المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ردّ الإمام المهديّ إلى الزُمرد لكل قوم هاد لقد بلغت المُراد وآل بيتك فاثبتوا ثبوت الأوتاد



Admin
15-12-2010, 05:28 AM
- 1 -
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
08 - 01 - 1432 هـ
15 - 12 - 2010 مـ
05:28 صباحاً

[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ] (https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=10499)
(https://https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=10499)https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=10499 (https://https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=10499)
_________






ردّ الإمام المهديّ إلى الزُمرد: لكل قوم هاد لقد بلغت المُراد وآل بيتك فاثبتوا ثبوت الأوتاد..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وكافة المُرسلين إلى البشر من قبله وآلهم الأطهار والسابقين الأنصار لرسل ربهم والمهديّ المنتظَر وجميع المُسلمين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، ولا نُفرق بين أحدٍ من رُسله ونحن لهُ مُسلمون، ولهُ أسلم من في السماوات والأرض ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه، وسلامٌ على المُرسلين بدين الإسلام من الجنّ والإنس، والحمدُ لله ربّ العالمين..

سلام ُالله عليكم أيها "الزُمرد" وآل بيته، فقد بلغت المُراد ولكلّ قوم هاد فاثبتْ على الحقّ ثبوت الأوتاد، واصبر على أذى العباد ولا تدعو عليهم وما صبرك عليهم إلا بالله ومن أجل الله يحبك الله ويقربك الله، وسلامُ الله عليكم أحبتي في الله الباحثين عن الحق المُحترمين، وكذلك الذين انضمّوا إلى ركب الأنصار السابقين الأخيار أولي الأبصار في عصر الحوار من قبل الظهور ويصلِّ عليهم الله وملائكته والمهديّ المنتظَر وأُسلمُ تسليماً على المؤمنين الذين أخرجهم الله من الظُلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيماً..

ولربّما يودّ أحد المؤمنين أن يقاطعني فيقول: "يا أيها الإمام ناصر محمد اليماني إني أراك تُصلي وتُسلم على المُسلمين وتسلمُ عليهم تسليماً فأخذتني الدهشة كوني لا أعلمُ أنّ الصلاة والسلام إلا على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: ولكن الله وملائكته لا يصلون فقط على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} صدق الله العظيم [الأحزاب:43].

ولربّما يودّ أحد المؤمنين أن يقاطعني فيقول: "يا أيها الإمام ناصر محمد اليماني أفلا تفتِنا عن المقصود بصلاة الله وملائكته على المؤمنين؟". ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: أما صلاة الملائكة على المؤمنين فهو التضرع بالدُعاء إلى ربهم ليغفر للمُسلمين في الأرض ويرحمهم. وقال الله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} [غافر:7].

وقال الله تعالى: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم [الشورى:5].

وأما صلاة الله على المؤمنين فهو إجابة الدُعاء من ملائكته ليغفر للمؤمنين ويرحمهم، فيستجيب الله فيغفر لهم ويرحمهم فهو أرحم بعباده من عبيده. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} صدق الله العظيم، فهو سُبحانه من يلهم ملائكته أن يتضرعوا إلى ربهم ليغفر للمؤمنين الذين اتبعوا الحق من ربهم. وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} صدق الله العظيم.

ويا أيها الضيف الزُمرد، لقد بلغت المُراد ولكل قوم هادٍ فارسخ على الحقّ رسوخ الأوتاد ونادِ علماء الأمّة وكُبار البشر، وقلْ:
يا معشر علماء الأمّة وخُطباء المنابر ومُفتيي الديار وكُبار البشر الذين مكنكم الله في الأرض لتأمرّن بالمُعروف وتنهون عن المُنكر فإني أُبشركم ببعث المهديّ المنتظَر خليفة الله الواحد القهار جاءكم بقدر مقدور في الكتاب المسطور من قبل مرور ما تسمونه بالكوكب العاشر، وهو يدعو المُسلمين وكافة العالمين إلى اتباع الذكر المحفوظ من التحريف القرآن العظيم والاحتكام إليه، ويدعو كافة عُلماء الدين من المُسلمين والنصارى واليهود إلى الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن ليحكم بينهم من محكم القرآن العظيم فيما كانوا فيه يختلفون، وما عليه إلا أن يستنبط لهم حكم الله بينهم من محكم كتابه القرآن العظيم شرط على الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني أن يستنبط لكم حكم الله بينكم فيما اختلفتم فيه في الدين من آيات الكتاب المُحكمات البينات هُنّ أمّ الكتاب.

يا قومنا أجيبوا داعي الله للاحتكام إلى كتابه القُرآن العظيم المحفوظ من التحريف، ولا تكونوا أول كافر بدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فتكونوا من المُعذَّبين لئن أعرضتم عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم، فسوف يغضب الله عليكم كما غضب على فريق من الذين أوتوا الكتاب إذ دعاهم محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فأعرضوا عن دعوة الحقّ من ربهم. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ وَهُمْ مُعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:23].

وإنما دعاهم محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى الاحتكام إلى القرآن العظيم ليحكم بينهم منه فيما كانوا فيه يختلفون. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} صدق الله العظيم [النمل:76].

يا قومنا أجيبوا داعي الله ولا تتبعوا ملّة فريق من أهل الكتاب المُعرضين عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فيُسحِتكم بعذاب يومٍ عقيمٍ، ومالكم ألا يعذبكم الله لئن أعرضتم عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم؟ فلا تكونوا أول كافرٍ بدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن وأنتم به مؤمنون، وكذلك الفريق من أهل الكتاب الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم كذلك كانوا به مؤمنين ولكنهم أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فرد الله عليهم. وقال الله تعالى: {قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:93].

وقال الله تعالى: {وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ} صدق الله العظيم [آل عمران:69].

فلا تتبعوا ملّتهم يا عُلماء المُسلمين وأمّتهم، ولا تكونوا مثلهم إذ أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم برغم أنهم ليعلمون أنه الحقّ من ربهم، فلا تكونوا مثلهم كون سبب إعراضهم عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القُرآن العظيم أنّهم يريدون من محمدٍ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يتّبع أهواءهم وسوف يصدِّقونه في بعض آيات الكتاب في القرآن العظيم إلا ما خالف لما لديهم في التوراة، فهم يريدون من النّبيّ أن يتبع أهواءهم وافتراءهم المكذوب على الله في التوراة، وأما ما وافق لما لديهم في القُرآن فوعدوه أنهم سوف يؤمنون به إلا ما خالف في القرآن لما لديهم، ومن ثم ردّ الله عليهم. وقال الله تعالى: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:85].

