المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ردود الإمام على الشيخ أحمد الهواري



Admin
08-05-2010, 05:12 AM
( ردود الإمام على الشيخ أحمد الهواري )

- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
24 - 05 - 1431 هـ
08 - 05 - 2010 مـ
02:12 صباحاً
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
(https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=1954)https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=1954 (https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=1954)
ـــــــــــــــــــ


ردُّ الإمام المُلجم من مُحكم القُرآن العظيم ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جَدّي مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله الطيبين- وسلّم تسليماً..
وسلامُ الله على أخي الكريم فضيلة الدكتور أحمد الهواري إمام وخطيب مسجد البر والإحسان - طارق - عمان، وأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم فضيلة الشيخ الكريم في طاولة المهديّ المنتظَر لكافة خُطباء المنابر ومُفتيي الديار، وبما أنّني أعلمُ علم اليقين أنّي لم أفترِ على الله كذباً وأنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ المُصطفى من ربّ العالمين فاسمح لي يا فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الهواري أن أعلن النتيجة بيني وبينك بالحقّ مُقدّماً من قبل الحوار أنّي سوف أُهيمن على إمام وخطيب مسجد البر والإحسان بسُلطان العلم المُحكم من القرآن العظيم حتى أجعله بين خَيارين اثنين لا ثالث لهما، فإمّا أن يتَّبع المهديّ المنتظَر وإمّا أن يُعرض عن كتاب الله القُرآن العظيم ومن ثم يحكمُ الله بيني وبينه بالحقّ وهو خير الفاصلين.

ويا أيها الشيخ الكريم، كُن شاهداً على نفسك وعلى الإمام ناصر محمد اليماني بالحقّ ولا تخَف في الله لومةَ لائمٍ، ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار كونوا شُهداءَ بالحقّ بيني وبين فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الهواري، فإن وجدتُم الحقّ معه فلا تأخذُكم العزّة بالإثم ولا تتعصّبوا مع الإمام ناصر محمد اليماني التعصب الأعمى إن تبيَّن لكم أنّ الإمام ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مُبينٍ، فاحذروا التعصّبَ الأعمى بغير الحقّ، فذلك من أسباب ضلال أمَّة الإسلام (التعصب الأعمى) فكل طائفةٍ تتعصّب مع عُلماء مذهبهم ويتّبعونه الاتّباع الأعمى دون أن يستخدموا عقولهم، فلا تكونوا مثلهم فتجنحوا مع الإمام ناصر محمد اليماني إن تبيَّن لكم أنّ الحقّ مع فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الهواري، فلا تأخذكم العزّة بالإثم وما ينبغي لكم، ولا تكونوا ممّن قال الله عنهم: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحقّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:146].

ومن يفعل ذلك فإنه من شياطين البشر وليس من أنصار المهديّ المنتظَر، ولكن هيهات هيهات.. وأقسمُ بالله الواحد القهّار قسمَ المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم لا يستطيع كافة عُلماء الجنّ والإنس أن يُهيمنوا على الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني حتى في مسألةٍ واحدةٍ وإنّا لصادقون بإذن الله ربّ العالمين، ولكن بشرطٍ رئيسيٍّ وأساسيٍّ وهو أن نحتكم إلى كتاب الله القُرآن العظيم، ولا أقول مُتشابهه؛ بل إلى آيات الكتاب المُحكمات هُنّ أمّ الكتاب لا يزيغُ عمّا جاء فيهنّ إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ، فما وجدناه جاء مُخالفاً لمحكم كتاب الله في السُّنة النَّبويّة فقد علمنا أنَّ ذلك حديثٌ مُفترًى من عند غير الله أي من عند الشيطان الرجيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء].

ومن خلال هذه الآيات تعلمون علم اليقين إنّما السُّنة النَّبويّة هي من عند الله كما القرآن من عند الله، وبما أنّ الله لم يَعِدُكم بحفظ السُّنة من التحريف ولذلك علّمكم بالناموس لكشف الأحاديث المكذوبة أن تعرضوها على كتاب الله فما وجدتم منها بينها وبين مُحكم القرآن اختلافاً كثيراً جُملةً وتفصيلاً فاعلموا أنّ ذلك الحديث مُفترًى في السُّنة النَّبويّة قد جاءكم من عند غير الله أي من عند الشيطان الرجيم على لسان أولياء من شياطين البشر الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكُفر والمكر فصدّوكم عن الصراط المُستقيم يا فضيلة الشيخ، حتى أنَّكم ترَوا الحقّ باطلاً والباطلَ حقاً؛ بل جعلوكم تُصدِّقون بما خالف لمُحكم كتاب الله. وأضرب لكم على ذلك مثلاً في عقيدتكم أنَّ المسيحَ الكذابَ يقطع رجُلاً إلى نصفين ومن ثم يمرّ بين الفلقتين ومن ثم يُعيد إليه روحَه مع أنَّه يدّعي الرّبوبية، وهذه من ضمن عقائدكم يا فضيلة الشيخ الكريم أحمد الهواري، وبما أنّي الإمام المهديّ مُتبعٌ ولست مُبتدعاً فسوف ألتزم بتطبيق الناموس لكشف الأحاديث المدسوسة، ومن ثم أقوم بعرض هذه الرواية على مُحكم كتاب الله، فإذا كانت من عند غير الله فحتماً سوف نجد بينها وبين مُحكم القرآن اختلافاً كثيراً جُملةً وتفصيلاً بل تضاداً بينهم تماماً وذلك لأنّ الحقّ والباطل نقيضان مُختلفان وإلى التطبيق للتصديق:
الأول: عن أبي سعيد الخدري قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً طويلاً عن الدجال، فقال فيما يحدثا: يأتي الدجال، وهو محرّم عليه أن يدخل نقاب المدينة، فيخرج إليه رجل [يمتلئ شباباً] يومئذٍ [من المؤمنين]، هو خير الناس أو من خيرهم؛ [78] فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه. فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته؛ أتشكون في الأمر؟ فيقولون: لا. فيقتله ثم يحييه، يقول حين يحيى: والله؛ ما كنت قط أشد بصيرة فيك مني الآن! قال: فيريد قتله الثانية، فلا يسلط عليهويا فضيلة الشيخ إنّي الإمام المهديّ لا أطعن في أبي سعيد الخدري ولا في أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وعليهم وأسلمُ تسليماً؛ بل أقول قد افتُريَ عليهم وعلى نبيِّهم من قبل شياطين البشر، ويا حبيبي في الله فضيلة الشيخ أحمد إنّي أجد في مُحكم كتاب الله القرآن العظيم أنّ الله يتحدَّى الباطل وأولياءه أن يعيدوا روح ميتٍ واحدٍ إلى الجسد مع أنّهم يدعون الباطل من دون الله، ويقول الله تعالى لئن فعلوا فقد صدقوا في دعواهم الباطل من دون الله سُبحانه وتعالى علواً كبيراً، وما يلي تحدي الله بالحقّ للباطل وأوليائِه أن يعيدوا الروح إلى الجسد من بعد الموت ولو لميّتٍ واحد فقط. وقال الله تعالى: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴿٧٥﴾ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ﴿٧٦﴾إِنَّهُ لَقُرْ‌آنٌ كَرِ‌يمٌ ﴿٧٧﴾ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ ﴿٧٨﴾ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُ‌ونَ ﴿٧٩﴾ تَنزِيلٌ مِّن ربّ العالمين ﴿٨٠﴾ أَفَبِهَـٰذَا الْحَدِيثِ أَنتُم مُّدْهِنُونَ ﴿٨١﴾ وَتَجْعَلُونَ رِ‌زْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ﴿٨٢﴾ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ ﴿٨٣﴾ وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُ‌ونَ ﴿٨٤﴾ وَنَحْنُ أَقْرَ‌بُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُبْصِرُ‌ونَ ﴿٨٥﴾ فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾ فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّ‌بِينَ ﴿٨٨﴾ فَرَ‌وْحٌ وَرَ‌يْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿٨٩﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩٠﴾ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩١﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ﴿٩٢﴾ فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ ﴿٩٣﴾ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴿٩٤﴾ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴿٩٥﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَ‌بِّكَ الْعَظِيمِ﴿٩٦﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

فانظر لقول الله تعالى: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم، ومن ثم انظر إلى الرواية تجد عكس التحدي من الله تماماً:
[أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته؛ أتشكون في الأمر؟ فيقولون: لا. فيقتله ثم يحييه]انتهى الاقتباس من الرواية المُفتراة.

ويا فضيلة الشيخ المُحترم، بارك لله فيك فانظر حبيبي في الله إلى قول الله تعالى: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم، فتبيَّن التحدي من ربّ العالمين {تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم، فتبيَّن قول الله تعالى: {إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم، فكيف يُصدِق اللهُ عدوَّه بمُعجزة إحياء الموتى مع إنّه يدّعي الرّبوبيَّة فيُفسد تحدّيه للباطل في محكم كتابه، أفلا تعقلون؟ فهل يقبل هذا العقل والمنطق يا فضيلة الشيخ؟ وقال الله تعالى: {قلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بالحقّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿٤٨﴾ قُلْ جَاءَ الحقّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

وإنّما أضرب لكم على ذلك مثلاً، فكثيرٌ من عُلماء الأمّة يتّبعون الروايات والأحاديث الاتِّباع الأعمى دون أن يستخدموا عقولهم شيئاً، فلا تكن منهم حبيبي في الله، ولكنّي أُفتيك بالحقّ أن الله قد جعل مُحكم القُرآن العظيم هو المرجع لأحاديث السُّنة، فما خالف لمحكمه كفرنا بما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم سواءً يكون في التوراة أو في الإنجيل او في السُّنة النَّبويّة لأن ما خالف لمُحكم كتاب الله فهو من عند الشيطان الرجيم سواء يكون في السُّنة النَّبويّة أو في التوراة أو في الإنجيل فجميعهم ليسوا بمحفوظين من التحريف والتزييف، ولم يعدكم الله إلا بحفظ القرآن العظيم، ولذلك تجده نُسخةً واحدةً في العالمين برغم أن الذّكر المحفوظ من التحريف القُرآن العظيم أنه عاصر قُروناً وأُمَماً من البشر، فلا يزال محفوظاً من التحريف ليجعله الله الحجّة عليكم بالحقّ إن أضلّكم شياطين الجنّ والإنس عن الصراط المُستقيم.

ويا حبيبي في الله فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الهواري، إنّي الإمام المهديّ لا أكفر بسُنَّة محمد رسول الله الحقّ وأعوذُ بالله أن أكونَ من الجاهلين، وحتى ولو لم يوجد للحديث النبويّ بُرهانٌ في القُرآن فإنّي لا أُنكره بل أردّ ذلك إلى عقلي الذي أنعم به الله عليَّ، فإن قَبِلَه العقل والمنطق اتّبعته حتى ولو لم يكن لهُ برهاناً واحداً في القرآن العظيم، فلن تجد المهديّ المنتظَر يكفر بسُنّة محمد رسول الله الحقّ صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليماً؛ بل درجة إيماني بها كدرجة إيماني بهذا القرآن العظيم، وإنّما أكفر بما خالف لمُحكم كتاب الله في السُّنة النَّبويّة حتى ولو اجتمع على روايته كافة عُلماء الجنّ والإنس لما اتّبعته ما دام مُخالفاً لمحكم كتاب الله بل أنا الإمام المهديّ مُعتصمٌ بحبل الله القرآن العظيم، فما خالف لمحكمه فهو مُفترًى من عند الشيطان الرجيم سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النَّبويّة، فإذا اتفقنا على هذا الناموس أن يكون الله هو الحكم بين ناصر محمد اليماني وبين الدكتور فضيلة الشيخ أحمد الهواري فسوف أحكم لكم بالحقّ لا شك ولا ريب بإذن الله العزيز العليم، وأما إذا رفض الدكتور أن يكون الله هو الحكم فما بعد الحقّ إلا الضلال؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:144].

وإنّما نستنبطُ لكم حُكمَ الله من محكم كتابه القرآن العظيم مؤمناً بكتاب الله وسُنَّة رسوله الحقّ وأنا من المُسلمين، وعلى هذا الأساس نبدأ الحوار بتطبيق الناموس لكشف الأحاديث المكذوبة عن النبي -صلّى الله عليه وآله وسلّم- حتى نُعيدكم إلى منهاج النّبوة الأولى بإذن الله.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
______________

Admin
09-05-2010, 02:42 AM
- 2 -
الإمام ناصر محمد اليماني
25 - 05 - 1431 هـ
09 - 05 -2010 مـ
03:42 صباحاً

[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
(https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=1985)https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=1985 (https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=1985)
ـــــــــــــــــــ


ردُّ الإمام المُهيّمن بالبيان الحقّ للقُرآن العظيم ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمُرسلين وآلهم الطيبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين ولا أُفرّق بين أحدٍ من رُسله وأنا من المُسلمين..
وأنا المهديّ المنتظَر خليفة الله المُصطفى أكرِّر الترحيب بفضيلة الشيخ أحمد أحد مشايخ العلم من دولة الأردن الشقيقة وبكافة عُلماء أمَّة الإسلام والنّصارى واليهود وكافة الباحثين عن الحقّ من مُختلف دول البشر، واُرحِّب بكافة الكُفار للحوار في موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فأهلا بكم وسهلاً ومرحباً بضيوف طاولة الحوار العالميّة الحرّة.

ونقتبس من بيان فضيلة الشيخ أحمد ما يلي:
أهذا هو الدليل في أنك أنت المهدي؟ أن من حاجك بالقرآن الا غلبته بالحق!!!!! أقول أن هذا لا يصلح أن يكون دليلا
ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا فضيلة الشيخ فكيف لا يصلح أن يكون دليلاً كلامُ الله الحقّ المحفوظ من التحريف والتزييف؟ وقال الله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بالحقّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾ وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٧﴾ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّـهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ‌ مُسْتَكْبِرً‌ا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْ‌هُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [الجاثية].

ويا فضيلة الشيخ أحمد تذكَّر فتواك بالباطل بما يلي:
أهذا هو الدليل في أنك أنت المهدي؟ أن من حاجك بالقرآن الا غلبته بالحق!!!!! أقول أن هذا لا يصلح أن يكون دليلا
ولكنّي الإمام المهديّ بعثني الله مُتّبِعاً ولستُ مُبتدِعاً بمعنى أنّي أحاجّ الناسَ بما كان يُحاجُّهم به جدّي مُحمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ولذلك تجدني أدعو الى الله بذات البصيرة التي يُحاجّهم بها مُحمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- القُرآن العظيم لأنّي من أتباع محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك أحاجُّهم بذات البصيرة التي يُحاجّهم بها خاتم الأنبياء والمُرسلين. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} صدق الله العظيم [يوسف: 108].

وما هي هذه البصيرة؟ وتجد الفتوى في قول الله تعالى: {إِنَّمَا أُمِرْ‌تُ أَنْ أَعْبُدَ رَ‌بَّ هَـٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّ‌مَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ ۖ وَأُمِرْ‌تُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٩١﴾ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْ‌آنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِ‌ينَ ﴿٩٢﴾ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ سَيُرِ‌يكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِ‌فُونَهَا ۚ وَمَا رَ‌بُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٩٣﴾} صدق الله العظيم [النمل].

فانظر إلى البصيرة الحقّ: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ} صدق الله العظيم، فانظر لقول الله تعالى: {وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ} أي من المُنذرين بكتاب الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ} [الأنعام:19].

وإنّما الإنذار لهم من ربِّهم هو أن يتّبعوا ما أُنزل إليهم من ربِّهم تنفيذاً لأمر الله تعالى: {اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} [الأعراف:3].

ولن يتّبِع الذكرَ؛ كلام الله المحفوظ من التحريف إلا من كان يخشى الله ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} صدق الله العظيم [يس:11].

وأمر الله نبيَّه أن يُجاهد الكُفار بهذا القرآن العظيم جهاداً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا} صدق الله العظيم [الفرقان:52].

بمعنى أنّه لا يتَّبع أهواءَهم المُخالفةَ لما أنزل الله عليه في محكم القرآن العظيم، وأنّه لو يتَّبع أهواءَهم المُخالفةَ لما أنزل الله في القرآن العظيم لضلّ عن الصراط المُستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:56].

وبما أنّ الإمام المهديّ يبعثه الله مُتَّبِعاً لمُحمدٍ رسولِ الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فأُمرتُ بتنفيذ ما أمر الله به جدّي تماماً أن أحذو حذوَه فأُجاهد الناس بمُحكم القُرآن العظيم جهاداً كبيراً، وأن لا أتَّبع أهواءَهم المُخالفة لمُحكم آيات الكتاب البيّنات، بل أنا الإمام المهديّ المُعتصم بحبل ِالله القُرآن العظيم النور الذي أنزله الله على نبيّه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

وأمر الله نبيّه أن يحكم بما أنزل الله بين المُختلفين في الدين. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً} [النساء:105].

وتصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [النحل:64].

وتصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [النمل:76].

ومن ثمّ دعا محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الذين فرّقوا دينهم شِيعاً من أهل الكتاب إلى الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم، فأعرض الذين هم للحقّ كارهون. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:23].

وقال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحقّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْ‌عَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَ‌اتِ ۚ إِلَى اللَّـهِ مَرْ‌جِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْ‌هُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِ‌يدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرً‌ا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

ولكنّ كثيراً من عُلماء المُسلمين اليوم قد اتّبعوا أحاديثَ مُفترياتٍ على رسوله من قِبَلِ فريقٍ من أهل الكتاب حتى ردّوهم من بعد إيمانهم كافرين بما أنزل الله عليهم في آيات الذكر الحكيم، وسبق الإنذار للذين من قبلهم من المُسلمين. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِ‌يقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُ‌دُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِ‌ينَ ﴿١٠٠﴾وَكَيْفَ تَكْفُرُ‌ونَ وَأَنتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّـهِ وَفِيكُمْ رَ‌سُولُهُ ۗ وَمَن يَعْتَصِم بِاللَّـهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٠١﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

وأمّا كيف الاعتصام بالله؟ وهو أن تعتصموا بحبل الله القُرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} صدق الله العظيم [آل عمران:103].

وإنّما الاعتصام هو الاتّباع لكتاب الله القرآن العظيم وعدم الاعتصام بما خالف لمُحكم كتاب الله، ومن اعتصم بحبل الله القرآن العظيم فقد هُدي إلى صراطٍ مُستقيمٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْ‌هَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورً‌ا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَ‌حْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَ‌اطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

إذاً يا فضيلة الشيخ لقد أصبح كتاب الله القرآن العظيم هو الحجّة عليكم من ربّكم وحَفِظَهُ من التحريف حتى لا تكون لكم الحجّة على الله يوم لقائه. وقال الله تعالى: {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَ‌كٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْ‌حَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَ‌اسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن ربّكم وَهُدًى وَرَ‌حْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

ولم يحفظ الله كتابه القرآن العظيم من التحريف عبثاً؛ بل لكي تتّبعوه جيلاً بعد جيلٍ لعلكم تُرحمون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَ‌كٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْ‌حَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَ‌اسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن ربّكم وَهُدًى وَرَ‌حْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم، وحتى لا تكون لكم الحجّة على الله لو تمَّ تحريف القرآن عبر الأجيال فلم يتبيّن لكم الحقّ من الباطل. ولذلك قال الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} صدق الله العظيم [الحجر:9].

وذلك لأنّ الله جعله البُرهان من الله للعالم على طالب العلم فجعله الله بُرهان الصدق من ربّ العالمين. ولذلك قال الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111].

وبما أنّ القرآن هو البرهان للعالم على طالب العلم وعلى الناس جميعاً، ولذلك قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْ‌هَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورً‌ا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَ‌حْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَ‌اطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

ألا وإنّي الإمام المهديّ آتاني الله حُكم الكتاب بقوةٍ حتى لا يُحاجّني عالِمٌ من القُرآن إلا هيمنتُ عليه بسُلطان العلم المُحكم من كتاب الله القُرآن العظيم، وجعلني الله إمامَ عدلٍ وحَكَمَ فصلٍ بما أنزل الله، ولذلك زادني بسطةً في علم البيان للقُرآن العظيم ليكون بُرهان الخلافة كما زاد آدم بسطةً في العلم على الملائكة، ولم يأمر الله ملائكته بالسجود لآدم إلا من بعد إقامة الحجّة بسُلطان العلم أنّه زاد آدم بسطةً في العلم عليهم، فأثبت خليفة الله آدم أنّ الذي اصطفاه عليهم قد زاده بسطةً في العلم، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْ‌ضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾ وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَ‌ضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ‌ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

أم إنَّكم لا تعلمون لماذا وبَّخ الله ملائكتَه بقولِه: {إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}؟ وذلك بسبب قولهم لربهم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء}، وكأنّهم أعلم من ربِّهم، سُبحانه! وما كان لهم الخيرة في خليفة الله ولا للجنّ والإنس ولا يُشرك في حُكمه أحداً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [القصص: 68].

فكيف يحقّ لكم أنتم يا معشر عُلماء المُسلمين الخيرة في اصطفاء المهديّ المنتظَر حتى حرّمتم عليه أن يُعرّفكم بشأنه فيكم إذا ابتعثه الله في قدره المقدور في الكتاب المسطور؟ بل قلتم أنَّكم أنتم من تصطفون المهديّ المنتظَر من بين البشر، فيا عجبي منكم! وما يدريكم بعصر بعث المهديّ المنتظر؟ وما يُدريكم أي شخصٍ في البشر المهديّ المنتظر؟ وما يُدريكم في أي جيلٍ وفي أي أمَّةٍ هو ما لم يبعثه الله في قدره المقدور في الكتاب المسطور فيؤتيه حُكمَ الكتابِ بقوةٍ كما آتاه لأنبيائه ورُسله والتابعين لكُتبه؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:63].

وتصديقاً لقول الله تعالى: {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ} صدق الله العظيم [مريم: 12].

وليس الأمر بأخذ الكتاب بقوة حصريّاً على الأنبياء والمهديّ المنتظَر؛ بل على كل عالمٍ من عُلماء الدين وأتباعهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {‏‏وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم‏} [الزمر:55].

{‏‏فَبَشِّرْ‌ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} [الزمر]

ويا أيها الشيخ أحمد الهواري عجباً قولك ما يلي:
أهذا هو الدليل في أنك أنت المهدي؟ أن من حاجك بالقرآن الا غلبته بالحق!!!!! أقول أن هذا لا يصلح أن يكون دليلا
فكيف لا يصلح القُرآن العظيم يا فضيلة الشيخ أحمد أن يكون دليلاً على الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم الذي بعثه الله حكماً بينكم فيما كنتم فيه تختلفون لوحدة صفّكم من بعد تفرّقِكم إلى شيعٍ وأحزابٍ وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون؟ أم تُريد الإمام المهديّ يأتيكم بجديدٍ؟ ولكنّ الإمام المهديّ مُتبعٌ وليس مبتدعاً. ويا رجل إنّما الإمام المهديّ جعله الله حكماً بينكم والحقّ قد تفرّق هُنا وهُناك فمن الطوائف من يكونون على الحقّ في مسألةٍ ولكنّهم على باطلٍ في أخرى، ولن تجد الإمام المهديّ ينتمي إلى طائفةٍ من طوائفكم وذلك لأنّك إن وجدتني صدقت طائفةً في مسألةٍ في الدين فستجدني أخالفهم إلى الحقّ في مسألةٍ أخرى فلا تكن من الجاهلين أخي الكريم.

وأمّا قولك بما يلي:
اذاً لا بد ان نضع ضابطا محكما لمعرفة المهديّ الحقّ فما هو الضابط: هل هو العلم؟ اي ان يكون في غاية من الحجّة والبرهان؟ الجواب لا لان العلماء بهذا الوصف كثيرونومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ وأقول: بل الضوابط التي تستطيعون من خلالها معرفة المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم هو أن يزيده الذي اصطفاه عليكم بسطةً في علم البيان الحقّ للقرآن حتى يُهيمن عليكم جميعاً بحكم الله الحقّ بينكم فيما كنتم فيه تختلفون يستنبطه لكم من محكم القرآن العظيم حتى يهيمن على كافة المُختلفين في الدين بمُحكم القرآن العظيم سواء يكونون من الأُمّييِّن أو من أهل الكتاب، وذلك لأنّ الله جعل بُرهان الإمامة والقيادة هي البسطة في العلم. تصديقاً لقول الله تعالى: {قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:247].

وكذلك الإمام المهديّ مَثلُه كمثلِ طالوت الذي اصطفاه الله إماماً لبني إسرائيل فزاده بسطةً في العلم عليهم، وكذلك الإمام المهديّ زاده الله عليكم بسطةً في علم البيان الحقّ للقرآن ليكون البرهان في عصر الظهور، وجعل القرآن العظيم هو المرجع والحكم والمُهيمن على التّوراة والإنجيل والسُّنة النَّبويّة، ولذلك أدعوكم إلى الرجوع إلى كتاب الله القُرآن العظيم لنحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون. وقال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحقّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْ‌عَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَ‌اتِ ۚ إِلَى اللَّـهِ مَرْ‌جِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْ‌هُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِ‌يدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرً‌ا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

فانظروا لقول الله تعالى {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم، ولذلك وجب على الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّكم إذا حضر في قدره المقدور في الكتاب المسطور أن يدعوكم إلى كتاب الله القُرآن العظيم فيستنبط لكم حُكم الله من مُحكم كتابه فيما كنتم فيه تختلفون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى: 10].

وأما قولك أنّ العُلماءَ كثيرون ولذلك لا ينبغي أن يكون الضابط الحقّ لمعرفة المهديّ المنتظَر هو سُلطان العلم. ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ وأقول: ولكنّي لستُ مثلكم أقول على الله ما لم أعلم وأفتي الناس مثلكم ومن ثم أقول: "والله أعلم، فإن أخطأت فمن نفسي"! وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين. بل أتحدّى بسُلطان العلم المُلجم لكُل عالِم حتى يتّبع الحقّ أو يكفر بمحكم القُرآن العظيم أو يصمت كما صمت فضيلة الشيخ أحمد الهواري الذي كان يظنّ أنّ الروايات لم يأتِ بينها حديثٌ مُفترًى من الشيطان الرجيم على لسان أوليائه من شياطين البشر الذين يُظهرون الإيمان ويبطنون الكُفر حتى صدّوكم عن الصراط المستقيم حتى إذا ضربنا لك على ذلك مثلاً وآتيناك بروايةٍ شيطانيّةٍ جعلتكم تكفرون بتحدي الله وتعتقدون بتحدي الشيطان الرجيم على أنّه يعيد روح ميتٍ من بعد أن قتله ومرّ بين الفلقتين ومن ثم أرجع إليه روحه من بعد موته فأحياه، والشياطين يعلمون علم اليقين أنّ وليهم الباطل من دون الله لا يستطيع أن يفعل ذلك وإنما يريدون أن تكفروا بتحدي الله في مُحكم كتابه: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

ومن ثم جعلوكم تعتقدون بعكس التحدي من ربّ العالمين فاعتقدتم أنّ الباطل المسيح الكذاب سوف يعيد روح ميت من بعد قتله فأصبحتم تكذِّبون بتحدّي الله في محكم كتابه وأنتم لا تعلمون وتحسبون أنّكم مهتدون، وأنتم لستِم على شيءٍ حتى تتّبعوا ما أُنزل إليكم من ربِّكم في مُحكم القرآن العظيم، وقال الله تعالى للمُختلفين من أهل الكتاب أمثالكم أنّهم ليسوا على شيءٍ حتى يُقيموا التّوراة والإنجيل والقُرآن العظيم. قال الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّىَ تُقِيمُواْ التّوراة وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن ربّكم وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم [المائدة:68].

