمة الله بحجّة أنّ الله لن يغفر لهم، ونفتيهم أنّ الله يغفر الذنوب جميعاً لعلهم يتقون. وقال الله تعالى:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿٦٠﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا ﴿٦١﴾ فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّـهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا ﴿٦٢﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّـهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا ﴿٦٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

ولا أظنّك سوف تباهلني يا أبا حمزة أبداً بل سوف تتهرب منها فتقول: "لا بد أن تكون مجاهرةً أو صوتيّة". ولكن الله يعلم السرّ وأخفى يا أبا حمزة ويعلم الذي اتخذ الشيطان ولياً ويصدّ عن اتباع كتاب الله والاحتكام إليه سواء يكون أبو حمزة أو ناصر محمد اليماني، ولسوف يغضب الله على الذين يصدّون عن اتّباع آياته في محكم كتابه ويبغونها عوجاً ويلعنهم لعناً كبيراً، ولذلك فإنّي أُشهدُ الله وكافة أعضاء هذا الموقع المبارك أنّي مستعدٌ لمباهلة أبي حمزة المصري في هذا الموقع بعد أن تبيّن لنا أنّه من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه:
{
وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا} صدق الله العظيم [الأعراف:146].

وإن تبيّن لكم أنّ أحد علماء الأمّة أقام الحجّة بالحقّ على ناصر محمد اليماني في مسألةٍ فأخذته العزّة بالإثم فقد أصبح من شياطين البشر وليس المهديّ المنتظَر، وإن وجدتم أنّ ناصر محمد اليماني أقام الحجّة بالحقّ على أحد الذين يحاورونه في مسألةٍ ولم يعترف بالحقّ من ربّه ولو في تلك المسألة فقط فقد أصبح شيطاناً من شياطين البشر من الذين قال الله عنهم:
{وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَّا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا} صدق الله العظيم، وأعوذ بالله أن أكون منهم وأعوذ بالله أن تأخذني العزّة بالإثم لو يغلبني أحد علماء الأمّة في مسألةٍ لأخضعت عنقي للحقّ من ربي وما استكبرت شيئاً، ولقلت: إذاً ما دام غلبني أحد علماء الأمّة في مسألةٍ في القرآن العظيم فجاء ببيانٍ لها من محكم القرآن هو أهدى من بيان الإمام ناصر محمد اليماني في تلك المسألة إذاً فقد أصبح الإمام ناصر محمد اليماني ليس المهديّ المنتظَر لو لم يصدقني الله الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي: [ولا يجادلك عالم من القرآن إلا غلبته ]. وفي أخرى: [ولا يجادلك أحد من القرآن إلا غلبته]. إذاً فلا ينبغي أن يجادل أحدٌ الإمام ناصر محمد اليماني من القرآن إلا وأقام عليه الإمام ناصر محمد اليماني الحجّة بالحقّ تكون بيّنة للعالِم الجاهل.

وقد سهّلنا عليكم الأمر وقلنا: لئن غلبكم الإمام ناصر محمد اليماني في 99 مسألة في القرآن العظيم وغلبتموه في مسألةٍ واحدةٍ فقط فليس هو المهديّ المنتظَر؛ بل مجرد عالِم في الدين ليس إلا، فمن ذا الذي قال ذلك من جميع الذين ادَّعوا شخصيّة الإمام المهديّ بغير الحقّ؟ بل يقولون على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً ويأخذ الآية ويأتي ببيانها وتفسيرها من عند نفسه بغير سلطان من الله.

ألا والله الذي لا إله غيره لو اجتمع علماء الجنّ والإنس ليجادلوا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني من القرآن العظيم لما استطاعوا أن يقيموا الحجّة على الإمام ناصر محمد اليماني ولو في مسألةٍ واحدةٍ فقط ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً فإن كان هذا تحدي الغرور من ناصر محمد اليماني فسلطان العلم هو الحكم في طاولة الحوار لئن استجبتم للاحتكام إلى الذكر المحفوظ من التحريف كتاب الله القرآن الذي أمر الله عبده ونبيه محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يجاهد الكفار به جهاداً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{
وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} صدق الله العظيم [الفرقان:52].

وكذلك الإمام المهديّ أمره الله ما أمر به رسوله أن يجاهدكم بالقرآن العظيم جهاداً كبيراً وما ينبغي للحقّ أن يتّبع أهواءكم، وقد آن الأوان لمباهلة أبي حمزة محمود المصري كونه تبيّن لنا أنّه من الذين لا يهتدون أبداً من شياطين البشر من الذين يصدّون عن اتّباع الذكر من ألدِّ أعداء الله والمهديّ المنتظَر عسى الله أن يجعله عبرةً لمن يعتبر، ومن آيات التصديق للمهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، وإلى الله ترجع الأمور يعلمُ خائنة الأعين وما تخفي الصدور، والعاقبة للمتقين.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
____________

آخر تحديث: 29-10-2019 03:21 PM
36

دعوة الإمام المهديّ بعدم المبالغة في الأنبياء والأئمة ونسائهم بغير الحقّ ..

- 36 -
الإمام ناصر محمد اليماني
05 - 03 - 1432 هـ
09 - 02 - 2011 مـ
02:00 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ



دعوة الإمام المهديّ بعدم المبالغة في الأنبياء والأئمة ونسائهم بغير الحقّ ..

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ ﴿٣٣} صدق الله العظيم [الأنعام].

ويا أبا حمزة وجميع الذين لا يوقنون بفتوى الله في مُحكم كتابه بقوله تعالى:
{وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ﴿٧٥﴾ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم [الصافات]، فهو يتكلم سبحانه عن عذاب الطوفان وأفتاكم ربّ العالمين أنّه أنجى رسول الله نوح عليه الصلاة والسلام وأهله وذريته، ولم أجد أنّ الله استثنى منهم أحداً؛ بل قال االله تعالى: {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ} صدق الله العظيم، ومن خلال ذلك يوقن أولو الألباب أنّ الذي أغرقه الله ليس من ذريته.

ومن ثم حاجّني أبو حمزة بقول الله تعالى:
{وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ} صدق الله العظيم [هود:42]، ثم رددنا عليه أنه يُعتبر أبوه بالتّبني وأتيناه بالبرهان المبين عن الأبوين الصالحين اللذين لم يكن لديهما أولاداً وقاموا بتربية ولدٍ تمّ وضعه على باب دارهم وهو من ذريات الشياطين، وقاموا بتربيته لوجه الله الكريم، وتبنّوه وهو ليس من ذريتهم، وجئناك بالفتوى من محكم كتاب الله في قول الله تعالى: {فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿٨١} صدق الله العظيم [الكهف].

ومن ثمّ وجدنا أبا حمزة يحرّف كلام الله المحكم عن مواضعه المقصودة أنّه لا يقصد الله تعالى
{وَأَقْرَبَ رُحْمًا} أي من ذريتهم، وحسبنا الله ونعم الوكيل، وها نحن نأتيه ببرهانٍ آخر في قصة رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام في قول الله تعالى: {فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّـهُ آمِنِينَ ﴿٩٩} صدق الله العظيم [يوسف].

والجميع يعلمون أنّ أحد الأبوين ليسا من أبوي رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام بل هي زوجة أبيه، وكذلك ابن نبيّ الله نوح - عليه الصلاة والسلام - وابن زوجته فأحدهم أبويه والآخر يعتبر أبوه بالتبني. ولذلك قال الله تعالى:
{وَنَادَىٰ نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ} صدق الله العظيم [هود:42].

وكذلك الله يخاطبنا بنية المنادي الذي نادى الرجل ذلكم بأنّ نبيّ الله نوح كان يظنه ابنه من ذريته، ولذلك قال:
{يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم، ولكن أبا حمزة مستمسك بهذه الآية يعتبرها برهاناً مبيناً أنّه ابنه من ذريته ونسي فتوى الله في محكم كتابه: {وَنَادَىٰ نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [هود].

ونبي الله نوح قد علم أنّ ابنه لمن الكافرين كونه رفض أن يركب مع أهله في السفينة، ولكنه لا يعلم أنه ليس ابنه، ولم تتبيّن له خيانة أحد زوجاته إلا بعد فتوى الله تعالى لنبيه:
{قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} صدق الله العظيم، أي أن سبب وجوده بسبب عملٍ غير صالحٍ من قِبَلِ إحدى زوجاته التي خانته مع أحد شياطين البشر وهو لا يعلم بمعنى أنّه ليس من ذريته ولذلك قال الله تعالى: {وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ﴿٧٥﴾ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

{يَا نِسَاء النبيّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:30]؛ وهذا يعني أنّ الله لم يعد أنبياءه أنه سوف يعصم زوجاتهم من الزنى؛ بل ذلك يعود لتقوى زوجاتهم ولذلك قال الله تعالى: {وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّـهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا ﴿٣١﴾ يَا نِسَاءَ النبيّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا ﴿٣٢﴾ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ} صدق الله العظيم [الأحزاب:31-33]، ولكن امرأة نوح اقترفت عملاً غير صالح وكان ذلك سبب وجود ذلك الولد الذي ليس من ذرية نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام.

