Admin
07-08-2010, 02:10 AM
الإمام ناصر محمد اليماني
16 - 11 - 1430 هـ
04 - 11 - 2009 مـ
12:04 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ
مشكلتكم هي كمثل مشكلة قوم إبراهيم الذين أعرضوا عن فتوى عقولهم ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين ..
أخي الكريم، رحّب الله بك من فوق سبع سمواتٍ من أعلى عرشه العظيم إن كنت باحثاً عن الصراط المستقيم وتريد أن تتّبع سبيل رضوان الرحمن وتعلّم البيان الحقّ للقرآن، واعلم أنّك لن تتّبع الحقّ أبداً حتى تكون من الذين يعقلون، فلا تكن إمّعة فتتبع الإمام ناصر محمد اليماني الاتّباع الأعمى، كلا ثم كلا.. فلا تتّبع ناصر محمد اليماني ولا أئمّة الشيعة ولا أئمة السُّنّة والجماعة حتى تستخدم عقلك الذي تَمَيَّزَ به البشر عن البقر التي لا تتفكّر، وهل ضلَّت الأُمم الذين من قبلكم إلا بسبب الاتّباع الأعمى للأمم من قبلهم وهم أسلافهم الذين من قبلهم من غير تفكُّرٍ ولا تدبرٍ؟ تُرى هل كانوا مهتدين أم كانوا على ضلالٍ مبين؟ وعليك أن تعلم أنّ العقل البشري إذا رجع إليه الإنسان للاستفتاء أي إنّه يريد من عقله فتوى منطقيّة فسوف تأتي لهم عقولهم بالفتوى الحقّ، ولكن لا يوجد للعقل سلطانٌ على الإنسان حتى من بعد الفتوى، وإنّما إذا أرجع النّاسُ القضية إلى العقل والمنطق الفكريّ فسوف يتلقّون الفتوى من عقولهم كما تلقّى الفتوى قوم إبراهيم: {فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:64].
فانظروا لهذا الحُكم الحقّ بين إبراهيم وقومه: {فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم، والسؤال: من هم هؤلاء الذين حكموا بين رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وقومه؟ والجواب بالحقّ: إن الذين حكموا بين إبراهيم وقومه هم عقول قوم إبراهيم حين احتكموا جميعاً إلى عقولِهم فقالت عقولُهم لأنفسِهم: {فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم، فهذه العقول جعلها الله حكماً بين رسول الله إبراهيم وقومه، فانظروا للحكم الحقّ بين المُختصمين في الأصنام: {فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم، فمن الذي حكم بينهم بهذا الحُكْم الحقّ البصير وليس حُكماً أعمى؟ والجواب: إنّها أبْصارهم حين احتكموا إليها: {فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم، والآن تبيّن لكم البيان الحقّ لقول الله تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} صدق الله العظيم [الحج:46].
وأتينا بالبرهان المبين بأنّكم إذا حكّمتم عقولكم فإنّها لن تعمى عن الحقّ. وأقسمُ بالله العظيم لو تُحكِّموا عُقولَكم لتحكُمَ بيني وبينكم يا معشر من يعارض المهديّ المنتظَر في دعوته إلى البيان الحقّ للذكر، فإنّ الأبصار سوف تحكم بين البشر وبين المهديّ المنتظَر بالحقّ من غير ظُلمٍ فتقول: "إنّكم أنتم الظالمون يا معشر المعرضين عن الذكر المحفوظ من التحريف والتزييف، ثم تستمسكون بما خالفه، فكيف تحسبون أنّكم مهتدون؟" ولذلك تجدون المهديّ المنتظَر دائماً يحترم عقول البشر بكل احترامٍ وإجلالٍ وتقديسٍ للعقل البشري، وذلك لأنّي المهديّ المنتظَر أعلمُ إنّها لا تعمى الأبصار عن الحقّ فإذا تمَّ تحكيم الأبصار بين المهديّ المنتظَر والبشر المُعرضين عن دعوة الاتّباع للذكر من ربّهم فسوف تَجِدون حُكم الأبصار بيني وبينكم هو ذات الحُكم بين رسول الله إبراهيم وقومه: {فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم، فبِالله عليكم ألم تسألوا أنفسكم من هم هؤلاء الذين حكموا بين خليل الله إبراهيم وقومه؟ لأنّ هذا طرفٌ ثالثٌ حَكَمَ بين إبراهيم وقومه {فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم. وكذلك المهديّ المنتظَر يدعو كافة علماء المسلمين وأمتهم إلى تحكيم الأبصار بين المهديّ المنتظَر وعلماء الأمّة المُعرضين عن الذكر وأمّتهم، وأقسمُ بالله العظيم بأنّكم سوف تتلقّون الحُكم من أبصاركم نفس وذات الحكم بين إبْرَاهِيم وقومه {فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم. وتبيّن الآن القول الحقّ: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} صدق الله العظيم.
