تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على الأخت أمّة الرحمن فلا تربطي إيمانكِ بأمري بإيمان الناس فتكوني إمعةً إن أحسن الناس أحسنتِ وإن أساءوا أسأتِ



Admin
13-03-2013, 10:56 PM
- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
21 - 06 - 1428 هـ
07 - 07 - 2007 مـ
12:32 صـباحاً
ـــــــــــــــــــــــ


الرد على الأخت أمّة الرحمن: فلا تربطي إيمانكِ بأمري بإيمان الناس فتكوني إمعةً إن أحسن الناس أحسنتِ وإن أساءوا أسأتِ ..







حبيبة الرحمن
07-03-2007, 10:25 pm
أريد أن أعلم !!!
دخلتَ إلى منتدىً أشترك به ، وأدخلتَ كلماتك المُتكررة في كلِّ منتدى ، وبعد عدة ساعات حُذفت مُشاركتك من منتداي ، فمن أنت ؟ من أنت حتى يهاب الجميع الرد عليك؟ إن كنتَ حقاً المهديّ المنتظَر فلم تحاول إقناعنا عبر النت ، لن تستفيد شيئاً اذهب إلى محطَّات التلفاز وأخبرهم بما يجول في خاطرك وألجمهم بمحاوراتك البحتة ، ألجمهم بمناوراتك وإن أجمع علماء الدين والفقهاء أنك المهدي وقتها سيصدقك الجميع أنتظر ردكبسم الله الرحمن الرحيم ، وسلام ٌعلى المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين وفي الآخرين وفي الملَإِ الأعلى إلى يوم الدين، ثمّ أمّا بعد..

أختي أمة الرحمن، وأرجو من الله أن تكوني حقاً (حبيبة الرحمن) كما تُسمين نفسكِ، ولسوف أُعلمك بشيءٍ فتعلمين من خلاله هل أنتِ حبيبة الرحمن حقاً؟ أي هل الله يُحبّك؟ فإن كنتِ تحبين الله فاتبعي الحقّ يحببكِ الله ويغفر لك ذنوبكِ ويقبل عملكِ ويصلح بالكِ ولا تتّبعي السُّبل فتفرّق بك عن السبيل الحقّ والحقّ واحدٌ وطريق الحقّ واحدٌ، فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟ وأنصحك أن لا تربطي إيمانك بأمري حتى إذا صدّقني علماء الأمّة ولم يجعل الله حُجته عليكِ بأنكِ لا تُصدقين بالحقّ حتى تنظري هل صدقني الكثير وكذبني القليل، بل دائما الحقّ لا يُصدقهُ بادئ الرأي إلا القليل صفوة من عباد الله الأخيار، والكثير من الناس يكونون مُنكرين للحقّ حين يأتيهم. وقال الله تعالى: {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ} صدق الله العظيم [الأنعام:116].

فلا تربطي إيمانكِ بأمري بإيمان الناس فتكوني إمّعةً إن أحسن الناس أحسنتِ وإن أساءوا أسأتِ فلن يُغنوا عنكِ من الله شيئاً؛ بل كوني من أولي الألباب الذين قال الله عنهم: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} [الزمر:18].

ومن خلال هذه الآية تعلمين بأنّ الله يدعوكِ أن تستخدمي عقلك فتكونين من الباحثين عن الحقيقة فتنظرين إلى بيان ناصر اليماني الذي يقول بأنّه هو المهديّ المنتظَر وتنظرين إلى بيان القُرآن من أصحاب التفاسير بالظنّ اجتهاداً منهم ومن ثم يقول: "هذا والله أعلمُ قد أكون مُخطئاً وقد أكون مُصيباً". فأقول: سبحان الله! وهل تعلم بأنك حين تقول إن تأويل هذه الآية كذا وكذا بأنك تُنبئ الناس بالمعنى لكلام الله والمقصود في نفس الله من قوله؟ فإذا لم يكن ذلك في نفس الله فقد أصبحت تقول على الله غير الحق، فما هو موقفك بين يدي الله أيها العالم الذي يقول على الله ما لا يعلم؟ وأُحذِّر جميع عُلماء المُسلمين من تأويل كلام الله بالّظن والاجتهاد وذلك من أمر الشيطان وليس من أمر الرحمن. وقال الله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿168﴾إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿169﴾} [البقرة].

