- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
12 - ذو القعدة - 1430 هـ
31 - 10 - 2009 مـ
02:00 صباحاً
ـــــــــــــــــــــــ
حبل الله هو القرآن
رسالة من سبيل الرشاد إلى ناصر محمد اليماني، وفتوى الإمام المهديّ عن نفي الشفاعة ورؤية الله وعن العصمة ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله التّوابين المتطهِّرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين..
ويا سبيل الرشاد، فما أشبه سبيلك في البلاد بسبيل فرعون الذي قال: {مَا أُرِيكُمْ إلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إلا سَبِيلَ الرَّشَادِ} [غافر:29].
وكذب عدو الله. وقال الله تعالى: {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى} صدق الله العظيم [طه:79].
فاسمع يا رجل، إنّي المهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشر من أهل البيت المُطهر، ولم يبعثني الله لكي أبيّن لكم الأئمة الذين من قبلي لأنهُ لم يعد هناك فائدةٌ من بيانهم ومن هم وما أسماؤهم وإذا حضر الطهور بطل العفور، حتى ولو وجدوا جميعاً ما كان أن يسعهم إلا أن يتّبعوا المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّهم، وإنّي أراك من الذين يصدّون عن الكتاب صدوداً وليس لأنّك من اليهود كلا؛ بل من الذين يتّبعون لهو الحديث والروايات التي أكثرها خزعبلات أفركها بنعل قدمي جميعاً، ولم يأمرني الله أن أحاجّكم بالروايات لا الحقّ منها ولا الباطل، وهل تدري لماذا؟ لأني سوف آتي بروايةٍ أو اثنتين أو ثلاث على الأكثر في الفتوى عن موضوعٍ ومن ثم تأتوني بألف روايةٍ مخالفة لروايتي، ثم ينظر الجاهلون الذين لا يحكّمون عقولهم إلى روايات ناصر محمد اليماني التي أوردها وإلى رواياتكم فإذا هي لم تكن إلا بنسبة ثلاثة في الألف، فما أكثر خزعبلاتكم التي تتعارض مع العلم والمنطق.
وخلاصة القول، فاسمع يا رجل إن كنت باحثاً عن الحقّ ولا تريد غير الحقّ فحقيق لا أقول على الله إلا الحقّ، فأما بالنسبة للأئمة فوالله الذي يعلم السرّ وأخفى إنّ الله قد جمعني بأحد عشر إماماً وأنا الثاني عشر ومعنا محمدٌ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، ولا شأن لك بما حدث في الرؤيا وهي تخصّ صاحبها، ولا أريد أن أذكر الرؤيا كثيراً حتى لا يستغل ذلك الشياطين الذين يتمنون أن تُبنى الأحكام على الرؤيا لكي تضلّ الأمّة ضلالاً بعيداً عن طريق الرؤيا المُفتراة، ولذلك فإني أحاجّكم بالقرآن العظيم في أساسيات الدّين كمثال اعتقادكم يا معشر الشيعة أنّ الإمام لا ينبغي له إلا أن يلد إماماً، وإنكم لكاذبون. وقال الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ربّه بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقره:124].
وبهذا يتمّ تحطيم المعتقد الشيعي الباطل أنّ الإمام لا ينبغي له أن يلد إلا إماماً، ولذلك اصطفيتم الإمام المهديّ المزعوم محمد بن الحسن العسكري وآتيتموه الحُكم صبياً، ويا أصحاب السردّاب اتّبعوا من آتاه الله علم الكتاب، فمثلكم ومثل السردّاب كمثل الذي يجري وراء سراب بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماءًا حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً، وقد أفتاكم الله وقال الله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ} صدق الله العظيم [فاطر:32].
فما كان يدريكم أنّ الصبي محمد الحسن العسكري قد اصطفاه الله فما يُدريكم هل سيكون {ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ}؟ أم إنه سيكون {مُّقْتَصِد}؟ أم {سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ}؟ فهل تعلمون الغيب؟ بل والله إنّكم من الذين قال الله عنهم: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إلا وَهُمْ مشركونَ} صدق الله العظيم [يوسف:106].
و تُنادون يا (حُسين) ويا (فاطمة الزهراء) ويا (علي) أو يا (أبا الحسن)، فتدعونهم من دون الله ثم لا ترون أنّكم قد أشركتم بربكم وأعوذُ بالله أن أنتمي إليكم أو أن أستنصركم وهل تدرون لماذا؟ وذلك تصديقاً لقول الله تعالى: {مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كنت مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا ﴿51﴾ وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم مَّوْبِقًا ﴿52﴾ وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا ﴿53﴾ وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقرآن لِلنَّاسِ مِن كلّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا ﴿54﴾ وَمَا مَنَعَ النّاس أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَىٰ وَيَسْتَغْفِرُوا ربّهم إلا أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا ﴿55﴾ وَمَا نُرْسِلُ الْمرسلينَ إلا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الحقّ وَاتَّخَذُوا آياتي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا ﴿56﴾ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيات ربّه فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَىٰ فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا ﴿57﴾} صدق الله العظيم [الكهف].
