- 11 -
الإمام ناصر محمد اليماني
11 - 04 - 1430 هـ
07 - 04 - 2009 مـ
10:18 مساءً
ـــــــــــــــــ
الردّ بالحقّ يا سيف الدين، فلا تكُن من المُمترين.
فما هو مطر الحجارة من السماء؟ وذلك نفس مطر الحجارة الذي أصاب الله به الكُفار في زمن إبراهيم ولوط ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيّبين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين:
وإلى الردّ بالحقّ يا سيف الدين، فلا تكُن من المُمترين، فلنحتكم إلى القُرآن العظيم وأهدي به إلى الصراط المُستقيم المُنزل من العزيز الرحيم رسالة من الله إلى الناس كافةً في العالمين لمن شاء منهم أن يستقيم فيتّبع ويؤمن بما أنزل الله في القُرآن العظيم وإن كذبوا به فوعدهم الله ورسوله أن يُرسل عليهم كسفاً من السماء حجارةً من طينٍ من كوكب العذاب الأليم مسومةً عند ربك للمُسرفين المُكذبين بالحقّ من ربّ العالمين وما هي من الظالمين ببعيدٍ، وما كان ردّ الكُفار بالقرآن العظيم على نبيّهم الحقّ من ربهم مُحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم إلا أن قالوا: {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٩٢].
وحين توعدهم مُحمدٌ رسول الله بكسفٍ من السماء فيمطر عليهم حجارةً من طينٍ بالدُخان المُبين فما كان ردهم إلا إن قالوا: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَٰذَا هُوَ الحقّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} صدق الله العظيم [الأنفال:٣٢].
فما هو مطر الحجارة من السماء؟ وذلك نفس مطر الحجارة الذي أصاب الله به الكُفار في زمن إبراهيم ولوط. وقال الله تعالى: {قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمٍ مُجْرِمِينَ ﴿٣٢﴾ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].
فهل هي مخصوصة للكُفار من قبل أم كذلك الكفار بالقُرآن العظيم؟ فنقول كذلك توعد الله به الظالمين الكُفار بالقُرآن العظيم، والجواب في قول الله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ ﴿٨٢﴾ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [هود].
فانظر لقوله تعالى: {مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ} صدق الله العظيم، ولذلك توعدهم الله بذلك العذاب وبيّن ذلك محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم وذلك سبب دُعائهم: {وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الحقّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاء} صدق الله العظيم [الأنفال:32].
وذلك هو كسف الحجارة الذي وعد الله به الكُفار بالقرآن العظيم وبيّن لهم ذلك النبيُّ الأمّي الأمين. وقال الله تعالى: {أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً} صدق الله العظيم [الإسراء:92].
ومن ثمّ أكّد الله للكُفار بالقرآن العظيم وقوع هذا الحدث بكسف الحجارة بالدُخان المُبين. وقال الله تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ} صدق الله العظيم [الطور:٤٤].
وذلك الذي سوف يظنونه بادئ الأمر سحاباً مركوماً الدُخان المبين مليء بكسف الحجارة من كوكب العذاب الأليم يغشى الناس المُكذبين في العالمين برسالة الله الشاملة القُرآن العظيم إلى الناس كافةً، فإن كذبوا بالحقّ من ربهم فسوف يرتقب المهديّ المنتظَر الذي ابتعثه الله بالبيان الحقّ للقُرآن العظيم ليكون آية التصديق لدعوة الحقّ للناس كافة فيؤمنوا في يومٍ واحدٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنْتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].
بمعنى أنّ العذاب سوف يأتيهم فيُصدِّقون بالحقّ من ربِّهم وبفضل دُعاء المهديّ المنتظَر المرتقب لآية التصديق من ربه وبفضل دُعاء الصالحين من المُسلمين يكشف الله عنهم العذاب كما كشفه عن قوم يونس حين آمنوا بالحقّ يوم وقوع العذاب الأليم، وقال الله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ} صدق الله العظيم [يونس:٩٨].
وكذلك أجده في الكتاب سوف يأتي العذاب من قبل الساعة فيكشفه الله عن الناس فيستجيب دعاءهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٤٠﴾ بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ ﴿٤١﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
وذلك العذاب الذي يكشفه الله عن الناس هو العذاب من الدُخان المُبين يأتي قبل الساعة، والساعة هي البطشة الكُبرى. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ ﴿١٠﴾ يَغْشَى النَّاسَ هَٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿١١﴾ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴿١٢﴾ أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ ﴿١٣﴾ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ ﴿١٤﴾ إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ﴿١٥﴾ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنْتَقِمُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الدخان].
