Admin
31-07-2020, 06:19 PM
الإمام ناصر محمد اليماني
10 - ذو الحجة - 1441 هـ
31 - 07 - 2020 مـ
02:38 مساءً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ] (https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=333804)
https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=333804 (https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=333804)
____________
كلُّ عامٍ وانتم طيّبون وعلى الحق ثابتون إلى يوم الدين ..
بسم الله الرحمن الرحيم، سلامُ الله عليكم ورحمتُه وبركاته ونعيم رضوانه أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار وجميع المسلمين لربِّ العالمين، وكلّ عامٍ وأنتم طيّبون وعلى الحق ثابتون إلى يوم يقوم الناس لربِّ العالمين؛ يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليمٍ من الشّرك بالله ربِّ العالمين..
فلَكَم يُحزنُني خبر المؤمنين بربّ العالمين أنّه لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون! وقال الله تعالى: { وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ﴿١٠٥﴾ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾ أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١٠٧﴾ قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾ } صدق الله العظيم [يوسف 105 - 108].
ويا معشر المسلمين، أُقسِم بالله العظيم ربّي وربّكم أنّ جميع من يؤمن بالله ولا يدعو الله وحده في الدّنيا وفي الآخرة أنّه لمن المشركين بالله في الدنيا وفي الآخرة ولا يتقبّل الله عمله حتى لو صلّى الدّهر كلّه وصامَ الدّهر كلّه وأنفق جبال الأرض ذهباً وهو يعتقد بشفاعة العبيد بين يدَي الربّ المعبود أنّها لن تنفعهم شفاعة الشافعين حسب معتقدهم أنّهم شُفعاؤهم يوم يقوم الناس لربّ العالمين؛ كونكم تعتقدون أنّ أنبياءكم شفعاؤكم بين يدَي الله! ولا أعلم أنّه يحقّ لأحدٍ من عباده في السّماوات والأرض أن يتقدّم لطلب الشفاعة من أنبياء الله ورُسله ولا أئمّة الكتاب المُصطفين ولا خلفاء الله أجمعين من أوّلهم إلى خاتمهم الإمام المهديّ، فلا سبيل لإخراجكم من الظلمات إلى النور ما لم تُصدّقوا بدعوة كافة أنبياء الله ورسله.
فيا للعجب يا معشر أولي الألباب! هل من المعقول أنّ الله بعث رسلَه وأنبياءه ليقولوا لأقوامهم نحن شفعاؤكم يوم الدّين يوم يقوم الناس لربِّ العالمين؟ فكيف يُنذرون أقوامهم من عقيدة شفعائهم بين يدي الله فمِن ثمّ يقولون نحن شفعاؤكم يوم الدِّين؟ ولكنّي أجد كافّة الدُّعاة بكتب الذّكر أنّهم سوف يُكذّبون أقوامهم أنّهم قالوا لهم نحن شفعاؤكم يوم يقوم الناس لربّ العالمين، ولسوف يُكذّبوكم بما تقولون أنّهم شفعاؤكم بين يدَي الله، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾ فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا ۚ وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩﴾ } صدق الله العظيم [الفرقان 17 - 19].
كون جميعهم يُنذِرون أقوامهم بذِكر ربّهم أن ليس لهم من دونه وليٌّ ولا شفيعٌ، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام 51].
أم أنّكم تقولون إنّما هذه الآية تنفي الشفاعة للكافرين، وأمّا الذين آمنوا فشفعاؤهم أنبياؤهم وأئمّة الكتاب؟! فمن ثم نُخرس ألسنتكم بخطاب الله إلى الذين آمنوا في مُحكم كتابه في قول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ } صدق الله العظيم [البقرة: ٢٥٤].
ولربما يودّ أحد الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مشركون أن يُجادلني بالمتشابه من القرآن في ظاهره في ذِكر الشفاعة فيقول قال الله تعالى: { اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } صدق الله العظيم [سورة البقرة 255].
فمِن ثمّ يردّ الإمام المهديّ وأقول: سبحانه وتعالى عمّا تشركون! فكيف يُناقض الله فتواه وقد جعل الله في هذا الموضع في الكتاب آيَتين متتاليَتين؛ الأولى مُحكمة بيّنة ظاهرها كباطنها والثانية متشابهة لها تأويل غير ظاهرها؟ وإنّما الإذن بالقول الصواب لتحقيق شفاعة الله أرحم الراحمين بعد ما كُلٌّ أذاقه الله حسابهُ فتشفع رحمته من غضبه وعذابه، كون الشفاعة لله جميعاً وليس بطلب الشفاعة من العبد أن يشفع لأحدٍ من عباده! ما لكم كيف تحكمون؟ وقال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤﴾ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴿٢٥٥﴾ } صدق الله العظيم [البقرة 254 - 255].