ويا علماء المسلمين وأُمَّتهم إنما نفتيكم بما أفتاكم الله في محكم كتابه بآياتٍ بيّناتٍ لعالِمكم وجاهلكم فلماذا يكذّب كثيرٌ منكم بفتوى خيانة إحدى نساء نبيّ الله نوح وإحدى نساء نبيّ الله لوط؟ وأما سبب عدم حمل إحدى نساء نبيّ الله لوط التي خانت زوجها فهي خانته وهي عجوز عاقر قاعد من الحيض. ولذلك قال الله تعالى:
{وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿١٣٣﴾ إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ﴿١٣٤﴾ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ﴿١٣٥﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

ولا أعلم أن عجوزاً قاعداً من الحيض تحمل أبداً إلا بمعجزة من ربّ العالمين كمثل زوجة نبيّ الله إبراهيم التي بشّرها الله أنّها سوف تحمل من زوجها بغلامٍ عليمٍ فكان ذلك لدى نبيّ الله إبراهيم وزوجته أمرٌ عجيبٌ خارقٌ عن العادة، ولذلك قالت امرأة نبيّ الله إبراهيم عليهم الصلاة والسلام:
{قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَـٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ﴿٧٢} صدق الله العظيم [هود:72].

وهذا ردنا على عدم حمل زوجة نبيّ الله لوط من الزنى كونها عجوزاً عقيماً قاعداً من الحيض، ولذلك قال الله تعالى:
{وَإِنَّ لُوطًا لَّمِنَ الْمُرْسَلِينَ ﴿١٣٣﴾ إِذْ نَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ ﴿١٣٤﴾ إِلَّا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ ﴿١٣٥﴾} صدق الله العظيم [الصافات].

ويا أحبتي في الله جميعاً ما كان للإمام المهديّ أن يتّبع أهواءكم بغير الحقّ فذلك من مبالغتكم في نساء الأنبياء بشكلٍ عامٍ بأنّهن طيّباتٍ طاهراتٍ وتريدون أن تجعلوهنّ جميعاً معصومات من الخطيئة، ولكن التي أحصنت فرجها منهن كمثل جدتي عائشة عليها الصلاة والسلام تجدون أنّ الله دافع عنها وبرأها في محكم كتابه بقوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿١١} صدق الله العظيم [النور].

ولكن ليس معنى ذلك أنّ نساء الأنبياء معصومات من الخطيئة، فبرغم أنّ نساء الأنبياء هُنّ أمهات المؤمنين الذين صدقوهم فاتبعوهم ولكن ليس معنى ذلك أنّهن معصوماتٌ من الخطيئة؛ بل حذرهن الله من ارتكاب الفاحشة كونهن لسنَ كأحدٍ من نساء المسلمين فخطؤها عظيم حين تغشّ زوجها ببهتانٍ مبينٍ ليس من ذريته، فذلك له عواقب وخيمة على الإسلام والمسلمين، ولذلك تجدون أنّهن برغم أنّهن أمّهات المؤمنين ولكن لا يعني ذلك أنّهن معصومات من الخطيئة فيتبرجن أمام المؤمنين من غير محارمهن؛ بل تجدون أنّ الله حذرهن من التبرّج وحذّرهن من أن يخضعن بالقول اللطيف لأحدٍ من غير محارمهن. وقال الله تعالى:
{يَا نِسَاءَ النبيّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا ﴿٣٢﴾ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ} صدق الله العظيم [الأحزاب:32-33].

والحكمة من ذلك لأنّ امرأة النبيّ إذا تبرجت فأظهرت مفاتنها للرجال وخضعت لهم بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض فيراودها عن نفسها فتقع في الخطيئة كونهن لسنَ معصوماتٍ من الخطيئة كما تعتقدون بغير الحقّ بسبب المبالغة في الرسل، ولكن الله يقول الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ، فلو يتبع الإمام المهديّ أهواءكم أنّ نساء الأنبياء والأئمة معصومات من الخطيئة إذاً لعرّض الإمام المهديّ نساءه إلى ارتكاب الخطيئة وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين؛ بل نساء الرسل والأئمة لسن معصومات من ارتكاب الخطيئة إلا من يتقين الله فلا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى ولا يخضعن بالقول فيطمع فيهن الذي في قلبه مرض، فاتقوا الله أحبتي في الله.

وكأني أرى حبيبي أمير النور يتمنى لو يعدل إمامه عن فتوى زنى إحدى زوجات نبيّ الله نوح وإحدى زوجات نبيّ الله لوط، ولكن يا حبيبي في الله أمير النور ما كان للإمام المهديّ أن يتّبع أهواءكم فذلك سوف يكون سبب المبالغة في الأنبياء والأئمة ونسائهم بغير الحقّ؛ بل مثل الأنبياء وزوجاتهم كمثلكم وزوجاتكم معرَّضين للخطيئة إذا وقعنا في المحذور وخلا أحدنا بامرأة ليست زوجته ولا من محارمه فقد يوقعه الشيطان معها كما أوقع امرأة إحدى نساء نبيّ الله نوح ولوط عليهم الصلاة والسلام! ألا وإنّ جميع الأنبياء والمرسلين وزوجاتهم ليسوا معصومين من الخطيئة إلا من اتقى الله ربه، وإنما التقوى تدفع عن الرسول ارتكاب الخطيئة، ولكن مهما كانت تقواه فإذا وقع في المحذور وخلا بامرأة ليست من زوجاته ولا من محارمه فقد توقعه نفسه في المحذور وإنما كرّه الله إلى أنفس الأنبياء والمرسلين والمؤمنين الكفر والفسوق والعصيان، ولكن إذا أوقع نفسه في المحذور وخلا بامرأة ليست من زوجاته فقد خلق الإنسان ضعيفاً، وبما أنّ رسول الله يوسف عليه الصلاة والسلام يعلم أنّه ليس معصوماً من ارتكاب الخطيئة برغم أنّ الله كرّه إلى نفسه الكفر والفسوق والعصيان، ولكنّه يعلم أنّه ليس معصوماً من الخطيئة وخُلِق الإنسانُ ضعيفاً. ولذلك ناجى ربه وقال:
{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٣٣} صدق الله العظيم [يوسف].

فلمَ المبالغة يا قوم في الأنبياء والأئمة ونسائهم؟ وإنما هم بشر مثلكم فما لكم كيف تحكمون؟ أفلا تعلمون أنّ سبب شرك كثيرٍ من المؤمنين هي المبالغة بغير الحقّ في الأنبياء والرسل والأئمة ونسائهم؟ بل نحن بشر مثلكم ونساؤنا بشر مثلكم وخلقنا الله ضعاف أمام شهوة النفس الأمارة بالسوء، وإنّما ينهى الإنسان التّقي نفسه عن الهوى بالعقل وبالمقاومة بعدم اتباع الشهوات، ألا وإنّما أمركم الله بغضِّ البصر وتحجّب نسائِكم تخفيفاً من ربّكم ورحمة كون الإنسان خلق ضعيفاً. وقال الله تعالى:
{وَاللَّـهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴿٢٧﴾ يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [النساء].

ولكنكم تبالغون في أنبياء الله ورسله ونسائهم وذرياتهم برغم أنّهم بشر مثلكم كما أفتاكم محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بما أمره ربه أن يقول:
{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ} صدق الله العظيم [فصلت:6].

وكذلك جميع الرسل من ربّ العالمين يقولون لأقوامهم كمثل قول محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وقال الله تعالى:
{قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ} صدق الله العظيم [إبراهيم:11].

وإنما يقاوم التقي شهوة نفسه فيمنعها من اتباع الشهوات ويُنيب إلى ربّه ليثبت قلبه، فما خطبكم تبالغون في أنبياء الله ورسله وزوجاتهم أنّهم معصومون من الخطيئة ولا ينبغي لأحد منهم أن يخطئ؟ وبسبب المبالغة بغير الحقّ كان السبب الرئيسي لشرك كثير من المؤمنين. وقال الله تعالى:
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦} صدق الله العظيم [يوسف].

وبسبب المبالغة فيهم زعمت الأمم أنهم شفعاؤهم يوم الدين وصنعوا لهم تماثيلَ أصناماً من بعد موتهم، وحصروا لهم الوسيلة إلى الله من دونهم حتى إذا جمعهم الله بأنبيائهم وقال لرسله:
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

ويقصد: "أأنتم يا معشر الرسل أضللتم عبادي فحصرتم لكم الوسيلة إلى الله من دونهم ووعدتموهم بالشفاعة لهم بين يديّ؟". ومن ثم ردّ الرسل والأئمة المكرمون على ربّهم وقالوا:
{قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًاِ} صدق الله العظيم، ومن ثم ردّ الله على الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مشركون بسبب المبالغة في الرسل والأئمة وقال لهم: {فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا ۚ وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩} صدق الله العظيم [الفرقان].

ولكن لو يتّبع الإمام المهديّ أهواءكم وأقول كمثل قولكم أنّه لا ينبغي لأحدٍ من نساء الأنبياء والأئمة أن ترتكب الفاحشة إذا خلت برجلٍ غريبٍ أو تبرّجت أو خضعت للرجال بالقول وأقول كمثل قولكم أنّهن معصومات من الخطيئة كونهن من نساء الأنبياء والمرسلين والأئمة كونهم معصومين من الخطيئة إذا فلن تغنوا عني من الله شيئاً، وما كان للحقّ أن يتّبع أهواءكم، حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.

