Admin
24-01-2023, 08:02 AM
- 1 -
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
02 - رجب - 1444 هـ
24 - 01 - 2023 مـ
08:02 صباحًا
(بحسب التّقويم الرّسميّ لأمّ القرى)
[لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان] (https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=405005)
(https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=405005)https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=405005
(https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=405005)____________
بَدَأ بتأويلِ رُؤيا ولكِنَّه تَطوَّرَ وصارَ بيانًا بقَدَرٍ مَقدُورٍ وإلى الله تُرجَعُ الأمور وإجاباتٍ للسَّائلين ..
وعليكم السَّلامُ ورحمةُ الله وبركاته، ويا حبيبي في الله صاحب الرُّؤيا الأنصاري فلا تَعُد أن تَستحلِفَ خليفة الله أن يأتيكَ بتَأويلِ رُؤياكَ بالطَّيَرانِ في جَوِّ السّماء؛ فلستَ وحدَك مِن الأنصار مَن يرى الطيران برَفرفَة الأيدي في جَوِّ السماء بالطّيران فوق المُدُن والجبال وهم بوَضعِيّةِ الامتِدادِ بشكل خَطٍّ مُستقيمٍ بِأُفُق السَّماء بزاوية مائة وثمانين دَرجة أُفُقيًّا وليس جسمه مُعْوَجًّا بزاوية تسعين درجة، بمعنى أنه لا يرى رِجليهِ كَون جِسمهُ مَمدودًا في الطيران وليس مُعْوَجًّا بل جِسمه مَمدودٌ مُستَقيمٌ بخَطٍّ أُفُقيٍّ في جَوِّ السماء وإنَّما يُرفرفُ بأيديهِ ليَستَمرَّ في الطَّيَران قُدُمًا بشكلٍ أُفُقيٍّ في السماء وليس عَموديًّا؛ كونه يرى نفسه فجأةً في الرُّؤيا في منامه أنّه يطيرُ في جوِّ السماء بشكلٍ أُفُقيٍّ ووضعيّة جسمِه ممدودٌ بشكلٍ أُفُقيٍّ وهو ينظر إلى الأرض والجبال مِن تحتِه، فتِلك رؤيا خير وهُدًى إلى صراطٍ مستقيمٍ؛ حُنفاءَ لله لا تُشركون به شيئًا، فقد عثرتَ على الحقّ فاعتَصِم به. والطَّيَرانُ في السماء بعكسِ التَّرَدِّي مِن السماء، تصديقًا لقول الله تعالى: {حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [سورة الحج].
ويا حبيبي في الله السّائل، لا تستَحلِف الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ مَرَّةً أخرى في تأويل رُؤياك، فلو نفتَحُ مَجالَ تأويلِ الرُّؤيا إذًا لمَا استطعتُ أن أكتُبَ لكُم بيانًا للقرآن مِن جرَّاءِ كثرة الرّؤى، وكذلك سوفَ نفتَحُ فُرصةً لِمَكر رؤيا الكَذِب مِن قومٍ آخرين والمُستَهزئين فيفتَرونَ برؤيا ضدَّ خليفة الله المهديّ كذِبًا مِن عندِ أنفسِهم للصَّدِّ عن اتِّباع الصِّراط المستقيم بكل حيلةٍ ووسيلةٍ، ولذلك نقول الرُّؤيا تَخُصُّ صاحبها ولا نستطيع أن نبني عليها أحكامًا شرعيَّةً عامَّةً للأُمَّة، وكذلك حين نقوم بتأويل الرُّؤيا فحتمًا سوفَ تحدُث لصاحبها مِن بعد التَّأويل لتصديقِ التَّأويل بالحقّ على الواقِع الحقيقيّ.
