المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من الإمام المهدي إلى كافة المهديين أحباب الله رب العالمين



Admin
09-04-2010, 04:52 AM
- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
29 - مُحرّم - 1430 هـ
26 - 01 - 2009 مـ
10:16 مــساءً

[ لمتابعة رابط المشاركـة الأصليّة للبيان (https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=1288) ]


https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=1288
ــــــــــــــــــــــ

من الإمام المهديّ إلى كافة المهديّين أحباب الله ربّ العالمين ..

بسم الله الرحمن الرحيم، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [المائدة:54].

كما أوحى الله إلى أنصار الإمام المهديّ من قبل أن يبعثني الله، فأوحى الله إلى من يشاء منهم أنّه المهديّ، ولكن ظنَّ كثيرٌ منهم أنّه لربما يكون الإمام المهديّ المنتظَر ولكنّ هذا ظنٌ والظنّ لا يُغني من الحقّ شيئاً؛ بل أوحى الله إليه أنه المهديّ (أي المهديّ إلى المهديّ المنتظَر الحقّ)؛ بمعنى أنّ الله جعله من المهديّين إلى عَلَم الهدى للعالمين فيهدون الناس إلى المهديّ المنتظَر الحقّ من ربِّهم وأولئك من وزراء الإمام المهديّ، ولكن ما هي الحكمة من هذا الوحي إلى من يشاء الله منهم فيشعر في نفسه أنّه المهديّ؟ وذلك لكي يقوم بالبحث عن الحقّ لأنّه يهمه شأن الإمام المهديّ ولعله يكون هو الإمام المهديّ المنتظَر ولكنهم لا يُكلِّمون النّاس بما شعروا به في أنفسهم فإن تجاوزهم ذلك فإلى صديقٍ يثقون به لأنه سوف يكتم سرّهم، وبعض منهم لا يتجاوزه هذا التكليم بالتفهيم أنّه المهديّ ويستحي أن يُكلّم أحداً به وذلك لأنه غير واثقٍ من نفسه أنّه المهديّ، وإنما يشعر في نفسه وكأنّه المهديّ برغم أنّ الذي أوحى إلى أنفسهم إنّه الله بالتكليم بوحي التفهيم إلى قلبه أنّه المهديّ ولم يوحِ الله إليه بأكثر من ذلك إلا أنّه المهديّ فقط؛ أي المهديّ إلى عَلَم الهدى؛ أي المهديّ إلى المهديّ المنتظَر الحقّ بمعنى أنّ الله جعله من المهديّين الذين يهدون الناس إلى المهديّ المنتظَر الحقّ. ولكن ما هي الحكمة الإلهية من هذا الوحي إلى قلوبهم فيوحي لكل منهم لعلّه المهديّ؟ وذلك حتى يهتمّوا بشأن المهديّ المنتظَر فيقوموا بالبحث عن الحقيقة عن أنفسهم وليس عن الإمام المهديّ، وذلك لأنهُ يظنّ كلٌّ منهم أنه الإمام المهديّ حتى إذا وجدوا الإمام المهديّ الحقّ من ربِّهم ومن ثم يوحي الله إليهم كما أوحى إلى الحواريين. وقال الله تعالى: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:111].

وجاء هذا الوحي من الله إلى الحواريّين حين قال المسيح عيسى ابن مريم منْ أنصاري إلى الله؟ وقال الله تعالى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمْ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ(52) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ(53)} صدق الله العظيم [ال عمران].

وكذلك يوحي الله إلى وزراء الإمام المهديّ بعد أن بحثوا وعثروا على الحقّ؛ حتى إذا وجدوه فيوحي الله إليهم مرةً أخرى بأنّ هذا هو المهديّ المنتظَر الحقّ، وأمرهم أن يهدوا الناس إليه، وهؤلاء يُسمّون عند الله بالمهديّين نسبة إلى الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ كما يُسمى المصدِّقين بالنّبي الأمّي صلى الله عليه وآله وسلم بالأميّين نسبةً إلى النّبيّ الأمّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكذلك المهديّين؛ (حزب الإمام المهديّ الحقّ). وهؤلاء لم يوحِ لهم الشيطان بل الذي أوحى إليهم إنّه الله، ولم يوحِ إليهم إلا بشيءٍ واحدٍ وهو أن يشعر أحدهم أنه المهديّ، والحكمة من ذلك لكي يهتم بهذا الشأن فيقوم بالبحث، وكلما سمعوا بشخصٍ من أولياء الشياطين يدّعي أنّه الإمام المهديّ فيقومون بالبحث عمَّا يقول ومن ثم لا تطمئن إليه قلوبهم فيعود الظنّ إلى أنفسهم لكلٍّ منهم أنه المهديّ، والحكمة من ذلك لكي يواصل البحث عن الحقّ حتى إذا وجدوا المهديّ المنتظَر الحقّ ومن ثم يأتي الوحي من الله إليهم أن يكونوا المهديّين للعالمين إلى الإمام المهديّ الحقّ من ربهم فيكونوا على ذلك لمن الشاهدين. كما ترونهم يفعلون فيدعون الناس إلى الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليماني، ولذلك سمّاهم الله بالمهديّين أي المهديّين إلى عَلَم الهُدى للعالمين (الناصر لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الإمام ناصر مُحمد اليماني)، ولكنّ هذا الوحي ليس لكافة الأنصار بل لمن يشاء الله من الأنصار الوزراء المهديّين إلى الإمام المهديّ الحقّ من ربِّهم وعكسهم يوحي إليهم الشياطين بأنه الإمام المهديّ ويجعله يكلِّم الناس ولا يستحي ويجعله يُأوِّل القرآنَ على هواه دون أي سُلطان بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً كتأويل أحمد الحسن اليماني لقول الله تعالى: {وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} صدق الله العظيم [فصّلت:12].

