المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جاءت ذروةُ فساد اليهود الصّهاينة في أرض المسجد الأقصى



Admin
15-05-2021, 06:40 PM
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
03 - شوال - 1442 هـ
15 - 05 - 2021 مـ
6:40 مساءً
(بحسب التقويم الرسمي لأمّ القرى)

[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ] (https://mahdialumma.xyz/showthread.php?t=42463)
https://mahdialumma.xyz/showthread.php?t=42463 (https://mahdialumma.xyz/showthread.php?t=42463)
(https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=348867)____________


جاءت ذروةُ فساد اليهود الصّهاينة في أرض المسجد الأقصى ..

سلامُ الله عليكم ورحمةُ الله وبركاته ونعيمُ رضوانه، وعيدٌ مبارك عليكم وجميعِ المسلمين ..

فبالنّسبة للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فليس العيد عنده سعيد، فقلبي أليم نظرًا لما يحدث من الجرائم النكراء في الشعب الفلسطينيّ، ولكن الله أرحم بهم من عبده وناظرين رحمته لتعجيل التّمكين والفتح المبين بحوله وقوّته وأحداث عاجلة من ربّ العالمين، فما باليد حيلة وعسى غيرة الشّعوب على المسجد الأقصى والمسلمين في فلسطين تكون سببًا في إحياء قلوبهم ووحدة صفّهم، والمعضلة في قادات المسلمين العرب والعجم خصوصًا صنّاع القرار المؤثّرين في العرب والعجم، ولسوف ننظر ما يفعل الله فإنّ الإمام المهديّ منتظرٌ إما الفتح أو أمرًا من عند الله مباشرةً بكن فيكون (خنازير) ويلعن من يشاء لعنًا كبيرًا! وإنّما التّعدّي على حرمات الله ليميز اللهُ الخبيثَ من الطيّبِ للمسلمين فيما بينهم، تصديقًا لقول الله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ ‎﴿٥٢﴾‏ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ ۚ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ ‎﴿٥٣﴾‏ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ‎﴿٥٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

واقتربت أحداثٌ كبرى تترى، واعلموا أنّ مقتَ اللهِ أكبر، ويا أحبّتي في الله لكلّ حالٍ مقال، فهذا البيان الجديد تذكيرٌ أخيرٌ للمسلمين في شأن ما يحدث في فلسطين والمسجد الأقصى من عدوان الصّهاينة منذ أواخر رمضان، كونهم دخلوا في ذروة فسادهم الأكبر، فمهما دمّروا فقد جاء نصرُ الله، وسوف ينتقم الله لنفسه ولبيته (وبأيديكم) ولعباده المرابطين حول المسجد الأقصى والمستضعَفين في العالمين وكافّة المظلومين في العالمين، فلا تحزنوا بما سوف يفعل الله بالمستكبرين، فوالله إنّي لفي عجبٍ شديدٍ من أنصاري! كيف تطمعون في هدى المستكبرين؛ إن يروا سبيل الحقّ لا يتّخذونه سبيلًا مهما علموا علم اليقين أنّي الإمام المهدي ناصر محمد؟!

ويا أحبّتي في الله، إنّما ندعو الله أن يهديَ إلى اتّباع داعيَ سبيله الذين لو علِموا علم اليقين أنّي خليفة الله عليهم لخضعت أعناقهم لخليفة الله المهديّ ناصر محمد طاعة لأمر الله، وما بعث الله الإمام المهديّ ناصر محمد لهدي الشياطين من الإنس والجن ومن كل جنس، بل ما دون ذلك من عباده، وأما أعداؤه الكارهون لنعيم رضوان نفسه تعالى فكيف يهديهم الله؟ وجاء تأويل البيان الحقّ على الواقع الحقيقيّ وأنتم الآن في خِضَمّ تحقيق وعد الله بالتمكين في العالمين لإخضاعهم لطاعة خليفة الله المهديّ ناصر محمد، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَىٰ ۗ بَل لِّلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا ۗ أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا ۗ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ‎﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

