المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حُكْم الإمام المَهديّ المُنتظَر بين السُّنَّة والشِّيعة الاثني عَشر في عَقيدة بَعثِ الإمام المُنتظَر



Admin
21-05-2010, 04:28 AM
الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
______________


حُكْم الإمام المَهديّ المُنتظَر بين السُّنَّة والشِّيعة الاثني عَشر في عَقيدة بَعثِ الإمام المُنتظَر ..


حُكْم المهديّ المنتظَر بين أهل السُّنّة والشّيعة الاثني عشر وكافة الفِرَق المُختَلفين في شأن خليفة الله وعبده المهديّ المنتظَر فأُهيمن عليهم بالبيان الحَقِّ للذِّكر فأحكُم بينهم بحُكم الله منه فيما كانوا فيه يختلفون، غير أنّ للمهديّ المنتظَر شرطًا في الحوار وهو أن نحتكم إلى الذِّكر المحفوظ من التَّحريف وذلك لأنّه لَن يَتَّبِع الحقّ إلَّا مَن كان يؤمن بالقرآن العظيم المحفوظ من التَّحريف حُجُّة الله على رسوله فيحاسبه لو لم يُبلِّغه، تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} صدق الله العظيم [سورة المائدة:67].

ولكن ما هي رسالة الله التي أمر رسوله أن يُبَلِّغها؟ والجواب: قال الله تعالى: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَـٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٩١﴾ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢﴾} صدق الله العظيم [سورة النمل].

وتصديقًا لقول الله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴿١٥﴾ قُل لَّوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُم بِهِ ۖ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٦﴾ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [سورة يونس].

وتصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦﴾ وَمَا كَانَ هَـٰذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٣٧﴾ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ ﴿٣٩﴾ وَمِنْهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُم مَّن لَّا يُؤْمِنُ بِهِ ۚ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ ﴿٤٠﴾ وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ ۖ أَنتُم بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٤١﴾ وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ ۚ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُوا لَا يَعْقِلُونَ ﴿٤٢﴾ وَمِنْهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ ۚ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لَا يُبْصِرُونَ ﴿٤٣﴾ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَـٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [سورة يونس].

فانظروا لقول الله تعالى: {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦﴾ وَمَا كَانَ هَـٰذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَىٰ مِن دُونِ اللَّـهِ وَلَـٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ ﴿٣٧﴾}.

وانظروا لقول الله تعالى: {وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [سورة يونس].

إذاً لن يتّبع الحقّ أبدًا من النَّاس إلَّا مَن اتَّبَع رسالة الله الذِّكر المحفوظ من التَّحريف من النَّاس أجمعين، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [سورة يس].

ويا معشر الشّيعة والسُّنة، لقد ضلَلْتم عن الحقّ وأضلَلْتم كثيرًا، وسبب ضلالكم هو أنّكم تقولون على الله ما لا تعلمون وتجاوزتم حدودكم في حقّ الله سبحانه وزعمتم أنّكم أنتم من يصطفي خليفة الله المهديّ المنتظَر! وما ينبغي لبني الإنسان والجانّ وملائكة الرَّحمن أن يصطفوا خليفة الله من دونه، وإنّكم لكاذبون فعقيدتكم واحدةٌ في بعث المهديّ المنتظَر سواء السُّنّة أو الشّيعة الاثني عشر، فأمَّا أهل السُّنة فقالوا أنّ المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم لا ينبغي له أن يقول يا أيّها النّاس إنّي المهديّ المنتظَر؛ بل هُم مَن سوف يقولون له أنت المهديّ المنتظَر من قبل أن يُعرِّفهم هو بشأنه فيهم، ثم زادوا وقالوا وكذلك لنا شرطٌ آخر وهو إذا اتَّقى الله ثم أنكَر أنّه المهديّ المنتظَر خليفة الله ومِن ثمَّ يزداد أهل السُّنة إصرارًا ثم يبايعونه على أنّه المهدي خليفة الله وهو صاغرٌ!