وقال أحمد الحسن اليماني:
أن البيان الحقّ لهذه الآية؛ إن المصابيح هم الرسل والأنبياء وأما قوله وحفظاً قال أنهم الرسل والأنبياء يحفظون أتباعهمانتهى بيانه بغير الحقّ. وهؤلاء هم المهديّون إلى الإشراك ويخرجون الناس من النور إلى الظُلمات؛ أولئك الذين تتخبّطهم الشياطين فأوحوا إليهم بغير الحقّ ولستم أنتم يا معشر المهديّين حزب الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين ناصر محمد اليماني؛ بل أنتم أحباب الله ربّ العالمين وهو الذي أوحى إليكم ما أخبرتكم به ولربما لم يتجاوز هذا النبأ لأنفسكم، وأعلم أنها أحزنتكم بعض بياناتي من قبل هذا البيان لأنّكم خشيتم أنّها كانت تتخبّطكم مسوس الشياطين فتقولون لقد وجدنا في بيانات ناصر محمد اليماني تعريفاً عن المهديّين الذين وسوست لهم الشياطين بغير الحقّ، فيقول أحدكم لقد كنت منهم وقد أنقذني الله من هذا الوسواس أنّي المهديّ بالمهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين ناصر محمد اليماني، ولكنه يخشى أنّ مس الشيطان لا يزال يتخبطه! ومن ثم أرد عليكم وأقول لكم: حاشا لله ربّ العالمين بل هو الله الذي أوحى إلى قلوب من يشاء من الأنصار من قبل عصر الحوار إلى قلب أحدهم أنّه المهديّ، وها هو توضّح لكم الحقّ من ربِّكم أنّكم حقاً المهديين إلى المهديّ المنتظَر الحقّ ناصر محمد اليماني، أفلا ترون أنّكم تهدون الناس إلى المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين الإمام ناصر محمد اليماني وتحاجّونهم بسلطان العلم الذي علّمكم الإمام المهديّ الحقّ من ربكم؟ ولذلك أشهدُ الله أنّ الله سمّاكم بالمهديّين حزب الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين؛ بل أنتم صفوةٌ من صفوةٍ.. وصفوة البشرية المؤمنون، وصفوة المؤمنين المُتقون، وصفوة المُتقين الأنصار السابقون الأخيار أحباب الله ربّ العالمين من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} صدق الله العظيم [المائدة:54].

ولكني أُفتي أنّ هذا الإيحاء ليس لكافّة أنصاري؛ بل لمن يشاء الله منهم وهم يعلمون أنّهم لم يخبروني من ذلك شيئاً أبداً، ولربما بعضهم لم يتجاوز هذا السر نفسه، فمن الذي علّمني بذلك؟ فذلك هو وحيُ التّفهيم من ربّ العالمين بما أوحى إليكم من قبل أن تعلموا بدعوة الإمام ناصر محمد اليماني. ولكنّي سوف أقول لكم شيئاً وأرجو أن تنتبهوا إليه: إنّ هذا الإيحاء لم أقل أنّه لا بدّ أن يحدث لكافة أنصاري أبداً بل لمن شاء الله منهم، ولكنّي سوف أقول لكم شيئاً إنّي لا أعلم هل قد انضم لهذه الزُمرة من الوزراء إلى أنصاري أم إنّهم لم يعلموا بوجودي بعد؟ وأقول الله أعلم هل قد انضموا؟ غير أني أعلم بواحدٍ منهم ولم يخبرني، وإنّما علمت ذلك من خلال رؤيا قصّها علينا فعلمت أنّه كان يظنّ أنّه الإمام المهديّ ثم هداه الله إلى الحقّ ولم أخبره إلى حدّ الآن بهذا ولم يخبرني أنّه كان يظنّ أنّه الإمام المهديّ وهو أحد الأنصار، وأجبرني على هذا البيان لأني ضحكت ذات مرةٍ وأنا وحدي وسوف أخبركم بما أضحكني: وذلك لأنّي تذكرت أني كتبت في بياناتي تعريفاً للمهديّين الذين توسوسُ لهم الشياطين بغير الحق فيدّعي كلُّ واحدٍ منهم أنّه الإمام المهديّ ويأتي بتفسير للقرآن بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، ولكنّي لم أضحك من هؤلاء المهديين المُفترين الذين تتخبّطهم مسوس الشيطان بل الذي أضحكني هم المهديّون الحقّ من ربّ العالمين، فحين يطّلعون على الفتوى في بياني عن المهديّين الذين يتخبّطهم مُسوس الشياطين فقلت أكيد سوف يظنّ أنصاري الذين أوحى الله إليهم بالحقّ فسوف يقول: "في نفسه إنّي كنت من هؤلاء وكنت أظنّ نفسي المهديّ ولكن بيّن ناصر محمد اليماني أنّ ذلك وسوسة شيطان رجيم، ولكني أخشى أنّ هذا المسّ لا يزال يتخبّطني". فيستعيذ بالله كثيراً، وذلك ما أضحكني لأنّه لم يتخبّطه شيطانٌ بل حقاً أوحى الله إليه أنّه المهدي؛ أي من المهديّين للعالمين إلى المهديّ الحقّ من ربّ العالمين؛ وهم حقاً (المهديّون) نسبةً لقائدِهم الإمام المهديّ.