وموضع التشابه هو في قول الله تعالى: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ } صدق الله العظيم، فظننتم أنّه أذِن لعبده بطلب الشفاعة للعبيد أن يشفع لهم عند ربّهم! فكيف يكون ذلك هو القول الصواب الذي حذّر منه الله في كافّة الآيات المُحكمات البيّنات هُنَّ أمّ الكتاب، بيّنات ليس لهنّ تأويل ولا ولن يستطيع أحدٌ أن يُأوّلهنّ كون ليس لهنّ تأويل، فظاهرهنّ كباطنهنّ فهنّ أُمّ الكتاب ذكرى لأولي الألباب، وأتحدّى كافّة علماء المُسلمين أن يأتوا لهنّ بتأويل غير ما جاء فيهنّ من نفي شفاعة الأنبياء والأولياء من أئِمّة الكتاب تصديقاً لكافة الآيات المُحكمات البيّنات هنّ آيات أمّ الكتاب في قول الله تعالى: { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ } صدق الله العظيم [السجدة: 4].
وقال الله تعالى: { وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } [الأنعام 51].
وقال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ } صدق الله العظيم [البقرة 254].
فوالله الذي لا إله غيره لا أنتم ولا الإمام المهديّ نستطيع أن نأتي بتأويلٍ لهذه الآيات المُحكمات من آيات أمّ الكتاب بغير ما جاء في ظاهرهنّ كونهنّ ليس لهنّ تأويلٌ كما ليس لكم شفعاء يشفعون لكم بين يدَي الله، فكيف يكون لهنّ تأويل غير ظاهرهنّ وهنّ في صُلب العقيدة، أفلا تعقلون؟ فهل من المعقول أن يبعث الله محمداً رسول الله أن يُنذر الإنس والجنّ من عقيدة الشّفعاء بين يدَي الله فيُنذر الناس من تلك العقيدة الباطل؟ تصديقا لقول الله تعالى: { وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام 51].
فهل من المعقول أن يُناقض دعوته فيقول: أنا لها.. أنا لها.. أنا شفيعُكم يوم الدّين كما في الرّواية التي افتراها المنافقون على الله ورسوله وهي مكذوبة عن النّبيّ غير الذي يقول؟ كون محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: [ يا فاطمة بنت محمد اعملي لا أغني عنك من الله شيئاً ] صدق عليه الصلاة والسلام، فكيف أنّكم تجدون فتوى النّبي في الحديث موافِقة لفتوى الله في مُحكم كتابه فمن ثم تتركون قول الله وقول رسوله في الكتاب والسُّنّة النبويّة الحق التي لا تُخالف لمُحكم كتاب الله القرآن العظيم ثم تتركون قول الله وقول رسوله وتعتصمون بما يخالفهم من أقوال المنافقين من شياطين البشر الذين يقولون أحاديث عن النبي غير الذي يقول؟ فقالوا: إنّه قال أنا لها.. أنا لها.. في الرواية المطوّلة كذِباً وزوراً على رسول الله، أفلا تعقلون؟
فيا للعجب يا معشر أولي الألباب، فوالله ثم والله أنّكم لتجدون عقولكم ترفض هذا الافتراء، فكيف تتّبعون ما ترفضه عقولكم وأنتم تعلمون؟ وعلى كلّ حالٍ فلا ولن يهتدي إلى الحقّ إلا الذين يعقلون، تصديقاً لقول الله تعالى: { يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ } صدق الله العظيم [البقرة 269].
وتصديقاً لقول الله تعالى: { هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴿٨﴾ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴿٩﴾ } صدق الله العظيم [آل عمران 7 - 9].
فهل تردّى أصحاب النار في النار إلا بسبب عدم استخدام العقل؟ تصديقاً لقول الله تعالى: { وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٦﴾ إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ ﴿٧﴾ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ۖ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ﴿٨﴾ قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ﴿٩﴾ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠﴾ فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١١﴾ } صدق الله العظيم [الملك 6 - 11].