بل حُرّم ذلك على المؤمنين. وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الحقّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف:33].

فلو تنظرين يا أمة الرحمن بين البيان للقُرآن ذي البُرهان والسلطان من نفس القُرآن وبين البيان للقرآن بالظنّ والاجتهاد الذي ما أنزل الله به من سُلطان فلسوف تجدين بأنّ الفرق كما الفرق بين الحقّ والباطل ويُدرك ذلك أهل اللُب والبصيرة الذين يتدبرون آيات ربهم، أما أن يذكركِ أحد علماء الأمّة بتأويل آية ما في القُرآن العظيم فتَخُرِّي لهذا التأويل الذي لم يأتِ لهُ المُفسر بالبرهان الواضح والبين من القُرآن فإذا كنتِ طالبة علم فسوف يضلك هذا المُفسر عن الصراط المُستقيم، بل أمرك الله أن لا تَخرّي إلا للحقّ حتى تدعي إلى سبيل ربك على علمٍ وبصيرةٍ فلا تكوني عمياء فتتبعي التفسير من غير تفكيرٍ فيضلك عن سبيل الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا} [الفرقان:73].

بل انظري هل هذا التأويل حقّ وله بُرهان واضح من القرآن أم أنّهُ قولٌ بالظنّ؟ فاعلمي بأنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الحقّ شيئاً} صدق الله العظيم [يونس:36].

وقد يودّ أحدٌ أن يُقاطعني فيقول: "إن الله يُخاطب الكفار بقوله: {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا}". فنقول: كلا إنما يُخاطب من آمن بالله فيذكِّرهم بما حرّم الله عليهم، ولا أجد في القرآن العظيم بأنّ الخَرَّ هو الكُفر؛ بل هو السجود، ويُخاطب بالذات علماء الأمّة أن لا يخرّوا للتفاسير فيعلِّمون بها المُسلمين وعامتهم ظناً منهم أنه تفسيرٌ حقٌّ.
ولكن وهل إذا كان باطلاً أيها العالم فإنك تُعلم الناس باطلاً وليس الحقّ بسبب أنك خَرَرْت لتفسيرٍ بدون تفكيرٍ وكأنّ ذلك المُفسر لا ينطقُ عن الهوى وما قاله حقّ؟ كلا فلا تكون أعمى أصمّاً فلا تستخدم عقلك؛ هل لهذا التأويل برهانٌ واضحٌ من القُرآن حتى أعلمُ الناس به أم أنهُ معدوم البُرهان والسُلطان؟ وهنا تعلم بأنه من أمر الشيطان أن تقول على الله ما لا تعلم فتجتنبه.

وتدبروا قول الله تعالى مرةً أخرى تجدوه يُخاطبكم أنتم يا معشر المؤمنين. قال تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بالحقّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ﴿68﴾يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ﴿69﴾إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ﴿70﴾وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ﴿71﴾وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴿72﴾وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا ﴿73﴾وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴿74﴾أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ﴿75﴾خَالِدِينَ فِيهَا ۚ حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴿76﴾قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ ۖ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا ﴿77﴾} صدق الله العظيم [الفرقان]، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

وأما سؤال أمة الرحمن: لماذا لا أظهر لعلماء الأمّة للحوار فألجمهم؟ والجواب على أختي الطيبة المُباركة الباحثة عن الحقيقة، وقالت: أريد أن أعلم، فنقول لها قول الله {ن وَالْقَلَمِ} وأنا {ن} أدعو الناس بالقلم قبل الظهور وليس بالتكليم المُباشر حتى إذا صدّقوا بأمري ظهرتُ لهم للمُبايعة عند الرُكن اليماني، أم تظنين بأنّ المهديّ يظهر للناس عند الرُكن اليماني فيقول: أنا المهدي فيقولون على الرحب والسعة فيقومون لمُبايعته! بل سوف ينقضون عليه ليبسطوه أرضاً فيقيه الله ما مكروا ثم يُدمرهم تدميراً، إذاً الحكمة ما ترين بأني أفعله؛ أخاطبهم عبر هذا الجهاز العالميّ وتلقّيتُ ذلك الأمر من ربّي في رؤيا، والرؤيا يخُص حُكمها صاحبَها ولا يُبنى عليها حُكمٌ شرعيٌّ للمُسلمين لأنّ فلان رأى رؤيا وكفى بالمرء أن يوعظ في منامه، ولا ينبغي لي الظهور إلا عند الرُكن اليماني إلا في حالةٍ واحدةٍ، إذا أحد زُعماء الأمّة قال اظهر لاستلام الراية فلا ينبغي لي الاختفاء حتى ولو كان يكذب علينا ويريد لي السوء فما يدريني بصدقه وكذبه ولكني أعلم الحقّ لقوله تعالى: {وَإِن يُرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ} [الأنفال:62].