وأرى الأخ محمد عبد الله يدعو إلى تحكيم العقل، فهل يا أخي محمد يقبل عقلك أنّ أهل السُّنة يعلمون أيًّا مِن النَّاس هو المهديّ المنتظَر إذا جاء قدره المقدور في الكتاب المسطور ثم يصطفونه من بين النَّاس؟! والسؤال الذي يطرح نفسه: فما يُدريهم أنّ هذا الشخص هو المهديّ المنتظَر؟! وما يُدريهم بقدره المقدور في الكتاب المسطور؟ وفي أي جيل وعصر سيخلق الله خليفته المهديّ المنتظَر؟ فهذا شيء يختصّ به الله الذي يخلق الإنسان؛ المهديّ المنتظَر في عصره المُقدَّر حتى إذا بلغ أُشَدَّه علّمه البيان الحقّ للذِّكر لو كنتم تعقلون، فهذا ما يقبله العقل والمنطق رغم أنوفكم لو أرجعتم التَّحكيم إلى عقولكم، ثم يقول لكم: "يا معشر علماء السُّنّة والشّيعة إنّي المهديّ المنتظَر ابتعثني الله إليكم فأمرني أن أحاجّكم بكتاب الله القرآن العظيم المحفوظ من التَّحريف، قد جعله الله حُجّة المهديّ المنتظَر بالحقّ عليكم ولم يجعلني الله نبيًّا ولا رسولًا؛ بل الإنسان الذي يُعَلِّمَهُ الله البيان الحقّ للقرآن، تصديقًا لقول الله تعالى: {الرَّحْمَـٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ﴿٢﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [سورة الرَّحمن]".

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: وكيف سوف يُعلّم الله هذا الإنسان البيان للقرآن؟ والجواب: يُعلّمه الله بوحي التّفهيم فيُلهمه بسلطان العِلم من كتابه المسطور بالقَلَم، فيستنبط لكم سُلطان البيان من ذات القرآن، تصديقًا لقول الله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴿١﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ ﴿٢﴾ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ﴿٣﴾ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴿٤﴾ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [سورة العلق].

بمعنى أنّه عَلَّم الإنسان بكتابه المسطور لأنَّه يقرأ فيُعَلِّمه بالقَلَم، ولم يبعث إليه جبريل لِيُعَلِّمه البيان؛ بل عَلَّمه الله بالقَلَم، فيُلهمه سُطور البيان في القرآن لِيُحاجّ به علماء الأُمَّة من كتاب الله المَسطور (القرآن)، ثم يُبَيِّن للنَّاس أجمعين أنّ محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ما كان بنعمة ربّه بمجنون، فيتبيَّن للنَّاس أجمعين أنّ القرآن العظيم حقًّا تلقّاه محمدٌ - صلّى الله عليه وآله وسلّم - مِن لُدْنٍ حكيمٍ عليمٍ، فيتمّ الله بخليفته الإمام المهدي نوره ولو كره المجرمون ظُهوره، تصديقًا لقول الله تعالى: {ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴿١﴾ مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ﴿٢﴾ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ ﴿٣﴾ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴿٤﴾ فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ ﴿٥﴾ بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [سورة القلم].

وهذا الإنسان الذي يُعَلِّمه الله البيان الحَقّ للقرآن هو خليفة الرَّحمن وعبده المهديّ المنتظَر، فَلِكُلِّ دعوى بُرهان.