ويا أبا حمزة المصري إني لا أجبرك على المباهلة وإنما الذي أجبرني على أن أدعوك للمباهلة هو أنّك تدعو للإشراك بالله، ولربّما يودّ محمود أن يقاطعني فيقول: "ومنذ متى أدعو للإشراك بالله يا ناصر محمد اليماني؟"، ومن ثم نرد عليه ونقول: ذلك يا محمود كونك تدعو إلى تصديق عقيدة شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود وإنّي أشهدُ الله أنّي لمن أشدّ الناس كفراً بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود فكيف يشفع العبد بين يدي أرحم الراحمين؟ فذلك مناقضٌ لصفات الرب، فكيف يشفع من هو أدنى رحمة من الله بين يدي الله أرحم الراحمين؟ ولذلك ضرب الله لكم مثل امرأة نوح ولوط بغض النظر عمّا فعلن، والمهم أنّ نبيّ الله نوح ونبي الله لوط لم يغنوا عن زوجاتهم من أصحاب النار شيئاً. ولذلك قال الله تعالى:
{فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} صدق الله العظيم [التحريم:10].

ويا أحبتي في الله إنّما الإمام المهديّ بشرٌ مثلكم يدعوكم إلى ما دعاكم إليه الأنبياء والمرسلين:
{اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} صدق الله العظيم [المائدة:72].

وأدعوكم إلى عدم المبالغة في أنبياء الله ورسله وأئمة الكتاب ونسائهم كونهم بشر مثلكم ولا تحصروا الوسيلة إلى الله لهم من دونكم فإن فعلتم وحصرتم الوسيلة لهم من دونكم فقد عصيتم أمر الله إليكم في محكم كتابه في قول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥} صدق الله العظيم [المائدة].

فذلكم هو هدي الأنبياء والمرسلين ومن اتبعهم بالحقّ إلى يوم الدين تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57]، لم يحصروا الوسيلة لأحدٍ منهم من دون الله بل تجدونهم يتنافسون جميعاً إلى ربهم أيهم أقرب من غير تفضيل لعبد على عبد، ولكن الذين لا يؤمنون أكثرهم بالله إلا وهم مشركون سوف ينكرون ذلك على الإمام ناصر محمد اليماني ويقولون: "كيف تريدنا أن ننافس محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في حب الله وقربه؟ بل هو الأولى أن يكون هو الأحبّ والأقرب إلى الله منا ولذلك تجدنا نسأل الله له الوسيلة عند كل صلاةٍ كوننا نرجوا شفاعته بين يدي الله"، ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: فإني أشهدُ الله شهادة الحقّ اليقين أنكم إذاً لمن المشركين بالله ولن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً كون الله إنما ابتعث رسله ليدعوا عباده إلى عبادة الله وحده لا شريك له ويتنافسون في حبه وقربه ونعيم رضوان نفسه، وينفون جميعاً شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود. وقال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١} صدق الله العظيم [الأنعام].

وما ينبغي للإمام المهديّ أن يأمر أنصاره أن يذروا له الوسيلة إلى الله من دونهم بأنّ يسألوها له من دونهم إذاً فقد أمرتهم بالإشراك لو أفعل وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين، ولم يأمر جدّي محمد رسول الله المسلمين أن يذروا له الوسيلة إلى الله من دونهم ولم يأمرهم أن يسألوها له من دونهم وما ينبغي له أفلا تتقون؟ ولماذا إذاً ابتعث الله أنبياءه ورسله والإمام المهديّ إلا ليخرجوا العباد من عبادة العباد إلى عبادة الربّ المعبود الله وحده لا شريك له، وكذلك يدعوكم الإمام المهديّ وأجاهدكم بكتاب الله القرآن العظيم جهاداً كبيراً لعلكم تتقون، ولكن أبا حمزة المحترم يصفني بالضال المُضِل للأُمة عن الصراط المستقيم ويصدّ عن اتباع ناصر محمد اليماني صدوداً كبيراً! فمن اتّبع محمود المصري وجعل الإمام المهديّ وراء ظهره فقد غضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً مهيناً وما بعد الحقّ إلا الضلال، فكيف يكون ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ وهو يدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له كما ينبغي أن يعبد سبحانه وتعالى علواً كبيراً؟ وكيف يكون الإمام ناصر محمد اليماني على ضلالٍ وهو يدعوكم إلى اتباع كتاب الله القرآن العظيم وسنة نبيّه الحقّ التي لا تخالف لمحكم القرآن العظيم؟ وكيف يكون الإمام ناصر محمد اليماني على ضلالٍ وهو يدعوكم للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف ويأمركم أن تتّبعوا آيات الكتاب المحكمات البيّنات هُنَّ أمّ الكتاب آيات بيّنات لعالِمكم وجاهلكم والكفر بما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم سواء يكون في التوراة والإنجيل والسُّنة النبويّة أفلا تتقون؟ ولكن أبا حمزة يصدّ عن هذه الدعوة المباركة صدوداً كبيراً في العالمين وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً مهينا إلا أن يتوب إلى الله متاباً.

فكيف أنّي أجادله بآيات بيّنات من آيات أمّ الكتاب فيذهب إلى آياتٍ أُخر متشابهات ليُأوِّلَها من عند نفسه بغير سلطان العلم من محكم كتاب الله، ويا عجبي الشديد من بعض المؤمنين كيف أنّه يترك آيات محكمات بيِّنةٍ في قلب وذات الموضوع فيذهب إلى آياتٍ أخر متشابهاتٍ لا يعلم بتأوليهن ثم يأوِّلهن من عند نفسه! أولئك في قلوبهم زيغ عن الحقّ المحكم في آيات أمّ الكتاب البينات، ولذلك قال الله تعالى:
{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

إي وربي ..
{وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم، اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد..

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
______________

آخر تحديث: 31-10-2019 07:13 PM
37

رحمك الله يا أبا بكر المغربي برحمته من الأنصار السابقين الأخيار ..

- 37 -
الإمام ناصر محمد اليماني
05 - 03 - 1432 هـ
09 - 02 - 2011 مـ
06:58 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ



رحمك الله يا أبا بكر المغربي برحمته من الأنصار السابقين الأخيار ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على حبيبي وجدّي وقدوتي وأسوتي خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله وآله الأطهار والسابقين الأنصار ما تعاقب الليل والنهار إلى اليوم الآخر..

رحمك الله يا أبا بكر المغربي برحمته من الأنصار السابقين الأخيار، وها هو يقيم الحجّة بالحقّ على أبي حمزة محمود المصري في الرابطة العلميّة ومصدقٌ بالبيان الحقّ للذَّكر الذي يُفصله المهديّ المنتظَر من ربّه. وأستوصي الحسين بن عمر وكافة الأنصار فيه خيراً كثيراً حتى ولو لم يتقدم للبيعة أبو بكر فليس ذلك برهانٌ أنّه ليس من الأنصار؛ بل تقبلنا بيعته بقلبه وربّه به عليمٌ الذي يتقبل البيعة من عباده فارفع الحجب عنه يا ابن عمر فلا تظنّ في أبي بكر إلا خيراً، وتالله إنّه ليس من الذين يُظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر، وأصلّي وأسلم عليه وجميع الأنصار وجميع المسلمين.

وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين ..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
_____________



آخر تحديث: 31-10-2019 08:28 AM
38

خلاصة دعوة الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني إلى الإنس والجنّ أجمعين ..

- 38 -
الإمام ناصر محمد اليماني
07 - 03 - 1432 هـ
11 - 02 - 2011 مـ
02:24 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ



خلاصة دعوة الإمام المهدي المنتظر ناصر محمد اليماني إلى الإنس والجنّ أجمعين ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي وحبيبي وأسوتي وقدوتي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله الأطهار وجميع الأنصار الأبرار إلى يوم يقوم الناس لله الواحد القهار يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم من الشرك، إنّ الشرك لظلمٌ عظيمٌ وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون وسبحان الله عمّا يشركون وتعالى علواً كبيراً..

أحبتي في الله علماء المسلمين وأمّتهم والباحثين عن الحقّ من العالمين، حقيقٌ لا أقول على الله إلا الحقّ والحقّ أحقّ أن يُتّبع إذا تبيّن لكم أنّ الداعية يدعو إلى الله على بصيرةٍ من ربّه، وليست الدعوة ببصيرة القرآن محصورةً على جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ بل كذلك جعل الله محكم القرآن العظيم هو كذلك بصيرةً لمن اتّبع محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم فتجدونه يُحاجّ العالمين بذات بصيرة محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨} صدق الله العظيم [يوسف].

وما هي البصيرة التي كان يحاجّ الناس بها محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى تكون حجّةً على العالمين إن لم يتّبعوا الحقّ من ربهم؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
{وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢} صدق الله العظيم [النمل].

ويا علماء الإسلام وأمّتهم والناس كافة، إنما يحاجكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بذات بصيرة محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ويبيّن للناس القرآن العظيم كما كان يبيّنه للناس محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما تبقى من بيان محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في السُّنة النبويّة فلا شكّ ولا ريب أنكم سوف تجدونه متطابقاً مع بيان الإمام المهديّ للقرآن العظيم.