وربما يوَدُّ أحدُ السّائلين أن يقول: "يا ناصر محمد اليمانيّ، ألم يُفتِكَ الله في الرُّؤيا أنَّك الإمام المهديّ المنتظر خليفة الله في الأرض على العالمِ بأسرِه؟ ورغمَ ذلك تُفتي أنَّ الرُّؤيا لا ينبغي أن يُبنى عليها أحكامٌ شرعيّة للأمّة في دين الله!" فمِن ثمَّ نرُدُّ على السّائل وأقول: اللهمّ نعم، ولكن الله جعل شَرْطًا في رُؤياي بِالحَقِّ على الواقِع الحَقيقيّ أنَّه لا يُجادِلني أحدٌ مِن القرآن إلَّا غلبتُه لتَصديق الرُّؤيا بالحَقِّ، كون الله يُؤتيني عِلمَ كتابِه القرآن العظيم لتصديق الرُّؤيا بالحَقّ فلا يُجادِلني أحدٌ مِن عامَّة الناس أو مِن عُلمائهم مِن القرآن إلَّا غلبتُه بسلطان العلمِ المُبيْنِ مِن مُحكَم القرآن العظيم، ومسألة تعليم عِلم البيان يتولَّاها الله المُعَلِّم لعبدِه بوَحيِ التَّفهيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ بل بسُلطانِ عِلمِ البيان الحقّ للقرآن نستنبطُه مِن مُحكَمِ القرآن كون القرآن مُحكَمًا ومُفَصَّلًا، وتفصيلُه فيه، تصديقًا لقول الله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ {الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴿١﴾ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ۚ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ ﴿٢﴾ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [سورة هود]، وآياتٌ بَيِّناتٌ لتفصيلِ نِقاطٍ لَم يتِمّ ذِكرُهنَّ (في موضوعٍ سَبَق ذِكرُه)، وعلى سبيلِ المثال: البِشارات التي جاءت لرسول الله إبراهيم وزوجته - عليهم الصَّلاة والسَّلام - بإسماعيل وإسحاق عليهم الصَّلاة والسَّلام، فهم بشارةٌ في مَوقفٍ واحدٍ وقصّةٍ واحدةٍ حدَثت في نفسِ زيارة ضيفِ إبراهيم المُكرَمين الثلاثة - جِبريل ومِيكال ومالِك - عليهم الصَّلاة والسَّلام، كون نبيّ الله إبراهيم - عليه الصّلاة والسّلام - لا يَعرِفُ جبريل حين يتمثَّلُ إلى بَشَرٍ سَوَيٍّ كونَه مِن الذين كَلَّمهم الله تكليمًا وأنزَل إليه الصُّحفَ تنزيلًا مِن السماء؛ كمثلِ صُحفِ إبراهيم وموسى (مِن الذين كلّمَهم الله تكليمًا)، تصديقًا لقول الله تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴿١٦﴾ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ﴿١٧﴾ إِنَّ هَٰذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ ﴿١٨﴾ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الأعلى].
وحينَ يُرسِل الله رسوله جبريل بالوَحيِ على مَن يشاءُ الله مِن أنبيائه ورُسلهِ مِن الإنس والجنّ فإنّهم يُرافِقون جبريل (ميكال ومالك) كون مالِك هو رئيس تسعة عشر مَلَكًا - خزَنة جهنَّم - وتابِعٌ لَه عَتيد، ولِكُلِّ إنسانٍ عَتيد كاتب السَّيئات، وأمّا رقيب كاتب الحسنات فيتبَعُ مِيكال، ولكل إنسانٍ رَقيب كاتِب الحسنات، وكذلك المُعَقِّبات يتبَعون مِيكال، وكذلك مِيكال رئيس المُستَقبِلين المُرَحِّبينَ بأولياءِ الله على أبواب جَنَّات النَّعيم، حتى إذا دخلَ المُتَّقون جَنَّات النَّعيم كذلك يدخلون عليهم مِن كلِّ بابٍ للمُبارَكة بفوزِهم بجنَّات النَّعيم، تصديقًا لقول الله تعالى: {۞ أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ ۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٩﴾ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ ﴿٢٠﴾ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ﴿٢١﴾ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ﴿٢٢﴾ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ﴿٢٣﴾ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [سورة الرعد].
ألا وإنَّ عَتيد مِن جنود مالِك، ورَقيب مِن جنود مِيكال، وكذلك المُعَقِّبات مِن جنود مِيكال، وكذلك يَتبَع مِيكال الدَّوريَّات للحرَس السّماويَّ على مَقرُبةٍ مِن أبواب السّماء الدُّنيا، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا ﴿٨﴾ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا ﴿٩﴾ وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ﴿١٠﴾} [سورة الجن] صدق الله العظيم.
ولكِنَّ الملائكة المُكرمينَ أولياء بعضهم لبعض أجمعين، وجميعهم يأتمِرونَ بأمرِ الرّوح القُدُس جبريل - عليه الصّلاة والسّلام - عِند ذي العرش مَكين مُطاعٍ ثَمّ أمْين، وكافَّة الملائكة أولياء بعضهم لبعض وأولياء الصَّالحين مِن عباد الله، وأجِدُ أنّ المُستَقبِلين المُرحِّبينَ كذلك بقيادة مِيكال، ويتنزَّلونَ إلى أبواب السَّماء السَّابعة للتَّرحيبِ بالضّيوفِ الواصِلين مِن الأرض مِن عِبادِ الله المُقرَّبينَ الذين يدخلون الجنّة مباشرةً بغير حسابٍ مِن قبل يوم الحساب؛ بل مِن بعد مَوتهم يكونون ضيوف الرَّحمن، تصديقًا لقول الله: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴿٣٠﴾ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [سورة فصلت].