وذلك لأنّ القُرآن لا يكفر بما أنزل الله في التّوراة والإنجيل، بل مُصدق لما بين يديه من التّوراة والإنجيل. تصديقاً لقول الله تعالى: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التّوراة وَالإِنجِيلَ} صدق الله العظيم [آل عمران:3].

وإنّما جعل الله القرآن العظيم هو المرجع والحكم والمُهيمن على التّوراة والإنجيل وما خالفه في التّوراة والإنجيل فهو باطلٌ مُفترًى. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الحقّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْ‌عَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَ‌اتِ ۚ إِلَى اللَّـهِ مَرْ‌جِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْ‌هُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِ‌يدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرً‌ا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

وقال الله تعالى: {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِندَهُمُ التّوراة فِيهَا حُكْمُ اللّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَـئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ} [المائدة:43].

وقال الله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا التّوراة فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة:44].

وقال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التّوراة وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم من ربِّهم لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:66]

وأنا الإمام المهديّ مُصدقٌ لما بين يديَّ من التّوراة والإنجيل والقُرآن العظيم الذي جعله الله المرجع والمُهيمن على التّوراة والإنجيل والسُّنة النَّبويّة وما خالف فيهما جميعاً لمُحكم القرآن العظيم، فاشهدوا أنَّ ناصر محمد اليماني لمن أشدّ الناس كُفراً لما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم سواء يكون في التّوراة والإنجيل أو في السُّنة النَّبويّة، وما سبب كُفري بما خالف لمُحكم القرآن العظيم إلا لأنّي أعلمُ علم اليقين أنّ ما خالف لمُحكم القرآن العظيم سواءً يكون في التّوراة والإنجيل والسُّنة النَّبويّة أنهُ من عند غير الله؛ بل من عند الطاغوت الشيطان الرجيم، فكيف لا أكفر بحكم الطاغوت وأفركه بنعل قدمي؟ ولا حاجة لي برضوانكم حتى أتّبع أهواءكم، ولا ولن أعبدُ رضوانكم؛ بل أعبدُ رضوان الله حتى يكون ربّي راضياً في نفسه، ومن ثم يجعل ساكن الأرض والسماء يرضون عن الإمام المهديّ إلا الشياطين من كُل جنسٍ من الجنّ والإنس الذين يقطعون ما أمر الله به أن يوصل وإن يروا سبيل الحقّ لا يتخذوه سبيلاً وإن يروا سبيل الباطل يتخذوه سبيلاً؛ أولئك لا يزيدهم الله ببعث الإمام المهديّ إلا رجساً إلى رجسهم ويهدي الله بالإمام المهديّ ما دون ذلك من كافة الأمم ما يدبُّ أو يطير، وسيريكم الله آياته ويؤتي مُلكه من يشاء. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحقّ من ربِّهم وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} صدق الله العظيم[البقرة:26].

أم أنَّكم لا تعلمون ما يقصد الله بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا}؟ إنّها آيات الله من جميع الأُمم ما يدبُّ أو يطير من البعوضة فما فوقها، فهل يا فضيلة الشيخ لو يوحي الله إلى كافة جنوده من الأمم من كُلِّ شيء من البعوضة فما فوقها أن يطيعوا أمر خليفة الله الإمام المهديّ فيكونوا جُنوده ضدّ جُنود إبليس المسيح الكذاب أجمعين من شياطين الجنّ والإنس ويأجوج ومأجوج فهل سوف تُصدِّقون بآيات الحقّ من ربِّكم؟ والجواب كلا وربِّي فلن يزيدكم ذلك إلا طُغياناً وكفراً فتقولون إنك أنت المسيح الكذاب. وقال الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُوْا لِيُؤْمِنُوْا إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُوْنَ} صدق الله العظيم [الأنعام:111].

وذلك لأنّ عقيدتكم في آيات الله مُخالفةٌ لناموس الحقّ في الكتاب وذلك لأنّ الله ما قط أفتاكم أنّه يؤيّد بآياته أعداءه، سُبحانه وتعالى علّواً كبيراً! وبما أنّ عقيدتكم أصبحت بغير الناموس الحقّ في الكتاب ولذلك امتنع الله من إرسال الآيات بسبب كُفركم المقدم بها جميعاً، ولذلك فقدَّم العذاب من قبل الآيات. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْ‌يَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورً‌ا ﴿٥٨﴾وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْ‌سِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَ‌ةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْ‌سِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

ولذلك سوف تأتيكم آية العذاب من السماء ومن ثم تخضع أعناقكم من هولها لخليفة الله الحقّ من ربِّكم، والفتوى تجدوها في قول الله تعالى: {إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَة فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ} صدق الله العظيم [الشعراء: 4].

وأما نوع هذه الآية فتجدون الفتوى في قول الله تعالى: {فَارْ‌تَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّ‌بَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

ومن ثم تصدقون بهذا القرآن العظيم فيتّبعه كافة من كفر به من قبل. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} صدق الله العظيم [الحج: 55].

وسوف يستمر الشكّ في القُرآن العظيم في قلوب الذين كفروا به من العالمين حتى يأتيهم عذاب يومٍ عقيمٍ قبل قيام الساعة؛ بل عذاب يومٍ عقيمٍ ومن ثم يؤمنون بكتاب الله القرآن العظيم جميعاً فيتّبعوه وهم صاغرون، ومن ثم يُتمّ الله نوره على العالمين فيؤمنون به أجمعين فيذهب الشك من قلوبهم في الحقّ من ربِّهم فيؤمنون به أجمعين فيقولون: {رَّ‌بَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَ‌ىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَ‌سُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَ‌ىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].

ويا فضيلة الشيخ أحمد الهواري، غفر الله لك وثبّتك على الصراط المُستقيم فلا تكن من المُمترين وكُن من الشاكرين أن قدّر الله وجودك في عصر بعث الإمام المهديّ ليهديك وجميع المُسلمين إلى الصراط المُستقيم، ولم أعرض عن مسائلك في بيانك فإنّي على إلجامك بالحقّ لقدير بإذن الله العليم الخبير، وإنّما أريد أن نتّفق أولاً أن نجعل القرآن العظيم هو المرجع والحكم والمُهيمن على التّوراة والإنجيل والسُّنة النَّبويّة أم تظنّ الإمام المهديّ سوف يبعثه الله ليحاجّ البشر بكتاب الُبخاري ومُسلم أو بحار الأنوار؟ هيهات هيهات؛ بل المهديّ المنتظَر يُحاجّ البشر بمحكم الذكر كتاب الله القُرآن العظيم المحفوظ من التحريف والتزييف ليكون حُجّة الله عليكم من بعد تنزيله إلى يوم الدين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَ‌كٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْ‌حَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَ‌اسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن ربّكم وَهُدًى وَرَ‌حْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار ارفقوا بضيفكم الكريم فضيلة الشيخ أحمد الهواري وقولوا لهُ قولاً كريماً وتذكّروا كيف كنتم من قبل أن يهديكم الله إلى الحقّ، وإذا شئتم الردّ فاقتبسوا من بيان الإمام المهديّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء:59].

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
عبد الله وخليفته؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_______________

Admin
10-05-2010, 12:31 AM
- 3 -
الإمام ناصر محمد اليماني
26 - 05 - 1431 هـ
10 - 05 - 2010 مـ
09:31 مساءً

(https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2030) (https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2030)[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ] (https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2030)
https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2030
ـــــــــــــــــــ


ردُّ الإمام بسُلطان العلم من مُحكم القُرآن العظيم ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الطيّبين وكافّة رُسل الله وآلهم ومن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، ولا أُفرِّق بين أحدٍ من رُسله حنيفاً مُسلماً وما أنا من المُشركين..

السلام عليكم أحبتي في الله الأنصار السابقين الأخيار، فصبرٌ جميلٌ على الذين يقولون لكم إنّكم مُبطلون فإنّكم على الحقّ المُبين ما دُمتم مُعتصمين بحبل الله القُرآن العظيم، فلا يضرّكم من ضلَّ إذا اهتديتم، وكذلك قيل لأمثالكم من قبلكم. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ ضَرَ‌بْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا الْقُرْ‌آنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَّيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ ﴿٥٨﴾} [الروم:58].

{كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّـهُ عَلَىٰ قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴿٥٩﴾ فَاصْبِرْ‌ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ ۖ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [الروم].

ويا فضيلة الشيخ الدكتور أحمد هواري، سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته، عسى الله أن يعفو عنكم فيهديكم إلى الصراط المُستقيم، وأشكو إلى الله ما شكاه إليه جدّي من قبل: {وَقَالَ الرَّ‌سُولُ يَا رَ‌بِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَـٰذَا الْقُرْ‌آنَ مَهْجُورً‌ا ﴿٣٠﴾ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِ‌مِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَ‌بِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرً‌ا ﴿٣١﴾ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْ‌آنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَ‌تَّلْنَاهُ تَرْ‌تِيلًا ﴿٣٢﴾وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بالحقّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرً‌ا ﴿٣٣﴾ الَّذِينَ يُحْشَرُ‌ونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُولَـٰئِكَ شَرٌّ‌ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

ويا فضيلة الشيخ، إنّك تفتي في الإمام ناصر محمد اليماني وتصفه بالضلال ومن اتّبعه برغم أنّني أفتي أنّني على الحقّ ومن اتّبعني، وأفتي أنّ من خالف لما نحنُ عليه أنّه على ضلالٍ مُبينٍ، إذاً فأحدنا لا بُدّ أن يكون على ضلالٍ مُبينٍ، فكيف للباحثين عن الحقّ أن يتبيّن لهم الحقّ من ربِّهم حتى يتّبعوه، فهل هو مع ناصر محمد اليماني ومن اتَّبعه أم مع الدكتور أحمد هواري؟ ومن ثم أفتيهم بالحقّ وهو أن يستخدموا عقولهم فلا يتّبعوا الاتّباع الأعمى بل يستخدموا عقولهم، فهل يجدون العقل والمنطق اتّفق مع سُلطان العلم الذي يُحاجِج به ناصر محمد اليماني أم مع الذين يخالفون الإمام ناصر محمد اليماني؟ وبما أنّ الشيخ أحمد هواري يُفتي أنّ ناصر محمد اليماني ينسف أحاديث الحقّ في السُّنة النَّبويّة وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين وإنّما أنسف الأحاديث والروايات الباطلة التي جاءت من عند غير الله من عند الطاغوت الشيطان الرجيم، وبما أنّها باطلة ولذلك تجدونها تختلف مع الحقّ في مُحكم كتاب الله القرآن العظيم كما سبق وأن ضربنا لفضيلة الشيخ على ذلك مثلاً واقتبسنا من أحد الروايات عن فتن المسيح الكذاب: [فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته؛ أتشكون في الأمر؟ فيقولون: لا. فيقتله ثم يحييه].

فلماذا يا فضيلة الشيخ أحمد هواري لم أجد لك رداً على نسفنا لعقيدة الباطل التي قذفنا عليها بالحقّ فدمغها؟ والجواب أنّ فضيلة الشيخ لن يستطيع لا هو ولا كافة عُلماء الأمّة على مُختلف فرقهم ومذاهبهم أن يدمغوا حُجّة ناصر محمد اليماني، وذلك لأنّي جعلته وأمثاله بين خيارين اثنين؛ إمّا أن يُصدق بالبرهان المُبين للعالم والجاهل أو يكفر بمحكم القُرآن العظيم، وها أنا أكرِّر على فضيلة الشيخ وأقول أنّي أكفر أنّ الباطل (المسيح الكذاب وأولياءه) يستطيعون أن يُرجعوا الروح إلى الجسد حتى ولو اجتمعت الجنّ والإنس على ذلك فلن يستطيعوا أن يأتوا بمثل آيات الله وهم يدعون إلى الباطل ولو كان بعضهم لبعضاً ظهيراً ونصيراً لما استطاعوا أن يرجعوا الروح إلى الجسد من بعد موته وهذه عقيدتي بالحقّ أنا ومن اتبعني، وسبب كُفرنا لأنّنا صدقنا الله ربّ العالمين الذي أعلن التحدي إلى الطاغوت وأوليائِه وجعل الله التحدي في آيات الكتاب المُحكمات هُنّ أمّ الكتاب. وقال الله تعالى: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾ فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّ‌بِينَ ﴿٨٨﴾ فَرَ‌وْحٌ وَرَ‌يْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿٨٩﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩٠﴾ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩١﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ﴿٩٢﴾ فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ ﴿٩٣﴾ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴿٩٤﴾ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴿٩٥﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَ‌بِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٩٦﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

وتبيّن لعالِم الأمّة وجاهلها وكُلّ ذي لسانٍ عربيٍّ مُبينٍ هذا التحدي من ربّ العالمين إلى الباطل أن يعيدوا روح ميتٍ إلى الجسد فيعود حياً فإن فعلوا فقد صدقوا في دعوة الباطل من دون الله إذا استطاعوا كسر هذا التحدي من ربّ العالمين الذي أنزله في محكم كتابه القُرآن العظيم: {تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم، وبما أنّ الإمام ناصر محمد اليماني صدّق الله فاعتقد بالعقيدة الحقّ ولكنّ فضيلة الشيخ أحمد ومن على شاكلته كذّبوا الله واعتقدوا بكسر هذا التحدي من الله في مُحكم كتابه وصدّقوا تحدي الباطل، [فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته؛ أتشكون في الأمر؟ فيقولون: لا. فيقتله ثم يحييه]. انتهى الاقتباس من رواية الباطل.

ويا أولي الألباب انظروا في عقيدتهم في الباطل: [فيقتله ثم يحييه]! وانظروا في التحدي من ربّ العالمين: {تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم. فبالله عليكم فمن الذي صدّق الله وكذّب عدوه الشيطان، فهل هو الإمام ناصر محمد اليماني أم فضيلة الشيخ أحمد هواري؟ فحكِّموا عقولكم يا أولي الأبصار أيُّنا اعتقد بالعقيدة الحقّ وأيُّنا اعتقد بالعقيدة الباطل؟ فقد أمر الله طُلابَ العلمِ أن لا يتّبعوا الاتّباع الأعمى؛ بل أمرهم أن يستخدموا عقولهم إن كانوا يعقلون. وقال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء: 36].

أم إنكم لا تعتبرون من قول الذين لم يستخدموا عقولهم فاتَّبعوا الذين من قبلهم الاتّباع الأعمى من غير تفكّر ولا تدبّر فيما وجدوا عليه آباءهم، فهل يقبله العقل والمنطق؟ وقال الله تعالى: {وَلِلَّذِينَ كَفَرُ‌وا بِربّهم عَذَابُ جَهَنَّمَ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ‌ ﴿٦﴾ إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ‌ ﴿٧﴾ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ۖ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ‌ ﴿٨﴾ قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ‌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّـهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ‌ ﴿٩﴾ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ‌ ﴿١٠﴾ فَاعْتَرَ‌فُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ‌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [الملك].

وتبيَّن لكم السبب الرئيسي لضلال الأمم أنّه عدم استخدام العقل ولذلك قالوا: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ‌ ﴿١٠﴾ فَاعْتَرَ‌فُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ‌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم، ألا والله الذي لا إله غيره لو يستخدم العقل أولو الألباب فيتفكّرون في سُلطان علم ناصر محمد اليماني وفي حُجّة فضيلة الشيخ أحمد هواري أنّ عقولهم سوف تُفتيهم بالحقّ فتقول الأبصار التي لا تعمى عن الحقّ جميعاً قولاً واحداً موحداً: "سُبحان الله العظيم عمّا يشركون وتعالى علوًّا كبيراً، فكيف أنّ الله يتحدّى الباطل وأولياءه في مُحكم كتابه أن يرجعوا الروح إلى الجسد إن صدقوا في دعوتهم للباطل مع الله! ويقول الله تعالى لهم: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم، فكيف يُكذب الله نفسه بنفسه؟ سُبحانه! فيؤيد الباطل المسيح الكذاب بتحقيق المُضاد لتحدي الله في مُحكم كتابه، فيصبح الباطل من الصادقين! إذاً أصبح تحدي الله كذباً في قوله: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم، فيصبح الله هو الكذاب سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً، والباطل هو الصادق وذلك لأنه تحدّي بين الحقّ والباطل وقال الله الحقّ {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم، وقال الباطل: [فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته؛ أتشكون في الأمر؟ فيقولون: لا. فيقتله ثم يحييه].

أفلا ترون يا فضيلة الشيخ أنكم كذَّبتم الله وصدَّقتم الشيطان الرجيم؟ وترون الحقّ باطلاً والباطل حقاً، وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ رَ‌بِّي يَقْذِفُ بالحقّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿٤٨﴾قُلْ جَاءَ الحقّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

أفلا ترون أن فضيلة الشيخ قد افترى على ناصر محمد اليماني بقوله أنّ اليماني يكذب بالأحاديث الحقّ؟ بل نُكذب يا فضيلة الشيخ ما خالف منها لمحكم كتاب الله فقط. بل وإنه أي الشيخ الهواري يعدكم أنه لقادر أن يثبت أنّ اليماني على ضلالٍ مبينٍ. ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول ما أمرنا الله أن نقوله للمُمترين بالباطل: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [لبقرة:111]. ألا وإنّ البرهان شرطٌ أن يكون من الرحمن. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الحقّ فهم مُعرضُون} صدق الله العظيم [الأنبياء: 24].

ويأتيكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بالبُرهان المبين من ربّ العالمين من محكم القُرآن العظيم مُعتصمٌ به وكافرٌ بما خالف لمُحكمه. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْ‌هَانٌ مِّن ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورً‌ا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَ‌حْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَ‌اطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء]. فمن الذي أتى بالبُرهان المبين يا فضيلة الشيخ أحمد هواري؟ والله المُستعان على ما تصفون.

وكذلك تقول للأنصار: "فيا عجبي! فأين العلم الزاخر الذي يُحاجُّ الناس به إمامكم المزعوم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني فلم أرَ من علمه شيئاً؟". ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ويفتيك بالحقّ وأقول: كلا، ولا ولن تُبصر الحقّ يا فضيلة الشيخ لأنّ الله جعله عليك عمًى وجعل بينك وبين آيات الكتاب المُحكمات حجاباً مستوراً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً} صدق الله العظيم [الكهف: 57].

وأما السبب أنّ الله أعماك عن الحقّ فلم تبصره كما أبصره الأنصار وذلك بغير ظُلمٍ من الله لك لكونك أصلاً مُعتقدٌ أنّ الحقّ هو ما أنتم عليه لا شكّ ولا ريب برغم أنّه علمٌ باطلٌ، وكذلك باطلٌ جميع ما جاء مُخالفٌ لِما أنزل الله في محكم كتابه. وقال الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون} صدق الله العظيم [غافر: 83].

وذلك لأنّ العلم الباطل هو من عند الطاغوت وأوليائِه، وأنا الإمام المهديّ لن تجدني أكفر بسُنّة محمد رسول الله الحقّ؛ بل والله إنّ يقيني بها كمثل يقيني بهذا القرآن العظيم. ولربّما يودّ الشيخ أحمد أن يقاطعني فيقول: " فكيف تفتي أنّك موقنٌ بالسُّنة النَّبويّة ومن ثم تكفر بها فتُنكر الأحاديث الحقّ في السُّنة النَّبويّة؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: لا تفترِ علينا يا فضيلة الشيخ المُحترم، اتقِ الله، وإنما أنكر ما كان حديثٌ مُفترًى من الشيطان الرجيم وجاء مُخالفاً لما أنزل الله في محكم كتابه القرآن العظيم، إلا أن تُقيم على ناصر محمد اليماني بالحجّة الحقّ والبُرهان المبين أنّ ما جاء في هذه الرواية أنّ المسيح الكذاب يقطع رجلاً إلى نصفين ومن ثم يرجع روحه إلى جسده فيبعثه حياً، فإن فعلتم وآتيتم بالبُرهان ولن تفعلوا فقد أصبح المهديّ المنتظَر كذّاباً أشراً وضالاً ومُضلاً للمُسلمين عن الصراط المُستقيم، وإذا لم تفعل فقد أصبح الشيخ أحمد هواري ومن كان على شاكلته قد ضلوا عن الصراط المُستقيم ويحسبون أنهم مهتدون.

وقد احترمناك وأكرمناك وكرّمناك فإذا أنت تُفتي في شأن ناصر محمد اليماني من قبل الحوار، أليست يا فضيلة الشيخ طاولة الحوار هي الحكم في النهاية؟ لكون الحقوق محفوظة لدينا للمُسلم والكافر بإذن الله، فإن ألجمت ناصر محمد اليماني بالبُرهان المبين من ربّ العالمين فسوف يرجع ويتراجع عن اتِّبَاعيَ كافةُ أنصاري من مُختلف دول العالمين في حال لو يجدون فضيلة الشيخ أحمد أصدقهم ما وعدهم، وهيهات هيهات! ألا والله لا تُصدقهم ما وعدتهم يا شيخ أحمد ما دامت السماوات والأرض، وما بعد الحقّ إلا الضلال! وللأسف إنّك لست من أولي الألباب وقد فرحنا بقدومك فرحاً كبيراً، وقلنا لعل الله ابتعثه ليشدّ به أزري فيُشركه في أمري، ولكنه تبيّن لي أنك لم تأتِ لتبحث عن الحقّ بسبب اعتقادك أنّ الحقّ هو معك فما يُدريك يا شيخ أن الحقّ معك؟ {إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـٰذَا ۚ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٨﴾ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُ‌ونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [يونس].

وأما تحدّيك أن يثبت ناصر محمد اليماني بعث الإمام المهديّ من القرآن العظيم فإنّي على أن ألجمك بالحقّ منه لجدير على الفتوى عن بعث الإمام المهديّ في محكم القرآن بآياتٍ بيّناتٍ حتى أثبت كافة الأحاديث الحقّ عن أخبار الإمام المهديّ في أحاديث السُّنة النَّبويّة الحقّ التي سوف نجدها مصدقةً عن أخبار الإمام المهديّ في محكم القرآن العظيم وإنا لصادقون.
وبرغم أنّي أعلم علم اليقين أنّك لا تبحث عن الحقّ شيئاً وكُلّ تفكيرك هو كيف السبيل في تشكيك أنصار الإمام ناصر محمد اليماني وفتنتهم عن الحقّ، فهل جئت لتخرجهم من النور إلى الظُلمات وأنت تقول أنّك من عُلماء الشعب العُماني ومن خُطباء منابرهم؟ ولربّما أنّك تفتري على الهواري ولم تكن من خُطباء منابرهم، ولكن ذلك ظنٌّ من ناصر محمد اليماني والظنُّ لا يغني من الحقّ شيئاً، فلربما إنك صادق بتعريفك لنفسك، ولكن لماذا لم تُنزل صورتك كمثل الإمام ناصر محمد اليماني؟ فمِمَّ تخشى يا فضيلة الشيخ؟ ولكن لا مُشكلة.

وأما طلبك أن يقوم ناصر محمد اليماني بالبرهان لبعث المهديّ المنتظَر حصرياً من القُرآن العظيم فإنّي أعدُك بذلك بإذن الله وعداً غير مكذوب ولكن بشرط أن لا ننتقل من نقطةٍ إلى أخرى إلا بعد أن نصل إلى نتيجةٍ نهائيةٍ فتعترف بالحقّ فتقرّه أو تنكره فتهيمن في تلك المسألة بسُلطان العلم المُلجم على الإمام ناصر محمد اليماني إن كنت من الصادقين! ولن يتزحزح ناصر محمد اليماني عن الحوار في هذه الرواية التي أعلنت الكُفر بها حتى تعترف أن الحقّ في تلك النقطة هو مع الإمام ناصر محمد اليماني أو تُنكر بُرهان ناصر محمد اليماني فتأتي ببرهان هو خيرٌ منه وأصدق قيلاً إن كنت من الصادقين، حتى إذا خرجنا بنتيجةٍ ومن ثم ننتقل إلى اثبات بعث الإمام المهديّ في محكم القرآن فنُلبي لك طلبك ونُفصّل الحقّ تفصيلاً بإذن الله.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
________________

Admin
10-05-2010, 02:21 AM
- 4 -
الإمام ناصر محمد اليماني
26 - 05 - 1431 هـ
10 - 05 - 2010 مـ
03:21 صباحاً

[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
(https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2052)https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2052 (https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2052)
ــــــــــــــــــ


ردُ الإمام بسُلطان العلم من مُحكم القُرآن العظيم ..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
ويا هواري، قال الله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} صدق الله العظيم [الحج: 47].

وإنّي أعلم عن آيات الحساب في الكتاب ما لا تعلم؛ بل وبحسب الوحدة الحسابيّة في علم الغيب في الكتاب وهي الثانية التي اتَّخذها البشر اليوم الوحدة الحسابية للزمن، فتعال للتطبيق للتصديق. ورقم الحساب المعتمد هو الرقم (360) وإنّما تزيد أصفاراً وسوف نقوم بحساب يوم الله في الكتاب وقال الله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} صدق الله العظيم [الحج: 47].

بمعنى أن الثانية الواحدة من ثواني يوم الله سوف يعدل (360000) ألف ثانية من ثواني البشر.

وأما الدقيقة من دقائق يوم الله فسوف يعدل (360000) ألف دقيقة من دقائق البشر.

وأما الساعة من ساعات يوم الله فسوف تعدل (360000) ألف ساعة من ساعات البشر.

وأما اليوم من أيام الله فسوف يعدل (360000)ألف يوم من أيام البشر.

وأما الشهر فسوف يعدل (360000) ألف شهر من شهور البشر.

وأما السنة فسوف تعدل (360000) ألف سنة من سنين البشر.

وبين خلافة آدم عليه الصلاة والسلام وخلافة الإمام المهديّ سنة واحدة فقط لا غير، ولكن بحسب سنين الله في الكتاب سنة واحدة لا غير، وهي تعدل بحسب سنين أرض الأنام المجوفة ألف سنة، وأرض الأنام هي الأرض التي كان فيها خليفة الله آدم عليه الصلاة والسلام ويومها الواحد يعدل سنةً في حسابكم، إذاً السنة الواحدة حسب سنين أرض الأنام هي 360 سنة برغم أنها ليست إلا سنة واحدة من سنين الأرض أرض الأنام وهي ذاتها الأرض المفروشة.

