Admin
10-04-2010, 05:43 PM
- 1 -
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
__________
جَوفُ الأرضِ جنّة الله مِن تَحتِ الثَّرَى خَلقَ الله فيها أبانا آدم وأمّنا حَوّاء ..
بِسْمِ الله الرّحمن الرّحيم ..
فمَن كذّبَ بِدَعوَة المسيح عيسى ابن مريم - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فقد كذّبَ بدَعوةِ محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومَن كذّبَ بِدَعوَةِ المهديّ المُنتظَر فقد كذّب بدَعوةِ محمدٍ رسول الله والمسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليهم وعلى مَن تَبِعَهُم وجَاءَ ربَّه بقَلبٍ سَليمٍ مِنَ الشِّركِ بالله ربِّ العالَمين، وإنّما المسيح عيسى ابن مريم ومحمدٌ رسول الله والمهديّ المنتظَر جَميعُنا عَبيدٌ لله مِثلكم فلا تُبالِغُوا في دِينِكم بغَيرِ الحقّ؛ ومَن يُشرِكْ بالله فقد ضلّ ضَلَالًا بَعيدًا، والله على ما أقولُ وَكِيلٌ وشَهِيدٌ.
وأمّا البَأسُ الشّديدُ الذي أُنذِرُ مِنه الذين قالوا اتّخَذَ الله وَلدًا فقد جاءَ أمَدُه البَعيدُ واقتَربَ كوكبُ العَذابِ سقَر لوّاحةٍ للبَشر مِن عَصرٍ إلى آخَر.
ويا مَعشرَ النّصارى؛ أقسِمُ بالله الواحِد القهّار الذي خلقَ الجانّ مِن مارجٍ مِن نارٍ وخلقَ الإنسان مِن صَلصالٍ كالفخَّار الذي يُدرِكُ الأبصَارَ ولا تُدرِكُه الأبصَار؛ الذي أعَدَّ النّار للكفّار والجنّة للأبرارِ أنّ ما يُسَمّونَه الكوكب العاشِر نيبيرو أنّه حقٌّ على الواقِعِ الحقيقيّ لا شكَّ ولا ريبَ فيه شيئًا، يأتي للأرض مِن أطرَافِها فيُنقِصُها مِن البَشرِ بعد كلّ أمَدٍ بعيدٍ مِن عَصرٍ إلى آخر، ولكنّه هذه المرَّة سيَقتَرِبُ أكثَر مِن ذي قبل لكي يحدُثَ معه شَرطٌ مِن أشراطِ السّاعةِ الكُبَر فيَسبِق اللّيلُ النّهار بِسببِ مُرورِ كوكبِ النّار، فاحذَروا بأسَ الله الشَّديدِ يا معشَرَ الذين قالوا اتَّخذَ الله ولدًا!