ومالِك ومِيكال يتنزَّلون مع الرُّوح القدس جبريل - عليهم الصَّلاة والسَّلام - لِمُلاقاة الأنبياء وأئمة الكتاب المُصطَفِين مِن بعد التَّوفي بالموت، وكذلك يتنزَّلون إلى أبواب السَّماء السَّابعة لِمُلاقاة مَن يشاءُ الله مِن عباد الله المُكرمينَ الصِّدِّيقينَ للاستِقبال والتَّرحيبِ تَشريفًا وتكريمًا لهم، وكذلك يتنزَّلونَ بالوحيِ بالكِتاب بادِئ الأمر - جبريل ومِيكال ومالِك - ورُسلٌ كثيرٌ معهم مِن الملائكة تعظيمًا للقولِ الثَّقيل في كَفَّة الميزانِ؛ تلك كلمة التّوحيد:
(لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ أن لا تعبُدوا إلَّا إيَّاهُ مُخلِصينَ له الدِّين ولو كَرِهَ الكافرون الكارهون رضوانَ الله على عبادِه)
فيتنَزَّلون مع رسول الله الرُّوح القُدُس جِبريل ومعه مِيكال ومالِك والملائكة أجمعين بادِئ الأمْر فَقَط حين تَنزيل الكِتاب في الليلة المُبارَكة إلى رسُل الكِتاب إلى النَّاس بكلمة التَّوحيد الحَقّ (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) كون مالِك مِن ضِمنِ الرُّسل بالحَقِّ، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ ﴿٧٧﴾ لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [سورة الزخرف].
والملائكة أجمعون يتنزَّلون في لَيلة القَدْر على مَن يشاءُ مِن عباده بالكِتاب، ويتنزَّلون أجمعون بادِئ الأمْر تَعظيمًا وإجلالًا ووَقارًا لكلمة التَّوحيد (لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ أن لا تعبُدوا إلَّا إيَّاه مُخلصين له الدِّين ولو كرِهَ الكافرون) كونَ ذلك هو خُلاصة ما جاء في الكُتبِ السَّماويَّة، تصديقًا لقول الله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ {أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿١﴾ يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ ﴿٢﴾} [سورة النحل]
وتصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾} [سورة الأنبياء].
وتصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٠٩﴾ حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴿١١٠﴾ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿١١١﴾} صدق الله العظيم [سورة يوسف].
ونَعودُ لِضيفِ إبراهيم المُكرمينَ - جِبريل ومِيكال ومالِك - وقال الله تعالى: {إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ ﴿٥٢﴾ قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ ﴿٥٣﴾ قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ﴿٥٤﴾ قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ ﴿٥٥﴾ قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ﴿٥٦﴾} [سورة الحجر]، فضحِكَت امرأته مِنَ المَوقِف وفرَحًا لزوجها أنّه سوف يتزوَّج فيُنجِبُ غُلامًا عَليمًا، ولم تكن تظُنّ أنّها مَن سوف تحمل - هي - بِنَبيّ الله إسماعيل وإسحاق كونها عَجوزًا قاعِدًا في سِنِّ العُقمِ بسبب اليأس مِن المَحيضِ، وقال الله تعالى: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴿٧١﴾ قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ﴿٧٢﴾ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ ﴿٧٣﴾} صدق الله العظيم [سورة هود]، فالبِشارَتان في مَوقِفٍ واحدٍ، وإنّما تأتي آيةٌ تُفَصِّلُ بالمزيدِ مِن نِقاط الآية المُحكَمة رغم أنَّ البِشارة بإسماعيل وإسحاق هم لإبراهيم، تصديقًا لقول الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴿٣٩﴾} صدق الله العظيم [سورة إبراهيم].
وعَلى كُلِّ حال كُنتُ أُريد فقط الإجابة على السَّائل فإذا أنا أكتُبُ بيانًا جديدًا.
