Admin
23-03-2010, 02:01 AM
الإمام المهدي ناصر محمد اليماني
29 - جمادى الأولى - 1430 هـ
24 - 05 - 2009 مـ
12:14 صبــاحًا
(بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
(https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=899)https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=899
(https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=899)____________
البيانُ الحقّ لكلمة {حَفِيًّا} ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على النَّبي الأميّ الأمين وآله الطاهرين والتَّابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخي الكريم الذي يُحاجِجُنا بالأخطاء في الكتابة، هل تعلم إن كنتَ من أولي الألباب بأنّ أخطائي في الكتابة سوف تزيد أولي الألباب يقينًا في البيان الحقّ؟ فيقولون: " سبحان الله إنّ جميع العلماء لم يكن لديهم أخطاءٌ في الكتابة، فبرغم علمهم في اللغة والنحو؛ لم يستطيعوا جميعًا أن يأتوا بالبيان الحقّ للقرآن وتبيانِ أسراره كما بيّنه ناصر محمد اليمانيّ". ومن ثمّ يفتيه العقل والمنطق فيقول: "إذًا ناصر محمد اليمانيّ لو كان عَلِمَ القرآن بسبب علمه في اللغة والنحو والإملاء لعَلِمَه مِنْ قَبْلِه علماءُ الأمّة المتفوقون في النحو والإملاء". ومن ثم يخرج بنتيجةٍ منطقيّةٍ فيقول: "إذًا الذي علَّم ناصر محمد اليمانيّ البيانَ الحقّ للقرآن هو الرحمنُ؛ علّمه البيانَ لا شكَّ ولا ريب".
وأتحدّاك أن تحاجِجَنا بخطأٍ في البيان الحقّ للقرآن فتجد فيه باطلًا ما أنزل الله به من سلطانٍ، فإن فعلت فقد جعل الله لك على ناصر محمد اليمانيّ سلطانًا إن وجدتني أقول على الله غير الحقّ من غير سلطان العلم المُلجِم للعالِم والجاهل. ويا أخي الكريم البارع في اللغة فما دمت تعلم اللغة فهل تُعَلِّمنا البيان الحقّ لكلمة: {حَفِيًّا} التي جاءت في قول الله تعالى: {قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [مريم]؟
فأمّا البغوي فقال أنّ البيان الحقّ لقوله: {إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا}، بَرًّا لطيفًا.
ولكن لو تسأل الإمامَ المهديّ الحقّ من ربّكم لَعَلَّمك البيان الحقّ لكلمة: {حَفِيًّا} وأقول لك الحقّ أنّ المقصود بها (عليمًا)، أي: سأستغفر لك ربّي إنه كان بي عليمًا.
ومن ثم سآتيك بالبرهان المُلجِم من القرآن أنّ المقصود بكلمة: {حَفِيًّا}، أي (عليمًا). وأمّا البرهان الحقّ اليقين لمعنى هذه الكلمة فوجدته في قول الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّـهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٨٧﴾ قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿١٨٨﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
فانظر لقول الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّـهِ}، والبيان الحقّ أي: يسألونك كأنك عليمٌ بها، قل إنّما علمها عند الله إلى قوله: {وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ}.
وهكذا يُعَلِّمني الله البيان الحقّ للقرآن فيدلّني على برهان البيان الحقّ المُقنِع فآتيكم به من ذات القرآن، فأهيمن عليكم بالعلم والسلطان، ولو اجتمع كافّة الفطاحلة مِن علماء النحو واللغة والإملاء جميعًا الأحياء منهم والأموات أجمعين لَما استطاعوا أن يأتوا بالبيان الحقّ للقرآن كما أتاكم به المهديُّ المنتظَر الحقّ الإمام ناصر محمد اليمانيّ، ولَهَيمنْتُ عليهم بحُجّة العلم والسلطان المقنع والملجم، وليس ذلك منّي غرورًا - وأعوذُ بالله - بل ثقةٌ من مُعَلِّمي فلا يُوجَد مَن هو أعلم منه أبدًا، وإنّه الله الذي علّم المهديَّ المنتظَر (الإنسان) البيانَ الحقّ للقرآن، ولذلك أعلِّمكم ما لم تكونوا تعلمون.
