الإمام ناصر محمد اليماني
09 - 07 - 1435 هـ
08 - 05 - 2014 مـ
05:46 صباحاً
ــــــــــــــــــــ
كذلك يطلق على الذين لا يقرأون الكتاب من اليهود أنّهم أميّون ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافّة أنبياء الله ورسله وآلهم الطيّبين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين، أمّا بعد.. لقد صدرت فتوانا من قبل أنّ الأمّي هو الذي لا يقرأ الكتاب، فكذلك في اليهود أمّيّون لا يقرأون الكتاب ويُضلّهم علماؤهم المفترون. وقال الله تعالى: {أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّـهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٥﴾وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّـهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴿٧٦﴾أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّـهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴿٧٧﴾وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
والبرهان المحكم والمبين أنّ الأمي هو الذي لايقرأ الكتاب نستنبطه من قول االله تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴿٧٨﴾} صدق الله العظيم. وتبيَّن لكم أنَّ الأمّيّ هو الذي لا يقرأ الكتاب.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
________________
الإمام ناصر محمد اليماني
10 - 07 - 1435 هـ
09 - 05 - 2014 مـ
03:54 صباحاً
ــــــــــــــــــــ
بيان الأميّين المؤمنين التّابعين وآخرين لحقوا بهم واتّبعوا النَّبيّ الأميّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم تسليماً ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين من أوّلهم إلى خاتمهم النَّبيّ الأميّ العربي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وجميع الأميين إلى يوم الدين وسلّم تسليماً، أمّا بعد.. قال الله تعالى: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1)هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (2) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)} صدق الله العظيم [الجمعة].
والسؤال الذي يطرح نفسه: فمن هم الأميّون المقصودون في هذه الآيات {{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ }} صدق الله العظيم؟
ونكرر السؤال مرةً أخرى: فمن همُ الأميّون الذين كانوا من قبل بعثه في ضلالٍ مبينٍ؟ والجواب بكل بساطةٍ: إنَّهم المؤمنون الذين اتَّبعوا النَّبيّ الأميّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} صدق الله العظيم [آل عمران:164].
ولو تدبرتم فقط قولَ الله تعالى: {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (2) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)} صدق الله العظيم؛ لعلمتم علم اليقين أنّه يقصد المؤمنين ولا يقصد قريش بشكلٍ عامٍ، فقد حكمتم على قريشٍ والعرب جميعاً بأنّهم جميعاً أميّون لا يقرأون أجمعين! وهم ليسوا كذلك؛ بل فيهم القُرّاء وفيهم أميّون ولكن الله يقصد بالأميّين أي المؤمنين الذين اتّبعوا النَّبيّ الأميّ في قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (2) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)} صدق الله العظيم.
وهم المؤمنون التّابعون للنَّبي الأميّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} صدق الله العظيم [آل عمران:164]. وجدّي محمد رسول الله -صلَّى الله عليه وآله وسلَّم- كان لا يقرأ كتاباً ولا يخطّه بيمينه، أي لا يقرأ ولا يكتب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} صدق الله العظيم [العنكبوت:48].
وما سبب ريبة المبطلين من أهل الكتاب الذين عرفوه كما يعرفون أبناءهم؟ فلو كان يقرأ ويكتب لارتابوا أن يكون هو النبيّ الأميّ لكون أمِّيَته جعلها الله برهاناً على نبوَّته لكونه مكتوب عندهم في التوراة والإنجيل أنّ النَّبيّ الخاتم نبيٌّ أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب. تصديقاً لقول الله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبيّ الأميّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:157].
فلو كان يقرأ ويكتب إذاً لارتاب المبطلون أن يكون هو النَّبيّ الأميّ الخاتم، ولكنّ المبطلون أنكروا نبوَّته بعد أن علموا أنّه النَّبيّ الأميّ لا شك ولا ريب المكتوب عندهم في التوراة والإنجيل وعرفوه كما يعرفون أبناءهم، وأنكر المبطلون الحقّ من ربّهم وهم يعلمون أنَّه الحقُّ من ربِّهم لكونه نبيٌّ أميٌّ لا يقرأ ولا يكتب. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} صدق الله العظيم.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
________________