وأحبّتي في الله الأنصار يظنّون أنّ أمر الله لا يأتي إلا في يوم صيام رمضان القمريّ! ولكن ضيف إبراهيم المكرمين جاءوا رسولَ الله إبراهيم في ميقات الضّحى فقدمهم مجلس الضّيافة، وراغ إلى أهله ليطبخوا لضيفه غداءً، فانشغل بذبح العجل وحنذه هو وزوجته حتى جاءوا لضيفهم بعجلٍ حنيذٍ، وربما يودّ أحبّتي الأنصار أن يقولوا: "وماذا نستنبط من ذلك؟" فمن ثم يرد عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد وأقول: "لو كانت أحداث العذاب حصريًّا لا تأتي إلا في صيام يوم القمر إذًا لجلس معهم رسول الله إبراهيم كي يتأكّد أنّهم صائمون أو مفطرون حتى يعلم، فإمّا يجهّز العجل لهم إفطارًا بعد المغرب، وإمّا يجهّزه غداءً، ولكنّي أجده في محكم القرآن أنّه جهّز لهم طعام الغداء بالظّهيرة، كون ليس عنده شك أنّ ضيفه صائمون، ولو أنّه جلس عندهم قليلًا من الوقت لأخبروه بالبشرى بالغلام العليم، ولعلِم أنّهم ملائكة الرّحمن جسدًا لا يأكلون الطّعام؛ إذًا لما ذبح العجل كونه ذبح العجل ضيافةً لضيفه القوم المُنكَرين، والمنكَرون أي: الغرباء؛ لم يعرفهم من قبل ولم يسألهم من أيّ بلد هم، بل باشر تجهيز غدائهم، وتكلّموا معه من بعد البشرى وجادلهم في قوم لوط، وأكّدوا له أنّه جاء أمر الله وأنّه مصيبهم عذابٌ غير مردود، وقالوا له: "فاجعل العجل في وعاء (طعام لكم جاهز) وامضِ وزوجتك حيث أمركم الله"، ولذلك قال الله تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ‎﴿٧١﴾} [الأنبياء]، فمن ثم خرجوا من عند رسول الله إبراهيم - عليه وعلى أهله الصلاة والسلام - على أقدامهم يمشون، حتى وصلوا قرية نبيّ الله لوط نهارًا يمشون على أقدامهم، وكانوا يلبسون لباسًا حسنًا من أحسن ما يلبسه القوم، ودخلوا القرية بعد العصر قاصدين دار نبيّ الله لوط - عليه الصلاة والسلام - فشاهدوهم حين إقبالهم، فشاهد جمالهم نبي الله لوط وقال هذا يومٌ عصيبٌ، كونهم قدموا إليه نهارًا فشاهد جمالهم هو وغيره، وقال الله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ‎﴿٧٧﴾} [هود]، وليس كراهيةً للضيف الوافدين، ولكنّه يعلم بما يفعله قومه فاحشةً ما سبقهم بها من قبلهم أحدٌ من العالمين، ولذلك ساء بهم وضاق بهم ذرعًا، ألا وإنّ ضيف إبراهيم المكرمين كذلك هم ضيف لوط عليه الصلاة والسلام، فرحّب بهم وهو لا يعرفهم وقدمهم مجلس الضّيافة، وراغ إلى أهله وبناته لصنع طعام لضيفه، ولكن وجبة عشاء، كونهم وفدوا إليه بالعشيّ (بالعصر) فأراد أن يقيم لهم وجبة عشاء، فإذا بقومه يهرعون صوب داره ليُراودوه عن ضيفه، ولم يكن يعلم أنّهم ملائكة رسل ربّ العالمين، ليخرج هو وأهل بيته بقطع من اللّيل" ولا نريد أن نطيل عليكم والباحثين، ولا نريد أن نبيّن لكم أكثر أحبّتي الأنصار.

وما يخيفني من الأنصار كون كثير منهم في كلّ مرّة يفتنون أنفسهم ويفتنون أهليهم ويفتنون أصدقاءهم الذين كانوا على وشك تصديقهم واتّباعهم! وما يحزنون به أنفسهم ويفتنون أهلهم وأصدقائهم هو أنّهم يقومون من ذات أنفسهم بتحديد موعد العذاب بغير علم من الله مخالفين أمر الله في قول الله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ‎﴿٢٥﴾‏ قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ‎﴿٢٦﴾‏} صدق الله العظيم [الملك].