كونهم يريدون أن يُحِلّوا ما حرّم الله في محكم كتابه القرآن العظيم ويحرِّموا بعض ما حرّم الله في محكم كتابه، وإنما تلك كانت سياسةً خبيثةً علّهم يفتنون محمد رسول الله عن بعض ما أُنزل إليه في القرآن العظيم، ومن ثم جاء الأمر من الله والتحذير إلى رسوله. وقال الله تعالى: {وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:49].

وكاد جدّي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أن يركن إليهم شيئاً قليلاً فيوافقهم على طلبهم أن يؤمنوا فيتبعوا لما أنزل في القرآن العظيم إلا ما جاء مخالفاً لما لديهم في التوراة، ولكن ما خالف لمحكم القُرآن العظيم في التوراة أو في الإنجيل فهو مفترًى من عند غير الله؛ بل يريدون أن يجعلوا التوراة غير المحفوظة من التحريف الذي كتبوه فيها افتراءً من عند أنفسهم ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون، ومن ثم جاء الرد من الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة:41].

وقال الله تعالى: {وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِ‌يَ عَلَيْنَا غَيْرَ‌هُ ۖ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا ﴿٧٣﴾ وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْ‌كَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴿٧٤﴾ إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرً‌ا ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].

فهم يريدون أن يجعلوا التوراة هي المرجع للقرآن وما خالف في التوراة لمحكم القرآن فيقولون لا يعلمُ تأويله إلا الله، فهم لا يكفرون بتنزيله فيقولون أنّ محمداً رسول الله افتراه، وإنما يقولون لا يعلم بتأويل تلك الآية المخالفة إلا الله مهما كانت محكمة، فلن يتبعوها فهم يريدون أن يتبعوا المُفترى المخالف المزيف في التوراة من عند أنفسهم، وهو حُكم الطاغوت المُفترى في التوراة بأمر من الطاغوت الشيطان الرجيم، فهم يعلمون أنّ ذلك الحكم المُفترى في التوراة المخالف لما في القرآن هو من عند غير الله مُفترًى في التوراة وكتبوه بأيديهم بأمر من الشيطان الأكبر الطاغوت فهو يريد أن يضلّ المُسلمين عن طريق شياطين البشر عن الحقّ من ربهم في محكم القُرآن العظيم، ولذلك قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ‌ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِ‌يدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُ‌وا أَن يَكْفُرُ‌وا بِهِ وَيُرِ‌يدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴿٦٠﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَإِلَى الرَّ‌سُولِ رَ‌أَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا ﴿٦١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

فهم لا يريدون الاحتكام إلى القرآن العظيم كونه سوف يفضح افتراءهم في التوراة من عند أنفسهم برغم أنهم يزعمون أنهم مؤمنون بالقرآن العظيم ولكن لهم شرط أن تكون التوراة هي المرجع، ولذلك جاء التحذير الشديد من ربّ العالمين إلى جدي محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ومن اتَّبعه. وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَ‌حُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ۖ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ‌ بَعْضَهُ ۚ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْ‌تُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّـهَ وَلَا أُشْرِ‌كَ بِهِ ۚ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ ﴿٣٦﴾ وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَ‌بِيًّا ۚ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّـهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

ويا أيها الزُمرد لكلّ قومٍ هاد، وأنا الإمام المهديّ بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد، فما أشبه الليلة بالبارحة يا معشر علماء الأمّة ومُفتيي الديار، فكذلك أنتم لم تجيبوا داعي الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم كون بعضه مُخالفاً لما لديكم في الأحاديث والروايات، فهذا يعني أنكم اتّبعتم ملّة فريقٍ من أهل الكتاب حتى ردّوكم من بعد إيمانكم كافرين. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:100].

بل حذَّر الله نبيّه أن يجيب طلبهم كونهم يريدون أن تكون التوراة هي المرجع، فما وافق فيها القرآن آمنوا بما وافق من القرآن في التوراة، وأما ما خالف للقرآن فهم لا يكذبون النبيّ، وإنما يقولون لا يعلمُ بتأويله إلا الله! فيريدون من النّبيّ عليه الصلاة والسلام أن يتبع لما في التوراة بمعنى أنهم يريدون أن يجعلوا التوراة هي المرجع للقرآن برغم أنهم يعلمون أنّ القرآن جعله الله هو المرجع للتوراة والإنجيل والمهيمن عليهم بالحقّ فما خالف فيهما لمحكم القرآن فهو باطل، ولكنهم يريدون أن يضلوا النّبيّ الأمّي وأمّته، ولذلك جاء التحذير من الله إلى نبيّه عليه الصلاة والسلام بالفتوى أنّ القُرآن هو المرجع والمُهيمن على التوراة والإنجيل، ويحذَّره الله أن يتبع المُفترى من عند غير الله في التوراة والإنجيل أو في عُرف الجاهلية المُخالف لما أنزل الله فهو كذلك من عند الطاغوت. وقال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْ‌عَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَ‌اتِ ۚ إِلَى اللَّـهِ مَرْ‌جِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٤٨﴾ وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْ‌هُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِ‌يدُ اللَّـهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرً‌ا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ﴿٤٩﴾ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

فانظروا لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾} صدق الله العظيم، كون الله هو الحَكَمُ وإنما يأمر الله نبيه أن يستنبط لهم حكم الله من محكم كتابه المُفصل من الآيات المُبينات لآيات أخرى في الكتاب. وقال الله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

وبرغم أنّ عُلماء أهل الكتاب ليعلمون علم اليقين أنّ القرآن كتاب منزَّلٌ من ربّ العالمين ولكن فريقاً منهم للحقّ كارهون مهما كانت الآية محكمة في محكم كتاب الله القرآن العظيم. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

فلا تتبعوا ملّة الفاسقين الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم بسبب أنّ القُرآن تُخالف آياته البينات عن حكم الطاغوت المُفترى، ولذلك فهم عنها مُعرضون.

ويا عُلماء المُسلمين وأمّتهم ما كان للإمام المهديّ الحقّ من ربكم أن يتبع أهواءكم يا من اتّبعتم لكثيرٍ مما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم بحجّة أنه لا يعلم تأويله إلا الله، فلا تفتروا على الله فيُسحِتكم بعذاب من عنده كون الله لم يقل أنّ القُرآن لا يعلمُ بتأويله إلا الله بل يقصد آيات الكتاب المتشابهات هُنَّ فقط لا يعلمُ بتأويلهن إلا الله والراسخون في علم الكتاب يُعَلِّمهم الله بتأويل المُتشابه من القرآن، ولكن آيات الكتاب المتشابهات ليس إلا بنسبة 10% من آيات الكتاب، ولم يأمركم ألله أن تتبعوا ظاهر المُتشابه من القرآن فتضلوا ضلالاً بعيداً كون لهُ تأويل غير ظاهره فلا يعلمُ بتأويله إلا الله والراسخون في العلم يعلمهم الله بتأويله؛ الذين يتقون الله فلا يقولون على الله ما لا يعلمون، ولكن يا قوم وتالله ما أمركم الله بالاحتكام إلى آيات الكتاب المتشابهات كونهن لسن آياتٍ بيّناتٍ فلم يجعلهن الله الحجّة عليكم بل أمركم الله بالاحتكام إلى آيات الكتاب البينات لعالمكم وجاهلكم وكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ منكم. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:99].