فأيّ مهديٍّ تنتظرون يا معشر المسلمين؟ فهل تنتظرون مهديّاً يهديكم وأنتم مهتدون؟ إذاً لا داعي لبعث الإمام المهديّ ليهديَكم وأنتم مهتدون، ألا والله لو كنتم لا تزالون على الهُدى لَما بعث الله الإمام المهديّ ليهديَكم وأنتم لا تزالون على الهُدى، بل بعد أن تضلّوا عن هُدى الله ضلالاً بعيداً بعد أن تتركوا كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ وتعتصموا بما يُخالف لكتاب الله القرآن العظيم وسُنّة رسوله الحقّ، فكيف تحسبون أنّكم مُهتدون وأنتم معتصمون بما يخالف لكتاب الله والسُّنّة النّبويّة الحقّ؟
والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل تنتظرون الإمام المهديّ ليوقف سفك دمائكم ويجمع صفّكم ويذهب اختلافكم فيما بينكم بحكم الله فلا تجادلونه إلا وغلبَكم بسلطان العلم المُلجم من مُحكم القرآن العظيم أم أنّكم تنتظرون الإمام المهديّ يبعثه الله ليسفك دماء المسلمين ويقتلكم شرّ قتلة في رايات سود فتبايعوه كرهاً وأنتم من الصاغرين؟ أفلا تعقلون؟ أم تنتظرون الإمام المهديّ لا يقول أنّه الإمام المهديّ بل أنتم من تقولون أنّه الإمام المهديّ فتجبرونه على البيعة بعد أن تهدّدوه بالقتل؟ إنّ هذا لكذب عُجاب مخالف لمحكم الكتاب.
فتعالوا لأدلّكم كيف تعلمون الإمام المهدي؛ فتعالوا لنسأل العقول أوّلا فنقول: يا معشر العقول إنّكم الأبصار التي لا تعمي عن الحقّ فأخبرينا كيف نعلم أيُّنا الإمام المهديّ اذا بعثه الله في عصر اختلافنا في دين الله وتفرّقنا إلى شيعٍ (أحزاب) يقتل بعضنا بعضاً؟ فحتماً تُجيب العقول فتقول: إذاً لا بدّ أن يُهيمن عليكم بسلطان العلم المُلجم من الكتاب حتى يُذهب عنكم تفرّقكم إلى شيعٍ مذهبيّةٍ فينسف المذاهب نسفاً بسلطان علم الكتاب ويُغربل أحاديث السُّنّة النبويّة بسلطان علم الكتاب فيُعيدكم إلى منهاج النّبوّة الأولى بسلطان علم كتاب الله القرآن العظيم ويبعثه الله ناصراً لِما جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كون خاتم المُرسَلين والنبيّين هو محمدٌ رسول الله بالقرآن العظيم؛ إذاً يبعثه الله ناصرَ محمدٍ ويؤيّده الله بسلطان علم الكتاب تصديقاً لقول الله تعالى: { وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ } صدق الله العظيم [الرعد الآية 43].
فيا عجبي من أمّة لا يعلمون كيف يعرفون الإمام المهديّ إذا بعثه الله في قدَره المقدور في الكتاب المسطور! فكيف تستطيعون معرفته ما لم يؤيّده الرحمن بسلطان علم كتابه القرآن العظيم، فلا يجادله أحدٌ من القرآن إلا غلبه الشاهد بالحق الذي يؤتيه الله علم كتابه القرآن العظيم؟ ما لم.. فليس الإمام المهديّ الشاهد الموعود الذي يؤتيه الله علم الكتاب؛ كون الإمام المهديّ ناصر محمد لابدّ أن يؤتيه الله علم الكتاب حتى يُهيمن على المسلمين والمُشركين والمُلحدين بسلطان علم القرآن العظيم في مختلف مجالاتهم العلميّة حتى يثبت أنّ هذا القرآن لم يفترِه محمد رسول الله بل تلقّاه من لدُن حكيمٍ عليمٍ فيُريكم الله آياته على الواقع الحقيقيّ، تصديقاً لقول الله تعالى: { إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٩١﴾ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢﴾ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٩٣﴾ } صدق الله العظيم [النمل 91 - 93].
وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ للهِ ربِّ العالمين..
خليفة الله وعبده الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
________________
10 - ذو الحجة - 1441 هـ
31 - 07 - 2020 مـ
02:38 مساءً
( بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى )
[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ] (https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=333804)
https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=333804 (https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=333804)
____________
كلُّ عامٍ وانتم طيّبون وعلى الحق ثابتون إلى يوم الدين ..
