- 1 -
الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
06 - ربيع الآخر - 1431 هـ
22 - 03 - 2010 مـ
07:42 مساءً
(بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)
________
رُدودُ الإمامِ عَلى (أبي فراس الزهراني)
العِلمُ مِن الله هُو الحُجّة والبُرهانُ المُبِيْــنُ ..
بِسم الله الرَّحمن الرَّحيم، والصَّلاة والسَّلام على جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله الأطهار والتابعين الأنصار للحقّ إلى يوم الدين..
سلامُ الله عليكم أخي الكريم، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخي الكريم بارك الله فيك، فَكُن من أولي الألباب المتدبِّرين للبيان الحقّ لآيات الكتاب بالقول الصواب ذكرى لأولي الألباب والحكم الفصل وما هو بالهزل.
وأما بالنِّسبة للرؤيا فمهما قلتُ لكم أنّ محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أفتاني بأنّي المهديّ المنتظَر؛ فلم يجعل الرُّؤيا الحجّة عليكم ولا ينبغي لكم أن تبنوا أحكام الدين وهدى المُسلمين على الرؤيا وذلك حتى لا يُبدِّل الشياطين دينكم عن طريق الأحلام تبديلًا، وإنما الرُّؤيا تخصّ صاحبها ولا ينبغي لكم ولا للمهديّ المنتظَر أن نبني عليها أحكامًا شرعيّةً للأُمّة، ولذلك لا أريد أن أُحاجّكم بالرؤيا لجدّي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - برغم كثرتها، وتعالوا لِنُعَلِّمكم بالحجّة الحقّ من عند ربّ العالمين. والجواب تجدونه في مُحكَم الكتاب أنّ الحجّة في كتاب الله هي (العلم)، تصديقًا لقول الله تعالى: {قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا} صدق الله العظيم [سورة الأنعام:148]، وذلك لأنّ العِلْم من الله هو الحُجَّة والبُرهان المُبِيْن، ولا ينبغي للناس أن يقولوا لو شاء الله ما ضللنا عن الصراط المستقيم ولو شاء الله لهدانا وما أشركنا به شيئًا لأنّ الله على كلّ شيءٍ قدير، فليس ذلك قول المَنطق والعقل! ونعم إنّ لله الحُجَّة البالغة ولو شاء لهداكم أجمعين بقدرته فلن يُعجِز الله ذلك لو جعل الهُدَى بِأمْر القُدرَة (كُن فيكون)، ولَكِن الله أقام الحُجَّة على الناس برسالة العِلم من عنده الذي يبعث بها رسله حتى لا تكون للناس حُجَّةٌ على الله من بعد رسالة العِلْم من عنده، وقال تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [سورة النساء].
ولذلك لَن يقبل الله يوم لقائه حُجَّة الذين يقولون: "لو شاء الله لهدانا ولو شاء الله لَما أشركنا"، ولكن الله أقام عليهم الحجّة برسالة العِلْم من عنده، وقال الله تعالى: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا ۗ قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ ﴿١٤٨﴾ قُلْ فَلِلَّـهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ۖ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٤٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام].
الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ
06 - ربيع الآخر - 1431 هـ
22 - 03 - 2010 مـ
07:42 مساءً
(بحسب التّقويم الرّسميّ لأم القُرى)
________
رُدودُ الإمامِ عَلى (أبي فراس الزهراني)
العِلمُ مِن الله هُو الحُجّة والبُرهانُ المُبِيْــنُ ..
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
محمد الهادي الامين عليه الصلاة والسلام
وعلى نسائه الاطهار امهات المؤمنين
وعلى اصحابه الغر الميامين رضوان ربي عليه اجمعين
لقد قرأة عدة مواضيع لكم حفظكم الله في منتداكم
تدل على علم وتروي والله بذلك احكم واعلم
ولنا بعض الملاحظات التي نحتاج منكم
الاجابة عنها ....
اولا:-تقولون انكم رئيتم رويا انكم محاطين بمجموعة من ال البيت وكان من بينهم
علي كرم الله وجهه واخيرا سلمتم على المصطفى عليه الصلاة
والسلام...... هل في قرارة نفسك تحس انك قد اعطية اجابة مقنعة حفظكم الله
للمتلقي ......سواء اكان منكم قريب ام بعيد.....
ثانيا:-كيف علمتم ان اسم الكوكب هو سقر....ومتى سوف يكون موعد ظهوره حفظكم الله...
ثالثا:-المهدي في اخر الزمان ...او في وقتنا الحاظر والله بذلك احكم واعلم.....قد سمعنا من الاثر
ومن عدة مشايخ ...وانا شخصيا سمعتها من الشيخ (الكشك) انه يتعلم في المدينة
المنوره علوم الدين ثم ينتقل الى مكه واسمه على اسم النبي عليه الصلاة والسلام...
فماذا ترد حفظكم الله....
رابعا:- هل المهدي يحتاج من بيعه علنيه مثلكم ان جعلتم البيعه في موقعكم نافذة ثابته
بمعنى لليقين ام ماذا....
خامسا:-ماحكم من لم يقتنع بك في الوقت الحاظر نظرا لظهور اكثر من شخص ادعى المهدية ولا حول ولا قوة الا بالله......
سادسا:-استدلالكم حفظكم الله عن اصحاب الكهف بأنهم ثلاثه(والايه ...ولاتستفت فيهم احدا)
نافيه عن ذكر الاستفتاء عنهم الا كان اخبر بهم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ونقلة لنا...
فماهو ردكم عن ذلك....ولماذا تبينهم
سابعا:- ذكركم عن الارض المفروشه وجوج ومأجوج ومكانهم وتبيين بعض الاخوه ببعض التصورات التي وجدة عضو مشارك يرد جزاه الله كل خير (بأنها تصورات امريكيه) كصور تشبيهية ...
فهل الارض مجوفه....او بها تجويف ولم تكتشف الى الان ونحن في هذا القرن الذي به تصوير من الاقمار
الصناعية اضافة علة قوقل ايرث المتحرك الذي يكشف ادق التفاصيل لتحرك الجنود في اي دوله
ولم يتطرق له الباحثون بقوه وطلاقه خوفا من امريكا...اذا نريد ان نعرف منكم حفظكم الله
كيف استدليتم انتم عليها....