وأما مصدر الحجارة المُسوّمة بالدُخان المُبين فمصدره من كوكب سقر اللواحة للبشر فتظهر من حين إلى آخر في أجلها المُسمى بقدر مقدور في الكتاب المسطور. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴿٥٣﴾ يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ ﴿٥٤﴾ يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٥٥﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت]
وذلك لأنّ مرور كوكب النار على أرضكم هو إحدى أشراط الساعة الكُبرى ويأتي قبلها شرطٌ نذيرٌ لقدومها وهو أن تُدرك الشمس القمر فيلد الهلال من قبل الاقتران فتجتمع به الشمس وقد هو هلال مما يُسبب انتفاخ الأهلّة إلى ما شاء الله، ثم يظهر كوكب النار سقر تصديقاً لأحد أشراط الساعة الكُبر وليلة مرورها قريباً من أرضكم تُسبب طلوع الشمس من مغربها فيسبق الليل النهار فتحدث عدّة أشراطٍ معاً من أشراط الساعة الكُبرى. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ ﴿٣١﴾ كَلَّا وَالْقَمَرِ ﴿٣٢﴾ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴿٣٣﴾ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴿٣٤﴾ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ﴿٣٥﴾ نَذِيرًا لِلْبَشَرِ ﴿٣٦﴾ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [المدثر].
وأثبتنا لك يا سيف الدين إن كنت تُريد الحقّ المُستبين أنّ العذاب الموعود لمن أعرض عن الذكر أنّ الله يهلكهم بكسف الدُخان المُبين بحجارةٍ ناريّة فتهلكهم يوم مرورها من قبل أن يدخلها الكُفار بمرورها في هذا العصر فتأتيهم بغتةً فتبهتهم فلا يستطيعون ردّها ولا هم يُنظرون. تصديقاً لقول الله تعالى: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ ﴿٣٧﴾ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣٨﴾ لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴿٣٩﴾ بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
فكيف تقول علينا بغير الحقّ أنّ ناصر محمد اليماني يتّبع ما يقوله الغرب والنصارى واليهود؟ فلا تفترِ علينا بغير الحقّ ولا تقُل كما قال الكُفار بالذِّكر: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا} صدق الله العظيم [الفرقان:٤].
وها أنا آتيتك بتفصيل العذاب الموعود قبل قيام الساعة أنه من جرّاء مرور كوكب سقر نار الله الكُبرى وأفصّله من الذِّكر تفصيلاً وهي تأتي قبل الساعة فتهلك من كذّب بالساعة. تصديقاً لقول الله تعالى: {بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيرًا ﴿١١﴾ إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الفرقان].
وذلك الحدث يحدث من قبل أن تقوم الساعة وهي من أشراط الساعة ويوم تقوم الساعة يلقوا فيها مُقرنين ويدعون ثبوراً وقد أثبتنا من مُحكم القرآن العظيم أن العذاب الذي يأتي ليهلك الكُفار بالذِّكر إن الله يهلكهم بالنار من قبل قيام الساعة ويشمل عذابها كافة قُرى البشر المُكذبين بالذِّكر رسالة الله إلى الناس كافة وجعلها الله آية التصديق للبيان الحقّ للذِّكر للمهديّ المنتظَر. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ﴿٥٨﴾ وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
ولربما يود أن يُقاطعني سيف الدين: "ولماذا يُعذّب الله المُسلمين؟ أليسوا هم يؤمنون بالقُرآن العظيم ذكر الله إلى الناس كافة؟". ومن ثم نردّ عليه وأقول: ذلك لأنّ المهديّ المنتظَر إنما يُحاججهم بآياتٍ مُحكماتٍ في القرآن العظيم فيدعوهم للاحتكام إلى القرآن العظيم فأعرضوا وقالوا: "حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا من قبل سواء يُخالف لمحكم القرآن العظيم أو يتفق فالقرآن لا يعلم تأويله إلا الله". برغم أنّ الإمام المهديّ لا يُحاججهم بالمُتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله؛ بل جعل الله حُجّتي بالحقّ أن أحاججكم بآياتٍ مُحكماتٍ واضحاتٍ بيّناتٍ هُنّ أمّ الكتاب فيدعوهم للاحتكام إلى الذِّكر وقال الذين لا يعلمون: " إنما الإمام ناصر كذّاب أشر وليس المهديّ المنتظَر فنحنُ من يصطفي المهديّ المنتظَر خليفة الله الواحد القهار، ولذلك لا ينبغي للمهديّ أن يقول أنه الإمام المهديّ لأنه لا يعلمُ أنه الإمام المهديّ بل نحن من نقول أنك أنت الإمام المهديّ المنتظَر فنُبايعه وهو صاغر". ومن ثم نردّ عليهم ونقول، قال الله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴿٣١﴾ أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ} صدق الله العظيم [الزخرف].