ويا أحبتي في الله وتالله لا أنكر إلا ما خالف لمحكم القرآن العظيم سواء يكون في السُّنة النبويّة أو في التوراة أو الإنجيل، فما خطبكم لا تفقهون الخبر؟ ويأبى كثيرٌ منكم أن تصدقوا المهديّ المنتظَر الذي ابتعثه الله ليبيّن لكم البيان الحقّ للذكر، ولا آتيكم بالبيان من عند نفسي برأيي ولا بالظنّ الذي يحتمل الصح ويحتمل الخطأ وما ينبغي لي؛ بل آتيكم بالبرهان بسلطان العلم من محكم القرآن من غير أدنى تناقضٍ أو اختلافٍ، فهل تريدون أن يبعث الله لكم المهديّ المنتظَر مصدِّقاً لما أنتم عليه وكلُّ طائفةٍ منكم يريدون المهديّ المنتظَر أن يأتي منهم مصدقاً لما لديهم من العلم وأنتم تعلمون أنّكم فرّقتكم دينكم شيعاً وكل حزبٍ بما لديهم فرحون من العلم؟ إذاً يا أحبتي في الله فكيف يستطيع الإمام المهديّ أن يوحد صفّكم فيجمع كلمتكم ويجعلكم بإذن الله على صراطٍ مستقيم.

ويا أحبتي في الله لقد اجتمع علماء المسلمين وأمّتهم على شيءٍ واحدٍ وهو أنهم قد أشركوا بالله جميعاً ولم تعد قلوبهم سليمةٌ من الشرك بسبب تعظيم محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وأئمة الكتاب كونكم تعتقدون جميعاً أنه لا ينبغي لكم أن تنافسوا محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في حبِّ الله وقربه برغم أنه ليس إلا عبدٌ من عبيد الله المسلمين، ولم يأمره الله أن يخرج عن نطاق المسلمين لربّهم كونه ليس من أبناء الله؛ بل عبد من عبيد الله الصالحين، ولا ينبغي له أن يأمركم أن تذروا أقرب درجةٍ إلى الرحمن له من دونكم، سبحان الله العظيم فهو ليس ولداً لله حتى يكون محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - هو الأحقّ بالله من دونكم؛ بل أمره الله أن يكون من ضمن المسلمين المتنافسين إلى الربّ أيّهم أحبّ وأقرب. وقال الله تعالى:
{فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٧٢} صدق الله العظيم [يونس].

ويا أحبتي في الله لقد أضعتم الحكمة العظمى في الكتاب من الدرجة التي لا تنبغي أن تكون إلا لعبدٍ من عبيد الله المسلمين سواء يكون نبياً أو رسولاً أو من الصالحين المؤمنين، فقد جعل الله صاحبها مجهولاً من بين العبيد فلم ينبئ الله به كافة الأنبياء والمرسلين من الجنّ والإنس والملائكة فلا يعلم أحدٌ هل من ملائكة الرحمن المقربين أو من الجنّ أو من الإنس؛ بل جعل الله صاحب تلك الدرجة عبداً مجهولاً من بين العبيد وكلّ عبدٍ يرجو أن يكون هو في جميع الذين هداهم الله من عباده جميعاً وذلكم هو الهدى الحقّ فلا ينبغي لعبدٍ أن يفضل عبداً على نفسه أن تكون له هذه الدرجة نظراً لأنه يحب ذلك العبد حباً شديداً. ويا سبحان الله العظيم فهل جعل حبّه لذلك العبد أشدّ حباً من حبّه لربّ العالمين الربّ المعبود فذلك هو الشرك بعينه أفلا تتقون؟ كونها أقرب درجة إلى الربّ المعبود، إلا من تمناها لكي ينفقها طمعاً في المزيد من حبّ الله لعبده في نفس ربّه إن كنتم إياه تعبدون. ألا وأن جميع الذين هداهم الله من عباده لم تجدوا أنهم فضلوا بعضهم بعضاً في درجة حُبّ الله العظمى كون أشدّ الحبّ في قلوبهم هو لله من حبّهم لبعضهم بعضاً فإن كنتم أشدّ حباً لله من حبّكم لأنبيائه ورسله فاتّبعوا محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في التنافس في حبِّ الله وقربّه، وجميع الذين هداهم الله تجدونهم متنافسين جميعاً إلى الربّ المعبود أيّهم أحبّ وأقرب ذلكم الذين هدى الله من عباده كما أفتاكم الله في محكم كتابه عن طريقة هداهم إلى ربهم:
{يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

وتلك الطريقة هي خلاصة دعوة الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني إلى الإنس والجنّ أجمعين فمن أبى أن ينافس العبيد إلى الربّ المعبود وقال وكيف أطمع في منافسة أنبياء الله ورسله؟ فليعلم أنّ حبّه لأنبياء الله ورسله هو أشدّ حباً من حبّه لله ولن يجدوا له من دون الله ولياً ولا نصيراً كونه جعل لله أنداداً في الحبّ في القلب، ومن فعل ذلك فقد أشرك بالله وهو لا يعلم وجعل رسله أو أي عبدٍ أو أمَةٍ ففضلهم على نفسه أن يكون الأحبّ والأقرب منه إلى الله وسوف يدعو ثبوراً ويصلى سعيراً ولن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً. ولذلك قال الله تعالى:
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴿١٦٥} صدق الله العظيم [البقرة].

إذاً الحبّ الأشدّ في القلب يكون لله ولا ينبغي أن يساويه في الحبّ حبٌّ آخر، وإنما نحبّ أنبياءه ورسله كونهم من أحباب الله المتنافسين إلى ربّهم أيّهم أحبّ وأقرب ولكنهم لم يحصروا لهم الوسيلة إلى الله للمنافسة في حبّه وقربه لهم من دونكم، إذاً لماذا ابتعثهم الله؟ فهل لكي تعظمونهم بغير الحقّ فتبالغوا فيهم فتجعلوهم الأولى منكم بالله سبحانه وكأنهم أولاده سبحانه وتعالى علواً كبيراً؟ بل هم بشرٌ من عبيد الله فلا فرق في الكتاب بين العبيد عند ربّهم، وكلٌّ درجته إلى ربّه حسب سعيه وإخلاصه لله في هذه الحياة الاختبارية. تصديقاً لقول الله تعالى:
{أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّىٰ ﴿٣٣﴾ وَأَعْطَىٰ قَلِيلًا وَأَكْدَىٰ ﴿٣٤﴾ أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَىٰ ﴿٣٥﴾ أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ ﴿٣٦﴾ وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّىٰ ﴿٣٧﴾ أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ﴿٣٨﴾ وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ﴿٣٩﴾ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ ﴿٤٠﴾ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ ﴿٤١﴾ وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنتَهَىٰ ﴿٤٢﴾ وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ ﴿٤٣﴾ وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا ﴿٤٤﴾ وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ ﴿٤٥﴾ مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ ﴿٤٦﴾ وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَىٰ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [النجم].

فانظروا لفتوى الله في قوله تعالى:
{وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ﴿٣٩﴾ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ ﴿٤٠﴾ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ ﴿٤١﴾ وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنتَهَىٰ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم.

وهذه هي خلاصة دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي لم يأمركم أن تعظمونه أكثر من عبدٍ، فما أنا إلا عبدٌ من عبيد الله أمثالكم أدعوكم إلى ما دعاكم إليه كافة الأنبياء والمرسلين من الجنّ والإنس؛ يدعون بدعوةٍ واحدةٍ موحدةٍ لا اختلاف فيها بينهم جميعاً: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّـهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴿٣٦} صدق الله العظيم [النحل]، فمن كفر بدعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فقد كفر بدعوة كافة الأنبياء والمرسلين ولن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً.

ويا عجبي الشديد من قومٍ يقولون: "وكيف يعذبنا الله لئن لم نتبع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فهو ليس بنبيٍّ ولا رسولٍ؟". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا سبحان الله ربي وربكم فهل ظنّكم أنّ الله عذّب الأمم المكذبين برسل ربّهم بسبب أنهم كذبوا رسله؟ بل بسبب أنهم كذبوا بآيات الله التي يحاجهم بها رسله وجحدوا بها أنها من عند الله فأعرضوا عن اتّباع آيات الكتاب المُنزلة في الكتب على رسله، إذاً سبب تعذيبهم من ربهم كونهم أصلاً كذبوا بكلام ربهم وجحدوا بآياته المحكمات في محكم كتابه ولذلك قال الله تعالى:
{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ ﴿٣٣} صدق الله العظيم [الأنعام].