ويا معشر السُّنّة والشّيعة الاثني عشر لقد اختلفتم في المهديّ المنتظَر الحَقّ من ربّكم، فَمِنكم مَن اصطفاه قبل أكثر من ألف سنةٍ فيدعونه من دون الله وأشركوا بالله ولن يُغني عنكم المهديّ المنتظَر من الله شيئًا يا معشر الشّيعة الاثني عشر، وأمَّا أهل السُّنة فقد حَقَّروا من شأنه بغير الحقّ وهو خليفة الله عليهم بالحَقّ وقد فرض الله عليهم طاعته وهم من الصاغرين سجودًا لله بطاعة خليفته ولم يأمرهم الله أن يسجدوا لخليفته؛ بل السجود هو لأمر الله بطاعة خليفته وليس لَهُم الخيار مِن الأمر كما لم يجعل الله لملائكته الخيار في الأمر، وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ ﴿٧١﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٧٢﴾ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿٧٣﴾ إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٧٤﴾ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ ﴿٧٥﴾ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿٧٦﴾ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿٧٧﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿٧٨﴾ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿٧٩﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿٨٠﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿٨١﴾ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٢﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿٨٣﴾ قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ ﴿٨٤﴾ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٨٥﴾} صدق الله العظيم [سورة ص].

ويا معشَر الشّيعة والسُّنة وجميع علماء أُمَّة الإسلام وأتباعهم، أفلا تخشون لعنة الله إذا لم تطيعوا خليفة الله سجودًا لِمَن استخلفه عليكم (الله ربّ العالَمين)؟ غير أنّ لكم الحقّ أن تحذروا فتقولوا: وما يُدرينا هل حقًّا اصطفاك الله علينا؟ ثم نردّ عليهم من كتاب الله بإعلان برهان الإمامة والقيادة والخلافة في كلّ زمانٍ ومكانٍ ونقول: يا معشر علماء الشّيعة والسُّنة وكافة الأمَّة، فهل تعلمون أن لو يُكَلِّمكم الله تكليمًا من وراء الحجاب في خبركم أنّه اصطفى عليكم المهديّ المنتظَر لَما أمركم الله بالسجود لخليفة الله حتى يزيده عليكم بسطةً في العِلْم؟ حتى إذا هيمن عليكم بِعِلم الكتاب فعند ذلك يفرض الله عليكم السُّجود لخليفته. ولم يأمر ملائكته سُبحانه بالسُّجود لآدم إلَّا بعد أن زاده عليهم بسطةً في العِلم فعلَّم آدم ما لم يُعَلِّم به ملائكته ليكون العِلم هو بُرهان الخلافة في كُلِّ زمانٍ ومكان، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

ويا معشر الذين لا يعلمون ببرهان الخلافة في مُحكَم كتابه، فبرغم أنّ الله كلَّم ملائكته تكليمًا من وراء حجابه، ولكنّه لم يأمرهم أن يسجدوا لخليفة ربّهم إلَّا مِن بعد أن هيمن عليهم بسلطان العِلم ومِن ثمّ صَدَر أمر الله، فتدبَّروا وتفكَّروا بأنّ سلطان العِلم في الكتاب قد جعله الله هو البرهان لِمَن اصطفاه الله خليفة له في الأرض، وقال الله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم.

والسؤال الذي يوجهه المهديّ المنتظَر إلى أهل السُّنة والجماعة والشّيعة الاثني عشر وكافة الذين فرّقوا دينهم شيعًا وكُل حِزبٍ بما لديهم فرحون هو: فهل وجدتم أنّ الله أصدر الأمر إلى ملائكته بالسجود لخليفته آدم قبل حُجّة العِلم، أم إنّكم لم تجدوا أمر الله صدر إلَّا بعد أن زاد خليفته آدم بسطةً في العلم على الملائكة؟ وإنّما أحاجّكم بِمُحكم القرآن، فهذه الآية من الآيات المُحكمات تجدون فيها أنّ الأمر لم يصدر من الله إلى الملائكة بالسجود لخليفته إلا بعد أن زاد الله خليفته آدم بسطةً في العلم حتى إذا أقام الحجّة عليهم فتبيّن أنّ آدم هو أعلم منهم فأثبت بُرهان الخلافة عليهم بالحقّ وأنّ الله زاده بسطةً في العلم عليهم جميعًا، ومن ثم صدر الأمر من الرَّحمن أن اسجدوا لآدم فَسَجَدوا، وقال الله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم.

وعليه فقد جعل الله بُرهان الخلافة هو بَسطة العِلم على مَن استخلفه الله عليهم في كُلِّ زمانٍ ومكانٍ.

