الإمام ناصر محمد اليماني
ــــــــــــــــــــ
ردّ الإمام على عباس نجم: أمّا عذاب الله البغتة فذلك للذين يأخذهم الموتُ بغتةً بأيِّ سببٍ من الأسباب..
السلام عليكم إمامنا الكريم .
( قل ارءيتم ان اتاكم عذاب الله بغتة او جهرة هل يهلك الا القوم الظالمون ) صدق الله العظيم
ما المقصود "بجهرة" في هذه الاّية حيث أتت كضد لبغتة .فهل من الممكن أن يأتي العذاب ليس بغتة ؟
والسلام عليكم ورحمة الله
( قل ارءيتم ان اتاكم عذاب الله بغتة او جهرة هل يهلك الا القوم الظالمون ) صدق الله العظيم
ما المقصود "بجهرة" في هذه الاّية حيث أتت كضد لبغتة .فهل من الممكن أن يأتي العذاب ليس بغتة ؟
والسلام عليكم ورحمة الله
سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته حبيبي في الله عباس نجم المحترم والمُكرَّم، بالنسبة للعذاب الذي يأتي جهرةً فذلك العذاب الذي يشاهده المعرضون قبل موتهم فيحاولون الهرب منه للنجاة. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿١٠﴾ وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿١١﴾ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ ﴿١٢﴾ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿١٣﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾ فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء]، فذلك هو عذاب الجَهرةِ كمثل عذاب قوم نوحٍ أو قوم إبراهيم ولوط أو شعيب يرون العذاب من قبل أن يهلكهم الله ويحاولون الفرار والنجاة فنقّبوا في البلاد حين وقوعه لعلهم يجدون مناصاً منه فأحاط الله بهم فجعلهم حصيداً خامدين.
وأما عذاب الله البغتة فذلك للذين يأخذهم الموت بغتةً بأيّ سببٍ من الأسباب فيصلَونَ سعيراً، وجميع المعرضين من أعداء الله يصلون سعيراً سواءً الذين أهلكهم الله بعذابٍ من عنده أو أدركهم الموتُ بغتةً، ولذلك قال الله تعالى: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
وكذلك من المعذبين قومٌ يهلكهم الله بغتةً بعذابٍ من عنده وهم نائمون كمثل أن يأتي بيوتهم بزلزالٍ من القواعد فيخرُّ عليهم السقف بغتةً فيموتون. تصديقاً لقول الله تعالى: {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ} صدق الله العظيم [النحل:٢٦].
وأيُّ عذاب يباغتهم فجأةً قبل رؤيته كذلك من عذاب البغتة، وأمّا العذاب المرئي بالعين أنه قادم فذلك ليس من عذاب البغتة كونهم شاهدوه من قبل أن يهلكهم وحاولوا أن يجدوا ملجأً منه حين رأوه لعلهم يجدون ملجأً منه فنقّبوا في البلاد حين رأوه لعلهم يجدوا منه مناصاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَكَمْ قَصَمْنَا مِن قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ ﴿١١﴾ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَرْكُضُونَ ﴿١٢﴾ لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ ﴿١٣﴾ قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴿١٤﴾ فَمَا زَالَت تِّلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
_____________