وإنّي المهديّ المُنتظَر المُؤمِن بكتاب التّوراة وكتاب الإنجيل والقرآن العظيم، وإنّما أدعوكم إلى الاحتِكامِ إلى القرآن العظيم كونه مَحفوظٌ مِن التَّحريفِ والتَّزيِيفِ، أفلا ترَوْنَ أنّه نُسخَةٌ واحِدةٌ في العالَمين تَصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الحجر]؟
ولذلك يَجِدُه الناس نسخةً واحِدةً في العالَمين لم تَتغيَّر فيه كلمةٌ واحدةٌ، أليسَت هذه آية التّصديقِ على الوَاقِع الحقيقيّ لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم؟ فما يُدري محمدًا رسولَ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أنّ البشرَ لن يُغيِّروا في كتابِ الله القرآنِ العظيمِ شيئًا لولا أنّه مُنَّزلٌ مِن ربّ العالَمين علّام الغُيوبِ الذي وعدَ بحِفظِه مِن التَّحريفِ والتَّزييفِ إلى يوم الدِّين؟ ومَرَّتْ عليه أكثرُ مِن ألفٍ وأربعمائة سنةٍ ولم تتغيَّر فيه كلمةٌ واحدةٌ، وتِلكَ مُعجِزةٌ للقرآن العظيم أنّ محمدً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - تَلقّاهُ مِن لَدُنِ حَكيمٍ عَليمٍ، وجعَل الله القرآن رسالةً شامِلةً للإنس والجنّ أجمعين وموسوعةَ كُتُبِ الأنبياء والمُرسَلِينَ والمَرجِع للتوراةِ والإنجيلِ والسُّنة النّبويّة، فما خالَفَ لمُحكَم القرآنِ العظيمِ في التّوراة أو في الإنجيلِ أو في السُّنة النّبويّة فاعلَموا أنّه مِن عِندِ غَيرِ الله مِن تَحريفِ وتَزييفِ الشّياطينِ مِن البَشر تنفيذًا لأمرِ الطّاغوتِ الأكبَرِ الشيطان الرّجيم (المَلَك هاروت) وكان مِن الجنّ ففسق عن أمر ربّه، وقبيله ماروت الذي كان مِن الملائكة وصارَ بشرًا سَوِيًّا وجعَلَه الله خليفةً مِن بعدِ آدم وآتاه الآيات وانسَلخَ منها واتّبعَ هَواهُ فأتبَعَهُ إليه الشيطانُ، فلا يَفتِنكم الشيطان وقبيله، فإنّهم يَرَونَكم مِن حيث لا تَرَونَهم، فهم في أرضِ الأنامِ حيث كان أبَوَاكُم حواء وآدم؛ فيها فاكهةٌ والنّخلُ ذاتُ الأكمامِ والحبّ ذو العَصفِ والرَّيحانِ مِن تحتِ أقدامِكم باطِن أرضِكم في نَفَقِ الأرض، فيها آياتٌ بيّناتٌ وجنّاتٌ ورَيحانٌ وأعنابٌ ورُمانٌ، فيها خَيراتٌ حِسانٌ قُصورُها مِن الفِضَّة وأبواب قُصورِها مِن الذّهب، وهي جنّةٌ لله باطِن أرضِكم وربّها الله وليس المسيح الكذاب، وهي أرضُ بابل في الكتاب ولا تحيطون بها عِلمًا، وهي أرض الأنام التي خلق الله فيها حوّاءَ وآدمَ؛ التي قال الله عنها في مُحكَم الكتاب: {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴿١٠﴾ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴿١١﴾ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الرحمن].
وهي جنّةٌ لله، وليست جنّة الله التي في السماء؛ بل جنّةٌ لله مِن تحتِ الثّرى، تُشبِعُ الإنسانَ حبَّةٌ واحِدةٌ مِن عناقِيدِ أعنابِها لكِبَرِ حَجمِها وطِيبِ مَذاقِها، فيها آياتٌ عَجَبًا، ولذلك قال الله تعالى لنبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ ﴿٣٣﴾ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ۚ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ ﴿٣٤﴾ وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٣٥﴾ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ۘ وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّـهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴿٣٦﴾ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قُلْ إِنَّ اللَّـهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
وهل تعلمونَ لماذا قال الله تعالى: {وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ} صدق الله العظيم؟ وذلك لأنّ لِله جنّةً في الأرض وجنّةً في السّماء عند سِدرةِ المُنتَهى، ولم يَجعَل الله خليفتَه آدم خليفةً عليه الصّلاة والسّلام في جنّة المأوَى عند سِدرة المُنتَهى؛ بل خليفة الله في أرض الأنام وهي جنّةٌ لله مِن تحتِ الثّرى، ولها مَشرِقَينِ مِن جِهَتَينِ مُتَقابِلتَينِ، وأبعَدُ مسافةٍ في الأرضِ هي بَينَ المَشرِقَين وذلك لأنّ الشمس تُشرِقُ عليها مِن البوّابتين وذلك لأنّ الأرض مَفتوحَةٌ مِن الأطرافِ ومُجَوّفَةٌ. ولذلك قال الله تعالى: {وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ} صدق الله العظيم، وذلك لكي يأتِيهم بآياتٍ منها؛ مِن أعنابِها ونَخلِها ورُمّانِها فيَرَونَها آياتٍ عجبًا لم يَرَوها قطُّ في حياتِهم.