فانظروا إلى الإمام طالوت الذي استخلفه الله على بني إسرائيل، ما هو برهان الخلافة من ربّه على مَن استخلفه الله عليهم؟ وقال الله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّـهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٤٧﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].

إذًا يا معشَر عُلماء الشّيعة والسُّنة، كذلك قد جعل الله بُرهان الخلافة للإمام المهدي هو بسطةً في العلم عليكم أجمعين، وأقسمُ بالله العلي العظيم لئن أجبتم دعوى الاحتكام إلى كتاب الله لأخرسنّ ألسنتكم جميعًا سنةً وشيعةً وليس أنتم فحسب؛ بل أقسمُ بالله الواحد القهّار - قسمَ بارٍّ وما كان قسمَ فاجرٍ - لو يجتمع كافة علماء المُسلمين والنّصارى واليهود الأحياء منهم والأموات أجمعين لهيمن عليهم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليمانيّ بالعِلم والسلطان المُبين من كتاب الله ربّ العالمين حتى يُسَلّموا للحقّ تسليمًا فيطيعوا خليفة ربّهم، أو يأبَى الشّيعة والسُّنة السُّجود لخليفة الله عليهم ثم يلعنهم الله كما لعَن إبليس إلى يوم الدّين، وما كان لَكُم الخيرة من الأمر في خليفة الرَّحمن وما كان للجنّ من الأمر شيئًا كما لم يكن لملائكة الرَّحمن من الأمر شيئًا، لأنّ الله يعلم وأنتم لا تعلمون، ولا عِلم لكم إلا ما عَلَّمكم الله سبحانه وهو العليم الحكيم، أم إنّكم لا تعلمون لماذا كذَّب الله الملائكة وقال لهم: {فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:31]، وذلك لأنهم قالوا: {قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:30]، وذلك لأنّهم ليسوا بأعلم من الله سبحانه حتى يقولوا: {قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم، فانظروا لرَدِّ الله عليهم: {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم، وكَظَم الله غيظه في نفسه من ملائكته لأنَّهم تجاوزوا حدودهم في حَقِّ رَبِّهم، ولم يعلم الملائكة بِما صار في نَفْس الله مِنهم بسبب تجاوزهم فيما لا يحقّ لهم حتى إذا قال الله لهم: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم، ومِن ثمّ عَلِم الملائكة أنّهم تجاوزوا حدودهم في حقّ ربّهم في شأن اصطفاء خليفته من عباده فهم ليسوا بأعلم مِن الله؛ بل الله أعلمُ حيث يجعل عِلم رسالته، وعلموا تجاوزهم فيما لا يحقّ لهم من خلال قول الله تعالى: {أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم.

فانظروا لقول الله تعالى: {صَادِقِينَ} صدق الله العظيم، ومن أصدَق من ملائكة الرَّحمن المُقَرَّبين؟! ولكنهم تجاوزوا حدودهم في شأن اصطفاء خليفة الله في أرضه ثم كَذَّبهم الله بقوله تعالى: {صَادِقِينَ}، ويقصد: (فلستم أعَلمُ مِن الله)، وذلك لو تنظرون ردّ الله عليهم من قبل أن يتبيَّن لهم خطأهم وقال لهم: {قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم.

ولَكن الملائكة حين علموا بما صار في نفس الله منهم بسبب تجاوزهم إلى ما لا يحقّ لهم فيه مِن الأمر شيئًا في شأن اختيار خليفة الرَّحمن، فعند ذلك أقرّوا واعترفوا وسبّحوا ربّهم راجين عفوه وحلمه ونعيم رضوانه، وقال الله تعالى: {فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم.

وكذلك المهديّ المنتظَر يقول للشيعة الاثني عشر وأهل السُّنة: إنّكم لكاذبون في عقيدتكم أنّكم أنتم مَن يصطفي خليفة الله عليكم، فقد ابتعثني الله خليفةً له عليكم وعلى النَّاس أجمعين في الأرض لأحكم بالعَدل وأنطق بالقول الفَصل وما هو بالهزل إن كنتم تريدون الحقّ، فقد أيدني الله ببرهان الخلافة عليكم فزادني بسطةً في عِلم الكتاب فأُعَلِّمكم ما لم تكونوا تعلمون وأحكمُ بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون في جميع أركان الدّين الإسلامي الحنيف.

ومستمرٌ خَمْس سنوات وأنا أُصَحِّح للمؤمنين عقيدة الإخلاص للرُّكن الأول ليعبدوا الله وحده لا شريك له، وها نحن انتقلنا إلى الرُّكن الثاني وهو ركن الصَّلاة لكي يتمّ التفصيل للصلوات والركعات.

ولربّما يودّ أحد فطاحلة علماء السُّنة أن يقاطعني فيقول: "يا ناصر محمد اليمانيّ إنّما القرآن تنزّل جُملةً ولم يتنزّل مُفصلًا بل فَصَّلَتَه السُّنّة الحقّ". ثم يردّ عليه المهديّ المنتظَر وأنطق بالحقّ: بل تنزَّل مُفَصَلًا، وما على مُحَمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - والمهديّ المنتظَر إلا أن نأتي النّاسَ بحُكم الله من مُحكم كتابه فنُفَصِّله تفصيلًا؛ قُرآنه وبيانه في ذات القرآن، ولكنّكم لا تعلمون أنّ الله أنزل قُرآنه وبيانه، تصديقًا لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴿١١٤﴾ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿١١٥﴾ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿١١٦﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام].

وأما خُزعبلات الشِّيعة الاثني عشر وأهل السُّنة والجماعة المُخالِفة لِمُحكَم كتاب الله فأنا المهديّ المنتظَر سوف أفركها بنعل قدمي جميعًا فآتيهم بالحقّ مُفَصَّلًا من كتاب الله القرآن العظيم إن كانوا به مؤمنين، وأمّا سبب أنّي سوف أفرك روايات الخُزعبلات لدى الشّيعة الاثني عشر وأهل السُّنة والجماعة هو لأنّ كثيرًا مِمَّا لديهم لا مِن كتاب الله ولا من سُنّة رسوله شيئًا؛ بل هم مُستمسكون بما خالف لكتاب الله وسُنَّة رسوله ويحسبون أنّهم مُهتدون. ومثل الشّيعة الاثني عشر وأهل السُّنة لدى المهديّ المنتظَر كمثل اليهود والنّصارى، وقال الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ} صدق الله العظيم [البقرة:113].

ولكنّ اليهود صَدَقوا بقولهم: {لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ}، وكذلك النَّصارى صَدَقوا بقولهم: {وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ} صدق الله العظيم، وهل تدرون لماذا ليست اليهود على شيء ولا النّصارى على شيء؟ وذلك لأن اليهود لم يقيموا التّوراة بصيرةً لهم من ربّهم، وكذلك النّصارى لم يقيموا الإنجيل بصيرةً لهم من ربّهم، وقال الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ ۗ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۖ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم [سورة المائدة].

وليس شرطًا أن يكون الحُكّام من آل البيت! فلا فرق بيننا وبين المسلمين شيئًا في كتاب الله ولم يُفَضِّلنا الله على النَّاس شيئًا، وأكرَم النَّاس عند الله أتقاهم سواء كانوا من آل البيت أو من القبائل أو مِن الشعوب، فويلٌ للذين يسفكون دماء المسلمين ليس إلا بحُجَّة أنّهم أولى من النَّاس بِحُكم البلاد.