ويا معشر الأنصار لَكَم نصحناكم في كلّ مرّة أن لا تفتنوا أنفسكم وأهليكم وأن لا تخالفوا أمر الله بتحديد موعد العذاب، كون لله حكمةٌ بالغةٌ فهو أعلم بعباده، كونهم يستعجلون بالسّيئة قبل الحسنة، وحتى ولو كنتم على وشك إقناعهم بداعي الحقّ من ربّهم ثم قمتم بتحديد ميعاد العذاب لتأخّروا عن الاتّباع الذين لا يعقلون حتى تطمئن قلوبهم حين وقوعه على رؤوسهم، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ‎﴿٤٨﴾‏ قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۗ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۚ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ‎﴿٤٩﴾‏ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُهُ بَيَاتًا أَوْ نَهَارًا مَّاذَا يَسْتَعْجِلُ مِنْهُ الْمُجْرِمُونَ ‎﴿٥٠﴾‏ أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنتُم بِهِ ۚ آلْآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ‎﴿٥١﴾‏ ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ ‎﴿٥٢﴾‏ ۞ وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ ۖ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ ۖ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ ‎﴿٥٣﴾‏} صدق الله العظيم [يونس].

ويا أحبّتي في الله، إنّ الله يرضى لعباده الشّكر ولا يرضى لهم الكفر، وما يفعل الله بعذاب عباده؟ وقال الله تعالى: {مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ‎﴿١٤٧﴾‏} [النساء]، كون ذلك يحزنه بعد أن يصبحوا نادمين على ما فرّطوا في جنب ربّهم، بل يفرح الله بهداهم فذلك ما ينال نفس الله (تقواهم)، فيفرح بهداهم أعظم من فرحكم بهدى بعضكم بعضًا، إلّا المستكبرين الكارهين لرضوان ربّ العالمين، فاعلموا أنّه لا أمل في هداهم، بل العالم بأسره الآن في خِضَمّ حرب الله بسبب تناوش اقتراب كوكب العذاب (سقر) من الأرض، فوصلت الآن أوج فلكها في الارتفاع خلف الشمس لتدور من خلفها فتهوي في سماء أرضكم من جنوب الشمس وجنوب أرض البشر، وبينها وبين الشمس الآن تغيّظًا وزفيرًا، ممّا سوف يزيد حرب الله المناخيّة بالفيضان المنهمر، وكسفٍ من السماء ساقطٍ بما لم يكونوا يحتسبون، وحرب الأعاصير البحريّة والمنخفضات الجوّية ذات الرّياح المزدوجة الباردة والحارة جوًّا وبرًّا وبحرًا، وأعاصير فيها نار ذات القوّة التّدميريّة لإحراق جنّات حدائق غابات البهجة على رؤوسهم، وحرب الصّواعق وزلازل وبراكين وعواصف النّازعات البحريّة والبريّة القمعيّة وألوان من العذاب من جرّاء حرب التّناوش، وسوف يرفع الله معيار حربه الجوّية والبحريّة والبرّية، إضافة لمدد جديد من سلالات بعوضة الدم.

