المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قد مرَّ بأهل النار ورآهم يتعذّبون فيها، وكذلك زار أهل الجنة فرآهم ينعمون فيها، وردّ الإمام المهديّ على سؤال السائل عن جنّة المأوى ..



Admin
23-11-2011, 02:58 AM
الإمام ناصر محمد اليماني
27 - 12 - 1432 هـ
23 - 11 - 2011 مـ
03:58 صباحاً

[ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة للبيان ]
(https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=26492)https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=26492 (https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=26492)
ـــــــــــــــــــــ


قد مرَّ بأهل النار ورآهم يتعذّبون فيها، وكذلك زار أهل الجنة فرآهم ينعمون فيها
وردّ الإمام المهديّ على سؤال السائل عن جنّة المأوى ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جَدّي محمد رسول الله وآله الأطهار، وكافة رسل الله وآلِهم الأطهار، وأنصار الله الواحد القهار في الأوّلين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين..

سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته أحبّتي الأنصار السابقين الأخيار، وسلامٌ الله على جميع المسلمين والباحثين عن الحقّ ولا يريدون غير اتَّباع الحقّ من الناس أجمعين، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين الأحياء منهم والأموات أجمعين إلى يوم الدين، أمّا بعد..

يا حبيبي في الله السائل عن البيان الحقّ لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

فهذه من الآيات المحكمات البينِّات لعالِمكم وجاهلكم تنفي أن تكون الجنة في قبوركم؛ بل هي فوق السماوات وتحت العرش العظيم، والأموات من أهل النار من الكفار المستكبرين تحمل أرواحهم ملائكة الموت إلى السماء الدنيا، ومن ثم تُفتح أبواب السماء لينظروا إلى مقاعدهم، ولم تُفتح لدخول الجنة؛ بل فقط لينظروا إلى مقاعدهم في جنات النعيم لو اتّبعوا داعي الحقّ من ربّهم، حتى إذا أراهم الله مقاعدهم ونظروا إليها، ومن ثم تُغلق في وجوههم كونها لم تفتح لهم للاختراق إلى جنات النعيم بل فقط لينظروا إلى مقاعدهم في جنات النعيم لو اتَّبعوا الحقّ من ربهم، وإنّما أراد الله أن يكون ذلك حسرةً عليهم لو أنّهم اتّبعوا داعي الحقّ من ربّهم، ومن ثم تغلق في وجوههم أبواب السماء كونها لا تفتح لهم أبواب السماء للدخول إلى الجنة، تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

ومن ثم يُلقى بالمستكبرين عن اتِّباع آيات ربّهم في مُحكم كتابه في النار دون السماوات بالفضاء الأدنى، ويا عجبي الشديد من أمّة يعتقدون أنّ عذاب النار من بعد الموت في المقابر! فهل أُسريَ بمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حفر المقابر؟ أم كانت رحلةً فضائيةً من الأرض إلى سدرة المنتهى؟ أفلا تتّقون؟ وقد مرّ بأهل النار ورآهم يتعذبون فيها، وكذلك زار أهل الجنة فرآهم ينعمون فيها، وذلك تصديقاً لوعد الله الحقّ في محكم كتابه: {وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ ﴿٩٥﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون]، فقد أصدقه الله بما وعده فأُسريَ به بقدرة الله هو ورسول الله إليه جبريل الأمين حتى شاهد أهل النار في النار التي وعد الله بها الكفار وشاهد أهل الجنة في الجنة التي وعد الله بها الأبرار.

ويا أحبّتي في الله المتابعين البيان الحقّ للذِّكر، هل تعلمون بأغرب آيةٍ في الكتاب؟ كانت غريبة جداً بادئ الأمر على رسول الله جبريل وغريبة على رسول الله محمد - صلى الله عليهم وسلم تسليماً - ألا وهو قول الله تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَـٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ ﴿٤٥﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].