ألا والله لو يحكم بعض آل البيت البلاد فإنّهم سوف يفسدون أشَدّ من فساد اليهود في غزة، وهل تدرون لماذا؟ لأنّ المفسدين لا ينتمون إلى آل البيت المُطَهَّر شيئًا فأكثرهم من ذُريات اليهود ويزعمون أنّهم من آل البيت وهم ليسوا منهم في شيء، وأمّا مُفتي الديار (عبدة الدينار) فإنّ حُكَّام العرب الجُبناء لَهُم أشدّ رهبة في صدورهم مِن الله الواحد القهّار، فلم يضغطوا عليهم ليتّخذوا القرار فيعلنوا الاستنفار للجهاد في سبيل الله (كافة المُسلمين خِفافًا وثِقالًا) ضدّ اليهود المعتدين على إخواننا المسلمين أيّام حرب غزَّة، فماذا تريدون بهذه الحياة يا مَن مسّكم الوهن ورضيتم بالحياة الدُّنيا وكرهتم الموت وأحببتم الحياة؟! فقد استنفرناكم فأبيتُم، فإنّي أبشركم بعذابٍ أليمٍ تصديقًا لقول الله تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [سورة التوبة].

فهل تدرون ما هو المقصود بقول الله تعالى: {فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} صدق الله العظيم؟ وذلك عذاب الله الذي وعَد منكم من ارتدّ عن دينه والجهاد في سبيله؛ تجدونه في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴿٣٨﴾ إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٣٩﴾} صدق الله العظيم [سورة التوبة].

ويا علماء الأمّة ارحموا أنفسكم وأمّتكم فقد اقترب عذاب الله وأنتم عن الحقّ معرضون ولم تجيبوا دعوة المهديّ المنتظَر إلى كتاب الله، فإلى متى الصَّبر؟! وطال الانتظار يا أيُّها المعرضون عن الدعوة إلى الاحتكام إلى كتاب الله (الذِّكر) لنحكُم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون لِجَمع صفّكم من بعد تفرقكم وفشلكم فنعيد عزّكم؛ والعِزَّة لِمَن لا يخافُ في الله لومة لائمٍ تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّـهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [سورة المائدة].

وأمّا أنت يا محمد عبد الله الذي جاء لنا بخزعبلات الشِّيعة ونسيت خزعبلات السُّنّة، فجميعكم على ضلالٍ مُبينٍ، غير أنّ الشّيعة لهم أشدُّ ضلالاً بسبب الإشراك بالله بالمبالغة في آل بيت رسول الله، وليس أهل السُّنة منهم ببعيد فهم ينتظرون مُحمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ليشفع لهم بين يدي الله.

ولربّما يودّ أحد فطاحلة علماء أهل السُّنة أن يقاطعني فيقول: "ألم يقل الله تعالى: {عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} صدق الله العظيم [الإسراء:79]، أليس ذلك هو مقام الشفاعة يا ناصر محمد اليمانيّ؟" ومن ثم يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ وأقول: وهل ترى هذه الآية من المُحكَمات من آيات أُمّ الكتاب البَيِّنات فعلمت ما هو المقصود بالمقام المحمود حتى تستمسك بها؟ ولكنّك أعرضت عن الآية المُحكَمة في قلب وذات الموضوع لعالمكم وجاهلكم التي تفتي أنّ الله لم يبعث رسوله محمدًا - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إلَّا لِيُنذركم والنّاس أجمعين من عقيدة الشفاعة بين يدي الله سبحانه، وقال الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام].

ولكنّ الشِّيعة والسُّنة لن تعجبهم هذه الآية وهي من الآيات المُحكَمات من أُمّ الكتاب وسوف يقولون: "لا يعلمُ بتأويل القرآن إلا الله" برغم أنّها لَمِن المُحكَمات لعالمكم وجاهلكم، ومن ثم يعمدون إلى الآيات التي لا تزال بحاجةٍ إلى التأويل فإذا بهم يفسّرونها على هواهم فإذا هم يحاجّون بها ويتركوا الآية المُحكَمة الواضحة البَيِّنة مِن أُمّ الكتاب في أصول عقيدة المُسلِم الحقّ، مثال قول الله تعالى: {وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم.

لا قُوَّة إلَّا بالله العليّ العَظيم، إنَّا لله وإنَّا إليه لراجعون.

وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
خليفة الله وعبده الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليمانيّ.
_____________________