اعجبة كثيرا بما تكتبه عن لم شتات الامه الممزقه تحت رداء واحد ودين واحد بدون تنازع وتناحر طائفي
وكلهم يعبد الواحد القهار دون غيره وعلى سنة الحبيب عليه الصلاة والسلام
ولكن كيف ترد من وحي القران لهم بأنهم مخطئين ..
وفي الختام
اجبني فيمن يطعن في ال بيت الرسول عليه الصلاة والسلام
ازواجه.......اصحابه.....ماهو الحكم عليه من القران والسنة..
وكيف نعرفكم ايها الامام
اذ قرأة لكم اكثر من رد من اكثر من عضو انكم لا تقبلون الضهور التصويري او الصوتي
حتى موعد التمكين ,,,,اذا كيف يعرفكم انصاركم علة هدي القرأن وسنة الحبيب
وجزاكم الله كل خير
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
محمد الهادي الامين عليه الصلاة والسلام
وعلى نسائه الاطهار امهات المؤمنين
وعلى اصحابه الغر الميامين رضوان ربي عليه اجمعين
لقد قرأة عدة مواضيع لكم حفظكم الله في منتداكم
تدل على علم وتروي والله بذلك احكم واعلم
ولنا بعض الملاحظات التي نحتاج منكم
الاجابة عنها ....
اولا:-تقولون انكم رئيتم رويا انكم محاطين بمجموعة من ال البيت وكان من بينهم
علي كرم الله وجهه واخيرا سلمتم على المصطفى عليه الصلاة
والسلام...... هل في قرارة نفسك تحس انك قد اعطية اجابة مقنعة حفظكم الله
للمتلقي ......سواء اكان منكم قريب ام بعيد.....
ثانيا:-كيف علمتم ان اسم الكوكب هو سقر....ومتى سوف يكون موعد ظهوره حفظكم الله...
ثالثا:-المهدي في اخر الزمان ...او في وقتنا الحاظر والله بذلك احكم واعلم.....قد سمعنا من الاثر
ومن عدة مشايخ ...وانا شخصيا سمعتها من الشيخ (الكشك) انه يتعلم في المدينة
المنوره علوم الدين ثم ينتقل الى مكه واسمه على اسم النبي عليه الصلاة والسلام...
فماذا ترد حفظكم الله....
رابعا:- هل المهدي يحتاج من بيعه علنيه مثلكم ان جعلتم البيعه في موقعكم نافذة ثابته
بمعنى لليقين ام ماذا....
خامسا:-ماحكم من لم يقتنع بك في الوقت الحاظر نظرا لظهور اكثر من شخص ادعى المهدية ولا حول ولا قوة الا بالله......
سادسا:-استدلالكم حفظكم الله عن اصحاب الكهف بأنهم ثلاثه(والايه ...ولاتستفت فيهم احدا)
نافيه عن ذكر الاستفتاء عنهم الا كان اخبر بهم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ونقلة لنا...
فماهو ردكم عن ذلك....ولماذا تبينهم
سابعا:- ذكركم عن الارض المفروشه وجوج ومأجوج ومكانهم وتبيين بعض الاخوه ببعض التصورات التي وجدة عضو مشارك يرد جزاه الله كل خير (بأنها تصورات امريكيه) كصور تشبيهية ...
فهل الارض مجوفه....او بها تجويف ولم تكتشف الى الان ونحن في هذا القرن الذي به تصوير من الاقمار
الصناعية اضافة علة قوقل ايرث المتحرك الذي يكشف ادق التفاصيل لتحرك الجنود في اي دوله
ولم يتطرق له الباحثون بقوه وطلاقه خوفا من امريكا...اذا نريد ان نعرف منكم حفظكم الله
كيف استدليتم انتم عليها....
اعجبة كثيرا بما تكتبه عن لم شتات الامه الممزقه تحت رداء واحد ودين واحد بدون تنازع وتناحر طائفي
وكلهم يعبد الواحد القهار دون غيره وعلى سنة الحبيب عليه الصلاة والسلام
ولكن كيف ترد من وحي القران لهم بأنهم مخطئين ..
وفي الختام
اجبني فيمن يطعن في ال بيت الرسول عليه الصلاة والسلام
ازواجه.......اصحابه.....ماهو الحكم عليه من القران والسنة..
وكيف نعرفكم ايها الامام
اذ قرأة لكم اكثر من رد من اكثر من عضو انكم لا تقبلون الضهور التصويري او الصوتي
حتى موعد التمكين ,,,,اذا كيف يعرفكم انصاركم علة هدي القرأن وسنة الحبيب
وجزاكم الله كل خير
سلامُ الله عليكم أخي الكريم، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخي الكريم بارك الله فيك، فَكُن من أولي الألباب المتدبِّرين للبيان الحقّ لآيات الكتاب بالقول الصواب ذكرى لأولي الألباب والحكم الفصل وما هو بالهزل.
وأما بالنِّسبة للرؤيا فمهما قلتُ لكم أنّ محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أفتاني بأنّي المهديّ المنتظَر؛ فلم يجعل الرُّؤيا الحجّة عليكم ولا ينبغي لكم أن تبنوا أحكام الدين وهدى المُسلمين على الرؤيا وذلك حتى لا يُبدِّل الشياطين دينكم عن طريق الأحلام تبديلًا، وإنما الرُّؤيا تخصّ صاحبها ولا ينبغي لكم ولا للمهديّ المنتظَر أن نبني عليها أحكامًا شرعيّةً للأُمّة، ولذلك لا أريد أن أُحاجّكم بالرؤيا لجدّي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - برغم كثرتها، وتعالوا لِنُعَلِّمكم بالحجّة الحقّ من عند ربّ العالمين. والجواب تجدونه في مُحكَم الكتاب أنّ الحجّة في كتاب الله هي (العلم)، تصديقًا لقول الله تعالى: {قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا} صدق الله العظيم [سورة الأنعام:148]، وذلك لأنّ العِلْم من الله هو الحُجَّة والبُرهان المُبِيْن، ولا ينبغي للناس أن يقولوا لو شاء الله ما ضللنا عن الصراط المستقيم ولو شاء الله لهدانا وما أشركنا به شيئًا لأنّ الله على كلّ شيءٍ قدير، فليس ذلك قول المَنطق والعقل! ونعم إنّ لله الحُجَّة البالغة ولو شاء لهداكم أجمعين بقدرته فلن يُعجِز الله ذلك لو جعل الهُدَى بِأمْر القُدرَة (كُن فيكون)، ولَكِن الله أقام الحُجَّة على الناس برسالة العِلم من عنده الذي يبعث بها رسله حتى لا تكون للناس حُجَّةٌ على الله من بعد رسالة العِلْم من عنده، وقال تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥﴾} صدق الله العظيم [سورة النساء].