وما أريد قوله إنّ وحي التفهيم يبقى ظنّاً حتى يأتي الدليل على أنّه وحيٌّ من الرحمن وليس من الشيطان، وها هو أتاكم الدليل أنّه كان وحياً إليكم من الرحمن وليس من الشيطان فأنتم تعلمون أنّكم لم تخبروا ناصر محمد اليماني بذلك.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
قائد المهديين؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ

Admin
25-04-2013, 04:22 PM
- 2 -
الإمام ناصر محمد اليماني
01 - صفر - 1430 هـ
27 - 01 - 2009 مـ
10:50 مساءً
ــــــــــــــــــــــ



يا معشر المهديِّين إنكم تنقسمون إلى ثلاثٍ كما علّمني الله بالقرآن العظيم..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
يا معشر المهديِّين في العالمين، إني أراكم في القرآن العظيم من بعد ما تبيّن لكم الحقّ سوف تنقسمون إلى ثلاث جماعاتٍ:
1- فمنهم ظالمٌ لنفسه عرف الحقّ وأعرض عنه ويرى أنه خيرٌ وأعلم، فظلم نفسه.
2- ومنكم صدَّق واكتفى بالتصديق ولم ينفق وأولئك المُقتصدون المؤمنون بأنّ ناصر محمد اليماني المهديّ المنتظَر ولكنهم لم يرقوا إلى درجة اليقين بشأن ناصر محمد اليماني ولذلك اكتفوا بالتصديق ولم ينفقوا خوفاً أن لا يكون هو المهديّ المنتظَر.
3- ومنكم أحباب الله الموقنين السابقون بالخيرات صدَّقوا وأنفقوا نُصرةً للحقّ من ربّ العالمين وفازوا بحُب الله وقربه ورضوان نفسه وكذلك الذين لا يجدون ما ينفقون؛ أولئك صفوة المهديِّين أحباب الله ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الحقّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ ﴿31﴾ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [فاطر].

فأمّا الذين ظلموا أنفسهم، فكلٌ منهم استمر في عقيدته الأولى بأنّه هو المهديّ المنتظَر وأنّه ليس من المهديِّين إلى المهديّ المنتظَر، أولئك سبب فتنتهم عرش الخلافة كما كانت فتنة إبليس ولذلك لم يسجد لآدم بالطاعة لأنه يرى أنّه أولى من آدم بالخلافة وخيرٌ منه وأعلم، وغضب من الله لماذا يُكَرِّم آدم عليه فهو يرى أنّه أولى بالخلافة من آدم ويرى أنه خيرٌ من آدم، ولذلك لم يسجد له برغم أنه يعلمُ أنّ آدم خليفة الله المصطفى، وزاغ عن الحقّ ثم أزاغ الله قلبه ولعنه وطرده من رحمته، ولو قال ربِّ اغفر لي لوجد الله غفوراً رحيماً، ولكنه قد أخذته العزّة بالإثم وطلب من الله أن يُنِظره فيؤخِّره ليصدّ عن الحقّ وهو يعلم أنّه الحقّ ويدعو للباطل وهو يعلم أنّه الباطل، ثم أجابه الله ليزداد إثماً ويبتلي به عباده. وقال الله تعالى: {قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا ﴿62﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

وسبب عدم سجود إبليس لآدم هو عدم رضوانه باصطفاء الله لآدم ويرى أنّه خيرٌ وأولى، وأما الملائكة الذين كانوا يعتقدون أنّ خليفة الله سوف يصطفيه الله منهم فبرغم أنّهم لم يكونوا راضين باصطفاء آدم ليس بزعمهم أنه سيفسد فيها ويسفك الدماء، وإنما ذلك تحججٌ منهم بل يرون أنهم أولى، ولذلك قالوا: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} صدق الله العظيم [البقرة:30].