ومن ثم قال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا حبيبي في الله جبريل وكيف لي أن أسألهم وقد ماتوا ولم يعودوا معنا جميعاً في هذه الحياة الدنيا؟ فقال رسول الله جبريل عليه الصلاة والسلام: لا أعلم كيف يكون ذلك وما أوحيت إليك إلا ما أوحاه الله فلنكن جميعاً من المُصدّقين لوحي الله واعلم أنّ الله على كل شيءٍ قدير، ومن ثم بعث الله رسوله جبريل بقول الله تعالى: {وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ ﴿٩٥﴾}صدق الله العظيم [المؤمنون]؛ أي النار التي وعد الله بها الكفار، والجنّة التي وعد الله بها الأبرار، ثم جعل الله ذلك الوعد حقّاً على الواقع الحقيقي أن يُريه ذلك ليلة الإسراء والمعراج، فمرّ بأهل النار، ومن ثم عُرج به عليه الصلاة والسلام حتى زار أنبياء الله في جنات النعيم، ومن بعد اللقاء نفّذ أمر ربّهم وسألهم: هل جعل الله آلهةً من دون الرحمن يُعبدون؟ فأنكروا جميعاً هذه العقيدة المنكرة والشرك العظيم، ولم يدعوا الناس إلى عبادة غير الله وحده، وقال كلٌّ منهم مخاطباً ربّه كما قال المسيح عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿١١٧﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

فلم يدع الناسَ رسلُ الله إلّا لعبادة الله وحده لا شريك له، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].

ويا عباد الله إنّي الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني أدعوكم إلى ما دعاكم إليه كافة أنبياء الله ورسله أن تعبدوا الله ربّي وربّكم فكونوا شهداء يا معشر من أظهرهم الله على أمرنا على أنفسكم وعلى أمّتكم أنّ الإمام المهديّ ما دعاكم إلى عبادة أحدٍ من دون الله، وينهاكم عن الشرك، واعلموا أنّ الشرك بالله ظلمٌ عظيم، فلماذا لم تجيبوا داعي الله إلّا قليلاً وتتّبعوا كتاب الله القرآن العظيم إلى الإنس والجنّ أجمعين وسُنَّة رسوله التي لا تخالف لمحكم القرآن العظيم؟

ولربّما يودّ أن يقاطعني رجلٌ - الأنعامُ أعقلُ منه وأهدى سبيلاً - فيقول: "يا ناصر محمد اليماني، إنّي مقتنع بكل ما تقول من البيان الحقّ للقرآن ولكنّي أخشى أن أتّبعك وأنت لست الإمام المهديّ المنتظَر". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: وهل ترى لو أنّك اتَّبعت ناصر محمد اليماني فاستجبت لدعوة الحقّ من ربّك وعبدت الله وحده لا شريك له واتّبعت كتاب الله وسنة رسوله واعتصمت بكتاب الله وسُنّة رسوله حتى الموت، فهل ترى أنّ ناصر محمد اليماني قد أضَلْكَ عن الصراط المستقيم؟ فيا عجبي من هؤلاء القوم المتردّدين في اتِّباع ناصر محمد اليماني خشية أن لا يكون هو المهديّ المنتظَر! ومن ثم يقيم عليهم الحجّة بالحقّ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: فهل تنتظرون المهديّ المنتظَر لتعبدوه من دون الله حتى تخشوا لو تتّبعوا ناصر محمد اليماني وهو ليس المهديّ المنتظَر أنّكم ضلَلْتم عن سواء السبيل؟ ما لكم كيف تحكمون؟ أفلا تعقلون؟ ويا قوم إنّّما المهديّ المنتظَر بشرٌ من عبيد الله مثلكم أدعوكم إلى ما دعاكم إليه كافة أنبياء الله ورسله إلى عبادة الله وحده لا شريك له على بصيرةٍ من ربّي وما بعد الحقّ إلا الضلال.