وربّما يَوَدُّ أحبّتي الأنصار أن يقولوا: "زِدنا زادَك الله عِلمًا يا إمامنا وذلك بالتَّرفيهِ علينا بِقصص الأنبياء، فنحن في انتظار نَصْرِ الله وأيَّام الانتظار طويلةٌ على النَّفْس". وحتى يأتي نَصْر الله نزِيدُكم مِن قصة إبراهيم ولوط ثم نقول: لا مشكلة. فنزيدكم بقصة المُهاوَشة بين نبيّ الله إبراهيم ونبيّ الله لوط حين التَقيَا في المكان المَعلومِ الذي حدَّدوه - الملائكة - لإبراهيم ولُوط أن يلتقِيا فيه ليَرحَلوا سَوِيًّا مِن نفس المكان الذي أخبروا به إبراهيم ولوط ليَلتقوا في المكان الفُلانيّ ليَرحَلوا سوِيًّا عن قومهم، تصديقًا لقول الله تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ﴿٦٥﴾} صدق الله العظيم [سورة الحجر]، والتَقيَا وأهلهم حيث أُمِروا في مكان اللِّقاءِ بعد أن تطهَّروا - إبراهيم وزوجته - بالماء كونه مسَسها في تِلك الليلة بعد أن غادرَ الضّيوف مِن بَعْد البُشرى فوَهبَ الله له نَبيّ الله إسماعيل في تلك الليلة، وأمَّا نبيّ الله إسحاق فوَهبَه الله له بعد حينٍ وهم في الأرض المُباركة، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴿٧١﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنبياء].
ونَعودُ لِحَيث المكان الذي التَقيَا فيه - إبراهيم ولُوط - وأفطروا فُطورَ الصباح بِبَقيَّة العِجْل الحَنِيذ فقد أكلا منه إبراهيم وزوجته مِن قبل أن يتماسَّا مِن بعد مُغادرة الضّيوف، وقَصّ نبيّ الله إبراهيم لِنَبيّ الله لوط قِصَّة العِجْل الذي ذبحه لضيفِه المُكرَمين بِظَنٍّ منه أنّهم ضيوفٌ مِن البشر (الذين هم أنفسهم ضَيْف نَبيّ الله لوط)، وقَصّ نبيّ الله إبراهيم لنبيّ الله لوط بالقِصة وأنّه جادَلهم في قومِ لوطٍ لتأخير هلاكِهم فقالوا: {يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۖ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ ﴿٧٦﴾} [سورة هود]، فهُنا اُستُفِزَّ نَبيّ الله لُوط فعاتَب نبيّ الله إبراهيم فقال نبيّ الله لُوط: "فأمَّا أنا فجادَلتُهم أن يُعَجِّل الله في تَدميرهم الليلة قبل الغَد كوني لا أُطيقُ مِن شِدّةِ الغَيظ صَبرًا إلى الصباح بعد أن عرَضتُ لهم بناتي حين راوَدوني عن ضَيفي، فطَمَسَ الله على أعيُنِ قومي فدخلوا مَضافِي ودخلتُ وراءهم بسَيفي ونوَيتُ قِتالهم بعد أن رفضوا بناتي، فطَمَس الله على أعينهم فلم يُشاهِدوا ضَيفي وأنا أُشاهِدُهم، وخرجوا مِن المَضافِ وطمَّنوني أنَّهم رُسلٌ مِن رَبّ العالَمين بالبُشرى بهَلاكِ قومي المُجرمين، فأخبروني أنَّ الله سوف يُهلكُهم الصباح، فقلتُ لهم لا أُطيق صَبْرًا إلى الصباح، فقالوا ليس بأيدينا أن نُقَرِّبَ مَوعِدهم الآن، وقالوا إنّ مَوعِدهم الصُّبح أليس الصُّبح بقريبٍ؟" فتبسَّم نبيّ الله إبراهيم لامتِصاصِ غَضَبِ نبيّ الله لوط، فقال نبيّ الله لُوط: "سامَحكَ الله يا إمامي رسول الله إبراهيم فأنتَ لا تعلمُ ما صَنَعَ القومُ مِن بعد إخراجك"، فأشرَقت شمس الضُّحى مُنكَسِفةً كُسُوفًا كُلِّيًّا بكوكب سَقَر، فانطلقا باتِّجاه مَكَّة المُكَرَّمة ولم يلتَفِتوا إلى الشَّمس المُنكسِفةً تنفيذًا للأوامرِ حِفاظًا على أبصارِهم، كون سَقَر كانت أقرب إلى الشمس في ذلك المرور.
وأمّا الآن فمرور سَقَر أقرب إلى الأرض فتُحدِث كُسُوفًا سماويًّا كَبيرًا نظرًا لقُربِها الشَّديد مِن الأرض هذه المَرَّة؛ مِن أقرب المُرورات على الإطلاق.
وسَلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله رَبِّ العالَمين..
أخوكم خليفةُ الله المَهديّ؛ ناصر محمد اليمانيّ.