إذاً سبب أنّ الله عذبهم كونهم كذبوا كلام ربّهم في محكم آياته ولم يتبعوها ولذلك عذبهم الله عذاباً نُكراً، ولسوف أضرب لكم على ذلك مثلاً في دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي يدعو العبيد جميعاً إلى عبادة الله وحده لا شريك له والتنافس في حبِّ الله وقربه من غير تفضيلٍ لعبدٍ على عبدٍ في ذات الله، وأفتيهم أنّ تلك طريقة الذين هداهم الله من عباده جميعاً وآتيكم بالبرهان المبين لعالِمكم وجاهلكم لكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ منكم بفتوى الله في محكم كتابه عن الطريقة الحقّ للذين هداهم الله من عباده أنهم جميعاً:
{يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم، فهل تجدونهم أنهم فضّلوا بعضهم بعضاً؟ بل كلٌّ منهم يتمنى أن يكون هو العبد الأحبّ والأقرب إلى الربّ كون الحبّ الأشدّ في قلبه هو لربّه الذي خلقه لعبادته وحده لا شريك له، ولذلك جعل الله صاحب أقرب درجةٍ في حبِّ الله وقربه عبداً مجهولاً، وما محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلا عبدٌ من ضمن العبيد المتنافسين إلى الربّ المعبود. ولذلك قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [سَلُوا اللَّهَ الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لا تَنْبَغِي إِلا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ]. صدق عليه الصلاة والسلام، فكل عبدٍ ممن هداهم الله يرجو أن يكون هو ذلك العبد المجهول. ولذلك قال الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم.

ولكنّ علماء المسلمين وأمّتهم إلا من رحم ربي غضبوا على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وقالوا: "إنه يريدنا أن نتبع محمداً رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في التنافس في أقرب درجة في حبِّ الله وقربّه، أليس محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - هو الأولى أن يكون هو من بين العبيد؟" وقالوا: "إنّ ناصر محمد اليماني لغويٌ مُبينٌ وكذابٌ أشِرٌ وليس المهديّ المنتظَر وعلى ضلالٍ مبينٍ يريد أن يضلّ المسلمين عن طريقة هدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم". ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: وما هي طريقة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ ومن ثم يكون جوابهم بالحقّ فيقولون: "إنه عبدٌ ينافس العبيد إلى الربّ المعبود يريد أن يكون هو العبد الأحبّ والأقرب ولذلك يرجو أن يكون هو ذلك العبد الحبّ والأقرب إلى الربّ فذلك هو منهج الصراط المستقيم لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كونه أشدّ حباً في قلبه هو لربه ولذلك قال تعالى:
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣١} صدق الله العظيم [آل عمران]".

ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: يا عجبي من علماء المسلمين وأمّتهم يعلمون الحقّ من ربهم ثم لا يتبعوه! أم إنكم لا تعلمون بالمقصود من قول الله تعالى:
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم؟ أي إن كان أشدّ حباً في قلوبكم هو الله فاتبعوني للتنافس جميعاً في حبِّ الله وقربه أينا أحبّ وأقرب يحببكم الله ويرضى عنكم فتلكم طريقة هدى الله للذين هدى من عبيده: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].

فلماذا يا علماء المسلمين تركتم الحقّ البيِّن في كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ واتبعتم كلمات الإدراج في الحديث الحقّ الذي زاد فيه كعب اليهودي كلمات الإدراج افتراءً على أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه؟ والحديث كما يلي:
[حدثنا ‏ ‏بندار ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو عاصم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏ليث وهو ابن أبي سليم ‏ ‏حدثني ‏ ‏كعب ‏ ‏حدثني ‏ ‏أبو هريرة ‏ ‏قال:‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم: ‏ ‏سلوا الله (‏لي) الوسيلة قالوا يا رسول الله وما الوسيلة قال أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا رجل واحد أرجو أن أكون أنا هو].

وتعالوا لنبيِّن لكم الحكمة الخبيثة من كلمات الإدراج التي أضافها كعب اليهودي ليضلّكم عن الصراط المستقيم حتى تحصروا الوسيلة إلى الربّ لمحمدٍ رسول الله من دونكم فتشركوا بالله وأنتم لا تعلمون، ولذلك أضاف كعب اليهودي قولاً من عنده غير الذي قاله النبيّ وهي كلمة
(لي)، وهو بتلك الكلمة قام بتحريف المقصود من البيان الحقّ لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم [المائدة:35].

ولم يستطع أن يحرف الأمر الحقّ في محكم الكتاب وإنما حرفه في الحديث النّبويّ بزيادة كلمة
(لي)، وذلك حتى تجعلوا الوسيلة إلى أقرب درجة في حبِّ الله وقربه هي للنبي من دونكم ومن ثمّ لا يقبلُ الله عبادتكم فيكتبكم من المشركين بالله، كون حبّ محمدٍ رسول الله قد طغى على حبّكم لربّكم الذي خلقكم ولذلك تنازلتم عن التنافس إلى أقرب درجةٍ إلى الربّ لمحمدٍ رسول الله من دونكم فأشركتم بالله ولن تجدوا لكم من دون الله ولياً ولا نصيراً. وقال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ ﴿١٦٥} صدق الله العظيم [البقرة].

ولكن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني طهَّر الحديث الحقّ تطهيراً من كلمات الافتراء، ومن ثم صار الحديث الحقّ متطابقاً مع محكم كتاب الله من غير أي تناقض والحديث الحقّ كما يلي:
[سَلُوا اللَّهَ الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لا تَنْبَغِي إِلا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَأَرْجُوأَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ]. صدق عليه الصلاة والسلام، وذلك الحديث الحقّ جاء بيان لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}صدق الله العظيم.

وقال الله تعالى:
{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

ومن يقصد الله الذين زعمتم من دونه؟ فهو يقصد أنبياءه ورسله والمقربين من عباده الذين حصرتم الوسيلة لهم من دونكم بحجّة أنهم من عباد الله المُكرمين، ولكنكم حصرتم التكريم لهم وحدهم من دونكم ولذلك استيأستم أن يكرمكم الله كما كرّمهم، وترجون شفاعتهم لكم بين يدي الله. ولذلك قال الله تعالى:
{وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿٥٥﴾ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

ولذلك سوف يعذب الله كافة قرى الكفار بالذكر والمؤمنين به كونهم أعرضوا عن محكم ما أنزل الله إليهم في هذا القرآن العظيم ذِكْرُ الله إلى العالمين حتى إذا جمع الله الأنبياء والمرسلين وعباده المُكرمين، وقال الله:
{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾ فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩﴾ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

وإنما شرك المؤمنين بالله هو بسبب تعظيمهم لأنبياء الله ورسله، وقالوا كيف يأكل الطعام مثلنا وهو رسولٌ من ربّ العالمين؟ وكيف يمشي في الأسواق لقضاء حوائجه وهو نبيّ من المُكرمين؟ ولذلك كذبوا بمحمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وقالوا:
{وَقَالُوا مَالِ هَـٰذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ} [الفرقان:7].

ومن ثم ردّ الله عليهم:
{وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ} [الفرقان:20].

وسبب قول الكفار المؤمنين بربّ العالمين كون أهل الكتاب أخبروهم أنّ الأنبياء مُكَرَّمين على البشر جميعاً كون الله جعل لهم كرامات ومن كراماتهم أنهم لا يأكلون الطعام ولا يمشون في الأسواق ولا يجامعون النساء قاتلهم الله أنى يؤفكون، وإنما يبالغون في أنبياء الله ورسله حتى إذا صدَّقهم الناس فيبالغون فيهم بغير الحقّ وهم بذلك يضمنون شرك الناس بربهم سواء من قبل الإيمان برسله أو من بعد أن آمنوا برسل ربهم فيوقعونهم في المبالغة في أنبيائه بغير الحقّ حتى تشركوا بالله وأنتم لا تعلمون، وكل ذلك من مكر الشيطان على مرّ العصور يريد أن يضلّ البشر عن اتباع رسل ربّهم حتى لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون بالمبالغة في أنبياء الله ورسله ويذرون الله لأنبيائه أن يتنافسوا في حبّه وقربه ويرون أنه لا يحقّ لهم إلا أن ينافسوا المؤمنين التابعين بعضهم بعضاً ولا يحقّ لهم أن يطمعوا في منافسة أنبيائهم إلى ربهم أولئك ضلّوا عن سواء السبيل، ولذلك قال الله تعالى:
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦} صدق الله العظيم [يوسف].

ويا علماء المسلمين اتقوا الله واكفروا بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود واستغنوا برحمة الله أرحم الراحمين، فإذا لم يغنِ نبيّ الله نوح -صلى الله عليه وآله وسلم- عن زوجته شيئاً وكذلك نبيّ الله لوط -صلى الله عليه وآله وسلم- لم يغنِ عن زوجته من عذاب الله شيئاً فكيف إذاً يشفع الأنبياء لأممهم إذا لم يغنوا عن زوجاتهم من الله شيء؟ وقيل ادخلا النار مع الداخلين، أليست هذه الفتوى من الله محكمة في كتابه القرآن العظيم في قول الله تعالى:
{فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ} صدق الله العظيم [التحريم:10].

وأنا الإمام المهديّ أنذركم بما أنذركم به جميع الأنبياء من أولهم إلى خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليهم أجمعين، وجميعهم ينذرون البشر من عقيدة الشفاعة للعبيد بين يدي الربّ المعبود ولذلك ابتعث الله رسله إلى الجنّ والإنس لينذرونهم من عقيدة الشفاعة من العبد بين يدي الربّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١} صدق الله العظيم [الأنعام].