وأما استغرابكِ من علماء الأمّة لماذا هم صامتون من الذين اطّلعوا على أمري في المُنتديات الإسلاميّة فلا هم كذّبوا ولا هم صدّقوا فاسأليهم هم لعلهم يأتونكِ بالجواب فنستفيد ونعلم ما السبب! وليست المُغامرة لمن اتّبع الداعي إلى الصراط المُستقيم بعلم وهُدًى وكتاب مُنير؛ بل المُغامرة لمن اتّبع الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، فإذا كان باطلاً فقد هوى وإذا كان حقاً فقد نجى، إذاً هذه هي المُغامرة وليس دخولكِ مُوقعنا مُغامرةً بل باحثةً عن الحقيقة واستمعي القول واتّبعي أحسنه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أخوكِ الإمام ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ

Admin
13-03-2013, 10:58 PM
- 2 -
الإمام المهديّ ناصر محمّد اليمانيّ
22 - جُمادى الآخرة - 1428 هـ
07 - 07 - 2007 مـ
10:16 مسـاءً
(بحسب التقويم الرّسمي لأمّ القرى)
ـــــــــــــــــــــــ


يا أَمَة الرّحمن قد جعل الله بُرهان الإمامة في القرآن ..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، أمّا بعد..
يا أَمة الله، إذا كُنتِ طالبة علمٍ فتدبري جميع خطاباتي تعلمين الكثير ولا يزال لدينا الأكثر، وإذا مررتِ بموضوع لم تفهميه فسوف نزيدُك علمًا بإذن الله ولك منا البُرهان والسُلطان من حديث الرحمن وكفى به بُرهانًا. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَبِأَىِّ حَدِيثِۭ بَعْدَهُۥ يُؤْمِنُونَ ‎﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [المرسلات:50].

ثم اعلمي بأنَّ التواريخ حسب يوم وشهر السّنة الشمسيّة في ذاتِ الشمس، فلا تظُني بأنّ اليوم الذي أُنذر الناس منه قد انقضى؛ بل نحن فيه منذ غرّة هلال ربيعٍ الأول بالقمر لعام 1426 هجريّة الموافق الجُمعة ثمانية إبريل 2005، ولا نزال في هذا اليوم الشمسيّ فلا تَفتِنك التواريخ التي لا تحيطين بها علمًا! فإذا وجدتِ لديك اللهفة لطلب العلم فسوف تفهمين البيان الحقّ للقرآن وتؤمنين بأنه حقًا الشمسُ والقمرُ بحُسبان ويعتمد عليها تاريخ القرآن وأسرارهُ في البيان من نفس القرآن، ولا ينبغي لي أن أستنبط البيان الحقّ للقرآن من غير القرآن، وأضربُ لك على ذلك مثلًا سُؤال افتراضي منكِ:

ســ - أمةُ الرحمن: هل خَلَقنا الله لنُحبّه فنعبُده كما ينبغي أن يُعبد؟ أم أنّهُ خلقنا من أجل نِعَم الدُنيا؟ أم أنّه خلقنا من أجل أن يُدخلنا جنّةًٌ عرضُها السّموات والأرض؟ أم أنّه خلقنا ليُلقي بنا في نار جهنم؟

جــ - إليكِ الجوابُ مِن الكتاب بالقولِ الفصلِ وما هُو بالهَزل يفهمُه أهلُ العقول، وكُوني كَمريم البتول فَتبتّلي إلى ربك تبتيلًا واذكري الله كثيرًا وتقرّبي إليه بِصالح الأعمال رغبةً في رضوان نفسه، ولا تتخذي رضوان الله وسيلةًً لتحقيقِ الغاية الجنةَ (النّعيمَ الأصغر)! فإذا كنت تُحبين الله وأحبّك الله وقَرّبك فسوف تكتشفين نعيمًا أكبر من الجنة التي عرضها كعرض السموات والأرض وليس نعيمًا ماديًا؛ بل هو أكبر من نعيم المُلك والمَلَكوت كُله؛ وذلك هو اسمُ الله الأعظم؛ حقيقة رضوان نفس الله على عِباده، وقد بيَّن الله في القُرآن بأنّ نعيم رضوان نَفسه تعالى على عِباده هو النعيم الأعظم من الجنة. وقال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} ‏صدق الله العظيم [التوبه:72].