وكذلك أفتيك بشأنك فإنّي أراك إمّا أنّك مِن الذين يصدّون عن الحقّ صدودًا فقد تبيّن لهم أنّ ناصر محمد اليمانيّ هو المهديّ الحقّ من ربهم، أو أنّك رجلٌ أعمى البصيرة نظرًا لأنّ الله لم يجعل له نورًا في القلب ليُفَرِّق به بين الحقّ والباطل، وإذا أردتَ أخي الكريم أن يجعل الله لك نورًا في قلبك لكي تُبصر به الحقّ والباطل فعليك بتقوى اللهِ والتّوبةِ والإنابةِ إليه واللجوء إليه ليعلّمك الحقّ إذا كنت لا تريد أن تقول على الله إلّا الحقّ تقوى منك أن لا تقول على الله غير الحقّ بما لم تعلم علم اليقين، ومن ثم يفيك الله بما وعدك بالحقّ، تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّـهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٢٧﴾ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّـهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿٢٨﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّـهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].
فاتَّقِ الله أخي الكريم فإنك والله لتصدُّ عن البيان الحقّ للقرآن العظيم، وإنّي أتلقاه بوحي التّفهيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ بل من لدنّ حكيمٍ عليمٍ، وليس بوحيٍ جديدٍ وإنّما يلهمني بسلطان البيان الحقّ من ذات القرآن إنّ ربّي فعالٌ لِما يُريد، وذلك حتى لا يحاجِجَني عالِمٌ من القرآن إلَّا غلبته بالحقّ وهيمنتُ عليه بسلطان العلم، وإذا كان باحثًا عن الحقّ فلن يجد في نفسه حَرجًا ولا كبرياء من الاعتراف بالحقّ ويُسَلِّم تسليمًا.
ويا أخي الكريم، هل تعلم بأنّ أُمِّيّة محمدٍ - صلّى الله عليه و آله وسلّم - جعلها الله بُرهانًا للتّصديق بالحقّ لدى أهل الكتاب من اليهود الذين علموا علم اليقين أنّه ينطق بالحقّ وعرفوا أنّه النّبيّ الخاتم كما يعرفون أبناءهم؟ وسبب هذا الإيمان لديهم هو: لأنّ محمدًا رسول الله أمِّيٌّ فما يدريه بِما جاء من الحقّ في التّوراة وفي الإنجيل وهو ليس من الدّارسين للتّوراة أو للإنجيل؟ فهو أمِّيٌّ لا يقرأ ولا يكتب، ولذلك أيقنوا بالحقّ ثم أعرض شياطين البشر فلم يتخذوه سبيلًا حَسَدًا من عند أنفسهم، وأولئك هم المُبطِلون، وقال الله تعالى: {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].
وليس لأنّه قد بيّن لهم من ناحيةٍ لغويّةٍ التي هي مبلغ علمكم؛ بل لأنّه يقصُّ عليهم أكثَر الذي هم فيه مُختَلِفون في التّوراة والإنجيل، فيفصّله لهم تفصيلًا في القرآن العظيم، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾} صدق الله العظيم [النمل].
وبما أنّهم يعلمون أنّ محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه و آله وسلّم - لبِث فيهم عُمُرًا فلا يعلمون أنّه قرأ أو كتب وحتى إنه لم يدرس العِلم عند أحدهم، فما يدريه بالذي هم فيه مُختَلِفون؟ حتى أتى بحُكمه الحقّ وفصَّله لهم تفصيلًا وهو أمِّيٌّ، فتبيّن لهم أنه حقًا تلقّاه من لدن حكيمٍ عليم، وكذلك يا أخي الكريم الإمام المهدي ناصر محمد اليمانيّ، فما يُدريه بهذا البيان الحقّ المُفصَّل للقرآن العظيم برغم أخطائه الإملائية؟! ومن ثم تفتيكم عقولُكم أنّ ناصر محمد اليمانيّ حقًّا تلقّى البيان الحقّ للقرآن العظيم من لدن حكيمٍ عليم، وما يدريني أين سلطان علمي في القرآن وأنا والله لا أحفظ القرآن، ولا أحفظ منه إلا قليلاً؟! ولربما تودّ الآن أو سواك أن يقاطعني: "كيف كيف كيف؟ ماذا تقول؟! فهل أنت لا تحفظ القرآن؟ وكيف تقول أنّك المهديّ المنتظَر وأنت لا تحفظ القرآن؟!". وأمّا أولو الألباب فسوف يزيدهم ذلك خشوعًا فيقولون: "سبحان مَن عَلَّم إمامنا جميع هذا البيان للقرآن، ويأتي بالسّلطان من ذات القرآن وهو لا يحفظ القرآن! وما يدريه بسلطانه في أيِّ سورةٍ وفي أيِّ آيةٍ في القرآن لولا الله الذي علّمه البيان الحقّ للقرآن". فيزيدهم إيمانًا وتثبيتًا على الصراط المستقيم، وأمّا الذين لا يعلمون ولا يبصرون الحقّ من ربّهم فحتمًا ستزيدهم هذه الفتوى رِجسًا إلى رِجسهم حتى يروا العذاب الأليم.