وكذلك الإمام المهديّ المنتظَر ينذر البشر من عقيدة الشفاعة يوم يقوم الناس لربّ العالمين فلا شفاعة لمؤمنٍ ولا كافرٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ ﴿٤٨} صدق الله العظيم [البقرة].

فانظروا لنفي الشفاعة جملةً وتفصيلاً في قول الله تعالى:
{وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ} صدق الله العظيم، بمعنى أنّها لا شفاعة من عبد لعبد بين يدي الربّ لا لكافرٍ ولا لمؤمنٍ، ولذلك خاطب الله المؤمنين وقال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤} صدق الله العظيم [البقرة]؛ أي والكافرون بهذه الفتوى من ربّ العالمين هم الظالمون كونهم كذبوا فتوى ربهم في محكم كتابه عن نفي شفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود وحتماً سوف يضلّ عنهم ما كانوا يفترون ولن يجدوا لهم من دون الله ولياً ليشفع لهم عند ربّهم ولا شفيعاً من الأنبياء أجمعين. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ ۖ مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٣} صدق الله العظيم [يونس].

ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم به مشركون أن يقاطعني فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني فانظر لهذه الآية التي أوردتها كيف أنه استثنى الشفاعة في قوله تعالى:
{مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِن بَعْدِ إِذْنِهِ} صدق الله العظيم " ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ونقول: إنما يأذن الله للعبد بتحقيق الشفاعة من ذات الرب. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا ۖ لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَابًا ﴿٣٨} صدق الله العظيم [النبأ].

وليس من الصواب في محكم الكتاب أن يطلب من الربّ أن يشفّعه في عباده الذين ظلموا أنفسهم سبحانه وتعالى علواً كبيراً؛ بل يخاطب ربّه في تحقيق النّعيم الأعظم فيرضى كون رضوان الله في نفسه هو النّعيم الأكبر من جنته. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:72].

فإذا تحقق رضوان الله الكامل في نفسه أدخل عباده في رحمته ولم يعد غضباناً على عباده الذين ظلموا أنفسهم فهنا تتحقق الشفاعة لهم من ربهم فتشفع لهم رحمته من عذابه. تصديقاً لقول الله تعالى:{وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّـهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ ﴿٢٦} صدق الله العظيم [النجم].

إذاً الذي أذِن الله له بالخطاب إلى الربّ بتحقيق الشفاعة لم يشفع للعبيد بين يدي الربّ المعبود الله أرحم الراحمين وإنما أذن الله له بالخطاب إلى الربّ كونه سوف يخاطب ربه أن يحقق له النّعيم الأعظم من جنته فيرضى فإذا تحقق رضوان الله في نفسه جاءت الشفاعة من الربّ إيذاناً برضوان الله في نفسه، وهُنا المُفاجأة الكبرى فيقول الذين ظلموا أنفسهم لأحباب ربّ العالمين: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحقّ وهو العلي الكبير. وهنا تسمعون أعظم ضجة أصواتٍ في تاريخ خلق الله جميعاً يهتفون ويقولون: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. فيخرون لربهم ساجدين إلى ما شاء الله، وذلك بعد تحقيق رضوان الله في نفسه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [سبأ].

وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم عبد النّعيم الأعظم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ

آخر تحديث: 31-10-2019 01:11 PM
39

دعوة أبي حمزة المصري إلى المباهلة ..

- 39 -
الإمام ناصر محمد اليماني
09 - 03 - 1432 هـ
13 - 02 - 2011 مـ
04:38 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ



دعوة أبي حمزة المصري إلى المباهلة ..


بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الرسل من الله بالذكر وآلهم الأطهار وجميع الأبرار إلى يوم يقوم الناس لله الواحد القهار..

وقد تبيّن للمهديّ المنتظَر أنّ أبا حمزة من مصر لمن شياطين البشر الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر ليصدّوا المسلمين وكافة البشر من أن يتّبعوا الذكر فهو من ألدّ أعداء الله ورسوله والمهديّ المنتظَر، ويصدُّ عن اتّباع البيان الحقّ للذكر الليل والنهار، ويزداد إصراراً على أن يطفئ نور الله إلى كافة البشر ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره المجرمون ظهوره.

وعليه فقد قرر المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني أن يدعو أبا حمزة المصري إلى المباهلة في هذا الموقع المحايد ليكونوا شهداء بالحقّ، فلا هو موقع محمود المصري ولا موقع الإمام ناصر محمد اليماني، وإنّني المهديّ المنتظَر أشهد الله الواحد القهار وكافة الذين أظهرهم على الحوار بين المهديّ المنتظَر وأبو حمزة من مصر أني أدعو هذا الرجل إلى أن نبتهل إلى الله الواحد القهار بالدعاء؛
{ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّـهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران:61].

وأعلم أنه لن يجرؤ أبو حمزة محمود المصري ولن يجرؤ ومتأكدٌ أنه لن يجرؤ على المباهلة. وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنه ليعلم علم اليقين أنه اتخذ الشيطان ولياً من دون الرحمن ويعلمُ علم اليقين أنّ الإمام ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر لا شكّ ولا ريب كون أبو حمزة المصري من الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر، وكونه ليعلم أنه من الذين يصدّون البشر عن اتّباع الذكر المحفوظ من التحريف، وكونه ليعلم أنه من الذين يُحرّفون الكَلِم عن مواضعه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون أنه الحقّ من ربهم ولكنهم للحقّ كارهون، وهذه هي حقيقة أبي حمزة محمود المصري ولن نظلمه شيئاً، وسوف يتبيّن لكم ذلك أنّه حقاً لمن ألدِّ أعداء الله والمهديّ المنتظَر حين ترونه يتهرب من المباهلة ويرفضها أن تكون في هذا الموقع المحايد، وحتى ولو رضي أن تكون في هذا الموقع المبارك فسوف يعرقل تحقيق المباهلة ويقول أنه له شروطاً ولكن شروطه أدوسها بنعل قدمي جميعاً كون شروطه ما أنزل الله بها من سلطانٍ؛ بل ذلك تهرباً منه حتى لا تتحقق المباهلة بينه وبين المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني كونه ليعلم أنّ ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر لا شكّ ولا ريب، ولكني أتحداه بالحقّ وأقول بل تقدم للمباهلة اللفظيّة المكتوبة الليل والنهار بلفظ الدعاء أمام البشر الذين تابعوا الحوار حتى وصل إلى ثمانين صفحة.

وما هي المباهلة وخلاصتها؟ فهي أن نبتهل إلى الله بالدُعاء:
{فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّـهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}، سواء يكون الإمام ناصر محمد اليماني أو أبو حمزة محمود المصري، كونه ملعونٌ الذي تبيّن له الحقّ ولم يتّبعه ويصدّ عن اتّباعه صدوداً شديداً سواء حدثت المباهلة أو لم تحدث، أم إن الله لن يسمع المباهلة حتى تكون في شريطٍ مسجلٍ أو جهريّة؟ سبحانه! بل يعلمُ السرَّ وأخفى ويعلمُ بما في نفسي وما في نفسك يا محمود.

وليس تَهَرُبُ أبي حمزة من المباهلة سينقذه من لعنة الله وغضبه، ويعلمُ الله أني لم أظلم أبا حمزة محمود المصري شيئاً، وهو على ذلك لمن الشاهدين في نفسه أنّه اتّخذ الشيطانَ ولياً من دون الرحمن وليس بضلالٍ منه بل لأنه ليعلم أنّ الشيطان عدوٌ للرحمن، وسوف يتبيّن لكم أن ناصر محمد اليماني لم يفتِ في شأن أبي حمزة محمود المصري ظُلماً وعدواناً كونه سوف يتبيّن لكم ذلك أنّ أبا حمزة سوف يراوغ في تحقيق المباهلة ويجعل لها شروطاً من عند نفسه ما أنزل الله بها من سلطان، ولكن علماء الأمّة ليعلمون إنما المباهلة هي أن نبتهل إلى الله بالدعاء فنجعل لعنة الله على الكاذبين، فليستجب أبو حمزة إلى تحدي المباهلة بالحقّ من غير شرطٍ من عند نفسه بل لا نريد منه إلا أن يقول: تفضل يا ناصر محمد اليماني واكتب ابتهالك إلى الله بالدعاء، ومن ثم يتقدم محمود المصري ويكتب ابتهاله بالدعاء إلى الله
{ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّـهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} صدق الله العظيم. فهذه هي المباهلة، ثم نترك الحكم لله وهو أسرع الحاسبين.

وتغلق هذه الصفحة بخاتمة المباهلة بالحقّ، ولا تقل يا محمود: "أليس محمود أبوحمزة المصري جزء من هدفك يا ناصر محمد اليماني، فلماذا تريد أن تباهلني ليلعنني الله ويغضب علي ويكتبني من أصحاب الجحيم وأنت تريد تحقيق النّعيم الأكبر من نعيم الجنة رضوان الله في نفسه؟". ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى:
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّـهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴿٢٨} صدق الله العظيم [محمد].

وأقسمُ بالله العظيم أنّ الله لعنك وغضب عليك وأعدّ لك عذاباً عظيماً سواء باهلت أو تهربت فكيْف آسى على قومٍ كَافرين؟ إن يروا سبيل الحقّ لا يتخذونه سبيلاً وإن يروا سبيل الغيّ والضلال يتخذونه سبيلاً، ويتخذون من افترى على الله خليلاً؛ أولئك ملعونين أينما ثُقفوا أُخذوا وقُتِّلوا تقتيلاً ما داموا مصرِّين على أن يطفئوا نور الله، ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره على العالمين ولو كره المجرمون ظهوره إن الله لا يخلف الميعاد.

وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين ..
ألدُّ أعداء اليهود؛ الإمام الموعود ناصر محمد اليماني .
_____________

آخر تحديث: 03-11-2019 09:52 AM
40

أولو الألباب هم أصحاب العقول المتدبرة، ويتلوه البيان الحقّ في حدّ الزنى وحدِّ التغريب ..

- 40 -
الإمام ناصر محمد اليماني
11 - 03 - 1432 هـ
15 - 02 - 2011 مـ
12:59 صباحاً
ــــــــــــــــــــــــ



أولو الألباب هم أصحاب العقول المتدبرة
ويتلوه البيان الحقّ في حدّ الزنى وحدِّ التغريب ..


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{
كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩} [ص].
{
وَمَا كَانَ هَـٰذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٣٧} [يونس].
{
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَـٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ﴿٤٤} [فصلت].
{
تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦} [الجاثية].
{
فَمَالِ هَـٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} [النساء:78].
صـــــدق الله العظيم.

من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى أولي الألباب، والله الذي لا إله غيره لا يتذكر فيتبع الحقّ من ربه إلا أولو الألباب وهم أصحاب العقول المتدبرة وليسوا الإمعات الذين يتبعون آباءهم اتباع الأعمى، أفلا تتقون؟ ولم يهدِ الله من كافة الأمم في الأولين والآخرين إلا أولي الألباب، وهم الذين يتفكّرون في بصيرة الداعية فيتفكرون في قوله هل يقبله العقل والمنطق بغض النظر عمّا وجدوا عليه آباءهم، وأولئك الذين هدى الله من عباده الذين لا يحكمون على الداعية من قبل أن يسمعوا قوله ويتفكّروا في سلطان علمه هل هو الحقّ من ربّ العالمين يتقبله العقل والمنطق؟ وأولئك الذين هدى الله من عباده في الأولين والآخرين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{
الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨} صدق الله العظيم [الزمر].

ويا علماء المسلمين سألتكم بالله العظيم أن تستخدموا عقولكم التي أنعم الله بها عليكم، وأنا الإمام المهديّ أعلن التحدي للعقل والمنطق أنكم سوف تجدون العقل والمنطق لا يختلف مع الإمام ناصر محمد اليماني في شيء.

ويا أمّة الإسلام، فإذا أخبركم محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أنّ الإمام المهديّ يظهر للبيعة عند الركن اليماني في بيت الله الحرام، فهل العقل والمنطق أن يظهر لكم من قبل التصديق؟ بل لا بد أن يسبق البيعة الحوار من قبل الظهور ومن بعد التصديق أظهرُ لكم عند البيت العتيق للبيعة واستلام الخلافة، أفلا تتقون؟ وأقسمُ بالله العظيم ما اخترت الحوار من قبل الظهور عن طريق الإنترنت العالميّة من ذات نفسي وأنّه أمر من ربّ العالمين إلى الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وتلك نعمةٌ من ربّ العالمين ورحمةٌ لكم أن يحاوركم
"ن" بالقلم الصامت حتى لا تستطيعوا مقاطعتي وليس لكم إلا أن تتدبروا البيان الحقّ للذكر علكم تتقون.

ويا أمّة الإسلام، ما كان للإمام المهديّ أن يتبع أهواءكم حتى ترضوا، هيهات هيهات.. وتالله لا يستطيع الإمام المهديّ أن ينال رضوانكم جميعاً، ولستُ بأسف رضوانكم يغضب من غضب ويرضى بالحقّ من رضي الله عنه وأرضاه وهداه إلى سبيل الرشاد بسبب الاجتهاد، وليس الاجتهاد أن تقولوا على الله ما لا تعلمون وأنتم لا تزالون تضعون احتمالَ أن يكون علمكم حقّاً أو يكون باطلاً ما أنزل الله به من سلطان، وهيهات هيهات، مَنْ أفتاكم أنّ ذلك هو الاجتهاد؟ بل المُجتهد هو أن يبحث عن الحقّ بجدٍّ واجتهادٍ حتى يهديه الله إلى الحقّ بسلطان العلم الحقّ من ربّ العالمين الذي لا يحتمل الشكّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
{
وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّـهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٦٩} صدق الله العظيم [العنكبوت].

حتى إذا هداه الله إلى الصراط المستقيم بعلمٍ من الله ومن ثمّ يدعو الناس إلى سبيل الله على بصيرةٍ من ربّه لا شكّ ولا ريب. تصديقاً لقول الله تعالى:
{
قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨} صدق الله العظيم [يوسف].

فبالله يا أولي الألباب أفلا تفقهون القول:
{
أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}؟ فإن كنتم من أتباع محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فحاجّوا بالبصيرة التي كان يحاج الناس بها محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولربّما يودّ أحدكم أنْ يقول: "وما هي البصيرة بالضبط التي كان يحاج بها الناس محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟"، وسوف تجدون الجواب في انتظاركم في محكم الكتاب: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢} صدق الله العظيم [النمل].

وبما أنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني من الذين اتّبعوا محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ولذلك تجدونه يحاجّ الناس بذات البصيرة التي كان محمدٌ رسول الله يُحاج الناس بها وكان يجاهدهم بالقرآن العظيم جهاداً كبيراً تنفيذاً لأمر الله إلى عبده في محكم كتابه:
{
فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴿٥٢} صدق الله العظيم [الفرقان].

فلماذا يا قوم تريدون أن يبعث الله الإمام المهديّ ليجاهد الناس بكتاب البخاري ومسلم أو كتاب بحار الأنوار أفلا تعقلون؟ برغم أنّ الإمام المهديّ لا يكذّب ما في كتاب البخاري ومسلم الذي عند أهل السُّنة ولا ما في كتاب بحار الأنوار الذي عند الشيعة ولا بجميع الكتب التي دونت فيها من الأحاديث والروايات النبويّة إلا ما جاء مخالفاً في تلك الكتب لآيات الكتاب المحكمات في القرآن العظيم فأيُّهم أصدق بالله عليكم؟ هل من العقل والمنطق أن أصدق ما يخالف فيها لمحكم كتاب الله القرآن العظيم كلام الله المحفوظ من التحريف؟ أفلا تتقون؟ فإن وجدتم أنّ الإمام ناصر محمد اليماني ينفي حدّ الرجم للزاني المتزوج فليس لأنّ حدّ الرجم لا يوجد في القرآن العظيم بل لأني أجده جاء مخالفاً لحد الله في محكم القرآن العظيم على الزاني المتزوج أنه كذلك مائة جلدة، وبيّن الله لكم ذلك في حدّ الأمَة الزانية من بعد الزواج فلم تجدوا عليها في محكم كتاب الله إلا خمسين جلدة فكيف يكون لنظيرتها الحرّة المتزوجة رجماً بالحجارة؟ أفلا تتقون؟ وقال الله تعالى:
{
فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:25]، ومن ثمّ تعلمون أن العذاب الذي جاء في قول الله تعالى للحرة المتزوجة: {وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٨} [النور].

والعذاب هو مائة جلدة كما بيّن الله لكم في آيات بيّنات لعالمكم وجاهلكم عن حدّ الزنى إنّه كان فاحشةً وساء سبيلاً،
وليس الزنى نوعين اثنين بل الزاني هو الذي يأتي امرأة ليست حليلة له سواء يكون أعزب أو متزوجاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [النور].

فهذا هو حدّ الزنى في محكم كتاب الله آيات بينات لعالمكم وجاهلكم لعلكم تذكرون، ومن ثمّ بين الله لكم أنه يخص الزناة بشكلٍ عامٍ سواء عزّاب أم متزوجين وذلك في تفصيل حدّ الأمَة المتزوجة، فلم تجدوا أنّ عليها إلا خمسين جلدة في محكم كتاب الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {
فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:25].

ألا والله الذي لا إله غيره لو ترجعون إلى عقولكم للتفكر والتدبّر لأجابتكم فتقول: "ليس من العدل أن يتمّ رجم الزانية الحرّة رجماً بالأحجار حتى الموت برغم أن نظيرتها الأمَة المتزوجة ليس عليها إلا نصف حدّ الزنى خمسون جلدة!"، ومن ثم تعلمون أنّ الآيات في حدّ الزنى في سورة النور هُنّ حقاً آيات محكمات بينات للعالم والجاهل. تصديقاً لقول الله تعالى:
{سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [النور].

ألا والله لو يلقي إليكم الإمام المهديّ بسؤال وأقول: أفلا تفتوني من هم الزاني والزانية؟ لقلتم جميعاً بلسانٍ واحدٍ موحدٍ أنّ الزاني هو الذي يأتي الفاحشة مع امرأة ليست زوجته، والزانية هي المرأة التي تأتي الفاحشة مع رجل ليس بزوجها، ومن ثم يقول لكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني: فيا عجبي الشديد فلماذا جعلتم الزنى نوعين اثنين فجعلتم لكلّ واحدٍ منهم حداً؟ ألم يتنزل إليكم حدّ الزنى في محكم كتاب الله؟
{سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [النور].