فكم يساوي ألف سنة من سنين الأرض المفروشة؟ وحتماً تجدوها: (360000) ألف سنة مما تعدون، وقد أوشكت على الانتهاء.

فاتّقِ الله يا رجل، والله إنّي الآن أعلم علمَ اليقين بالضبط متى مرور كوكب العذاب وأستطيع أن أفصّله لكم الآن من محكم الكتاب تفصيلاً، ومن ثم أعلن به لكم حسب الوحدة الحسابيّة للزمن ثانية البشر، ومن ثم يُصدِقُني ربي بالحقّ فيعذبكم في الأجل المُسمى عذاباً نُكراً، ولكنّي أريد لكم النجاة وليس الهلاك ما أريد؛ بل نريد أن ننقذكم ونهديكم سواء السبيل، ولكنّي أقسمُ بالله ربّ العالمين لئن استمررتَ على الصدّ عن اتّباع المهديّ المنتظَر ليعذِّبك الله عذاباً نُكراً ولن تجد لك من دون الله ولياً ولا نصيراً، وإنّما جئتَ لتصدّ عن الصراط المستقيم، ويا رجل اتّقِ الله ربّ العالمين، فهل وجدتُم ناصر محمد اليماني يدعوكم إلى باطل؟ وهل تنقمون من ناصر محمد اليماني إلا لأنّه يدعوكم والناس أجمعين إلى أن نحتكم إلى كتاب الله القُرآن العظيم نظراً لأنّه محفوظٌ من التحريف وقد جعله الله المهيمن على التّوراة والإنجيل والمرجع الحقّ؟ فكيف لا يجعله الله المهيمن والمرجع للسنّة النّبويّة أفلا تتقون؟ وإنّما أعظكم بواحدةٍ يا فضيلة الشيخ أحمد الهواري وهو إن أجبتم دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم فإذا لم تجدوا أنّ ناصرَ محمد اليماني هيمن عليكم بسُلطان العلم من محكم القرآن العظيم فعند ذلك تبيّن لكم أنّ الله لم يُصدِقُني بفتوى الرؤيا الحقّ على الواقع الحقيقي: [وما جادلك أحدٌ من القرآن إلا غلبته]. أما إذا أجبتم دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم ومن ثم تجدون أنّ ناصرَ محمد اليماني هيمن عليكم بسُلطان العلم من ربّ العالمين نستنبطه لكم من محكم كتابه فلكل دعوى برهان، وشرط على الإمام ناصر محمد اليماني أن يُبيّن كافة أركان الإسلام ويفصّلها تفصيلاً حصرياً من القرآن العظيم، فإذا لم أفعل فلستُ المهديّ المنتظَر الحقّ من ربكم، وليس للإمام ناصر محمد اليماني إلا شرطٌ واحدٌ وهو أن تجيبوا دعوة الإمام المهديّ للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم.

ويا رجل، إنّما الإمام المهديّ يدعو المُسلمين والنّصارى واليهود وكافة البشر إلى الاحتكام إلى من جعله الله ذكراً للعالمين وحفظه من التحريف والتّزييف على مرّ عصور البشر ذلكم القرآن العظيم، أم تريدونني أن أدعو النّصارى واليهود وكفار البشر إلى الاحتكام إلى بحار الأنوار الذي يعتصم به الشيعة أو كتاب البخاري ومسلم الذي يعتصم به السُّنة؟ ولكنّي لن أستطيع أن ألجمهم بالحقّ إلا بالكتاب الذي جعله الله الحجّة عليكم وعلى النّصارى واليهود والناس أجمعين، ذلكم القرآن العظيم الذي أنزله الله إليكم وحفظه الله لكم من التحريف حتى لا تكون لكم الحجّة على الله. وقال الله تعالى: {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَ‌كٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْ‌حَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَ‌اسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن ربّكم وَهُدًى وَرَ‌حْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

أم إنّكم لا تعلمون بيان هذه الآيات المُحكمات البينات لعالِمكم وجاهلكم الذي جاء فيهن الأمر إليكم أن تتّبعوا كتاب الله القرآن العظيم! أم لم تفقهوا أمرَ الله إليكم؟ وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

وقد تبيَّن لي موقعك ودولتك بالضبط، ألا والله ما سبب نقمتك على ناصر محمد اليماني إلا أنّه يؤمن بالله لا يُشرك به شيئاً ويدعو الناس إلى عبادة الله وحدة لا شريك له ويدعوهم للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم المحفوظ من تحريفكم. ولربّما يودّ أن يقاطعني هذا الشيخ الهواري (من يهود تل أبيب) فيقول: "ناصر محمد اليماني هذا طبعك فمن يخالفك تقول أنّه من شياطين البشر من اليهود". ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ وأقول: إذاً فاستجب لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم إن كنت من الصادقين حسب قولك أنّك خطيب مسجد البر والإحسان في دولة الأردن - عمان - ولكنّي أراك من الكاذبين؛ بل من تل أبيب وشيطانٍ مريدٍ تصدّ عن اتِّباع كتاب الله القرآن العظيم صدوداً، فإنّك والله تستحق المُباهلة فكيف إنّي أحاجُّك بسلطان العلم من محكم كتاب الله وأنت تراوغ وتعِد الأنصار بسُلطان العلم المُلجم وأنّك سوف تعلمهم ما لم يكونوا يعلمون؟ ولكنّي أشهدُ لله أنّك لمن الكاذبين من الذين يصدّون عن اتباع كتاب الله القرآن العظيم صدوداً، فكيف تأمن مكر الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور؟ وإلى الله تُرجع الأمور.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
______________

Admin
10-05-2010, 10:35 PM
- 5 -
الإمام ناصر محمد اليماني
27 - 05 - 1431 هـ
10 - 05 - 2010 مـ
11:35 مساءً
ــــــــــــــــــــ


إلى الحُسين بن عُمر وكافّة الأنصار
اصبِروا واغفروا إنَّ ذلك لمِن عزمِ الأمور ..


بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين؛ جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم تسليماً وعلى كافة التابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور. قال الله تعالى: {وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} صدق الله العظيم [الشورى: 43].

بل أنتم دُعاةٌ إلى سبيل الله على بصيرةٍ من ربّكم وحتى تستطيعوا أن تهدوا الناس إلى الحقّ فوجب عليكم الصبر وتحمّل الأذى وقولوا للناس حُسناً وجادلوهم بالتي هي أحسن. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّـهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٣٣﴾ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُ‌وا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [فصلت]، وقد علِمنا مؤخّراً أنّ الدكتور فضيلة الشيخ أحمد هواري ليس من شياطين البشر الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر؛ بل هو حقاً شيخٌ وخطيبُ أحدِ مساجد بيوت الله، فارفقوا بأخيكم واصبِروا عليه واغفروا له لعلّه يهتدي إلى الحقّ المُبين.

ويا فضيلة الشيخ، حفظكم الله وهداني وإياكم إلى الصراط المُستقيم، ويا أخي الكريم.. إنَّ ناصر محمد اليماني لا يُريد غير الحقّ والحقّ أحقُّ أن يُتبع، ولذلك تجدني أمرت أنصاري في بداية الحوار أن لا تأخذهم العزّة بالإثم لو تبيّن لهم أنّ ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ، فبما أنّي حريصٌ على الحقّ ولا أريد غير الحقّ والحقّ أحقّ أن يتبع ولذلك أمرتهم أن لا يجنحوا مع الإمام ناصر محمد اليماني لو تبيّن لهم أنّ الحقّ مع فضيلة الشيخ أحمد هواري، وكذلك أنت يا شيخ أحمد إن كنت من الصادقين فلا ينبغي لمن يبحث عن الحقّ أن تأخذه العزّة بالإثم مهما كان غاضباً فلا يستفزّه الشيطان؛ بل يستعيذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.

ويا حبيبي في الله إن الإمام المهديّ يعدُك وعداً غير مكذوب على إثبات بعث الإمام المهديّ من محكم القرآن العظيم وكذلك خروج المسيح الكذاب من محكم القرآن العظيم وكذلك كوكب العذاب، ولكن سبق الشرط عليك مني وهو أن تتخذ القرار النهائي في شأن الرواية التي جاء فيها مُعجزة إحياء ميتٍ بعد قتله وإرجاع الروح إليه من قبل المسيح الكذاب الذي جاء في الرواية انه يقول ما يلي:
[فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته؛ أتشكون في الأمر؟ فيقولون: لا. فيقتله ثم يحييه] انتهى الاقتباس من الرواية.

فهل ترى يا فضيلة الشيخ الكريم هذه الرواية حقاً عن محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ فإن كنت تراها حقاً عن محمدٍ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فما هو سُلطان علمك الذي استندت إليه حتى أيقنت أنها ليست روايةً مكذوبةً حتى آمنتَ بها بأنَّها حقاً وردت عن النّبيّ عليه الصلاة والسلام؟ ولكن ناصر محمد اليماني يشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنَّ فيها افتراءٌ عظيمٌ عن الله ورسوله؛ بل قال ذلك الشيطان الرجيم على لسان أوليائهِ من شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويُبطِنون الكُفر ليصدّوكم عن سبيل الحقّ حتى تعتقدوا بغير ما أنزل الله في مُحكم كتابه القرآن العظيم ويدرك ذلك كُل إنسانٍ عاقلٍ إذا تدبّر فيها وتفكّر فيجد أنّ المسيح الكذاب يقول: [فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته؛ أتشكون في الأمر؟ فيقولون: لا. فيقتله ثم يحييه].

ويا أخي الكريم، إنّ الردَّ على هذه الرواية جاء من الله، وتجده في محكم القرآن العظيم ولم يفترِه الإمام ناصر محمد اليماني، وما يرجوه منك الإمام ناصر محمد اليماني وكافة أنصار الحقّ هو أن تقوم بتنزيل ردّك تجاه هذه الرواية، واعلم أنّك رددت على الله كون الإمام ناصر محمد اليماني قد آتاك بالردّ من الله مُباشرةً فاستنبطناه لك من محكم القرآن العظيم، وما يلي قول المسيح الكذاب وكذلك الردّ من الله على ذلك الافتراء:
[فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته؛ أتشكون في الأمر؟ فيقولون: لا. فيقتله ثم يحييه].

وقال الله تعالى : {قُلْ جَاءَ الحقّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} [سبأ: 49].
{فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو فضيلة الشيخ أحمد هواري وجميع المسلمين؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
__________________

Admin
11-05-2010, 01:04 AM
- 6 -
الإمام ناصر محمد اليماني
26 - 05 - 1431 هـ
10 - 05 - 2010 مـ
10: 04 مساءً

[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
(https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2125)https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2125 (https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2125)
ــــــــــــــــــــ


رد المهديّ المنتظَر إلى الدكتور ..


المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.احمد هواري
نفس الجواب فضيلة الشيخ اليماني كل هذا تم بامر الله اماته باذن الله ثم احياه باذن الله والناس ينظرون ولكن الفتنة هي ان بعض الناس مع تحذير النّبيّ الشديد بان الدجال سيصنع كذا وكذا وانه مكتوب بين عينيه كافر وانه اعور سيتبعونه لهول مارأوا من احياء واماتة وانزال للمطروووو
فينبغي ان نقر ما جاء في القران ان الاحياء والاماتة تجري على بعض يد البشر في حالة واحدة فقط وهو باذن الله وهذا حصل لعيسى عليه السلام بنص القران المحكم فهذا اصل نعتبره شرعا نتفق عليه ثم نبحث في القضايا الاخري والتي اثبتها في البحث
جمعني واياك في جنات النعيم
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
ويا أيها الدكتور تذكّر وتفكّر وقرِّر من بعد التفكير بالعقل والمنطق، فانظر لردك علينا بما يلي:

(كل هذا تم بأمر الله أماته بإذن الله ثم أحياه بإذن الله والناس ينظرون)إذاً، يا فضيلة الشيخ المُحترم فقد صدق المسيح الكذاب حسب عقيدتكم وأقام الحجّة على الله ربّ العالمين سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً! كون الله تحدى الباطل وأولياءه في تلك المسألة وجعل الله تحديه في مُحكم القرآن العظيم:
{قُلْ جَاءَ الحقّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} [سبأ:49].
{فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

فانظر لقول الله تعالى {إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ}، وحسب عقيدتكم أنَّ الباطلَ المسيحَ الكذاب أرجع الروح إلى الجسد فأحياه من بعد موته! إذاً لأقام الحجّة فأصبح هو الحقّ والله هو الباطل سُبحانه وتعالى علواً كبيراً! لأن ذلك مُخالف لفتوى الله في محكم كتابه بحسب: {قُلْ جَاءَ الحقّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ} [سبأ:49].

{فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

وقال الله تعالى: {أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الحقّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [الرعد:19].

فكيف أنَّ الله يُفتينا في مُحكم كتابه أنّ الباطل لن يستطيع أن يبدأ الخلق ولن يستطيع أن يعيده؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ جَاءَ الحقّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ}، ومن ثم تحدّى الله الباطل وأولياءه أن يقيموا الحجّة على دعوتهم للباطل من دونه فيأتون بالبرهان على الواقع الحقيقي، وقال الله تعالى لئن استطاعوا فقد صدقوا في دعوتهم إلى الباطل من دونه، وقال الله تعالى مُتحدياً: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم. وتصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم. فهل من المعقول أن يُناقض الله تحديه للباطل وأوليائِه ومن ثم يؤيّدهم بمُعجزات التصديق لدعوتهم إلى الباطل من دونه؟ ألا والله إنّ عقل الدكتور لو تفكّر لأنكر أن يفعل الله ذلك سُبحانه وتعالى علواً كبيراً! وأما حجّتك التي أتيتنا بها وقلت ما يلي:

(فينبغي أن نقرّ ما جاء في القرآن أنّ الإحياء والاماتة تجري على بعض يد البشر في حالة واحدة فقط وهو باذن الله وهذا حصل لعيسى عليه السلام بنص القران المحكم فهذا اصل نعتبره شرعا نتفق عليه ثم نبحث في القضايا الاخرى والتي اثبتها في البحث)
ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: وكيف تستوي الظُلمات والنور، فهل يستويان مثلاً دعوة المسيح عيسى ابن مريم رسول الله ربّ العالمين ودعوة المسيح الكذاب؟ وذلك لأنّ المسيح عيسى ابن مريم يدعو الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له. وقال الله تعالى: {وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} صدق الله العظيم [المائدة:72].

وبما أنّ المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم يدعو إلى الحقّ ويقول: {اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} صدق الله العظيم، ولذلك أيَّده بالسُلطان المُبين من ربِّه تصديقاً لدعوة الحقّ الذي يدعو إليها رسول الله المسيح عيسى ابن مريم، وإنّما السُلطان من الرحمن يأتي تصديقاً لدعوة الحقّ، فانظر للحوار بين نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام وفرعون. وقال الله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿٢﴾ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾ إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴿٤﴾ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ‌ مِّنَ الرَّ‌حْمَـٰنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِ‌ضِينَ ﴿٥﴾ فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٦﴾ أَوَلَمْ يَرَ‌وْا إِلَى الْأَرْ‌ضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِ‌يمٍ ﴿٧﴾ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً ۖ وَمَا كَانَ أَكْثَرُ‌هُم مُّؤْمِنِينَ ﴿٨﴾ وَإِنَّ رَ‌بَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّ‌حِيمُ ﴿٩﴾ وَإِذْ نَادَىٰ رَ‌بُّكَ مُوسَىٰ أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿١٠﴾ قَوْمَ فِرْ‌عَوْنَ ۚ أَلَا يَتَّقُونَ ﴿١١﴾ قَالَ رَ‌بِّ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ ﴿١٢﴾ وَيَضِيقُ صَدْرِ‌ي وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْ‌سِلْ إِلَىٰ هَارُ‌ونَ ﴿١٣﴾ وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ ﴿١٤﴾ قَالَ كَلَّا ۖ فَاذْهَبَا بِآيَاتِنَا ۖ إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ ﴿١٥﴾ فَأْتِيَا فِرْ‌عَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَ‌سُولُ ربّ العالمين ﴿١٦﴾ أَنْ أَرْ‌سِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ ﴿١٧﴾ قَالَ أَلَمْ نُرَ‌بِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِ‌كَ سِنِينَ ﴿١٨﴾ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿١٩﴾قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ﴿٢٠﴾ فَفَرَ‌رْ‌تُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَ‌بِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿٢١﴾ وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ ﴿٢٢﴾ قَالَ فِرْ‌عَوْنُ وَمَا ربّ العالمين ﴿٢٣﴾ قَالَ رَ‌بُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴿٢٤﴾ قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ ﴿٢٥﴾ قَالَ ربّكم وَرَ‌بُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٢٦﴾ قَالَ إِنَّ رَ‌سُولَكُمُ الَّذِي أُرْ‌سِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴿٢٧﴾ قَالَ رَ‌بُّ الْمَشْرِ‌قِ وَالْمَغْرِ‌بِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٢٨﴾ قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَـٰهًا غَيْرِ‌ي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ﴿٢٩﴾ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ ﴿٣٠﴾ قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٣١﴾ فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ﴿٣٢﴾ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِ‌ينَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

فانظر لقول فرعون وقول موسى عليه الصلاة والسلام : {قَالَ فِرْ‌عَوْنُ وَمَا ربّ العالمين ﴿٢٣﴾ قَالَ رَ‌بُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴿٢٤﴾ قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ ﴿٢٥﴾ قَالَ ربّكم وَرَ‌بُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٢٦﴾ قَالَ إِنَّ رَ‌سُولَكُمُ الَّذِي أُرْ‌سِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴿٢٧﴾ قَالَ رَ‌بُّ الْمَشْرِ‌قِ وَالْمَغْرِ‌بِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ ﴿٢٨﴾ قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَـٰهًا غَيْرِ‌ي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ ﴿٢٩﴾ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ ﴿٣٠﴾ قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٣١﴾ فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ﴿٣٢﴾ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِ‌ينَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم.

فانظر لقول نبيّ الله موسى: {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ} وهي آيات التصديق لدعوة الحقّ من ربِّه لأنّه يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ولذلك أيَّده الله بآيات التصديق لدعوة الحقّ، ولذلك قال فرعون: {قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}، ولذلك وجب على الله أن يصدق دعوة رسوله بالحقّ حتى لا يكون من الكاذبين: {فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ﴿٣٢﴾ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِ‌ينَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم. وكذلك آيات التصديق من الله للمسيح عيسى ابن مريم -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وجب على الله أن يصدقه بآيات التصديق لدعوة الحقّ الذي يدعو إليه رسول الله المسيح عيسى ابن مريم صلّى الله عليه وآله وسلّم. وقال الله تعالى: {وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} صدق الله العظيم [المائدة:72].

ولذلك أيَّده الله بآيات التصديق لدعوته إلى الحقّ، وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتّوراة وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ} صدق الله العظيم [المائدة:110].

وذلك لأنّ عبد الله ورسوله المسيح عيسى ابن مريم لم يدعُ الناس إلى عبادته من دون الله؛ بل يدعو الناس إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ولذلك أيَّده الله بآيات التصديق لدعوة الحقّ، ولو دعا الأنبياء إلى أنفسهم لما أيَّدهم الله بآيات التصديق لدعوتهم. وقال الله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ} [آل عمران:79].

وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْ‌يَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿١١٦﴾ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْ‌تَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَ‌بِّي وَرَ‌بَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّ‌قِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿١١٧﴾ إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ‌ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿١١٨﴾ قَالَ اللَّـهُ هَـٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِ‌ي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ‌ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّ‌ضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَ‌ضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١١٩﴾ لِلَّـهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَمَا فِيهِنَّ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‌ ﴿١٢٠﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

ويا أيها الشيخ الدكتور أحمد هواري، هداني الله وإياك إلى الصراط المُستقيم، فكيف يستويان مثلاً دعوة المسيح عيسى ابن مريم -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ودعوة المسيح الكذاب؟ فكُن من أولي الألباب.

ويا أخي الكريم، لو كان الله يؤيّد الباطل بمُعجزات التصديق وهي آياته الدالة على قدرته ووحدانيّته تعالى إلى الباطل الذي يدعو الناس إلى غير الله، ومن ثم يؤيد بآيات التصديق الدالة على قدرته ووحدانيته إلى الدُعاة إليه إذاً فأيُّهم نُصدّق؟ فجميعهم جاءوا بآيات التصديق من الله على دعوتهم برغم أنّ دعوتهم مُختلفة تماماً فأحدهم يدعو الناس إلى نفسه ليعبدوه من دون الله فأيّده الله بآيات التصديق لدعوته كونه يقول: [أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته؛ أتشكون في الأمر؟ فيقولون: لا. فيقتله ثم يحييه]، ومن ثم يؤيّده الله بآيات التصديق لدعوته فيُحيي الميِّت، وكذلك يؤيد الله بآيات التصديق لدعوة نبيّ الله موسى فيُحيي الميِّت المقتول: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:73].

وبما أن إحياء الموتى من آيات الله الدالة على قدرته ووحدانيته، ولذلك قال الله تعالى: {كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم.
فهل جُنّ الله -سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً- حتى يؤيد بآياته مُعجزات قُدرته لعدوه الذي يدعو الناس إلى عبادة الباطل من دون الله! أفلا تعقلون؟ فاتّقوا الله حبيبي في الله الدكتور أحمد هواري حفظكم الله ولا تتّبعوا الاتّباع الأعمى، فلو استخدمت عقلك بغض النظر عن البُرهان المُلجم في القرآن لرفض عقلك هذه الأكذوبة من قبل أن تجد البرهان في محكم القرآن، وذلك لأنّ الأبصار إذا تفكّرت تُبصر الحقّ بالبصيرة الفكرية. ولذلك قال الله تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} صدق الله العظيم [الإسراء: 36].

فكن من الشاكرين أن قدّر الله وجودك في أمّة الإمام المهديّ المنتظر، وكن من الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور، ألا والله لن يهتدي إلى الحقّ فيتّبعه إلا من كان يعقل سواءً في عصر بعث الأنبياء أو عصر بعث المهديّ المنتظَر، فلن يتّبع الحقّ إلا من كان من أولي الألباب الذين يعقلون، أولئك هداهم الله من كُل أمّةٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ (١٧) الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (١٨) أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (١٩)} صدق الله العظيم [الزمر].

وذلك لأنّ أصحاب النار هم الذين لا يعقلون فهم لا يتفكرون واتبعوا الذين من قبلهم الاتّباع الأعمى، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الجنّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:179].

ولذلك اعترف أهل النار أنَّ سبب ضلالِهم عن الصراط المُستقيم هو عدم استخدام العقل، وأُقيمت عليهم الحجّة بالحقّ: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ‌ ﴿٨﴾ قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ‌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّـهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ‌ ﴿٩﴾ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ‌ ﴿١٠﴾ فَاعْتَرَ‌فُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ‌ ﴿١١﴾} [الملك].

وهل تدري يا حبيبي في الله لماذا قال أصحاب النار من الكُفار {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ}؟ وذلك لأنّهم أعرضوا عما جاء في كُتب الله الحقّ. وقال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} [البقرة:170].

وقال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} [المائدة:104].

وقال الله تعالى: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ} [يونس:78].

وقال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِير} [لقمان:21]

وقال الله تعالى: {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِ‌هِم مُّهْتَدُونَ ﴿٢٢﴾وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْ‌سَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْ‌يَةٍ مِّن نَّذِيرٍ‌ إِلَّا قَالَ مُتْرَ‌فُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِ‌هِم مُّقْتَدُونَ ﴿٢٣﴾ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ ۖ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْ‌سِلْتُم بِهِ كَافِرُ‌ونَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

وبما أنّهم كانوا يتَّبعون آثارَ الذين من قبلهم اتّباعاً أعمى من غير تفكّر ولا تدبّر ولذلك أضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم عن الصراط المُستقيم، ومن ثم تبيّن لكافة الكافرين أنّ سبب ضلالهم عن الصراط المُستقيم هو الاتّباع الأعمى، ولذلك اعترفوا بذنبهم: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ‌ ﴿١٠﴾ فَاعْتَرَ‌فُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ‌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [الملك].

ويا حبيبي في الله فضيلة الدكتور أحمد هواري، كُن من عُلماء الأّمة المُكرَّمين، فأكرم عُلماء المُسلمين هم أنصار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، وأشَرُّ عُلماء الأمّة هم الذين أظهرهم الله على دعوة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور فأخفوا أمره عن الأمّة وصدّوا عنه صدوداً برغم أنّه يدعوهم إلى الحقّ ويهديهم إلى صراطٍ مستقيم.

وأرجو من الله أن تكون من أحباب الله المُقرّبين، وأن يجعلني وإيّاك من عبيده الربّانيين المُتنافسين في حُبّ الله وقربه ويدخلنا في زُمرة القوم الذي يحبّهم ويحبّونه، ويلحقنا بالصالحين ويجمعنا وكافة الأنصار للحقّ المبين بمحمد رسول الله -صلى الله عليه آله وسلم- في جنات النعيم على سُررٍ مُتقابلين.

وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو المُسلمين الذليل على المؤمنين؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_______________

Admin
12-05-2010, 03:20 AM
- 7 -
الإمام ناصر محمد اليماني
28 - 05 -1431 هـ
12 - 05 - 2010 مـ
12: 20 صباحاً

[ لمتابعة رابط البيان للمشاركة الأصلية ]
(https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2212)https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2212 (https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2212)
ـــــــــــــــــــ


هيهات هيهات يا دكتور ..


د.احمد هواري: (الموضوع الاخر الذي ساطرحه ان شاء الله هو احاديث رؤية الله فاستعدوا له)
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
ويقول لك المهديّ المنتظَر: هيهات هيهات يا دكتور، أفلا تستحي من نفسك ومن ربِّك ومن العالمين؟ فإنك تتكلم وتقول:
وغداً سوف ننتقل إلى موضوع آخر وهي رؤية الله جهرة)!وكأنّك جئتنا في هذا الحوار بسُلطان العلم المُلجم وأنت لم تأتِ بشيء على الإطلاق؛ بل لم تأتِ بسُلطان واحدٍ من آيات الكتاب المُحكمات البيّنات بأنّ الله يؤيِّد بآياته الباطلَ وأولياءه، وإنّما تُجادل بالظنِّ الذي لا يُغني عن الحقِّ شيئاً، وهيهات هيهات أن تفلت مني إلى موضوعٍ آخر حتى ننتهي من هذه النقطة ونخرج جميعنا بنتيجةٍ.

