- 2 -
الإمام ناصر محمد اليماني
22 - 03 - 1431 هـ
08 - 03 - 2010 مـ
10:56 مساءً
ـــــــــــــــــــ
مزيدٌ من التفصيل إلى السائلين..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وسلامُ الله عليكم أيها السائلين الباحثين عن الحقّ من ربّ العالمين..
وقال الله تعالى: {كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢﴾ أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا كافة الكافرين من الأُمم كان جوابهم على رُسل ربهم واحداً موحداً كما أفتانا الله في مُحكم كتابه أنه ما أرسل من قبل مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من رسولٍ إلّا قالوا ساحرٌ أو مجنونٌ وكأنّهم تواصَوا بهذا الجواب الموحد؟ ومن ثُمّ نعلمكم عن السبب لهذا الجواب الموحد وننطق بالحقّ فإنّهم لم يتواصَ بهذا الردّ كافة الأُمم بل تواصَ شياطين الجنّ والإنس في كُلّ زمانٍ ومكان بمكرٍ معلوم حتى لا يصدّق الناس رُسل ربهم.
وتعالوا لنعلمكم بمكر الشياطين المُستمر، فإنهم يوسوِسون لبعض الأشخاص أنّه نبيٌ من ربّ العالمين حتى يشهر نفسه أنه نبيٌّ ومن ثُمّ يمرضه المسّ الذي يتخبّطه فيجعله مجنوناً حتى يتبيّن للناس جنونه ثُمّ يعلم الناس أنّه مجنونٌ وليس رسولاً من ربّ العالمين كما يزعم. والحكمة الخبيثة من ذلك المكر هو حتى إذا بعث الله رسولاً حقاً من ربّ العالمين فأوّل ردٍّ عليه يقول له قومه إنّه مجنونٌ وليس رسولاً من ربّ العالمين نظراً لأنّهم تعودوا على هذه الظاهرة من قبل، ومن ثُمّ يُعرض الناس عن رسول ربِّهم ويصفونه بالجنون، ولكنها بقيت أمام الشيطان عقبة وهو لو يؤيّد الله رسوله الذي أرسله بآية التصديق مُعجزةً من عند الله بقدرة الله وعلم الشياطين أنّه سوف يتبيّن للناس أنّه ليس بمجنون بل هو رسول من ربّ العالمين ولذلك أيّده الله بمعجزةٍ خارقةٍ من عنده ليعلموا أنّه رسولٌ من ربّ العالمين. ومن ثُمّ اخترع الشياطين سحر التخييل فيُعلّموه لأشخاص من الناس من الذين استهوتهم الشياطين فيأمروهم أن يروا الناس هذه المُعجزات السحرية. والحكمة الخبيثة الشيطانية من اختراع سحر التخييل هي حتى إذا أيّد الله رُسله بآيات التصديق من ربِّهم ومن ثُمّ يقول الناس لرسول ربهم لقد علمنا الآن أنّك لست بمجنون كما توقعنا بل أنت ساحر! وبسبب هذا المكر الخبيث من حكمة الشيطان الأكبر إبليس في كل زمانٍ ومكانٍ لم يُصدق الأُمم رُسل ربِّهم، فأوّل ما يبعث اللهُ الرسولَ إلى قومه يقولون له مجنونٌ وذلك لأنّهم تعودوا على هذه الظاهرة من قبل وعلموا بشخصٍ قال أنّه نبيٌ ومن ثُمّ تبيّن للناس أنّه مجنونٌ، حتى إذا أيّد الله رسوله بمُعجزة التصديق لتكون آيةً لصدقه من ربِّه إلى قومِه ومن ثم يقول له قومه: "إذاً فأنت لست بمجنون بل أنت ساحرٌ عليم". ولذلك حين بعث الله رسوله موسى عليه الصلاة والسلام إلى فرعون فكان جواب فرعون بما يلي وقال: {قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ} [الشعراء:27].