بل يرون أنهم أولى، وهو المقصود من قولهم: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ} أي ألسنا أحقّ أن تصطفي خليفتك من الملائكة {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}؟ ولكنهم سجدوا طاعة لله وخشية منه. وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِّن طِينٍ ﴿71﴾ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿72﴾ فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴿73﴾ إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿74﴾ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ ﴿75﴾ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴿76﴾ قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ ﴿77﴾ وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَىٰ يَوْمِ الدِّينِ ﴿78﴾ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿79﴾ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ ﴿80﴾ إِلَىٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ﴿81﴾ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿82﴾ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴿83﴾ قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ ﴿84﴾ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿85﴾} صدق الله العظيم [ص].

ويا معشر المهديِّين من الذين أورثهم الله علم الكتاب إنّ منكم ظالمٌ لنفسه، وأوحى الله إليه إنّه المهديّ أي المهديّ إلى علم الهدى وكان يظنّ نفسه أنّهُ علم الهدى بذاته المهديّ المنتظَر خليفة الله ربّ العالمين! حتى إذا تبيّن له أنّه ليس إلا من المهديِّين إلى المهديّ المنتظَر خليفة الله ربّ العالمين ومن ثم لم يرضَ بالحقّ بعد ما تبيّن له أنّه الحقّ من ربه، وقال كما قال إبليس: {أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ} واستكبر وأبى السجود لخليفة ربّه المُصطفى حتى غضب الله عليه ولعنه ثم ازداد إصراره على الباطل ولم يقل ربّي اغفر لي ولو قال ذلك لوجد الله غفوراً رحيماً، ولكنه قال: {رَبِّ فَأَنظِرْنِي}، أي أَخِّرني وذلك من باب التحدي للعداء لخليفة ربِّه وذريته ليُضلَّهم عن الصراط المُستقيم. ومن ثم جعله الله إماماً للكُفر يدعو إلى الكفر وهو يعلم أنّه على باطل ثم وعده الله ومن تبعه بنار جهنم. تصديقاً لقول الله تعالى: {قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ ﴿84﴾ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ ﴿85﴾} صدق الله العظيم [ص].

ويا معشر المهديِّين، إنّ كرسي الخلافة الشاملة ذو درجةٍ لا تنبغي إلا أن تكون لعبدٍ واحدٍ من عباد الله الصالحين، ولكنّ لها شرطٌ وحتى ولو اصطفى الله عبداً ولم يعلم بحقيقة شرطها فحتماً سوف يفشل ولن تدوم له كما ذهبت من آدم وتذهب منه إلى سواه إلى من هو أهل لها، ولها وسيلة في الكتاب وظنّ عباد الله المُقربين من الأنبياء والمرسلين والصدِّيقين أنّ شرطها أن يكون أحبّ عبدٍ وأقربَ عبدٍ لربّ العالمين، وظنوا كذلك أنّ الوسيلة هي أن يكون أحبّ عبدٍ وأقرب عبدٍ إلى ربه ولذلك تنافسوا على درجة الحُبّ والقرب من ربّهم. وقال الله تعالى: {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} صدق الله العظيم [الإسراء:57]. والبيان لقوله تعالى: {وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ﴿٥٧﴾}؛ أي يرجون جنته ويخافون ناره.

ويا معشر الطامعين في درجة الخلافة الشاملة للأولى والآخرة فيتمنّون الفوز بها أُقسم بالله ربّ العالمين لو اصطفى الله أحدكم لما دامت له ويذهبها الله منه إلى سواه إلاَّ من يعبد الله كما ينبغي أَن يُعبد. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمْ لِلْإِنسَانِ مَا تَمَنَّىٰ ﴿24﴾ فَلِلَّـهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَىٰ ﴿25﴾} صدق الله العظيم [النجم].

والبيان الحقّ لهذه الآية أنّ الذي عبد الله كما ينبغي أن يُعبد فقد حقّق الهدف الذي خلقه الله من أجله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿56﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

ولذلك سوف يؤتيه الله ملكوت الأولى والآخرة ومن ثم يفتدي بالبعوضة فما فوقها من الملكوت، بمعنى لو أدخل الله كُل شيء في رحمته إلا بعوضةً واحدةً أخرجها الله عن ملكوت هذا العبد لتكون في نار جهنم ومن ثم يقول الله تعالى لهذا العبد إنّ هذه البعوضة قد حكمنا عليها بالخلود في نار جهنم إلا أن يفتدي هذه البعوضة بما فوقها من الملكوت كله، ثم يعلم الله ويشهد بأن هذا العبد لن يحزن شيئاً على عرش الملكوت؛ بل سوف يفرح فرحاً كبيراً ويكبِّر الله تكبيراً ثم يقول: "إنّي أُشهِدك ربّي أنّي افتديتُ هذه البعوضة من عذاب الخلود في نار جهنم بما آتيتني من الملكوت كُله عن طيب نفسٍ وانشراح صدرٍ من غير أسىً ولا حُزنٍ شيئاً، وأنت على ذلك لمن الشاهدين".