ويا معشر الباحثين عن الحقِّ من العالمين ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، فمن كانت حُجّته هي الأقوى والمُهيمنة بالحقّ؟ فهل هو الدكتور أم المهديّ المنتظَر؟ وإن أصررتَ على عقيدة الباطل ورفضت العقل والمنطق وسلطان العلم الحقِّ المصدق للعقل والمنطق وأبيتَ إلا أن تتَّبع الباطل المُفترى، فأقول لك: فللمهديّ المنتظَر سؤالٌ بسيطٌ وهو أن تفتيني وجميعَ الأنصار السابقين الأخيار عن البيان الحقِّ لقول الله تعالى: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

وموضع السؤال بالضبط هو: ما هو المقصود بقول الله تعالى: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ}؟ فهل المسيح الكذَّاب وأولياؤه {{{{غَيْرَ مَدِينِينَ}}}}؟ بل المسيح الكذَّاب يدَّعي الربوبية من دون الله، وبما أنّ لكُل دعوى برهان: {تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم.

فاتقوا الله يا من غيّرتم ناموس إرسال آيات الله في الكتاب رأساً على عقب، وأقسِمُ بربّ العالمين قسم المهديّ المنتظَر عن علمٍ وليس قسمَ كافرٍ ولا فاجرٍ، لو اجتمع كافة عُلماء المُسلمين وخُطباء المنابر ومُفتو الديار على أن يأتوا بدليلٍ واحدٍ فقط فقط فقط من القرآن العظيم أنَّ الله يؤيِّد بآياته أعداءه لما استطاعوا جميعاً ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً ونصيراً؛ بل سوف يجدون العكس تماماً والتحدي المُطلق من ربّ العالمين، وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ رَ‌بِّي يَقْذِفُ بالحقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ﴿٤٨﴾قُلْ جَاءَ الحقِّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿٤٩﴾} [سبأ].

{فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ‌ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْ‌جِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} [الواقعة].

{هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلْ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [لقمان:11].

فهل يستطيع أن يأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت؟ ولكنّها لن تطيع أمره مثقالُ ذرةٍ في السماء والأرض لأنه لم يخلق مثقال ذرةٍ في السماوات والأرض. وقال الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ} صدق الله العظيم [سبأ: 22].

وذلك لأنّ إنزال المطر هو من آيات الله التي لا يأتي بها سواه. وقال الله تعالى: {أَفَرَ‌أَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَ‌بُونَ ﴿٦٨﴾ أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ ﴿٦٩﴾ لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُ‌ونَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

وكذلك إنبات الشجر هو من آيات الله لولا أن الله ينبت لكم البذور التي ترموها في الحرث لما استطعتم أن تنبتوا بذرةً واحدةً مما قذفتموه في الحرث، ومن ثم تذهب البذور منكم بين التراب لم ينبت منها شيء وخسرتم بذوركم. وقال الله تعالى: {أَفَرَ‌أَيْتُم مَّا تَحْرُ‌ثُونَ ﴿٦٣﴾ أَأَنتُمْ تَزْرَ‌عُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِ‌عُونَ ﴿٦٤﴾ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ ﴿٦٥﴾ إِنَّا لَمُغْرَ‌مُونَ ﴿٦٦﴾ بَلْ نَحْنُ مَحْرُ‌ومُونَ ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].

فكيف يأتي الباطل بآيات الله التي جعلها الله حقائق هذا القُرآن على الواقع الحقيقي، فلا يستطيعون؟ أم إنّكم تظنون آيات الله في القُرآن مجرد كلام في كلام؟ سُبحان الله العظيم! بل هو الحقِّ تجدونه الحقِّ على الواقع الحقيقي في خلقكم وخلق السماوات والأرض وخلق أنعامكم وخلق ما يخرج من حرثكم وفي شربكم وفي خلق كلّ دابةٍ أو طائر يطير بجناحيه لأنه الخالق لكل شيءٍ، ولن يؤيِّد الله بآياته تصديقاً لدعوة الباطل، ولن يستطيع الباطل الذي يدعونه من دون الله أن يخلق حتى ذُبابةً واحدةً ولو اجتمعوا له. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖوَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ ْوَالْمَطْلُوبُ} صدق الله العظيم [الحج: 73].

{هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلْ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} صدق الله العظيم [لقمان:11].

فكيف أنّ الله يُفتي في مُحكم كتابه إنَّ الله لا يُرسل بآياته إلا تخويفاً لعباده ليتبعوا الحقّ، أم أنه ادَّخرها للمسيح الكذاب؟ سُبحان الله العلي العظيم وتعالى علوّاً كبيراً! فانظروا إلى الفتوى من الله في ناموس إرسال الآيات في قول الله تعالى: {وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} صدق الله العظيم [الإسراء: 59].

فانظروا لناموس إرسال الآيات: {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} صدق الله العظيم؛ أي تخويفاً للناس من ربِّهم لكي يتبعوا الحقِّ فإذا كذبوا بآياته التي أيّد بها لدعوة الحقِّ ومن ثم يعذبهم الله من بعد التكذيب بآياته عذاباً نكراً. وقال الله تعالى: {وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} صدق الله العظيم. ولكن ونظراً لأنّ عُلماء المُسلمين قد صدّقوا الباطل وكذّبوا بالحقِّ واتّبعوا الذين غيّروا ناموس إرسال الآيات فزعموا أنَّ الله يؤيِّد بها الحقِّ والباطل جميعاً ولذلك فقد كفروا بآيات الله جميعاً بسبب عقيدتهم أنّ الله كذلك يؤيِّد بها للباطل، ولذلك أُبشِّرُهم بعذاب يومٍ عقيمٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِن مِّن قَرْ‌يَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا ۚ كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورً‌ا ﴿٥٨﴾وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْ‌سِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَ‌ةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْ‌سِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

فكيف أنَّ الله يفتي بأنّه يؤيِّد بآياته تصديقاً لدعوة الحقِّ إليه كما تجدون أنّ الله يؤيِّد بها أنبياءه ورُسله لأنّهم يدعون إلى الحقِّ ولذلك يصدق دعوتهم بآيات الحقِّ الذي يدعو إليه وهو الحقِّ سُبحانه وما دونه باطل، فكيف يُصدق الله بآياته كذلك دعوة الباطل من دونه؟ فوالله الذي لا إله غيره لا يصدق بهذا الافتراء إنسانٌ عاقلٌ ولكنّه سوف يُصدق بهذا الافتراء الذين لا يعقلون مَنْ هم أضلّ من الأنعام سبيلاً. وقال الله تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالأنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الفرقان:44].

ويا أمّة الإسلام، إنّني الإمام المهديّ المنتظَر الحقِّ خليفة الله ربّ العالمين، وإذا كُنتُ مُفترياً على الله ولم يصطفِني فإنّ عليّ لعنة الله كما لعن الله إبليس إلى يوم الدين، أو على من تبيّن له أنّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقِّ ويهدي إلى صراط مُستقيم ومن ثم تأخذه العزّة بالإثم فيجادل بالباطل وبالظنّ الذي لا يُغني من الحقِّ شيئاً فمن يجيره من عذاب يوم عقيم؟

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
خليفة الله؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
______________

Admin
13-05-2010, 03:12 AM
- 8 -
الإمام ناصر محمد اليماني
29 - 05 - 1431 هـ
13 - 05 - 2010 مـ
12: 12 صباحاً

[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
(https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2288)https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2288 (https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2288)
ـــــــــــــــــ


إنّ الله لا يؤيِّد بآيات وحدانيّته للذين يدَّعون الألوهية من دونه ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وخاتم النّبيين وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
سلامُ الله عليكم أخي الكريم أبا بلال؛ الدكتور أحمد هواري خطيب وإمام جامع البر والإحسان في العاصمة الأردنية عمان، ونِعمَ الرجُل يا أبا بلال لو يهديك الله إلى الصراط المستقيم فتتّبع الحقِّ من ربك، وثنائي عليك هو لأنّك تُعتبر أول عالمٍ في عصر دعوة المهديّ المنتظَر تجرَّأ لحوار المهديّ المنتظَر ليس باسم مُستعارٍ بل أخبرنا عن اسمه وكُنيته ودولته ومدينته واسم الجامع الذي هو خطيب على منبره، ولذلك فإنّ الإمام المهديّ يشكر فضيلة الشيخ الدكتور أحمد هواري المُكنّى أبو بلال، ونِعم الرجل، فكم يُعجبني الذين يهتمّون بالدفاع عن الإسلام والمُسلمين وصدّ دعوة المُضلين للمُسلمين، ألا والله لو كان علماء الأمّة يفعلون مثلك لما استطاع المُضلون في كُلّ عصرٍ أن يُضلّوا أحداً من المُسلمين ولكنّهم للأسف يتهرّبون من حوار المُضلّين، وإذا سألت العُلماء لماذا لا تحاوروا مرزي أو اللحيدي أو غيرهم؟ فسوف يردّ عليك العُلماء ويقولون: "إننا لا نُريد أن نشهرهم ولذلك لن نحاورهم"!
ولكن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يقول لكم: يا علماء الأمّة لقد ارتكبتم خطأً كبيراً بتهرّبكم من حوار المُضلّين بحجّة عدم إشهارهم وإنّكم لخاطئون؛ بل الحقِّ هو أن تشهروهم للمُسلمين على أنّهم على ضلالٍ مبينٍ وتُلجموهم بسلطان العلم للعالم والجاهل حتى إذا ألجمتموهم فلن يتّبعهم أحدٌ من المُسلمين، ثم يتراجع الذين اتّبعوهم بادئ الأمر ويعلمون أنّ ذلك الرجل على ضلالٍ مبينٍ كون علماء الأمّة قد ألجموه بسلطان العلم من محكم كتاب الله، فلم يستطِع أن يردّ حجتهم في حوارٍ؛ بل دحضوا حجّته الباطلة بسلطان العلم المحكم من كتاب الله حتى تبيّن لأنصاره أنّه على ضلالٍ مُبينٍ وتراجعوا عن اتّباعه، أليس هذا هو المنطق يا عُلماء الأمّة؟ ولكن للأسف بسبب تهرّبكم عن حوار المُضلّين بحجّة عدم إشهارهم فقد تركتموهم يضلّون المُسلمين، فاتّبعهم من اتّبعهم، وأمروا أتباعهم بقتل المُسلمين وأقنعوهم بذلك حتى سفكوا دماء المُسلمين، وهذه هي النتيجة يا معشر عُلماء المُسلمين، فبئس الحجّة حجتكم بقولكم أنّنا لا نحاورهم حتى لا نشهرهم، ولذلك تركتموهم يُضلّون المُسلمين ولذلك ظهرت فِرقٌ في المُسلمين مارقة على الدين وسفكوا دماء المُسلمين برغم أنّ الله لم يحلّ لهم أن يسفكوا دماء الكافرين الذين لم يحاربونهم في دينهم فكيف يحلّ الله لهم أن يقتلوا مُسلماً؟

ولذلك، فإنّ الإمام المهدي يشكر فضيلة الشيخ الكريم أحمد هواري (أبو بلال)، ونعم الرجل الذي شمّر لحوار المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني دفاعاً عن حياض الدين حتى لا يضلّ المُسلمين الإمامُ ناصر محمد اليماني إن كان على ضلالٍ مُبينٍ، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بأبي بلال وأكرر الترحيب به كثيراً، و أستوصي الأنصار فيه خيراً أن يحترموه بكل ما تعنيه الكلمة فهو ضيفٌ لدينا في طاولة الحوار العالميّة مُعززٌ ومُكرمٌ كونه جاء إلى حوار ناصر محمد اليماني لكي يدافع عن الإسلام والمُسلمين فيذود عن حياض الدين ولم يُحاور المهديّ المنتظَر بالاسم المستعار كما يفعل كثيرٌ من عُلماء الأمّة؛ بل باسمه الحقِّ وإنّهُ لمن الصادقين في اسمه وعنوانه، ولذلك فإنّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني يحترم هذا الرجل ويفرض على الأنصار السابقين الأخيار أن يحترموه احتراماً مفروضاً عليهم من إمامهم الحقِّ من ربِّهم.

ويا فضيلة الشيخ أبا بلال، لم ينقصك إلا أن تستخدم عقلك الذي أنعم به الله عليك فلا تأخذك العزّة بالإثم حبيبي في الله إن تبيَّن لك أنّ ناصر محمد اليماني ليس من المهديّين الذين اعترتهم مسوس الشياطين في كُلّ عصرٍ فيدّعون شخصيّة المهديّ المنتظَر فيُضلّون البشر ولم يتَّبعوا الذِِّكر، ولكنِّي أشهدُ الله الواحدُ القهار وكافة الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور وكفى بالله شهيداً أنّي المهديّ المنتظَر خليفة الله الأكبر في مُحكم الذِّكر نذيراً للبشر أنّهم دخلوا في عصر أشراط الساعة الكُبر ومنها بعث المهديّ المنتظَر وأن تدرك الشمس القمر واقتراب الكوكب العاشر كوكب النار سقر اللواحة للبشر من عصر إلى آخر.

ويا معشر البشر، فرّوا إلى الله الواحدُ القهار من قبل أن يسبق الليل النهار بسبب مرور ما يسمونه بالكوكب العاشر وتوبوا إليه وأنيبوا واتبعوا الذِّكر المحفوظ من التحريف حجّة الله على البشر من بعد التبليغ ولم يحفظه الله من التحريف عبثاً سُبحانه؛ بل جعله حبله الممدود من السماء إلى الأرض من اعتصم به هُدي إلى صراط مُستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} صدق الله العظيم [آل عمران:103].

وذلك لأنّهُ حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْ‌هَانٌ مِّن رَّ‌بِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورً‌ا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَ‌حْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَ‌اطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].

وصدق بذلك حديث سُنّة البيان عن محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، قال: [كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به لن تزلوا ولا تضلوا، والأصغر سُنتي وإنّهما لا يفترقان] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

ومعنى قوله والأصغر سنتي بمعنى أنّ القرآن هو الأكبر والمُهيمن على سُنّة البيان غير المحفوظة من التحريف، ومعنى قوله لا يفترقان أي لا يختلفان في شيءٍ بل كتاب الله وسنة رسوله الحقِّ نورٌ على نور، ولا ينبغي لأحاديث سُنة البيان أن تُخالف لمُحكم القرآن، فما خالف منها لمحكم القُرآن فإنّه حديث مُفترًى من الشيطان على لسان أوليائه الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكُفر ليصدّوا المُسلمين عن العقائد الحقِّ في مُحكم ما أنزل الله في مُحكم كتابه القرآن العظيم، ولم يُفتِكم محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أنَّ الله وعدكم بحفظ آحاديث سُنة البيان. وقال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: [إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَتَانِي ، فَقَالَ: إِنَّهُا سَتَكُونُ فِي أُمَّتِي فِتْنَةٌ ! فَقُلْتُ: فَمَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا جِبْرِيلُ ؟ فَقَالَ: كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، مَنْ وَلِيَ هَذَا الأَمْرَ مِنْ جَبَّارٍ فَيَقْضِي بِغَيْرِهِ يَقْصِمُهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَبْتَغِي الْهُدَى فِي غَيْرِهِ يُضِلُّهُ اللَّهُ] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

وعن محمد رسول الله في إسناد آخر: [وأخرج ابن أبي شيبة والدارمي والترمذي ومحمد بن نصر وابن الأنباري في المصاحف عن الحارث الأعور قال: دخلت المسجد فإذا الناس قد وقعوا في الأحاديث فأتيت علياً فأخبرته فقال: أو قد فعلوها ؟ سمعت رسول الله يقول: " إنها ستكون فتنة قلت: فما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال: كتاب الله فيه نبأ من قبلكم وخبر من بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تشبع منه العلماء ولا تلتبس منه الألسن ولا يخلق من الرد ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: إنا سمعنا قرآناً عجباً يهدي إلى الرشد من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم"] صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

أفلا ترون أنَّ القُرآنَ وسُنّة البيان نورٌ على نورٍ ولا ينبغي لهما أن يفترقا فيختلفا؟ وما ينطق عن الهوى محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بل سُنّة البيان هي كذلك من عند الرحمن، وما ينبغي للرحمن أن يُناقض نفسه بنفسه، سُبحانه وتعالى علواً كبيراً! ولذلك أمركم الله العليّ العظيم في مُحكم القرآن العظيم أن تتدبّروا مُحكم القرآن لتعرضوا عليه أحاديث سُنة البيان نظراً لأنّه لم يعدكم بحفظها من التحريف، وحكم الله بينكم بالحقِّ أنّ ما خالف منها لمحكم القرآن فإنّ ذلك الحديث النبويّ ليس من آحاديث النّبيّ بل من الأحاديث التي لم يقُلها النّبيّ بل هي من عند غير الله وقالها الشيطان الرجيم ليصدّكم عن الصراط المُستقيم. وقال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّ‌سُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْ‌سَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

ويا فضيلة الشيخ المُحترم، هداك إلى الله إلى الصراط المُستقيم فسوف نقتبس من بيانك ما يلي
وما يجري على يديه من خوارق كلها فتنة له وللعباد من إحياء وموت وإنزال للمطر فكل هذه الأمور تخرج من عموميات الآيات لأنها وقعت باذن الله.
وقولك: "{وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} صدق الله العظيم، فانظروا للناموس إرسال الآيات {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} صدق الله العظيم. أي تخويفاً للناس من ربِّهم أن يتبعوا الحق"
أقول وكذلك الدجال آية من آيات الله يخوّف الله به أولياءه بل فتنته أشد من الناقة وغيرها.انتهى الاقتباس

ومن ثمّ يردّ عليك المهديّ المنتظَر وأقول: يا حبيبي في الله غفر الله لي ولك ولجميع المُسلمين، فلِمَ تُغيّر كلام الله عن مواضعه المقصودة؟ فكيف تُفتي فتقول:
أقول وكذلك الدجال آية من آيات الله يخوّف الله به أولياءه بل فتنته أشد من الناقة وغيرهاانتهى

ويا سبحان ربي، فهل سوف يخوّف أولياءه فينذرهم بآياته ليتبعوا الباطل؟ سُبحان ربي وتعالى علواً كبيراً! ويا رجل إن الإمام المهديّ لا يجرؤ مثلك أن يقول على الله ما لم يعلم علم اليقين. ويا أخي الكريم، إنَّ هذه الآية من الآيات المُحكمات البيّنات من آيات أمّ الكتاب فتوى من الرحمن إلى الإنس والجان أنّه لم يمتنع من إرسال الآيات إلا أنّه كذّب بها الأولون. وقال الله تعالى: {وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} صدق الله العظيم [الإسراء:59].

وعلّمكم الله بالناموس الحقِّ لسبب إرسال الآيات، فتجدون الناموس المُحكم في قوله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} صدق الله العظيم، فما هو المقصود بالضبط يا أولي الألباب بقوله تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} صدق الله العظيم؟ ويقصد بالتخويف: أي ليخافوا الله فيتّبعوا الحقِّ من ربِّهم لأنّهم إن كذبوا من بعد حدوث الآية حتماً سينالهم عذاب الله من بعد التكذيب بآياته. وقال الله تعالى: {فَقَالَ لَهُمْ رَ‌سُولُ اللَّـهِ نَاقَةَ اللَّـهِ وَسُقْيَاهَا ﴿١٣﴾ فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُ‌وهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ ربّهم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا ﴿١٤﴾ وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الشمس].

وكأنّي أرى فضيلة الشيخ يريد أن يستدِلّ بقول الله تعالى: {إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ} صدق الله العظيم [القمر: 27].

وكأنّك تريد أن تستدِل بها فتقول إنّما إرسال الآيات فتنة، ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ بالبيان الحقِّ لقول الله تعالى: {إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ} صدق الله العظيم، وذلك لأنّ الله سوف يحذّرهم على لسان رسوله أن لا يَمسّوها بسوءٍ فيمسهم عذاب عظيم، ولذلك قال الله تعالى: {فِتْنَةً لَهُمْ}، وذلك لأنّهم سوف يُعاندون فيمسوها بالسوء فيخالفون أمر ربّهم، وقال الله تعالى: {وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُ‌هُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّ‌بِّكُمْ ۖ هَـٰذِهِ نَاقَةُ اللَّـهِ لَكُمْ آيَةً ۖ فَذَرُ‌وهَا تَأْكُلْ فِي أَرْ‌ضِ اللَّـهِ ۖ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٧٣﴾وَاذْكُرُ‌وا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورً‌ا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا ۖ فَاذْكُرُ‌وا آلَاءَ اللَّـهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْ‌ضِ مُفْسِدِينَ ﴿٧٤﴾ قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُ‌وا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْ‌سَلٌ من ربِّه ۚ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْ‌سِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ﴿٧٥﴾ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُ‌وا إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُم بِهِ كَافِرُ‌ونَ ﴿٧٦﴾ فَعَقَرُ‌وا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ‌ ربّهم وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿٧٧﴾ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّ‌جْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِ‌هِمْ جَاثِمِينَ ﴿٧٨﴾ فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِ‌سَالَةَ رَ‌بِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَـٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ﴿٧٩﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

ويا حبيبي في الله فتلك هي الفتنة المقصودة، وتبيّن لكم إنّما إرسال آيات الله تصديقاً لدعوة الحقِّ من ربِّهم ليخافوا الله فيستجيبوا لدعوة الحقِّ من ربِّهم، وإنّما جعل الله الآيات للتصديق لدعوة الحقِّ أن يعبدوا الله وحده لا شريك له، ولذلك قال نبيّ الله صالح: {قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً} صدق الله العظيم، ولكنّكم غيَّرتُم الناموس في قانون آيات الله المُرسلة من عنده: {وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُواْ بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا} صدق الله العظيم [الإسراء:59].

يا حبيبي في الله فاتّّقِ الله، وأعلمُ أنك تريد أن تُخرجَني من هذه النقطة بسبب انعدام السُلطان على ناصر محمد اليماني في هذه النقطة، ولذلك تريد أن تخرجه من هذا الموضوع بوضع أسئلةٍ أخرى، ولكنّي أعتذر إليك أخي الكريم عن الخروج منها حتى تعترف أنّ الحقِّ في هذه النقطة هو مع الإمام ناصر محمد اليماني كون سُلطان علمه في هذه النقطة هو الأقوى، وما قصدي إحراجك، فهل إحراجك أهون عليك من أن لو يُلقي بك الله في نار جهنم بسبب إعراضك عن الحقِّ بعد أن أقمنا عليك الحجّة بالحقّ؟ بل أراك تقول: وهل بعد بيانك بيان؟ وتفتي أنَّك فصّلت ردك تفصيلاً على بيان ناصر محمد اليماني، ومن ثم أقول لك يا فضيلة الشيخ أبو بلال إنّ تفصيلك من عندك برأيك وقولك بالظنِّ الذي لا يُغني من الحقِّ شيئاً، وتفصيل ناصر محمد اليماني من عند الرحمن مُباشرةً يأتيك به من مُحكم القُرآن في قلب وذات الموضوع وليس بالقياس كما تُحاجّ من يطول عُمر الشيطان إلى ميقات البعث الأول وتعتبر هذه مُعجزة جاء بها الشيطان، ويا رجل إنَّ ملائكة الرحمن جميعاً كذلك لا يموتون إلا حين يعلن الله النهاية لكُل شيء. تصديقاً لقول الله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ} صدق الله العظيم [القصص: 88].

فهل بعد الحقِّ إلا الضلال؟ بارك الله فيك فاتّقِ الله حبيبي في الله فنحن لسنا بمباراة كرة قدمٍ تغلبني أو أغلبك! بل هذا أمر ونبأ عظيم، فأنت تُحاجّ المهديّ المنتظَر الذي ابتعثه الله ليخرج الناس بالقُرآن العظيم من الظُلمات إلى النور ليُعيدكم إلى منهاج النّبوة الأولى كما فعل محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. تصديقاً لقول الله تعالى: {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ ربّهم إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} صدق الله العظيم [إبراهيم:1].

وكذلك الإمام المهديّ لم يبعثه الله ليحاجّ البشر بكتاب بحار الأنوار لدى الشيعة ولا بكتاب البُخاري ومُسلم كما لدى السُّنة بل بكتاب الله القرآن العظيم الذي اتخذه مهجوراً الشيعةُ والسُّنةُ ولم يقيموا له أي وزنٍ أو احترامٍ أو تقديسٍ، ولربّما يودّ حبيبي في الله أبو بلال أن يقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني لا تفتري علينا بغير الحقِّ بل نحن علماء الأمّة نحترم كتاب الله ونقدسه ونقيم له ُ وزناً عظيماً" ومن ثمّ يردّ عليك الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: إذاً لماذا تكبَّرتم على كتاب الله ولم تعرضوا الأحاديث النّبويّة كما يعرضها عليه ناصر محمد اليماني، فما خالف منها لمحكم كتاب الله فتنبذوه وراء ظهوركم إن كنتم صادقين؟

ويا أخي الكريم، فبما أنّك أول عالِم من عُلماء أمّة الإسلام تجرّأ أن يحاور المهديّ المنتظَر باسمه الحقِّ وليس بالاسم المُستعار، أرجو من الله أن يجعل بعث الإمام المهديّ بشرى لك من الله وليس حسرةً عليك، ألا وإنّ الذين أظهرهم الله على شأن الإمام المهديّ في عصر الحوار من قبل الظهور ولم يتّبعوه حسرة عليهم وندماً عظيماً، ورجوت من ربّي بحقّ لا إله إلا هو وبحقّ رحمته التي كتب على نفسه وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسه أن لا يجعل بعث الإمام المهديّ حسرةً على مُسلمٍ وأن يهدي أبا بلال وجميع عُلماء الدين والمُسلمين إلى اتّباع الحقِّ من ربِّهم.

ويا قوم، والله الذي لا إله غيره أنّي لم أفترِ عليكم وأنّي الإمام المهديّ خليفة الله المُصطفى وما كان لكم الخيرة في اصطفاء خليفة الله من دونه سُبحانه لا يُشرك في حُكمه أحداً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [القصص: 68].

ويا حبيبي في الله لقد تمّ تبليغك بأمرنا أنّه يوجد شخص يدعى ناصر محمد اليماني في الشبكة العالميّة بالإنترنت يقول أنّه المهديّ المنتظَر ويدعو كافة علماء الأمّة للحوار، وبمجرد ما أخبروك أنَّ اسمه ناصر محمد اليماني فقلت: "هيهات هيهات؛ بل اسم المهديّ المنتظَر هو محمد بن عبد الله، ولذلك فإن هذا الشخص كذابٌ أشرٌ وليس المهديّ المنتظَر". ومن ثم شمّر أبو بلال خطيب المنبر لحوار من يزعم أنّه المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وجاء إلى طاولة الحوار وما كان يتوقع أنّه سوف يلبث في حوار ناصر محمد اليماني إلا سويعات معدودة فيلجم ناصر محمد اليماني بسلطان العلم حتى يتبيّن لأنصاره أنّه كذّاب أشِر وليس المهديّ المنتظَر، ولكنّ أبو بلال وجد من علم ناصر محمد اليماني ما لم يكن يحتسب، وبدأ في النقطة الأولى ولا يزال فيها ويتمنّى الخروج منها إلى نقطةٍ أخرى نظراً لأنّ ناصر محمد اليماني أقام عليه فيها الحجّة بالحقّ، فازداد أنصاره إيماناً وتثبيتاً وعلموا علم اليقين أنّ ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر إلا أن يأتي أبو بلال فقط بسُلطان واحد مُحكم من آيات الكتاب البيّنات المحكمات أنّ الله يرسل بآياته تصديقاً لدعوة الحقِّ والباطل.