وأرجو من الله أن لا يُهلك بعذابه إلا أعداءه الذين لو علموا الحقّ من ربّهم فهم للحقّ كارهون، ويهدي الله ما دون ذلك، ويؤسفني أنّي في أمّة هي الأشدّ إلحادًا بالله بين الأمم إلا من رحم ربي، كونهم يصدّقون الملحدين بالله بقولهم: "كوارث طبيعية تحدث من زمن إلى آخر؛ معروفة"، حتى إذا اشتدّ الله عليهم بعذاب التناوش بسبب اقتراب كوكب العذاب فقالوا: "نعم هذه كوارث غير طبيعيّة ما تعوّدنا أنّها تأتي تترى، ولكن هذا بسبب الاحتباس الحراريّ في الغلاف الجويّ العلويّ بسبب عوادم مصانعنا كانت سبب كوارث من الأرض والسماء"، ويا للعجب! فماذا كان الله يهلك به الأمم الأولى؟ أليس بما يسمّونها كوارث الطّبيعة؟ فهل يا ترى أهلك الله قوم نوح بفيضان غرق الماء المنهمر، فهل كان ذلك بسبب تراكم عوادم مصانعهم أحدثت خللًا في الغلاف الجويّ برغم أنّه كان الطوفان العظيم في تأريخ الأرض أغرق كافّة جبال الأرض؟! فكذلك طوفان العذاب الأدنى بأمر الله، وللأسف صدّقهم المسلمون إلا من رحم ربي، وإنّ في نظري كفار قريش هم أشدّ إيمانًا بالله من مسلميّ اليوم لولا أنّهم مشركون بالله آلهة مع الله، وقال الله تعالى: {قُل لِّمَنِ الْأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ‎﴿٨٤﴾‏ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ‎﴿٨٥﴾‏ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ‎﴿٨٦﴾‏ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ‎﴿٨٧﴾‏ قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ‎﴿٨٨﴾‏ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ ۚ قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ ‎﴿٨٩﴾‏} صدق الله العظيم [المؤمنون]، ويقصد الله بقوله لنبيّه: {قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ}؛ أي فكيف تقولون أنّي ساحر وأنا أدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وأنتم به معترفون أنّه الله ربّ الملكوت الخالق لكلّ شيءٍ ربيّ وربّكم والمسيطر على كل ملكوته سبحانه؛ إذًا الكفار في عهد النّبي إيمانهم أشدّ من إيمان مسلميّ اليوم إلا من رحم ربي، وأقصد الذين صدّقوا أسطورة الاحتباس الحراريّ بسبب عوادم مصانع البشر أنّها سبّبت الفيضانات بماءٍ منهمرٍ بدل أن يتنزّل بقدر كما توعدون، و يا سبحان الله! فهل تصدقون أنّكم إذا أوقفتم عجلة اقتصادكم سوف تخفّفون الماء المنهمر ثم ينزل المطر بقدر معلوم؟ فهل الملحدون هم المتحكّمون بالمطر أصحاب نظريّة الاحتباس الحراري؟! وقال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ ‎﴿٣٢﴾‏ وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ‎﴿٣٣﴾}‏ [إبراهيم].

وقال الله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ‎﴿٦١﴾‏ اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ‎﴿٦٢﴾‏ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۚ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ‎﴿٦٣﴾}‏ صدق الله العظيم [العنكبوت].. إي وربي، إنّ من صدّق بأسطورة الاحتباس الحراريّ لا يعقلون.

وربما يودّ كثيرٌ من المسلمين أن يقولوا: "ما خطبك يا ناصر محمد تخاطبنا وكأنّنا ملحدون بربّ العالمين؟" فمن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد ويقول: هذه حقيقتكم إن صدّقتم بنظريّة الاحتباس الحراريّ، كوني أنذركم والعالمين منذ ستة عشرَ عامًا من تناوش عذاب كوكب العذاب الذي يقترب من أرضكم وكلّ عام أقرب، ذلكم كوكب سقر، كونها قادمة على البشر فيضانات ماءٍ منهمرٍ ما شهدتم بمثلها في حياتكم في مختلف أنحاء العالم، وسوف يرسل الله مطرًا من غير سحاب! عواصف ثلجيّة لم تعرفوا مثلها من قبل؛ مصحوبة برياح عاتية السّرعة، وسوف يسقط الله على العالمين وعلى جزيرة العرب كِسَف جبال من برَد (شظايا قاتلة)، فذلك ما حذّر الكفار منه محمدٌ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وقال الله تعالى: {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا ‎﴿٩٢﴾} [الإسراء].

وكذلك حجارة من نار من كوكب سقر، ولذلك قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ‎﴿٣٢﴾‏ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ‎﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].. وكذلك الدخان المبين وما أدراك ما الدخان المبين؟!