والشمس تُشرِقُ عليها مِن البوّابتَينِ وليس في آنٍ واحدٍ؛ بل تُشرِقُ عليها مِن البوّابة الجنوبيّة فتَختَرِق أشِعّة الشمسِ باطِنها حتى تَنفُذَ أشِعّتها مِن البوّابة الشّماليّة، فهل تَدرونَ لماذا؟ وذلك لأنّ الله مهّدها تمهيدًا وفَرَشَها بالخُضرَةِ. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].
فإذا وقَفَ أحدكم في البوّابة الشّماليّة فسوفَ يَرى الشمس في مَشرِقِها الأقصى بالبوّابة الجنوبيّة نظرًا لاستِوَائِها فلا يَحجُبُ الشمسَ عنه عِوَجٌ فيها ولا أمْتٌ، فهي مُستوِيةٌ مِن المَشرِقِ الجنوبيّ إلى المَشرِقِ الشّماليّ، وأبعد مسافةٍ في هذه الأرض هي بين البوّابتين، ولذلك تمنَّى الإنسان أنّ بينَهُ وبين قَرينِه الشيطان بُعْدَ المَشرِقَين. وقال الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].
وذلك لأنّ الشّمس تُشرِقُ على أرضِ الأنام مِن جِهَتينِ مُتَقابِلتَينِ فإذا غابَت عنها عن البوّابة الجنوبيّة فإنّها تُشرِقُ عليها في نفسِ اللّحظة مِن البوّابة التي تُقابِلها، والقوم الذين فيها لم يَجعَل الله لهم مِن دُونِها سِترًا لأنّها إذا غَرُبَت عليهم مِن البوّابة الجنوبيّة أشرَقَت عليهم في نفس اللّحظة مِن البوّابة التي تُقابِلُها في النَّفَقِ الأرضيّ، ألا وإنّ الأرض ذات نفقٍ عظيمٍ فيها مِن آياتِ الله عجَبًا. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ} صدق الله العظيم [الأنعام:35].
ولم يُكلِّم الله رسوله إلا بالحقّ أنّ لله جنّةً في السّماء وجنةً في النّفق الأرضيّ مِن تحتِ الثَّرى وجميعُهنّ لله وحدَه. تصديقًا لقول الله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [طه].
ولذلك قال الله تعالى: {وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ} صدق الله العظيم، وذلك لأنّ أرضَكم ذات تَجويفٍ نَفَقِيٍّ يَختَرِقُ الأرضَ؛ مُمتَدٌ في باطِنها ونافِذٌ إلى أطرافِها شَمالًا وجنوبًا، وتُشرِقُ الشمسُ عليها مِن البوّابةِ الجنوبيّة فتَغرُب عن البوّابةِ الجنوبيّة ومِن ثمّ تُشرِقُ عليها في نفسِ اللّحظة مِن البوّابة الشّماليّة، وبما أنها أرضٌ نفَقِيّةٌ مُمَهَّدَةٌ مُستَوِيَةٌ ولذلك تجِدونَ أشِعّة الشمسِ تَختَرِقُ باطِنَ أرضِكم حتى تَنفذَ مِن البوّابة التي تُقابِلها كما تُشاهِدونَ هذه الصّورة الحقّ على الواقِع الحقيقيّ. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ} صدق الله العظيم.
كما تَرَوْنَ الحقّ بالعِلمِ والمَنطِقِ على الوَاقِع الحقيقيّ تصديقًا لآياتِ الكتابِ ذِكرى لأولي الألباب:
https://mahdialumma.xyz/linking/TrouPoleNord.jpg
أخوكم الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليماني.