ولذلك لَن يقبل الله يوم لقائه حُجَّة الذين يقولون: "لو شاء الله لهدانا ولو شاء الله لَما أشركنا"، ولكن الله أقام عليهم الحجّة برسالة العِلْم من عنده، وقال الله تعالى: {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ ۚ كَذَٰلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّىٰ ذَاقُوا بَأْسَنَا ۗ قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ ﴿١٤٨﴾ قُلْ فَلِلَّـهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ۖ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٤٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام].
إذًا الحُجَّة على النَّاس ليست الرؤيا، وليس اتّباع الظنّ بغير علمٍ من الله يقبله العقل والمنطق؛ بل الحجّة على النَّاس هي العلم المُلجِم للعقل والمنطق، ولذلك قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ} صدق الله العظيم.
ويا معشر عُلماء أمَّة الإسلام يا مَن يعتقدون ببعث المهديّ المنتظَر، لقد أفتاكم الله أنّ الحُجّة هي العِلم الحقّ من ربّ العالمين، والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل وجدتم أنّ ناصر محمد اليمانيّ يُهَيمن عليكم بالعلم المُلجِم للعقل والمنطق؟ فإن كنتم تعقلون فسوف تجدون أنّ ناصر محمد اليمانيّ يجادلكم بالعلم من ربّ العالمين من مُحكَم القرآن العظيم؛ إذًا أصبحت حُجّة ناصر محمد اليمانيّ هي العلم الحقّ من ربّ العالمين، وأمّا أنتم فتتبعون العلم الظنّي الذي يحتمل الحقّ ويحتمل أنه باطلٌ مُفترى، ولكن الله أفتاكم أنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئًا في قول الله تعالى: {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [سورة يونس].
إذًا لا ينبغي للمهديّ المنتظَر أن يحاجّكم فيهديكم بالعلم الظنّي الذي يحتمل الصحّ ويحتمل الخطأ، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين؛ بل تجدون أن الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ يُحاجُّكم بآياتٍ بيّناتٍ من آيات أُمّ الكتاب المُحكَمات هُنّ أمّ الكتاب وما يَكفُر بها فيَتَّبِع ما خالفها إلَّا الفاسِقون، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].
ولكن للأسف ما كان رَدّ الشيعة الاثني عشر على المهديّ المنتظَر الذي يحاجّهم بآياتٍ بيّناتٍ من مُحكَم الذِّكر إلّا أن قالوا: "بل القرآن له أوجهٌ مُتعَددة"! وأمّا أهل السُنّة والجماعة فيقولون: "وما يعلم تأويله إلّا الله"! وذلك لأنّ الشّيعة والسُنّة لا يريدون إلّا أن يتّبعوا الروايات والأحاديث بحُجّة أنّ القرآن لا يعلم تأويله إلّا الله، ولذلك يُفتي المهديّ المنتظَر كافةَ البشر أنّ الشّيعة الاثني عشر وأهل السُنّة والجماعة قد افتروا على الله زورًا وبهتانًا كبيرًا بقولهم: "إنّ القرآن لا يعلم تأويله إلّا الله" حتى أضلّوا أنفسهم وأضلّوا أُمّتهم، ولسوف نثبت افتراءهم على الله وإنّا لصادقون، وذلك لأنّ الله لم يُفتِهم بذلك في مُحكَم كتابه بأنّ القرآن لا يعلم تأويله إلّا الله؛ بل أخبرهم الله: إنَّ من القرآن آياتٍ متشابهاتٍ لا يعلم تأويلهنّ إلّا الله ويُعَلِّم بتأويلهنّ مَن يشاء من الرَّاسخين في عِلْم الكتاب، وهُنّ قليلٌ في القرآن لَسْنَ إلّا بنسبة ما يقارب العَشرة في المائة، ولم يجعلهنّ الله الحُجَّة على الأُمّة ولم يأمرهم باتِّباع ظاهرهنّ، وذلك لأن لَهُنّ تأويلًا غير ظاهرهنّ لذلك لا يعلم بتأويلهنّ إلّا الله، ولذلك أمركم الله أن تتبعوا الآيات المحكمات البيّنات لعالِمكم وجاهلكم لكلّ ذي لسانٍ عربيٍ مبينٍ ظاهرهنّ كباطنهنّ وجعلهنّ الله هُنّ أمّ الكتاب، وذلك حتى إذا جاء ما يخالف لأيِّ آيةٍ منهنّ من الأحاديث والروايات فأمركم الله أن تعتصموا بحبل القرآن العظيم وتنبذوا ما خالف لِمُحكَم آياته البَيِّنات وراء ظهوركم، ولكن لو اتَّبعتُم أمر الله فعَرَضتم الأحاديث والروايات على الآيات المُحكَمات البَيِّنات ومن ثمّ ما وجدتم من الأحاديث والروايات جاء مُخالِفًا لإحدى الآيات البيّنات لَما استطاع المُنافِقون الذين يُظهرون الإيمان ويُبطِنون الكُفْر أن يُضلّوكم عن الصراط المستقيم.
ولَكِنَّكم كذلك افتريتم أنتم على الله بقولكم: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ} صدق الله العظيم [سورة آل عمران:7]، وللأسف إنَّ الذين يَتَّبِعون علماءهم بالاتّباع الأعمى حين يفتوا - علماء الشّيعة والسُنّة - عن القرآن العظيم ويقولون لهم: "{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ} صدق الله العظيم." ومن ثمّ يقتنعون أن القرآن لا يعلم بتأويله إلّا الله ومن ثمّ يُعرِضون عن تدبّره؛ وقالوا حسبنا الروايات والأحاديث عن عترة آل البيت كما يقول الشِّيعة أو عن الصحابة بشكلٍ عامٍّ كما يقول السُنّة، وأعرضوا جميعًا عن تدبّر آيات الكتاب البيّنات لعالمكم وجاهلكم، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].