ومن ثُمّ ردَّ عليه رسولُ الله موسى صلى الله عليه وأخيه هارون وآلهم وسلم وقال لفرعون: {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ ﴿٣٠﴾ قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٣١﴾ فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ﴿٣٢﴾ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ﴿٣٣﴾ قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ﴿٣٥﴾ قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿٣٦﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].
وذلك لأنهم تعوّدوا على أشخاصٍ يُرون الناس مُعجزات سحريّة في خيال الأعين برغم أن ليس لها أي أساس من الحقيقة على الواقع الحقيقي، ولكنّ الشياطين نجحوا بهذا المكر فلم يصدّق الأُمم رُسل ربهم فأول ما يبعث الله رسوله إلى قومه يقولون له مجنون. وسبب قولهم ذلك هو بسبب مكر الشيطان يوسوس لأحد الأشخاص أنه نبيٌّ ومن ثُمّ يجعله من بعد ما يدّعي النبوّة مجنوناً في نظر الناس بتصرفات غريبة فيتبيّن لهم أنه مجنونٌ. ولذلك أوّل ما يبعث الله الرسول إلى قومه يقولون له مجنون حتى إذا أيّده الله بآية التصديق من عنده فيتغير حُكمهم على رسولهم فيقولوا بل أنت ساحرٌ عليم! وبسبب هذا المكر المُستمر من حكمة الشياطين فما يرُسل الله رسولاً إلى قومه إلّا قالوا ساحرٌ أو مجنون بسبب هذا المكر المُستمر عبر العصور، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢﴾ أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].
فمن ذا الذي يستطيع أن يأتيكم بهذا البيان المُفصل من مُحكم كتاب الله غير الإنسان الذي علّمه الله البيان الحقّ للقُرآن الإمام المهديّ الحقّ من ربكم؟ ولكن للأسف لا يزال الناس مُعرضين عن المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم ممن أظهرهم الله على أمرنا في الشبكة العالميّة إلّا من رحم ربي، وسبب إعراضهم عن تصديق المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم هو كذلك بسبب مكر الشياطين لأنهم وسوسوا في كُل عصرٍ لأشخاص من البشر بأنه المهديّ المُنتظر، فبين الحين والآخر يظهر للمُسلمين مهديٌّ مُنتظرٌ جديدٌ حتى سئِم المُسلمون هذه الظاهرة بانتحال شخصيّة المهديّ المنتظَر في كُل عصر، والحكمة الخبيثة من الشيطان الأكبر هي حتى إذا بعث الله للبشر المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم ليعلّمهم البيان الحقّ للذكر وينذرهم أنّهم دخلوا في عصر أشراط الساعة الكُبر ومن ثُمّ ما كان رد المُسلمين للمهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم إلّا أن قالوا: "بل أنت كذابٌ أشِر ومثلك كمثل مُدّعين شخصيّة المهديّ المنتظَر من قبلك وفي عصرك". ومن ثُمّ يعرضون عن دعوة المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم إلّا أولو الألباب الذين لم يحكموا على ناصر مُحمد اليماني من قبل التفكّر والتدبر في أساس دعوته وسُلطان علمه بل استمعوا إلى دعوته وتدبروا في سُلطان علمه بالعقل والمنطق ومن ثُمّ تبين لهم أنه ليس مُفترياً كذاباً بل يحاجُّ الناس بآياتٍ محكماتٍ هُنّ أم الكتاب فأخرجهم المهديّ المنتظَر من الظُلمات إلى النور وشرح الله صدورهم وطمأن قلوبهم وبصّرهم بالحقّ من ربهم، وسبب هُداهم هو لأنهم استخدموا عقولهم التي أنعم الله بها عليهم وقالوا: "وما لنا لا نتّبع دعوة الحقّ من ربّ العالمين؟ فكيف لا نتبع الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين وهو يحاجُّنا بآياتٍ بيناتٍ هُنّ أمّ الكتاب في القُرآن العظيم وكنّا عنها غافلين؟ بل كأنها تنزلت اليوم من ربّ العالمين برغم وجودها في القُرآن العظيم! فكيف نُكذّب بدعوة ناصر مُحمد اليماني وهو يحاجنا بآياتٍ بيناتٍ في القُرآن العظيم فمن كذّبه فإنه لم يكذّب ناصر مُحمد اليماني بل كذب الله ورسوله المبعوث بهذا القُرآن العظيم، وذلك لأنّ ناصر مُحمد اليماني لم نجده يقول قال الإمام المهديّ بل قال الله ورسوله، ولا يكفر بكتاب الله وسنّة رسوله وإنما يُغربل سنة مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من الأحاديث المُفتراة فيقذف على الحديث المُفترى بآيةٍ مُحكمةٍ من القُرآن العظيم فيدمغه فإذا هو زاهقٌ وتبين للناس أنّه حديث مُفترى عن النبيّ -صلى الله عليه وآله وسلم- من الأحاديث التي لم يقُلها عليه الصلاة والسلام، كما أثبت لنا من قبل كيفية طريقة شياطين الجنّ والإنس لصدِّ المُسلمين عن اتّباع القُرآن العظيم برغم أنّ ناصر مُحمد اليماني لم يكن موجوداً في عصر مكر الشياطين بل هو من جيلنا ومن أُمّتنا هذه ولكنه علّمنا بمكر الشياطين في الزمن القديم وفصّله لنا تفصيلاً وليس برواية ظنيّة ولا حديثٍ مُفترى ولا من الأساطير ولا من كُتاب قيس وليلى ولا من كُتاب الزير سالم أبو ليلى المهلهل ولا من كُتاب ميشيل عفلق؛ بل من مُحكم كتاب الله القُرآن العظيم؛ بل فصّل لنا كيفية مكر الشياطين ليصدّوا البشر منذ الأزل القديم مكراً واحداً موحداً ولم يكشف مكرهم ويفصّلهُ للناس تفصيلاً إلّا الإمام ناصر مُحمد اليماني، وليس تفصيلاً من رأسه من ذات نفسه بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً بل فصّله من كتاب الله تفصيلاً بآياتٍ مُحكماتٍ بيّناتٍ لعالم الأُمّة وجاهلها، حتى جعلنا ناصر مُحمد اليماني بين خيارين لا ثالث لهما، فإمّا أن نُصدق أنه المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين أو نُكذّب بكتاب الله القُرآن العظيم، وكيف نُعرض عن كتاب الله القُرآن العظيم الذي يهدينا به ناصر مُحمد اليماني إلى الصراط المُستقيم ونحن بالقُرآن مؤمنون من قبل أن يبعث الله المهديّ المنتظَر ناصر مُحمد اليماني، فما لنا لا نتّبع الحقّ، وما بعد الحقّ إلّا الضلال؟ ولن نُعرض عن دعوة الحقّ من ربّ العالمين بسبب مكر الشياطين المفترين شخصيّة المهديّ المنتظَر ولذلك يظنّ الذين لا يتفكرون في دعوته وسُلطان علمه أنّ ناصر مُحمد اليماني ليس إلّا كمثل المهديين المُفترين فأولئك وقعوا في مصيدة الشياطين ونجح فيهم مكرهم فأعرضوا عن دعوة الإمام المهديّ ناصر مُحمد اليماني، وذلك لأنهم حكموا عليه من قبل أن يستمعوا إلى قوله ويتفكرون في سُلطان علمه لأنهم ليسوا من أولي الألباب من الذين يستمعون القول ويتّبعون أحسنه إن كان هو الحقّ من ربّ العالمين تقبّلته عقولهم، وذلك لأنه إذا كان ناصرُ مُحمد اليماني مجنوناً قد أذهب الله عقله فلم يذهب الله عقولنا بل تفكّرنا في دعوته بالعقل، وبما أنّ منطقه يقبله العقل والمنطق فإذاً هو ليس بمجنون بل ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مُستقيم، فالحمدُ لله الذي جعلنا من أولي الألباب الذين لم يحكموا من قبل التدبر والتفكر. وناصر مُحمد اليماني والمهديين المُفترين شخصيته في عصره يُعتبروا خصمين مُختلفين، فكيف نحكم بينهم أيُّهم على الحقّ من قبل أن نسمع بما لديهم؟ وكثيرٌ من الذين اتّبعوا ناصر مُحمد اليماني سبق وأن تدبروا في دعوة أشخاص آخرين كلّ منهم يدّعي أنه المهديّ المنتظَر ومن ثُمّ نظرنا إلى سُلطان علمهم فوجدنا جميع المُفترين لشخصية المهديّ المنتظَر لم يؤيدهم الله بسُلطان العلم المُقنع والمُلجم لمن يحاورهم من أهل العلم بل يقولون على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، ومن ثُمّ وضعنا مقارنةً بين علمهم وسُلطان علم ناصر مُحمد اليماني فوجدنا أنّ الفرق عظيم كالفرق بين الظُلمات والنور، ومن ثُمّ تبين لنا أنّ ناصر مُحمد اليماني هو الذي على الحقّ ويدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صراطٍ مُستقيمٍ برغم أنّ من الأنصار من أرجأ التصديق بناصر مُحمد اليماني عدد سنين لعلّه يغير ادّعاءه من الإمام المهديّ إلى النبوّة أو إلى الربوبيّة فإذا دعوته ثابتة على أساس متينٍ؛ أساس التقوى من ربّ العالمين، فكم ينذرنا وجميع المُسلمين أن لا نقول على الله ما لم نعلم وأفتانا أنّ ذلك من أمر الشيطان أن تقولوا على الله ما لا تعلمون، وأتانا بالسُلطان المُبين عن أمر الشيطان، وقال الله تعالى: {إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ومن ثُمّ علمنا أنّ ذلك مُحرّمٌ أن نقول على الله ما لم نعلم وأتانا بالسُلطان المبين. وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بغير الحقّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
ومن ثُمّ علّمنا أنّ القول على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً ويحتمل الصح ويحتمل الخطأ أنّ ذلك من أمر الشيطان وليس من أمر الرحمن.
ومن ثُمّ عرّف لنا ناصر مُحمد اليماني ما هو الاجتهاد وقال: ليس الاجتهاد أن تقولوا على الله ما لا تعلمون كما يزعم المُفترون فإن أصبتم فلكم أجران وإن أخطأتم فلكم أجر! بل ذلك حديث جاءكم من عند غير الله ورسوله بل من عند الشيطان الرجيم لكي تقولوا على الله ما لا تعلمون فتزعمون أن ذلك هو الاجتهاد! ومن ثُمّ أفتانا الإمام الحق ناصر مُحمد اليماني عن الاجتهاد وقال: "إن الاجتهاد هو أن تجتهد في البحث عن الحق حتى يهديك الله إلى الحق بعلمٍ وسُلطانٍ مُبين لا يحتمل الصح أو الخطأ؛ بل الحق من ربّ العالمين بعلمٍ وسُلطانٍ مُبين من الرحمن، ومن ثم تدعوا الناس على بصيرةٍ من ربكم فتلجموا بالحقّ من يجادلكم فتُهيمنوا بعلمٍ وسُلطانٍ مُبينٍ من ربّ العالمين، ما لم ذلك فكيف تقنعوا الناس بشيءٍ لا تعلموه أنتم علم اليقين أنّه الحقّ من ربّ العالمين، ومن قال لا أعلم فقد أفتى وآتاه الله كأجر العالم المُفتي بعلمٍ وهُدًى وذلك لأنه اتّقى الله ولم يقل عليه ما لم يعلم، وكذلك أفتانا ناصر مُحمد اليماني إنّ الذين يقولون على الله ما لا يعلمون بل بقول الاجتهاد الذي يحتمل الصح والخطأ يحملون وزرهم ووزر الذين يضلونهم بغير علم. تصديقاً لقول الله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [النحل].