ولربّما يودّ المحمودي الذي يجادل في آيات الله بغير علمٍ ولا هدىً ولا كتابٍ منيرٍ أن يقاطعني فيقول: "بل العجيب قولك يا ناصر محمد اليماني فكيف تجعل حدّ الزانية المتزوجة كحد العزباء التي ليست متزوجه؟ بل الحقّ هو أن نجلد العزباء بمائة جلدة والمتزوجة رجماً بالحجارة حتى الموت". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: فما ظنّك بقول الله تعالى:
{فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:25].

ومن ثم يقول المحمودي: "هذا حدّ الأمَة المتزوجة في محكم كتاب الله خمسون جلدة فقط". ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: إذاً لماذا تجعل لنظيرتها الحرّة المتزوجة رجماً بالحجارة حتى الموت برغم أنك لم تجد على نظيرتها الأمَة المتزوجة حدّ الزنى الكامل مائة جلدة؟ بل لم تجدوا أنّ الله حكم عليها إلا بخمسين جلدة نصف حدّ الزنى فكيف يكون لنظيرتها الزانية الحرّة رجماً بالحجارة حتى الموت أفلا تتقون؟ ولم أجد قتل النفس في كتاب الله إلا بنفس. تصديقاً لقول الله تعالى:
{
وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ} [الأنعام:151].

وقال الله تعالى:
{
أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا} صدق الله العظيم [المائدة:32].

ويا قوم أفلا تعلمون أنّ حدّ الزنى بمائة جلدة جاء بدلاً لحدود الزنى في قول الله تعالى: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّـهُ لَهُنَّ سَبِيلًا ﴿١٥﴾ وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّـهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [النساء].

وهنا تكلم الله عن حدّ النساء الزانيات بشكلٍ عامٍ العزباء والمتزوجة. وقال الله تعالى:
{وَاللاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلا} صدق الله العظيم، والحبس في البيوت هو أن تُحبس المرأة في بيت أهلها وتمنع من الخروج منه على الإطلاق، وكذلك المرأة المتزوجة لا يتمّ حبسها في بيت زوجها كون الله أذن له أن يطلقها، ولذلك يتمّ إخراجها إلى بيت أهلها ويتمّ حبسها في بيت أهلها فتمنع من المغادرة منه. تصديقاً لقول الله تعالى: {
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ} صدق الله العظيم [الطلاق:1].

فإذا جاءت بفاحشةٍ مبيّنةٍ فيتمّ إخراجها إلى بيت أهلها فتمكث فيه وتمنع من الخروج منه حتى يجعل الله لهن سبيلاً بالحدّ البدل، ولذلك كان حدّ الزانيات بشكل عام النساء بشكل عام متزوجات أم حرات
: {
فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّـهُ لَهُنَّ سَبِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:15].

وأما العُزاب والمتزوجون من الرجال فحدهم كذلك واحدٌ. تصديقاً لقول الله تعالى: {
وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا ۖ فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا ۗ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ﴿١٦} صدق الله العظيم [النساء].

فتجدون أنّ حدّ الزاني الأعزب والمتزوج ليس إلا أذى بالكلام الجارح والإعراض عنه وعدم الأكل معه أو ردّ السلام عليه:
{فَإِنْ تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَحِيمًا} صدق الله العظيم، ومن ثم جاء الحدّ البدل للزناة بشكل عام سواء عُزاب أو متزوجين مائة جلدة. تصديقاً لقول الله تعالى: {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [النور].

ومن ثم أمركم الله أن تجلدوا الأَمَة العزباء أو المتزوجة بنصف حدّ الزنى خمسون جلدة. تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:25].

ولكنكم قوم تجهلون، فكيف تظنون أن ناصر محمد اليماني ينكر حدّ الرجم بسبب أنه غير موجود في الكتاب؟ كلا وربي بل لأنه مخالفٌ لحدِّ الزنى في محكم الكتاب، أفلا تتقون؟ وإنما يريدُ أعداء الله أن يشوِّهوا دينكم فيقولون: "كم المسلمين هؤلاء أجلاف! فكيف أنهم يرجمون الزاني بالحجارة حتى الموت أليس كان من المفروض أن يكون هناك حدّ رادع ليمنع الزنى وليس رجماً بالحجارة حتى الموت؟".

بل الأعجب من ذلك هو حدّ التغريب المُفترى من عند غير الله الذي تتبعوه أن تُغرَّب المرأة عن الديار عام. وجاء ذلك الافتراء معاكس لقول الله تعالى:
{فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّـهُ لَهُنَّ سَبِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:15]، وإنما يريدون أن تأخذ المرأة حريتها أفلا تعقلون؟ وتالله إنكم لتتبعون ما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم وتحسبون أنكم على شيء وأنتم لستم على شيء حتى تتبعوا ما أنزل إليكم من ربّكم في محكم كتابه إن كنتم مؤمنين.

ويا أيها المحمودي لربما تكون أبو حمزة تحت مسمى آخر ولكن لا يهم ذلك سواء تكون أبو حمزة أو غيره بل يهمني أن أعظك أن تُحاجني بعلم من الله إن كنتم من علماء الأمّة أو تذر الدفاع عن حياض الدين لعلماء الأمّة، فإن وجدتهم أقاموا الحجّة من القرآن العظيم على الإمام ناصر محمد اليماني في مسألةٍ واحدةٍ فقط وغلبهم علماء الإمام ناصر محمد اليماني في 99% فلا تتبّع ناصر محمد اليماني حتى ولو غلب كافة علماء الأمّة في جميع مسائل الدين من القرآن العظيم إلا مسألة غُلب فيها الإمام ناصر محمد اليماني من القرآن العظيم، فأصبح ليس هو الإمام المهديّ وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأن جدّي محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال لي في الرؤيا الحقّ:
[وما جادلك أحد من القرآن إلا غلبته]، وقال في أخرى: [وإنك المهديّ المنتظَر وما جادلك عالم من القرآن إلا غلبته]. انتهى.

إذاً يا قوم بما أنّ الرؤيا لا ينبغي لكم أن تبنوا عليها أحكاماً شرعيّة للأمّة فلا بد أن يُصدقني ربي الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي، فتجدون أن ناصر محمد اليماني قد أصدقه الله الرؤيا بالحقّ فلا يجادله عالِم ولا جاهل من القرآن العظيم إلا كان الإمام ناصر محمد اليماني هو المهيمن بسلطان العلم من ربّ العالمين يستنبطه من محكم القرآن العظيم وذلك بيني وبينكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر، وما كان للإمام المهديّ الحقّ من ربّكم أن يبعثه الله مُتّبعا لأهوائكم! إذاً لضللت مثلكم وما أنا من المهتدين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{
قُل لَّا أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ ۙ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:56].

كونكم تتبعون الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً وتحسبون أنكم على شيء! فلستم على شيء حتى تقيموا هذا القرآن العظيم وسنَّة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم كتاب الله إن كنتم مؤمنين، كون السُّنة النبويّة الحقّ إنما تزيد آيات في القرآن شرحاً وبياناً للمتقين، ولكن حين يأتي الحديث في السُّنة النبويّة مخالفاً لحديث الله في محكم كتابه فاعلموا أنّ ذلك الحديث جاءكم من عند غير الله كون قرآنه وبيانه من عند الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ﴿١٧﴾ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

إذاً يا قوم إنّ قرآنه وأحاديث بيانه في السُّنة النبويّة جميعهم من عند الله وما ينطق عن الهوى في الدين عليه الصلاة والسلام، إذاً ما كان في أحاديث بيانه جاء مخالف لمحكم قرآنه فاعلموا أنّه حديث مفترى من عند غير الله كون أحاديث بيانه ليست محفوظة من التحريف والتزييف، ولذلك علمكم الله أنّ ما وجدتم من أحاديث بيانه جاء مخالف لمحكم قرآنه فاعلموا أنه حديث لم يقله محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - تصديقاً لناموس الكتاب لكشف الأحاديث المكذوبة عن النبي؛ تصديقاً لقول الله تعالى:
{مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

ويا قوم إنما أحكم بينكم بما أنزل الله في محكم كتابه كون الله هو الحكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{
وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿١٠} صدق الله العظيم [الشورى].

وإنما نستنبط لكم حكم الله بالحقّ من محكم كتابه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [المائدة]، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..

وأما المباهلة يا محمودي، فجادلني حتى يتبيّن لي هل أنت من شياطين البشر المغضوب عليهم ومن ثم نباهلك بالحقّ، أو يتبيّن لنا أنّك من الضالّين وهم يحسبون أنّهم يحسنون صنعاً، ثم يجعل الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني المباهلة على نفسه حصرياً حرصاً على المحمودي كونه لا يعلم أنّي الإمام المهديّ المبعوث الحقّ من ربه لنهدي الناس بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد.

وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين ..
الإمام الحكم بما أنزل الله في محكم القرآن العظيم؛ المهديّ ناصر محمد اليماني .
_______________

آخر تحديث: 03-11-2019 02:26 PM