ولكن المهديّ المنتظَر يوَجِّه إلى الشّيعة الاثني عشر والسُنّة والجماعة سؤالًا وهو كما يلي: فهل يمكن أن يتناقض الله سُبحانه في كلامه؟ ومعلومٌ جوابهم جميعًا وسيقولون: "سبحان الله العظيم وتعالى علوًا كبيرًا فكيف يتناقض الله في كلامه وهو الصَّادق؟! ومن أصدق من الله قيلًا!؟" ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر: إذًا تعالوا لننظر في فتواكم عن القرآن العظيم في قول الله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ} صدق الله العظيم، وفي قول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم. وأصبح حسب فتواكم أن الله مُتناقضٌ في كلامه سبحانه وتعالى علوًا كبيرًا! فكيف يقول: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم، ثمّ يقول قولاً مُناقِضًا: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ} صدق الله العظيم؟ ومن ثمّ تتفكّرون أنكم قد افتريتم على الله بفتواكم عن القرآن أنه لا يعلم تأويله إلّا الله ومن ثمّ ترجعون لفتوى الله في مُحكَم كتابه وسوف تجدون أنه لم يقل ذلك بأنه لا يعلم تأويل القرآن إلّا الله؛ بل فتوى الله تخصّ المُتشابه من القرآن فقط، ولم يقصد آيات أمّ الكتاب المُحكَمات البيّنات لعالمكم وجاهلكم (لا يُعرِض عمّا جاء فيها إلّا الفاسقون)، وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].
أفلا ترون أنكم أضللتم أنفسكم وأضللتم أمّتكم بسبب فتواكم الباطلة؟ فأصبح المهديّ المنتظَر لا يستطيع إنقاذكم وهُداكم حتى ترجعوا إلى الاحتكام إلى كلام الله المُحكَم في آياته المُحكمات البَيِّنات (هُنّ أمّ الكتاب) فتقوموا بالمُقارنة بينهنّ وبين جميع ما جاء في الأحاديث والروايات، وما وجدتم منها أنه خالف لأيّ آيةٍ مُحكَمةٍ في الكتاب فاعتصموا بحبل الله القرآن العظيم وذَروا ما خالف لِمُحكَمه وراء ظهوركم لأن الحديث المُخالِف لِمُحكَم الكتاب قد جاءكم من عند غير الله ورسوله؛ أيْ من عند الطاغوت الشيطان الرَّجيم على لسان أوليائه من شياطين البشر الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمَكر عن رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كما أفتاكم الله بمكرهم في مُحكَم القرآن العظيم في قول الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [سورة المنافقون].
ومن ثمّ علَّمكم الله كيفيّة طريقة صَدّهم عن سبيل الله أنه بالافتراء على رسوله في أحاديث السُنّة النّبويّة، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [سورة النساء].
ويا سُبحان ربّي! فأنتم تجدون أنّ الله لم يأمر رسوله بكشف أمرهم وطردهم؛ بل أمره أن يتركهم ويُعرِض عنهم وذلك لكي يعلم الله الذين يَتَّبِعون القرآن مِمَّن يذرونه وراء ظهورهم فيَتَّبعون الأحاديث في السُنّة التي تأتي مُخالِفةً لآيات الكتاب المُحكَمات وذلك لأن الله سوف يأمركم أن ترجعوا إلى القرآن فتتدبّرون آيات الكتاب المُحكَمات البَيِّنات، وأفتاكم الله أن ما وجدتموه من الأحاديث في السُنّة النّبويّة قد جاء مُخالِفًا لمُحكَم آيات الكتاب البَيِّنات فإنّ ذلك الحديث في السُنّة من عند غير الله ما دام جاء مُخالِفًا لآيةٍ مُحكَمةٍ من آيات أمّ الكتاب، وذلك لأن محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ما ينطق عن الهَوَى لا في الكتاب ولا في السُنّة، أفلا تتقون فتتدبّرون كلام الله المحفوظ من التّحريف في الكتاب؟! وقال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [سورة النساء].
فلماذا تُعرِضون عن فضل الله عليكم ورحمته ببعث الإمام المهديّ لينقذكم من فتنة المسيح الكذّاب الشيطان الرَّجيم؟ فكيف السبيل لإنقاذكم يا معشر السُنّة والشّيعة؟! فأنتم بتمسُّككم لِما خالف مُحكَم كتاب الله في الروايات والأحاديث قد صدَدْتم المُسلِمين والعالمين أن يُصدِّقوا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم حتى تروا العذاب الأليم إلَّا مَن رَحِم ربّي منكم وتبيَّن له أن ناصر محمد اليمانيّ يَنطِق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مُستقيمٍ لا شكَّ ولا ريب، وأولئك هُم أولو الألباب وذلك لأنهم تَفَكّروا وتدبَّروا في حُجَّة ناصر محمد اليمانيّ وسُلطان علمه الذي يحاجّ به علماء الأُمَّة، فإذا سلطان عِلْم ناصر محمد اليمانيّ هو كلام الله لأنهم وجدوا ناصر محمد اليمانيّ يُحاجّ عُلماء المُسلِمين بآياتٍ مُحكماتٍ بيّناتٍ لا يَكفُر بها إلَّا الفاسِقون تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة]، ولذلك صَدَّقوا المهديّ المنتظَر لأنهم عَلِموا أنَّهم لو كَذَّبوا بحُجَّة ناصر محمد اليمانيّ أنّهم كذّبوا الله ورسوله وقالوا: "نعوذُ بالله أن نكون من الفاسقين المُكَذِّبين بآيات الكتاب البَيِّنات" تصديقًا لقول الله: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم.