ولربّما يودّ أن يقاطعني أبو بلال فيقول: "مهلاً مهلاً فلم نقل أنَّ آياتِ الله يرسلها مع الباطل تصديقاً بل فتنة لهم ليفتنهم بها عن الحقّ". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: يا أيها الشيخ الفاضل، فهل تعلم ما هو المقصود بآيات الله؟ ألا وإنّها البرهان على أن الله لا إله إلا هو وحده لا شريك له، فكيف يؤيّد بآياته؛ برهان ألوهيته لعدوه الباطل؟ فهل يقبل هذا العقل والمنطق؟ وبما أنّه لا يقبله العقل والمنطق ولذلك لا ولن تجد له ولو بُرهاناً واحداً في مُحكم كتاب الله، فإن جئت ولو ببرهانٍ واحدٍ من آيات الكتاب المُحكمات أنّ الله يؤيِّد بآيات وحدانيّته للذين يدَّعون الألوهية من دونه فإن فعلت ولن تفعل فقد أصبح المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني كذاباً أشراً، فاشهدوا يا معشر الأنصار السابقين الأخيار ويا كافة الزوار لطاولة الحوار من مختلف أقطار البشر.

ويا فضيلة الشيخ خطيب المنبر، إنّنا نُكرر الترحيب بجنابكم الكريم في طاولة الحوار العالميّة للمهديّ المنتظَر للحوار الحُرّ في الدين لهُدى المُسلمين والناس أجمعين إلى الصراط المستقيم، ألا وإنّ حجّة المهديّ المنتظَر هي كمثل حجّة جدّه الذي جعل الله حُجته هو سلطان العلم الحقِّ من ربّ العالمين، ولذلك قال الله تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:61].

ويا أخي الكريم، هات ما لديك وقل ما عندك من العلم فإنّ الحقوق لدينا محفوظةٌ بالنسبة للذين لم ينضمّوا إلى رَكب الأنصار، وأما أنصاري فيحقّ لي أن أدخل بياناتهم لئن رأيت أن أغير في بيان أحدهم شيئاً مُخالفاً لأمرنا حتى لا يكون حجّة علينا للآخرين فيظنون أنّه من علم ناصر محمد اليماني، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعنا المُبارك، وسوف يستمر الحوار في هذه النقطة نظراً لأهميتها الكُبرى، فهي من أهم عقائد الدين ومن أساسيّات الإيمان بكلمة التوحيد (لا إله إلا الله وحده لا شريك له)، وبما أنّ الذي يدَّعي الربوبية للكون والخلق من دونه فلكل دعوى برهان، فإن كان هو الله فليُحيي الموتى إن كان من الصادقين! نظراً لأنّه يدَّعي الباطل من دون الله، وإذا لم يكن غير مدين بدعوة الباطل ويرى أنه الحقِّ فلكل دعوى برهان، فليرجع روح ميتٍ واحدٍ من بعد موته إن كان من الصادقين.

ويا أخي الكريم، ذرِ القول على الله بالظنِّ إنّي لك لمن الناصحين، فانظر لقولك على الله في آياته بالعموميّات والخصوصيّات! سبحان ربّي أن يخصّ المسيح الكذَّاب بآياته الدالة على أنّه الله لا إله غيره ولا معبودَ سواه! فوالله الذي لا إله غيره لم تأتِنا ولو بسلطانٍ واحدٍ من محكم كتاب الله وإنما تتمسّك بحُجج واهيةٍ كخيوط العنكبوت وإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت، فلا نزال ننصحك ونقول: كُن من الشاكرين أن قدّر الله وجودك في أمّة المهديّ المنتظَر وقدر لك العثور على دعوته في عصر الحوار من قبل الظهور، وإن أبيتَ إلا أن تتّبع ما يخالف لمُحكم كتاب الله فأقسمُ بالله العظيم ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم من يحيي العظام وهي رميم أنَّ من اعتصم بما يُخالف لمحكم القرآن العظيم أنّه اعتصم بحبل الشيطان الرجيم كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت، فهل تراك لو تمسّكت بخيط من خيوط بيت العنكبوت فهل يعصمك من الوقوع؟ ومن زاغ عن الحقِّ وقع ومن وقع وقع في النار وبئس القرار.

ويا أخي الكريم، اتّخذ القرار النهائي في هذه النقطة، فهل تبيّن لك أنّ إرسال آيات الله التي تدل على وحدانيّة الله لا يؤيِّد الله بها إلا للأنبياء والرُسل الذين يدعون الناس إلى كلمة التوحيد لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولذلك يؤيّدهم الله بآياته الدالة على ألوهيَّتِه سُبحانه وتعالى علواً كبيراً، ويا سُبحان ربّي! كيف تجعلون الحقِّ والباطل سوياً كقولك أنَّ الله يأتي بآيات ألوهيته للمسيح عيسى ابن مريم وكذلك للمسيح الكذاب؟ ويا سُبحان ربي! شتّان ما بين الاثنين كالفرق بين الظُلمات والنور، وليس الجدل في نقطة (بإذن الله) فأنا أعلم أنّكم تقصدون أنّ الدجال يحُيي الميَّت بإذن الله وينزل المطر بإذن الله وينبت الشجر بإذن الله، ولكن موضوع الخلاف هو في أنّ هذا افتراء على الله عظيم أنّه يؤيِّد بآياته الدالة على انفراده بالألوهية فيصدق بها دعوة الباطل من دونه، بل والله إنّه من أعظم الافتراء على الله في تاريخ الكتاب على الإطلاق، ولذلك تجد المهديّ المنتظَر لا يزال مُصرّاً على استمرار الحوار في هذه النقطة حتى تأتينا بسلطان بيِّنٍ للناس من محكم القرآن العظيم شرط أن يكون سُلطان العلم من الرحمن بيّناً لكلّ مُسلمٍ للجاهل والعالم، فتأتينا به من محكم القُرآن العظيم فإذا لم تستطع فليس لك إلا أن تعترف بالحقِّ في هذه النقطة أن الحقِّ في هذه النقطة هو مع الإمام ناصر محمد اليماني، ومن ثم ننتقل للحوار في رؤية الله جهرةً، وهكذا نقطة نقطة وكفة الميزان هو سُلطان العلم المحكم والبيّن من الرحمن وليس كلام في كلام بالرأي، فهذا أمر الدين وزلة عالِم واحد تكون سبباً لزلة عالَم بأسره، فيحمل أوزارهم فوق وزره جميع من اتّبعه إلى يوم الدين، فذلك هو الخُسران المبين لو ضلَّ الناس بغير علم بين من الله. وقال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَ‌بُّكُمْ ۙ قَالُوا أَسَاطِيرُ‌ الْأَوَّلِينَ ﴿٢٤﴾ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَ‌هُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ‌ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ‌ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُ‌ونَ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [النحل].

وأعلم أنّ علماء الأمّة لا يقولون إنَّ القرآن أساطيرُ الأولين، بل يقولون لا يعلم تأويلَه إلا الله كما يقول أهل السُّنة أو كما يقول الشيعة إنَّ القرآنَ لهُ أوجهٌ مُتعددةٌ ولا يعلم تأويلَه إلا الراسخون في العلم من آل البيت، ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: ولكنّي لا اُحاجّكم بالمُتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم؛ بل أحاجّكم بآيات الكتاب المُحكمات هُنّ أمّ الكتاب بيّنات لعالمكم وجاهلكم حتى أقيم الحجّة على عالمكم وجاهلكم بالحقّ، فإمّا أن يتّبعوا الحقِّ من ربِّهم أو يعذّبهم الله ولن يجدوا لهم من دون الله وليّاً ولا نصيراً.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
خليفة الله؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
_______________

Admin
15-05-2010, 03:06 AM
- 9 -
الإمام ناصر محمد اليماني
01 - 06 - 1431 هـ
15 - 05 - 2010 مـ
12: 06 صباحاً

[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
(https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2381)https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2381 (https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2381)
ــــــــــــــــ


ن ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله وآله الطيبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين. وقال الله تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بالحقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} صدق الله العظيم [الفرقان:33].

ونقتبس من بيان الشيخ أحمد هواري ما يلي:
نماذج من تعارض الآيات مع بعضها تعارضا ظاهريا:
مثال(1): في القرآن الكريم نقرأ قوله تعالى: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) ونحوه وفي المقابل نقرأ قوله تعالى: {قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحقِّ من الذين أوتوا الكتاب) هل هذا تعارض حقيقي؟ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني، وأقول: فلا تخلط بين آيات الكتاب يا فضيلة الشيخ، وَضَعْ كُلّ آيةٍ في موضعها المقصود بالحقِّ، وأشهِدُ لله شهادة الحقِّ اليقين أنّ من الآيات المُحكمات هُنّ أمّ الكتاب في قول الله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [يونس:99].

{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:256].

{وَقُلْ الحقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} صدق الله العظيم [الكهف: 29].

وتصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا} صدق الله العظيم [المزمل:19].

وهذه من الآيات المُحكمات من ربّ العالمين تفتي أنّ الله لم يأمرنا أن نقاتل الناس حتى يشهدوا لله بالوحدانية فيعبدوه وحده لا شريك له كرهاً، وذلك لأننا لو نُكرِهُهم على ذلك لما تقبّل الله منهم عبادتهم حتى لو عبدوا الله مليون سنة لما تقبل الله عبادتهم حتى تكون عبادتهم خالصةً لوجه الله، فيؤدّون صلاتهم وزكاتهم من أجل الله وليس خوفاً من أحدٍ ولم يخشوا أحداً إلا الله أولئك يتقبل الله منهم عبادتهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ‌ مَسَاجِدَ اللَّـهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّـهَ فَعَسَىٰ أُولَـٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

وذلك لأنّنا لو نُكرِه الكفار حتى يكونوا مؤمنين بربّهم فيعبدونه وهم صاغرون فلن يتقبّل الله عبادتهم. ولذلك قال الله تعالى: {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [يونس:99].

{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:256].

وأما الأحاديث في السُّنّة النّبويّة في هذا الشأن فما كان باطلاً منها فسوف تجده مُخالفاً لهذه الآيات البينات، ومنها هذا الحديث المُفترى عن النّبيّ كذباً: [أُمرت أن أُقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله].

ولكنّي الإمام المهديّ أعلن الكُفر بهذا الحديث المُفترى، فلم يأمرنا الله أن نُقاتِل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فيقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، كلا.. تنفيذاً لأمر الله في مُحكم كتابه:
{أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}
و
{{{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}}}
صدق الله العظيم.

لأنّ ذلك من حقّ الله على عبيده، فلم يأمرنا الله بالتدخّل بينه وبين عباده فيما يخصّه من عبادتهم، ولم يأمرنا إلا بالبلاغ لهم والتبيان ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر؛ بل علينا البلاغ وعلى الله الحساب. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} صدق الله العظيم [الرعد:40].

ولكنّ الله أمرنا بالتدخّل بين عباده لرفع الظُلم عن المظلوم، وأيضاً نأمر بالمعروف وننهى عن المُنكر ونقيم حدود الله جميعاً على الظالمين حتى نمنع ظُلم الإنسان عن أخيه الإنسان، فمن قتل نفساً بغير نفس أو فسادٍ في الأرض أقمنا عليه حدَّ القتل بالحقِّ في كتاب الله إلا أن يشاء أولياء المقتول ظُلماً أن يعفوَ مُقابل الديّة أو العفو الكامل. وكذلك من اعتدى على عرض أخيه الإنسان بفاحشة الزنا أقمنا عليه حدّ الله في مُحكم كتابه بمائة جلدة، وكذلك الذي يسرق أموال الناس نُقيم عليه حدّ السرقة، وذلك لأنّ حدود الله التي نزل في محكم كتابه لا مساومة فيها لدينا. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:47].

ألا وإنّ حدود الله دستورٌ يقيمه المهديّ المنتظَر من بعد التمكين على كافة البشر، وذلك لكي نمنع ظُلم الإنسان عن أخيه الإنسان من غير مُجاملة لمسلم على كافر، ومن يتعدّى حدود الله فقد ظلم نفسه. تصديقاً لقول الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:110].

ونأخذ الزكاة من أغنياء المُسلمين والجزية من أغنياء الكُفار ونُنفقها على فُقراء المًسلمين والكُفار، وإن رفض أهل الكتاب دفع الجزية فلا خيار لهم وسوف نُقاتلهم نظراً لأنّهم أعلنوا الخروج عن الحُكم والتمرد على الحاكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الحقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} صدق الله العظيم [التوبة:29].

فأين التناقض بين قول الله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم، وقول الله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الحقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} صدق الله العظيم؟

ويا حبيبي في الله، إنّ عدم فِهمك الحقِّ في هاتين الآيتين فبدت لك وكأنّ فيهما تناقضٌ، ولذلك قلتم لا يعلمُ تأويله إلا الله! ولا قوة إلا بالله. برغم أنّ هاتين الآيتين هُنّ من آيات الكتاب المُحكمات البيّنات وكلاً منهما يخصُّ موضوعاً، فأمّا قول الله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم، فهنا أمرنا الله بعدم التدخّل بينه وبين عباده فيما يخصّ الله لأنّه لن يتقبل منهم إلا ما كان خالصاً لوجهه الكريم، وذلك لأنّنا لو أكرهناهم على عبادة ربّهم لما تقبل الله منهم لو يعبدون الله خشية منا. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ‌ مَسَاجِدَ اللَّـهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّـهَ فَعَسَىٰ أُولَـٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [التوبة].

وأما الآية الأخرى فهي في موضوع الجزية مُقابل حمايتهم ورفع الظُلم عنهم، وتُضاف إلى بيت مال المُسلمين فتختلط بالزكاة من أغنياء المُسلمين ومن ثم توزّع على فقراء الكفار والمُسلمين بالسّويّة من غير تفضيل الفقير المُسلم على الفقير الكافر؛ بل حقوقهم سواسِية لدينا في الحقوق ونحكم بينهم بالعدل من غير ظلمٍ للكافر، ومن حكم بين مُسلمٍ وكافرٍ وظلم الكافر بحجّة كُفره فإن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وليس أهلاً للحكم، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون. فكم أكرر القَسَمَ وأقول: أقسمُ بالله العظيم لو أنّ أخي ابن أمّي وأبي اعتدى على كافرٍ لأنصفتُ الكافر وأخذت حقّه من أخي وأخي من الصاغرين. وإذا لم أفعل من يجيرني من عذاب الله؟ وقد خاب من حمل ظُلماً وخالف أمر الله في قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} صدق الله العظيم [النساء:58].

والبيان الحقِّ لقول الله تعالى: {وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ} ويقصد الناس بشكل عام بغض النظر هل كان مُسلماً أم كافراً فلا فرق لدينا بين المُسلم والكافر في الحقوق، فلا تَمُنُّوا عليَّ إسلامكم. ولا يزال لدينا التفصيل الكثير في دستور دولة الخلافة الإسلاميّة العالميّة.

وكذلك نقتبس من بيان أبو بلال ما يلي:
هل هذا تعارض حقيقي؟ مثال(2): قوله تعالى: {فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ} .
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة، أنه يوم القيامة لا يسأل إنسا ولا جانا عن ذنبه، وبين هذا المعنى في قوله تعالى في القصص: {وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} وقد ذكر جل وعلا في آيات أخر أنه يسأل جميع الناس يوم القيامة الرسل والمرسل إليهم، وذلك في قوله تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ} وقوله: {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} هل هذا تعارض حقيقي؟ومن ثم نأتيك بالحقِّ وأحسن تفسيراً بإذن الله العزيز العليم، وإلى البيان الحقّ:
{فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ} صدق الله العظيم [الرحمن:39].
{وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} صدق الله العظيم [القصص: 78].

والبيان الحقّ: فذلك يخصُّ الملائكة ولا يخصُّ الربّ، بمعنى أنّ الملائكة في يوم الحشر لا يسألون الناس هل أنت كافر أم مؤمن، كلا وربي.. ولو سألوا الكفار لأنكروا أنّهم كانوا كافرين، ولكنّ ملائكة الرحمن تعرف المؤمنين الصالحين من الظالمين من الناس بسيماهم في وجوههم، فما سيما الظالمين؟ فتجدونها في قول الله تعالى: {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ} صدق الله العظيم [الرحمن:41].

ألا وإنّ سيماهم في وجوههم وكأنّما أُغشيت وجوههم قطعاً من الليل مُظلماً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاء سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} صدق الله العظيم [يونس:27].

ولذلك تعرفهم الملائكة فيميّزون بين المُتّقين والغافلين، فينظرون إلى وجوه الظالمين فإذا وجوههم كأنّما أغشيت قطعاً من الليل مُظلماً، فيعطونهم كتبهم بشمائلهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} صدق الله العظيم [الإسراء:14].

حتى إذا أنكروا عملهم السيء الذي كتبه الملك عتيد ومن ثم يشهد الشاهد رقيب أنه لم يظلم الإنسان شيئاً، وأنه لم يسجل عليه إلا أعمال السوء، ثم يطعن في شهادة الملك رقيب ويقولون: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [النحل:28].

ومن ثم يحتكم الملك عتيد وشاهده رقيب وخصمهم إلى الله، وهُنا يأتي البيان لقول الله تعالى: {فَوَرَ‌بِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٩٢﴾ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٩٣﴾} صدق الله العظيم [الحجر].

ومن ثم يسألهم فيقول: ألم تفعلوا عمل السوء هذا الذي في كُتبكم أمْ أن الملك عتيد وشاهده رقيب افتروا عليكم؟ ومن ثم يحلفون لله بالله ما فعلوا ذلك. وذلك بيان لقول الله تعالى: {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ} صدق الله العظيم [المجادلة:18].

ومن ثم يسأل الله أطرافه فهل ظلمتهم ملائكتي أم إنّهم كاذبون؟ فيختم الله على أفواههم ومن ثم تنطق الأطراف فتُخاطب ربها بالحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} صدق الله العظيم [يس:65].

ومن ثم يطلق الله ألسنتهم ليُحاجّوا أطرافهم التي شهدت عليهم بما كانوا يعلمون: {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ} صدق الله العظيم [فصلت: 21].

ومن ثم ينطق المارد الشيطان قرين الإنسان على لسان الإنسان: {قَالَ قَرِ‌ينُهُ رَ‌بَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴿٢٧﴾ قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ ﴿٢٨﴾ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [ق].

ومن ثم يقول الإنسان لقرينه الشيطان: {قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} صدق الله العظيم [الزخرف: 38].

ومن ثم نعود نقتبس من بيان حبيبي في الله أبو بلال فضيلة الشيخ أحمد هواري ما يلي:
مثال(2): قوله تعالى: {فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ}. ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة، أنه يوم القيامة لا يسأل إنسا ولا جانا عن ذنبه، وبين هذا المعنى في قوله تعالى في القصص: {وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ} وقد ذكر جل وعلا في آيات أخر أنه يسأل جميع الناس يوم القيامة الرسل والمرسل إليهم، وذلك في قوله تعالى: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ} وقوله: {فَوَرَ‌بِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٩٢﴾ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٩٣﴾} هل هذا تعارض حقيقي؟وأعلمُ أنّ حبيبي في الله أبو بلال يريد أن يجعل الإمام المهديّ عاجزاً عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله بحجّة أنّه لا يعلم تأويله إلا الله وليس له إلا السُّنّة، ولكن هيهات هيهات يا حبيبي في الله، أفلا تعلم أنّك تُجادل الإمام المهديّ الذي يُعلِّمكم تفصيل القرآن من ذات القُرآن فأستنبط لكم حُكم الله بينكم فيما كنتم فيه تختلفون؟ وإنّما أدعوكم للاحتكام إلى الله فأستنبط لكم حكمه الحقِّ من محكم كتابه. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

ولذلك تراني آتيكم بالتفصيل من ذات كتاب الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} صدق الله العظيم [هود:1].

وإنّما كان محمدٌ رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- يبيّنه للعالمين كما يبيّنه المهديّ المنتظَر حتى نعيدكم إلى منهاج النّبوة الأولى لعلكم تتقون.

ويا أيها الشيخ الكريم، أرجو من الله أن لا يكون جدالك عقيماً بعدما تبيّن لك أنّ ناصرَ محمد يدعو إلى الحقِّ ويهدي إلى صراط مُستقيم؛ ألا والله الذي لا إله غيره لا تستطيع أن تغلبني من كتاب الله حتى ولو اجتمع كافة عُلماء الإنس والجنّ في هذه الطاولة لوجدوا الأنصار السابقين الأخيار أنّ الإمام ناصر محمد اليماني قد هيّمن عليهم أجمعين بمُحكم كتاب الله وفصّلهُ تفصيلاً، وتبيّن لكم يا فضيلة الشيخ أنّ بيان الإمام ناصر محمد اليماني للقرآن العظيم ليس مُجرد تفسير كمثل تفاسيركم الظنيّة التي لا تُغني من الحقِّ شيئاً بل بيان اليماني هو تأويلٌ للقُرآن من لدن حكيمٍ عليمٍ يأتيكم به من ذات القرآن ومن ثم يُهيمن عليكم بالحقِّ أجمعين بإذن الله الذي يُعلّم عبده بالتفهيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ، وذلك لأنّي آتيكم بالبُرهان المبين من ذات القُرآن.
إذاً ليس وسوسة شيطان يا عبد الرحمن، فاتقِ الله وكُن من الشاكرين أن بعث الله الإمام المهديّ في عصرك وفي أُمّتك، فكم تمنّى المؤمنون بعث الإمام المهديّ في أمّتهم ليكونوا من أنصاره السابقين فيكونوا من المُكرّمين.

ويا حبيبي في الله، إنّي وجدتك تقول:
لو أعلم يا ناصر محمد اليماني أنك المهديّ المنتظَر لغسلت رجليك وشربت مرقتهاومن ثم أردّ عليك وأقول: أستغفر الله لي ولك حبيبي في الله؛ بل الإمام المهديّ ذليلٌ على المؤمنين وبهم رؤوفٌ رحيمٌ، ونرجو من الله أن يهديك إلى الصراط المُستقيم، وكذلك أريد أن أقول لك لا حرجَ عليك، فما دام تبيّن لي أنّك من علماء الأمَّة الباحثين عن الحقِّ فلا حرجَ عليك مهما طال الحوار فسوف نصبر عليك حتى نهديَك ونُفصِّل لك الحقِّ تفصيلاً بإذن الله، فلا يزال في جعبتنا العلم الكثير ولم نقل بعد إلا شيئاً قليلاً، وإنّي الإمام المهديّ أدعوك وكافة علماء الأمَّة من المُسلمين والنّصارى واليهود إلى الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم، وما ينبغي للمهديّ المنتظَر أن يدعو المُسلمين والنّصارى واليهود وكافة البشر إلى الاحتكام إلى بحار الأنوار من كُتب الشيعة ولا إلى كتاب البُخاري ومُسلم كما هو موجود لدى أهل السنة؛ بل أدعو كافة عُلماء المُسلمين والنّصارى واليهود جميعاً إلى الاحتكام إلى كتاب الله المحفوظ من التحريف ذلكم القُرآن العظيم المُهيمن على كتاب التّوراة والإنجيل والسنة النّبويّة وعلى جميع كُتب البشر، فما خالف لمُحكمِه فهو باطلٌ ولا أعترف به مهما اجتمعتم عليه فلن أطيعكم ولن أتّبعكم لأنّ الاتّباع ليس بحسب الأكثرية؛ بل يعتمد على سُلطان العلم من الله الذي يحمله الداعية، ولعل الأكثريّة يتّبعون الظنّ، والظنّ لا يُغني من الحقِّ شيئاً. وقال الله تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:116].

ولا نزال نُكرِّر الترحيب بفضيلة الشيخ أحمد هواري الذي يُعتبر أوّل عالمٍ من بين عُلماء المُسلمين والنّصارى واليهود تجرَّأ لحوار المهديّ المنتظَر باسمه الحقِّ ولذلك نقيم لهُ وزناً ونكنُّ لهُ احتراماً كبيراً ونُحرّم على كافة الأنصار القدح في شخصية هذا الرجل الذي لا يخاف في الله لومة لائم وعسى الله أن يهديه إلى الصراط المُستقيم فيشدَّ الله به أزرنا ويشركه في أمرنا، فلا يستوون مثلاً الذين شدّوا أزر المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور بالفتح المبين ممن آمنوا من بعد ذلك بعذابٍ أليم؛ بل الفرق جداً عظيم، فما أعظمها من فُرصة لا يُلقّاها إلا ذو حظٍ عظيمٍ.

ويا حبيبي في الله أبا بلال، أقسم بالله ربّي وربّك وربّ العالمين أنّني لمن الصادقين وأنّ الله اصطفاني عليكم ولكم إماماً كريماً، وعرّفني بشأني فيكم أنّي المهديّ المنتظَر، ألا والله الذي لا إله غيره إنّ التعريف لم يأتِ فقط المهديّ؛ بل إنّني المهديّ المنتظَر ولو لم يفتِني إلا بكلمة المهديّ فقط ولم يقل المنتظر لما تجرأت أن أقول المنتظر.
ويا حبيبي في الله، إنّما حُجتي عليكم هي الآيات البيّنات من ربكم، وأما تعريفي بشأني فيكم أنّي المهديّ المنتظَر فإن كنت كاذباً فعليّ كذبي، ولكن المصيبة على من كذبني أنّي لمن الصادقين ولم يجعلني الله من الجاهلين، فإنّي أعلمُ أنّه لا يوجد من هو أظلم ممن افترى على الله كذباً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَ‌ىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۗ وَلَوْ تَرَ‌ىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَ‌اتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِ‌جُوا أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ غَيْرَ‌ الحقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُ‌ونَ ﴿٩٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
وقال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [يونس:69].

أفلا تقتبس من حكمة مؤمن آل فرعون الذي أفتى بالحقِّ وقال: {وَقَالَ رَ‌جُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْ‌عَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَ‌جُلًا أَن يَقُولَ رَ‌بِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّ‌بِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِ‌فٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨﴾ يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِ‌ينَ فِي الْأَرْ‌ضِ فَمَن يَنصُرُ‌نَا مِن بَأْسِ اللَّـهِ إِن جَاءَنَا ۚ قَالَ فِرْ‌عَوْنُ مَا أُرِ‌يكُمْ إِلَّا مَا أَرَ‌ىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّ‌شَادِ ﴿٢٩﴾ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ ﴿٣٠﴾ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۚ وَمَا اللَّـهُ يُرِ‌يدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ ﴿٣١﴾ وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ ﴿٣٢﴾ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِ‌ينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّـهِ مِنْ عَاصِمٍ ۗ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٣٣﴾وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّـهُ مِن بَعْدِهِ رَ‌سُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّـهُ مَنْ هُوَ مُسْرِ‌فٌ مُّرْ‌تَابٌ ﴿٣٤﴾ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ‌ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ‌ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ‌ جَبَّارٍ‌ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [غافر].