فلماذا يا معشر المُتقين الذين لن يملكوا من الرحمن خطاباً يوم القيامة، فهل منكم من يشتري بعوضةً بالملكوت كُله؟ حتماً لا. ولكنّي أُقسم بالله الذي لا أعبدُ سواه أنّي لا أتوقف عند ذلك؛ بل لو يقول لي ربي بعد أن افتديت بعوضة بالملكوت كُله ثم يأبى ويقول: بل افتديها بنفسك أنت واقذف بنفسك في نار جهنم حتى إذا قذفت بنفسك في سواء الجحيم في نار جهنم ومن ثم سوف يخرجها ربّك فور أن تُلقي بنفسك في نار جهنم ثم يخرجك ويحقق هدفك النّعيم الأعظم فيكون ربك راضياً في نفسه.
وأقسم بالله العلي العظيم البر الرحيم الذي يحيي العظام وهي رميم أني سوف أفعل ذلك لو لم يتحقق هدفي إلا بذلك، ومنه التثبيت على ذلك. والله على ما أقول شهيد ووكيل، فلماذا وقد رضي الله عني وجعلني خليفته على ملكوت كُلّ شيء من البعوضة فما فوقها وآتاني ملكوت الدنيا والآخرة، فماذا أبغي بعد ذلك في نظركم؟ ولكني أعلم بنعيمٍ هو أعظم من ذلك كله؛ أقسمُ بالله ربّ العالمين، وهو أن يكون الله راضياً في نفسه وليس مُتحسراً على عباده، وإني لستُ مُتحسراً على عباد الله بل حسرتي من حسرة من هو أرحم بعباده من عبده الله أرحم الراحمين، وليس افتداء البعوضة رحمةً مني؛ بل لتحقيق الهدف فيكون الله راضياً في نفسه، وذلك هو النّعيم الأعظم بالنسبة لي والله على ما أقول شهيدٌ ووكيلٌ، فهل منكم من سوف يفعل ذلك؟ وفي ذلك سرّ الوسيلة للإمام المهديّ خليفة الله على الملكوت كُله من البعوضة فما فوقها الذي سوف يهدي الله به الناس أجمعين إلا شياطين الجنّ والإنس الذين علموا أنّه الإمام المهديّ الحقّ من ربّهم فلما رأوه زُلفةً سِيئَت وجُوههم لأنهم يعلمون أنّ هلاكهم قد اقترب ما دام بَعَثَ اللهُ الإمامَ المهديّ الحقّ من ربّهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَـٰذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ ﴿27﴾} صدق الله العظيم [الملك].

وما هو هذا الذي كانوا به يدَّعون؟ إنها المهدِّية بغير الحقّ عن طريق الممسوسين من الشياطين الذين يَؤُزّونَهم بأَنّ يدَّعي كُلٌ منهم أنّه الإمام المهديّ على مرّ العصور حتى إذا رأوه زلفةً ببعث الإمام المهديّ {وَقِيلَ هَـٰذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ} أي هذا هو الإمام المهديّ الذي كنتم به تدّعون فمنهم من اتّبع الحقّ ومنهم من أخذته العزّة بالإثم وحسبه جهنّم وبئس المهاد.

ويا نسيم، لا تكن كمثل الشيطان الرجيم الذي أخذته العزّة بالإثم ولا تقل كما قال شياطين البشر سمعنا وعصينا فأنت جزء من هدفي وغايتي وأقسمُ بربّ العالمين لو يخيّرني الله ما بين دخولك جهنم أو أفتديك بدرجة الخلافة الشاملة لافتديتك بها، فكيف لا أفتديك بها وأنا سوف أفتدي بها حتى بعوضة بما فوقها من الملكوت أجمعين! وذلك لأنّ درجة الخلافة ليست غايتي شيئاً؛ بل غايتي هو نعيمٌ أعظم من نعيم الآخرة والأولى وهو أن يكون الله راضياً في نفسه ليس مُتحسراً على عباده.

ويا أخي نسيم، أرأيت لو عصاك ولدك سنين عدداً ومن ثم ألقيتَ به أنت في نار جهنم فهل تراك سوف تقعد مسروراً بذلك؟ حاشا لله، إنَّ حسرتك على ولدك ستكون كُبرى مهما عصاكَ فما بالك بحسرة من هو أرحم بولدك منك الله أرحم الراحمين؟ فسلني عن الرحمن فأخبرك بحاله فأنا العبد الخبير بالرحمن وأنا عبده الخبير به فقد وجدته ليس سعيداً في نفسه فكلما بعث الله رسولاً يدعو قومه إلى الحقّ فيكذِّبونه ومن ثم يهلكهم الله ببأسٍ شديد من لدنه بالحقّ من غير ظُلمٍ ومن ثم يلقي بهم الملائكةُ في نار جهنم، فهل ترى الله سعيداً بذلك؟ كلا وربّي إنَّهُ حزينٌ ومُتحسرٌ على عباده الذين يصطرخون في نار جهنم ويقول في نفسه قولاً لا تسمعه ملائكته المقربون عنده ولا أحدٌ في السماوات والأرض من بعد أن يهلكهم فيسكت غضبه ويذهب غيظه، ومن ثم يقول: {يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿30﴾ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ ﴿31﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴿32﴾} صدق الله العظيم [يس].