_______________
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
02 - رجب - 1444 هـ
24 - 01 - 2023 مـ
08:02 صباحًا
(بحسب التّقويم الرّسميّ لأمّ القرى)
[لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان] (https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=405005)
(https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=405005)https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=405005
(https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=405005)____________
بَدَأ بتأويلِ رُؤيا ولكِنَّه تَطوَّرَ وصارَ بيانًا بقَدَرٍ مَقدُورٍ وإلى الله تُرجَعُ الأمور وإجاباتٍ للسَّائلين ..
وعليكم السَّلامُ ورحمةُ الله وبركاته، ويا حبيبي في الله صاحب الرُّؤيا الأنصاري فلا تَعُد أن تَستحلِفَ خليفة الله أن يأتيكَ بتَأويلِ رُؤياكَ بالطَّيَرانِ في جَوِّ السّماء؛ فلستَ وحدَك مِن الأنصار مَن يرى الطيران برَفرفَة الأيدي في جَوِّ السماء بالطّيران فوق المُدُن والجبال وهم بوَضعِيّةِ الامتِدادِ بشكل خَطٍّ مُستقيمٍ بِأُفُق السَّماء بزاوية مائة وثمانين دَرجة أُفُقيًّا وليس جسمه مُعْوَجًّا بزاوية تسعين درجة، بمعنى أنه لا يرى رِجليهِ كَون جِسمهُ مَمدودًا في الطيران وليس مُعْوَجًّا بل جِسمه مَمدودٌ مُستَقيمٌ بخَطٍّ أُفُقيٍّ في جَوِّ السماء وإنَّما يُرفرفُ بأيديهِ ليَستَمرَّ في الطَّيَران قُدُمًا بشكلٍ أُفُقيٍّ في السماء وليس عَموديًّا؛ كونه يرى نفسه فجأةً في الرُّؤيا في منامه أنّه يطيرُ في جوِّ السماء بشكلٍ أُفُقيٍّ ووضعيّة جسمِه ممدودٌ بشكلٍ أُفُقيٍّ وهو ينظر إلى الأرض والجبال مِن تحتِه، فتِلك رؤيا خير وهُدًى إلى صراطٍ مستقيمٍ؛ حُنفاءَ لله لا تُشركون به شيئًا، فقد عثرتَ على الحقّ فاعتَصِم به. والطَّيَرانُ في السماء بعكسِ التَّرَدِّي مِن السماء، تصديقًا لقول الله تعالى: {حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [سورة الحج].
ويا حبيبي في الله السّائل، لا تستَحلِف الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ مَرَّةً أخرى في تأويل رُؤياك، فلو نفتَحُ مَجالَ تأويلِ الرُّؤيا إذًا لمَا استطعتُ أن أكتُبَ لكُم بيانًا للقرآن مِن جرَّاءِ كثرة الرّؤى، وكذلك سوفَ نفتَحُ فُرصةً لِمَكر رؤيا الكَذِب مِن قومٍ آخرين والمُستَهزئين فيفتَرونَ برؤيا ضدَّ خليفة الله المهديّ كذِبًا مِن عندِ أنفسِهم للصَّدِّ عن اتِّباع الصِّراط المستقيم بكل حيلةٍ ووسيلةٍ، ولذلك نقول الرُّؤيا تَخُصُّ صاحبها ولا نستطيع أن نبني عليها أحكامًا شرعيَّةً عامَّةً للأُمَّة، وكذلك حين نقوم بتأويل الرُّؤيا فحتمًا سوفَ تحدُث لصاحبها مِن بعد التَّأويل لتصديقِ التَّأويل بالحقّ على الواقِع الحقيقيّ.
وربما يوَدُّ أحدُ السّائلين أن يقول: "يا ناصر محمد اليمانيّ، ألم يُفتِكَ الله في الرُّؤيا أنَّك الإمام المهديّ المنتظر خليفة الله في الأرض على العالمِ بأسرِه؟ ورغمَ ذلك تُفتي أنَّ الرُّؤيا لا ينبغي أن يُبنى عليها أحكامٌ شرعيّة للأمّة في دين الله!" فمِن ثمَّ نرُدُّ على السّائل وأقول: اللهمّ نعم، ولكن الله جعل شَرْطًا في رُؤياي بِالحَقِّ على الواقِع الحَقيقيّ أنَّه لا يُجادِلني أحدٌ مِن القرآن إلَّا غلبتُه لتَصديق الرُّؤيا بالحَقِّ، كون الله يُؤتيني عِلمَ كتابِه القرآن العظيم لتصديق الرُّؤيا بالحَقّ فلا يُجادِلني أحدٌ مِن عامَّة الناس أو مِن عُلمائهم مِن القرآن إلَّا غلبتُه بسلطان العلمِ المُبيْنِ مِن مُحكَم القرآن العظيم، ومسألة تعليم عِلم البيان يتولَّاها الله المُعَلِّم لعبدِه بوَحيِ التَّفهيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ بل بسُلطانِ عِلمِ البيان الحقّ للقرآن نستنبطُه مِن مُحكَمِ القرآن كون القرآن مُحكَمًا ومُفَصَّلًا، وتفصيلُه فيه، تصديقًا لقول الله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ {الر ۚ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴿١﴾ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ۚ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ ﴿٢﴾ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ ۖ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ﴿٣﴾} صدق الله العظيم [سورة هود]، وآياتٌ بَيِّناتٌ لتفصيلِ نِقاطٍ لَم يتِمّ ذِكرُهنَّ (في موضوعٍ سَبَق ذِكرُه)، وعلى سبيلِ المثال: البِشارات التي جاءت لرسول الله إبراهيم وزوجته - عليهم الصَّلاة والسَّلام - بإسماعيل وإسحاق عليهم الصَّلاة والسَّلام، فهم بشارةٌ في مَوقفٍ واحدٍ وقصّةٍ واحدةٍ حدَثت في نفسِ زيارة ضيفِ إبراهيم المُكرَمين الثلاثة - جِبريل ومِيكال ومالِك - عليهم الصَّلاة والسَّلام، كون نبيّ الله إبراهيم - عليه الصّلاة والسّلام - لا يَعرِفُ جبريل حين يتمثَّلُ إلى بَشَرٍ سَوَيٍّ كونَه مِن الذين كَلَّمهم الله تكليمًا وأنزَل إليه الصُّحفَ تنزيلًا مِن السماء؛ كمثلِ صُحفِ إبراهيم وموسى (مِن الذين كلّمَهم الله تكليمًا)، تصديقًا لقول الله تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴿١٦﴾ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ﴿١٧﴾ إِنَّ هَٰذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ ﴿١٨﴾ صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الأعلى].
وحينَ يُرسِل الله رسوله جبريل بالوَحيِ على مَن يشاءُ الله مِن أنبيائه ورُسلهِ مِن الإنس والجنّ فإنّهم يُرافِقون جبريل (ميكال ومالك) كون مالِك هو رئيس تسعة عشر مَلَكًا - خزَنة جهنَّم - وتابِعٌ لَه عَتيد، ولِكُلِّ إنسانٍ عَتيد كاتب السَّيئات، وأمّا رقيب كاتب الحسنات فيتبَعُ مِيكال، ولكل إنسانٍ رَقيب كاتِب الحسنات، وكذلك المُعَقِّبات يتبَعون مِيكال، وكذلك مِيكال رئيس المُستَقبِلين المُرَحِّبينَ بأولياءِ الله على أبواب جَنَّات النَّعيم، حتى إذا دخلَ المُتَّقون جَنَّات النَّعيم كذلك يدخلون عليهم مِن كلِّ بابٍ للمُبارَكة بفوزِهم بجنَّات النَّعيم، تصديقًا لقول الله تعالى: {۞ أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ ۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٩﴾ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ ﴿٢٠﴾ وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ﴿٢١﴾ وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ﴿٢٢﴾ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ﴿٢٣﴾ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [سورة الرعد].
ألا وإنَّ عَتيد مِن جنود مالِك، ورَقيب مِن جنود مِيكال، وكذلك المُعَقِّبات مِن جنود مِيكال، وكذلك يَتبَع مِيكال الدَّوريَّات للحرَس السّماويَّ على مَقرُبةٍ مِن أبواب السّماء الدُّنيا، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا ﴿٨﴾ وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا ﴿٩﴾ وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا ﴿١٠﴾} [سورة الجن] صدق الله العظيم.
ولكِنَّ الملائكة المُكرمينَ أولياء بعضهم لبعض أجمعين، وجميعهم يأتمِرونَ بأمرِ الرّوح القُدُس جبريل - عليه الصّلاة والسّلام - عِند ذي العرش مَكين مُطاعٍ ثَمّ أمْين، وكافَّة الملائكة أولياء بعضهم لبعض وأولياء الصَّالحين مِن عباد الله، وأجِدُ أنّ المُستَقبِلين المُرحِّبينَ كذلك بقيادة مِيكال، ويتنزَّلونَ إلى أبواب السَّماء السَّابعة للتَّرحيبِ بالضّيوفِ الواصِلين مِن الأرض مِن عِبادِ الله المُقرَّبينَ الذين يدخلون الجنّة مباشرةً بغير حسابٍ مِن قبل يوم الحساب؛ بل مِن بعد مَوتهم يكونون ضيوف الرَّحمن، تصديقًا لقول الله: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴿٣٠﴾ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ﴿٣١﴾} صدق الله العظيم [سورة فصلت].