بسم الله الرحمن الرحيم، سلامُ الله عليكم ورحمتُه وبركاته ونعيم رضوانه أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار وجميع المسلمين لربِّ العالمين، وكلّ عامٍ وأنتم طيّبون وعلى الحق ثابتون إلى يوم يقوم الناس لربِّ العالمين؛ يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليمٍ من الشّرك بالله ربِّ العالمين..
فلَكَم يُحزنُني خبر المؤمنين بربّ العالمين أنّه لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون! وقال الله تعالى: { وَكَأَيِّن مِّنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ﴿١٠٥﴾ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾ أَفَأَمِنُوا أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿١٠٧﴾ قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾ } صدق الله العظيم [يوسف 105 - 108].
ويا معشر المسلمين، أُقسِم بالله العظيم ربّي وربّكم أنّ جميع من يؤمن بالله ولا يدعو الله وحده في الدّنيا وفي الآخرة أنّه لمن المشركين بالله في الدنيا وفي الآخرة ولا يتقبّل الله عمله حتى لو صلّى الدّهر كلّه وصامَ الدّهر كلّه وأنفق جبال الأرض ذهباً وهو يعتقد بشفاعة العبيد بين يدَي الربّ المعبود أنّها لن تنفعهم شفاعة الشافعين حسب معتقدهم أنّهم شُفعاؤهم يوم يقوم الناس لربّ العالمين؛ كونكم تعتقدون أنّ أنبياءكم شفعاؤكم بين يدَي الله! ولا أعلم أنّه يحقّ لأحدٍ من عباده في السّماوات والأرض أن يتقدّم لطلب الشفاعة من أنبياء الله ورُسله ولا أئمّة الكتاب المُصطفين ولا خلفاء الله أجمعين من أوّلهم إلى خاتمهم الإمام المهديّ، فلا سبيل لإخراجكم من الظلمات إلى النور ما لم تُصدّقوا بدعوة كافة أنبياء الله ورسله.
فيا للعجب يا معشر أولي الألباب! هل من المعقول أنّ الله بعث رسلَه وأنبياءه ليقولوا لأقوامهم نحن شفعاؤكم يوم الدّين يوم يقوم الناس لربِّ العالمين؟ فكيف يُنذرون أقوامهم من عقيدة شفعائهم بين يدي الله فمِن ثمّ يقولون نحن شفعاؤكم يوم الدِّين؟ ولكنّي أجد كافّة الدُّعاة بكتب الذّكر أنّهم سوف يُكذّبون أقوامهم أنّهم قالوا لهم نحن شفعاؤكم يوم يقوم الناس لربّ العالمين، ولسوف يُكذّبوكم بما تقولون أنّهم شفعاؤكم بين يدَي الله، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَٰؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ﴿١٧﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَٰكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّىٰ نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ﴿١٨﴾ فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا ۚ وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ﴿١٩﴾ } صدق الله العظيم [الفرقان 17 - 19].
كون جميعهم يُنذِرون أقوامهم بذِكر ربّهم أن ليس لهم من دونه وليٌّ ولا شفيعٌ، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام 51].
أم أنّكم تقولون إنّما هذه الآية تنفي الشفاعة للكافرين، وأمّا الذين آمنوا فشفعاؤهم أنبياؤهم وأئمّة الكتاب؟! فمن ثم نُخرس ألسنتكم بخطاب الله إلى الذين آمنوا في مُحكم كتابه في قول الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ } صدق الله العظيم [البقرة: ٢٥٤].
ولربما يودّ أحد الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مشركون أن يُجادلني بالمتشابه من القرآن في ظاهره في ذِكر الشفاعة فيقول قال الله تعالى: { اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } صدق الله العظيم [سورة البقرة 255].
فمِن ثمّ يردّ الإمام المهديّ وأقول: سبحانه وتعالى عمّا تشركون! فكيف يُناقض الله فتواه وقد جعل الله في هذا الموضع في الكتاب آيَتين متتاليَتين؛ الأولى مُحكمة بيّنة ظاهرها كباطنها والثانية متشابهة لها تأويل غير ظاهرها؟ وإنّما الإذن بالقول الصواب لتحقيق شفاعة الله أرحم الراحمين بعد ما كُلٌّ أذاقه الله حسابهُ فتشفع رحمته من غضبه وعذابه، كون الشفاعة لله جميعاً وليس بطلب الشفاعة من العبد أن يشفع لأحدٍ من عباده! ما لكم كيف تحكمون؟ وقال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤﴾ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴿٢٥٥﴾ } صدق الله العظيم [البقرة 254 - 255].