ويا سبحان الله العظيم! برغم أنّ عقولهم أفتتهُم بالحقّ وحكمت بالحقّ بينهم وبين رسول ربّهم {فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم، ولكنّ السؤال الذي يطرح نفسه: فهل اتّبعوا عقولهم أم اتّبعوا آباءهم؟ والجواب؛ قال الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴿٥١﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴿٥٢﴾ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴿٥٣﴾ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٥٤﴾ قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ ﴿٥٥﴾ قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٥٦﴾ وَتَاللَّـهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ ﴿٥٧﴾ فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ﴿٥٨﴾ قَالُوا مَن فَعَلَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٥٩﴾ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٠﴾ قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ﴿٦١﴾ قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٢﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ ﴿٦٣﴾ فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ ﴿٦٥﴾ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ﴿٦٦﴾ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٦٧﴾ قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ﴿٦٨﴾ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ﴿٦٩﴾ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
ونجدهم قد أعرضوا عن فتوى عقولهم بأنّهم هم الظالمون وليس إبراهيمُ، واتّبعوا آباءهم مُعرضين عن عقولهم التي لا تعمى عن الحقّ ومعرضين عن رسول ربّهم، واتّبعوا آباءهم وأسلافهم الذين من قبلهم وقالوا هم أحكم منّا وأعلم بسرّ عبادة هذه الأصنام، فأدخلوا أقوامهم نار جهنّم، ومن ثم اعترفوا لو أنّهم استمعوا لأبصارهم لما كانوا في أصحاب الجحيم. وقال الله تعالى: {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ﴿٨﴾ قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّـهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ﴿٩﴾ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠﴾ فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [الملك].
إذاً يا معشر علماء المسلمين وأمّتهم، لقد علمنا سبب صمت كثيرٍ من علمائكم وصمتكم عن الفتوى في شأن ناصر محمد اليماني طيلة خمس سنواتٍ وذلك لأنّ عقولكم هي مع الإمام المهديّ من الذين تدبّروا منكم وتفكّروا في البيان الحقّ للذكر، ولكنّ مشكلتكم هي كمثل مشكلة قوم إبراهيم الذين أعرضوا عن فتوى عقولهم في رسول الله إبراهيم واتّبعوا آباءهم وأسلافهم فأردوهم سواء الجحيم.
وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
الداعي إلى استخدام العقل والمنطق والمُحترِم للعقل البشري؛ المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني .
________________
16 - 11 - 1430 هـ
04 - 11 - 2009 مـ
12:04 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ
مشكلتكم هي كمثل مشكلة قوم إبراهيم الذين أعرضوا عن فتوى عقولهم ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين ..
أخي الكريم، رحّب الله بك من فوق سبع سمواتٍ من أعلى عرشه العظيم إن كنت باحثاً عن الصراط المستقيم وتريد أن تتّبع سبيل رضوان الرحمن وتعلّم البيان الحقّ للقرآن، واعلم أنّك لن تتّبع الحقّ أبداً حتى تكون من الذين يعقلون، فلا تكن إمّعة فتتبع الإمام ناصر محمد اليماني الاتّباع الأعمى، كلا ثم كلا.. فلا تتّبع ناصر محمد اليماني ولا أئمّة الشيعة ولا أئمة السُّنّة والجماعة حتى تستخدم عقلك الذي تَمَيَّزَ به البشر عن البقر التي لا تتفكّر، وهل ضلَّت الأُمم الذين من قبلكم إلا بسبب الاتّباع الأعمى للأمم من قبلهم وهم أسلافهم الذين من قبلهم من غير تفكُّرٍ ولا تدبرٍ؟ تُرى هل كانوا مهتدين أم كانوا على ضلالٍ مبين؟ وعليك أن تعلم أنّ العقل البشري إذا رجع إليه الإنسان للاستفتاء أي إنّه يريد من عقله فتوى منطقيّة فسوف تأتي لهم عقولهم بالفتوى الحقّ، ولكن لا يوجد للعقل سلطانٌ على الإنسان حتى من بعد الفتوى، وإنّما إذا أرجع النّاسُ القضية إلى العقل والمنطق الفكريّ فسوف يتلقّون الفتوى من عقولهم كما تلقّى الفتوى قوم إبراهيم: {فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:64].
فانظروا لهذا الحُكم الحقّ بين إبراهيم وقومه: {فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم، والسؤال: من هم هؤلاء الذين حكموا بين رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وقومه؟ والجواب بالحقّ: إن الذين حكموا بين إبراهيم وقومه هم عقول قوم إبراهيم حين احتكموا جميعاً إلى عقولِهم فقالت عقولُهم لأنفسِهم: {فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم، فهذه العقول جعلها الله حكماً بين رسول الله إبراهيم وقومه، فانظروا للحكم الحقّ بين المُختصمين في الأصنام: {فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم، فمن الذي حكم بينهم بهذا الحُكْم الحقّ البصير وليس حُكماً أعمى؟ والجواب: إنّها أبْصارهم حين احتكموا إليها: {فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم، والآن تبيّن لكم البيان الحقّ لقول الله تعالى: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} صدق الله العظيم [الحج:46].