فَهل علمتِ يا أختي بأنّ رضوان الله نعيمٌ أعظمُ من الجنة وذلك هو اسم الله الأعظم، ولكن للأسف فإنّ كثيرًا من الذين لا يعلمون يظنّون بأنّ اسم الله الأعظم أنّه اسمٌ أكبَر من أسمائه الحُسنى التسعة وتسعين اسمًا! فلا يجوز ذلك؛ بل ذلك إلحادٌ في أسماء الله وجميعها لله الواحد القهار، فكيف يكون اسمًا أعظمَ من اسم وهو واحدٌ أحدٌ؟ ولكن للأسف بعض العُلماء ظنّ بأن الاسم الأعظم أنّه أعظم من أسماء الله الأخرى سبحانه وتعالى علوًا كبيرًا، وسَبب ظنّهم بذلك ما جاء في الحديث (اسم الله الأعظم) فظَنوا أنّهُ اسمًا أعظمَ من أسمائِه الأخرى؛ بل يقصد بالأعظم أي أنهُ نعيمٌ أعظم من نعيم الجنة كما أثبتنا ذلك من القُرآن العظيم الذي ذكر بأنّ رضوان الله على عباده أعظم من نعيم الجنة، وذلك في قول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} ‏صدق الله العظيم، إي وربي إنّه نعيم أعظم من نعيم الجنة، ولذلك خلقكم يا معشر الإنس والجنّ وذلك هو النعيم الذي سوف تُسألون عنهُ يا مَن ألهاكم عنه التكاثر حتى زُرتم المقابر. تصديقًا لقول الله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ﴿1﴾حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ﴿2﴾كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿3﴾ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴿4﴾كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴿5﴾لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ﴿6﴾ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴿7﴾ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم﴿8﴾} صدق الله العظيم [التكاثر].

وذلك النعيم الذي سوف يحاسبكم عليه الله هو الهدفُ الذي خلقكم من أجله لتعبدوا ربّكم فتبتغون إليه الوسيلة لرضوان نفسه عليكم وتلك هي العبادة الحقّ، ولم أجد في القرآن العظيم بأنّ الله خلقكم من أجل نعيم الدُنيا ولا من أجل نعيم الآخرة؛ بل أجد في القُرآن العظيم بأنّ الله خلق نعمهُ ونعيمه في الدُنيا والأخرة من أجلكم وخلقكم من أجله تعالى. تصديقًا لقوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الذاريات:56].

فكيف يظنّ الذين يقولون على الله ما لا يعلمون بأنّ النعيم الذي سوف يسألهم الله عنه أنّهُ نِعَمُ الدُنيا؟ فهل هم التهوا عنها؟ بل هي أَلهتهم عن النعيم الحقّ الهدف الذي خُلقوا من أجله فألهاهم التكاثر بزينة الحياة الدنيا عنهُ وعن الشيء الذي التهوا عنه سوف يُسألون، فهل أوجدكم الله في هذه الحياة إلا ليبلوكم أيكم أحسن عملًا؛ عبادة لله ربّ العالمين؟ فكم قتلتم القُرآن تقتيلاً يا من تقولون التأويل بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً! فكيف تُلهيكم الدنيا ثم يسألكم عنها؟ وهل خلقكم من أجل الدُنيا وكأنها الغاية التي خلقكم الله من أجلها ولأنكم التهيتم عنها سوف يسألكم؟! بل هي التي غرّتكم وألهتكم عن الحقّ لو كنتم تعلمون، فاعلموا بأنّ الله سوف يسألكم عن الشيء الذي ألهاكم عنه التكاثر. وهو ما جاء في قوله تعالى: {وَمَاخَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} صدق الله العظيم.