وموضع التشابه هو في قول الله تعالى: {مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ } صدق الله العظيم، فظننتم أنّه أذِن لعبده بطلب الشفاعة للعبيد أن يشفع لهم عند ربّهم! فكيف يكون ذلك هو القول الصواب الذي حذّر منه الله في كافّة الآيات المُحكمات البيّنات هُنَّ أمّ الكتاب، بيّنات ليس لهنّ تأويل ولا ولن يستطيع أحدٌ أن يُأوّلهنّ كون ليس لهنّ تأويل، فظاهرهنّ كباطنهنّ فهنّ أُمّ الكتاب ذكرى لأولي الألباب، وأتحدّى كافّة علماء المُسلمين أن يأتوا لهنّ بتأويل غير ما جاء فيهنّ من نفي شفاعة الأنبياء والأولياء من أئِمّة الكتاب تصديقاً لكافة الآيات المُحكمات البيّنات هنّ آيات أمّ الكتاب في قول الله تعالى: { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ } صدق الله العظيم [السجدة: 4].
وقال الله تعالى: { وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } [الأنعام 51].
وقال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ } صدق الله العظيم [البقرة 254].
فوالله الذي لا إله غيره لا أنتم ولا الإمام المهديّ نستطيع أن نأتي بتأويلٍ لهذه الآيات المُحكمات من آيات أمّ الكتاب بغير ما جاء في ظاهرهنّ كونهنّ ليس لهنّ تأويلٌ كما ليس لكم شفعاء يشفعون لكم بين يدَي الله، فكيف يكون لهنّ تأويل غير ظاهرهنّ وهنّ في صُلب العقيدة، أفلا تعقلون؟ فهل من المعقول أن يبعث الله محمداً رسول الله أن يُنذر الإنس والجنّ من عقيدة الشّفعاء بين يدَي الله فيُنذر الناس من تلك العقيدة الباطل؟ تصديقا لقول الله تعالى: { وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } صدق الله العظيم [الأنعام 51].
فهل من المعقول أن يُناقض دعوته فيقول: أنا لها.. أنا لها.. أنا شفيعُكم يوم الدّين كما في الرّواية التي افتراها المنافقون على الله ورسوله وهي مكذوبة عن النّبيّ غير الذي يقول؟ كون محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: [ يا فاطمة بنت محمد اعملي لا أغني عنك من الله شيئاً ] صدق عليه الصلاة والسلام، فكيف أنّكم تجدون فتوى النّبي في الحديث موافِقة لفتوى الله في مُحكم كتابه فمن ثم تتركون قول الله وقول رسوله في الكتاب والسُّنّة النبويّة الحق التي لا تُخالف لمُحكم كتاب الله القرآن العظيم ثم تتركون قول الله وقول رسوله وتعتصمون بما يخالفهم من أقوال المنافقين من شياطين البشر الذين يقولون أحاديث عن النبي غير الذي يقول؟ فقالوا: إنّه قال أنا لها.. أنا لها.. في الرواية المطوّلة كذِباً وزوراً على رسول الله، أفلا تعقلون؟
فيا للعجب يا معشر أولي الألباب، فوالله ثم والله أنّكم لتجدون عقولكم ترفض هذا الافتراء، فكيف تتّبعون ما ترفضه عقولكم وأنتم تعلمون؟ وعلى كلّ حالٍ فلا ولن يهتدي إلى الحقّ إلا الذين يعقلون، تصديقاً لقول الله تعالى: { يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ } صدق الله العظيم [البقرة 269].
وتصديقاً لقول الله تعالى: { هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ ﴿٨﴾ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴿٩﴾ } صدق الله العظيم [آل عمران 7 - 9].
فهل تردّى أصحاب النار في النار إلا بسبب عدم استخدام العقل؟ تصديقاً لقول الله تعالى: { وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٦﴾ إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ ﴿٧﴾ تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ ۖ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ ﴿٨﴾ قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ ﴿٩﴾ وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١٠﴾ فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقًا لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴿١١﴾ } صدق الله العظيم [الملك 6 - 11].
فأيّ مهديٍّ تنتظرون يا معشر المسلمين؟ فهل تنتظرون مهديّاً يهديكم وأنتم مهتدون؟ إذاً لا داعي لبعث الإمام المهديّ ليهديَكم وأنتم مهتدون، ألا والله لو كنتم لا تزالون على الهُدى لَما بعث الله الإمام المهديّ ليهديَكم وأنتم لا تزالون على الهُدى، بل بعد أن تضلّوا عن هُدى الله ضلالاً بعيداً بعد أن تتركوا كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ وتعتصموا بما يُخالف لكتاب الله القرآن العظيم وسُنّة رسوله الحقّ، فكيف تحسبون أنّكم مُهتدون وأنتم معتصمون بما يخالف لكتاب الله والسُّنّة النّبويّة الحقّ؟
والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل تنتظرون الإمام المهديّ ليوقف سفك دمائكم ويجمع صفّكم ويذهب اختلافكم فيما بينكم بحكم الله فلا تجادلونه إلا وغلبَكم بسلطان العلم المُلجم من مُحكم القرآن العظيم أم أنّكم تنتظرون الإمام المهديّ يبعثه الله ليسفك دماء المسلمين ويقتلكم شرّ قتلة في رايات سود فتبايعوه كرهاً وأنتم من الصاغرين؟ أفلا تعقلون؟ أم تنتظرون الإمام المهديّ لا يقول أنّه الإمام المهديّ بل أنتم من تقولون أنّه الإمام المهديّ فتجبرونه على البيعة بعد أن تهدّدوه بالقتل؟ إنّ هذا لكذب عُجاب مخالف لمحكم الكتاب.
فتعالوا لأدلّكم كيف تعلمون الإمام المهدي؛ فتعالوا لنسأل العقول أوّلا فنقول: يا معشر العقول إنّكم الأبصار التي لا تعمي عن الحقّ فأخبرينا كيف نعلم أيُّنا الإمام المهديّ اذا بعثه الله في عصر اختلافنا في دين الله وتفرّقنا إلى شيعٍ (أحزاب) يقتل بعضنا بعضاً؟ فحتماً تُجيب العقول فتقول: إذاً لا بدّ أن يُهيمن عليكم بسلطان العلم المُلجم من الكتاب حتى يُذهب عنكم تفرّقكم إلى شيعٍ مذهبيّةٍ فينسف المذاهب نسفاً بسلطان علم الكتاب ويُغربل أحاديث السُّنّة النبويّة بسلطان علم الكتاب فيُعيدكم إلى منهاج النّبوّة الأولى بسلطان علم كتاب الله القرآن العظيم ويبعثه الله ناصراً لِما جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ كون خاتم المُرسَلين والنبيّين هو محمدٌ رسول الله بالقرآن العظيم؛ إذاً يبعثه الله ناصرَ محمدٍ ويؤيّده الله بسلطان علم الكتاب تصديقاً لقول الله تعالى: { وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَىٰ بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ } صدق الله العظيم [الرعد الآية 43].
فيا عجبي من أمّة لا يعلمون كيف يعرفون الإمام المهديّ إذا بعثه الله في قدَره المقدور في الكتاب المسطور! فكيف تستطيعون معرفته ما لم يؤيّده الرحمن بسلطان علم كتابه القرآن العظيم، فلا يجادله أحدٌ من القرآن إلا غلبه الشاهد بالحق الذي يؤتيه الله علم كتابه القرآن العظيم؟ ما لم.. فليس الإمام المهديّ الشاهد الموعود الذي يؤتيه الله علم الكتاب؛ كون الإمام المهديّ ناصر محمد لابدّ أن يؤتيه الله علم الكتاب حتى يُهيمن على المسلمين والمُشركين والمُلحدين بسلطان علم القرآن العظيم في مختلف مجالاتهم العلميّة حتى يثبت أنّ هذا القرآن لم يفترِه محمد رسول الله بل تلقّاه من لدُن حكيمٍ عليمٍ فيُريكم الله آياته على الواقع الحقيقيّ، تصديقاً لقول الله تعالى: { إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٩١﴾ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢﴾ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿٩٣﴾ } صدق الله العظيم [النمل 91 - 93].
وسلامٌ على المُرسَلين والحمدُ للهِ ربِّ العالمين..
خليفة الله وعبده الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
________________