المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على أخي المبايع المصري بالحقّ وكل من أراد الحقّ



Admin
31-03-2010, 04:29 AM
- 1 -
الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
17 - 05 - 1430 هـ
12 - 05 - 2009 مـ
03:07 صباحاً
ـــــــــــــــــ


الرد على أخي المبايع المصري بالحقّ وكل من أراد الحقّ ..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين، السلام علينا وعلى جميع عباد الله الصالحين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين..

ويا معشر الباحثين عن الحقّ، أُشهدُ لله بالحقّ أنّ الله أرحم بكم من آبائكم ومن أمّهاتكم وأبنائكم وإخوانكم؛ بل أرحم بكم من محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأرحم بكم من الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني. وسبب عذابكم لأنكم ترجون الرحمة ممن هم أدنى رحمة من الله فيشفعون لكم بين يدي أرحم الراحمين، أفلا تتقون؟

ويا أيها المبايع المصري، إني أراك تحاجّني ببياني وكأنّي قلت لكم إنّي سوف أتقدم بين يدي الله وأقول: أنا لها، أنا لها. فأطلب من الله الشفاعة! أفلا تتقِ الله أخي الكريم؟ ولماذا لا تُبصر الحقّ والمقصود؟ فتعال لأزيدك علماً بالحقّ، وأشهدُ أنّي لم أجدْ في الكتاب أرحم من محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بالناس، ولا أعلم بمن هو أرحم من محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلا الله أرحم الراحمين، ونظرت إلى رحمة محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بالناس فوجدته كاد أن يذهب نفسه حسراتٍ على الناس من شدة الأسى والتأسف عليهم. وقال الله تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

وتصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ} صدق الله العظيم [فاطر:8].

وتصديقاً لقول الله تعالى: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

فزاده الله عتاباً، وقال الله تعالى: {طه ﴿١﴾ مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [طه].

ولكن محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - استمَرَّ في التحسر على الناس ويكاد أن يذهب نفسه عليهم حسرات بسبب عدم إيمانهم بالحقّ، ولذلك يتحسّر عليهم لأنّ الله سوف يعذبهم ويريد أن ينقذهم بالتصديق، فأعرضوا ثم حرص عليهم واستغفر لهم، فردّ الله عليه بالحقّ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿٨٠﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

وأوجِّه لك سؤالاً ولجميع الباحثين عن الحقّ: أليس التقدم بين يدي الله يوم القيامة طالباً الشفاعة بمعنى أنّه يرجو من الله أن يغفر للذين كفروا؟ فإذاً لا يجوز لمحمدٍ رسول الله والمؤمنين في الدنيا أن يستغفروا الله فيرجون منه أن يغفر للذين كفروا فكيف يجوز لهم ذلك يوم القيامة؟ وقال الله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَن يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿١١٣﴾} صدق الله العظيم، [التوبة].

وهل تعلمون يا معشر الباحثين عن الحقّ أنّ الله ينزع الرحمة من قلوب جميع المتقين يوم القيامة حتى لا يرحموا أصحاب الجحيم؟ وقال الله تعالى: {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّـهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٥٠﴾ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} صدق الله العظيم [الأعراف:50-51].

وذلك حتى لا يأسَوْا على أهليهم في النار شيئاً ولا يحزنوا عليهم شيئاً. وقال الله تعالى: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ﴿٣٤﴾ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ﴿٣٥﴾ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [المطففين].

ولو لم ينزع الله الرحمة من قلوب كافة الأنبياء والمرسلين وكافة عباد الله المتقين لحزنوا حزناً شديداً على أهاليهم ولما استمتعوا بالجنة شيئاً لأنهم في حزنٍ على أهاليهم، ولكنّ الله نزع الرحمة من قلوب المتقين نحو أهل النار فتجدونهم يضحكون منهم وليسوا محزونين عليهم شيئاً كما كانوا محزونين عليهم في الدنيا، وكذلك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني كذلك ينزع الله من قلبه الرحمة بالكافرين يوم القيامة حتى ولو كانوا من المقربين، فتصور الآن أيّها المبايع المصري لو أنّ أباك في النار وأنت في الجنة فهل تراك سوف تنعم في الجنة وفي قلبك أسى وحزن وحسرة على أبيك؟ كلا لن تكون سعيداً وسوف تظلّ حزيناً على أبيك لو كان ولا قدر الله في النار، ولذلك ينزع الله الرحمة من قلوب المتقين وكأنهم لا يعرفون آباءهم ولا أمهاتهم ولا إخوانهم ولا عشيرتهم برغم أنهم يبصرونهم ويعرفونهم ولكنْ وكأنهم لا يعرفونهم وكأنّ لا أنساب بينهم من قبل بين المتقين والكافرين، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ ﴿١٠١﴾ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿١٠٢﴾ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

ولذلك تجدون أصحاب الجنة قلوبهم جعلها الله كمثل قلوب خزنة جهنم لا يرحمون المعذَّبين في نار جهنم وذلك حتى يكون أصحاب الجنة سُعداء وليس في قلوبهم حزنٌ ولا أسى على أحدٍ من الكافرين. وأقسمُ بالله العظيم لو لم ينزع الله من قلوبكم الرحمة يوم القيامة تجاه الكافرين من أصحاب النار لتعذبتم في أنفسكم عذاباً عظيماً، فانظروا إلى حال محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو في الدنيا يكاد أن يذهب نفسه عليهم حسراتٍ من قبل أن يراهم في العذاب؛ بل وهو يرى الكافرين مسرورين فرحين وبرغم ذلك يكاد أن يذهب نفسه عليهم حسرات، فكيف بحسرته يوم يراهم في جهنم يصطرخون فيها! تصديقاً لقول الله تعالى: {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ ۖ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [فاطر].

ولكنك تجده يوم القيامة يخاصمهم ويقيم عليهم الحجّة بين يدي ربّهم أنه بلّغهم وأنذرهم. وقال الله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ﴿٣٠﴾ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

وكذلك الرحمة تُنزع من قلب محمدٍ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يوم القيامة على الكافرين ويقيم عليهم الحجّة ويشهد أنّه بلّغهم وحذَّرهم فأعرضوا عن الحقّ من ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {المص ﴿١﴾ كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ اتَّبِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ ۗ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴿٣﴾ وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ ﴿٤﴾ فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا إِلَّا أَن قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿٥﴾ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ﴿٦﴾ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِم بِعِلْمٍ ۖ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ ﴿٧﴾ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ۚ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٨﴾ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

ألا والله لو تُركت الرحمة في قلب محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كما كان في الدنيا لكان من أشدِّ الناس عذاباً في نفسه حسرةً على الكافرين من أصحاب النار، ولكن الله لم ينزع الرحمة من قلب محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - والمتقين تجاه بعضهم بعضاً؛ بل قال الله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ ۖ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّـهُ ۖ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٤٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

بمعنى أن الرحمة لن تُنزع من قلوب المتقين تجاه بعضهم بعضاً، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

ولكنكم تجدونهم لا يرحمون الكفار شيئاً؛ بل يضحكون منهم ولم يحزنوا عليهم شيئاً، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ﴿٣٤﴾ عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ﴿٣٥﴾ هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [المطففين].