ومَن قَرَّر الاتّباع للإمام الحَقّ مِن رَبِّهم ومِن ثمّ زادهم الله هُدًى إلى هُداهم، فوالله لو تَطَّلعون على بعضٍ منهم وهو يتدبّر بيان ناصر محمد اليمانيّ حتى إذا جاء سُلطان عِلْم البيان من مُحكَم القرآن تقشعرّ جلودهم فتلين قلوبهم بذِكر ربّهم ومن ثمّ تفيض أعينهم مِن الدَّمع مِمَّا عرفوا من الحقّ أولئك لم يجعل الله القرآن عليهم عمًى، وأمَّا الذين فرحوا بما عندهم من العِلم في الروايات ولم يتدبَّروا في سُلطان عِلْم ناصر محمد اليمانيّ من مُحكَم القرآن العظيم فأولئك هو عليهم عمًى ولن يُبصِروا الحقّ من ربّهم لأنهم أصلًا مُعتَصِمون بالروايات عن آل البيت كما يفعل الشّيعة أو عن الصحابة كما يفعل السُنّة واتخذوا مُحكَم هذا القرآن مهجورًا وما كان قولهم إلَّا أن قالوا: "إنّ هذه الأحاديث والروايات ورَدَت عن أُناسٍ ثقات". ومن ثمّ يقول لهم الإمام المهديّ: هيهات هيهات يا معشر المُعتَصمين بالروايات المُخالفة لآيات الكتاب المُحكمات بحُجّة أنها وردت عن أُناسٍ ثقاتٍ، فهل هي أصدَق في نظركم من كلام الله في آيات الكتاب المُحكَمات؟! وذلك لأنهنّ يُخالِفن آيات الكتاب المُحكَمات، وذلك هو سبب إعراضكم عن دعوة الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم وذلك لأنكم تعلمون أنكم إذا استجبتم للاحتكام إلى كلام الله في القرآن العظيم المحفوظ من التحريف فسوف يخالف لكثيرٍ من رواياتكم والأحاديث الواردة من عند الشيطان؛ فكلّ ما خالف منها لمحكم القرآن العظيم فذلك حديث شيطانٍ رجيمٍ يريد أن يصدّكم عن اتّباع قول الله تعالى في محكم آياته البيّنات هُنّ أمّ الكتاب لعالِمكم وجاهلكم، أفلا تتقون؟ فقد اتّبعتم المُفتَرين على رسول الله وآل بيته وصحابته المُكرمين حتى ردوكم من بعد إيمانكم بهذا القرآن كافرين، فمن يُجِيركُم من عذاب يومٍ عقيمٍ؟
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، ويا معشر الباحثين عن الحقّ من الزوّار، كونوا شهداء بالحقّ على علمائكم وعلى أنفسكم فقد أقام الإمام المهديّ عليكم الحُجّة فاستخرج لكم العلمَ الحقَّ من رَبّ العالمين لا شكَّ ولا ريبَ وذلك لأنّ حُجّة الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم هو سُلطان العِلْم من ربّ العالمين، تصديقًاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ ﴿١٤٨﴾ قُلْ فَلِلَّـهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ۖ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٤٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام].
وبما أنّ ناصر محمد اليمانيّ استخرج لكم العِلم من كتاب الله من آيات الكتاب المُحكَمات البَيِّنات لعالِمكم وجاهلكم فقد أقام عليكم حُجّة الله بالحقّ فلِلَّه الحُجَّة البالغة وليست للمفترين لِما يخالف لكلام الله في مُحكَم آياته البَيِّنات.
ويا أيّها السائل، إني أراك تريد ردًّا مُختصرًا من المهديّ المنتظَر، ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر وأقول: يا قوم اتَّقوا الله فإنّي مأمورٌ أن أُفصِّل لَكُم القرآن العظيم تفصيلًا وأجاهدكم به جهادًا كبيرًا كما كان يفعل جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فمن اهتدى فلنفسه ومن ضلّ فعليها ومن نكث بيعته فارتدّ عن اتّباع ناصر محمد اليمانيّ فقد انقلب على عقبيه ونكث عهده؛ فلا عهد له عند الله، فما يُريد أن يتّبع من بعد القرآن العظيم؟! وما بعد الحقّ إلّا الضلال.
ولسوف أُفتي: من ارتدّ عن اتّباع ناصر محمد اليمانيّ أنه لن يخشع قلبه ولن تدمع عينه من بعد الارتداد حتى تزهق أنفسهم أو يستعيدون رشدهم ويستغفرون ربّهم وينيبون إليه مرةً أخرى ليهدي قلوبهم، حتى إذا هداهم إلى اتّباع ناصر محمد اليمانيّ فسوف يجدون أنّ الله أصلح بالهم وألان قلوبهم وطمأن أنفسهم ليكونوا من الشاكرين. وذلك لأنّ مِن الأنصار مَن يكون سبب فتنته من أبسط شيءٍ؛ ولو أنّه راسل الإمام المهديّ على الخاص أو في صفحة الموقع العامّة وقال: "أيّها الإمام إني أريد أن تُبَيِّن لي الشيء الفلانيّ فقد أثار الرِّيبة في نفسي". ومن ثمّ يأتيه من الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ ما يُطَمْئِن قلبَه ويُذهِب عنه ما ألقاه الشيطان في نفسه.
ويا معشر الأنصار، ألم نُفتِكم أنّ الله سوف يبتلي من يشاء منكم كما ابتلى رسله فيُلقي الشيطانُ في أنفسهم الشكَّ في الحقّ من بعد أن اتَّبع وبايع؟ فمنهم من يُنيب إلى ربّه فيهدي قلبه ويبيّن له آياته فيجد ما يُذهب الشَكّ في بيانٍ آخر للإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ، أو يراسل الإمام المهديّ ويقول له: "اعذرني إمامي فإني أريد أن يطمئنّ قلبي فقد أثار شَكّي شيءٌ ما". ومن ثمّ يُبيِّن للإمام ناصر محمد اليمانيّ ما هو هذا الشيء الذي استغلّه الشيطان لِيُشَكِّكه في الحقّ من بعد أن اتّبع وبايع، حتى إذا أَخبر عن سبب شكّه إلى الإمام ناصر محمد اليمانيّ فإني أعِده بإذن الله وعدًا غير مكذوبٍ أن آتيه بالحقّ من ربّ العالمين فأزيده علمًا وتفصيلًا من مُحكَم كتاب الله حتى يُذهِب الله ما ألقاه الشيطان في قلبه من بعد تحقيق الأمنية فوجد الحقّ واتّبع وبايع، وهذا شيءٌ لا حياء فيه فقد حدث حتى للأنبياء، وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٢﴾ لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [سورة الحج].
وإنَّما أردنا أن نُنَبِّه الأنصار بذلك ليكونوا على علمٍ، فمَن ألقى في أُمنيِّتِهِ الشيطانُ الشكَّ من بعد أن تحقَّق له الحقّ الذي كان يبحث عنه فاتّبع وبايع ومن ثمّ ألقى الشيطانُ في أمنيِّتِهِ الشكَّ بسبب شيءٍ ما من بعد أن اتّبع و بايع فلا حياء في الدين يا أحباب قلب الإمام المهديّ فليراسلنا ليطلب مني أن نزيده عِلمًا ونُحكِم له الحقّ من آيات الكتاب حتى يذهب ما ألقاه الشيطان في نفسه، ومن ثُمّ يُحكِم الله له آياته ونُبَيِّنها له في مُحكم كتابه فيذهب ما ألقاه الشيطان في قلبه؛ فيذهب طائف الشيطان فإذا هم مُبصرون.
وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله رَبّ العَالَمين..
أخوكُم الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليمانيّ.
_________________
ويا معشر عُلماء أمَّة الإسلام يا مَن يعتقدون ببعث المهديّ المنتظَر، لقد أفتاكم الله أنّ الحُجّة هي العِلم الحقّ من ربّ العالمين، والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل وجدتم أنّ ناصر محمد اليمانيّ يُهَيمن عليكم بالعلم المُلجِم للعقل والمنطق؟ فإن كنتم تعقلون فسوف تجدون أنّ ناصر محمد اليمانيّ يجادلكم بالعلم من ربّ العالمين من مُحكَم القرآن العظيم؛ إذًا أصبحت حُجّة ناصر محمد اليمانيّ هي العلم الحقّ من ربّ العالمين، وأمّا أنتم فتتبعون العلم الظنّي الذي يحتمل الحقّ ويحتمل أنه باطلٌ مُفترى، ولكن الله أفتاكم أنّ الظنّ لا يغني من الحقّ شيئًا في قول الله تعالى: {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا ۚ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [سورة يونس].
إذًا لا ينبغي للمهديّ المنتظَر أن يحاجّكم فيهديكم بالعلم الظنّي الذي يحتمل الصحّ ويحتمل الخطأ، وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين؛ بل تجدون أن الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ يُحاجُّكم بآياتٍ بيّناتٍ من آيات أُمّ الكتاب المُحكَمات هُنّ أمّ الكتاب وما يَكفُر بها فيَتَّبِع ما خالفها إلَّا الفاسِقون، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].
ولكن للأسف ما كان رَدّ الشيعة الاثني عشر على المهديّ المنتظَر الذي يحاجّهم بآياتٍ بيّناتٍ من مُحكَم الذِّكر إلّا أن قالوا: "بل القرآن له أوجهٌ مُتعَددة"! وأمّا أهل السُنّة والجماعة فيقولون: "وما يعلم تأويله إلّا الله"! وذلك لأنّ الشّيعة والسُنّة لا يريدون إلّا أن يتّبعوا الروايات والأحاديث بحُجّة أنّ القرآن لا يعلم تأويله إلّا الله، ولذلك يُفتي المهديّ المنتظَر كافةَ البشر أنّ الشّيعة الاثني عشر وأهل السُنّة والجماعة قد افتروا على الله زورًا وبهتانًا كبيرًا بقولهم: "إنّ القرآن لا يعلم تأويله إلّا الله" حتى أضلّوا أنفسهم وأضلّوا أُمّتهم، ولسوف نثبت افتراءهم على الله وإنّا لصادقون، وذلك لأنّ الله لم يُفتِهم بذلك في مُحكَم كتابه بأنّ القرآن لا يعلم تأويله إلّا الله؛ بل أخبرهم الله: إنَّ من القرآن آياتٍ متشابهاتٍ لا يعلم تأويلهنّ إلّا الله ويُعَلِّم بتأويلهنّ مَن يشاء من الرَّاسخين في عِلْم الكتاب، وهُنّ قليلٌ في القرآن لَسْنَ إلّا بنسبة ما يقارب العَشرة في المائة، ولم يجعلهنّ الله الحُجَّة على الأُمّة ولم يأمرهم باتِّباع ظاهرهنّ، وذلك لأن لَهُنّ تأويلًا غير ظاهرهنّ لذلك لا يعلم بتأويلهنّ إلّا الله، ولذلك أمركم الله أن تتبعوا الآيات المحكمات البيّنات لعالِمكم وجاهلكم لكلّ ذي لسانٍ عربيٍ مبينٍ ظاهرهنّ كباطنهنّ وجعلهنّ الله هُنّ أمّ الكتاب، وذلك حتى إذا جاء ما يخالف لأيِّ آيةٍ منهنّ من الأحاديث والروايات فأمركم الله أن تعتصموا بحبل القرآن العظيم وتنبذوا ما خالف لِمُحكَم آياته البَيِّنات وراء ظهوركم، ولكن لو اتَّبعتُم أمر الله فعَرَضتم الأحاديث والروايات على الآيات المُحكَمات البَيِّنات ومن ثمّ ما وجدتم من الأحاديث والروايات جاء مُخالِفًا لإحدى الآيات البيّنات لَما استطاع المُنافِقون الذين يُظهرون الإيمان ويُبطِنون الكُفْر أن يُضلّوكم عن الصراط المستقيم.
ولَكِنَّكم كذلك افتريتم أنتم على الله بقولكم: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ} صدق الله العظيم [سورة آل عمران:7]، وللأسف إنَّ الذين يَتَّبِعون علماءهم بالاتّباع الأعمى حين يفتوا - علماء الشّيعة والسُنّة - عن القرآن العظيم ويقولون لهم: "{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ} صدق الله العظيم." ومن ثمّ يقتنعون أن القرآن لا يعلم بتأويله إلّا الله ومن ثمّ يُعرِضون عن تدبّره؛ وقالوا حسبنا الروايات والأحاديث عن عترة آل البيت كما يقول الشِّيعة أو عن الصحابة بشكلٍ عامٍّ كما يقول السُنّة، وأعرضوا جميعًا عن تدبّر آيات الكتاب البيّنات لعالمكم وجاهلكم، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة].
ولكن المهديّ المنتظَر يوَجِّه إلى الشّيعة الاثني عشر والسُنّة والجماعة سؤالًا وهو كما يلي: فهل يمكن أن يتناقض الله سُبحانه في كلامه؟ ومعلومٌ جوابهم جميعًا وسيقولون: "سبحان الله العظيم وتعالى علوًا كبيرًا فكيف يتناقض الله في كلامه وهو الصَّادق؟! ومن أصدق من الله قيلًا!؟" ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر: إذًا تعالوا لننظر في فتواكم عن القرآن العظيم في قول الله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ} صدق الله العظيم، وفي قول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم. وأصبح حسب فتواكم أن الله مُتناقضٌ في كلامه سبحانه وتعالى علوًا كبيرًا! فكيف يقول: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم، ثمّ يقول قولاً مُناقِضًا: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ} صدق الله العظيم؟ ومن ثمّ تتفكّرون أنكم قد افتريتم على الله بفتواكم عن القرآن أنه لا يعلم تأويله إلّا الله ومن ثمّ ترجعون لفتوى الله في مُحكَم كتابه وسوف تجدون أنه لم يقل ذلك بأنه لا يعلم تأويل القرآن إلّا الله؛ بل فتوى الله تخصّ المُتشابه من القرآن فقط، ولم يقصد آيات أمّ الكتاب المُحكَمات البيّنات لعالمكم وجاهلكم (لا يُعرِض عمّا جاء فيها إلّا الفاسقون)، وقال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [سورة آل عمران].