ولم يجعل الله المهديّ المنتظَر ينتمي للشيعة الاثني عشر، وأعوذُ بالله أن أكون من المشركين، فقد ضللتم يا معشر الشيعة الاثني عشر عن سواء السبيل يا من تبحثون عن كتاب فاطمة الزهراء وتركتم القرآن بحجّة أنّه لا يعلمُ تأويله إلا الله افتراءً على الله، وإنّما المتشابه فقط لا يعلم تأويله إلا الله برغم أنّه علّمني إياه ربّي، ولكن الله لم يأمرني أن أحاجّكم إلا بمحكم الكتاب آيات بيّنات هُنّ أمّ الكتاب وأصْلُ العقيدة الحقّ، أو النّهي عن الباطل أجده فيهنّ، ولكن محكم القرآن العظيم سوف يخالف كثيراً لأهوائكم، ولذلك فضّلتم أن تتركوه بحجّة أنه لا يعلم تأويله إلا الله وانخرطتم وراء الروايات عن العترة وأكثر أئِمتكم لو اطّلعتم عليهم في قبورهم ستجدون جثثهم جيفةً قذرةً وعظاماً نخرةً لأنّكم أنتم من اصطفيتم أئمتكم، ولا أعترف بما تعتقدون لديكم من الأئمة إلا بثلاثةٍ فقط ، وحتى ولو كنت أعلمهم جميعاً لما كان هناك داعٍ لإعلان أسمائهم، إلا والله لو تنبشون قبور الذين تسجدون لهم لوجدتم أكثرهم جيفةً قذرةً وعظاماً نخرةً لأنكم أنتم من اصطفيتم كثيراً من أئمة آل البيت. فحتى لو كنت أعلم أسمائهم جميعاً لما أخبرتكم بهم، لأنه لن يزيدكم ذلك إلا شركاً بالله، يا من تدعونهم من دون الله، ولم يعلمني الله إلا بعددهم وهو الحكيم العليم إلا الإمام علي بن أبي طالب وجدي الحسين بن علي.
ويا من تسمّي سبيلك سبيل الرشاد، إنّي أصدّق بعض عقائد الشيعة الاثني عشر كعدم رؤية الله جهرةً سبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً، وفي عقيدتكم في البعث الأول، ولكنّكم لن تجدوا بين المبعوثين أبا بكر ولا عمراً لأنّهم في عليّين من الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ولو قال لهم جدي الإمام علي إنّي خليفة الله عليكم من بعد رسوله ثم يثبت لهم ذلك من كتاب الله القرآن العظيم لكان أبا بكر وعُمر من أول المُبايعين للإمام علي على الخلافة ولكنه حقٌّ سكت عن حقِّه، وكادت أن تشتعل نار الفتنة بين المهاجرين والأنصار، وقالوا خليفة من الأنصار وخليفة من المهاجرين فأنقذ المسلمين عمر بن الخطاب فبايع أبا بكر، وبرغم إنّ الخليفة من بعد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- في الكتاب هو ليس أبا بكر ولكن المهديّ المنتظَر يشكر أبا بكر وعمر لأنهم أنقذوا المسلمين من فتنةٍ أخطر.
فلا تحاجّوني يا معشر الشيعة الاثني عشر، وتلك أمّة قد خلت لها ما كسبت وحسابهم على الله فلا شأن لكم يا من تنمّون الأحقاد فتشتتوا قلوب العباد.
اتقوا الله واسعوا إلى جمع شمل الأمّة وتوحيد صفوف المسلمين والنّاس أجمعين ضدّ الشيطان المسيح الدجال وجيوشه الذي يعدّهم من آلاف السنين، ولكنّكم من ألف عامٍ وأكثر وأنتم في قضية الإمام علي وأبي بكر وعمر وعثمان! وإلى متى يا قوم؟ اتقوا الله وأنقذوا أمّتكم من الضياع ولن يسألكم الله عن الإمام علي أو عن الإمام الحسين لماذا لا تنصروهم؟ لأنكم غير موجودين في ذلك الزمن يا معشر الشيعة الاثني عشر، وتذكروا قول الله تعالى: {تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:134]، وفكّروا في أنفسكم وفي أمّتكم كيف تسعون لتوحيد الصفّ ولمّ شمل الأمّة لأنّ الله لن يسألكم عن تلك الأمم بل سوف يسألكم عن أمّتكم التي في عصركم لماذا لم تسعوا إلى جمع شمل المسلمين ومداواة جراحهم فتؤلفوا بين قلوبهم إن كنتم تعقلون.