وذلك لأنّ زلة عالم تكون سبب في ضلال أُمَمٍ بأسرها من الذين اتّبعوه برغم أنّ الله أمر في مُحكم كتابه إلى طالب العلم أن لا يتّبع العالم بالإتباع الأعمى بل أمر الله طلاب العلم أن يستخدموا عقولهم من قبل الإتباع هل ينطق هذا الداعية بالحق ويهدي إلى صراطٍ مُستقيم على بصيرةٍ من ربه؟ تصديقاً لأمر الله إلى طُلاب العلم في قوله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴿٣٦﴾} صدق الله العظيم [الإسراء].
وسبحان الله العظيم! ولم نجد ناصر مُحمد اليماني يُشدّد على الناس في دينهم بل كما أمره الله، وعلّمنا أنّ الله يُريد بنا اليُسر ولا يُريد بنا العُسر، ولكننا وجدنا ناصر مُحمد اليماني لمن أشد المُتشدّدين في الدين على أن لا تقولوا على الله ما لا تعلمون فينهى عُلماء المنابر أن ينطقوا للأُمّة بعلم الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً حتى إذا أنهى الخطيب خطبته ومن ثُمّ يقول هذا والله أعلم فإن أخطأت فمن نفسي، فيقول ناصر مُحمد اليماني إذاً عليك وزر خطئك وخطأ من تُضلِّهم بعلمك يا من تقول في دين الله ما لم تعلم علم اليقين أنه الحقّ من ربّ العالمين.
والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل من العقل والمنطق أن ينهانا ناصر مُحمد اليماني أن نقول على الله ما لم نعلم ومن ثُمّ يُخالفنا لما ينهانا عنه فيقول هو على الله أنّه المهديّ المنتظَر ما لم يعلم أنّه لمن الصادقين وأنّه الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين؟ فكيف يجتمع النور والظُلمات؟ وذلك لأنّ ناصر مُحمد اليماني ليس من الجاهلين حتى يقول إنّ الله اصطفاه المهديّ المنتظَر خليفة الله ربّ العالمين افتراءً على الله وهو يعلم جزاء من يقول على الله ما لم يعلم؟ فكيف يخالفنا لما ينهانا عنه ويفتري أنّه المهديّ المنتظَر من ربّ العالمين فهل يُقبل العقل ذلك؟ وقد تبيّن لنا أن الله زاده بسطةً في العلم على كافة علماء الأُمّة، والعلم نور، فكيف تجتمع الظُلمات والنور؟ وإن أخطأ عُلماء الفقه في فتاوى فهو نتيجة جهلهم وتصديقهم بالحديث المُفترى أن لكُل مُجتهدٍ نصيب من الأجر، فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر، ولذلك لم يكن علماء الأمّة يبالوا في الفتوى أو يتدبروا في سُلطان علمهم هل يقبله العقل والمنطق نتيجة الثقة في الروايات والأحاديث أنّها عن أناس ثقات ولذلك لم يعرضوها على كتاب الله هل تُخالفه في شيءٍ؟ ولكن ناصر مُحمد اليماني ذكيّ وليس غبياً، فكيف يمكن أن يقول أنّه المهديّ المنتظَر الحكم بين علماء الأمّة فيما كانوا فيه يختلفون، ويُفتي أنه لا يجادله عالم من القُرآن إلّا غلبه بالحق ما لم يكن ناصر مُحمد اليماني لديه الثقة المُطلقة من المُعلّم الذي تولى تعليم ناصر مُحمد اليماني، ولذلك تجدون ناصر مُحمد اليماني واثقاً كُل الثقة أنّه هو المُهيمن على كافة علماء الأمّة من المُسلمين واليهود والنصارى بسُلطان البيان الحقّ للقُرآن.
والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل وجدنا ناصر مُحمد اليماني مغروراً كمثل مُصارع يدخل الحلبة وهو يبرز عضلاته ويظن أنّه شخص لا يُقهر وسرعان من يصرعه مصارع أشد منه قوة؟ وهذا ما كان سوف يحدث لو كان ناصر مُحمد اليماني مغروراً لوجدنا ولو عالم واحد يهيمن على ناصر مُحمد اليماني في مسألة أو في عدة مسائل فيأتي بعلم هو أهدى من علم ناصر مُحمد اليماني وأصدق قيلاً وأحسن تأويلاً وأهدى سبيلاً، والنتيجة قد تبيّنت على مدار خمس سنوات، فكلما وفد إلى طاولة الحوار عالمٌ يحاجّ ناصر مُحمد اليماني في مسألة إلّا هيمن عليه الإمام ناصر مُحمد اليماني بعلمٍ وسُلطانٍ من مُحكم القُرآن ذلك خير وأحسن تأويلاً، وتبيّن لنا أنّ الله أصدق ناصر مُحمد اليماني الرؤيا بالحقّ وأنّه حقاً لا يجادله أحد من القُرآن العظيم إلّا هيمن عليه ناصر مُحمد اليماني بالفُرقان من ذات القُرآن، وبما أنّ الله أصدق عبده الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي فقد أصبحت حجّة من بعد التصديق من ربّ العالمين على الواقع الحقيقي وتبيّن لنا أنّه حقاً أفتاه مُحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في شأنه أنّه المهديّ المنتظَر وأنّه لن يجادله أحد من القُرآن إلّا غلبه بالحق الإمام ناصر مُحمد اليماني".
انتهى قول الأنصار الافتراضي إلى من يُحاجُّهم ويقول لهم كيف صدّقتم أنّ الإمام المهديّ هو حقاً ناصر مُحمد اليماني، فانسخوا هذا البيان يا أحباب قلبي واتلوه أو أعطوه لمن يسألكم كيف صدّقتم الإمام ناصر مُحمد اليماني؟
ويا أيها السائل الكريم مرحباً بك في طاولة الحوار العالميّة الحُرّة للمهديّ المنتظَر ناصر مُحمد اليماني، ولكنك أخي الكريم تُريد أن تَردُّني إلى أن أبدأ معك من الصفر! وأقول لك كيف علمت أنّي المهديّ ومتى علمت أنّي المهديّ ونسيت أنه قد سبقوك بهذا السؤال مئات السائلين، وكذلك تنهى الأنصار أن يأتوا لك بالردّ المكتوب من قبل وتُريد أن تشغلنا بردٍّ جديدٍ! أفلا تكلف نفسك أن تكتب كلمة بحثك وتتدبر في بيانات ناصر مُحمد اليماني وفي الردود عليه وكيف هيمن بسُلطان العلم على مدار خمس سنوات؟ ولا نزال مهيمنين بسُلطان العلم من ربّ العالمين، فكيف يُهزم من كان مُعلّمه الله؟ وحاشا لله لن يغلبه أحد. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم [النساء].
وأما بالنسبة لمن يدّعي أنّه الإمام المهدي، فاعلم أيّها السائل الكريم إنّ الله لم يجعل الرؤيا في المنام هي سُلطان علم الدّاعية وحُجّته على العالمين، إذاً لبدّلوا الشياطين دين الله تبديلاً؛ بل لكُل دعوى بُرهان .تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [النمل: ٦٤].
وبما أنكم لا تنتظرون نبياً ولا رسولاً بل رجُل من الصالحين يزيدهُ الله على كافة علماء الأمّة بسطةً في علم البيان للقُرآن العظيم فأصبح البُرهان المُبين هو حصرياً من القُرآن العظيم المحفوظ من التحريف. تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَٰذَا ذِكْرُ مَن مَّعِيَ وَذِكْرُ مَن قَبْلِي بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:24].