أفلا ترون أنكم أضللتم أنفسكم وأضللتم أمّتكم بسبب فتواكم الباطلة؟ فأصبح المهديّ المنتظَر لا يستطيع إنقاذكم وهُداكم حتى ترجعوا إلى الاحتكام إلى كلام الله المُحكَم في آياته المُحكمات البَيِّنات (هُنّ أمّ الكتاب) فتقوموا بالمُقارنة بينهنّ وبين جميع ما جاء في الأحاديث والروايات، وما وجدتم منها أنه خالف لأيّ آيةٍ مُحكَمةٍ في الكتاب فاعتصموا بحبل الله القرآن العظيم وذَروا ما خالف لِمُحكَمه وراء ظهوركم لأن الحديث المُخالِف لِمُحكَم الكتاب قد جاءكم من عند غير الله ورسوله؛ أيْ من عند الطاغوت الشيطان الرَّجيم على لسان أوليائه من شياطين البشر الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمَكر عن رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - كما أفتاكم الله بمكرهم في مُحكَم القرآن العظيم في قول الله تعالى: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّـهِ ۗ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّـهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴿١﴾ اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّـهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [سورة المنافقون].
ومن ثمّ علَّمكم الله كيفيّة طريقة صَدّهم عن سبيل الله أنه بالافتراء على رسوله في أحاديث السُنّة النّبويّة، وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [سورة النساء].
ويا سُبحان ربّي! فأنتم تجدون أنّ الله لم يأمر رسوله بكشف أمرهم وطردهم؛ بل أمره أن يتركهم ويُعرِض عنهم وذلك لكي يعلم الله الذين يَتَّبِعون القرآن مِمَّن يذرونه وراء ظهورهم فيَتَّبعون الأحاديث في السُنّة التي تأتي مُخالِفةً لآيات الكتاب المُحكَمات وذلك لأن الله سوف يأمركم أن ترجعوا إلى القرآن فتتدبّرون آيات الكتاب المُحكَمات البَيِّنات، وأفتاكم الله أن ما وجدتموه من الأحاديث في السُنّة النّبويّة قد جاء مُخالِفًا لمُحكَم آيات الكتاب البَيِّنات فإنّ ذلك الحديث في السُنّة من عند غير الله ما دام جاء مُخالِفًا لآيةٍ مُحكَمةٍ من آيات أمّ الكتاب، وذلك لأن محمدًا رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ما ينطق عن الهَوَى لا في الكتاب ولا في السُنّة، أفلا تتقون فتتدبّرون كلام الله المحفوظ من التّحريف في الكتاب؟! وقال الله تعالى: {مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠﴾ وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [سورة النساء].
فلماذا تُعرِضون عن فضل الله عليكم ورحمته ببعث الإمام المهديّ لينقذكم من فتنة المسيح الكذّاب الشيطان الرَّجيم؟ فكيف السبيل لإنقاذكم يا معشر السُنّة والشّيعة؟! فأنتم بتمسُّككم لِما خالف مُحكَم كتاب الله في الروايات والأحاديث قد صدَدْتم المُسلِمين والعالمين أن يُصدِّقوا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم حتى تروا العذاب الأليم إلَّا مَن رَحِم ربّي منكم وتبيَّن له أن ناصر محمد اليمانيّ يَنطِق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مُستقيمٍ لا شكَّ ولا ريب، وأولئك هُم أولو الألباب وذلك لأنهم تَفَكّروا وتدبَّروا في حُجَّة ناصر محمد اليمانيّ وسُلطان علمه الذي يحاجّ به علماء الأُمَّة، فإذا سلطان عِلْم ناصر محمد اليمانيّ هو كلام الله لأنهم وجدوا ناصر محمد اليمانيّ يُحاجّ عُلماء المُسلِمين بآياتٍ مُحكماتٍ بيّناتٍ لا يَكفُر بها إلَّا الفاسِقون تصديقًا لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم [سورة البقرة]، ولذلك صَدَّقوا المهديّ المنتظَر لأنهم عَلِموا أنَّهم لو كَذَّبوا بحُجَّة ناصر محمد اليمانيّ أنّهم كذّبوا الله ورسوله وقالوا: "نعوذُ بالله أن نكون من الفاسقين المُكَذِّبين بآيات الكتاب البَيِّنات" تصديقًا لقول الله: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩﴾} صدق الله العظيم.