وكذلك نقتبس من بيان أبو بلال ما يلي:
وأما فكيف يقول الشيخ المقصود بالذين أذاعوا به هم أهل الحديث أو العلماء عموماً، والله يقول ردوه لهؤلاء العلماء وصدقوني لقد صرح بهذا الشيخ أكثر من مرة للاسف كيف يستقيم هذا مع قوله تعالى "وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ" أي العلماء ؟ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي وأقول: يا رجل هذه من آيات الكتاب المُحكمات تُخاطب عُلماء الأمَّة. وقال الله تعالى: {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} صدق الله العظيم [النساء:83]؛ أي يستنبط الأحكام الحقِّ التي تثبت الحديث المُختلفين فيه أو تنفيه فهذا لن يدركه إلا الراسخون في علم الكتاب، كما يجد أولو الألباب أنّ الإمام ناصر محمد اليماني حقاً لمن الراسخين في علم الكتاب ولذلك يفصّله تفصيلاً بإذن الله. وجعلني الله حكماً بينكم فيما كنتم فيه تختلفون يا معشر عُلماء الأمَّة، ولكنّك تريد المختلفين قوماً عامّيّين وأولي الأمر هم العلماء! فاتقِ الله، فمن يحكم بين العُلماء؟ أم لا تجدون أنفسكم مُختلفين في كثير من الدين؟ بل ويُكَفِّر بعضكم بعضاً، فلا تقُلْ على الله ما لم تعلم فإنّي لك ناصحٌ أمينٌ، وسبق تفصيل هذه الآيات [81] و [82] من سورة النساء في كثير من بيانات الإمام ناصر محمد اليماني.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
_______________

Admin
16-05-2010, 06:07 PM
- 10 -
الإمام ناصر محمد اليماني
02 - 06 - 1431 هـ
16 - 05 - 2010 مـ
03:07 مساءً

[ لمتابعة رابط المشاركة الصلية للبيان ]
(https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2431)https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2431 (https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2431)
ــــــــــــــــ


طريقة الاستدلال للحكم الحقّ بين المُختلفين في الدين، وإليكم الفتوى من الله مُباشرة ..

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} صدق الله العظيم [الشورى:10].

{ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْ‌هُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِ‌يدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرً‌ا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

{وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً} صدق الله العظيم [النساء:105].

{أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَ‌سُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرً‌ا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ‌ ۚ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ‌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِ‌ضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِ‌جُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ‌ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:23].

{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} صدق الله العظيم [البقرة:213].

{وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَ‌كٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْ‌حَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَ‌اسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّ‌بِّكُمْ وَهُدًى وَرَ‌حْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [النور:51].

{وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْ‌هُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِ‌يدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرً‌ا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ} صدق الله العظيم [هود:28].

وتجدون الفتوى مُصدّقة من محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لفتوى ربِّه عن الحكم الحقّ في الإستدلال عن الحكم الحقّ بين المُختلفين في الدين كما جاءت في الرواية الحق لدى أهل السُّنة بمايلي: [حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، ثنا هَارُونُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، ثنا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسٍ ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ بُكَيْرٍ الطَّائِيِّ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ الطَّائِيِّ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ أَتَانِي، فَقَالَ : إِنَّهُ سَتَكُونُ فِي أُمَّتِي فِتْنَةٌ ! فَقُلْتُ : فَمَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا جِبْرِيلُ ؟ فَقَالَ : كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ ، وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ ، مَنْ وَلِيَ هَذَا الأَمْرَ مِنْ جَبَّارٍ فَيَقْضِي بِغَيْرِهِ يَقْصِمُهُ اللَّهُ ، وَمَنْ يَبْتَغِي الْهُدَى فِي غَيْرِهِ يُضِلُّهُ اللَّهُ] صدق عليه الصلاة والسلام.

وكدلك في الروايات الحقّ لدى الشيعة ورد كما يلي: [قال الرسول : ألا إنها ستكون فتنة فقال الإمام علي فما المخرج منها؟ قال كتاب الله فيه نبأ من قبلكم وخبر من بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبّار قصمه الله ومن ابتغى الهدى من غيره أضلّه الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يبلى من كثرة الردّ ولا تنقضي عجائبه وهو الذي لم ينته الجنّ إذ سمعوه إلا أن قالوا: إنا سمعنا قرآناً عجبا هو الذي من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم] صدق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وعليه يقوم أساس دعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، ولكنّ أبو بلال الشيخ أحمد هواري يريد الاستدلال للحكم بين المُختلفين خالياً من كتاب الله حتّى إنّه أراد أن يُعجزني بآياتٍ حتى يُقنعني أنّه لا يعلم تأويله إلا الله، ومن ثم آتيناه بالحقّ وأحسن تأويلاً حتى ألجمناه بالحقّ، ومن ثم ما كان ردّه إلا بكلامٍ في كلامٍ من عند نفسه، ومن ثم يفتى في دعوة من يدعو للاحتكام إلى كتاب الله ويقول ما يلي:
(لا أشك لحظة واحدة أن أمركم هذا سينتهي في القريب العاجل وذلك لأنك على غير حق، وأنه قائم على أساس هارٍ، وأنه سينهار لا محالة)ومن ثم أردّ عليه بقول الله تعالى:{فَإِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَىٰ وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِ‌ينَ ﴿٥٢﴾ وَمَا أَنتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم.

أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
______________

Admin
18-05-2010, 02:25 AM
- 11 -
الإمام ناصر محمد اليماني
03 - 06 - 1431 هـ
17 - 05 - 2010 مـ
11:25 مساءً

[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
(https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2493)https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2493 (https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2493)
ــــــــــــــــــــ


الإمام المهدي يبدأ بحوارٍ جديدٍ وبسؤالٍ يطرح نفسه: فهل يمكن للبشر أن يكلمهم الله جهرةً ؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {وَقُل رَّ‌بِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِ‌جْنِي مُخْرَ‌جَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرً‌ا ﴿٨٠﴾ وَقُلْ جَاءَ الحقّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (٨١) وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْ‌آنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَ‌حْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارً‌ا ﴿٨٢﴾} [الإسراء].

{آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ سُجَّدًا (١٠٧)وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولا (١٠٨)وَيَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (١٠٩)} صدق الله العظيم [الإسراء].

والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار والتابعين الأنصار للحقِّ في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسلين والحمد لله ربّ العالمين..

سلامُ الله عليكم معشر الأنصار السابقين الأخيار، وسلامُ الله على فضيلة الشيخ الدكتور أحمد هوراي وكافة الباحثين عن الحقّ من الناس أجمعين..
ويا فضيلة الدكتور، بارك الله فيك وغفر الله لك وللأنصار وجميع المُسلمين وللإمام المهديّ معكم وثبّتنا على الصراط المُستقيم، فكن ممن قال الله عنهم في محكم كتابه: {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُ‌وا بِآيَاتِ رَ‌بِّهِمْ لَمْ يَخِرُّ‌وا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا ﴿٧٣﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].

وإنّما أنا الإمام المهديّ المنتظَر أُحاجِج البشر من ذِكْرِهِم رسالةَ الله إليهم الُقرآن العظيم لمن شاء منهم أن يستقيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ‌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

{إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ‌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٨٧﴾ وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ ﴿٨٨﴾} صدق الله العظيم [ص].

وذلك لأنّي أعلم أنّه حُجّة الله على البشر من بعد تنزيله وأمر الله رسوله بالاستمساك به ومن اتّبعه. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤٣﴾ وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ‌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

ألا وإنّ الاستمساك بالقُرآن هو اتّباعه والكفر بما خالف لمحكمه. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَ‌كٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْ‌حَمُونَ ﴿١٥٥﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

ويا أخي الكريم، بارك الله فيك لقد أمركم الله من قبل الاتّباع إلى التدبّر والتفكّر. تصديقاً لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَ‌كٌ لِّيَدَّبَّرُ‌وا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ‌ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [ص]، ولن تهتدي إلى الحقّ حتى تتدبّر في آيات الكتاب المُحكمات البيّنات لعالمكم وجاهلكم، ثم تُؤمن وتقرّ بما جاء فيها وتكفر بما خالفها، وإن اتّبعت ما خالف لآيات أُمّ الكتاب البيّنات فقد كفرت بالآيات البيّنات. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ‌ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

ويا أخي الكريم، سبقت فتوانا بالحقِّ أنّهُ لا يحاجِج المهديّ المنتظَر ناصرَ محمد ٍاليماني أحدٌ من القُرآن إلا غلبه بالحقِّ شرطَ أن يكون سُلطان علم ناصر محمد اليماني من آيات الكتاب المُحكمات في قلب وذات الموضوع آيات بينات لعالمكم وجاهلكم، وبما أنّك انتقلت للحوار إلى موضوعٍ آخر من بعد إقامة الحجّة عليك في مواضيع قبله ومن ثم انتقلت إلى موضوع رؤية الله جهرةً علَّك تقيم الحجّة فيه على ناصر محمد اليماني، وهيهات هيهات يا فضيلة الشيخ أن يكون بيانك للقرآن هو أهدى من بيان الإمام ناصر محمد اليماني وأحسن تأويلاً إذا كان ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر المصطفى من ربّ العالمين.

وإلى الدخول في قلب موضوع الحوار الجديد بسؤال يطرح نفسه: هل يمكن للبشر أن يكلمهم الله جهرةً؟ والجواب تجده في مُحكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الشورى:51].

ومن ثم يتساءل الباحث عن الحقّ ويقول: "فهل عدم رؤية الله جهرةً هو من صفات الله الأزلية؟". ومن ثم تجدون الجواب في محكم كتابه في التعريف عن صفاته الربّ الأزليّة في قول الله تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّـهِ شُرَ‌كَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَ‌قُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ‌ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿١٠٠﴾ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ ربّكم لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

فهذا يعنى أنّ ما خالف هذه الصفات لذات الربّ فإنّه ليس الله ربّ العالمين بل الباطل من دونه، ولذلك قال الله تعالى: {ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ ربّكم لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم.

ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الباحثين عن الحقّ فيقول: "وما يقصد الله بقوله {لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ}؟". ومن ثم نفتيه بالحقِّ ونقول: يقصد الله تعالى بقوله {لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} أي لا تحيط برؤيته، ودليل الإحاطة تجدوه في قول الله تعالى: {قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} صدق الله العظيم [الشعراء:61].

ويقصدون أنّه قد أحاط بهم فرعون ومن معه، وإنّما ذلك لكي تعلموا أنواع الإدراك ويقصد الإحاطة في هاتين الآيتين بكلمة الإدراك أي الإحاطة، فأما قول أصحاب موسى: {إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} أي أُحيطَ بنا، وأما قول الله تعالى: {لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} أي لا تحيط برؤية ذاته سُبحانه.

ومن ثم يأتي تساؤلٌ جديد، فهل عدم رؤية الله بالأبصار جهرةً هو حصرياً على البشر أم أنّه يقصد أبصار كلِّ شيءٍ في خلقه أجمعين؟ وتجدون الجواب في قول الله تعالى: {وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أرِنِي أنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأنَاْ أوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143].

ومن ثم تعلمون أنّه حقاً يقصد الله بقوله تعالى: {ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ ربّكم لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم، ويقصد أبصار خلقه أجمعين بشكل عام بتاتاً {لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ}، ولذلك بيّن الله لنبيِّه موسى عن سبب عدم رؤيته جهرةً لكون أبصار خلقه أجمعين لا تتحمل رؤية عظمة ذات الله جهرة إلا أنْ يستقر الجبل -وهو جبلٌ- مكانه فإن استقر مكانه فسوف تدرك الأبصار ربّها يوماً ما. وقال الله تعالى: {قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تراني}، ومن ثم ننتظر نتيجة الفتوى بالحقِّ على الواقع الحقيقي. وقال الله تعالى: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} صدق الله العظيم، إذاً لم يستقر مكانه، فأصبحت الفتوى الحقّ عن رؤية الله جهرةً هي في قول الله تعالى: {قَالَ رَبِّ أرِنِي أنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي} صدق الله العظيم، والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل بعد هذه الفتوى من الله لنبيِّه موسى ينبغي له أن يعتقد برؤية الله جهرة في الدنيا والآخرة؟ والجواب: تجدونه على لسان نبي الله موسى قال: {قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأنَاْ أوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم.

ويا فضيلة الشيخ المُحترم هواري عجباً قولك: "يا ناصر محمد اليماني لقد سبقك من قال ذلك". ومن ثمّ يردُّ عليك المهديّ المنتظَر وأقول: يا خطيب المنبر، إنّما المهديّ المنتظَر يبعثه الله في زمن خلاف علماء الأمّة المُختلفين في الدين فيجعله الله حَكَمَاً بين المُختلفين في الدين فيحكم بينهم بالحقِّ فيما كانوا فيه يختلفون، ولذلك تجدني أصدق الشيعة في عدم رؤية الله جهرة وأنكر عليهم عقائداً أُخرى ما أنزل الله بها من سُلطان، وكذلك تجد المهديّ المنتظَر يصدق القُرآنيين في عدم رجم الزاني المتزوج وينكر عليهم فتواهم أن الصلوات ثلاثٌ، ويخالفهم المهديّ المنتظَر إلى الحقّ في عقيدة أهل السنة والجماعة أنّ الصلوات خمس وليست ثلاث كما يعتقد القُرآنيّين. إذاً المهديّ المنتظَر لن يبعثه الله بشيء جديد ليس في كتاب الله وسنة رسوله بل يحق الحقّ في كتاب الله وسنة رسوله ويكفر بالباطل المُخالف لكتاب الله وسنة رسوله الحقّ، فما خطبكم لم تفقهوا دعوة المهديّ المنتظَر الحقّ الذي بعثه الله ناصراً لما جاء به محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؟ وبما أنّ القرآن محفوظ من التحريف ولذلك يدافع المهديّ المنتظَر عن سُنَّة جده بسلاح العلم من محكم القُرآن العظيم فينكر منها ما خالف لمحكم كتاب الله فيستنبط لكم حكم النّفي أو الإثبات، فمالكم كيف تحكمون يا فضيلة الشيخ؟ فهل تريدون مهدياً منتظراً يأتي مُتبعاً أم مُبتدعاً! أفلا تعقلون؟

وأرى فضيلة الشيخ إذا رجع للكتاب فلن يتبع إلا ظاهر آيات الكتاب المُتشابهات في موضوع الرؤية ابتغاء البرهان لحديث الفتنة في رؤية الله جهرةً، ولكنّك يا فضيلة الدكتور أعرضت عن آيات الكتاب المحكمات التي تنفي رؤية ذات الله جهرةً واتَّبعت الآيات المُتشابهات ابتغاء إثبات حديث الفتنة، وتزعم أنّ ذلك الحديث إنما هو تأويل لتلك الآية المُجملة، وأعلم أنّك لا تريد أن تُفسر القرآن بغير الحقّ بل تبتغي تأويله ولكنك مُصِرٌ على إثبات ذلك الحديث أنّه عن النبي برغم أنه جاء مخالفاً لآيات أُمّ الكتاب المُحكمات في موضوع رؤية الله جهرة، فأعرضَ عنهنّ فضيلة الشيخ واتّبعَ ظاهر آيات الكتاب المتشابهات في موضوع الرؤية، ولذلك ففي قلبك زيغٌ عن الحقّ البيّن في آيات الكتاب المحكمات هُنّ أُمّ الكتاب لعالمكم وجاهلكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

ولذلك قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

ولربّما يودّ أن يقاطعني الدكتور هواري ويقول: "فما خطبك يا ناصر محمد اليماني تدعونا إلى الاحتكام إلى كتاب الله لنفي الباطل في السُّنة النَّبويّة، وأفتيتنا أن ما خالف عن محكم القُرآن في السُّنة النَّبويّة أنه باطل مفترى حتى إذا جئناك بالبرهان من القرآن لأحاديث وروايات فإذا أنت لا تزال مُصِرّاً على إنكار تلك الأحاديث". ومن ثمّ يردُّ عليك المهديّ المنتظَر وأقول: يا أخي الكريم، إن ليس في قلب المهديّ المنتظَر زيغٌ عن الحقّ البيِّن في آيات الكتاب المحكمات البيّنات في قلب وذات الموضوع. كمثال قول الله تعالى: {ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ ربّكم لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم، {قَالَ رَبِّ أرِنِي أنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأنَاْ أوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم، فكيف أُعرضُ عنهنّ وأتّبعُ ظاهرَ آياتٍ أُخَر متشابهاتٍ ظاهرهنّ غير باطنهنّ ولذلك لا يزلنَ بحاجة للتأويل؟ ولذلك تزعم أنت أنّ ذلك الحديث الفتنة الموضوع الذي جاء مخالفاً لمحكم كتاب الله إنّما جاء بياناً لتلك الآية المتشابهة التي لا تزال بحاجة للتأويل، ولكنّ المهديّ المنتظَر يقول: وربّي الله لو كان لم يخالف لآيات الكتاب المحكمات لأخذت به واتبعته ما دام تشابه مع القرآن، وإنّما سبب كفري به ووصفي لحديث الفتنة أنّه باطلٌ موضوعٌ نظراً لأنّه تشابه مع آياتٍ لا يزلن بحاجةٍ للتأويل، ومن ثمّ جاء مُخالفاً لآيات الكتاب المحكمات هُنّ أُمّ الكتاب لأنّ الله أمركم بالاتّباع لآيات الكتاب المحكمات والإيمان بالآيات المتشابهات التي لا يعلم بتأويلهنّ إلا الله والراسخون في العلم الذين لا يكفرون ببعض الكتاب ويؤمنون ببعض بل يتبعون آيات الكتاب المحكمات ويؤمنون بالمتشابهات ويقولون: {يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

ويا أيها الشيخ الهواري، تُبْ إلى الله حبيبي في الله، وتالله إنّ في قلبك زيغٌ عن الحقّ ولذلك تعرض عن آيات الكتاب المحكمات البينات من آيات أُمّ الكتاب في نفي رؤية الله جهرةً، ومن ثم تعمد إلى المُتشابه من القُرآن الذي يحمل تشابهاً لغوياً في ظاهر الآية، وبما أنّ ظاهرها غير باطنها ولذلك لا تزال بحاجة للتأويل. مثال قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

برغم أنّك لتعلم علم اليقين أنّ كلمة ناظرة تأتي في مواضع أخرى تفيد الانتظار. كمثال قول الله تعالى: {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} صدق الله العظيم [النمل:35].

وأما قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم، فهذه الآية قد تكون محكمة بيّنة ظاهرها كباطنها من آيات الكتاب المحكمات هُنّ أم الكتاب، وقد تكون من الآيات المُتشابهات. والسؤال الذي يطرح نفسه موجه لناصر محمد اليماني افتراضياً فيقول: "إذاً أفتنا يا من تزعم أنّك المهديّ المنتظَر كيف لنا أن نعلم الآية المحكمة من الآية المُتشابهة حتى لا يختلط علينا الأمر فنتبع ظاهر المُتشابه فنعرض عن المحكم". ومن ثمّ يردُّ عليكم المهديّ المنتظَر وأقول: فبناءً على أساس العقيدة لنفي التناقض بشكل مُطلق في كتاب الله فلا ينبغي لكم أن تأخذوا الآية فتتبعوها دون أن تعرضوا ظاهرها على آيات الكتاب الأخرى مهما كانت واضحةً بيّنةً في نظركم، فلا تستغنوا بفتواكم من عند أنفسكم مهما كانت واضحةً بيّنةً في نظركم، فالظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً لأنّها إمّا أن تكون محكمةً أو متشابهةً. مثال قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم. فهذه الآية إمّا أن تكون محكمةٌ ظاهرها كباطنها وإمّا أن تكون مُتشابهةٌ، فكيف لكم أن تعلموا هل هي من آيات الكتاب المحكمات أمْ من آيات الكتاب المُتشابهات؟ وحتى تستطيعوا أن تعلموا ذلك فعليكم أن ترجعوا إلى آيةٍ محكمةٍ في قلب وذات موضوع رؤية الله جهرةً، فإذا لم تجدوا فيها اختلافاً عن قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم. فعند ذلك يتبيّن لكم أنّها آية محكمة من آيات أم الكتاب، أما إذا وجدتم أن بين تلكم الآيات التي جاءت في قلب وذات الموضوع اختلافاً عن ظاهر قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم، ومن ثم تعلمون أنّها من الآيات المُتشابهات. فتعالوا ليتمّ عرض قول الله تعالى {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم؛ على آياتٍ في قلب وذات الموضوع شرط أن تكون هذه الآيات بيّنات للعالم والجاهل. مثال قول الله تعالى: {قَالَ رَبِّ أرِنِي أنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأنَاْ أوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:143].

ولكنّه لربما ينفي فقط عدم رؤيته جهرة في الدُنيا ولكن الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً، فكيف لكم أن تعلموا أنّ عدم رؤية الله جهرة هي من صفات ذات الربّ سُبحانه، ومن ثم تذهبوا للبحث في الكتاب عن صفات الله الأزليّة التي لا ينبغي أن تتغير يوماً لا في الدُنيا ولا في الآخرة، فإذا وجدتم بينهنّ النفي لرؤية الله جهرة فقد تبيّن لكم أن من صفات الخالق العظيم عدم رؤيته جهرة، وإلى البحث للتأكيد وقال الله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ ربّكم لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

ومن ثم تعلمون أنّ عدم رؤية الله جهرة من صفاتٍ لذات الربّ الأزليّة في الدُنيا والآخرة، وحتى لا يخدعكم المسيح الكذاب الذي يكلّمكم جهرة وأنتم ترونه ويقول أنّه ربّكم وهو ليس بربكم الحقّ، وأكبر حجة لكم عليه أنه يكلمكم جهرةً وأنتم ترونه. ولذلك قال الله تعالى: {ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ ربّكم لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم.

إذاً وبكل بساطةٍ سوف يقول أنصار المهديّ المنتظَر للمسيح الكذاب: يا من يدعي الربوبيّة ويكلم العباد جهرةً ونحنُ نراه، إنَّك كذابٌ أشرٌ ولستَ الله الواحدُ القهار الذي لا تدركه الأبصار فتحيط برؤيته، تصديقاً لقول الله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿١٠١﴾ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ ربّكم لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٠٢﴾ لَّا تُدْرِ‌كُهُ الْأَبْصَارُ‌ وَهُوَ يُدْرِ‌كُ الْأَبْصَارَ‌ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ‌ ﴿١٠٣﴾} صدق الله العظيم، وبما أنّك تكلمنا جهرةً ونحن نراك فإنّك كذّابٌ أشرٌ ولست الله الواحد القهّار الذي قال في محكم كتابه: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الشورى:51]. ولذلك فكيف تكلمنا جهرة ونحن نراك؟".

فمن ثم يقيم أنصار المهديّ المنتظَر الحجّة على عدو الله بآيات الكتاب المحكمات، وأما الذين لا يعقلون ولا يتفكرون فسوف يقولون: "فبما أنّ محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قد أخبرنا أن المسيح الكذاب أعورٌ ومكتوبٌ على جبينه كافر، فبما أنّك لست بأعورٍ ولا مكتوب على جبينك كافر فأنت الله ربنا"، أولئك وقعوا في مكر شياطين البشر وتمهيدهم لفتنة المسيح الكذاب، أولئك تجدونهم مُعرضين عن محكم الذكر مهما يحاجّهم به المهديّ المنتظَر فلن يتّبعوا آيات الكتاب المحكمات مهما كانت آيات محكمات بيّنات من آيات أمِّ الكتاب، فلن يتّبعوا آيات الكتاب المحكمات البيّنات ما دامت جاءت مخالفة لما بين أيديهم من الروايات عن الثقات، ولن يكفروا بكتاب الله بحُجّة أنّه لا يعلم تأويله إلا الله وحسبنا ما وجدنا عليه سلفنا الصالح أولئك، فهل أنت أعلم من محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وصحابته رجال حول الرسول الذين شهد لهم ربّهم في محكم كتابه بالرضوان؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} صدق الله العظيم [الفتح:29].

ومن ثمّ يردُّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول: أولئك معه قلباً وقالباً وأصلي عليهم وأسلم تسليماً، وأما سؤال ولكن بينهم قوم آخرين يظهرون الإيمان لتحسبوهم منهم وما هم منهم، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ} صدق الله العظيم [التوبة:56].

{وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ} صدق الله العظيم [البقرة:14].

{يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} صدق الله العظيم [الفتح:11].

{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْ‌آنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافا كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو المُسلمين خليفة الله وعبده؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
______________

Admin
24-05-2010, 12:27 AM
- 12 -
الإمام ناصر محمد اليماني
09 - 06 - 1431 هـ
23 - 05 - 2010 مـ
09:27 مساءً

[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2624 (https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2624)
ــــــــــــــــ


ومزيدٌ من الردِّ المُجلم من الإمام المهدي على الدكتور الهواري ..