وتلك هُنّ آيات الكتاب المُحكمات هُنّ أمّ الكتاب آيات بينات لعالمكم وجاهلكم لكلّ ذي لسانٍ عربيٍّ منكم، فأمركم الله أن تتبعوهن وأن لا تتبعوا ظاهر الآيات المتشابهة التي لا يعلم بتأويلهن إلا الله، فاتقوا الله فلا يكن في قلوبكم زيغٌ عن الحقّ البيّن في محكم آيات الكتاب البينات فتذروهن وراء ظهوركم وتتبعوا ظاهر آيات الكتاب المُتشابهات، إذاً في قلوبكم زيغٌ عن الحقّ يا من اتبعتم متشابهه وتركتم محكمه. وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُوْلُوا الأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [آل عمران:7].

وأما كيف تستطيعون التمييز بين آيات الكتاب المحكمات وآيات الكتاب المتشابهات؟ فالأمر يسير لأولي الألباب منكم الذين يتدبرون آيات الكتاب فسوف يجدون أنّ آيات الكتاب المحكمات تأتي في قلب وذات الموضوع آية بينة لعالمكم وجاهلكم، وأما آيات الكتاب المتشابهات فهي تحتاج إلى تأويل، ولكنكم ضللتم عن آيات الكتاب البينات فحكمتم بغير ما أنزل الله في مُحكم كتابه واتبعتم الذين افتروا على الله أنه لم يبين حُكم الزاني والزانية في القرآن العظيم برغم أنّ حُكم الله على الزاني والزانية في محكم الكتاب لهو من أشدُ آيات الكتاب بياناً وتوضيحاً لعالمكم وجاهلكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {سُورَ‌ةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَ‌ضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُ‌ونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَ‌أْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِ‌كَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِ‌كٌ ۚ وَحُرِّ‌مَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [النور].

فمن هم الزاني والزانية؟ فأنتم تعلمون أنّ الزاني هو الذي يرفثُ إلى امرأة لم تكن حليلةً له، فهذا هو تعريف الزنى إنّه كان فاحشة وساء سبيلاً، ولكنكم جعلتم الزنى ينقسم إلى جزئين اثنين الزاني المتزوج والزاني الأعزب، وكأن المتزوج يحمل زوجته على ظهره أينما ذهب في بلاد العالمين كونكم ترجمون الزاني المتزوج لأنه زنى وهو متزوج فحكمتم عليه رجماً بالحجارة حتى الموت، وأمّا الأعزب فهو معذور في نظركم لأنه ليس متزوجاً!
ومن ثم يقيم الإمام المهديّ عليكم حُجة العقل والمنطق، فإذا كان رجلاً من المُسلمين مُغترب في أي دولة أخرى عدد سنين فأتى فاحشة الزنى، فماذا سوف تحكمون عليه كون زوجته ليست بجانبه؟ أم إنكم سوف تأتون بحدٍّ له من عند أنفسكم؟ أفلا تتقون الله ربّ العالمين؟ ألم يبيّن الله لكم حدّ الزنى في محكم كتابه القرآن العظيم؟ فلماذا جعلتم الزنى نوعين اثنين افتراءً على الله؟ فلم يقل الله تعالى أنّ الزنى نوعان اثنان؛ بل الزنى هو أن يأتي الزاني الفاحشة مع امرأة ليست حليلةً له أي ليست زوجته، فلماذا جعلتم الزنى نوعين اثنين وجعلتم لهُ حدين اثنين! ولكني الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أشهدُ الله شهادة الحقّ اليقين أن الزنى هو أن يأتي أحدكم الفاحشة مع امرأة ليست زوجته شرعاً سواء يكون الزاني متزوجاً أم عازباً فلا فرق في ارتكاب الفاحشة شيئاً، ولم يجعل الله العزّاب معذورين ليعتدوا على أعراض الناس كونهم ليسوا متزوجين، أفلا تتقون؟

ويا أُمّة الإسلام كونوا شهداء على عُلمائكم إن استطاعوا أن يدحضوا حُجة ناصر محمد اليماني عليهم بالحقّ فيثبتون أنّهم لم يضلّوا عن الصراط المستقيم، ويثبتون أنّ ناصر محمد اليماني هو من ضلّ عن الصراط المستقيم! فقد أصبح الإمام ناصر محمد اليماني كذَّاباً أشراً وليس المهديّ المنتظَر لئن استطاعوا أن يقيموا الحجّة على الإمام ناصر محمد اليماني حصرياً من القُرآن العظيم كون الذين يتبعون افتراء الشياطين سوف يقول: "إنما تُنكر الرجم وعذاب القبر أيها المهديّ المنتظَر المزعوم بحجّة أنّ الرجم وعذاب القبر ليسا موجودَين في محكم الذكر"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ المنتظَر وأقول: ألا والله لو لم يكن حدّ الزنى في محكم الكتاب قد فصله الله تفصيلاً وكذلك العذاب البرزخي من بعد الموت قد فصّله الله في محكم الكتاب تفصيلاً لما أنكرته شيئاً لو كان في السُّنة النّبويّة ولم يأتي مخالفاً للحدود التي أنزلها الله في محكم كتابه، وإنما يريد المفترون أن يصدّوكم عن اتباع حكم الله في محكم كتابه وإليكم فتوى المهديّ المنتظَر بالبيان المختصر من محكم الذكر عن حدّ الزنى في محكم الكتاب، وأقول: قال الله تعالى: {سُورَ‌ةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَ‌ضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُ‌ونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَ‌أْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾ الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِ‌كَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِ‌كٌ ۚ وَحُرِّ‌مَ ذَٰلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [النور].

فهذا هو حدّ الزُناة من الأحرار الذكر والأنثى حداً سواءً لكل منهما مائة جلدة سواء يكون الزاني متزوجاً أم عازباً، وأما حدّ العبد أو الأمَة فحدهم سواء خمسين جلدة لكل منهما سواء تكون الأمَة متزوجة أم غير متزوجة فحدها في محكم الكتاب خمسين، وحتى تعلمون علم اليقين أنّ حدّ الزُناة من الأحرار هو مائة جلدة سواء تكون محصنة بالزواج أو عزباء فحدها كذلك مائة جلدة، وحتى يبين الله لكم ذلك حكم الله أن على الأمَة المحصنة بالزواج إذا زنت فعليها نصف حدّ الحرّة المتزوجة لكي تعلموا أن حدّ الزنى هو واحد للأحرار مائة جلدة سواء يكونون عزاباً أم متزوجين، ولذلك قال الله تعالى: {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:24].