________________
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
__________
جَوفُ الأرضِ جنّة الله مِن تَحتِ الثَّرَى خَلقَ الله فيها أبانا آدم وأمّنا حَوّاء ..
بِسْمِ الله الرّحمن الرّحيم ..
فمَن كذّبَ بِدَعوَة المسيح عيسى ابن مريم - صلّى الله عليه وآله وسلّم - فقد كذّبَ بدَعوةِ محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ومَن كذّبَ بِدَعوَةِ المهديّ المُنتظَر فقد كذّب بدَعوةِ محمدٍ رسول الله والمسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليهم وعلى مَن تَبِعَهُم وجَاءَ ربَّه بقَلبٍ سَليمٍ مِنَ الشِّركِ بالله ربِّ العالَمين، وإنّما المسيح عيسى ابن مريم ومحمدٌ رسول الله والمهديّ المنتظَر جَميعُنا عَبيدٌ لله مِثلكم فلا تُبالِغُوا في دِينِكم بغَيرِ الحقّ؛ ومَن يُشرِكْ بالله فقد ضلّ ضَلَالًا بَعيدًا، والله على ما أقولُ وَكِيلٌ وشَهِيدٌ.
وأمّا البَأسُ الشّديدُ الذي أُنذِرُ مِنه الذين قالوا اتّخَذَ الله وَلدًا فقد جاءَ أمَدُه البَعيدُ واقتَربَ كوكبُ العَذابِ سقَر لوّاحةٍ للبَشر مِن عَصرٍ إلى آخَر.
ويا مَعشرَ النّصارى؛ أقسِمُ بالله الواحِد القهّار الذي خلقَ الجانّ مِن مارجٍ مِن نارٍ وخلقَ الإنسان مِن صَلصالٍ كالفخَّار الذي يُدرِكُ الأبصَارَ ولا تُدرِكُه الأبصَار؛ الذي أعَدَّ النّار للكفّار والجنّة للأبرارِ أنّ ما يُسَمّونَه الكوكب العاشِر نيبيرو أنّه حقٌّ على الواقِعِ الحقيقيّ لا شكَّ ولا ريبَ فيه شيئًا، يأتي للأرض مِن أطرَافِها فيُنقِصُها مِن البَشرِ بعد كلّ أمَدٍ بعيدٍ مِن عَصرٍ إلى آخر، ولكنّه هذه المرَّة سيَقتَرِبُ أكثَر مِن ذي قبل لكي يحدُثَ معه شَرطٌ مِن أشراطِ السّاعةِ الكُبَر فيَسبِق اللّيلُ النّهار بِسببِ مُرورِ كوكبِ النّار، فاحذَروا بأسَ الله الشَّديدِ يا معشَرَ الذين قالوا اتَّخذَ الله ولدًا!
وإنّي المهديّ المُنتظَر المُؤمِن بكتاب التّوراة وكتاب الإنجيل والقرآن العظيم، وإنّما أدعوكم إلى الاحتِكامِ إلى القرآن العظيم كونه مَحفوظٌ مِن التَّحريفِ والتَّزيِيفِ، أفلا ترَوْنَ أنّه نُسخَةٌ واحِدةٌ في العالَمين تَصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الحجر]؟
ولذلك يَجِدُه الناس نسخةً واحِدةً في العالَمين لم تَتغيَّر فيه كلمةٌ واحدةٌ، أليسَت هذه آية التّصديقِ على الوَاقِع الحقيقيّ لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم؟ فما يُدري محمدًا رسولَ الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أنّ البشرَ لن يُغيِّروا في كتابِ الله القرآنِ العظيمِ شيئًا لولا أنّه مُنَّزلٌ مِن ربّ العالَمين علّام الغُيوبِ الذي وعدَ بحِفظِه مِن التَّحريفِ والتَّزييفِ إلى يوم الدِّين؟ ومَرَّتْ عليه أكثرُ مِن ألفٍ وأربعمائة سنةٍ ولم تتغيَّر فيه كلمةٌ واحدةٌ، وتِلكَ مُعجِزةٌ للقرآن العظيم أنّ محمدً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - تَلقّاهُ مِن لَدُنِ حَكيمٍ عَليمٍ، وجعَل الله القرآن رسالةً شامِلةً للإنس والجنّ أجمعين وموسوعةَ كُتُبِ الأنبياء والمُرسَلِينَ والمَرجِع للتوراةِ والإنجيلِ والسُّنة النّبويّة، فما خالَفَ لمُحكَم القرآنِ العظيمِ في التّوراة أو في الإنجيلِ أو في السُّنة النّبويّة فاعلَموا أنّه مِن عِندِ غَيرِ الله مِن تَحريفِ وتَزييفِ الشّياطينِ مِن البَشر تنفيذًا لأمرِ الطّاغوتِ الأكبَرِ الشيطان الرّجيم (المَلَك هاروت) وكان مِن الجنّ ففسق عن أمر ربّه، وقبيله ماروت الذي كان مِن الملائكة وصارَ بشرًا سَوِيًّا وجعَلَه الله خليفةً مِن بعدِ آدم وآتاه الآيات وانسَلخَ منها واتّبعَ هَواهُ فأتبَعَهُ إليه الشيطانُ، فلا يَفتِنكم الشيطان وقبيله، فإنّهم يَرَونَكم مِن حيث لا تَرَونَهم، فهم في أرضِ الأنامِ حيث كان أبَوَاكُم حواء وآدم؛ فيها فاكهةٌ والنّخلُ ذاتُ الأكمامِ والحبّ ذو العَصفِ والرَّيحانِ مِن تحتِ أقدامِكم باطِن أرضِكم في نَفَقِ الأرض، فيها آياتٌ بيّناتٌ وجنّاتٌ ورَيحانٌ وأعنابٌ ورُمانٌ، فيها خَيراتٌ حِسانٌ قُصورُها مِن الفِضَّة وأبواب قُصورِها مِن الذّهب، وهي جنّةٌ لله باطِن أرضِكم وربّها الله وليس المسيح الكذاب، وهي أرضُ بابل في الكتاب ولا تحيطون بها عِلمًا، وهي أرض الأنام التي خلق الله فيها حوّاءَ وآدمَ؛ التي قال الله عنها في مُحكَم الكتاب: {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴿١٠﴾ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴿١١﴾ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الرحمن].
وهي جنّةٌ لله، وليست جنّة الله التي في السماء؛ بل جنّةٌ لله مِن تحتِ الثّرى، تُشبِعُ الإنسانَ حبَّةٌ واحِدةٌ مِن عناقِيدِ أعنابِها لكِبَرِ حَجمِها وطِيبِ مَذاقِها، فيها آياتٌ عَجَبًا، ولذلك قال الله تعالى لنبيّه صلّى الله عليه وآله وسلّم: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ ﴿٣٣﴾ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا ۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ۚ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ ﴿٣٤﴾ وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٣٥﴾ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ۘ وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّـهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴿٣٦﴾ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ قُلْ إِنَّ اللَّـهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
وهل تعلمونَ لماذا قال الله تعالى: {وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ} صدق الله العظيم؟ وذلك لأنّ لِله جنّةً في الأرض وجنّةً في السّماء عند سِدرةِ المُنتَهى، ولم يَجعَل الله خليفتَه آدم خليفةً عليه الصّلاة والسّلام في جنّة المأوَى عند سِدرة المُنتَهى؛ بل خليفة الله في أرض الأنام وهي جنّةٌ لله مِن تحتِ الثّرى، ولها مَشرِقَينِ مِن جِهَتَينِ مُتَقابِلتَينِ، وأبعَدُ مسافةٍ في الأرضِ هي بَينَ المَشرِقَين وذلك لأنّ الشمس تُشرِقُ عليها مِن البوّابتين وذلك لأنّ الأرض مَفتوحَةٌ مِن الأطرافِ ومُجَوّفَةٌ. ولذلك قال الله تعالى: {وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ} صدق الله العظيم، وذلك لكي يأتِيهم بآياتٍ منها؛ مِن أعنابِها ونَخلِها ورُمّانِها فيَرَونَها آياتٍ عجبًا لم يَرَوها قطُّ في حياتِهم.