ومَن قَرَّر الاتّباع للإمام الحَقّ مِن رَبِّهم ومِن ثمّ زادهم الله هُدًى إلى هُداهم، فوالله لو تَطَّلعون على بعضٍ منهم وهو يتدبّر بيان ناصر محمد اليمانيّ حتى إذا جاء سُلطان عِلْم البيان من مُحكَم القرآن تقشعرّ جلودهم فتلين قلوبهم بذِكر ربّهم ومن ثمّ تفيض أعينهم مِن الدَّمع مِمَّا عرفوا من الحقّ أولئك لم يجعل الله القرآن عليهم عمًى، وأمَّا الذين فرحوا بما عندهم من العِلم في الروايات ولم يتدبَّروا في سُلطان عِلْم ناصر محمد اليمانيّ من مُحكَم القرآن العظيم فأولئك هو عليهم عمًى ولن يُبصِروا الحقّ من ربّهم لأنهم أصلًا مُعتَصِمون بالروايات عن آل البيت كما يفعل الشّيعة أو عن الصحابة كما يفعل السُنّة واتخذوا مُحكَم هذا القرآن مهجورًا وما كان قولهم إلَّا أن قالوا: "إنّ هذه الأحاديث والروايات ورَدَت عن أُناسٍ ثقات". ومن ثمّ يقول لهم الإمام المهديّ: هيهات هيهات يا معشر المُعتَصمين بالروايات المُخالفة لآيات الكتاب المُحكمات بحُجّة أنها وردت عن أُناسٍ ثقاتٍ، فهل هي أصدَق في نظركم من كلام الله في آيات الكتاب المُحكَمات؟! وذلك لأنهنّ يُخالِفن آيات الكتاب المُحكَمات، وذلك هو سبب إعراضكم عن دعوة الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم وذلك لأنكم تعلمون أنكم إذا استجبتم للاحتكام إلى كلام الله في القرآن العظيم المحفوظ من التحريف فسوف يخالف لكثيرٍ من رواياتكم والأحاديث الواردة من عند الشيطان؛ فكلّ ما خالف منها لمحكم القرآن العظيم فذلك حديث شيطانٍ رجيمٍ يريد أن يصدّكم عن اتّباع قول الله تعالى في محكم آياته البيّنات هُنّ أمّ الكتاب لعالِمكم وجاهلكم، أفلا تتقون؟ فقد اتّبعتم المُفتَرين على رسول الله وآل بيته وصحابته المُكرمين حتى ردوكم من بعد إيمانكم بهذا القرآن كافرين، فمن يُجِيركُم من عذاب يومٍ عقيمٍ؟
ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار، ويا معشر الباحثين عن الحقّ من الزوّار، كونوا شهداء بالحقّ على علمائكم وعلى أنفسكم فقد أقام الإمام المهديّ عليكم الحُجّة فاستخرج لكم العلمَ الحقَّ من رَبّ العالمين لا شكَّ ولا ريبَ وذلك لأنّ حُجّة الإمام المهديّ الحقّ من ربّكم هو سُلطان العِلْم من ربّ العالمين، تصديقًاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ۖ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ ﴿١٤٨﴾ قُلْ فَلِلَّـهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ ۖ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿١٤٩﴾} صدق الله العظيم [سورة الأنعام].
وبما أنّ ناصر محمد اليمانيّ استخرج لكم العِلم من كتاب الله من آيات الكتاب المُحكَمات البَيِّنات لعالِمكم وجاهلكم فقد أقام عليكم حُجّة الله بالحقّ فلِلَّه الحُجَّة البالغة وليست للمفترين لِما يخالف لكلام الله في مُحكَم آياته البَيِّنات.
ويا أيّها السائل، إني أراك تريد ردًّا مُختصرًا من المهديّ المنتظَر، ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر وأقول: يا قوم اتَّقوا الله فإنّي مأمورٌ أن أُفصِّل لَكُم القرآن العظيم تفصيلًا وأجاهدكم به جهادًا كبيرًا كما كان يفعل جدّي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فمن اهتدى فلنفسه ومن ضلّ فعليها ومن نكث بيعته فارتدّ عن اتّباع ناصر محمد اليمانيّ فقد انقلب على عقبيه ونكث عهده؛ فلا عهد له عند الله، فما يُريد أن يتّبع من بعد القرآن العظيم؟! وما بعد الحقّ إلّا الضلال.
ولسوف أُفتي: من ارتدّ عن اتّباع ناصر محمد اليمانيّ أنه لن يخشع قلبه ولن تدمع عينه من بعد الارتداد حتى تزهق أنفسهم أو يستعيدون رشدهم ويستغفرون ربّهم وينيبون إليه مرةً أخرى ليهدي قلوبهم، حتى إذا هداهم إلى اتّباع ناصر محمد اليمانيّ فسوف يجدون أنّ الله أصلح بالهم وألان قلوبهم وطمأن أنفسهم ليكونوا من الشاكرين. وذلك لأنّ مِن الأنصار مَن يكون سبب فتنته من أبسط شيءٍ؛ ولو أنّه راسل الإمام المهديّ على الخاص أو في صفحة الموقع العامّة وقال: "أيّها الإمام إني أريد أن تُبَيِّن لي الشيء الفلانيّ فقد أثار الرِّيبة في نفسي". ومن ثمّ يأتيه من الإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ ما يُطَمْئِن قلبَه ويُذهِب عنه ما ألقاه الشيطان في نفسه.
ويا معشر الأنصار، ألم نُفتِكم أنّ الله سوف يبتلي من يشاء منكم كما ابتلى رسله فيُلقي الشيطانُ في أنفسهم الشكَّ في الحقّ من بعد أن اتَّبع وبايع؟ فمنهم من يُنيب إلى ربّه فيهدي قلبه ويبيّن له آياته فيجد ما يُذهب الشَكّ في بيانٍ آخر للإمام المهديّ ناصر محمد اليمانيّ، أو يراسل الإمام المهديّ ويقول له: "اعذرني إمامي فإني أريد أن يطمئنّ قلبي فقد أثار شَكّي شيءٌ ما". ومن ثمّ يُبيِّن للإمام ناصر محمد اليمانيّ ما هو هذا الشيء الذي استغلّه الشيطان لِيُشَكِّكه في الحقّ من بعد أن اتّبع وبايع، حتى إذا أَخبر عن سبب شكّه إلى الإمام ناصر محمد اليمانيّ فإني أعِده بإذن الله وعدًا غير مكذوبٍ أن آتيه بالحقّ من ربّ العالمين فأزيده علمًا وتفصيلًا من مُحكَم كتاب الله حتى يُذهِب الله ما ألقاه الشيطان في قلبه من بعد تحقيق الأمنية فوجد الحقّ واتّبع وبايع، وهذا شيءٌ لا حياء فيه فقد حدث حتى للأنبياء، وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّـهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٢﴾ لِّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [سورة الحج].
وإنَّما أردنا أن نُنَبِّه الأنصار بذلك ليكونوا على علمٍ، فمَن ألقى في أُمنيِّتِهِ الشيطانُ الشكَّ من بعد أن تحقَّق له الحقّ الذي كان يبحث عنه فاتّبع وبايع ومن ثمّ ألقى الشيطانُ في أمنيِّتِهِ الشكَّ بسبب شيءٍ ما من بعد أن اتّبع و بايع فلا حياء في الدين يا أحباب قلب الإمام المهديّ فليراسلنا ليطلب مني أن نزيده عِلمًا ونُحكِم له الحقّ من آيات الكتاب حتى يذهب ما ألقاه الشيطان في نفسه، ومن ثُمّ يُحكِم الله له آياته ونُبَيِّنها له في مُحكم كتابه فيذهب ما ألقاه الشيطان في قلبه؛ فيذهب طائف الشيطان فإذا هم مُبصرون.
وسلامٌ على المُرسَلين، والحمدُ لله رَبّ العَالَمين..
أخوكُم الإمام المهديّ؛ ناصر محمد اليمانيّ.
_________________