فاتّبعوني يا معشر الشيعة والسُّنة فأنا المهديّ المنتظَر أشهد الله أنّي لا أنتمي إلى الذين لديهم كتبٌ للبشر هي أحقُّ من كتاب الله الذكر المحفوظ من التحريف، وذلك لأنّي لو أتيتكم يا معشر السُّنة والشيعة بألف آيةٍ من محكم القرآن العظيم ولديكم حديثٌ ولو كان ضعيفاً ويخالف لهذه الألف آية من الآيات البيّنات التي هُنّ أمّ الكتاب لنبذتم كتاب الله وراء ظهوركم واستمسك أهل السُّنة بالبخاري ومسلم، وكذلك الشيعة سوف يستمسكون بكتبهم المؤلفة من مصادر بشريّة تخطئ وتصيب، ولكني أدعوكم إلى كتاب الله والاحتكام إليه وأشهدُ الله أني لا أنتمي إلى الشيعة وأعوذُ بالله أن أكون منهم ولا أنتمي إلى أهل السُّنة والجماعة وكذلك أعوذُ بالله أن أكون منهم وأكفر بالتعدديّة الحزبيّة في الدّين، ولستُ منكم في شيء لا أنا ولا محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. تصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:159].
ولا ينبغي للمهديّ المنتظَر أن ينتمي إلى أي فرقةٍ من فرق الدّين المُختلفين الذين شتّتوا المسلمين وخالفوا كافة أوامر ربّهم في محكم كتابه العزيز الذين يقولون: لا يعلم تأويله إلا الله، وأعرضوا عن كافة أوامر الله المُحكمة في الآيات البيّنات هُنّ أمّ الكتاب، ومنها نهي الله لهم عن الاختلاف في الدّين وأمرهم أن يعتصموا بحبل الله جميعاً؛ القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} صدق الله العظيم [آل عمران:103].
أم إنّكم لم تعلموا ما هو حبل الله الذي أمركم بالاعتصام به وبالكفر بجميع ما خالف لمحكمه؟ وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ﴿١٧٤﴾فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ﴿١٧٥﴾} صدق الله العظيم [النساء].
ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد الشيعة ويقول: "إنّ حبل الله هو أئمة آل البيت". ثم نردّ عليه بالحقّ ونقول ولكن أئمّة آل البيت يموتون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ} صدق الله العظيم [الأنبياء:34]، أفلا تتقون؟! بل حبل الله المُتين هو القرآن العظيم الذي يهدي إلى الحقّ والحقّ أحقّ أن يُتّبع. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقرآن فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا من المُنذرين} صدق الله العظيم [النمل:92].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} صدق الله العظيم [يس:11].
وتصديقاً لقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)} صدق الله العظيم [فصلت].
فهلمّوا يا معشر الشيعة والسُّنة إلى الاحتكام إلى كتاب الله المحفوظ من التحريف القرآن العظيم، وإن أبيتُم فلن أصلّي على أحدٍ منكم مات أبداً ولن أقم على قبره حتى تؤمنوا بهذا القرآن العظيم، فلبِئس ما يأمركم به إيمانكم أن تعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله فتقولوا: "حسبنا ما وجدنا عليه أسلافنا وأمّا القرآن فلا يعلم تأويله إلا الله"، ومن ثم أقول: ربّ افتح بيننا وبين قومنا والنّاس أجمعين بالحقّ وأنت خير الحاكمين وأن تغفر لهم فإنّك أنت الغفور الرحيم.
ألا والله إنّي أخشى عليكم من عذابٍ قريبٍ وأرجو من الله أن تتجاوزوا عامكم هذا بسلامٍ لو أنّه لا يزيدكم إلا إنكاراً لرحمة الله! وأرجو من الله أن تتجاوزوه بسلام فإننا نريد لكم النّجاة وليس الهلاك ولا نريد أن نؤكد للناس شيئاً علّه لا يحدث فيؤخِّره الله إلى ما يشاء، فنحن لم ننقذ المسلمين بعد وقد اتّخذوا هذا القرآن مهجوراً ولا نستعجل عليكم ورحمة الله وسعت كلّ شيء وإلى الله ترجع الأمور يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
خليفة الله؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
_____________