ولذلك تجدون أصحاب الجنة حين يستغيث أصحاب النار لا يرحموهم شيئاً. وقال أصحاب النار لأصحاب الجنة: {وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّـهُ ۚ قَالُوا إِنَّ اللَّـهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٥٠﴾ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا} صدق الله العظيم [الأعراف:50-51].

ولو لم يفعل الله ذلك فما ظنّكم بعظيم حزنكم على أقربائكم وأولادكم وآبائكم وإخوانكم لو كانوا من أصحاب الجحيم؟ وما ظنّكم بحزن إبراهيم على أبيه آزر الذي كان من الكافرين؟ وكذلك الإمام المهديّ ينزع الله من قلبه الرحمة يوم الدين بالكافرين، ولكن لماذا حرَّم على نفسه جنة النعيم؟ إنه ليس رحمة بالناس؛ بل لأني أعلمُ من الله ما لا تعلمون، ويا قوم قد علمتم بعظيم حسرة محمد رسول الله أرحم عبدٍ في خلق الله أجمعين فما ظنّكم بحسرة ربّ العالمين الذي هو أرحم بعباده من محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ الله أرحم الراحمين؟ ولكنكم لا تعلمون ما يقوله الله في نفسه فور هلاك عباده الذين كذبوا برسل ربهم فأهلكهم وقال الله تعالى: {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْتُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ﴿٢٧﴾ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

ولماذا لا يتحسر الله على عباده وهو أرحم الراحمين؟ ولكن الذي أغضب الله منهم هو يأسهم من رحمته فهم منها مبلسون حين يرون العذاب الأليم، وقد علمتم الآن أنّ الله يتحسر على عباده بعد أن يهلكهم في الدنيا بسبب تكذيبهم برسل ربهم وكذلك يوم القيامة، فالعبد الخبير بالرحمن المذكور في القرآن في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان:59]؛ يفتيكم عن حال ربكم أرحم الراحمين أنه ليس بسعيدٍ ويتحسر على عباده في نفسه ولكنهم من رحمته يائسون، ويتوسل أصحاب النار إلى الملائكة أن يدعوا الله أن يُخفف عنهم يوماً واحداً من العذاب، وأفتتهم الملائكة أنْ يدعوا ربهم فليس ممنوع الدعاء للربّ يوم القيامة. وقال الله تعالى: {وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ ﴿٤١﴾ تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّـهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ ﴿٤٢﴾ لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّـهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ﴿٤٣﴾ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴿٤٤﴾ فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ ﴿٤٧﴾ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّـهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ ﴿٤٨﴾ وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗوَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

فانظروا لقوله: {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ} صدق الله العظيم، وذلك لأنّكم وجدتموهم بدل أن يدعوا الله أن يرحمهم فتجدونهم يلتمسون الرحمة عند الملائكة الذين هم أدنى رحمةً من الله فيتوسلون إليهم أن يدعوا الله أن يخفف عنهم يوماً واحداً من العذاب، ولكن الملائكة أجابوهم بالحقّ وقالوا: {قَالُوا فَادْعُوا}، أي ادعوا ربكم فهو أرحم بكم من ملائكته، ولكن الكفار لم يفطنوا ولذلك يدعون عباده من دونه لكي يدعوا ربهم أن يخفف عنهم يوماً من العذاب، وذلك هو الضلال والشرك بالله أن يدعوا غير الله فيرجون منهم أن يدعوا الله أن يرحمهم؛ أولئك يئسوا من روح الله الذي وسِع كل شيء رحمةً وعلماً وهو أرحم الراحمين، ولم يعرفوا ربّهم ولم يقدروه حقّ قدره فيعلموا أنّه أرحم الراحمين، ولذلك تجدونهم يلتمسون الرحمة عند من هم أدنى رحمةً من أرحم الراحمين، وما دعاء الكافرين إلا في ضلال بسبب البحث عن الرحمة عند عباده من دونه ليدعوا ربهم؛ فجعلوا بينهم وبين الله وسيطاً وأشركوا بالله، وما دعاء الكافرين إلا في ضلالٍ بسبب الدعاء من عباده من دونه أن يشفعوا لهم عند ربهم وذلك هو الضلال البعيد. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗوَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

فانظروا لقوله: {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ} صدق الله العظيم، وذلك لأنهم يدعون غير الله من عباده ويلتمسون الرحمة عندهم ليشفعوا لهم عند الله حتى يخفف عنهم يوماً واحداً من العذاب، ولذلك قال الله عن دعائهم لملائكته من دونه: {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ} صدق الله العظيم، وبسبب دعائهم لغير الله في الدنيا وفي الآخرة حتماً سيدخلون جهنم داخرين ولن يجدوا لهم من دون الله من ينفعهم أو يشفع لهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [غافر].

فلا تُجادلني أيها المصري بأنّ الشفاعة لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، واستغنِ برحمة الله ولا تنتظر للشفاعة من محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا من ناصر محمد اليماني. ولم أقل بأني سوف أشفع لكم بين يدي الله حسب اعتقادكم بالشفاعة، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين! وإنما أفتيتكم كيفية الشفاعة أنها ليست كما تزعمون ولا تحيطون بها علماً، وإنما أحاجّ ربي في تحقيق النعيم الأعظم بالنسبة لي من نعيم ملكوت الجنة التي عرضها السماوات والأرض، ومهما كانت ومهما تكون فأعوذُ بالله أن أدخلها حتى يتحقق لي النعيم الأعظم منها فيكون الله راضياً في نفسه وليس متحسراً على عباده. وليس إنّي أحاجّ الله في عباده سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً! فليس لي من الأمر شيئاً، وإنما لأنّي علمتُ أنّ الله أرحم بعباده من عبده وليس سعيداً في نفسه؛ بل مُتحسر على عباده أعظم من تحسّر محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فاسألوا الخبير عن الرحمن وأفتيكم بالحقّ وأقول لكم انظروا تحسّر الله أرحم الراحمين على عباده في محكم الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [يس].