وبما أنّ المستكبرين من بني صهيون حول المسجد الأقصى جاء موعد ذروة فسادهم الأكبر، وأعلم ما سوف يفعلون ليميز الله الخبيث من الطيّب فيما بين المسلمين، ثم ينتقم الله لبيته المعظّّم المسجد الأقصى وللمستضعفين في فلسطين الذين يتفرّج عليهم قادات العرب والمسلمين كيف يفعلون بهم الصّهاينة يدمّرون بالطيران منازلهم على رؤوسهم! وأجد في القرآن إنّما حركة دخول المسجد الأقصى لطرد المصلين والعاكفين في العشر الأواخر من رمضان ليس إلا ليستفزّوا الشّعب الفلسطينيّ لقتالهم، ويريدون أن يدمّروا ما علَوا بالطيران تدميرًا وقتل الشعب الفلسطينيّ وطرد آخرين وهدم المسجد الأقصى وتهويد كلّ فلسطين، ثم الذي يليها إن استطاعوا لتحقيق خارطة ترامب الملعون - قصم الله ظهره وقصّر عمره - وقد نصحنا المسيحيّين النّصارى أن يحذروا من المسيحيّين الصّهاينة أعداء المسلمين والنّصارى وأعداءً لليهود المسالمين من الذين يريدون أن يأمنوا شرّ قومهم وشرّ المجاهدين المسلمين لتحرير فلسطين، فان جاءوكم يا معشر المسلمين فاقبلوهم ولا تمسّوهم بسوء، فهم قوم لا يحلمون بدولة اليهود الكبرى ويريدون أن يأمنوا شرّ قومهم ويأمنوا شرّ المسلمين ويعيشوا مسالمين، أولئك لم يجعل الله لكم عليهم سبيلًا؛ أولئك الذين قال الله عنهم في محكم كتابه القرآن العظيم في قول الله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ ۚ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا ‎﴿٩٠﴾‏ سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَن يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّ مَا رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيهَا ۚ فَإِن لَّمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ ۚ وَأُولَٰئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُّبِينًا ‎﴿٩١﴾‏} صدق الله العظيم [النساء].

وما كان للإمام المهديّ ناصر محمد أن يدعو إلى سفك دماء المسالمين؛ بل أذِن الله لكم بقتال المعتدين على حرمات مقدّساتكم ودياركم وأرضكم وأعراضكم، فذلك هو الجهاد، إن لا تفعلوه تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبيرٌ.

ويا معشر أحزاب المسلمين المتقاتلين، هذا إنذارٌ أخيرٌ من الله العليّ القدير أن تعلنوا توقيف الحرب فيما بينكم فتخضعوا لخليفة الله على العالمين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، فقد جاءتكم بيّنات بياناته الغيبيّة ممّا علّمني ربّي في القرآن العظيم، وأذكّركم للمرة الأخيرة بأمر الله إليكم أنتم اليوم في قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ‎﴿٢٠٨﴾‏ فَإِن زَلَلْتُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ‎﴿٢٠٩﴾‏} صدق الله العظيم [البقرة].

وقاتلوا المعتدين على المسجد الأقصى وعلى مقدّساتكم، واعلموا أنّ الأشهر الحرم أربعة ولسنَ منفصلات؛ بل متّصلات - الشهر الحرامُ بالشهر الحرامِ - تصديقًا لقول الله تعالى: {الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ ۚ فَمَنِ اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ‎﴿١٩٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

فتذكّروا قول الله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ‎﴿٣٦﴾} [التوبة].

كونهم أوّل مَن بدأ بالعدوان، وليس عدوانهم هذه المرّة مثل كلّ مرّة، واعلموا أنّ الله مع المتقين، وإن أبيتم الخضوع والطّاعة للدفاع عن مقدّساتكم؛ فاعلموا أنّ الله عزيزٌ حكيمٌ، فلستُ بأسفِكم أن تُظهروني على العالمين، بل حرب الله المباشرة جارية لإظهار خليفته على العالمين، ولسوف تعلمون.

وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين..
خليفةُ الله على العالمين الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
________________