بحث موجز في رؤية الله
المنكرون لرؤية الله هم المعتزلة والشيعة الاثني عشرية وعلى هذا فاخي اليماني مسبوق بهذا القول ونفس الادلة التي استدل بها على نفي الرؤية هي نفسها الادلة التي استدل بها المانعون وسأقتصر البحث في محل النزاع فاقول: الادلة النقلية على نفي الرؤية والرد عليها
الاية الاولى: "وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ" ودليلهم ان لن للتأبيد مطلقا والجواب: ان هذا ليس بصحيح بدليل:
1- ان لن تأتي للتأبيد الدنيوي فقط بدليل ان المؤمنين سيرون ربهم يوم القيامة قال تعالى:" وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ" فيكون الجمع بينهما ان الاولى في الدنيا والثانية في الاخرة وسيأتي تفسير الشيخ اليماني لها.
2- وهذا المعنى يفسره الاية التالية "وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ " اي الموت فهل لن على التابيد المطلق؟ الجواب لا لان نفيهم تمني الموت هوفقط في الدنيا واما يوم القيامة فقد تكاثرت الايات في بيان تمنيهم الموت وان يجعلهم الله ترابا. بل هذه الاية تشهد لاهل السنة بانها دليل لهم لا عليهم ففيها كثيرا من الادلة العقلية على وقوع الرؤية منها:
ا- ان الرؤية لو كانت مستحيلة لما طلبها موسى اصلا ولكن فاته ان جسده الحالي لا يتحمل الرؤية ولهذا قال له ربه ان الجبل على عظمة خلقه لن يتحمل فكيف انت. فلو كان موسى يعلم استحالتها عقلا لما طلبها اصلا فلا يعقل ان يدرك المعتزلة والشيعة ومعهم اخي اليماني استحالة رؤية الله شرعا وعقلا في حين لم يدرك ذلك موسى؟ فيا ترى من هو الاعلم موسى ام الطرف الاخر؟ ولا يجوز أن يكون موسى صلوات الله عليه وسلامه - وقد ألبسه الله جلباب النبيين وعصمه بما عصم به المرسلين - قد سأل ربه ما يستحيل عليه فإذا لم يجز ذلك على موسى صلى الله عليه و سلم علمنا أنه لم يسأل ربه مستحيلا وأن الرؤية جائزة على ربنا تعالى. ولو كانت الرؤية مستحيلة على ربنا تعالى كما زعمت المعتزلة والشيعة واخي اليماني ولم يعلم ذلك موسى صلى الله عليه و سلم وعلموه هم لكانوا على قولهم أعلم بالله من موسى صلى الله عليه و سلم وهذا مما لا يدعيه مسلم.
فأنت الآن أيها الحبيب مخير من أن تميل إلى تجهيل النبي صلى الله عليه وسلم تسليماً، أو إلى تجهيل الطرف الاخر، فاختر لنفسك ما أليق بك.
- وعلى هذا فان تعليق الرؤية باستقرار الجبل يعود الى طبيعة التحمل لا مجرد استحالة الرؤيا. هنا اسال اخي اليماني سؤالا: هل تجرؤ حسب عقيدتك ان تقول اللهم ارني انظر اليك؟ اذان فكيف تجرأ موسى هل انت اعلم من نبي الله موسى هل ادركت مسالة عقدية لم يدركها موسى؟ فطلب موسى يوجه على توجيهين لا ثالث لهما: اما انه كان يعلم استحالة رؤية الله ومع هذا سالها واما انه يعلم عدم استحالتها ولكن جسده لا يقوى عليها في الدنيا.
ولا ينبغي ان يقال لم يكن يعلم استحالتها فسالها فنقول معاذ الله الا يعلم موسى ما يستحيل على الله لان ما يستحيل على الله يعلمه العوام فكيف بالانبياء
ب- ان جواز الرؤيا علقه الله على شيء ممكن وهو استقرار الجبل والاستقرار ممكن. اي اننا نسال هل من الممكن ان يستقر الجبل نقول نعم لا مانع لانه مخلوق فاذا ثبت استقرار الجبل وهو امر ممكن استقرت الرؤيا ولهذا جاء الاستدراك بعد قوله" لن تراني" بقوله "ولكن انظر" فالقاعدة ان ما علق على الممكن كان ممكنا وهذا جواب منطقي بديع لا يختلف عليه اثنان وارجو ان يكون واضحا لكم.
ج- هل ثبت تجلي الله للجبل ؟ الجواب قطعا نعم بدليل قوله تعالى: "فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا" ومن باب اولى ان يتجلى الله لانبيائه ورسله اذ انه لا خصوصية للجبل على الانبياء والرسل وهذا يؤكد ان المانع من الرؤيا في الدنيا هي طبيعة التحمل فلم يتحملها الجبل فكيف بالبشر ولكن في الاخرة الامر يختلف فالمرء يعطى طاقات وطاقات ولهذا اثبتت الايات والاحاديث وقوع الرؤيا في الاخرة دون الدنيا.
د- لو كان المقصود بالنفي نفي الجواز اصلا لقال "لست بمرئي" ولكن هذا التعبير"لن تراني" يفيد نفي الوجود فقط وليس نفي الجواز وبينهما فرق.

الاية الثانية: "وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ" فالصاعقة انما حلت بهم لرفضهم التصديق والاذعان الّا بشرط الرؤية لا لمجرد طلب الرؤية فالقوم مستكبرون ويؤيد هذا المعنى الايات التالية:
- قوله تعالى : { يَسْأَلُكَ أَهْلُ الكتاب أَن تُنَزّلَ عَلَيْهِمْ كتابا مّنَ السماء فَقَدْ سَأَلُواْ موسى أَكْبَرَ مِن ذلك فَقَالُواْ أَرِنَا الله جَهْرَةً فأخذتهم الصاعقة بظلمهم } وانزال الكتاب امر مقدور عليه ولكن اله لم ينزله لانه يعلم ان القوم مستكبرين لا لانه يستحيل عليه انزال الكتاب وكذالك القول في طلبهم رؤية الله .
- قوله تعالى : { وَقَالَ الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْنَا الملئكة أَوْ نرى رَبَّنَا لَقَدِ استكبروا فِى أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً } وهنا جاء التصريح بان القوم مستكبرين وذلك انه لا حاجة لهم في هذا الطلب لأنه لما تمت الدلائل على صدق المدعي كان طلب الدلائل الزائدة تعنتاً والمتعنت يستوجب التعنيف .

الاية الثالثة: قوله تعالى : (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) لا بد ان نفرق بين بين الرؤية والادراك فالقران انزله الله بلسان عربي مبين
أولا:ـ الرؤية : من الفعل (رأى) وهى النظر إلى الشئ المرئى بالعين وهذا معنى بسيط وهي جائزة من العباد لله تعالى فى الأخرة فهم سيرون ربهم فى الأخرة عياناً كماهو معتقد اهل السنة و الجماعة.
ثانياً:ـ الإدراك: من الفعل( أدرك - يدرك -إدراك)) والادراك هو المعرفة والإحاطة بالشئ وهو قدر زائد عن الرؤيه.. وهى غير جائزة ولا مستطاعة من من العباد فى حق الله تعالى. والدليل: في ان الرؤية غير الادراك: قوله تعالى : (فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنَّا لمدركون قال كلا) فقد نفى موسى عليه السلام الإدراك ولم ينف الرؤية وذلك لان الرؤية غير الادراك فالادراك اخص من الرؤية. وقال البيجوري في تحفة المريد : (إنا لا نسلّم أن الإدراك بالبصر هو مطلق الرؤية،بل هو رؤية مخصوصة،وهي التي تكون على وجه الإحاطة بحيث يكون المرئي منحصرا بحدود ونهايات ،فالإدراك المنفي اخص من الرؤية،ولا يلزم من نفي الأخص نفي الأعم .والحاصل انه تعالى يرى من غير تكيّف بكيفية من الكيفيان المعتبرة في رؤية الأجسام ومن غير إحاطة وعلى هذا لا بد ان نجمع بين هذه الاية الجليلة وبين قوله تعالى" {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَانَاظِرَةٌ}" لقد تشبث اخي اليماني بآية الادراك ولكن عندما اعترضته الاية الكريمة {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} سارع في تأويلها لان ظاهرها يعارض الاية الاولى والتي هي محكمة عنده ونسي ان الاصل عدم التاويل طالما اننا نستطيع حمل الاية على الظاهر.

الاية الرابعة: "وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلّمَهُ الله إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِىَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ" والجواب ان هذه الاية تتكلم عن انواع العلاقة بين الله والانبياء بشأن تبليغ الرسالة: وحيا " قال مجاهد: نفث ينفث في قلبه فيكون إلهاما، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: (إن روح القدس نفث في روعي إن نفسا لن تموت حتى تستكمل، رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب. خذوا ما حل ودعوا ما حرم). " أو من وراء حجاب " كما كلم موسى. " أو يرسل رسولا " كارساله جبريل عليه السلام. والاية لم تنف الرؤية ولم تثبتها فلماذا اطلت الكلام عندها اخي اليماني. وان كان هنالك من نفي فليس على اطلاقه بشهادة الايات الاخرى مثل" الى ربها ناظرة" والاحاديث المتوافرة.

الكلام على قوله تعالى: " {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}"
ـ قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ }. يعني مشرقة{إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}.يعني رائية
وقد جاء النظر في اللغة على معاني:
ا- نظر الاعتبار كقوله تعالى : {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ.
ب ـ نظر الانتظار كقوله تعالى: {مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً } .
ج ـ نظر التعطف.
د ـ أو يكون عنى نظر الرؤية. وعليه نقول:
اولا: لا يجوز أن يكون الله عز وجل عنى نظر التفكير والاعتبار لأن الآخرة ليست بدار اعتبار. ولا يجوز أن يكون عنى نظر الانتظار لأن النظر إذا ذكر مع ذكر الوجه فمعناه نظر العينين اللتين في الوجه كما إذا ذكر أهل اللسان نظر القلب فقالوا : " انظر في هذا الأمر بقلبك " لم يكن معناه نظر العينين وكذلك إذا ذكر النظر مع الوجه لم يكن معناه نظر الانتظار الذي يكون للقلب. وأيضا فإن نظر الانتظار لا يكون في الجنة لأن الانتظار معه تنغيص وتكدير وأهل الجنة في ما لا عين رأت ولا أذن سمعت من العيش السليم والنعيم المقيم . وإذا كان هذا هكذا لم يجز أن يكونوا منتظرين لأنهم كلما خطر ببالهم شيء أتوا به مع خطوره ببالهم وإذا كان ذلك كذلك فلا يجوز أن يكون الله عز وجل أراد نظر التعطف لأن الخلق لا يجوز أن يتعطفوا على خالقهم. وإذا فسدت الأقسام الثلاثة صح القسم الرابع من أقسام النظر وهو أن معنى قوله: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } أنها رائية ترى ربها عز و جل.
ثانيا: مما يبطل قول النافين للرؤية بأن الله عز و جل أراد بقوله : {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} نظر الانتظار ان نظر الانتظار لا يكون مقرونا بقوله : ( إلى ) لأنه لا يجوز عند العرب أن يقولوا في نظر الانتظار " إلى " ألا ترى أن الله تعالى لما قال : {مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً } لم يقل " إلى " إذ كان معناه الانتظار. وقال عز و جل مخبرا عن بلقيس : { فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ } فلما أرادت الانتظار لم تقل " إلى " فلما قال سبحانه: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) علمنا أنه لم يرد الانتظار وإنما أراد نظر الرؤية.
ثالثا: لما قرن الله عز و جل النظر بذكر الوجه أراد نظر العينين اللتين في الوجه كما قال : {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} . فذكر الوجه وإنما أراد تقلب عينيه نحو السماء ينظر نزول الملك عليه يصرف الله تعالى له عن قبلة بيت المقدس إلى القبلة فإن قيل إن قوله تعالى: {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } إنما أراد إلى ثواب ربها ناظرة ؟ فنقول : ثواب الله ليس هو الله والله سبحانه وتعالى قال : {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } فلم هذا التحريف. وعلى هذا فالايات والاحاديث متفقة وليست مختلفة كما يظن البعض وهذا هو المنهج السليم الذي دل عليه القران ولا اريدك اخي اليماني ان تكرر لي الحكم عند الاختلاف ان نرجع الى كتاب الله فمن الذي اوهمك اننا لا نحتكم لكتاب الله لقد رجعنا لايات الكتاب وجمعنا بينها ولم نلجأ الى تاويل اية بالمجاز كما فعلت لان الكل عندنا متفق وكذلك الاحاديث منسجمة تماما. ومن ادلة الجواز "كلا انهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون" فما فائدة هذا القيد" لمحجوبون" اذا كان الله لا يرى اصلا وسنتكلم المرة القادمة عن الاحاديث التي انكرها الشيخ

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
ونقتبس من بيان الدكتور هواري ما يلي:
بحث موجز في رؤية الله
المنكرون لرؤية الله هم المعتزلة والشيعة الاثني عشرية وعلى هذا فأخي اليماني مسبوق بهذا القول ونفس الادلة التي استدل بها على نفي الرؤية هي نفسها الادلة التي استدل بها المانعون.
انتهى الاقتباس.

ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: يا رجل، إنما ابتعث الله الإمام المهديّ حكماً بين المُختلفين من علماء الدين فيقول لتلك الطائفة إنكم على الحقّ في العقيدة الفلانيّة ولكنّكم على باطلٍ في عقيدةٍ أخرى، وذلك لأنّ الحقّ قد تفرّق هنا وهناك ولم يعد مع طائفةٍ واحدةٍ؛ بل تجدهم على الحقّ في مسألةٍ وعلى باطلٍ في أخرى وجئتكم حكماً بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، فأحكمُ بينكم بآياتٍ بيناتٍ هُنّ أُمّ الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [يونس:15].

{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا} صدق الله العظيم [مريم:73].

{وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ} [الحج:16].

{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [الحج:72].

{سُورَةٌ أَنْزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النور:1].

{بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ} [العنكبوت:49].

{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ} [سبأ:43].

{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [الجاثية:25].
{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} [الأحقاف:7].
{هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحديد:9].
{إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ} [المجادلة:5].
{وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} [النور:34].
{لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [النور:46].
{فَاتَّقُوا اللَّـهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ قَدْ أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرً‌ا ﴿١٠﴾ رَّ‌سُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّـهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِ‌جَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ‌ ۚ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّـهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِ‌ي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ‌ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّـهُ لَهُ رِ‌زْقًا ﴿١١﴾} [الطلاق].
صدق الله العظيم

ويا رجل، فكذلك الإمام المهديّ يحاجّكم بآيات الكتاب البيِّنات لعالِمكم وجاهلكم فتعرض عنهن فتتبع ظاهر المُتشابه من القرآن اللاتي لهنّ تأويلٌ خفيٌّ غير ظاهرهن لا تحيطون به علماً مثال قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

{كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} صدق الله العظيم [المطففين:15].

ويا أخي الكريم، إنّك لا تحيط بآيات الكتاب المُتشابهات علماً، وسوف أضرب لك على ذلك مثلاً في قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَـئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:77].

ويوجد في هذه الآيات متشابهٌ لا تحيط بتأويله، والتشابه هو في قول الله تعالى: {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ} صدق الله العظيم، فلو تتّبع ظاهر الآية لنفيتَ أنّ الله يُكلِّم الكفار يوم القيامة ونفيت أنّه ينظر إليهم، ولكنك سوف تجد في آيات أُمّ الكتاب المحكمات برهان التكليم من الربّ إلى الكفار في قول الله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} صدق الله العظيم [القصص:62].

وقوله: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} صدق الله العظيم [القصص:65].

ومن ثم يتبيّن لك المُتشابه في قول الله تعالى: {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} صدق الله العظيم، وتبيّن لك أنّ التشابه بالضبط هو في قول الله تعالى: {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ}. ومن ثم تجد ظاهره مخالفاً للمحكم البيّن في قول الله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} صدق الله العظيم. وقوله: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} صدق الله العظيم. وقوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُواْ العَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ} [الأنعام:30].

وقوله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:130].

وها تبيّن لكم أنّ الله حقاً يكلمهم يوم القيامة. إذاً تبيّن لكم المتشابه الذي يخالف ظاهره لمحكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ} صدق الله العظيم. وبما أنّي لا أجمع بين الآيات كما تزعمون بل آتيكم بالبيان الحقّ لمُتشابه القرآن وإنّا لصادقون، وأفتيكم بالمقصود بعدم التكليم في قول الله تعالى: {وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ}، أي أنه لا يكلمهم بوحي التفهيم إلى قلوبهم ليسألوه رحمته كما كلَّم الله آدم وزوجته بوحي التفهيم إلى قلوبهم: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:23].

وهذا القول الذي قالوه إنّما هي الكلمات التي تلقّاها آدم من ربّه بوحي التفهيم فقالها آدم وتاب الله عليه، تصديقاً لقول الله تعالى: {فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِن رَّ‌بِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ} صدق الله العظيم [البقرة:37].

وتبيّن لكم نوعٌ من وحي التكليم إلى القلب بالتفهيم، وبما أنّ الله لن يكلم اليائسين من رحمته يوم القيامة بتكليم التفهيم إلى قلوبهم ليسألوه رحمته ولذلك فهم من رحمته يائسون ويبحثون عن الرحمة عند عباده الذين هم أدنى رحمةً من الله أرحم الراحمين، وكذلك البيان لقول الله تعالى: {وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ}؛ فلا يقصد أنّه لا ينظر إليهم ببصره بل لا ينظر إليهم برحمته، وأمّا القوم الآخرون الذين ينظرون إلى رحمة ربهم كونه أوحى إليهم بوحي التفهيم أن يسألوه رحمته ولذلك فهم لرحمة ربهم منتظرون، وأما اليائسون من رحمة الله أولئك هم الوجوه الباسرة أصحاب القلوب اليائسة من رحمة الله ولذلك تظن أن يفعل بها فاقرة لأنّها غير الوجوه الناظرة إلى الله ليرحمهم فهم يرجون رحمته ولا يبحثون عن الرحمة عند عباده من دونه فهم يعلمون أنّ الله هو أرحم الراحمين. ولذلك قال الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَ‌ةٌ ﴿٢٢﴾ إِلَىٰ رَ‌بِّهَا نَاظِرَ‌ةٌ ﴿٢٣﴾ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَ‌ةٌ ﴿٢٤﴾ تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَ‌ةٌ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

ويتبيّن لكم أنه يقصد الانتظار من خلال قول الله تعالى: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَ‌ةٌ ﴿٢٤﴾ تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَ‌ةٌ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم؛ بمعنى أنّ وجوهاً تنتظر لرحمته وأخرى تنتظر لعذابه، ولذلك قال: {تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَ‌ةٌ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم.

ويا رجل.. يا دكتور، فهل تؤمن بالعرش العظيم؟ فذلك هو الحجاب وذلك هو العرش العظيم المستوي عليه ذاته، فتعال لننظر فهل تمّ إزالة عرشه في الآخرة. وقال الله تعالى: {وَيُنَجِّي اللَّـهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦١﴾ اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿٦٢﴾ لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَالَّذِينَ كَفَرُ‌وا بِآيَاتِ اللَّـهِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُ‌ونَ ﴿٦٣﴾ قُلْ أَفَغَيْرَ‌ اللَّـهِ تَأْمُرُ‌ونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ﴿٦٤﴾ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَ‌كْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِ‌ينَ ﴿٦٥﴾ بَلِ اللَّـهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِ‌ينَ ﴿٦٦﴾ وَمَا قَدَرُ‌وا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِ‌هِ وَالْأَرْ‌ضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِ‌كُونَ ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

{وَتَرَ‌ى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْ‌شِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَ‌بِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَ‌بِّ الْعَالَمِينَ ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

إذاً عرشه العظيم المستوي عليه لم يتم إزالته لأنّه حجاب الربّ المستوي عليه سُبحانه، ألا وإنّ حجاب الربّ هو المنتهى بين الخالق وخلقه، ألا وإنّها حجابه هي سدرة المنتهى التي عندها جنة المأوى ويغشاها ما يغشى من نور وجهه تعالى، فكم فصّلنا ذلك تفصيلاً في كثير من البيانات وعرّفنا لكم سدرة المنتهى أنها شجرة مُضيئة وسبب إضاءتها نور وجه الله سُبحانه، فاتّقِ الله أخي الكريم، فكيف تريدون رؤية الله؛ ذات الله العظيم؟ أفلا يكفِكُم أنّه يُكلِّمهم تكليماً من وراء الحجاب، وتشرق الأرض بنور وجهه من وراء الحجاب؟ وتذكّر قول الله تعالى: {وَتَرَ‌ى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْ‌شِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَ‌بِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَ‌بِّ الْعَالَمِينَ ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم. أفلا تؤمنون بعرش الله العظيم؟ أفلا تؤمنون أنّ الله مستوٍ على عرشه العظيم؟ فذلك هو ذاته حجاب الربّ لو كنتم تعلمون؟ ولا يزال في القلب صبرٌ لفضيلة الدكتور أحمد هواري لنزيد الأنصار علماً وتبياناً للقرآن العظيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله رب العالمين.

ويا رجل، إذا كنت ترى أنّ الإمام ناصر محمد اليماني لم يُجِبك في نقطةٍ فسوف أنصحك أن تقوم بتنزيل أسئلتك سـ 1؛ سـ 2؛ سـ 3، ومن ثم نأتيك بالإجابة على كُلّ سؤالٍ بإذن الله، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..

ويا معشر الأنصار، اصبروا على هذا الرجل ولا تيأسوا من هُداه ومعذرة إلى ربِّكم، ولنزيدكم علماً إلى علمكم ليزيدكم الله به هُدًى إلى هُداكم، والله معي ومعكم هو مولانا نعم المولى ونعم النصير وإلى الله تُرجع الأمور وله الحكم ولا يشرك في حكمه أحداً.

أخوكم؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
_______________

Admin
25-05-2010, 04:25 AM
- 13 -
الإمام ناصر محمد اليماني
11 - 06 - 1431 هـ
25 - 05 - 2010 مـ
01:25 صباحاً

[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
(https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2689)https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2689 (https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=2689)
ــــــــــــــــــ


إلى حبيبي في الله فضيلة الدكتور الشيخ أحمد هواري المُحترم ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلامُ على المُرسلين وآلهم الطيبين، والحمدُ لله ربّ العالمين. سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته وعلى كافة الأنصار السابقين الأخيار وكافة المُسلمين، وأصلّي عليكم جميعاً وأسلمُ تسليماً..
ويا أحبّتي في الله، كونوا أنصار الله فكونوا مع الحقّ جميعاً أيّها المؤمنون لعلكم تفلحون. ويا إخواني المُسلمين، والله الذي لا إله غيره إنِّي حريصٌ على هدى العالمين أجمعين إلى الصراط المُستقيم، وأدعو المُسلمين والنّصارى واليهود والناس أجمعين إلى اتّباع مُحكم كتاب الله القُرآن العظيم، وليس معنى ذلك أنّ الإمام ناصر محمد اليماني لا يؤمن إلا بالقرآن العظيم وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين، بل الإمام ناصر محمد اليماني مؤمن بسُنّة محمد رسول الله الحقّ صلى الله عليه وآله وسلم ومؤمن بكتاب التوراة والإنجيل، وإنّما أدعو المُسلمين والنّصارى واليهود إلى الاحتكام إلى مُحكم كتاب الله القُرآن العظيم كونه الكتاب الوحيد الذي وعدكم الله بحفظه من التحريف منذ نزوله إلى يوم الدين، ولذلك تجدونه نُسخةً واحدةً في العالمين ولم يتمّ تحريف كلمةٍ واحدةٍ فيها منذُ تنزيلِه إلى يوم الدين، وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} صدق الله العظيم [الحجر:9].

ألا وإنّ سبب إصراري على الدعوة إلى الرجوع إلى كتاب الله القرآن العظيم وذلك لكي يتمّ عرض التوراة والإنجيل والسُّنة النَّبويّة على محكم كتاب الله القُرآن العظيم، فما وجدناه منهم جميعاً جاء بينه وبين محكم القُرآن اختلافاً كثيراً جُملةً وتفصيلاً فمن ثم ننبذ ما خالف لمحكم كتاب الله القرآن وراء ظهورنا سواء يكون في التوراة أو الإنجيل أو في أحاديث السُّنة النَّبويّة ونعتصم بحبل الله المتين القرآن العظيم ولا نتفرّق ونعبد إلهاً واحداً لا إله إلا هو الله ربّ العالمين وحده لا شريك له ونحنُ لهُ مُسلمون، ولا نُفرِّق بين أحدٍ من رُسله.

فلا تقولوا يا معشر المُسلمين إنّ الإسلام جاء ناسخاً لما قبله، أفتقولون على الله ما لا تعلمون؟ بل جاء بدين الإسلام كافةُ المُرسلين من ربّ العالمين من أوّلهم إلى خاتمهم ويدعون جميعاً إلى ما دعاكم إليه المهديّ المنتظَر أن اعبدوا الله وحده لا شريك له أنّه من يُشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنة وما للظالمين من أنصار، ألا وإنّ الشرك لظلمٌ عظيمٌ ولا يغفر الله أن يُشرك به إنّي لكم ناصحٌ أمينٌ.

ولا أقول لكم بما أنّي المهديّ المنتظَر خليفة الله عليكم أجمعين عظِّموني من دون الله، ولا أُحرِّم عليكم أن تنافسوني في حبِّ الله وقربه، ولئن فعلت وأمرتكم بالباطل إذا لما أغنى عني من عذاب الله كافة من في السماوات والأرض، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين وما ينبغي لي ولا لأيٍ من عبيد الله الذين يؤتيهم الله الحكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:79].

ويا فضيلة الدكتور والشيخ الكريم أحمد هوراي، إنّك تعلم والإمام المهديّ يعلم أنيّ لو أقول لك فهل يحقّ لك أن تنافس محمداً رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في حبِّ الله وقربه؟ لربما تغضب من ناصر محمد اليماني غضباً شديداً إذا لم تطّلع على بيان له من قبل بهذا الخصوص، ومن ثم أقول لك: ألا وإنّ ذلك لهو الشرك بالله، فاتّقوا الله يا معشر عُلماء الأمّة جميعاً ولا تجعلوا الله حصرياً للأنبياء والمُرسلين من دون الصالحين، ثم لا تجدوا لكم من دون الله وليَّاً ولا نصيراً.

ألا وإنّي الإمام المهديّ أقول لكم: اقتدوا بهُدى محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأنّكم لم تقتدوا بهداه عليه الصلاة والسلام. ولربّما يود أحدكم أن يسألني فيقول: "أفلا تُعَرِّفَ لنا كيفية الاقتداء بهدى النبيّ عليه الصلاة والسلام؟". ومن ثم أردُّ عليكم بالحقّ: هو أن تتّبعوه فتعبدوا الربّ الذي يعبده، فتنافسوه في حبّه وقربه، فذلك هو الاقتداء بهدي الأنبياء جميعاً. فتدبروا قول الله تعالى: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَ‌اهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ نَرْ‌فَعُ دَرَ‌جَاتٍ مَّن نَّشَاءُ إِنَّ رَ‌بَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿٨٣﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ وَمِن ذُرِّ‌يَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُ‌ونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِ‌يَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٨٥﴾ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَ‌ىٰ لِلْعَالَمِينَ ﴿٩٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

ونستنبط قول الله تعالى: {ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} صدق الله العظيم، ونستنبط بالضبط {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} صدق الله العظيم، وهذا أمرٌ فصيحٌ صريحٌ في محكم الكتاب إلى محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يقتدي بهدى الذين هداهم الله من قبله.

والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل ترك محمدٌ رسولُ الله ربَّه للأنبياء ولم ينافسْهم في حبِّ الله وقربه؟ والجواب أنتم تعلمونه جميعاً أنّه يرجو أن يكون هو الأحبّ والأقرب إلى الربّ. وهذا هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} صدق الله العظيم؛ وهو أن يعبد ما يعبده الأنبياء فيُنافسهم جميعاً في حبِّ الله وقربه، ولكنّ بيان كافة عُلماء الأمّة للاقتداء بهدى النبي يختلف عن بيان ناصر محمد اليماني جملةً وتفصيلاً كونهم لا يأمرون المسلمين بالتنافس في حبِّ الله وقربه بل جعلوا الله حصرياً للأنبياء والمُرسلين من دون الصالحين، فحبط عملهم وباطل فتواهم ولن يجدوا لهم من دون الله وليَّاً ولا نصيراً، ولكنّي المهديّ المنتظر أفتي بالحقّ أنّه من أعرض عن دعوة المُنافسة للأنبياء والمهديّ المنتظر في حبِّ الله وقربه فإنّه قد أشرك بالله وضلّ ضلالاً بعيداً.