واسم الله الأعظم هو ( النعيــــم الأعظـــــم ) وذلك هو حقيقة لرضوان نَفس ربكم عليكم فيُمدّكم بروحٍ منه وذلك رضوان نفسه عليكم. تصديقًا لقول الله تعالى: {لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المجادلة].

بل ذلك هو الرَّوح والريحان في القُرآن العظيم وليس نعيمًا ماديًا بل نعيمٌ روحي، ريحان القلوب ونعيمها الأعظم حُبّ الله وقُربه ينال بحُبه وقربه أحبابه وهم عباده المُقربون. تصديقًا لقول الله تعالى: {فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90) فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسم رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96)} صدق الله العظيم [الواقعة].

وأُقسم بالله العلي العظيم إذا كنتِ من أحباب الرحمن حقًا كما تُسمين نفسكِ فلن تُكذِّبي بأمري أبدًا، وإن لم تكوني حبيبة الرحمن حقًا فسوف تكذبين أو تكوني مُذبذبةً لا تكذبين ولا تُصدقين فلن يفقه هذا الخطاب إلا من علِم بحقيقة الرَّوح والريحان وليس ذلك نعيمًا ماديًا؛ بل هو نعيمٌ أعظم من جنة النعيم لذلك ذكره الله قبل جنة النعيم المادية أعظم الجنان نعيمًا وهو أعظم منها في القلب المؤمن، وأكرر ليس اسم الله الأعظم نعيمًا ماديًا بل رَوح ريحان القلوب نعيمُها الأعظم. وقال الله تعالى: {فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ(89)} صدق الله العظيم، إذًا ليس نعيمًا ماديًا بل نعيمٌ في القلوب انعكاسًا لرضوان نَفس ربهم عليهم، بل ذلك هو المزيد المذكور في القرآن العظيم في قوله تعالى: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴿31﴾هَٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴿32﴾مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ﴿33﴾ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴿34﴾لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴿35﴾} صدق الله العظيم [ق].

ولا أظن حُبّ الله والمادة يجتمعان في قلوب عباده أبدًا، فإمّا أن تعبد الله لأنك تحبه أو تعبده لتتخذ رضوان نفسه وسيلةً لكي يقيك من ناره ويدخلك جنته، ولكنك اتخذت النعيم الأعظم وسيلةً لتحقيق النعيم الأصغر منه وسوف تنال رضوان الله ولكنكم لا تنالون حبه، والحبّ هو أعلى درجات الرضوان لو كنتم تعلمون.

ولم يَجعلني الله شافعيًّا ولا زيديًّا ولا شيعيًّا ولا حنبليًّا ولا مالكيًّا ولا أنتمي لأيّ مذهبٍ فأنحاز إليه وأتلقى العلم من كُتيبات أئمته؛ بل أخاطبكم من حديث ربي وربكم أم تريدونني آتي بحديثٍ غيره من كُتيباتكم؟ فبأي حديثٍ بعده تؤمنون يا معشر المُسلمين؟ فهل أنتم مُصدقون؟ ما لم فإني أبشركم بعذابِ يومٍ عقيمٍ، وأقسم بالله العلي العظيم بأنّ أعظم كُفرٍ في الكتاب هو الكُفر بالمهديّ المنتظَر، فهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنه يُبيّن للناس حقيقة اسم الله الأعظم، السّر الذي خلقهم الله من أجله فهو يدعوهم ليعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد ومن كفر بأمره فقد كفر بحقيقة رضوان الله في نفسه على عباده، ومن كفر بحقيقة رضوان الله فقد نال غضب الله ومقته، فهل يستويان مثلًا من نال غضبًا من الله ممن نال حُبّه وقربه ورضوان نفسه؟.

فما خطبكم يا معشر المسلمين لا تُصدقونني؟ فهل ترونني أدعوكم إلى ضلالةٍ ولا أهديكم إلى صراط العزيز الحميد؟ فسوف يحكم الله بيني وبينكم، فهل ترون أمَة الرحمن قد ربطت إيمانها بأمري بإيمانكم بشأني؟ إذًا جميع المسلمين في ذمتكم يا علماء الأمّة صدقوني، ما لم فلا تلوموا إلا أنفسكم، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

أخوكم الإمام ناصر محمّد اليماني مواليد 1969 مـ
ـــــــــــــــــــــ