والشمس تُشرِقُ عليها مِن البوّابتَينِ وليس في آنٍ واحدٍ؛ بل تُشرِقُ عليها مِن البوّابة الجنوبيّة فتَختَرِق أشِعّة الشمسِ باطِنها حتى تَنفُذَ أشِعّتها مِن البوّابة الشّماليّة، فهل تَدرونَ لماذا؟ وذلك لأنّ الله مهّدها تمهيدًا وفَرَشَها بالخُضرَةِ. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].
فإذا وقَفَ أحدكم في البوّابة الشّماليّة فسوفَ يَرى الشمس في مَشرِقِها الأقصى بالبوّابة الجنوبيّة نظرًا لاستِوَائِها فلا يَحجُبُ الشمسَ عنه عِوَجٌ فيها ولا أمْتٌ، فهي مُستوِيةٌ مِن المَشرِقِ الجنوبيّ إلى المَشرِقِ الشّماليّ، وأبعد مسافةٍ في هذه الأرض هي بين البوّابتين، ولذلك تمنَّى الإنسان أنّ بينَهُ وبين قَرينِه الشيطان بُعْدَ المَشرِقَين. وقال الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].
وذلك لأنّ الشّمس تُشرِقُ على أرضِ الأنام مِن جِهَتينِ مُتَقابِلتَينِ فإذا غابَت عنها عن البوّابة الجنوبيّة فإنّها تُشرِقُ عليها في نفسِ اللّحظة مِن البوّابة التي تُقابِلها، والقوم الذين فيها لم يَجعَل الله لهم مِن دُونِها سِترًا لأنّها إذا غَرُبَت عليهم مِن البوّابة الجنوبيّة أشرَقَت عليهم في نفس اللّحظة مِن البوّابة التي تُقابِلُها في النَّفَقِ الأرضيّ، ألا وإنّ الأرض ذات نفقٍ عظيمٍ فيها مِن آياتِ الله عجَبًا. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ} صدق الله العظيم [الأنعام:35].
ولم يُكلِّم الله رسوله إلا بالحقّ أنّ لله جنّةً في السّماء وجنةً في النّفق الأرضيّ مِن تحتِ الثَّرى وجميعُهنّ لله وحدَه. تصديقًا لقول الله تعالى: {لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَىٰ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [طه].
ولذلك قال الله تعالى: {وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ} صدق الله العظيم، وذلك لأنّ أرضَكم ذات تَجويفٍ نَفَقِيٍّ يَختَرِقُ الأرضَ؛ مُمتَدٌ في باطِنها ونافِذٌ إلى أطرافِها شَمالًا وجنوبًا، وتُشرِقُ الشمسُ عليها مِن البوّابةِ الجنوبيّة فتَغرُب عن البوّابةِ الجنوبيّة ومِن ثمّ تُشرِقُ عليها في نفسِ اللّحظة مِن البوّابة الشّماليّة، وبما أنها أرضٌ نفَقِيّةٌ مُمَهَّدَةٌ مُستَوِيَةٌ ولذلك تجِدونَ أشِعّة الشمسِ تَختَرِقُ باطِنَ أرضِكم حتى تَنفذَ مِن البوّابة التي تُقابِلها كما تُشاهِدونَ هذه الصّورة الحقّ على الواقِع الحقيقيّ. تصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ} صدق الله العظيم.
كما تَرَوْنَ الحقّ بالعِلمِ والمَنطِقِ على الوَاقِع الحقيقيّ تصديقًا لآياتِ الكتابِ ذِكرى لأولي الألباب:
https://mahdialumma.xyz/linking/TrouPoleNord.jpg
أخوكم الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليماني.
________________