وما بعد الحق إلّا الضلال، وما كان للحقّ أن يأتي مُتّبعاً لأهواء المُختلفين بل حكمُ عدل وذو قول فصل وما هو بالهزل من ربّ العالمين، وذلك لأنّي الإمام المهديّ أحاجّكم بكلام الله، فهل تعلمون كلاماً هو أصدقُ من كلام الله قيلاً وأهدى سبيلاً؟ بل أحكمُ بين المُختلفين في الدين بحُكم الله أستنبطه لهم من مُحكم القُرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:50].
وأما بالنسبة لتاريخ العذاب، أفلا تعلمون أنّ تاريخ يوم القمر يضم ثلاثين تاريخاً من تواريخ البشر؟ وكذلك يوم الله في الحساب في مُحكم الكتاب تجدون تاريخ اليوم الواحد من أيام الله يضم 360000 من أيام تاريخ البشر وهو ليس إلّا يومٌ واحدٌ من تاريخ أيام الله. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ﴿٤٧﴾} صدق الله العظيم [الحج].
وحتى ولو علّمني الله بتاريخ وقوع العذاب حسب تاريخ يوم البشر فلم أرَ أنّه من صالحكم أن أعلّمكم بتاريخ الحدث بالضبط، وذلك لأنّ 999 في الألف من المُسلمين سوف يُنظِروا التصديق بخليفة ربهم واتّباع دعوته حتى يأتي التاريخ المعلوم ليَنظروا هل يأتي العذابُ الأليم؟ ومن ثُمّ يقولوا ربنا اكشف عنا العذاب إنّا مؤمنون وذلك لأنهم قوم لا يفقهون، وقال الله تعالى: {أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنتُم بِهِ آلْآنَ وَقَدْ كُنتُم بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴿٥١﴾} صدق الله العظيم [يونس].
وذلك لأنّ قلوبهم لم تعد مُبصرةٌ للحقّ إلّا من رحم ربي؛ بل أصبحت مثل قلوب كثيرٍ من المُسلمين كمثل قلوب القوم الذين قالوا: {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].
فهل ترون أن الذين دعوا ربهم بهذا الدُعاء قد آتاهم الله الحكمة حتى تنهجوا نهجهم يا من تُنظِروا التصديق بدعوة الإمام المهديّ الحقّ من ربِّهم حتى يُمطر عليهم كوكب سقر بحجارةٍ من نار في الدُخان المُبين ومن ثُمّ يقولون ربّنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون.. فهل هذه هي حكمة بالغة في نظركم؟ بل تعالوا لنعلّمكم بالحكمة الحقّ، فقولوا:
[ ربنا ظلمنا أنفسنا فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا لا علم لنا إلّا ما علّمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم إن كان ناصر مُحمد اليماني هو الإمام المهديّ المنتظَر الذي بشّر به مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاجعلنا من الأنصار السابقين الأخيار في عصر الحوار من قبل الظهور حتى لا يكون العثور عليه حسرةً علينا فنصبح من النادمين من بعد أن تُظهرهُ على العالمين حتى لا نقول لقد أعثرنا الله عليه في عصر الحوار من قبل الظهور ولكننا لم نكن من الشاكرين، اللهم إن كان ناصر مُحمد اليماني من الصادقين فقد مننت علينا أن بعثت الإمام المهديّ في أُمّتنا فاجعلنا من الشاكرين برحمتك يا أرحم الراحمين ولا تجعلنا من المُعرضين عن الحق من عندك، اللهم إنك قلت وقولك الحق وقال ربكم ادعوني استجب لكم اللهم فأجب دعوتنا فقد أنبنا إليك لتبصّر قلوبنا بالحق بنور من لدنك ومن لم يجعل الله له نوراً فما لهُ من نور ].
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين ..
أخو الأنصار السابقين الأخيار؛ المهديّ المنتظَر ناصر مُحمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