وربّما يودّ أن يقاطعني أحدٌ من الذين يخشون اتِّباع ناصر محمد اليماني وهو ليس المهديّ المنتظَر، ويقول: "بل أفتنا يا ناصر محمد اليماني لو أننا اتَّبعناك فاعتصمنا بكتاب الله القرآن العظيم واتَّبعنا سُنَّة رسوله الحقّ فعبدنا الله وحده لا شريك له فهل نكون من المعذَّبين لو لم تكن أنت المهديّ المنتظَر؟"، ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهدي، وأقول: بل سوف تكونون في جنات النعيم والإمام ناصر محمد اليماني في نار الجحيم لو أنّه افترى شخصية الإمام المهديّ المنتظَر من ذات نفسه، وأما أنتم فكيف يعذّبكم وأنتم استجبتم لداعي الإيمان بالرحمن كمثل الذين قال الله عنهم في مُحكم كتابه: {رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ﴿١٩٣﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

فإن كان الإمام المهديّ كاذباً في عقيدةِ أنّه الإمام المهديّ فعليه كذبه وحده، وكذلك الأنبياء جميعاً، فلو إنّ أحدهم كان كاذباً أنّه نبيٌّ غير أنّه كان يدعو قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له على بصيرةٍ من ربّه فإن استجاب قومه فقد نجوا من عذاب الله وحتى ولو كان كاذباً فعليه كذبه ولن يحاسبهم الله على استجابة دعوة الحقّ من ربهم أن يعبدوا الله وحده لا شريك له، وقال الله تعالى على لسان مؤمن آل فرعون: {وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ ربّي اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨﴾ يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّـهِ إِن جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [غافر].

وكذلك محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فحتى لو كان قد افترى هذا القرآن من دون الله واستجاب له أولو الألباب كونهم يرون فيه دعوة الحقّ من ربّهم فأدركته أبصارهم وخشعت له قلوبهم، فحتى ولو كان مُفترياً فسوف يدخلون جنة النعيم، وجَدّي نار الجحيم لو أنّه افترى أنّه نبيٌّ من ربّ العالمين؛ عليه الصلاة والسلام، وقال له أناس من قومه: إنّنا نخشى أن نتَّبعك وأنت لست مُرسلاً من ربّك، فأمره الله أن يرد عليهم فيقول: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [هود].

وكذلك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني فإن يكن كذلك منتحلاً شخصية المهديّ المنتظَر فعليه كذبه ويُلقي الله به في نار الجحيم ويُدخل أتباعه جنات النعيم لو لم يكن الإمام ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر، كون من اتَّبعه إنّما استجاب لدعوة الحقّ من ربّه فاتَّبع ناصر محمد اليماني في دعوته إلى عبادة الله وحده لا شريك له على بصيرةٍ من ربّه؛ كتاب الله وسُنّة رسوله الحق. أفلا تتّقون يا معشر الذين لا يتفكّرون إلا قليلاً؟

وأما آخرون فيقولون: "بل سننتظر في اتّباع ناصر محمد اليماني حتى ننظر هل سوف يُسلّمه علي عبد الله صالح قيادة اليمن؟ كونه حسب فتوى ناصر محمد اليماني ستكون اليمن عاصمة الخلافة الإسلاميّة العالمية، وأول من يسلّمه قيادة اليمن هو الرئيس علي عبد الله صالح حسب فتوى ناصر محمد اليماني، ولذلك سوف ننتظر حتى نرى هل سوف يسلّم القيادة علي عبد الله صالح إلى الإمام ناصر محمد اليماني؟". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليماني، وأقول: اللهم نعم لا ينبغي لعبد الله صالح أن يذهب من السلطة حتى يسلِّم القيادة للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، ذلك ممّا علمني ربّي في الرؤيا الحق. ولكن يا قوم إنّ الرؤيا لم يأمركم الله أن تبنوا عليها الأحكام الشرعيّة للأمّة بل الدعوة الحقّ والاتّباع يؤسّس على سلطان العلم من ربّ العالمين، فذلك بيني وبينكم كون سلطان العلم هو الحجّة عليكم لو لم تتّبعوا داعي الحقّ من ربّكم، وكذلك الله يقيم الحجّة عليكم يوم القيامة فيقول للمعرضين عن اتّباع آيات كتابه البينات، قال الله تعالى: {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر]، كون آيات الكتاب البيِّنات في محكم كتابه هُنَّ حجة الله على الإنس والجن، وقال الله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا ۚ قَالُوا شَهِدْنَا عَلَىٰ أَنفُسِنَا ۖ وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ ﴿١٣٠﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