ويا من تريدون أن تصطفوا خليفة الله، انظروا لقول الله تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ} صدق الله العظيم، فكيف لكم أن تصطفوا خليفة الله من دونه؟ فكما لا يحقّ لكم أن تصطفوا أنبياء الله من دونه وكذلك خليفة الله المهديّ الذي يبعثه الله في أمّة محمد صلّى الله عليه وآله وسلم على اختلاف بين علمائهم وفرّقوا دينهم شيعاً فيبعث الله خليفته الإمام المهديّ ليحكمَ بينهم في اختلافهم في الدين فيوحّد صفّهم، أفلا تتقون؟ ألم يقُل لكم محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أنّ الله يبعث إليكم المهديّ خليفة الله، وقال محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:
[أبشركم بالمهديّ يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جوراً وظلماً]
صدق محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم.
ويا سيف الدين، أفلا تتّقي الله ربّ العالمين فتكون اسماً على مُسمّى؟ فلا تكن سيف شيطانٍ رجيمٍ فتصدّ عن البيان الحقّ للقرآن العظيم بسُلطان العلم المُهيمن من مُحكم القرآن العظيم، إني لك لمن الناصحين فاتبعني أهدِك صراطاً مُستقيماً ولا تستمسك بما وجدتم عليه أمّتكم الذين لحقتم بهم من قبلكم فاتبعتوهم بغير أن تستخدموا عقولكم هل ما وجدتموهم عليه جميعه حقّ أم يوجد فيه أشياء لا تقبلها عقولكم إن كنتم تعقلون؟
وهذا القول أنّكم تتّبعوا سلفكم الذين من قبلكم، ومن ثم أردّ عليكم وأقول: أَوَلَوْ ضلّوا عن الصراط المُستقيم! فما ظنّكم بمصيركم إن استمسكتم بما يُخالف لمُحكم كتاب الله؟ أفلا تتقون؟ وما أشبه قولكم بقول المُعرضين عن الحقّ من ربهم في كُلّ أمّة قالوا: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أمّة وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [الزخرف:22].
قال الله سبحانه: {وَكَذَٰلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أمّة وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ ﴿٢٣﴾ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ ﴿٢٤﴾} صدق الله العظيم [الزخرف].
وَ قال الله عز وجل آمراً نبيّه صلّى الله عليه وسلم: {قل أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ} صدق الله العظيم، فلماذا لا تجيبوا دعوة الاحتكام إلى القرآن العظيم المحفوظ من التحريف لنحكم بينكم بمُحكم ما أنزل الله فيما كنتم فيه تختلفون في السُّنة النبويّة الحقّ التي لم يعِدكم الله بحفظها؟ فما لكم مُعرضون عن القرآن العظيم؟ وما الفرق بينكم وبين المُعرضين عن القرآن العظيم يوم التنزيل؟ وما كان جوابهم إلا قولهم: {لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ} صدق الله العظيم [سبأ:٣١]. وكانوا عنه يصدّون وقالوا: {لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} صدق الله العظيم [فصلت:٢٦].
ولكنه لم يبقَ من القرآن إلا رسمه المحفوظ بين أيديكم وأعرضتم عن كثيرٍ مما جاء في مُحكم القرآن العظيم وجعلتم جُلّ اهتمامكم في الغنّة والقلقلة والتجويد، ولا بأس بذلك ولكنكم تركتم الأساس وهو التُدبّر كما أمركم الله بذلك في مُحكم كتابه في قوله تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} صدق الله العظيم [ص:٢٩]
إذاً لا ولن يتذكر إلا أولو الألباب منكم، فأما الذين لا يعقلون فسوف يقولون كما قال المعرضون عنه من قبل: {لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} صدق الله العظيم. وقال الله تعالى: {وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ﴿٤٨﴾ وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ ﴿٤٩﴾ وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴿٥٠﴾ وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ ﴿٥١﴾ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴿٥٢﴾} صدق الله العظيم [الحاقة].
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ربّ العالمين..
الدَّاعي إلى الرجوع إلى منهاج النبوّة الأولى الحقّ الإمام المهديّ إلى الصراط المُستقيم الناصرُ لمُحمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم خليفة الله المنتظَر الذي واطأ في اسمه الخبر وراية الأمر؛ ناصرُ مُحمدٍ اليماني.
____________