ومالِك ومِيكال يتنزَّلون مع الرُّوح القدس جبريل - عليهم الصَّلاة والسَّلام - لِمُلاقاة الأنبياء وأئمة الكتاب المُصطَفِين مِن بعد التَّوفي بالموت، وكذلك يتنزَّلون إلى أبواب السَّماء السَّابعة لِمُلاقاة مَن يشاءُ الله مِن عباد الله المُكرمينَ الصِّدِّيقينَ للاستِقبال والتَّرحيبِ تَشريفًا وتكريمًا لهم، وكذلك يتنزَّلونَ بالوحيِ بالكِتاب بادِئ الأمر - جبريل ومِيكال ومالِك - ورُسلٌ كثيرٌ معهم مِن الملائكة تعظيمًا للقولِ الثَّقيل في كَفَّة الميزانِ؛ تلك كلمة التّوحيد:
(لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ أن لا تعبُدوا إلَّا إيَّاهُ مُخلِصينَ له الدِّين ولو كَرِهَ الكافرون الكارهون رضوانَ الله على عبادِه)
فيتنَزَّلون مع رسول الله الرُّوح القُدُس جِبريل ومعه مِيكال ومالِك والملائكة أجمعين بادِئ الأمْر فَقَط حين تَنزيل الكِتاب في الليلة المُبارَكة إلى رسُل الكِتاب إلى النَّاس بكلمة التَّوحيد الحَقّ (لا إله إلا الله وحده لا شريك له) كون مالِك مِن ضِمنِ الرُّسل بالحَقِّ، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ ﴿٧٧﴾ لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [سورة الزخرف].
والملائكة أجمعون يتنزَّلون في لَيلة القَدْر على مَن يشاءُ مِن عباده بالكِتاب، ويتنزَّلون أجمعون بادِئ الأمْر تَعظيمًا وإجلالًا ووَقارًا لكلمة التَّوحيد (لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ أن لا تعبُدوا إلَّا إيَّاه مُخلصين له الدِّين ولو كرِهَ الكافرون) كونَ ذلك هو خُلاصة ما جاء في الكُتبِ السَّماويَّة، تصديقًا لقول الله تعالى: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ {أَتَىٰ أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿١﴾ يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ ﴿٢﴾} [سورة النحل]
وتصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾} [سورة الأنبياء].
وتصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ۗ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۗ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٠٩﴾ حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴿١١٠﴾ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿١١١﴾} صدق الله العظيم [سورة يوسف].
ونَعودُ لِضيفِ إبراهيم المُكرمينَ - جِبريل ومِيكال ومالِك - وقال الله تعالى: {إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ إِنَّا مِنكُمْ وَجِلُونَ ﴿٥٢﴾ قَالُوا لَا تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ ﴿٥٣﴾ قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَىٰ أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ ﴿٥٤﴾ قَالُوا بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ ﴿٥٥﴾ قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ﴿٥٦﴾} [سورة الحجر]، فضحِكَت امرأته مِنَ المَوقِف وفرَحًا لزوجها أنّه سوف يتزوَّج فيُنجِبُ غُلامًا عَليمًا، ولم تكن تظُنّ أنّها مَن سوف تحمل - هي - بِنَبيّ الله إسماعيل وإسحاق كونها عَجوزًا قاعِدًا في سِنِّ العُقمِ بسبب اليأس مِن المَحيضِ، وقال الله تعالى: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴿٧١﴾ قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ﴿٧٢﴾ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ ﴿٧٣﴾} صدق الله العظيم [سورة هود]، فالبِشارَتان في مَوقِفٍ واحدٍ، وإنّما تأتي آيةٌ تُفَصِّلُ بالمزيدِ مِن نِقاط الآية المُحكَمة رغم أنَّ البِشارة بإسماعيل وإسحاق هم لإبراهيم، تصديقًا لقول الله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴿٣٩﴾} صدق الله العظيم [سورة إبراهيم].
وعَلى كُلِّ حال كُنتُ أُريد فقط الإجابة على السَّائل فإذا أنا أكتُبُ بيانًا جديدًا.