إذاً يا أحباب الله ربّ العالمين، إن كنتم تُحبّون الله فهل يرضيكم أن تستمتعوا بالنعيم والحور العين وأنتم تعلمون أنّ الله غير راضٍ في نفسه بسبب ظلم عباده لأنفسهم؟ وعَلِمَ الله بأَنَّ عبده الإمام المهديّ حَرَّمَ جنة النّعيم على نفسه حتى يكون الله راضياً في نفسه، ولكن الله لا يكون راضياً في نفسه حتى يجعل الناس أمةً واحدةً على الهُدى، ومن أجل تحقيق هذا الهدف سوف يبعث الله كافة الذين كَذَّبُوا بالحقّ من ربّهم فأهلكهم من قومِ نوح فما بعدهم فإنّهم إليكم عائدون لكي يجعل الله الناس أمّةً واحدةً على الهُدى تكريماً لعبده الإمام المهديّ، رحمة الله التي كتب على نفسه إلا من أبى رحمة الله بعدما تبيّن له أنّه الحقّ من ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الحقّ مِن ربّهم ۖ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّـهُ بِهَـٰذَا مَثَلًا ۘ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا ۚ وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴿26﴾ الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿27﴾ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّـهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ۖ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿28﴾} صدق الله العظيم [البقرة]. فلا تكن منهم يا نسيم واتبّعني أهدِك صراطاً مُستقيماً.

ويا معشر الباحثين عن الحقّ، فهل تؤمنون أنّ المهديّ المنتظَر سوف يهدي الله من أجله الناس أجمعين إلا الشياطين الذين علموا أنّه الحقّ من ربّهم فزادهم رجساً إلى رجسهم وأصَرُّوا على استكبارهم حسداً من عند أنفسهم بعدما تبيّن لهم أنّه الحقّ من ربّهم وينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض؟ وكما تعلمون أولئك هم شياطين البشر الذين إن يروا سبيل الحقّ لا يتَّخذونه سبيلاً وإن يروا سبيل الغي والباطل يتَّخذونه سبيلاً ويحرِّفون كلام الله من بعد ما عقلوه، ولو أنهم استغفروا الله لذنوبهم واعترفوا بالحقّ لوجدوا لهم رباً غفوراً رحيماً مهما كانت ذنوبهم، وأقسمُ بالله العلي العظيم لو يتوب إبليس إلى الله متاباً لوسعته رحمة الله الذي وسع كُل شيءٍ رحمةً وعلماً، إلا من أبى رحمة الله.

يا عباد الله من الجنّ والإنس، لقد أَنزل الله إليكم البُشرى برحمته لكم أجمعين إلا أن ترفضوا عرض الله، ولم يقل يا معشر الجنّ أو يا معشر الإنس بل جعله نداءً إلى عباده أجمعين. وقال الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿53﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ ربّكم وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿54﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

ومن أصدق من الله حديثاً يا عباد الله؟ أفلا ترون ما أعظم رحمة ربّكم وأنّه حقاً أرحم الراحمين، وأقسمُ بالله العلي العظيم إنّ هذا النداء الشامل يشمل حتى إبليس الشيطان الرجيم فهو ضمن عباد الله فقد وعدكم الله بالتوبة وأن يغفر ذنوبكم جميعاً دون أن يستثني ذنباً واحداً؛ بل الذنوب جميعاً شرط أن تنيبوا إلى ربّكم وتسلموا له. وعليه فإني أدعو كافة عباد الله من الجنّ والإنس وشياطين الجنّ والإنس إلى الإسلام والتوبة والإنابة إلى ربّهم فيغفر لهم جميع ذنوبهم ويبدِّلهم بحسنات العفو، فأيّ نعمة هذه ومن الذي سوف يقول لكم ذلك غير من هو أرحم بعباده من آبائهم وأمهاتهم الله أرحم الراحمين، أفلا يستحق أن تتعافوا يا عباد الله من أجله؟

وأشهد الله وكفى بالله شهيداً بأنّي الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين قد عفوت عن جميع من قد ظلمني في هذه الحياة قربةً لربي طمعاً في تحقيق رضوان نفسه، ومن كان يحب الله فلكل دعوى برهان فليعفُ معي عن عباد الله فيما اقترفوه من ذنبٍ في حقه الشخصي وتجدون الله أكرم منكم وهو خير الغافرين فيقول لكم يا عبادي لستم أكرم من ربّكم؛ بل أنا خير الغافرين قد غفرت للذين عفوتم عنهم من أجل ربّكم فعفا الله عنهم من أجلكم وهداهم.

وأشهد الله أني قد عفوت عن أخي الكريم نسيم عسى الله أن يهديه إلى ما يحبه له ويرضاه، وعفوت عن جميع الذين شتموني أو أساءوا إلينا في عصر الحوار من قبل الظهور ورفعتُ عنهم الحجب عن عضويتهم أجمعين سواءً كانوا من الباحثين عن الحقّ أو الشياطين، وإنّما عفوت عنهم في حقي الشخصي ولا أستغفر لهم في حق الله وإنّما لعلّ الله يهدي من يشاء منهم من أجل عبده ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

أخو عباد الله المُنيبين إليه؛ رحمة الله التي كتب على نفسه إلا من أبى الدخول في رحمة الله بعدما تبيّن له أنّه الحق؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــــ

Admin
25-04-2013, 04:22 PM
- 3 -
الإمام ناصر محمد اليماني
02 - صفر - 1430 هـ
28 - 01 - 2009 مـ
01:57 صباحاً
ـــــــــــــــــــــــ


إلى علم الجهاد وقبيله نسيم ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين والتابعين للحقِّ إلى يوم الدين، وبعد..
ويا معشر المهديِّين، الذين يدعون الناس إلى اتّباع علم الهدى للعالمين فحاجّوهم بالحُجّة التي جعلها الله لكم عليهم أو لهم عليكم ولم يجعل الله الحجّة في الرؤيا في المنام أو التخييل السحري للعارض من الشياطين في العلم أو في الحلم ابتلاءً للتمحيص لما في الصدور من البيان الحقّ للذكر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلِيَبْتَلِيَ اللَّـهُ مَا فِي صُدُورِكُمْ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران:154].

وتصديقاً لقول الله تعالى: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} [العنكبوت:49]؛ حجّة الله على مُحمدٍ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وعلى قومه وعلى الناس أجمعين إنه القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿44﴾} صدق اللـه العظيم [الزخرف].

ولا أظن هذه الآية تحتاج إلى بيانٍ فهي من المُحكمات من أمّ الكتاب في القرآن العظيم؛ بمعنى أنّ القرآن حجّة للعالِم على طالب العلم أو حجّة لطالب العِلم على العالِم فلا يتَّبِعُه حتى يأتي بسلطان عِلمه من محكم القرآن العظيم، بمعنى أنّ القرآن حجّة لكم أو عليكم إن كنتم به مؤمنين. ولكني أزيدكم علماً أنّ حجّة الله عليكم هي آيات القرآن المُحكمات أمّ الكتاب البينات فاتَّبِعُوهُنَّ تهدكم إلى صراطٍ مُستقيم ولا تَتَّبِعُوا ظاهر المُتشابه الذي يخالف للمحكم في ظاهره ويختلف تأويله عن ظاهره لو كنتم تعلمون، ولكن الله أمركم بالاستمساك بمحكمه واتباعه فيهديكم إلى صراطٍ مُستقيمٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿7﴾} صدق الله العظيم [آل عمران]، ومن ثمّ نعلم من خلال هذه الآية المُحكمة بأنّ الله أمركم باتّباع المُحكم من آيات أمُّ الكتاب وعدم اتّباع المُتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله وأمركم فقط بالإيمان به أنه من عند الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم.

ولكن إذا كنتم من المهديِّين فسوف تُسلمون للحقِّ تسليماً، وأما إذا كنتم ممن توسوس لهم الشياطين فسوف تحاولون أن تقودوا الإمام المهديّ ليستلهم علمه من علمكم وذلك حتى تضلّوا الأمّة عن الصراط المُستقيم عن طريق ناصر محمد اليماني كما حاول الذين من قبلكم أن يضلّوا الأمّة عن طريق محمد رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم وكاد أن يركن إليه شيئاً قليلاً لولا أن ثبّته الله، وهيهات وهيهات إن كنتم تريدون ذلك فسوف أفتيكم أن هذا مُستحيلٌ كاستحالة اجتماع النور والظُلمات، فهل ترون أنّه من الممكن أن تجتمع النور والظلمات؟ طبعاً مُستحيل وكذلك يستحيل أن أتّبعكم أو أن أستَّهل علمي منكم فلا تُضَيِّعوا وقتكم ووقتي إذا كان هذا هدفكم هو فتنة الإمام المهديّ الحقّ إذاً لافتريتُ على الله بغير الحقّ ولاَتخَذتُموني خليلاً إذا كنتم من شياطين البشر، وأنا لن أحكم عليكم بذلك بل أعتبركم الآن من الأنصار تحت الاختبار ولكن أنصاري مُطيعون لأمري ويُسلمون للحقِّ تسليماً أما أنتم فلم أرَ التسليم بعد منكم للحقِّ يا نسيم، ولذلك فلا أزال أشك في أمركم.

ويا معشر الأنصار، لربما تُبتلون من الشياطين بمحاولاتٍ كثيرةٍ لصدّكم عن الصراط المُستقيم بمعارضات سحريّة في العلم أو في الحلم، فتذكَّروا شيئاً واحداً أنّ ليس ذلك حجّتكم على الأُمّة لو يفتنكم الشياطين عن الحقّ بعد إذ هداكم الله إليه وما بعد الحقّ إلا الضلال.

ويا معشر المهديِّين، اشهدوا لله شهادة الحقّ اليقين أنّي الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم خاتم خُلفاء الله أجمعين وكما أفتيتكم ولا أزال أفتيكم وأُحَذِّرَكَم أنّ الله لم يجعل حُجّتي عليكم قسمي ولا حُلمي بمنامي ولا قسمي بعلمي أنّي رأيت في السماء أو في الأرض كذا وكذا؛ بل الحُجّة الحقّ هي البيان الحقّ للذِّكر، فإن غلبني علم الجهاد طريد أو نسيم أو أحد من العالمين بالبيان الحقّ للقرآن العظيم هو أهدى من علمي وأقوم سبيلاً فقد أذهب الله حُجتي إليه وجعل الله له الحجّة على ناصر محمد اليماني، وإن كان ناصر محمد اليماني هو المُهيمن عليهم بسلطان العلم حتى يُسلِّموا تسليماً فليس لهم الخيرة من الأمر وليس لهم إلا حقّ التشاور.