وهُنا بيّن الله لكم أن حدّ الزنى هو حقاً مائة جلدة للأحرار سواء يكونون عزاباً أم متزوجين، وأما العبد والأمَة هو النصف من ذلك خمسين جلدة سواء يكونون عُزاباً أم متزوجين، ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد علماء الأمّة ويقول: مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني لقد ثبت عن الثقات رواية ماعز والغامدية، فيقول:
[عن بريدة رضي الله عنه أن ماعز بن مالك الاسلمي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني ظلمت نفسي وزنيت، وإني أريد ان تطهرني فرده، فلما كان من الغد أتاه، فقال: يا رسول الله إني زنيت فرده الثانية، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم الى قومه، فقال: أتعلمون بعقله بأسا؟ أتنكرون منه شيئا؟ قالوا: ما نعلمه الا وفيّ العقل، من صالحينا في ما نرى، فأتاه الثالثة، فأرسل اليهم أيضا، فسأل عنه فأخبره أنه لا بأس به ولا بعقله، فلما كان الرابع حفر له حفرة، ثم أمر به فرجم. قال: فجاءت الغامدية، فقالت: يا رسول الله اني زنيت فطهرني، وأنه ردها، فلما كان الغد، قالت: يا رسول الله لم تردني؟ لعلك أن تردني كما رددت ماعزاً، فوالله اني لحبلى، قال: «أما لا، فاذهبي حتى تلدي”، قال: فلما ولدت أتته بالصبي في يده كسرة خبز، فقالت: هذا يا رسول الله قد فطمته، وقد أكل الطعام، فدفع الصبي الى رجل من المسلمين، ثم أمر بها فحفر لها الى صدرها، وأمر الناس فرجموها، فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتنضخ الدم على وجه خالد فسبها، فسمع نبي الله سبه إياها، فقال:”مهلاً يا خالد! فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس (وهو الذي يأخذ الضرائب) لغفر له” رواه مسلم. ثم أمر بها فصلى عليها، ودفنت. وفي رواية فقال عمر يا رسول الله رجمتها ثم تصلي عليها! فقال: (لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة وسعتهم، وهل وجدت شيئاً أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل]
ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: فهل يقبل الله التوبة عن عباده فيغفر لهم؟ ومعلوم جوابكم سوف تقولون: قال الله تعالى: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى}صدق الله العظيم [طه:82].

ومن ثم يقيم الإمام المهديّ عليكم بالحُجة وأقول فهل تمّ القبض على ماعز والغامدية وهم متلبسون يرتكبون الفاحشة؟ ومعلوم جوابكم سوف تقولون لم يكن عليهم شهداء بالزنى ولم يعلم بزناهم أحد؛ بل تابوا إلى الله متاباً وجاءوا إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ليخبروه بتوبتهم إلى ربّهم وليحكم فيهم بما أنزل الله.

ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: وكيف يقيم عليهم حدّ الله من بعد توبتهم؟ فكيف يخالف محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حكم الله على التائبين؟ حتى لو كانوا مفسدين في الأرض قتلة مُجرمين فتابوا إلى ربهم من قبل أن تقدروا عليهم فقد تقبل الله توبتهم ورفع عنهم حدوده في الكتاب، فكيف يقيم الله عليهم الحد من بعد أن تقبّل توبتهم سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً؟ تصديقاً لقول الله تعالى: {مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ‌ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْ‌ضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُ‌سُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرً‌ا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْ‌ضِ لَمُسْرِ‌فُونَ ﴿٣٢﴾ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِ‌بُونَ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْ‌ضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْ‌جُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْ‌ضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَ‌ةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٣٣﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُ‌وا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿٣٤﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾}صدق الله العظيم [المائدة].

فكيف يخالف محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أمر ربه في محكم كتابه على التائبين من قبل أن تقدروا عليهم فلا حدّ عليهم من بعد التوبة. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِ‌بُونَ اللَّـهَ وَرَ‌سُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْ‌ضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْ‌جُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْ‌ضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَ‌ةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٣٣﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُ‌وا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم.

ويا معشر علماء الأمّة إنّ شأن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لخطير لو كان على ضلالٍ مبينٍ فعليكم الذود عن حياض الدين وعدم إضلال المُسلمين ولا ينبغي لكم الصمت عن الحقّ بحجّة عدم إشهاره، فتلك حكمةٌ خبيثةٌ وسبب حكمتكم الخبيثة أنكم تعرضون عن حوار من يتزعم له فرقة جديدة فتتهرّبون من حواره بحجّة عدم إشهاره فبئس الحكمة حكمتكم، أفلا تعلمون أنكم عندما تحاورونه فتقيمون عليه الحجّة بسلطان العلم إن كان الحقّ هو معكم أنّكم سوف تفقدونه أنصاره فيتركوه كونه تبين لهم أنّ الله لم يؤيّده بسلطان العلم كون علماء الأمّة قد أقاموا عليه الحجّة بسلطان العلم ثم يذهب أنصاره من بين يديه فيتركونه فيقولون: "وتالله لقد كدت تردينا لولا أن أنقذنا علماء المُسلمين"، ولكن للأسف أن بسبب حكمتكم الخبيثة أنكم تتهرّبون من حواره بحجّة عدم إشهاره وبسبب هذه الحكمة الخبيثة ظهرت فرقٌ جديدةٌ في المُسلمين مرقت من الدين كما يمرق السهم من القوس، فأحلّ لهم الضالون المُضلين أن يقتلوكم فيتفجرون عليكم تفجيراً وأنتم إخوانهم المُسلمون، فإذا لم يحلّ الله لهم قتل الكافرين الذين لم يحاربونهم في الدين فكيف يُحلّ الله لهم قتل إخوانهم المُسلمين؟ أفلا تتقون الله؟ بل سبب ظهور تلك الفرق هو بسبب تهرّبكم من الحوار مع زعماء تلك الفرق الجديدة بحجّة عدم إشهارهم، فهاهم اشتهروا في العالمين وشوهوا الدين والمُسلمين في نظر العالمين حتى صدَّق العالم افتراء اليهود على المُسلمين أنّهم مجرمون سفاكون لدماء الناس بحجّة عدم دخولهم في دينهم! ونعوذُ بالله أن نكون من الجاهلين، فلا إكراه في الدين ولم يأمركم الله أن تبلغوا دين الله بحدّ السيوف حتى تجعلوا الناس مؤمنين فيدخلوا في دين الإسلام طوعاً أو كرهاً وهم صاغرون، هيهات هيهات... فكيف يتقبل الله عبادة من أكرهتموهم أن يعبدوا الله كرهاً وهم صاغرون خشية منكم؟ وتالله لن يتقبل الله عبادتهم ما لم تكن من خالص قلوبهم وليس خشيةً منكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} صدق الله العظيم [التوبة:18].

إذاً يا إخواني تعالوا لنعلِّمكم كيف تستطيعون هداية العالمين فإنه ليس بالانفجار في أسواق البشر الكفار فذلك محرمٌ عليكم في محكم كتاب الله أن تقتلوا الكافرين بحجّة كفرهم بالله، وأقسمُ بربّ العالمين أن من قتل كافراً بحجّة كفره أن جريمته في الكتاب وكأنما قتل الناس جميعاً، ولذلك قال الله تعالى (نفس) بغض النظر هذه النفس مُسلمة أم كافرة. وقال الله تعالى: {مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:32].

وإنما إحياء النفس هو بالعفو عن القاتل لوجه الله الكريم، برغم أن الله جعل لولي المقتول ظلماً سلطاناً إن يشأ يقام عليه حدّ الله وإن يشأ يأخذ الدية ويعفو عنه، أو العفو الخالص لوجه الله فكأنما أحيا الناس جميعاً.

فاتقوا الله أحبتي في الله وتذكروا أمر الله إلى نبيه موسى إلى فرعون برغم أنه ادَّعى الربوبيّة، ولكن الله أمر رسوله موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام أن لا يكونا فظين في دعوتهما لفرعون بحجّة كفره بالله وادِّعائه الربوبيّة. وقال الله تعالى: {فَقُولا لَهُ قَوْلا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} صدق الله العظيم [طه:44].

وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل:125].

وقال الله تعالى: {ادْفَعْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ السّيّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ} [المؤمنون:96].

وقال الله تعالى:{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴿٣٤﴾ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُ‌وا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

بل ووصّاكم الله في الكافرين الذين لم يقاتلونكم في دينكم أن تبرّوهم وتقسطوا إليهم فتنالوا محبة الله ونعيم رضوانه. وقال الله تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} صدق الله العظيم [الممتحنة:8].

وتلك حكمةٌ بالغةٌ من ربّ العالمين وذلك حتى تقنعوا الناس بدين الله الإسلام فيجدون أنه حقاً دين رحمة للعالمين، وإنما أذن الله لكم بالجهاد للدفاع عن أنفسكم من الذين يحاربون الله ويريدون أن يطفئوا نور الله فيقاتلونكم في دينكم حتى لا تبلّغوه للعالمين، فأولئك أذن الله لكم بحربهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ}صدق الله العظيم [البقرة:190].

فهل تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى: {وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ}؟ صدق الله العظيم؛ أي لا تعتدوا على قومٍ بحجّة كفرهم وهم لم يقاتلونكم في دينكم ولم يعتدوا عليكم فذلك إثمٌ عظيمٌ كون الله لم يأمركم أن تُكرهوا الناس حتى يكونوا مؤمنين. تصديقاً لقول الله تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:256].

وقال الله تعالى: {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} [يونس:99].

وقال الله تعالى: {وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً} [الكهف:29].

وقال الله تعالى:{فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} صدق الله العظيم [الرعد:40].

فاتقوا الله يا أولي الألباب واتبعوا الذكر المحفوظ من التحريف، وقد جاء وعد الله في محكم كتابه للخلافة العالميّة الراشدة ليجعل الله الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} صدق الله العظيم [النور:55].

ولكن الله سوف يظهر خليفته على البشر في ليلةٍ واحدةٍ وهم صاغرون بآيةٍ تبرق من هولها الأبصار وتبلغ من فزعها القلوب الحناجر فتخضع أعناقهم من هولها لخليفة الله في الأرض فيجيبوا دعوته فيتبعوا ذكر ربهم إلى الناس أجمعين القرآن العظيم، ولا أعلمُ أنّ الناس سوف يؤمنون به جميعاً فيتبعوه حتى يرون آية العذاب. تصديقاً لقول الله تعالى: {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ ﴿٩﴾ فَارْ‌تَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَّ‌بَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَ‌ىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَ‌سُولٌ مُّبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَ‌ىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ ﴿١٦﴾}صدق الله العظيم [الدخان].

وذلك الدخان المبين هو عذاب يومٍ عقيمٍ قبل قيام الساعة، وإنما الساعة هي البطشة الكبرى، وأما عذاب اليوم العقيم هو عذاب كسف الحجارة بالدُخان المبين من كوكب العذاب الذي أنتم له منكرون وأنتم تعلمون أنه الحقّ لا شك ولا ريب كوني لم أثبته من كتيبات ناسا الأمريكية؛ بل سبق وأن أثبتنا لكم بالبرهان المبين من محكم الكتاب، وأفتيناكم أن ذلك الكوكب هو نار جهنم سوف تمرّ بجانب أرضكم وإنا لصادقون ولعنة الله على من افترى على الله كذباً، وأفتيناكم أنّه يأتي للأرض من أطرافها فينقصها من البشر في كلِّ دورةٍ له ولكن أكثركم يجهلون، وإنما أطراف الأرض أي من جهة الأطراف القطبية كون الكوكب لم يأتِ للأرض من المشرق ولا من المغرب بل يأتي للأرض من أطرافها أي من جهة الأقطاب ولذلك توعد الله به الكافرين لينصرن دينه بذلك الكوكب فيظهر الله به خليفة على العالمين المُعرضين عن ذكر ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {بَلْ مَتَّعْنَا هَٰؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ ۗ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ۚ أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:44].

وهذا يعني أنّ الله سوف يحيطهم بعلمه من قبل وصوله لعلهم يتقون، وكذلك يبدأ بالتناوش مع الأرض فتبدأ تُعاني من الحُمى فترتفع حرارتها بسبب اقتراب كوكب العذاب منها وأنتم في غفلة مُعرضون، ألا والله لولا أني لا أريد أن يُصدقني ربي بالعذاب على المُسلمين لأعلنت للعالمين أن عام 2011 هو عام بما يسمونه الكوارث الطبيعيّة، ويا عجبي من المُسلمين فهل يتبعون تسمية المُلحدين لعذاب الله فيقولون كوراث طبيعيّة، ويا سُبحان الله العظيم! فهل هي فوضى في نظرهم؟ أفلا يعلمون أنّ السماء والأرض والجبال لا يتجرَّآن أن يقتلا نفساً إلا بأمر من الله؟ بل ذلك هو العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون إلى الحقّ من ربهم، ولكني أدعو الله لعله لا يصيبهم بمكروه وأرجو من الله أن يؤخّرهم فسوف نصبر عليهم مهما طال الانتظار لعلهم يهتدون، ألا والله ما صبري عليهم من شدة رحمتي بهم ولكني أتفكر فيمن هو أرحم بعباده من عبده؛ الله أرحم الراحمين، كوني أجد ربي ليس بسعيدٍ وما قط مرت ثانيةٌ واحدةٌ وهو سعيدٌ سبحانه وتعالى علواً كبيراً بسبب ظلم العباد لأنفسهم حتى إذا انتقم منهم فأذهب غيظه فتحلّ الندامة والحسرة على ما فعلوه في جنب ربهم، ومن ثم تحلّ الحسرة في نفس الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم فأهلكهم الله بسبب الإعراض عن رسل ربهم إليهم. وقال الله تعالى: {وَاضْرِ‌بْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْ‌يَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٣﴾ إِذْ أَرْ‌سَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْ‌سَلُونَ ﴿١٤﴾ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ‌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّ‌حْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ ﴿١٥﴾ قَالُوا رَ‌بُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٦﴾ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ ﴿١٧﴾ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْ‌نَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْ‌جُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١٨﴾ قَالُوا طَائِرُ‌كُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِن ذُكِّرْ‌تُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِ‌فُونَ ﴿١٩﴾ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَ‌جُلٌ يَسْعَىٰ قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿٢٠﴾ اتَّبِعُوا مَن لَّا يَسْأَلُكُمْ أَجْرً‌ا وَهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٢١﴾ وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَ‌نِي وَإِلَيْهِ تُرْ‌جَعُونَ ﴿٢٢﴾ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِ‌دْنِ الرَّ‌حْمَـٰنُ بِضُرٍّ‌ لَّا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ ﴿٢٣﴾ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ﴿٢٤﴾ إِنِّي آمَنتُ بِرَ‌بِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢)}صدق الله العظيم [يس].


وإذا تدبّر أولو الألباب أخبار الله في الكتاب فسوف يجدوا أنّ الذي تحدَّى قومه فأعلن شهادة الحق للحق بين أيديهم وقال: {إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ} ومن ثم قتلوه. وقال الله تعالى: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾}، فقد نال الشهادة فدخل الجنة فرحاً مسروراً، والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فهل كذلك ربّ العالمين سوف نجده كذلك فرحاً مسروراً؟ وتجدون الجواب مباشرة في محكم الكتاب. وقال الله تعالى:{إِنِّي آمَنتُ بِرَ‌بِّكُمْ فَاسْمَعُونِ ﴿٢٥﴾ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ ۖ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ﴿٢٦﴾ بِمَا غَفَرَ‌ لِي رَ‌بِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَ‌مِينَ ﴿٢٧﴾وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ ﴿٢٨﴾ إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢)} صدق الله العظيم.

فانظروا إلى تحسّر الله على عباده الذين ظلموا أنفسهم فكذبوا برسل ربهم فأهلكهم بذنوبهم من غير ظلم، ومن ثم يقول: {إِن كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ ﴿٢٩﴾ يَا حَسْرَ‌ةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّ‌سُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٣٠﴾ أَلَمْ يَرَ‌وْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُ‌ونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْ‌جِعُونَ ﴿٣١﴾ وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُ‌ونَ ﴿٣٢)} صدق الله العظيم.

إذاً يا أنصار المهديّ المنتظر، فما الفائدة لو ينصركم الله ببأسٍ شديدٍ من عنده فيهلك عدوكم فيورثكم الأرض من بعدهم؟ فما الفائدة وما نريد بالدُنيا والآخرة وحبيبنا الرحمن ليس بسعيدٍ ومتحسرٍ على عباده الذين ظلموا أنفسهم؟ فاتبعوا الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني واصبروا على البشر فلا تدعوا عليهم وتضرعوا إلى الله أن يهديهم، ولا تستغفروا لهم من قبل توبتهم من كفرهم، كون الله لا يغفر لمن لا يزال مصراً على كفره بالله؛ بل ادعوا الله أن يهديهم إلى الصراط المستقيم ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، واصبروا ولا تدعوا عليهم فذلك أضعف الإيمان في مساعدة المهديّ المنتظَر لهدي الأمّة جميعاً ليجعلهم على صراطٍ مُستقيمٍ من أجل تحقيق النعيم الأعظم فيرضى الله في نفسه إن كنتم تتخذون رضوان الله غايةً وليس وسيلة، فاعلموا أنّ الله لا يرضى لعباده الكفر بل يرضى لهم بالشكر، فصبرٌ جميلٌ يا أحبتي في الله ووعده الحقّ وهو أرحم الراحمين، فكم أخشى على إخواني المُسلمين عذاب ربهم كونهم مُعرضون عند دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم وهم به مؤمنون، أليس ذلك شيء عجاب! لماذا تعرضون عن دعوة الاحتكام إلى الكتاب؟ فاتقوا الله يا أولي الألباب فقد اقترب كوكب العذاب فأين المفر يا معشر المُكذبين بالمهديّ المنتظَر الذي يدعوكم إلى الاحتكام إلى الذكر؟ ذلكم كوكب النار اللواحة للبشر من عصر إلى آخر مرورها الأقرب شرط من أشراط الساعة الكُبر. تصديقاً لقول الله تعالى: {كَلَّا وَالْقَمَرِ‌ ﴿٣٢﴾ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ‌ ﴿٣٣﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ‌ ﴿٣٤﴾ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ‌ ﴿٣٥﴾ نَذِيرً‌ا لِّلْبَشَرِ‌ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [المدثر].

فاتقوا الله يا أولي الأبصار من قبل أن يسبق الليل النهار فقد أدركت الشمس القمر، وذلك بسبب انتفاخ الأهلة في أول الشهر وسوف يسبق الليل النهار ليلة مرور كوكب سقر، فاتقوا الله الواحد القهار يا معشر المُعرضين عن الذِّكر ومنتظرين للتصديق به حتى يروا العذاب الأليم يوم الفتح الأكبر من الله لخليفته المهديّ المنتظَر على العالمين. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٨﴾ قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ ﴿٢٩﴾} [السجدة].

{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٥﴾ قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّـهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ‌ مُّبِينٌ ﴿٢٦﴾} [الملك].

{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٨﴾ مَا يَنظُرُ‌ونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ﴿٤٩﴾ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْ‌جِعُونَ ﴿٥٠﴾} [يس].

{خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ ۚ سَأُرِ‌يكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ النَّارَ‌ وَلَا عَن ظُهُورِ‌هِمْ وَلَا هُمْ يُنصَرُ‌ونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَ‌دَّهَا وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ ﴿٤٠﴾} [الأنبياء].
صدق الله العظيم.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو البشر في الدم من حواء وآدم عبد النعيم الأعظم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
________________

Admin
15-12-2010, 05:28 AM
- 2 -

الفرار الفرار إلى الله الواحد القهار يا معشر المُعرضين عن الذِّكر..


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة، والسلام على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجميع المُسلمين..
ويا عُلماء المُسلمين وأمّتهم الفرار الفرار من عذاب الله الواحدُ القهار باتِّباع الذِّكر إلى البشر القرآن العظيم، والكفر بما يخالف لحديث الله المحفوظ في محكم كتابه ومن أصدقُ من الله حديثاً؟ ومن أصدق من الله قيلاً؟ ويوشك الله أن يغضب لكتابه وسبق أن حذر محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الكفار بالقرآن العظيم بكسف الحجارة بالدُخان المبين، وما كان قول الذي لا يعقلون منهم إلا أن قالوا: {اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأنفال:32].

وتحدّوا رسوله، وقالوا: {أَوْ تُسْقِطَ السّمَآءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً} صدق الله العظيم [الإسراء:92].

ومن ثم جاء الردّ إليهم في سورة الطور. وقال الله تعالى: {فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (29) أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30) قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (31) أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (32) أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (34) أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ (36) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُسَيْطِرُونَ (37) أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38) أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (39) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (40) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (41) أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ (42) أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (43) وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (44) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (46) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (47) وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49)} صدق الله العظيم [الطور].

وبرغم أنّ الله قد حذّر البشر بأحداثٍ في الأرض بسبب اقتراب كوكب العذاب الذي سوف تسقط منه كِسَف الحجارة الناريّة، فأنذرهم بالعذاب الأدنى من قبل ذلك الكسف، ولكنهم يسمّون ذلك كوارث طبيعيّة فهم لا يعلمون أنّه عذاب أدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون للحقّ من ربهم فيتبعونه، واتَّبعهم في ذلك المُسلمون فيسمون العذاب الأدنى بالكوارث الطبيعيّة وقالوا قد مسّنا وأهلنا الضرّ إن هي إلا كوارث طبيعيّة وما يهلكنا إلا كوارث الدهر؛ بل ذلك هو العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (44) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (46) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (47)} صدق الله العظيم [الطور].

فاتَّبع الحقّ أيها الزُمرد، وما بعد الحقّ إلا الضلال. فكونوا من المصدقين بدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم واتِّباعه أنت وإخوتك، فينجيكم الله من العذاب الأليم، وإنّه لنبأ عظيمٌ والناس عنه مُعرضون، وليس أنّ سبب العذاب للبشر بسبب أنّهم كذبوا بالمهديّ المنتظَر؛ بل السبب أنهم أعرضوا عن اتباع ذكر الله ربّ العالمين فاتخذوه مهجوراً، وقد علم بتنزيله كافة البشر على وجه الأرض ولكنهم عن الحقّ مُعرضون مُسلمهم والكافر إلا من رحم ربي وهم المُسلمون المؤمنون بالقرآن العظيم الذين استجابوا لدعوة الاحتكام إلى آيات الكتاب المحكمات هُن أمّ الكتاب وقالوا سمعنا وأطعنا فأولئك هم المُفلحون. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [النور].

كون محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنما يدعو للاحتكام إلى كتاب الله واتِّباعه، فاعرضوا عن الحقّ المُبطلون من أهل الكتاب، برغم أنهم يعلمون أنه الحقّ من ربهم. ولكن حين دعاهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم للكفر بما خالفه في التوراة والانجيل. وقال الله تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} صدق الله العظيم [المائدة].

ولكنهم أعرضوا عن داعي الاحتكام إلى كتاب الله. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ (23)} صدق الله العظيم [آل عمران].

برغم أنهم به مؤمنون ولكنهم حرَّفوا التوراة والانجيل وقالوا سوف نؤمن بما تَنَزَّلَ في القرآن الموافق فقط لما لدينا في التوراة وما خالف في القرآن لما لدينا في التوراة فلن نتبعه! وهم يعلمون أنهم قد حرفوا كلام الله عن مواضعه في التوراة، ولذلك رد الله عليهم بالحقّ. وقال الله تعالى: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (46) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (47)} صدق الله العظيم [النساء].

برغم أنهم ليزعمون أنهم بالقرآن العظيم مؤمنون، ولكنهم لم يجيبوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم. وقال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا} صدق الله العظيم [النساء:60].

ألا وإن ما خالف لمحكم القرآن في جميع الكتب فإنه من عند غير الله أي من عند الطاغوت، وسبب إعراضهم عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم هو لأن فيه آياتٌ محكماتٌ بيِّنات من آيات أمّ الكتاب جاءت مخالفةً لما لديهم، وقالوا نحنُ مؤمنون بالقرآن إلا ما خالف فيها لما تنزل في التوراة، ورد الله عليهم: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:85].

فوبّخهم الله ومقتهم، فكيف أنهم يؤمنون بالقرآن ولكن لا يريدون اتباع ما جاء فيه مخالفاً لأهوائهم؟ وقال الله تعالى: {قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:93].

فكيف أنهم ليعرضون عن آياتٍ بيّناتٍ للعالم والجاهل في محكم القرآن فيريدون الكفر بها واتباع ما يخالفها المُفترى من عند الطاغوت. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلاَّ الْفَاسِقُونَ} [البقرة:99].

وقال الله تعالى: {وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ} [النمل:81].
{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [النور:51].

ولكن المُسلمين اتّبعوا ناموس فريقٍ من أهل الكتاب ولذلك لا يتبعون من القرآن إلا ما توافق لما لديهم في الأحاديث والروايات. وأما الآيات التي تأتي مخالفةً لما لديهم في الأحاديث والروايات فيقولون لا يعلمُ بتأويلها إلا الله. أولئك قد ارتدوا عن دين الله الحق فأصبحوا بعد إيمانهم كافرين، كونهم اتبعوا الأحاديث والروايات المُفتريات التي تخالف لمحكم كتاب الله القُرآن العظيم. وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} صدق الله العظيم [آل عمران:100]، أي كافرين بما تنزَّل عليهم من ربهم في محكم القُرآن العظيم كمثل محمد الحسني رئيس رابطة المنتديات العلمية للأنساب الهاشمية وأتباعه في الرابطة إلا من رحم ربي. فقد اخترنا المنتديات العلمية العالمية للأنساب الهاشمية أن يكون الإمام ناصر محمد اليماني ضيفاً لديهم لحوار عُلماء المُسلمين على مختلف فرقهم ومذاهبهم وقمنا بتنزيل بعض البيانات المؤيّدة بسلطان العلم البين وطلبنا منهم أن يقرعوا الحجّة بالحجة فيثبتوا أنّ الإمام ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مبينٍ حتى ينفضَّ عنه أنصاره ويتبيّن للمُسلمين أنه على ضلالٍ مبينٍ فلا يتبعه أحد فينقذوا المُسلمين من أن يضلّهم الإمام ناصر محمد اليماني عن الصراط المُستقيم إن كان من الضالين المُضلين.

ولكني أعلنت لهم النتيجة مسبقاً أنه لن يستطيعَ عُلماء الجنّ والإنس أن يقيموا الحجّة من محكم القرآن العظيم على الإمام ناصر محمد اليماني حتى في مسألةٍ واحدةٍ ولو كان بعضهم لبعضٍ نصيراً وظهيراً، برغم أنّ الحوار مع علماء الأمّة رضينا أن يكون في موقعٍ محايدٍ حتى لا تكون لهم الحجّة أنهم لم يحاوروني بسبب أن المهديّ المنتظَر مصر على أن لا يكون الحوار إلا في موقع الإمام ناصر محمد اليماني فيحذف الحجج عليه حسب اتِّهام الجاهلين لنا بغير الحق.

ولذلك اخترنا موقعاً محايداً وهو المنتديات العلميّة العالميّة للأنساب الهاشمية فاستضافوني عدة أيام، وكتبنا لهم قليلاً من البيانات للبدء في نسف عقائد الباطل المُفتريات في الدين ونسفناها نسفاً بآيات محكماتٍ بيّناتٍ لعالمكم وجاهلكم، كمثل العقيدة الباطلة لدى المُسلمين أن المسيح الكذاب يحيي الموتى، وأنه يقول للمُسلمين أرأيتم لو أني قتلت ذلك الرجل الذي ينكر أني ربه ومن ثم أشطره إلى نصفين اثنين وأمر بين الفلقتين ومن ثم أعيده إلى الحياة فهل سوف تصدقون؟ قالوا نعم ومن ثم يقطع الرجل إلى نصفين ثم يعيده إلى الحياة! ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: ألا لعنة الله على المُفترين وويل للذين كذبوا بتحدي ربّ العالمين إلى الباطل وأوليائه في محكم القُرآن العظيم أن يعيد روح ميتٍ واحدٍ إلى الجسد من بعد موته، وقال الله وإن فعلوا فقد صدقوا في دعواهم للباطل من دون الله وتجدون التحدي في محكم كتاب الله القرآن العظيم في قول الله تعالى: {فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (87)} صدق الله العظيم [الواقعة].

ولكن المُسلمين يعتقدون بتحدي الباطل بالرواية المُفتراة عن النّبيّ عليه الصلاة والسلام وصحابته الحق وهي بعكس تحدي ربّ العالمين في مُحكم كتابه وقالوا:
[حدثنا : ‏ ‏يحيى بن بكير ‏ ، حدثنا : ‏ ‏الليث، عن ‏ ‏عقيل، عن ‏ ‏إبن شهاب ‏ ‏قال: أخبرني: عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ‏أن‏ ‏أبا سعيد الخدري ‏(ر) ‏‏قال: حدثنا: رسول الله ‏(ص) ‏ ‏حديثاًًًً طويلاًً، عن ‏الدجال ‏ ‏فكان فيما حدثنا به أن قال: ‏يأتي ‏الدجال ‏ ‏وهو محرم عليه أن يدخل ‏ ‏نقاب ‏المدينة ‏بعض ‏السباخ ‏التي ‏بالمدينة ‏فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس فيقول: أشهد أنك ‏الدجال ‏الذي حدثنا عنك رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏حديثه فيقول ‏ ‏الدجال ‏أرئيتم إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر فيقولون لا فيقتله ثم يحييه فيقول حين يحييه والله ما كنت قط أشد بصيرة مني اليوم فيقول ‏‏الدجال ‏أقتله فلا أسلط عليه]انتهت الرواية المُفتراة.

ومن ثمّ نقول يا معشر الذين لا يتفكرون من خُطباء المنابر الذين أضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم فيتبعون ما ليس لهم به علم من الرحمن يخالف للعقل والمنطق وإنما يريد شياطين البشر المُفترون أن تخالف عقيدتكم لتحدي الله إلى الباطل في محكم كتابه القرآن العظيم فتبينوا ما جاء في الرواية الباطلة أن المسيح الكذاب يقول وأفتيتم بتحدي الباطل المسيح الكذاب أنه يقول للمُسلمين:
[أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر فيقولون لا فيقتله ثم يحييه]وقال الله تعالى: {فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (87)} صدق الله العظيم [الواقعة].

إذاً المُسلمون صدقوا عقائدياً بتحدي الباطل وكذبوا بتحدي ربّ العالمين للباطل، وإنما يريد المفترون أن يفتنوكم عقائدياً عن تحدي ربّ العالمين. وهم يعلمون أنه لن يحدث من ذلك شيء، ولكنهم يريدون أن تخالفوا محكم ما أنزل إليكم من ربكم في القرآن العظيم، فكيف السبيل لإنقاذكم من عذاب الله يا معشر عُلماء المُسلمين وأمتهم الذين يعتقدون بما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم ويوشك الله أن يغضب لكتابه يا معشر المُعرضين عن اتّباع كتاب الله القرآن العظيم فمن أصدقُ من الله حديثاً ومن أصدقُ من الله قيلاً؟

ويا معشر علماء الأمّة الإسلاميّة على مُختلف مذاهبهم من أصحاب المواقع الإسلامية المشهورة والرسمية، من ذا الذي يستضيف الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني في موقعه لحوار علماء الأمّة الإسلامية لدعوة الاحتكام إلى الله وحده لا شريك له وما على الإمام المهديّ إلا أن يستنبط لكم حُكم الله الحقّ بينكم من محكم كتابه القُرآن العظيم شرط علينا غير مكذوب أن نأتيكم بحكم الله الفصل من آيات الكتاب المُحكمات هُنّ أمّ الكتاب من آياته البينات لعالمكم وجاهلكم يفقههن حتى راعي الغنم ذو اللسان العربي المُبين وذلك حتى نستطيع أن ننسف الباطل المُفترى من الأحاديث والروايات في السُّنة النّبويّة بمحكم القرآن العظيم نسفاً، فنطهِّر السُّنة النّبويّة من الأحاديث المُفتريات تطهيراً حتى نعيدكم إلى منهاج النبوة الأولى على ما كان عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والذين معه كانوا على كتاب الله وسنة رسوله الحقّ فهل أنتم مُسلمون مؤمنون بالقرآن العظيم الذي بين أيديكم؟

فاستجيبوا لدعوة الاحتكام إليه ولئن استطعتم أن تغلبوا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ولو في مسألةٍ واحدةٍ في الدين فتهيمنوا عليه فيها من محكم القرآن العظيم، فإن فعلتم ولن تفعلوا فقد أصبح الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني كذاباً أشراً وليس المهديّ المنتظر. فأجيبوا للاحتكام إلى الذكر المحفوظ من التحريف إن كنتم تخشون عذاب الله ربّ العالمين. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} صدق الله العظيم [يس:11].

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــ