Admin
04-05-2011, 08:39 PM
الإمام ناصر محمد اليماني
30 - 05 - 1432 هـ
04 - 05 - 2011 مـ
06:09 صــباحاً
ـــــــــــــــــــــ
الرد على أبي خالد :
الله لم يفتِ نبيَّه في شأن أصحاب الكهف إلا عن ظاهر القصة ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الطيبين وجميع المسلمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، وسلامُ الله على جميع المسلمين الباحثين عن الحقّ من جميع المسلمين والناس أجمعين..
ويا أيها الحسين بن عمر رئيس إدارة طاولة الحوار العالميّة للمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، إنّه لا يهمّني حبيبي في الله أكان أبو خالد علم الجهاد أم غيره من شياطين البشر أو المسيح الكذّاب الشيطان بنفسه؛ بل لا يهمّني على الإطلاق من يكون هذا أبو خالد المُعانِد بغير الحقّ بل يهمّني أن نقيم عليه الحجّة بسلطان العلم المُلجم من محكم القرآن العظيم شرطٌ علينا غير مكذوبٍ أن يكون سلطان العلم بيِّناً من محكم الكتاب يفقهه العالِم وعامة المسلمين، ولذلك نُصدِر الأمر إلى مدير طاولة الحوار الحسين بن عمر أن يرفع الحظر عن المدعو أبو خالد ولو أني أظنّه من الذين لا يهتدون، ولكن الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً فنحن في الحالتين فائزون بالحقِّ سواءٌ اهتدى أم كذّب وتولّى، فإنْ هداه الله إلى الحقّ فالحمد لله وإذا لم يهتدِ إلى الحقّ فيكون الحوار بيني وبينه معذرةً إلى ربّي وربّ الحسين بن عمر وربّ جميع الأنصار لله الواحد القهار وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّـهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿١٦٤﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
وما أريده من حبيبي في الله الحسين بن عمر وكافة طاقم إدارة منتديات البشرى الإسلاميّة العالميّة للحوار هو أن يكظموا غيظهم عن الذين يريدون أن يطفئوا نور الله حتى نقيم عليهم الحجّة الداحضة، فإذا أقمنا عليهم الحجّة بالحقِّ فحتماً سيأخذهم الله بالعذاب البئيس تصديقاً لقول الله تعالى:{وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّـهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿١٦٤﴾ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
فانظروا لقول الله تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]، وذلك بعد إقامة الحجّة عليهم من قِبَل الدعاة إلى الحقّ برغم أنّ حجّة القرآن العظيم قائمةٌ على الناس حتى من قبل أن يبعث الله المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وإنما نزيدهم تبياناً ونُذكِّرهم بالحقِّ من ربِّهم ولعلهم يتقون.
ويا أيها الضيف أبا خالد كن من تكون، واعْلم أنّ السعي لفتنة الأنصار عن الحقّ جُرمُ ذلك في الكتاب أعظم من لو أنك قتلته برغم أنّ قتل النفس بغير الحقّ كأنما قتل الناس جميعاً، فما أعظم عذاب الله سيكون للذين يسعون إلى فتنة المؤمنين عن اتَّباع سبيل الحقّ والصدّ عن الحقّ وإطفاء نور الله ويأبى الله إلا أن يُتِمَّ نوره ولو كره المجرمون ظهوره.
ويا أبا خالد قد تكون منهم أو من غيرهم - الله أعلم - فلا يهمّني من تكون، وأَستغرب الجبنَ في كثيرٍ من الذين يدَّعون العلم ويحاورون الإمام ناصر محمد اليماني لماذا لا يُبرِزون أنفسهم بالصورة والاسم الحقّ في الموقع ليتبيَّن لنا شخصية الذي يدَّعي العلم، فلِمَ الخوف؟ فها هو الإمام ناصر محمد اليماني يظهر لكم بالاسم والصورة ولا أخاف في الله لومة لائم، ولكن لا مشكلة لدينا والمهم هو أن نقيم على من يحاورنا الحجّة بالحقّ.
ويا أبا خالد إني أراك تقتص من بيان الإمام ناصر محمد اليماني كلماتٍ وتذر التّفصيل لكي تلبس على بعض الأنصار والباحثين عن الحقّ حتى تجعلهم يلتبس عليهم الأمر في شأن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، ولو أنّك تريد الحقّ إذاً لوجدناك تقتبس كامل الموضوع المفصَّل في ذات النقطة ومن ثمّ تردّ عليها بالبيان الأهدى سبيلاً والأصدق قيلاً.
وأما قولك كيف أنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لا يعلم عن قصة أصحاب الكهف وكيفيّة خلقهم حسب فتوى ناصر محمد اليماني فتقول:
وكيف يقول ذلك ناصر محمد اليماني عن النبيّ عليه الصلاة والسلام؟ومن ثمّ أردُّ عليك بالحقِّ مباشرةً من ربّ العالمين الذي يقول لجدي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} صدق الله العظيم [الكهف:18]. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لو اطَّلع محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - على النائمين في الكهف؛ لماذا سوف يُوَلِّي منهم فراراً ويمتلِئ منهم رعباً؟ فلا بدّ أن يكون هناك سببٌ لم يُعلِم الله به محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك سوف يتفاجأ بشيءٍ يراه لم يرَه في حياته، فمن الذي بيَّن لكم السرّ بالحقّ، أليس المهديّ المنتظَر؟ أنّ السبب هو أنهم من الأمم الأولى من الذين كانوا يتعمّرون آلاف السنين فليست أجسادهم كما هي أجسادنا، فتذكَّر أنّ زمن دعوة نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام في قومه من بدء الدعوة فقط حتى جاء موعد الطوفان وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].
ولكن له عمر من قبل أن يبعثه الله رسولاً، وكذلك لم يُهلِكه الله بالطوفان عليه الصلاة والسلام؛ بل تعمَّر من بعد الطوفان، والسؤال الذي يطرح نفسه للعقل والمنطق: فهل أجساد تلك الأمم الأولى كمثل أجساد البشر اليوم أم أن العقل يقول بما أن أعمارهم تُعدّ بآلاف السنين فلا بدّ أنّ أجسادهم كذلك مضاعفةٌ كما أعمارهم مضاعفةٌ على أعمار أُمم آخر الزمان؟ ولأنه يوجد في هذه الأمّة كثيرٌ من الذين عثروا على هياكلَ عظميّةٍ بشريّةٍ ضخمةٍ مصدِّقةٍ لبيان الإمام ناصر محمد اليماني عن أجساد الأمم الأولى لكونها ضخمةً جداً، وبما أنّ أصحاب الكهف هم من الأمم الأولى ولذلك أجسادهم ضخمةٌ ولذلك قال الله تعالى لنبيِّه: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} صدق الله العظيم [الكهف:18].
وهذا يدل أنّ الله لم يُفتِ نبيَّه في شأنهم عن كيفية خلقهم ولماذا هم من آيات الله عجباً ولا عن تفصيل قصتهم ولا عن ضخامة أجسادهم لحكمةٍ من الله، وبما أنّه لم يكن لديه العلم مسبقاً عن كيفية ضخامة أجسادهم ولذلك سوف يتفاجأ بما لم يُحِط به علماً من قبل، ولذلك لو اطَّلع عليهم حتماً سوف يُوَلِّي منهم فراراً ويَمْتَلئ منهم رعباً. ومن أصدق من الله قيلاً! ولذلك قال الله تعالى مخاطِباً نبيّه: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} صدق الله العظيم [الكهف:18].
ولربّما يودّ أن يقاطعني أبو خالد ويقول: "يا ناصر محمد اليماني، فما يدريك أنَّ الله لم يُفصِّل لنبيِّه الفتوى في شأن أصحاب الكهف؟ ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: تعال لنطرح السؤال أولاً على العلم والمنطق: لماذا يخاطب الله نبيَّه بقوله: {لو اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} صدق الله العظيم؟ ومن ثم ننظر لجواب العقل والمنطق أولاً فسوف يقول لا شكّ ولا ريب أن الله لم يُفتِ نبيَّه في شأن أصحاب الكهف إلا عن ظاهر القصة ولم يُفصِّل له قصتهم وخلقهم تفصيلاً، وبما أن محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لم يُحِطه الله عن ضخامة أجسادهم فحتماً لو اطَّلع عليهم سيُوَلِّي منهم فراراً ويَمْتَلئ منهم رعباً.
ومن ثم تعال يا أبا خالد لننظر الفتوى في محكم الكتاب؛ هل تأتي مصدِّقةً للعقل والمنطق أنَّ الله لم يُفتِ رسوله في شأن أصحاب الكهف؟ ومن ثم نجد الجواب مطابِقاً للعقل والمنطق وقال الله تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [الكهف].
فانظروا لقول الله تعالى {وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا} صدق الله العظيم؛ فهذا يعني أنّ الله لم يُفتِ رسوله في شأنهم ولو أفتاه الله في شأنهم إذاً فلماذا يستفتي في شأنهم أهل الكتاب؟ ولكن الله نهاه أن يسألهم الفتوى عن شأن أصحاب الكهف لكونه لم يأتِه إلا ظاهر القصة بغير تفصيلٍ عن قصتهم وشأنهم وأسمائهم وعددهم وكيفية خلقهم، ولكن الله نهى نبيّه أن يستفتي أهل الكتاب في أصحاب الكهف فلن يفتوه بالحقِّ كونهم لا يعلمون إلا رجماً بالغيب ولذلك قال الله تعالى: {فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:22].
ولكنّ أبو خالد وأمثاله أقاموا الدنيا وأقعدوها: "كيف أنّ ناصر محمد اليماني يقول أنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لا يعلم عن تفصيل أصحاب الكهف ولا عن كيفية خلق أجسادهم بينما ناصر محمد اليماني يُفصِّل لنا قصّتهم تفصيلاً؟ فهذا يعني أنّه يزعم أنه أعلم من محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: ولذلك جعل الله الإمام المهديّ هو الإمام لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام لكونه أرفع درجةً في العلم من رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، ولذلك جعل الله من وزرائه أربعةً من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهم: {أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا} [الكهف:9].
ويا أبا خالد تلك من آيات الله سترونها بالحقِّ على الواقع الحقيقي قريباً بإذن الله وقال الله تعالى: {وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ ۗ مَن يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا} صدق الله العظيم [الكهف:17].
ويا من يسمِّي نفسه أبو خالد، كذلك نراك تحاججنا أننا نُكذِّب بفتن المسيح الكذاب ونقول نأتي بألف دليلٍ من الكتاب على بطلان ما تزعمون من فتن المسيح الكذاب، وتريد من ناصر محمد اليماني أن يأتي بألف دليلٍ من الكتاب، ما لم فهو كذاب! ومن ثمّ يردّ عليك الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: لئِن رددتَ بالحقِّ على دليلٍ واحدٍ فقط يا أبا خالد فقد أصبح الإمام ناصر محمد اليماني كذَّاباً لو أنك أقمت عليه الحجّة بالحقِّ ولو في دليلٍ واحدٍ فقط؛ أليس ذلك أهون عليك من ألف دليل؟ فاغلبني في دليلٍ واحدٍ من الألف الدليل وهو في قول الله تعالى: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾ فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٨٨﴾ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿٨٩﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩٠﴾ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩١﴾وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ﴿٩٢﴾ فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ ﴿٩٣﴾ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴿٩٤﴾ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴿٩٥﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٩٦﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].
وبما أنّ أبا خالد وعلماء الأمّة وعامّتهم ليعلمون أنّ الله يتحدّث عن الروح من بعد خروجها من الجسد فيموت، ومن ثم يتحدّى الله الباطل أن يرجعها: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم، فهل من العقل والمنطق أن يُصدِق الله دعوى المسيح الكذَّاب بمعجزة إرجاع الروح إلى الجسد من بعد الموت ولو لميِّتٍ واحدٍ فقط ولو مرةً واحدةً؟ فإذا أرجعنا الفتوى للعقل لما تقّبلها على الإطلاق عقلُ كلِّ إنسانٍ عاقلٍ فسوف يقول: "وكيف يُصدِق الله المسيح الكذاب بمعجزةٍ من عنده فيُناقِض تحدِّيه في الكتاب إلى الباطل من دونه: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم؟".
أفلا ترى أن الذين يروون فتنة المسيح الكذاب بالرواية عن إحياء ميتٍ ويقولون أنه يُميته ثم يُحييه كما يفترون بالرواية التالية:
حدثنا يعقوب وهو بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح عن بن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا سعيد الخدري قال ثم حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما حدثنا قال يأتي وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس فيقول له أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه فيقول الدجال أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر فيقولون لا قال فيقتله ثم يحييه فيقول حين يحييه والله ما كنت فيك قط أشد بصيرة مني الآن قال فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه.انتهى
والسؤال الذي يطرح نفسه: أليست هذه الرواية جاءت لِتكسر تحدِّي الله في محكم كتابه بإرجاع روح ميتٍ واحدٍ إلى الجسد؟ ويقول الله أنه لو صدق الباطل وأحيا الجسد برجوع الروح فيه فقد صدق وأثبت بالبرهان المبين أنه المحيي والمميت! وبما أنّ الله هو المحيي والمميت فكم ذَكَر الله ذلك كم مرة في الكتاب؟ وبما أنّ الله أفتى في محكم كتابه وقال: {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [سبأ]. ولذلك تحدَّى الله الباطل من دونه أن يأتوا بهذه الآية على الواقع الحقيقي فيُحيوا جسد الميت برجوع الروح فيه: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم، فهل هذا التحدِّي يحتاج إلى تأويلٍ غير ما نراه؟ ولكنها آيةٌ محكمةٌ يعلمها العالِم وعامة المسلمين أنَّ الله يتكلم عن روح الميت من بعد خروجها فيتحدَّى الباطل بإرجاعها إلى الجسد.
ويا معشر الأنصار، والله لَيحاول الشياطين عن طريق الذين استحوذوا عليهم أن يَصدُّوكم عن اتِّباع الإمام المهدي صدوداً كبيراً ولو أنكم أطعتموهم لَيردّونكم من بعد إيمانكم بالبيان الحقّ كافرين تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
ولا أقول أنّ أبا خالد من شياطين البشر، ولكن طريقة تدليسه وتشكيكه في الحقّ ما عهدناها إلا منهم كونهم يُدلِّسون ويقومون باقتباس جزءٍ من الموضوع ويتركون باقي التفصيل في قلب وذات الموضوع حتى يرى القارئ أنهم يقتبسون من بيان ناصر محمد اليماني. ومن ثم نقول يا أبا خالد ما أشبه اقتباسكم من بيانات الإمام المهديّ للقرآن العظيم كمثل من يقتبس من القرآن العظيم ويقول قال الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ} صدق الله العظيم [الماعون:4]. ومن ثم يُعلِّق على ذلك ويقول: "أفلا ترون أنّ الصلاة بدعةٌ ما أنزل الله بها من سلطان! ألم يقُل الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ} صدق الله العظيم؟" فأمّا البقر التي لا تتفكر فسوف يقولون: "صدق هذا الرجل، فقد اقتبس البرهان من القرآن أنّ الصلاة بدعةٌ ما أنزل الله بها من سلطان! فجاء بالبرهان المبين من القرآن وقال الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ}". وكمثل هذا الاقتباس الباطل تجدون اقتباس الذين يَصدّون عن الحقّ صدوداً فيقتبس من بيان ناصر محمد اليماني الحقّ كلماتٍ فيترك التفصيل الباقي من البيان في ذات الموضوع حتى لا يتبيّن له أنّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ! وللأسف إنّه يوجد بقرٌ من البشر لا تتفكر، فقد يشكّ في شأن ناصر محمد اليماني بعد أن كان من التابعين بسبب تدليس شياطين البشر الذين يصدّون عن البيان الحقّ للذِّكر، ومن زاغ عن الحقّ من بعد ما تبيَّن له أنه الحقّ أزاغ الله قلبه عن الحقّ حتى لو كان يؤمن من قبلُ أنّ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني كمثل نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام وبعض الذين اتّبعوه تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُمْ ۖ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّـهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [الصف].
غير أني والحمدُ لله لا أعلم بأحد أنصاري زاغ عن الحقّ بعدما تبيَّن له أنّه الحقّ، وإنما ذلك موعظةٌ لهم من ربِّهم وما بعد الحقّ إلا الضلال، وإنما أعظكم بواحدةٍ وهو أن تتدبّروا، فهل بعد التدليس والصدّ عن البيان الحقّ للكتاب فهل تجدونهم يأتون بالبيان لِما أنكروه هو أحسن من بيان ناصر محمد اليماني وأصدق قيلاً وأهدى سبيلاً؟ والجواب: لن تجدوا لهم أيّ برهانٍ إلا اقتباس التدليس كمثل أن يقول:" إنَّ ناصر محمد اليماني يقول إنّه أعلم من محمدٍ رسول الله عن أصحاب الكهف" ومن ثم يأتي بذلك القول من البيان ولكنكم لا تجدون أنّه جاء بما يثبت زيادة علم الإمام المهدي عن أصحاب الكهف كيف أنّه فصَّل حقيقتهم تفصيلاً من القرآن العظيم، غير أنَّ الإمام المهدي لا يُنقِص من درجة جدّه العلميّة، وإنما عدم فتوى الله لنبيِّه عن أصحاب الكهف فيها حكمةٌ بالغةٌ حتى يكونوا من آيات التصديق لهذا البيان الحقّ لهذا القرآن العظيم على الواقع الحقيقي حين العثور عليهم، ولكن أكثركم للحقِّ كارهون إنّا لله وإنّا إليه لراجعون.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
خليفة الله وعبده؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
______________
30 - 05 - 1432 هـ
04 - 05 - 2011 مـ
06:09 صــباحاً
ـــــــــــــــــــــ
الرد على أبي خالد :
الله لم يفتِ نبيَّه في شأن أصحاب الكهف إلا عن ظاهر القصة ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الطيبين وجميع المسلمين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحبتي الأنصار السابقين الأخيار، وسلامُ الله على جميع المسلمين الباحثين عن الحقّ من جميع المسلمين والناس أجمعين..
ويا أيها الحسين بن عمر رئيس إدارة طاولة الحوار العالميّة للمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، إنّه لا يهمّني حبيبي في الله أكان أبو خالد علم الجهاد أم غيره من شياطين البشر أو المسيح الكذّاب الشيطان بنفسه؛ بل لا يهمّني على الإطلاق من يكون هذا أبو خالد المُعانِد بغير الحقّ بل يهمّني أن نقيم عليه الحجّة بسلطان العلم المُلجم من محكم القرآن العظيم شرطٌ علينا غير مكذوبٍ أن يكون سلطان العلم بيِّناً من محكم الكتاب يفقهه العالِم وعامة المسلمين، ولذلك نُصدِر الأمر إلى مدير طاولة الحوار الحسين بن عمر أن يرفع الحظر عن المدعو أبو خالد ولو أني أظنّه من الذين لا يهتدون، ولكن الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً فنحن في الحالتين فائزون بالحقِّ سواءٌ اهتدى أم كذّب وتولّى، فإنْ هداه الله إلى الحقّ فالحمد لله وإذا لم يهتدِ إلى الحقّ فيكون الحوار بيني وبينه معذرةً إلى ربّي وربّ الحسين بن عمر وربّ جميع الأنصار لله الواحد القهار وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّـهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿١٦٤﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
وما أريده من حبيبي في الله الحسين بن عمر وكافة طاقم إدارة منتديات البشرى الإسلاميّة العالميّة للحوار هو أن يكظموا غيظهم عن الذين يريدون أن يطفئوا نور الله حتى نقيم عليهم الحجّة الداحضة، فإذا أقمنا عليهم الحجّة بالحقِّ فحتماً سيأخذهم الله بالعذاب البئيس تصديقاً لقول الله تعالى:{وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّـهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿١٦٤﴾ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
فانظروا لقول الله تعالى: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [الأعراف]، وذلك بعد إقامة الحجّة عليهم من قِبَل الدعاة إلى الحقّ برغم أنّ حجّة القرآن العظيم قائمةٌ على الناس حتى من قبل أن يبعث الله المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وإنما نزيدهم تبياناً ونُذكِّرهم بالحقِّ من ربِّهم ولعلهم يتقون.
ويا أيها الضيف أبا خالد كن من تكون، واعْلم أنّ السعي لفتنة الأنصار عن الحقّ جُرمُ ذلك في الكتاب أعظم من لو أنك قتلته برغم أنّ قتل النفس بغير الحقّ كأنما قتل الناس جميعاً، فما أعظم عذاب الله سيكون للذين يسعون إلى فتنة المؤمنين عن اتَّباع سبيل الحقّ والصدّ عن الحقّ وإطفاء نور الله ويأبى الله إلا أن يُتِمَّ نوره ولو كره المجرمون ظهوره.
ويا أبا خالد قد تكون منهم أو من غيرهم - الله أعلم - فلا يهمّني من تكون، وأَستغرب الجبنَ في كثيرٍ من الذين يدَّعون العلم ويحاورون الإمام ناصر محمد اليماني لماذا لا يُبرِزون أنفسهم بالصورة والاسم الحقّ في الموقع ليتبيَّن لنا شخصية الذي يدَّعي العلم، فلِمَ الخوف؟ فها هو الإمام ناصر محمد اليماني يظهر لكم بالاسم والصورة ولا أخاف في الله لومة لائم، ولكن لا مشكلة لدينا والمهم هو أن نقيم على من يحاورنا الحجّة بالحقّ.
ويا أبا خالد إني أراك تقتص من بيان الإمام ناصر محمد اليماني كلماتٍ وتذر التّفصيل لكي تلبس على بعض الأنصار والباحثين عن الحقّ حتى تجعلهم يلتبس عليهم الأمر في شأن الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، ولو أنّك تريد الحقّ إذاً لوجدناك تقتبس كامل الموضوع المفصَّل في ذات النقطة ومن ثمّ تردّ عليها بالبيان الأهدى سبيلاً والأصدق قيلاً.
وأما قولك كيف أنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لا يعلم عن قصة أصحاب الكهف وكيفيّة خلقهم حسب فتوى ناصر محمد اليماني فتقول:
وكيف يقول ذلك ناصر محمد اليماني عن النبيّ عليه الصلاة والسلام؟ومن ثمّ أردُّ عليك بالحقِّ مباشرةً من ربّ العالمين الذي يقول لجدي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} صدق الله العظيم [الكهف:18]. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لو اطَّلع محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - على النائمين في الكهف؛ لماذا سوف يُوَلِّي منهم فراراً ويمتلِئ منهم رعباً؟ فلا بدّ أن يكون هناك سببٌ لم يُعلِم الله به محمداً رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولذلك سوف يتفاجأ بشيءٍ يراه لم يرَه في حياته، فمن الذي بيَّن لكم السرّ بالحقّ، أليس المهديّ المنتظَر؟ أنّ السبب هو أنهم من الأمم الأولى من الذين كانوا يتعمّرون آلاف السنين فليست أجسادهم كما هي أجسادنا، فتذكَّر أنّ زمن دعوة نبي الله نوح عليه الصلاة والسلام في قومه من بدء الدعوة فقط حتى جاء موعد الطوفان وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت].
ولكن له عمر من قبل أن يبعثه الله رسولاً، وكذلك لم يُهلِكه الله بالطوفان عليه الصلاة والسلام؛ بل تعمَّر من بعد الطوفان، والسؤال الذي يطرح نفسه للعقل والمنطق: فهل أجساد تلك الأمم الأولى كمثل أجساد البشر اليوم أم أن العقل يقول بما أن أعمارهم تُعدّ بآلاف السنين فلا بدّ أنّ أجسادهم كذلك مضاعفةٌ كما أعمارهم مضاعفةٌ على أعمار أُمم آخر الزمان؟ ولأنه يوجد في هذه الأمّة كثيرٌ من الذين عثروا على هياكلَ عظميّةٍ بشريّةٍ ضخمةٍ مصدِّقةٍ لبيان الإمام ناصر محمد اليماني عن أجساد الأمم الأولى لكونها ضخمةً جداً، وبما أنّ أصحاب الكهف هم من الأمم الأولى ولذلك أجسادهم ضخمةٌ ولذلك قال الله تعالى لنبيِّه: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} صدق الله العظيم [الكهف:18].
وهذا يدل أنّ الله لم يُفتِ نبيَّه في شأنهم عن كيفية خلقهم ولماذا هم من آيات الله عجباً ولا عن تفصيل قصتهم ولا عن ضخامة أجسادهم لحكمةٍ من الله، وبما أنّه لم يكن لديه العلم مسبقاً عن كيفية ضخامة أجسادهم ولذلك سوف يتفاجأ بما لم يُحِط به علماً من قبل، ولذلك لو اطَّلع عليهم حتماً سوف يُوَلِّي منهم فراراً ويَمْتَلئ منهم رعباً. ومن أصدق من الله قيلاً! ولذلك قال الله تعالى مخاطِباً نبيّه: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} صدق الله العظيم [الكهف:18].
ولربّما يودّ أن يقاطعني أبو خالد ويقول: "يا ناصر محمد اليماني، فما يدريك أنَّ الله لم يُفصِّل لنبيِّه الفتوى في شأن أصحاب الكهف؟ ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: تعال لنطرح السؤال أولاً على العلم والمنطق: لماذا يخاطب الله نبيَّه بقوله: {لو اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} صدق الله العظيم؟ ومن ثم ننظر لجواب العقل والمنطق أولاً فسوف يقول لا شكّ ولا ريب أن الله لم يُفتِ نبيَّه في شأن أصحاب الكهف إلا عن ظاهر القصة ولم يُفصِّل له قصتهم وخلقهم تفصيلاً، وبما أن محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لم يُحِطه الله عن ضخامة أجسادهم فحتماً لو اطَّلع عليهم سيُوَلِّي منهم فراراً ويَمْتَلئ منهم رعباً.
ومن ثم تعال يا أبا خالد لننظر الفتوى في محكم الكتاب؛ هل تأتي مصدِّقةً للعقل والمنطق أنَّ الله لم يُفتِ رسوله في شأن أصحاب الكهف؟ ومن ثم نجد الجواب مطابِقاً للعقل والمنطق وقال الله تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ﴿٢٢﴾} صدق الله العظيم [الكهف].
فانظروا لقول الله تعالى {وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا} صدق الله العظيم؛ فهذا يعني أنّ الله لم يُفتِ رسوله في شأنهم ولو أفتاه الله في شأنهم إذاً فلماذا يستفتي في شأنهم أهل الكتاب؟ ولكن الله نهاه أن يسألهم الفتوى عن شأن أصحاب الكهف لكونه لم يأتِه إلا ظاهر القصة بغير تفصيلٍ عن قصتهم وشأنهم وأسمائهم وعددهم وكيفية خلقهم، ولكن الله نهى نبيّه أن يستفتي أهل الكتاب في أصحاب الكهف فلن يفتوه بالحقِّ كونهم لا يعلمون إلا رجماً بالغيب ولذلك قال الله تعالى: {فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:22].
ولكنّ أبو خالد وأمثاله أقاموا الدنيا وأقعدوها: "كيف أنّ ناصر محمد اليماني يقول أنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - لا يعلم عن تفصيل أصحاب الكهف ولا عن كيفية خلق أجسادهم بينما ناصر محمد اليماني يُفصِّل لنا قصّتهم تفصيلاً؟ فهذا يعني أنّه يزعم أنه أعلم من محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ وأقول: ولذلك جعل الله الإمام المهديّ هو الإمام لرسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام لكونه أرفع درجةً في العلم من رسول الله المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، ولذلك جعل الله من وزرائه أربعةً من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهم: {أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا} [الكهف:9].
ويا أبا خالد تلك من آيات الله سترونها بالحقِّ على الواقع الحقيقي قريباً بإذن الله وقال الله تعالى: {وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ ۗ مَن يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُّرْشِدًا} صدق الله العظيم [الكهف:17].
ويا من يسمِّي نفسه أبو خالد، كذلك نراك تحاججنا أننا نُكذِّب بفتن المسيح الكذاب ونقول نأتي بألف دليلٍ من الكتاب على بطلان ما تزعمون من فتن المسيح الكذاب، وتريد من ناصر محمد اليماني أن يأتي بألف دليلٍ من الكتاب، ما لم فهو كذاب! ومن ثمّ يردّ عليك الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: لئِن رددتَ بالحقِّ على دليلٍ واحدٍ فقط يا أبا خالد فقد أصبح الإمام ناصر محمد اليماني كذَّاباً لو أنك أقمت عليه الحجّة بالحقِّ ولو في دليلٍ واحدٍ فقط؛ أليس ذلك أهون عليك من ألف دليل؟ فاغلبني في دليلٍ واحدٍ من الألف الدليل وهو في قول الله تعالى: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾ فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٨٨﴾ فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ ﴿٨٩﴾ وَأَمَّا إِن كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩٠﴾ فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ ﴿٩١﴾وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ ﴿٩٢﴾ فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ ﴿٩٣﴾ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴿٩٤﴾ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ ﴿٩٥﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴿٩٦﴾} صدق الله العظيم [الواقعة].
وبما أنّ أبا خالد وعلماء الأمّة وعامّتهم ليعلمون أنّ الله يتحدّث عن الروح من بعد خروجها من الجسد فيموت، ومن ثم يتحدّى الله الباطل أن يرجعها: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم، فهل من العقل والمنطق أن يُصدِق الله دعوى المسيح الكذَّاب بمعجزة إرجاع الروح إلى الجسد من بعد الموت ولو لميِّتٍ واحدٍ فقط ولو مرةً واحدةً؟ فإذا أرجعنا الفتوى للعقل لما تقّبلها على الإطلاق عقلُ كلِّ إنسانٍ عاقلٍ فسوف يقول: "وكيف يُصدِق الله المسيح الكذاب بمعجزةٍ من عنده فيُناقِض تحدِّيه في الكتاب إلى الباطل من دونه: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم؟".
أفلا ترى أن الذين يروون فتنة المسيح الكذاب بالرواية عن إحياء ميتٍ ويقولون أنه يُميته ثم يُحييه كما يفترون بالرواية التالية:
حدثنا يعقوب وهو بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح عن بن شهاب أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا سعيد الخدري قال ثم حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما حدثنا قال يأتي وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس فيقول له أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه فيقول الدجال أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته أتشكون في الأمر فيقولون لا قال فيقتله ثم يحييه فيقول حين يحييه والله ما كنت فيك قط أشد بصيرة مني الآن قال فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه.انتهى
والسؤال الذي يطرح نفسه: أليست هذه الرواية جاءت لِتكسر تحدِّي الله في محكم كتابه بإرجاع روح ميتٍ واحدٍ إلى الجسد؟ ويقول الله أنه لو صدق الباطل وأحيا الجسد برجوع الروح فيه فقد صدق وأثبت بالبرهان المبين أنه المحيي والمميت! وبما أنّ الله هو المحيي والمميت فكم ذَكَر الله ذلك كم مرة في الكتاب؟ وبما أنّ الله أفتى في محكم كتابه وقال: {قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ ﴿٤٩﴾} صدق الله العظيم [سبأ]. ولذلك تحدَّى الله الباطل من دونه أن يأتوا بهذه الآية على الواقع الحقيقي فيُحيوا جسد الميت برجوع الروح فيه: {فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ ﴿٨٦﴾ تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٨٧﴾} صدق الله العظيم، فهل هذا التحدِّي يحتاج إلى تأويلٍ غير ما نراه؟ ولكنها آيةٌ محكمةٌ يعلمها العالِم وعامة المسلمين أنَّ الله يتكلم عن روح الميت من بعد خروجها فيتحدَّى الباطل بإرجاعها إلى الجسد.
ويا معشر الأنصار، والله لَيحاول الشياطين عن طريق الذين استحوذوا عليهم أن يَصدُّوكم عن اتِّباع الإمام المهدي صدوداً كبيراً ولو أنكم أطعتموهم لَيردّونكم من بعد إيمانكم بالبيان الحقّ كافرين تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].
ولا أقول أنّ أبا خالد من شياطين البشر، ولكن طريقة تدليسه وتشكيكه في الحقّ ما عهدناها إلا منهم كونهم يُدلِّسون ويقومون باقتباس جزءٍ من الموضوع ويتركون باقي التفصيل في قلب وذات الموضوع حتى يرى القارئ أنهم يقتبسون من بيان ناصر محمد اليماني. ومن ثم نقول يا أبا خالد ما أشبه اقتباسكم من بيانات الإمام المهديّ للقرآن العظيم كمثل من يقتبس من القرآن العظيم ويقول قال الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ} صدق الله العظيم [الماعون:4]. ومن ثم يُعلِّق على ذلك ويقول: "أفلا ترون أنّ الصلاة بدعةٌ ما أنزل الله بها من سلطان! ألم يقُل الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ} صدق الله العظيم؟" فأمّا البقر التي لا تتفكر فسوف يقولون: "صدق هذا الرجل، فقد اقتبس البرهان من القرآن أنّ الصلاة بدعةٌ ما أنزل الله بها من سلطان! فجاء بالبرهان المبين من القرآن وقال الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ}". وكمثل هذا الاقتباس الباطل تجدون اقتباس الذين يَصدّون عن الحقّ صدوداً فيقتبس من بيان ناصر محمد اليماني الحقّ كلماتٍ فيترك التفصيل الباقي من البيان في ذات الموضوع حتى لا يتبيّن له أنّ ناصر محمد اليماني ينطق بالحقّ! وللأسف إنّه يوجد بقرٌ من البشر لا تتفكر، فقد يشكّ في شأن ناصر محمد اليماني بعد أن كان من التابعين بسبب تدليس شياطين البشر الذين يصدّون عن البيان الحقّ للذِّكر، ومن زاغ عن الحقّ من بعد ما تبيَّن له أنه الحقّ أزاغ الله قلبه عن الحقّ حتى لو كان يؤمن من قبلُ أنّ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني كمثل نبي الله موسى عليه الصلاة والسلام وبعض الذين اتّبعوه تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُمْ ۖ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّـهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ﴿٥﴾} صدق الله العظيم [الصف].
غير أني والحمدُ لله لا أعلم بأحد أنصاري زاغ عن الحقّ بعدما تبيَّن له أنّه الحقّ، وإنما ذلك موعظةٌ لهم من ربِّهم وما بعد الحقّ إلا الضلال، وإنما أعظكم بواحدةٍ وهو أن تتدبّروا، فهل بعد التدليس والصدّ عن البيان الحقّ للكتاب فهل تجدونهم يأتون بالبيان لِما أنكروه هو أحسن من بيان ناصر محمد اليماني وأصدق قيلاً وأهدى سبيلاً؟ والجواب: لن تجدوا لهم أيّ برهانٍ إلا اقتباس التدليس كمثل أن يقول:" إنَّ ناصر محمد اليماني يقول إنّه أعلم من محمدٍ رسول الله عن أصحاب الكهف" ومن ثم يأتي بذلك القول من البيان ولكنكم لا تجدون أنّه جاء بما يثبت زيادة علم الإمام المهدي عن أصحاب الكهف كيف أنّه فصَّل حقيقتهم تفصيلاً من القرآن العظيم، غير أنَّ الإمام المهدي لا يُنقِص من درجة جدّه العلميّة، وإنما عدم فتوى الله لنبيِّه عن أصحاب الكهف فيها حكمةٌ بالغةٌ حتى يكونوا من آيات التصديق لهذا البيان الحقّ لهذا القرآن العظيم على الواقع الحقيقي حين العثور عليهم، ولكن أكثركم للحقِّ كارهون إنّا لله وإنّا إليه لراجعون.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
خليفة الله وعبده؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
______________