ولو اجتمع جميع الذين حفظوا القرآن عن ظهر قلبٍ لَما استطاعوا أن يأتوا بالبيان الحقّ للقرآن وتبيان أسراره كما بيّنّاه بالحقّ، ولكن أكثركم لا يتفكّرون من قبل أن يحكموا، بل سُرعان مَن يأتي بالرَّد والمُقاطعة منهم والحُكم مِن قبل أن يعطي لعقله فرصةً ليدرس القضيّة حتى يحكُم بالحقّ فلا يصدّ عن الحقّ، وإنّ الذين لا يتفكّرون أولئك كالأنعام التي لا تتفكّر، ولَم يفرض الله عليكم حفظ القرآن جميعًا؛ بل أمركم بالتدبّر والتفكّر في آياته، تصديقًا لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [ص].
ومن ثم يتيسَّر عليه حفظُه حين يشاء أن يحفظه جميعًا، ومن ثم لن ينساه أبدًا.
وسلامٌ على المُرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخو الأنصار الأبرار السّابقين الأخيار أحباب الرحمن وخليفتُه؛ الإمامُ المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ
29 - جمادى الأولى - 1430 هـ
24 - 05 - 2009 مـ
12:14 صبــاحًا
(بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
(https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=899)https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=899
(https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=899)____________
البيانُ الحقّ لكلمة {حَفِيًّا} ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على النَّبي الأميّ الأمين وآله الطاهرين والتَّابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلامٌ على المُرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخي الكريم الذي يُحاجِجُنا بالأخطاء في الكتابة، هل تعلم إن كنتَ من أولي الألباب بأنّ أخطائي في الكتابة سوف تزيد أولي الألباب يقينًا في البيان الحقّ؟ فيقولون: " سبحان الله إنّ جميع العلماء لم يكن لديهم أخطاءٌ في الكتابة، فبرغم علمهم في اللغة والنحو؛ لم يستطيعوا جميعًا أن يأتوا بالبيان الحقّ للقرآن وتبيانِ أسراره كما بيّنه ناصر محمد اليمانيّ". ومن ثمّ يفتيه العقل والمنطق فيقول: "إذًا ناصر محمد اليمانيّ لو كان عَلِمَ القرآن بسبب علمه في اللغة والنحو والإملاء لعَلِمَه مِنْ قَبْلِه علماءُ الأمّة المتفوقون في النحو والإملاء". ومن ثم يخرج بنتيجةٍ منطقيّةٍ فيقول: "إذًا الذي علَّم ناصر محمد اليمانيّ البيانَ الحقّ للقرآن هو الرحمنُ؛ علّمه البيانَ لا شكَّ ولا ريب".
وأتحدّاك أن تحاجِجَنا بخطأٍ في البيان الحقّ للقرآن فتجد فيه باطلًا ما أنزل الله به من سلطانٍ، فإن فعلت فقد جعل الله لك على ناصر محمد اليمانيّ سلطانًا إن وجدتني أقول على الله غير الحقّ من غير سلطان العلم المُلجِم للعالِم والجاهل. ويا أخي الكريم البارع في اللغة فما دمت تعلم اللغة فهل تُعَلِّمنا البيان الحقّ لكلمة: {حَفِيًّا} التي جاءت في قول الله تعالى: {قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [مريم]؟
فأمّا البغوي فقال أنّ البيان الحقّ لقوله: {إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا}، بَرًّا لطيفًا.
ولكن لو تسأل الإمامَ المهديّ الحقّ من ربّكم لَعَلَّمك البيان الحقّ لكلمة: {حَفِيًّا} وأقول لك الحقّ أنّ المقصود بها (عليمًا)، أي: سأستغفر لك ربّي إنه كان بي عليمًا.
ومن ثم سآتيك بالبرهان المُلجِم من القرآن أنّ المقصود بكلمة: {حَفِيًّا}، أي (عليمًا). وأمّا البرهان الحقّ اليقين لمعنى هذه الكلمة فوجدته في قول الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّـهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿١٨٧﴾ قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّـهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿١٨٨﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
فانظر لقول الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّـهِ}، والبيان الحقّ أي: يسألونك كأنك عليمٌ بها، قل إنّما علمها عند الله إلى قوله: {وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ}.
وهكذا يُعَلِّمني الله البيان الحقّ للقرآن فيدلّني على برهان البيان الحقّ المُقنِع فآتيكم به من ذات القرآن، فأهيمن عليكم بالعلم والسلطان، ولو اجتمع كافّة الفطاحلة مِن علماء النحو واللغة والإملاء جميعًا الأحياء منهم والأموات أجمعين لَما استطاعوا أن يأتوا بالبيان الحقّ للقرآن كما أتاكم به المهديُّ المنتظَر الحقّ الإمام ناصر محمد اليمانيّ، ولَهَيمنْتُ عليهم بحُجّة العلم والسلطان المقنع والملجم، وليس ذلك منّي غرورًا - وأعوذُ بالله - بل ثقةٌ من مُعَلِّمي فلا يُوجَد مَن هو أعلم منه أبدًا، وإنّه الله الذي علّم المهديَّ المنتظَر (الإنسان) البيانَ الحقّ للقرآن، ولذلك أعلِّمكم ما لم تكونوا تعلمون.
وكذلك أفتيك بشأنك فإنّي أراك إمّا أنّك مِن الذين يصدّون عن الحقّ صدودًا فقد تبيّن لهم أنّ ناصر محمد اليمانيّ هو المهديّ الحقّ من ربهم، أو أنّك رجلٌ أعمى البصيرة نظرًا لأنّ الله لم يجعل له نورًا في القلب ليُفَرِّق به بين الحقّ والباطل، وإذا أردتَ أخي الكريم أن يجعل الله لك نورًا في قلبك لكي تُبصر به الحقّ والباطل فعليك بتقوى اللهِ والتّوبةِ والإنابةِ إليه واللجوء إليه ليعلّمك الحقّ إذا كنت لا تريد أن تقول على الله إلّا الحقّ تقوى منك أن لا تقول على الله غير الحقّ بما لم تعلم علم اليقين، ومن ثم يفيك الله بما وعدك بالحقّ، تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّـهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٢٧﴾ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّـهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ ﴿٢٨﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّـهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].
فاتَّقِ الله أخي الكريم فإنك والله لتصدُّ عن البيان الحقّ للقرآن العظيم، وإنّي أتلقاه بوحي التّفهيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ بل من لدنّ حكيمٍ عليمٍ، وليس بوحيٍ جديدٍ وإنّما يلهمني بسلطان البيان الحقّ من ذات القرآن إنّ ربّي فعالٌ لِما يُريد، وذلك حتى لا يحاجِجَني عالِمٌ من القرآن إلَّا غلبته بالحقّ وهيمنتُ عليه بسلطان العلم، وإذا كان باحثًا عن الحقّ فلن يجد في نفسه حَرجًا ولا كبرياء من الاعتراف بالحقّ ويُسَلِّم تسليمًا.