وما دام نسيم يفتي بأنّه أعلم من الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليماني فسوف أقول: يا معشر الأنصار كونوا شهداء بالحقّ، وأقول له أن يأتيني بعلمه من ذات القرآن العظيم ولن أشرط عليه من مُحكمه أو متشابهه؛ بل يكفيني أن يقول : قال الله تعالى، فيحاجِجَني بكلام ربي، وهنا يتبيّن له هل هو حقاً أعلمُ بالقرآن ممن آتاه الله عِلْمُ الكتاب فهذا مخالف للناموس الحقّ يا نسيم أن تكون أَعلَم من خاتم خلفاء الله أجمعين.

وسبق وأن حظرتك بنفسي ومن ثم رفعت عنك الحظر برغم أنّي لأول مرة أحظر أحداً حسب علمي، وسبب حظرك نظراً لأني أُجادلك في موضوع فإذا أنت تذهب بعيداً وتكتب كلاماً فارغاً ومضيعة للوقت ليس إلا، وأشهد الله أني أشكّ في أمركم ولم يطمئن قلبي إليكم يا نسيم ويا علم الجهاد طريد ولكني لن أُصَدِّقكم ولن أُكَذِّبَكُم ولن أطردكم وإن ظننتم بأنكم سوف تفتنوني عن الحقّ لكي أفتري على الله غيره فأتَّبِع أهواءكم فهيهات هيهات. وأحذر جميع الأنصار أن تفتنوهم عن الحقّ وسبق وأن بيّنا شأن المهديِّين ومن بعد البيان سوف يتبيّن لنا المهديِّون الذين اعترتهم مسوس الشياطين ممن أوحى الله لقلوبهم من المهديَّين من وزراء الإمام المهديّ الحقّ.

فأمّا طائفةً فسوف تُسَلِّم للحقِّ تسليماً ولن يزيدهم البيان إلا إيماناً وتثبيتاً فهم يعلمون أنّهم ما قط أخبروني بشيءٍ عن أمرهم هذا بما في أنفسهم ثم يُطَهِّرَهَم الله من طائف الشيطان تطهيراً، وأمّا الآخرون فسوف يصدِّقون شرط أن يكونوا هم المهيمنون على ناصر محمد اليماني ويستهلّ علمه منهم، وكأنهم أبناء الله أو أَحِبَّاؤُهُ حسب زعمهم! ولذلك لا بدّ أن يكون الإمام المهديّ يستهل علمه منهم! فهيهات هيهات. وأقسم ُ بالله أنّي أعلم ما ترمون إليه ولا يزال بأنفسكم من خلال ما تكتبون وسوف أقول لكم قولاً مختصراً مفيداً هو إن كنتم صادقين فسلموا للحقِّ تسليماً فيكون مثلكم كمثل الأنصار السابقين الأخيار.

وأُحرّم على الأنصار الحوار معكم حواراً شخصيّاً حتى يتبيّن لي شأنكم بلا شكٍّ أو ريبٍ وأُحذِّرهم فتنتكم وأقول لهم شيئاً بالوضوح: والله العظيم البَرُّ الرحيم أنّي أشك أنكم من معشرٍ يهوديٍّ! ولكن لا مشكلة ممن تكونون أهم شيء بيني وبينكم هو التسليم لكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم الكتاب ولن أحَاججكم بغير كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ وما عندي غير ذلك أبداً، وكلا ولا ولن أرضى بهما بديلاً، ولن أتبع أهواءكم والخزعبلات التي ما أنزل الله بها من سلطان.

و يا علم الجهاد، فالتزم بالحوار من كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ حتى ولو كنت إبليس ذاته فلن أحظر عضويتك وسوف أُحاورك ولكن بدون مراوغةٍ فحين آتيك ببيان آيةٍ وتراه بياناً باطلاً عليك أن تأتيني بالبيان الحقّ في شأنها بعلمٍ أهدى من علمي وأحسن تأويلاً، أما أن تعرض عنها فَتُضَيِّع وقتي بكتاباتك الطويلة والتي جميعها كلاماً فارغاً ومضيعةً للوقت فسوف نجعل لطائرك رجل من أقصى المدينة يسعى على عُضوِيَّتَك سلطاناً وما ضَره ما شتمته به شيئاً وشكى إلينا ذلك وقلنا له أن يصفح وقال سمعاً وطاعةً؛ أولئك من الذين اصطفاهم الله وزراء مكرمين خير رجال العالمين فلا أسمح لك أبداً أن تشتمه شيئاً وآمرك بالأمر أن تحترمه إن كنت من الأنصار المُنَفِّذِين للحقّ.

وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــ