المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ردّ الإمام المهديّ إلى أخي السائل الكريم عن بيان قول الله تعالى لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ صدق الله العظيم



Admin
28-05-2011, 10:39 PM
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
______________


ردّ الإمام المهديّ إلى أخي السائل الكريم عن بيان قول الله تعالى :
{ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ } صدق الله العظيم ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وعلى المسلمين إلى يوم الدين، سلامُ الله عليكم ورحمة الله وبركاته، أخي السائل الكريم ورسوله المكرّم بالسؤال إلينا عن بيان قول الله تعالى: {وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ ﴿٩﴾ فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً ﴿١٠﴾ إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ﴿١١﴾ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الحاقة].

فهو يتكلّم عن كيفية هلاك الأمم الأولى المكذّبين برسل ربّهم، ولذلك قال الله تعالى: {وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ ﴿٩﴾ فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً ﴿١٠﴾} صدق الله العظيم، ومنهم قوم نوحٍ وعادٍ وثمود، فبيَّن كيفيّة هلاك قوم عادٍ وثمودَ، غير أنّ البيان لهلاكهم جاء بغير ترتيبٍ، فبدأ بقوم عادٍ وثمودَ وفرعونَ ومن ثم ذكر كيفية هلاك قوم نوحٍ ونجاة المؤمنين. وأعلم أنّ الذي غرّك أخي الكريم أنّه جاء ذكر هلاك عاد وثمود وفرعون ومن ثم قال الله تعالى: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ﴿١١﴾ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم.

ولذلك ظنّ حبيبي في الله السائل أنّ هذا سيحدث مؤخراً كونه جاء ذِكره بعد ذِكر هلاك قوم فرعون، ولذلك ظنّ أنّه لم يحدث بعد ما جاء في قول الله تعالى: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ﴿١١﴾ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم. ومن ثم نفتيك أيّها السائل بالحقّ: إنّ المقصود بقول الله تعالى: {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ﴿١١﴾ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم، ويقصد قوم نبيّ الله نوح كون البشر من ذريّة الذين كانوا في السفينة الجاريّة.

ولربما حبيبي في الله السائل يودّ أن يقاطعني فيسأل ويقول: "ولكن ذكر قول الله تعالى {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ ﴿١١﴾ لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم؛ جاء بعد ذكر قوم فرعون، أليس هذا دليلاً أنّه لم يحدث بعد؟". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: ولكن يا حبيبي في الله إنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً، فليس شرطاً في الكتاب ذكرُ هلاك الأمم الأولى بالترتيب؛ بل قد يذكر آخرهم ثم أوّلهم ثم أوسطهم، كمثال قول الله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ﴿١٢﴾ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ ﴿١٣﴾ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ ۚ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [ق]، فانظر لقول الله تعالى: {وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ} صدق الله العظيم، ولكن قوم لوط أهلكهم الله قبل قوم فرعون ورغم ذلك قال الله تعالى: {وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ} صدق الله العظيم.

ولربّما يودّ السائل أن يقاطعني فيقول: "ولكنّ الله ذكر أنّها آية في قول الله تعالى: {لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} صدق الله العظيم". ومن ثم نرد عليه بالحق: وإنّما يقصد السفينة أنّه أبقاها لتعثر عليها الأمم الأخرى لتعيَها أذنٌ واعية كونها من آيات التصديق بالكتاب عن كيفيّة هلاك قوم نوح كونهم سوف يجدون السفينة التي أنجى الله عليها مَنْ كان من ذريّتهم البشر اليوم، وقال الله تعالى: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ ﴿٩﴾ فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ ﴿١٠﴾ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ ﴿١١﴾ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ﴿١٢﴾ وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ ﴿١٣﴾ تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ ﴿١٤﴾ وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ ﴿١٥﴾ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [القمر].

وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
أخوك الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليماني .
_____________