وأتينا بالبرهان المبين بأنّكم إذا حكّمتم عقولكم فإنّها لن تعمى عن الحقّ. وأقسمُ بالله العظيم لو تُحكِّموا عُقولَكم لتحكُمَ بيني وبينكم يا معشر من يعارض المهديّ المنتظَر في دعوته إلى البيان الحقّ للذكر، فإنّ الأبصار سوف تحكم بين البشر وبين المهديّ المنتظَر بالحقّ من غير ظُلمٍ فتقول: "إنّكم أنتم الظالمون يا معشر المعرضين عن الذكر المحفوظ من التحريف والتزييف، ثم تستمسكون بما خالفه، فكيف تحسبون أنّكم مهتدون؟" ولذلك تجدون المهديّ المنتظَر دائماً يحترم عقول البشر بكل احترامٍ وإجلالٍ وتقديسٍ للعقل البشري، وذلك لأنّي المهديّ المنتظَر أعلمُ إنّها لا تعمى الأبصار عن الحقّ فإذا تمَّ تحكيم الأبصار بين المهديّ المنتظَر والبشر المُعرضين عن دعوة الاتّباع للذكر من ربّهم فسوف تَجِدون حُكم الأبصار بيني وبينكم هو ذات الحُكم بين رسول الله إبراهيم وقومه: {فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم، فبِالله عليكم ألم تسألوا أنفسكم من هم هؤلاء الذين حكموا بين خليل الله إبراهيم وقومه؟ لأنّ هذا طرفٌ ثالثٌ حَكَمَ بين إبراهيم وقومه {فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم. وكذلك المهديّ المنتظَر يدعو كافة علماء المسلمين وأمتهم إلى تحكيم الأبصار بين المهديّ المنتظَر وعلماء الأمّة المُعرضين عن الذكر وأمّتهم، وأقسمُ بالله العظيم بأنّكم سوف تتلقّون الحُكم من أبصاركم نفس وذات الحكم بين إبْرَاهِيم وقومه {فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم. وتبيّن الآن القول الحقّ: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} صدق الله العظيم.
ويا سبحان الله العظيم! برغم أنّ عقولهم أفتتهُم بالحقّ وحكمت بالحقّ بينهم وبين رسول ربّهم {فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم، ولكنّ السؤال الذي يطرح نفسه: فهل اتّبعوا عقولهم أم اتّبعوا آباءهم؟ والجواب؛ قال الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴿٥١﴾ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَـٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ﴿٥٢﴾ قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ ﴿٥٣﴾ قَالَ لَقَدْ كُنتُمْ أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٥٤﴾ قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ ﴿٥٥﴾ قَالَ بَل رَّبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَأَنَا عَلَىٰ ذَٰلِكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ﴿٥٦﴾ وَتَاللَّـهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ ﴿٥٧﴾ فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ﴿٥٨﴾ قَالُوا مَن فَعَلَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٥٩﴾ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٠﴾ قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ﴿٦١﴾ قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٢﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ ﴿٦٣﴾ فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىٰ رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ ﴿٦٥﴾ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ﴿٦٦﴾ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٦٧﴾ قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ﴿٦٨﴾ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ﴿٦٩﴾ وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
ونجدهم قد أعرضوا عن فتوى عقولهم بأنّهم هم الظالمون وليس إبراهيمُ، واتّبعوا آباءهم مُعرضين عن عقولهم التي لا تعمى عن الحقّ ومعرضين عن رسول ربّهم، واتّبعوا آباءهم وأسلافهم الذين من قبلهم وقالوا هم أحكم منّا وأعلم بسرّ عبادة هذه الأصنام، فأدخلوا أقوامهم نار جهنّم، ومن ثم اعترفوا لو أنّهم استمعوا لأبصارهم لما كانوا في أصحاب الجحيم. وقال الله تعالى: {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ﴿٨﴾ قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّـهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ﴿٩﴾ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠﴾ فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [الملك].
إذاً يا معشر علماء المسلمين وأمّتهم، لقد علمنا سبب صمت كثيرٍ من علمائكم وصمتكم عن الفتوى في شأن ناصر محمد اليماني طيلة خمس سنواتٍ وذلك لأنّ عقولكم هي مع الإمام المهديّ من الذين تدبّروا منكم وتفكّروا في البيان الحقّ للذكر، ولكنّ مشكلتكم هي كمثل مشكلة قوم إبراهيم الذين أعرضوا عن فتوى عقولهم في رسول الله إبراهيم واتّبعوا آباءهم وأسلافهم فأردوهم سواء الجحيم.
وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
الداعي إلى استخدام العقل والمنطق والمُحترِم للعقل البشري؛ المهديّ المنتظَر الإمام ناصر محمد اليماني .
________________