ويا أمَّة الإسلام، وتالله لو لم تزالوا على الهُدى لما ابتعث الله المهديّ المنتظَر ليُخرجكم بالقرآن العظيم من الظُلمات إلى النور، فاتّقوا واسمعوا وأطيعوا.
ويا إخواني المُسلمين وعُلماءهم، ما غرّكم بالإمام المهدي؟ فهل اختلفت دعوته عن دعوة المُرسلين من ربّ العالمين؟ وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} صدق الله العظيم [الأنبياء:25].

وتلك هي ذاتها دعوة الإمام المهديّ الذي يدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له فتتنافسون في حُبّه وقربه ونعيم رضوان نفسه فتفوزون فوزاً عظيماً، فلمَ أنتم للحقّ كارهون؟ فهل دعوتكم إلى باطلٍ؟ سبُحانه وتعالى علوَّاً كبيراً! أم أنّكم وجدتم أنّ ناصرَ محمد اليماني لم يدعُ إلى الله على بصيرةٍ؟ أم وجدتم أنَّ البصيرة التي يحاجِج بها ناصر محمد اليماني هي ذاتها بصيرة محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فلماذا تُعرضون عن دعوة الحقّ يا أمَّة الإسلام وعُلماءهم؟ فهل كرهتم دعوة ناصر محمد اليماني كونه يدعو الناس إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم حصرياً؟ ومن ثم أرد عليكم وأقول: يا قوم فهل ترون من المنطق أن يأتي المهديّ المنتظر يدعو البشر إلى الاحتكام إلى كتاب البخاري ومُسلم أو كتاب بحار الأنوار؟ إذا لجعلتُ لأهل الكتاب الحجّة ولقالوا للناس: "بل تعالوا إلى كتاب التوراة والإنجيل كُتب الله المُنزلة خير لكم من كتاب البخاري ومُسلم وكتاب بحار الأنور من تأليف البشر"! وإذا أجاب البشر دعوة اليهود والنّصارى إلى اتّباع كتاب التوراة والإنجيل إذاً لتمَّت فتنة الناس أجمعين وعبدوا الطاغوت المسيح الكذاب من دون الله، ومن ثمّ يفشل المهديّ المنتظر في إنقاذ البشر من فتنة المسيح الكذاب والذي يريد أن يقول أنّه المسيح عيسى ابن مريم ويقول أنّه الله ربّ العالمين، وذلك لأنّ كتاب التوراة والإنجيل لم يبقَ منهم غير الاسم فقط وتمَّ تحريفهم من قبل الطاغوت وجعلوها نُسَخٌ متعددة.

ويا أمَّة الإسلام ويا معشر النّصارى واليهود والناس أجمعين، والله الذي لا إله غيره لا أعلم لكم سبيل نجاةٍ إلا أن تعتصموا بحبل الله جميعاً ذلكم القرآن العظيم المحفوظ من التحريف، ولذلك تجدونه نسخةً واحدةً موحدةً في العالمين، ولكنّكم تريدون مهديّاً منتظراً يأتي مُتبعاً لأهوائكم، وهيهات هيهات.. والله الذي لا إله غيره لا يتبّع الحقّ أهواءكم حتى ولو اجتمعتم على الباطل جميعاً وبقي ناصر محمد اليماني لوحده معتصماً بحبل الله القرآن العظيم لما اتبعت أهواءكم ما دام قلبي ينبض بالحياة حتى ألقى الله بقلبٍ سليمٍ من الشرك بالله، وإنّ الشرك لظُلمٌ عظيم.

أفلا يكفيكم على مدار ست سنواتٍ وأنتم تجدون ناصر محمد اليماني مصرّاً على اتّباع العقيدة الحقّ ولم يتّبع أهواءكم شيئاً؟ أفلم تيأسوا من أن يتّبع ناصر محمد اليماني أهواءكم؟
ويا قوم، والله الذي لا أعبدُ سواه لو أتّبعُ أهواءكم لما أغنيتم عن ناصر محمد اليماني من ربِّه، ولن أجد لي من دون الله ولياً ولا نصيراً، ولذلك لا أعبد رضوانكم ولا حاجة برضوانكم شيئاً؛ بل أعبدُ رضوان الله واُنافس أنبياءه ورسله والصالحين من عباده في حبّه وقربه ولا أعبدُ سواه ولا يهمني أرضيتم أم كنتم من الساخطين على ناصر محمد اليماني. ألا والله لو يتّبع الحقّ أهواءكم لعبدتم الطاغوت من دون الله وأنتم لا تعلمون، فكيف السبيل لإنقاذكم يا أمَّة الإسلام؟ ولسوف أعظكم بواحدةٍ وأقول لكم: فإمّا أن يكون ناصر محمد اليماني مجنوناً، وإمّا أن يكون هو أعقلكم وأهداكم سبيلاً وأمثلكم طريقاً إلى العزيز الحميد.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل وجدتم أنّ ناصراً محمد اليماني ذو منطق مجنونٍ؟ وهيهات هيهات... فوالله أنّها سوف ترفض ذلك عقولكم جميعاً فتشهد بالحقّ وتقول في أنفسكم كلا ثم كلا فليس ناصر محمد اليماني مجنوناً على الإطلاق، فتجدون أنَّها تُبرِّئني من الجنون، وذلك لأنّ الأبصار لا تعمى عن الحقّ ولكنكم لا تستخدمون عقولكم إلا قليلاً.

ويا أمَّة الإسلام، لقد صار الأمر خطيراً جداً، فوالله ما كنت من اللاعبين وإنّي أحب لكم ما أحبّه لنفسي، ولذلك لا أزال حريصاً على هداكم فلمَ لا تساعدوني يا إخواني على هُداكم وإنقاذ العالمين؟ فلا يزال أمامنا مشوارٌ طويلٌ لوحدة البشر جميعاً من بني آدم لوحدة صفِّهم ضدَّ عدو الله وعدوهم الشيطان الرجيم المسيح الكذاب وجيوشه من يأجوج مأجوج وشياطين الجنّ والإنس.

فلماذا يا عُلماء أمَّة الإسلام وأمّتهم تكونون أول كافرٍ بدعوة ناصر محمد اليماني الذي يدعو البشر كافة إلى اتباع ذكرهم المحفوظ من التحريف رسالة الله إلى الجنّ والإنس القُرآن العظيم؟ فما خطبكم وماذا دهاكم؟ !أزِفت الآزفة يا قوم واقترب الوعد الحقّ ولا يزال المُسلمون في شكٍ مريبٍ في شأن ناصر محمد اليماني، فهل هو المهديّ المنتظر أم شيطانٌ أشِرٌ؟ ويا سبحان ربي أعميت عليكم دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني؟ أفلا تجدون أنّ ناصرَ محمد اليماني يحاجّكم بآيات الكتاب البيِّنات لعالمكم وجاهلكم وما يكفر بها أو يعرض عنها أو ينكر ما فيها إلا الفاسقون منكم؟ فاتقوا الله. أفكلما حاورنى أحد عُلمائِكم حتى إذا ألجمناه بالحقّ انسحب بهدوءٍ خشية أن يكون ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظر فيصير في حيرةٍ من الأمر؟ ويا قوم ما لكم وللمهديّ المنتظر سواء يكون ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر أم مجدِّداً لدين الإسلام؟ فإن كنت كاذباً ولستُ المهديّ فعليّ كذبي وما عليكم من الإثم شيء لو كنتم تعقلون. فهل ترون أنّكم لو تتّبعون دعوة ناصر محمد اليماني أنّه سوف يضلّكم عن الصراط المستقيم؟ ولكنّ السؤال الذي يطرح نفسه هو: فإلى ماذا يدعوكم إليه ناصر محمد اليماني؟ ألم يدعُكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له لتتنافسوا في حبِّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه؟ فإذا كانت هذه الدعوة باطلاً في نظركم فما هو الحقّ من بعد الله؟ وقال الله تعالى: {فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الحقّ فَمَاذَا بَعْدَ الحقّ إِلا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ‏} صدق الله العظيم [يونس:32].

ويا من يعبدون الله وحده لا شريك له لا يشركون بالله شيئاً أقسمُ برب العالمين أنّي أحبكم حباً عظيماً لأنّكم تعبدون من أحببتُ بالحقّ الله ربّ العالمين، زادكم الله بحُبِّه وقربه ونعيم رضوان نفسه. آهٍ آهٍ لو تعلمون العيش الذي نحن فيه! يا قوم فاتّبعوني أهدِكم صراطاً سوياً فَتُطْعَمُوا حلاوةَ الإيمان ونعيمَ رضوان الرحمن على قلوبكم خيراً لكم وألذَّ وأمتعَ من ملكوت الله أجمعين، ومن شرح الله صدره بالإسلام فهو على نورٍ من ربه، فويلٌ للقاسية قلوبهم من ذكر الله.

ويا قوم، إنّ مثل القلوب كمثل بطاريات هواتفكم المحمولة، أفلا ترون أنّكم إذا لم تشحنوها بالكهرباء فإنّها تنطفئ؟ وكذلك روح الهُدى في القلوب لا بد لها من شحنٍ بالنور، ووقودها ذكر الله وتدّبر آياته وأداء الصلاة، واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون، وسارعوا إلى مغفرة من ربكم ورضوان إن كنتم تحبون الله، فلنتّبع محمداً رسولَ الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- وننافسه في حبِّ الله وقربه ونعيم رضوان نفسه يُحبِبْنا الله ويقرّبنا ونفوز فوزاً عظيماً. اللهم قد بلغت، اللهم فاشهد.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_______________

Admin
22-05-2014, 03:05 PM
- 14 -
الإمام ناصر محمد اليماني
18 - 07 - 1431 هـ
30 - 06 - 2010 مـ
12:42 صباحاً
ـــــــــــــــــ


الإمام المهديّ يذكرنا بصفقةٍ كبرى رابحةٍ ننال بها محبة الله ..


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [المائدة:54].

سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته، السلامُ علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
ويا أحباب قلبي في حبِّ ربّي، زادكم الله بحبّه وقربه ونعيم رضوان نفسه وتعالوا لنذكِّرَكُم صفقةً كبرى تنالون بها محبة الله وتجدونها في محكم كتاب الله العظيم: {وَيَسْأَلونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} صدق الله العظيم [ البقرة:219].

وحين نعفو عن الناس لوجه الله خير الغافرين فهذا جزءٌ من النضال لتحقيق النَّعيم الأعظم ذلك لأنّكم تريدون أن يكون حبيبكم الرحمن راضياً في نفسه، وكيف يكون راضياً؟ وذلك في نفسه حتى يُدخِل عبادَه في رحمته إلا من أبى رحمة الله بعدما تبيَّن له أنّ ناصر محمد اليماني هو الرحمة الأخرى التي وعد الله بها في محكم الكتاب ليهدي به الله من في الأرض جميعاً فيجعل الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ حتى يتحقق لنا النَّعيم الأعظم من جنة النَّعيم وفي ذلك الحكمة من خلقنا ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

ويا أحبتي الأنصار، إنّ إمامَكم يُشهدكم وكفى بالله شهيداً أنّي قد عفوت عن عباد الله الذين آذوني في الحياة الدُنيا قُربةً إلى ربّي وكظمتُ غيظي فعفوت عنهم لوجه الله لكي يزيدني ربّي بحبه وقربه ويتحقق نعيم رضوان نفسه على عباده. وقال الله تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:134]. فمن أراد أن يزيده الله بحبه وقربه فليعوّد قلبه على العفو عن عباد الله فينال محبه الله.

ويا أحباب الرحمن الذي وعد بهم في مُحكم القرآن إنّ الإمام المهديّ يُلقي إليكم هذا السؤال: فهل تعلمون لماذا اتّخذ الله إبراهيم خليلاً؟ وقال الله تعالى: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} [النساء:125]؟ وسوف تجدون الجواب في محكم الكتاب لماذا اتخذ الله إبراهيم خليلاً وذلك لأنّ إبراهيم أوّاهٌ حليمٌ يعفو عن عباد الله، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36)} صدق الله العظيم [إبراهيم].

وكذلك الإمام المهديّ يقول: {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36)}، فيا أرحم الراحمين إنّك أرحم بعبادك من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.

وفي ذلك سرُّ محبة الله لكم ولإمامكم وهو أن تغفروا لمن ظلمكم وتُعطوا من حرمكم وتحسنوا إلى من أساء إليكم، وإنّما ذلك من أجل الله حتى تكونوا سبب الهدى للعالمين، وذلك لأنّ الله أكرم منكم عسى أن يهديهم من أجلكم وهو خير الغافرين، فكم يستوصيكم الله أن تعفوا وتغفروا وتصفحوا وقال الله تعالى: {وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} صدق الله العظيم [التغابن:14].

وقال الله تعالى: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [الشورى:40].

فمن جزى سيئةً بسيئةٍ مثلِها فلا تثريب عليهم ولكن ليس أجرهم على الله لأنّهم قد أخذوا حقّهم ممّن أساء إليهم، ولكن من عفا وأصلح فأجره على الله فينال محبة الله، وذلك هو سبب الفرق بين أصحاب اليمين والمُقربين من ربّ العالمين، وذلك لأنّ أصحاب اليمين لا يظلمون الناس ولكنهم يردّوا الإساءة إلى من أساء إليهم بمثل الإساءة من غير ظلمٍ فأولئك هم أصحاب اليمين، وأما المُقرّبون عباد الرحمن فتجدونهم يكظمون غيظهم فيعفون عمّن ظلمهم لوجه الله وهم من أشجع أهل الأرض ومن أشدهم بأساً وتنكيلاً ولكن حُبّهم لله هو الذي أخضعهم فجعلهم أذلةً على المؤمنين أعزةً على الكافرين الذين يحاربون المؤمنين في دينهم، فنعم الرجال أنتم يا عباد الرحمن الذين قال الله عنهم: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ ربّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)} صدق الله العظيم [الفرقان]، فتجدون لهم هدفاً منشوداً مقصوداً في الحياة حتى من المال ومن الأولاد يريدون من ربّهم أن يجعل منهم أئمة للأمّة. وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76)} صدق الله العظيم.

وأشهدُ الله أنّي قد عفوت عن عباد الله جميعاً لوجه الله الكريم إلا من أبى عفو ربّي وأعرض عن رحمة الله التي كتب على نفسه وهو يعلم أنّه الحقّ من ربه فكيف آسى على قومٍ مُجرمين؟

ويا معشر المُسلمين وعُلماءهم، ما غرَّكم في الإمام المهديّ الحقّ مِنْ ربِّكم الذي يدعوكم إلى أن تقدّروا ربّكم حقَّ قدْرِه فتعبدوا الله كما ينبغي أن يُعبد وحده لا تشركون به شيئاً؟ فهل اختلفت دعوة الإمام المهديّ عن دعوة المُرسلين من ربّ العالمين؟ وقال الله تعالى: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ} صدق الله العظيم [المؤمنون:68].

ألم تجدوا قول الإمام المهديّ هو ذات القول الذي قاله كافة الأنبياء والمُرسلين للعالمين؟ فانظروا إلى قولهم في محكم القرآن العظيم أستحلفكم بالله العظيم: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ(60) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ(61) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ ربّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ(62) أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِنْ ربِّكم عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ(63) فَكَذَّبُوهُ فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً عَمِينَ(64) وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ(65) قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وِإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ(66) قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ(67) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ ربّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ(68) أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِنْ ربِّكم عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ(69) قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ(70) قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِنْ ربِّكم رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤكُم مَّا نَزَّلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ(71) فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ(72) وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِنْ ربِّكم هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(73) وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُوراً وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتاً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ(74) قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ(75) قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا بِالَّذِيَ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ(76) فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ(77) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ(78) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ ربّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ(79) وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ(80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ(81) وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ(82) فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ(83) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَراً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ(84) وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِنْ ربِّكم فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ(85) وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً وَاذْكُرُواْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ(86) وَإِن كَانَ طَآئِفَةٌ مِّنكُمْ آمَنُواْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَآئِفَةٌ لَّمْ يْؤْمِنُواْ فَاصْبِرُواْ حَتَّى يَحْكُمَ اللّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ(87) قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ(88) قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُم بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّعُودَ فِيهَا إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ(89) وَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْباً إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ(90) فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ(91) الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْباً كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ شُعَيْباً كَانُواْ هُمُ الْخَاسِرِينَ(92) فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ ربّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسَى عَلَى قَوْمٍ كَافِرِينَ(93) وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ(94) ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَواْ وَّقَالُواْ قَدْ مَسَّ آبَاءنَا الضَّرَّاء وَالسَّرَّاء فَأَخَذْنَاهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ(95) وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ(96) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ(97) أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ(98) أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ(99) أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاء أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ(100) تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَآئِهَا وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللّهُ عَلَىَ قُلُوبِ الْكَافِرِينَ(101) وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ(102) ثُمَّ بَعَثْنَا مِن بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُواْ بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ(103) وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ(104) حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الحقّ} صدق الله العظيم [الأعراف:59-105].

ويا أمَّة الإسلام، فهل اختلفت دعوة الإمام المهديّ عن دعوة أنبياء الله ورسُله إليكم؟ فلماذا تُعظِّمون رُسل الله إليكم فتحصرون لهم الوسيلة إلى الله من دونكم، فأين تعظيمكم لربِّكم إن كنتم به مؤمنون؟ فاعبدوا الله ربّي وربّكم، وما جميع الأنبياء والمُرسلين والمهديّ المنتظر إلا عبيدٌ لله وبشرٌ مثلكم ندعوكم جميعاً أن تنضموا معنا لتحقيق الهدف من خلقنا فنكون عبيداً لله مُتنافسين إلى ربِّنا في حُبِّه وقربه ونعيم رضوان نفسه، وما أمرناكم أن تتّخذونا أرباباً من دون الله، فكيف نأمركم بالكفر؟ ونعوذُ بالله أن نكون من الجاهلين؛ بل أمرنا الله أن نكون من المُسلمين ولا نتعالى عليكم فنزعم أنّ الله حصريّاً لنا من دونكم وما يقول ذلك إلا مُفترٍ كذاب، فكيف يؤتيه الله الحكم والكتاب ومن ثم يقول اتَّخذوني إلهاً من دون الله؟ سبحانه وتعالى علواً كبيراً! وكيف تجتمع النور والظُلمات؟ وما كان لرجلٍ يؤتيه الله الحكم والكتاب أن يأمر أتباعه بتعظيمه بين يدي الله وهو ليس إلا عبدٌ من عبيد الله مهما كرّمه الله وقال الله تعالى: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:79].

فلماذا يا حبيبي في الله الدكتور أحمد الهواري تصدّ النَّاس عن التصديق وإتِّباع الإمام ناصر محمد اليماني وأنت من عُلماء الأمَّة وأنوار منابر بيوت الله، فهل دعوتُكم إلى عبادة الشيطان الرجيم، أم إنَّكم تجدونني أهدي بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد؟ فلمَ تكرهون الحقّ حبيبي في الله؟ أم إنّكم لا تبصرون أساس دعوة الإمام ناصر محمد اليماني ولم تنظروا إلى البصيرة التي يحاج الناس بها الإمام ناصر محمد اليماني حُجّة الله عليكم وحُجّة رسوله وحُجّة المهديّ المنتظَر أن اُحاجّكم بالقرآن العظيم؛ ذكرِكم وذكر العالمين؟ فبأيّ كتاب تريدوني أن أُحاجّكم به حتى تؤمنوا، فهل تعلمون كتاباً هو أصدقُ من كتاب الله قيلاً؟ فأتوني به لأتَّبِعَه إن كنتم صادقين. وقال الله تعالى: {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} صدق الله العظيم [النساء :122].

ولن تجدوا أهدى من القرآن سبيلاً، ولا نزال نُحاجُّكم بآيات كتاب الله المُحكمات فإذ أنتم تصدّون عن اتّباع كتاب الله صدوداً شديداً وتحسبون أنّكم مهتدون! هيهات هيهات.. فوالله ما اهتدى من أعرض عن اتّباع آيات كتاب الله المُحكمات البيِّنات لعالمكم وجاهلكم. وقال الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (35) وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا أُوْلَـَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف]، فلِمَ تصدّون عن الداعي إلى اتّباع آيات كتاب الله المحكمات هُنّ أُمّ الكتاب، أمْ في قلوبكم زيغٌ عن الحقّ؟ فما خطبكم وماذا دهاكم؟

وسبقت إلينا فتوى أنَّ الذي تسبَّب في حجب موقعنا بالمملكة العربيّة السعوديّة أنّهُ الدكتور أحمد الهواري ولكنّي قلت لمن أفتاني: الله أعلمُ فلا نُريد أن نظلم الرجل. وها هي تتكرر الحادثة فإذا بهذا الرجل الذي كان يريد أن يتبرّع لإنشاء قناة الإمام المهديّ يقول إنّ الذي صدّه عن ذلك هو الشيخ الدكتور أحمد الهواري! فيا أيّها الهواري فلتحضر إلينا لتُدافع عن نفسك إن كان الرجل ألقى عليك زوراً وبهتاناً ومن ثمّ يتبيّن لنا أحدكما أنّه لمن شياطين البشر أو كليكما فالله أعلم، فلن أحكم على الهواري حتى يأتي لموقعنا فيعترف إنّه هو من فعل ذلك وأنّ الرجل كان من الصادقين ومن ثم يفتينا الهواري عن سبب الصدّ عن ناصر محمد اليماني حتى ولو لم يكن الإمام المهديّ في نظر الهواري فكيف يصدّ عن رجل يقول ربّي الله ويقول للناس: {اعْبُدُوا اللَّهَ ربّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [المائدة:72]؟.

فهل ترى يا حبيبي في الله الدكتور أحمد الهواري أنّه ينبغي الصدّ عن صاحب هذه الدعوة حتى ولو لم يكن الإمام المهديّ في نظر الهواري؟ أفلا تتّقِ الله الذي يدعوكم إليه ناصر محمد اليماني وما بعد الحقّ إلا الضلال. وقال الله تعالى:

{فَذَلِكُمُ الله رَبُّكُمُ الحقّ فَمَاذَا بَعْدَ الحقّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} [يونس :32].
{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} [غافر:62].
{ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} [الزمر:6].
{أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} صدق الله العظيم [الأعراف:54].

أم أنَّ الهواري يُريد أن يقاطعني فيقول: "ولكنّك تدعو إلى الله بغير بصيرةٍ من الله، وشرط الداعية إلى الله أن يدعو إلى الله على بصيرةٍ من الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} صدق الله العظيم [يوسف:108]".
ومن ثم يرد عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: فهل كان يدعوكم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيحاجّ الناس بكتاب البُخاري ومُسلم أو كتاب بحار الأنوار من مؤلفات البشر الظنية؟ أم كان يدعوكم فيحاجِج الناس بكتاب الله القرآن العظيم؟ وقال الله تعالى:

{‏إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ‎﴿٩١﴾‏ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ‎﴿٩٢﴾}‏ صدق الله العظيم [النمل].

وقال الله تعالى: {‏وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ‏}‏ [الأعراف:204].

وقال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29)} ‏[ص].

{قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ‎﴿١٠٧﴾‏ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا ‎﴿١٠٨﴾‏ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ۩ ‎﴿١٠٩﴾}‏ [الإسراء].

وقال الله تعالى: {‏وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ‏} [المائدة:83].

ولكن الذين يصدّون عن اتّباع كتاب الله القرآن العظيم كانوا كافرين. وقال الله تعالى:
{‏وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ‏} [فصلت:26].

{‏وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا‏}‏ صدق الله العظيم [الفرقان:30].

ولا نزال لم نحكم عليك أنّك من تسبب في إغلاق موقعنا بالمملكة العربيّة السعوديّة، ولا نزال لم نحكم عليكم أنّك من صدَدْت من كان يريد التبرع لإنشاء القناة، فالله أعلم فلا بدّ أن يكون أحدُكم بريئاً، ولا تزال التهمة موجهة للشيخ الدكتور أحمد الهواري حتى يأتي فيعترف أنّه من فعل ذلك ويبيِّن لنا سبب الصدّ عن المهديّ المنتظر أو ينكر أنَّه من أفتى هشام فيصبح هشام هو الكذاب الأشر وليس الدكتور عالِم المنبر وإلى الله تُرجع الأمور يعلمُ خائنة الأعين وما تخفي الصدور، والحمدُ لله أنَّ ذلك المكر لن يزيد أنصار المهديّ المنتظر إلا إيماناً وتثبيتاً على الحقّ المُبين صلى الله عليهم ونبيّه وملائكته ورُسله والمهديّ المنتظر ونسلمُ تسليماً، أولئك صفوة البشريّة وخير البريّة الذين اتّبعوا ذِكر ربّهم فهم يعلمون كيف صارت قلوبهم من بعد اتّباع ناصر محمد اليماني، فقد صارت إذاً ليِّنَة لذكر الله وسرعان ما تنهمر أعينهم بالدمع ممّا عرفوا من الحقّ ويزيدهم البيان الحقّ خشوعاً فذلك هُدى الله يهدي به من يشاء أن يهتدي إلى الحقّ من عباده، والذين أزاغوا عن الحقّ أزاغ الله قلوبهم وأعمى بصائرهم وأصمّ آذانهم وجعل القرآن عليهم عمًى ولا يزيدهم إلا رجساً إلى رجسهم حتى يموتوا بغيظهم وهمهم بما لم ينالوا.

وأما بالنسبة للمكر ضدّ المهديّ المنتظر فأقول لهم ما قاله رسل الله من قبل المهديّ المنتظر: {قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٥٤﴾ مِن دُونِهِ ۖ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ ﴿٥٥﴾ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ ربّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ ربّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [هود].

وأما التبرّع للقناة الفضائيّة فسوف أصبر حتى ينظر الله في الأمر فلا تحرجوني فلن أقبل أن يُهينَني عبدةُ الدرهم والدينار إن أعطوا منها رضوا وإذا لم يعطوا منها فإذا هم يسخطون ويقولون أنّنا نشحت الناس أو ننصب عليهم حين يجدون إعلاناً لطلب التبرع لإنشاء القناة الفضائية فيكفيني ما لاقيتُه من الأذى بسبب ذلك؛ بل إذا شاء الله فسوف يُيَسِّر لعبده إنشاء قناةٍ فضائيةٍ حُرةٍ ينطق عبرها للعالمين بالبيان الحقّ للقرآن العظيم ويُمكِّنه من شرائها إن الله يرزق من يشاء بغير حساب وسوف يهب لي الله من فضله كيف يشاء من غير أن نجعل ذلك إعلاناً في موقعنا لطلب التبرع فقد عزفت نفسي من ذلك وأبت واستغنيتُ بالله الذي يرزق من يشاء بغير حساب الذي آتاني الفصاحة وفصل الخطاب وعلّمني البيان الحقّ للكتاب ذكرى لأولي الألباب.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين ..
الذليل على المؤمنين العزيز على الكافرين؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
________________