فتذكّروا وتدبّروا {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ}؛ مَنْ الذي قال ذلك؟ إنّه الله أرحم الراحمين قال ذلك، فكيف لا يتحسّر على عباده وهو أرحم الراحمين! ولكنّ الذين يئسوا من رحمة الله فالتَمَسوا الرحمة مِن سواه ظلموا أنفسهم وأشركوا بالله، والشرك ظلم عظيم لأنفسهم. فهل تحبون الله أم تحبون أنفسكم يا معشر المؤمنين؟ فإن كنتم تحبون أنفسكم فلتتخذوا رضوان الله وسيلة لتحقيق الحور العين وجنات النعيم، وإن كنتم تحبون الله فأقسمُ بالله العظيم لا تستمتعون بالحور العين وجنات النعيم وأنتم تعلمون أنّ الله ليس راضياً في نفسه بسبب ظلم عباده الذين في النار لأنفسهم، فإن نُزعت الرحمة من قلوبكم نحوهم فإن الذي لا يتغيّر ولا يتبدل الأوّل والآخر والظاهر والباطن لا يزال كما هو في الدنيا وفي الآخرة أرحم الراحمين، لو كنتم تعلمون لمَا بحثتم عن الرحمة لدى عباده من دونه فهل أنتم برحمة الله مؤمنون؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُل لِّلَّـهِ ۚ كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۚ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
أخوكم عبد النعيم الأعظم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، قد جعل الله في أسمائي حقيقة لأمري أيها المبايع المصري.
____________

Admin
31-03-2010, 04:30 AM
- 2 -
الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
13 - 06 - 1430 هـ
07 - 06 - 2009 مـ
07:58 مساءً
ــــــــــــــــــــــــ




أخي المبايع المصري ..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
أخي الكريم المصري المبايع، فهل بايعت على الحقّ وإعلاء كلمة الله في العالمين ودعوة الناس إلى الصراط المستقيم؟ فنحن عليه سائرون، وبالحقّ مستمسكون، والحُكم بما أنزل الله لفاعلون بإذن الله من بعد أن يُمكِّنني الله في الأرض، فنأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، ونرفع ظلم الإنسان عن أخيه الإنسان، ونقيم حدود الرحمن التي تمنع اعتداء الإنسان على حقوق أخيه الإنسان، وأمّا الدين فلا نُكرِهُ الناس حتى يكونوا مؤمنين فلا إكراه في الدين، ولو أجبرتُهم أن يعبدوا الله كرهاً ما تقبل الله منهم عبادتهم حتى تكون صلاتهم خالصةً لربّ العالمين، ألا لله الدين الخالص.

وسوف يتمّ الحُكم بما أنزل الله في كافة العالمين بإذن الله من بعد التمكين تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [الحج].

وأما بالنسبة لبيانك الذي تلوم علينا لماذا لم نُفتِ فيمن لم يحكموا بما أنزل الله، فأردّ عليك بالحقّ وأقول لك: فلو حكموا بما لديهم من أحكام الدّين لحكموا في كثيرٍ بغير ما أنزل الله، فمثلاً لو طبّقوا حدّ الرجم - المُشوّه للدين والمسلمين - على الزّاني المتزوج لقتلوا أنفساً لم يحكم الله بقتلهم؛ بل حكمَ على الذين يأتون فاحشة الزنى بمائة جلدةٍ سواء متزوجاً أم عازباً، وجعل الله الحُكم الحقّ في آياتٍ بيِّنات من أمهات الكتاب في سورة النور. وقال الله تعالى: {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ ۚ وَحُرِّمَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٤﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٥﴾ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٦﴾ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّـهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٧﴾ وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٨﴾ وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّـهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٩﴾ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّـهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم [النور].

فما هو العذاب الذي يُدرأ عن المُحصنة الحُرّة التي لم يكن شاهداً على فاحشتها غير زوجها؟ وأفتيك بالحقّ إنّه عذاب فاحشة الزنى الذي جعله الله في آيات محكمات هنّ أمّ الكتاب في قوله تعالى: {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم، فأما الأَمَةُ المُحصنة إن أتتْ فاحشة الزنى فعليها نصف المائة جلدة أي نصف ما على المُحصنة الحُرّة. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:25].

فكيف يحكمون بما أنزل الله وقد اتّبع كثيرٌ من علمائهم التحريف لمُحكم كتاب الله عن طريق السُّنة النبويّة من الأحكام الموضوعة اليهودية المشوّهة بالدين والمسلمين؟ بل الأُمّة قد خرجت عن الصراط المستقيم، وابتعث الله الإمام المهديّ ليهدي المسلمين وعلماءهم إلى الصراط المستقيم على منهاج النبوة الأولى، ولم أفتِ أنه توجد طائفة على الحقّ وأُخر ضالين؛ بل أفتينا أنّهم قد خرجوا جميعاً عن طريق الهدى الحقّ وخالفوا كافة أوامر ربِّهم وفرّقوا دينهم أحزاباً وشيعاً وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون، وابتعث الله الإمام المهديّ ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون فآتيهم بحكم الله الحقّ من كتاب الله من آياته المحكمات البينات هنّ أمّ الكتاب، فنجمع شمل المسلمين ونوحّد صفهم في سبيل الله كالبنيان المرصوص فتقوى شوكتهم ويعود عزّهم ومجدهم، وإنْ أعرض عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله المسلمون والناس أجمعون وعصوا أمري فسوف يُظهِر الله خليفته في الأرض عليهم أجمعين في ليلةٍ وهم صاغرون.

فاستعذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم وأَنِبْ إلى ربك ليُطهّر قلبك من رجس الشيطان تطهيراً فيثبتك على الصراط المستقيم، فإن تولّيت عن أمرنا فاعلم أنّ ما بعد الحقّ إلا الضلال المبين.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
___________

Admin
02-06-2012, 12:36 AM
- 3 -
الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
29 - 06 - 1430 هـ
23 - 06 - 2009 مـ
08:35 مساءً
ــــــــــــــــــــــ


{ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿١٨٠﴾ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ﴿١٨١﴾ وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٨٢﴾ } صدق الله العظيم ..


بسم الله الرحمن الرحيم {سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿١٨٠﴾ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ﴿١٨١﴾ وَالْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿١٨٢﴾} صدق الله العظيم [الصافات]، أخي المبايع المصري، وهل بعثَ اللهُ الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني إلا ليُحذّر الناس من عبادة الطاغوت الشيطان الرجيم؟ وأولياؤه هم حزبه وسوف يظهر لكم فيدَّعي الربوبيّة. وأحذّر الناس من أن يعبدوه فإنه ليس الله ربّ العالمين؛ بل هو الطاغوت الشيطان الرجيم، وأولياؤه كافة الذين كفروا وأعرضوا عن الحقّ من ربّهم، وسوف يكون قائداً لحزبه. وأما حزب الله في الأرض فسوف يكون بقيادة المهديّ المنتظَر ضد الطاغوت وأوليائه. وقال الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴿٧٦﴾} صدق الله العظيم [النساء].

ويا أخي الكريم، إن الله مُظهر الإمام المهديّ على كافة البشر وهم صاغرون، وأدعوهم إلى الحكم بما أنزل الله والكفر بما خالف لحكم الله في الكتاب، وآمرهم باتّباع كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ التي لا تخالف لأحكام القرآن، وما خالف لحكم القرآن في السُّنة النبويّة فذلك حكمٌ جاء من عند غير الله أي من عند الطاغوت الشيطان الرجيم عن طريق أوليائه من شياطين البشر، أم لم تعلم دعوة المهديّ المنتظَر أنه يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له كما ينبغي أن يُعبد وأن لا يشركوا بالله شيئاً؟

وبالنسبة لحكَّام المسلمين فلم يعودوا للحكم بما أنزل الله إلا قليلاً، والمشكلة أنّهم ولو حكموا بما أنزل الله لحكموا بغير ما أنزل الله في بعض الأحكام الموضوعة في السُّنة النبويّة من الأحكام التي تخالف لمحكم القرآن ويزعمون أنّهُ حكمٌ من الله وهو حكمٌ جاء من عند غير الله؛ بل من الطاغوت عن طريق أوليائه من شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر.

ويا أخي الكريم، إنّما الجهاد في سبيل الله على أُسسٍ ودعوة إلى الحقّ من قبل القتال للحُكم بما أنزل الله. ولم يلُم الله على الذين لم يمكِّنهم في الأرض فيحاسبهم على الحكم بما أنزل الله، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها؛ بل المسؤولون عن الحُكم بما أنزل الله هم الذين مكَّنهم الله في الأرض تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ ۗ وَلِلَّـهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [الحج:41]، أفلا ترى أنّ الله لن يسأل المبايع المصري لماذا لم يحكم بما أنزل الله؟ ذلك لأنّ الله لم يمكنه في الأرض.

ويا أخي الكريم هل تريدني أن أعلن الحرب على قادة المسلمين بحجّة أنهم لم يحكموا بما أنزل الله؟ ولكن الله لم يمكنّي بعد في الأرض؛ بل أُمرتُ بالدعوة للحكم بما أنزل الله فإذا أعرض حكام المسلمين وعلماءهم وقادة البشر أجمعين عن دعوة الاحتكام إلى ما أنزل الله فسوف يظهر الله عبده وخليفته المهديّ المنتظَر على كافة البشر في ليلةٍ واحدةٍ وهم صاغرون ببأسٍ شديدٍ من لدنه، ولذلك تجدني أحذرهم من عذاب الله إن أعرضوا عن دعوة المهديّ المنتظَر خليفة الله عليهم. أم تريدني أن آمر أنصاري بتفجير أنفسهم في أسواق المسلمين أو الكافرين؟ وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.

ويا أخي الكريم إنّ الله لم يبعث المهديّ المنتظَر لسفك دماء المسلمين فيما بينهم؛ بل ابتعثني الله لتوحيد صفّهم وجمع تفرقهم ولَمِّ شملهم وجبر كسرهم، فإن أعرضوا عن دعوة الحقّ من ربهم أظهرني الله عليهم وعلى الناس أجمعين في ليلةٍ وهم وصاغرون.
تلك هي حقيقة الظهور للمهدي المنتظَر الحقّ من ربكم.

وما ابتعثني الله لقتال مسلمٍ أو كافرٍ الآن من قبل التمكين، وإنما أمرت بالدعوة في عصر الحوار من قبل الظهور ومن بعد التصديق أظهر لهم عند البيت العتيق إن صدّقوا بأنّي المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم الذي لظهوره ينتظرون، وإن أعرضوا فقد وعدني الله ليظهرني على كافة حكام المسلمين وحكام البشر جميعاً في ليلةٍ وهم صاغرون، وقد اقترب الوعد الحقّ فالأمور تمشي كما يشاء الله وليس كما يشاء المهديّ المنتظَر ولا المبايع المصري.

ويا أخي الكريم، إنّي حريص على المسلمين وأريد أن أُطفئ الفتنة بينهم ونُذهب العداوة والبغضاء والتعدديّة الحزبيّة في الدين، ويا أخي الكريم إنما المهديّ المنتظَر رحمةٌ من الله للعالمين ونحاول إنقاذهم من بأس الله الشديد القادم، وأقسمُ بالله العظيم إني تلقّيت الوعد الحقّ من ربّ العالمين أنّ الله سوف يُظهرني عليهم في ليلةٍ وهم صاغرون وإنّما أُذكِّر بالقرآن من يخاف وعيد ليحذروا بأس الله الشديد، وأقسمُ بالله العظيم إني تلقيت من ربّي أن أحذِّرهم من بأس الله عن طريق الأنترنت العالميّة ولم أستخدمها من تلقاء نفسي ولم يأمرني ربي أن أظهر لهم عند الركن اليماني ما لم يتم الاعتراف بالخلافة الحقّ من ربّهم على العالمين، فكيف تريدنا أن نعلن الحرب على الذين لم يحكموا بما أنزل الله في الأرض؟ والمسلمون لا يزالون معرضين عن دعوة الحقّ من ربّهم وخصوصاً علماؤهم الذين هم المسؤولون بالدرجة الأولى عن الاعتراف بشأن المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم؛ الإمام ناصر محمد اليماني، وقد تمّ تبليغ معظم مُفتي الديار الإسلاميّة وللأسف لا كذّبوا ولا صدّقوا، ولا نزال مستمرين بالدعوة إلى الحكم بما أنزل الله في جميع ما كانوا فيه يختلفون فلم يُجِبْ علماء المسلمين دعوة الحضور إلى طاولة الحوار، ومنهم من اطَّلع وتدبَّر البيانات وقال: "الله أعلم قد يكون ناصر محمد اليماني مجدداً للدين وقد يكون المهديّ المنتظَر". ذلك لأنه لم يجد مدخلاً باطلاً علينا فيحاجنا فيه؛ بل وجدوا حجّة الإمام ناصر محمد اليماني هي الأقوى، ومع ذلك لا يزالون مذبذبين لا مصدّقين ولا مكذّبين، وإنا لله وإنا إليه لراجعون.. فماذا ينتظرون من المهديّ المنتظَر أن يدعوهم إليه، وبمَ ينتظرون أن يحاجُّهم به؟ أفلا يتقون؟ فليس لدينا إلا الدعوة إلى اتّباع كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم الكتاب فنعيدهم إلى منهاج النبوة الأولى ولم نأتِهم بدين جديد أفلا يتقون؟ فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟ ولا أقول إلا كما أمر الله الدعاة للحقّ أن يقولوا من بعد تبيان الحقّ: {قُلْ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ} صدق الله العظيم [يونس:102]. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ربّ العالمين..

الداعي إلى الصراط المستقيم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
____________

Admin
02-06-2012, 12:36 AM
- 4 -
الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
29 - 06 - 1430 هـ
23 - 06 - 2009 مـ
12:45 صباحاً
ـــــــــــــــــ


الردّ على المصري المبايع أن يتقي الله ..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
قال الله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴿١﴾ مَلِكِ النَّاسِ ﴿٢﴾ إِلَـٰهِ النَّاسِ ﴿٣﴾ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ﴿٤﴾ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ﴿٥﴾ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [الناس].

ويا رجل سبق وأن أفتيتُك أنه يتخبطك مسٌّ، وأقسم بالله العظيم أنه يتخبطُك مسُّ شيطانٍ رجيمٍ وسوف يخرجك من النور إلى الظلمات إن اتبعت وسواس الشيطان الذي في صدرك فحتماً سوف يخرجك من النور إلى الظلمات فتنقلب على عقبيك، وحتماً ستنضمّ إلى (علم الجهاد) وزير الشيطان الرجيم والذي يتزعم المهديّين الذين توسوس لهم الشياطين بغير الحقّ أن يزعم كلٌّ منهم أنه المهديّ المنتظَر بغير علمٍ ولا هُدًى ولا كتابٍ منيرٍ؛ فليس إلا وسوَسة.

ويا أخي المصري، إني أنصحك لوجه الله وأعلمُ من الله ما لا تعلم أنه لا يدَّعي أنه المهديّ المنتظَر بغير علمٍ إلا من يتخبطه مسُّ شيطانٍ لا شك ولا ريب، وكثر من يدّعون شخصيّة المهديّ المنتظَر في كل جيلٍ وعصرٍ منذ أمدٍ بعيدٍ وتلك حكمةٌ خبيثةٌ استخدمتها الشياطين في كلّ جيلٍ فتوسوسُ لشخصياتٍ في كلّ جيلٍ وعصرٍ بأنّه هو المهديّ المنتظَر وذلك حتى يتعوَّد المسلمون على من يدَّعي المهدوية في كلّ جيلٍ حتى إذا جاءهم المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم فيقولون: "وهل هذا إلا كمثل المهديين المُدّعين في كلّ جيلٍ؟ وبين الحين والآخر يظهر لنا مهديّاً منتظراً جديداً". ثم لا يصدقون بالمهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم الذي يدعوهم إلى الرجوع إلى كتاب الله وسنَّة رسوله الحقّ بعلمٍ وسلطانٍ مبينٍ، ثم يُعرضون عنه بزعمهم أنه كمثل الذين ادّعوا المهدويّة، فمن ثمّ يُعرضون عن المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم ثم يعذبهم الله عذاباً نُكراً. وإنا لله وإنا إليه لراجعون.

وقد نجحت الشياطين باستخدام هذه الحكمة الخبيثة عن صدّ الناس بالتصديق بأنبياء الله وكانوا يوسوسون في الزمن القديم في عصر الأنبياء لشخصيات كثيرةٍ فيدَّعي أحدُهم أنه نبيٌّ من ربّ العالمين بغير علمٍ ولا سلطانٍ، وسرعان ما يتبيّن للناس من حوله أنه مريضٌ يتخبطه مسُّ شيطانٍ ثم يُجَنُّ فيعلمون جنونه، وذلك حتى إذا بعث الله نبياً حقاً من عند الله بعلم وهدًى وسلطانٍ منيرٍ فأوّل ما يحكم عليه الناس أنه لمجنون. وقالوا كما جاء في كتاب الله تعالى: {إِن نَّقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ} صدق الله العظيم [هود:54]، أي اعتراه بمسٍّ بسبب ذكره لآلهتهم بسوء، ويقولون إنه لمجنون لأنّهم تعوّدوا على شخصيّاتٍ كثيرةٍ يدّعون النبوة بغير الحقّ ثمّ يتبيّن للناس أنّهم مرضى.

ولكن الشياطين علموا أنه قد يؤيّد الله نبيّه بآيةٍ معجزةٍ فيتبيّن لهم الحقّ أنه حقّاً رسول من ربّ العالمين، ومن ثمّ عمد الشياطين إلى اختراع سحر التخييل وليس له آيةٌ حقيقةٌ على الواقع الحقيقي وإنما يسحرون الأعين، والهدف من ذلك ليكون السحر ضدّ التصديق بالمعجزة، ولذلك فأول ما يؤيد الله أنبياءه بآيات التصديق بالمعجزة الحقّ على الواقع الحقيقي ثم يقول الناس إنّ هذا لسحر مبين.

ألا لعنة الله على الشياطين من الجنّ والإنس لعناً كبيراً، ولا ألعن الممسوسين فإنهم مرضى ولكني ألعن شياطين الجنّ والإنس الذين يضلون الناس عن الحقّ بكل حيلةٍ ووسيلةٍ وينقمون ممن اتبع الحقّ في كل زمانٍ ومكانٍ، رجوتُ من الله بحقّ عظيم نعيم رضوان نفسه الذي هم له لمن الكارهين أن يجتثهم من فوق الأرض ظاهراً وباطناً كشجرةٍ خبيثةٍ أُجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار. وأقول كما قال نوح عليه الصلاة والسلام: {إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [نوح].

ويا أيها المصري المبايع، أقسمُ بالله العظيم أني لا أنافسكم على منصب المهديّ المنتظَر الذي تطمعون إليه بغير الحقّ ولكني مجبرٌ بالحقّ من ربّي ولا خيار لي من بعد الاختيار لي بالحقّ من ربّي ذلك لأنّ المسؤولية عسيرةٌ وليست يسيرةً فلن يسأل الله المهديّ المنتظَر عن شعبٍ واحدٍ من شعوب العالَم لكان الأمر أهون، ولكنه سوف يسأله عن عالَمٍ بأسره، فلمَ تطمعون لهذه المسؤولية الكبرى بين يدي الله! أليس أهون لكم أن تُحاسبوا على أنفسكم وأزواجكم وأولادكم من أن تُحاسبوا على عالَمٍ بأسره؟ فهل تظنون المسؤولية بسيطة بين يدي الله؟ وأقسمُ بالله العظيم لولا أني مجبرٌ لقبول الاختيار لكي أستطيع أن أحقق النعيم الأعظم من الدنيا والآخرة فيكون الله راضياً في نفسه بعد أن يُدخل الناس في رحمته لرجوتُ من ربي أن يعفيني ويختار غيري ويأخذ روحي إليه، أي وربي... والله على ما أقول شهيدٌ ووكيل.

ولكني أريد تحقيق رضوان الله في نفسه، وكيف يكون الله راضياً في نفسه؟ حتى يُدخل كلّ شيء في رحمته، وكيف يُدخل الله الناس في رحمته؟ حتى يتّبعوا الحقّ من ربّهم فيعبدوا الله وحده لا شريك له، ولذلك سوف يبعثهم الله إليكم من أجل تحقيق هدف المهديّ المنتظَر حتى يتحقق نعيم الرضوان في نفس الرحمن، ولكن أكثركم تجهلون.

ويا أيها المصري المبايع، أقسمُ بالله العظيم إنّك إذا لم تتُبْ فإنّك سوف تقع في مصيدة (علم الجهاد) وزير الشيطان المسيح الكذاب وسوف يُضلّك عن الصراط المستقيم فيخرجك من النور إلى الظلمات، ألا والله أنه منذ أن انقلب (صاحب المهدي) أنّها لم تبكِ عيناه من الخشوع لله وجعل الله قلبه قاسياً وجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصّعّد في السماء حتى ينيب ويعود للحقّ ثم يطهّره الله تطهيراً وكان الله رحيماً غفوراً، فإنَّ وضعك لخطيرٌ جداً وسبق وأن نصحتك أن تُسرع إلى أحد المشايخ الذين يعالجون بالقرآن ولا غير القرآن فيتلو عليك، وسوف ترى أنه سوف ينطق بلسانك مسّ شيطان رجيم يريد أن يخرجك من النور إلى الظلمات فيسوقك إلى علم الشيطان الرجيم إلى موقع المهديين الذين تتخبطهم مسوس الشياطين جعله (علم الجهاد) كمسجد ضرار إرصاداً لمن حارب المهديّ المنتظَر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني، وصنع له الموقع من كان صاحب المهديّ سابقاً ثم صار صاحباً للشيطان! والله المستعان.. ولم نيأس من عودته للحقّ فإن عاد سيجد صدر الإمام المهديّ يرحب به قلباً وقالباً ويجد الله أرحم به من خليفته ومن الناس أجمعين فيغفر جميع ذنوبه وهو الغفور الرحيم. وأراك يا أيها المبايع المصري قريباً سوف تخرج من النور إلى الظلمات وتنضم إلى أصحاب مسجد ضرار فتكون من المعذَّبين، فإني لك ناصحٌ أمينٌ.

ويا رجل، فهل تستطيع أن تحكم بين المسلمين في جميع ما كانوا فيه يختلفون؟ فأنت المهديّ المنتظَر، وسوف يكون ناصر محمد اليماني من أوّل التابعين لو تبيّن لي أنّك أعلم مني، ولكنّي والله إني لا أفتري على الله بغير الحقّ ولكل دعوى برهان فإن احتكم كافة علماء أمّة الإسلام إلى محكم القرآن فسوف تجدني أحكمُ بينهم في جميع ما كانوا فيه يختلفون فأوحد صفّهم وألمّ شملهم وأجبر كسرهم من بعد تفرقهم إلى شيعٍ وأحزابٍ فذهبت ريحهم كما هو حال المسلمين اليوم.

فيا أخي، وما تريد من أن تطمع أن تكون المهديّ المنتظَر الذي سوف يسأله الله عن عالَمٍ بأسره، ألا تخشى الله يوم لقائِه؟ فاقنع بما كتب الله لك في هذه الدنيا خيراً لك، واسعَ لتحقيق رضوان ربك خيراً لك من الطمع إلى المهدوية بغير الحقّ فيعذبك الله عذاباً نُكراً لأنك جعلت نفسك خليفةً له بغير الحقّ ولم يؤتِك الله علم الكتاب فيؤيدك ببرهان الإمامة والخلافة والقيادة للأمّة فلم يؤهلك الله لذلك، وكذلك الإمام ناصر محمد اليماني إذا لم تجده يُخرس ألسنة علماء الأمّة بالحقّ وسلطان العلم المُقنع الذي يقبله عقل كلّ إنسانٍ عاقلٍ، فاتّقِ الله واتّبعْ الحقّ من ربك فتنَل نعيم رضوان ربك خيراً لك من أن تتّبع وسوسة شيطان في صدرك يريد أن يخرجك من النور إلى الظلمات ثم لا تجد لك من دون الله وليَّاً ولا نصيراً.

اللهم قد وعظته ودلَلْتُه على الحقّ وبرأت ذمتي، فإن أراد أن يتبع الحقّ فقد تبيَّن له الحقّ وشهد لناصر محمد اليماني بالعلم والسلطان واعتنق البيعة، وإن أراد الباطل فإن مصيره كمصير إبليس الذي أعرض عن طاعة خليفة الله آدم وكان يطمع أن يكون هو الخليفة. ولذلك قال إبليس: {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٦٢﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

وجعله الله ألدّ أعداء الله ورسله والمهديّ المنتظَر خاتم خلفاء الله أجمعين، فهل تريد أن تنضم إلى حزب الشيطان وتعرض عن حزب الرحمن؟ فاستنكف إذاً عن طاعة خليفة الله وعبده المهديّ المنتظَر وقل كما قال الشيطان أنا خيرٌ منه وأولى بالخلافة منه ثم يصرف الله قلبك فتتخذ الشيطان ولياً من دون الله. اللهم قد بلغتُ، اللهم فاشهد، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..

الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
_________________

Admin
02-06-2012, 12:37 AM
- 5 -
الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
04 - 07 - 1430 هـ
27 - 06 - 2009 مـ
02:33 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ


بارك الله في أخي الكريم المبايع المصري وجعله من المكرمين ..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
اللهم اغفر لأخي الكريم وثَبِّتهُ على الصراط المستقيم واجعل فيه خيراً للإسلام والمسلمين، وأدْخِلنا وجميع المسلمين برحمتك في عبادك الصالحين، وتوفَّنا مسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين..

أخوك الإمام ناصر محمد اليماني .
_______________

Admin
02-06-2012, 12:37 AM
- 6 -
الإمام ناصر محمد اليماني
08 - 07 - 1430 هـ
01 - 07 - 2009 مـ
12:03 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ




أخي المصري بارك الله فيك، أتريد أن تمنع مساجدَ الله أن يُذكر فيها اسمه! فما خطبك أخي الكريم ؟

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله الطيبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين..
أخي المبايع المصري، إنّ خطتك هذه على غير الحقّ؛ أن تمنع الذين لا يزالون يذهبون إلى مساجد الله ليذكروا ربَّهم بحجّة أنَّ الحكومات لا تحكم بما أنزل الله!

ويا أخي الكريم، إنَّ الله لم يجعل بيوته مَحاكماً، فمن أفتاك بذلك؟ إنّما أمر الله برفع بيوته لتكون خاصة لذكره والتسبيح لله وعبادته وليست محاكماً للجدل والقضاء؛ بل أمر الله برفع بيوته لكي يعبدوا الله فيها وحده لا شريك له. تصديقاً لقول الله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّـهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ﴿٣٦﴾ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّـهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴿٣٧﴾لِيَجْزِيَهُمُ اللَّـهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّـهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [النور].


ولكنّك جعلتها وكأنّها مكاتب السلطة والقضاء، ولم يجعل الله الحُكم بما أنزل الله في المساجد بل في مكاتب القضاء والمحاكم الشرعيّة، ولا يجوز أن تجعلوا بيوت الله فوضى فإذا كان بينكم جدلٌ في مسألةٍ دينيةٍ فلا يجوز أن تتجادلوا فيها في بيت الله تعظيماً لبيت الله المعظم، ولذلك اعذرني فهذا شَوْرٌ غير منطقي أخي الكريم.

وأما حقّ الشورى فهي في أمرٍ جامعٍ، ولكم حقّ الشورى فهو من حقّكم وليس لكم من اتخاذ القرار شيئاً؛ بل القرار بيد من اصطفاه الله للناس إماماً، ولكن من بعد التمكين والظهور يتمّ التشاور في شؤون الحكم وأمور الخلافة الإسلاميّة العالميّة، ولكنّي لا أشاوركم في البيان الحقّ للقرآن والحكمة في الدعوة ومحاجّات الناس، فإن كنت تريد الحكمة في الدعوة فاتَّبِع إمامَك ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً، وأريد أن أُهذِّبَكم وأُعلِّمَكُم التعليم الحسن، ولكنّك أخي الكريم المبايع المصري عجول ولذلك تخطِئ كثيراً، بارك الله فيك وهداك وثبتك على الصراط المستقيم.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
_________________

Admin
02-06-2012, 12:37 AM
- 7 -
الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
24 - 07 - 1430 هـ
17 - 07 - 2009 مـ

07:10 مساءً
ــــــــــــــــــــــ


بيان الإمام المهدي إلى المصري المبايع ..


بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله الطيبين الطاهرين، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين..
ويا ابن الناس، إن كنت بايعت الإمام المهديّ فليس لك الخيرة من الأمر، وتمشي الدعوة إلى الحقّ بأسلوب الحكمة والتبشير وليس التنفير. تنفيذاً لقول الله تعالى: {ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿١٢٥﴾} صدق الله العظيم [النحل].

ولم يأمرنا الله أن نُعلن العداء على الذين لم يحاربون دين الله من الكافرين من الذين لا يصدّوننا عن دين الحقّ، فأمرنا الله أن نحسنَ إليهم ونبرَّهم ونقُسِط إليهم فنعاملهم معاملةً حسنةً طيبةً صادقةً، وبهذه المعاملة الطيبة تكسب قلوبهم وتستطيع أن تهديهم إلى الصراط المستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [الممتحنة].

ويا عجبي من أمرك أخي الكريم! فهل لم تعلم إلى حدّ الآن ما هو الحقّ وما هو الطاغوت حتى تسألني مزيداً من التوضيح؟ ويا أخي، إنَّ الحق هو أن تعبد الله وحده لا شريك له، فأمّا الطاغوت فهو الشيطان وأولياؤه الذين يدعون إلى الشرك بالله وعبادة ما دونه من الباطل الذي ما أنزل الله به من سلطان، وأولياء الطاغوت من الكفار هم الذين يقاتلون المسلمين في دينهم ويريدون أن يطفئوا نور الله، وأولئك أمرنا الله بقتالهم تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ﴿٧٦﴾} صدق الله العظيم [النساء].

ولذلك لن تجد المهديّ المنتظَر آمراً أنصاري بالاعتداء لا على كافرٍ ولا على مسلمٍ ما لم يمنع دعوة الحقّ إلى صراط العزيز الحميد، ودعوة المهديّ المنتظَر للعالمين ليست بالسيف ولا بالبندقية حتى يكونوا مسلمين؛ بل على منهاج النّبوة الأولى فلا إكراه في الدين تصديقاً لقول الله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّـهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٥٦﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

وتصديقاً لقول الله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ ﴿٢١﴾ لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ ﴿٢٢﴾ إِلَّا مَن تَوَلَّىٰ وَكَفَرَ ﴿٢٣﴾ فَيُعَذِّبُهُ اللَّـهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ ﴿٢٤﴾ إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ﴿٢٥﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [الغاشية].

وتصديقاً لقوله تعالى: {نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ ۖ وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ ۖ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ ﴿٤٥﴾} صدق الله العظيم [ق].

وتصديقاً لقوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَىٰ ﴿٩﴾ سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ ﴿١٠﴾ وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى ﴿١١﴾ الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَىٰ ﴿١٢﴾ ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَىٰ ﴿١٣﴾ قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ ﴿١٤﴾ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ ﴿١٥﴾ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴿١٦﴾ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [الأعلى].


وتصديقاً لقوله تعالى: {إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ ۖ فَمَن شَاءَ اتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلًا ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [المزمل].

فلا تُضِلُّك الأحاديث الموضوعة المشوّهة بالدين وبالمسلمين فإنها تخالف أمر الله في القرآن العظيم كمثال الحديث المفترى على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري حدثنا سعيد بن المسيب إن أبا هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[أُمِرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه وحسابه على الله.] رواه عمر وابن عمر عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم. صحيح البخاري ج 3 ص 1077. فهذا حديث مفترىً على محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومفترى على أبي هريرة، فلا أذكر صحابة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلا بخير لأن المفترين بالأحاديث الموضوعة إنما هم المنافقون الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر كما بيّنا لكم من قبل وعرّفناهم لكم في الكتاب، لذلك من وجد حديثاً مفترًى مخالفاً لمحكم القرآن العظيم عن رسول الله عن أحد صحابته فلا يشتم راوي الحديث لأنه بريء من روايته، وإنما افترى عليه المنافقون من شياطين البشر من اليهود.

غير أنّ الله أمرني من بعد التمكين بإقامة حدود الله التي تمنع الإنسان عن ظلم أخيه الإنسان، وأما عبادة الله فلا إكراه في الدين، أفرأيت لو أنك أكرهت كافراً أن يصلي فهل ترى أنّ الله سوف يتقبل صلاته ما لم يخشع لها قلبه وتخضع لها جوارحه؟ فلا تكن من الجاهلين وادعُ إلى سبيل الله بالحكمة كما أمرك الله وبشِّر ولا تُنفّر عن دينك بأسلوبك الفظ مع الذين لم يهتدوا بعد إلى الحقّ وليس لك الخيرة من الأمر، فإن كنت من التابعين للحقّ فقل سمعنا وأطعنا، وحقيقة وإني أراك تكاد تزيغ عن الحقّ ونسأل الله لك التثبيت.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني .
___________

Admin
02-06-2012, 12:38 AM
- 8 -

الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
____________




{ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّـهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴿٢٣﴾ }
صدق الله العظيم ..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
ولكني المهديّ المنتظَر أُنكر الشفاعة جميعاً بين يدي الله وأشهدُ أنّ الشفاعة لله جميعاً ثمّ آتيكم بالسلطان الحقّ المُلجم من كتاب الله وسُنّة رسوله، ونبدأ بالمُحكم من كتاب الله. وقال الله تعالى: {وَذَكِّر بِهِ أن تُبسَلَ نَفسُ بِمَا كَسَبَت لَيسَ لَهَا مِن دُونِ اللهِ وَليٌّ وَلاشَفِيعٌ وَإن تَعدِلْ كُلَّ عَدلٍ لا يُؤخَذ مِنهَا} صدق الله العظيم [الأنعام:70].

وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

وقال الله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ ۚ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ ۚ قَدْ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

وقال تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

وقال الله تعالى: {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ ۖ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ ۚ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ﴿٥٤﴾ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَىٰ بَعْضٍ ۖ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ﴿٥٥﴾ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ﴿٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾ وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

وقال تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَـٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَـٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾ فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا ۚ وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

وكذلك المهديّ المنتظَر يكذّب الذين يرجون الشفاعة منه بين يدي الله سبحانه وتعالى علوَّا كبيراً، وإنما أفتيتُكم أني أتجرَّأ على مُحاجّات ربي في تحقيق نعيمي الأعظم وهو أن يكون الله راضياً في نفسه، وكيف يكون الله راضياً في نفسه؟ حتى يدخل كل شيء في رحمته ثم تأتي الشفاعة من الله برحمته التي كتب على نفسه ولله الشفاعة جميعاً، فانظروا حين تأتي الشفاعة من الله فتشفع رحمته من غضبه بعد مُحاجّات العبد الصالح ربّه بالحقّ في تحقيق النعيم الأعظم وليس أنّه يطلب الشفاعة وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين.

وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّـهِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ ﴿٢٢﴾ وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [سبأ].



وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لِّلَّـهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا ۖ لَّهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٤٤﴾ وَإِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ﴿٤٥﴾ قُلِ اللَّـهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٤٦﴾ وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّـهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

وكذلك جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينفي أن يشفع لكم بين يدي الله ولا حتى لابنته فلذة كبده لن يغني عنها من الله شيئاً، فإذا كان لن يشفع لابنته فكيف يشفع لأمّته؟ وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [يا فاطمة بنت محمد اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئاً] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [يا فاطمة بنت محمد اعملي فإني لا أغنى عنك من الله شيئاً].

وقال: [يا صفية عمة رسول الله اعملي فإني لا أغنى عنك من الله شيئاً].

وقال: [يا بنى عبد مناف اعملوا فإني لا أغنى عنكم من الله شيئاً] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [يا معشر قريش، اشتروا أنفسكم، لا أغني عنكم من الله شيئاً... يا بني عبد مناف، لا أغني عنكم من الله شيئاً.. يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً.. ويا فاطمة بنت محمد، سليني ما شئت من مالي، لا أغني عنك من الله شيئاً] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ويا أيها المبايع المصري - وليس أشرف بل سواه ليس ذا عقل مكتمل بالنور - اتقِ الله فقد أوشكت أن تنقلب على عقبيك وسيجزي الله الشاكرين، وأنت لم تفهم الحقّ كما ينبغي فأنا الإمام المهديّ أنفي الشفاعة بين يدي الله من العبد فيشفع للعباد بين يدي الرب نفياً مطلقاً بسبب عقيدتكم الباطلة حسب زعمكم أنّ العبد يتقدم بين يدي الربّ طالباً الشفاعة فيقول: [يا محمد ارفع رأسك واشفع تُشَفَّع] قاتل الله المفترين.

وها هو قول الله ورسوله من الكتاب والسُّنة يُنكران هذه الراوية الباطل جملةً وتفصيلاً، وهل ظننت يا من يُسمّي نفسه بالمبايع المصري أني أفتيتك أني سوف أشفع لك عند الله حتى تقول إنها لا تحل إلا لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ وها هو محمد رسول الله قد أفتاكم أنه لا يشفع حتى لابنته فكيف يشفع لأمّته! أفلا تتقون؟ وإنما أفتيتكم أنه يأذن الله لعبد من عباد الله الصالحين أن يحاجَّ ربَه في تحقيق النعيم الأعظم وهو أن يكون الله راضياً في نفسه، وكيف يكون الله راضياً في نفسه؟ حتى يُدِخل كلَّ شيء في رحمته، ثم تأتي الشفاعة منه تعالى فتشفع لكم رحمة الله لدى غضبه فتأتي الشفاعة من الله وحده تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّـهِ ۖ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ ﴿٢٢﴾ وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ۚ حَتَّىٰ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ۖ قَالُوا الْحَقَّ ۖ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

ولم أقل لكم أنّي سوف أتجرَّأ للشفاعة لكم بين يدي الله؛ إذاً قد أمرتُكم بالكفر بعد إذ كنتم مؤمنين؛ بل أفتيتُكم أنه يحلّ لعبد النعيم الأعظم أن يُحاجَّ الله في تحقيق ما يعبده في نفس ربه وهو أن يكون الله راضياً في نفسه، وكيف يتحقق ذلك؟ حتى يدخل كلّ شيء في رحمته فيرضى سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً، ولم أقُل لكم بأني سوف أقول: يا ربّ شفّعني في أبي أو أمي! وأعوذُ بالله أن أقول ذلك ولا ينبغي لي وذلك لأنّ الله أرحم بأبي وأمي من ابنهم ناصر محمد اليماني وأرحم بي من أُمي وأبي، أفلا تتقون؟

وسبب فتنتك عن الحقّ أنّك ترى أنَّ محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - تحل له الشفاعة بين يدي الله تصديقاً للرواية أنه يقول: [أنا لها، أنا لها، فيذهب بين يدي الله طالبا الشفاعة]، ولكننا وجدنا هذه الرواية منافية لما جاء في كتاب الله وسُنَّة رسوله الحقّ وفصّلنا لكم الحقّ تفصيلاً، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر والحكم لله وهو أسرع الحاسبين.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
_____________