وربّما يَوَدُّ أحبّتي الأنصار أن يقولوا: "زِدنا زادَك الله عِلمًا يا إمامنا وذلك بالتَّرفيهِ علينا بِقصص الأنبياء، فنحن في انتظار نَصْرِ الله وأيَّام الانتظار طويلةٌ على النَّفْس". وحتى يأتي نَصْر الله نزِيدُكم مِن قصة إبراهيم ولوط ثم نقول: لا مشكلة. فنزيدكم بقصة المُهاوَشة بين نبيّ الله إبراهيم ونبيّ الله لوط حين التَقيَا في المكان المَعلومِ الذي حدَّدوه - الملائكة - لإبراهيم ولُوط أن يلتقِيا فيه ليَرحَلوا سَوِيًّا مِن نفس المكان الذي أخبروا به إبراهيم ولوط ليَلتقوا في المكان الفُلانيّ ليَرحَلوا سوِيًّا عن قومهم، تصديقًا لقول الله تعالى: {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ ﴿٦٥﴾} صدق الله العظيم [سورة الحجر]، والتَقيَا وأهلهم حيث أُمِروا في مكان اللِّقاءِ بعد أن تطهَّروا - إبراهيم وزوجته - بالماء كونه مسَسها في تِلك الليلة بعد أن غادرَ الضّيوف مِن بَعْد البُشرى فوَهبَ الله له نَبيّ الله إسماعيل في تلك الليلة، وأمَّا نبيّ الله إسحاق فوَهبَه الله له بعد حينٍ وهم في الأرض المُباركة، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴿٧١﴾ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنبياء].
ونَعودُ لِحَيث المكان الذي التَقيَا فيه - إبراهيم ولُوط - وأفطروا فُطورَ الصباح بِبَقيَّة العِجْل الحَنِيذ فقد أكلا منه إبراهيم وزوجته مِن قبل أن يتماسَّا مِن بعد مُغادرة الضّيوف، وقَصّ نبيّ الله إبراهيم لِنَبيّ الله لوط قِصَّة العِجْل الذي ذبحه لضيفِه المُكرَمين بِظَنٍّ منه أنّهم ضيوفٌ مِن البشر (الذين هم أنفسهم ضَيْف نَبيّ الله لوط)، وقَصّ نبيّ الله إبراهيم لنبيّ الله لوط بالقِصة وأنّه جادَلهم في قومِ لوطٍ لتأخير هلاكِهم فقالوا: {يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۖ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ ﴿٧٦﴾} [سورة هود]، فهُنا اُستُفِزَّ نَبيّ الله لُوط فعاتَب نبيّ الله إبراهيم فقال نبيّ الله لُوط: "فأمَّا أنا فجادَلتُهم أن يُعَجِّل الله في تَدميرهم الليلة قبل الغَد كوني لا أُطيقُ مِن شِدّةِ الغَيظ صَبرًا إلى الصباح بعد أن عرَضتُ لهم بناتي حين راوَدوني عن ضَيفي، فطَمَسَ الله على أعيُنِ قومي فدخلوا مَضافِي ودخلتُ وراءهم بسَيفي ونوَيتُ قِتالهم بعد أن رفضوا بناتي، فطَمَس الله على أعينهم فلم يُشاهِدوا ضَيفي وأنا أُشاهِدُهم، وخرجوا مِن المَضافِ وطمَّنوني أنَّهم رُسلٌ مِن رَبّ العالَمين بالبُشرى بهَلاكِ قومي المُجرمين، فأخبروني أنَّ الله سوف يُهلكُهم الصباح، فقلتُ لهم لا أُطيق صَبْرًا إلى الصباح، فقالوا ليس بأيدينا أن نُقَرِّبَ مَوعِدهم الآن، وقالوا إنّ مَوعِدهم الصُّبح أليس الصُّبح بقريبٍ؟" فتبسَّم نبيّ الله إبراهيم لامتِصاصِ غَضَبِ نبيّ الله لوط، فقال نبيّ الله لُوط: "سامَحكَ الله يا إمامي رسول الله إبراهيم فأنتَ لا تعلمُ ما صَنَعَ القومُ مِن بعد إخراجك"، فأشرَقت شمس الضُّحى مُنكَسِفةً كُسُوفًا كُلِّيًّا بكوكب سَقَر، فانطلقا باتِّجاه مَكَّة المُكَرَّمة ولم يلتَفِتوا إلى الشَّمس المُنكسِفةً تنفيذًا للأوامرِ حِفاظًا على أبصارِهم، كون سَقَر كانت أقرب إلى الشمس في ذلك المرور.
وأمّا الآن فمرور سَقَر أقرب إلى الأرض فتُحدِث كُسُوفًا سماويًّا كَبيرًا نظرًا لقُربِها الشَّديد مِن الأرض هذه المَرَّة؛ مِن أقرب المُرورات على الإطلاق.
وسَلامٌ على المُرسَلين والحمدُ لله رَبِّ العالَمين..
أخوكم خليفةُ الله المَهديّ؛ ناصر محمد اليمانيّ.
_______________