فما بالي أرى بعض الأنصار يرجف قلبه حين يسمع الأخبار أنّ الرئيس علي عبد الله صالح تمّ الاتفاق بينه وبين المعارضة على تسليم السلطة؟ وأما آخرون فيفرحون ويقولون إذاً ناصر محمد اليماني ليس المهديّ المنتظَر فيشمتون بالأنصار! وآخرون يقولون الله أعلم فالرؤيا تخصّ صاحبها، ولا يُبنى عليها حكمٌ شرعيّ للأمّة، وآخرون لا يزدادون إلا إيماناً وتثبيتاً؛ صفوة البشرية وخيرُ البريّة بسبب يقينهم بحقيقة اسم الله الأعظم، فلا يثنيهم عن ذلك شيءٌ أبداً. ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، وأقول: ربّ اغفر وارحم واحكم بيننا بالحقّ وأنت خير الفاصلين.

ألا والله الذي لا إله غيره لا نجاة من المحاكمة للرئيس علي عبد الله صالح وأهل بيته إلا أن يُسلِّم القيادة للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني، ولن يجد له من دون الله وليَّاً ولا نصيراً، كذلك يولّي الله الظالمين بعضهم على بعض. وليس الخَلَف خيرٌ من السلف، ولا أظنهم سيتّفقون فيذهب علي عبد الله صالح من السلطة إلى مواطن عادي حتى يلِج الجملُ في سَمِّ الخياط، وتلك فتوى تخصّ الإمام المهديّ وحدي كون الرؤيا تخص صاحبها ولم تخصكم، بل تخصكم البصيرة التي أحاجكم بها كتاب الله وسنّة ورسوله، فاستجيبوا لدعوة الحقّ من ربكم.

وأما بالنسبة للرئيس علي عبد الله صالح والمعارضة، فمثلهم كمثل ماء في حوض انفجر فسال منه الماء، ومن ثم يقوم آخرون بسد ذلك الانفجار فإذا هو ينفجر من مكانٍ آخر، ثم يقوم آخرون بسد ذلك الانفجار ومن ثم ينفجر من مكانٍ آخر، وهكذا حتى يذوقوا وبال أمرهم أو يسلموا القيادة إلى الإمام المهديّ تسليماً وهم صاغرون، كون الإمام المهديّ يدعو المعارضة وعلي عبد الله صالح إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم ليحكم بينهم بالحقّ من ربهم، فإذا هم معرضون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله وسُنَّة رسوله الحق، واستجابوا لدعوة الاحتكام إلى محكمة الظلم الدولية الذين لا يأمرون بمعروفٍ ولا ينهون عن منكر إلا ما كانوا يرونه لصالحهم، ولا يبالون بما يُسخط الله أو يرضيه! لا نصرهم الله ولا عزّهم، وأذلّهم وأذلّ من والاهم أو اتَّبعهم، وأما علي عبد الله صالح والمعارضة فإذا لم يستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ فسوف ينالهم الله بأحد أنواع العذاب في مُحكم الكتاب فيُذيق بعضهم بأس بعضٍ حتى يسلِّموا للحق تسليماً.

ويا معشر أنصار علي عبد الله صالح، ويا معشر أنصار المعارضة، ويا معشر الحوثيين والقاعدة والحراك، إن كنتم تُريدون الحقّ ولا غير الحقّ فقولوا جميعاً: "اللهم أحِق الحقّ أينما يكون، فأنت الحقّ ووعدك الحق". والله بالغُ أمره ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون، ولسوف يعلمون أنّ الله بالغُ أمره ولكنّ أكثر الناس لا يشكرون.

وسلامٌ على المرسَلين، والحمد للِه ربِّ العالمين ..
خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
______________