ويا أخي الكريم، هل تعلم بأنّ أُمِّيّة محمدٍ - صلّى الله عليه و آله وسلّم - جعلها الله بُرهانًا للتّصديق بالحقّ لدى أهل الكتاب من اليهود الذين علموا علم اليقين أنّه ينطق بالحقّ وعرفوا أنّه النّبيّ الخاتم كما يعرفون أبناءهم؟ وسبب هذا الإيمان لديهم هو: لأنّ محمدًا رسول الله أمِّيٌّ فما يدريه بِما جاء من الحقّ في التّوراة وفي الإنجيل وهو ليس من الدّارسين للتّوراة أو للإنجيل؟ فهو أمِّيٌّ لا يقرأ ولا يكتب، ولذلك أيقنوا بالحقّ ثم أعرض شياطين البشر فلم يتخذوه سبيلًا حَسَدًا من عند أنفسهم، وأولئك هم المُبطِلون، وقال الله تعالى: {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].
وليس لأنّه قد بيّن لهم من ناحيةٍ لغويّةٍ التي هي مبلغ علمكم؛ بل لأنّه يقصُّ عليهم أكثَر الذي هم فيه مُختَلِفون في التّوراة والإنجيل، فيفصّله لهم تفصيلًا في القرآن العظيم، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦﴾} صدق الله العظيم [النمل].
وبما أنّهم يعلمون أنّ محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه و آله وسلّم - لبِث فيهم عُمُرًا فلا يعلمون أنّه قرأ أو كتب وحتى إنه لم يدرس العِلم عند أحدهم، فما يدريه بالذي هم فيه مُختَلِفون؟ حتى أتى بحُكمه الحقّ وفصَّله لهم تفصيلًا وهو أمِّيٌّ، فتبيّن لهم أنه حقًا تلقّاه من لدن حكيمٍ عليم، وكذلك يا أخي الكريم الإمام المهدي ناصر محمد اليمانيّ، فما يُدريه بهذا البيان الحقّ المُفصَّل للقرآن العظيم برغم أخطائه الإملائية؟! ومن ثم تفتيكم عقولُكم أنّ ناصر محمد اليمانيّ حقًّا تلقّى البيان الحقّ للقرآن العظيم من لدن حكيمٍ عليم، وما يدريني أين سلطان علمي في القرآن وأنا والله لا أحفظ القرآن، ولا أحفظ منه إلا قليلاً؟! ولربما تودّ الآن أو سواك أن يقاطعني: "كيف كيف كيف؟ ماذا تقول؟! فهل أنت لا تحفظ القرآن؟ وكيف تقول أنّك المهديّ المنتظَر وأنت لا تحفظ القرآن؟!". وأمّا أولو الألباب فسوف يزيدهم ذلك خشوعًا فيقولون: "سبحان مَن عَلَّم إمامنا جميع هذا البيان للقرآن، ويأتي بالسّلطان من ذات القرآن وهو لا يحفظ القرآن! وما يدريه بسلطانه في أيِّ سورةٍ وفي أيِّ آيةٍ في القرآن لولا الله الذي علّمه البيان الحقّ للقرآن". فيزيدهم إيمانًا وتثبيتًا على الصراط المستقيم، وأمّا الذين لا يعلمون ولا يبصرون الحقّ من ربّهم فحتمًا ستزيدهم هذه الفتوى رِجسًا إلى رِجسهم حتى يروا العذاب الأليم.
ولو اجتمع جميع الذين حفظوا القرآن عن ظهر قلبٍ لَما استطاعوا أن يأتوا بالبيان الحقّ للقرآن وتبيان أسراره كما بيّنّاه بالحقّ، ولكن أكثركم لا يتفكّرون من قبل أن يحكموا، بل سُرعان مَن يأتي بالرَّد والمُقاطعة منهم والحُكم مِن قبل أن يعطي لعقله فرصةً ليدرس القضيّة حتى يحكُم بالحقّ فلا يصدّ عن الحقّ، وإنّ الذين لا يتفكّرون أولئك كالأنعام التي لا تتفكّر، ولَم يفرض الله عليكم حفظ القرآن جميعًا؛ بل أمركم بالتدبّر والتفكّر في آياته، تصديقًا لقول الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [ص].
ومن ثم يتيسَّر عليه حفظُه حين يشاء أن يحفظه جميعًا، ومن ثم لن ينساه أبدًا.
وسلامٌ على المُرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخو الأنصار الأبرار السّابقين الأخيار أحباب الرحمن وخليفتُه؛ الإمامُ المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