(الله أمركم بالتدبّر والتفكُّر في حُجّة الدّاعية عليكم)
- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
08 - 10 - 1430 هـ
28 - 09 - 2009 مـ
11:43 مسـاءً
ــــــــــــــــــــ
الردّ بالقول العادل إلى أَمَةِ الله المُجادِلةِ ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
ويا أَمَة الله، لا تكوني من الذين لا يهتدون أبداً فإنّهم الذين يحكمون من قبل أن يستمعوا القول بالتدبّر بالعقل والمنطق والسمع والبصر والفؤاد، ومهما كان باطلاً في نظرِكم فقد أمركم الله أن لا تحكموا من قبل الاستماع؛ بل أمركم الله أن تستمعوا القول أولاً بتفكّرٍ وتدبّرٍ من أوّله إلى آخره ومن ثمّ تحكموا سواء تبيّن لكم أنّه الحقّ من ربّكم أو باطلٌ مُفترى، فإن كان هو الحقّ من ربّكم فسوف يتبيّن لكم من خلال التدبّر والتفكّر ما هو سلطانُ علمِ الداعيةِ هل عِلْمُهُ حُجّةٌ داحضةٌ للجدل ومُهيمنٌ بسلطان العلم الحقّ من ربّ العالمين الذي يقبله العلم والمنطق؟ أو تجدون حُجّتَه واهيةً ثمّ تُخرسون لسان المُفتري بسلطان العلم الحقّ فتنقذون الأُمّة من ضلاله إن كان على ضلالٍ مبينٍ، أو يبين لكم أنّه الحقّ من ربّ العالمين بِسلطان العلم من الكتاب الذي يقبله العقل والمنطق، ثمّ لا تأخذكم العزّة بالإثم إن لم تكونوا من شياطين البشر فسوف تُسلِّمون للحقّ تسليماً والحقّ أحقُّ أن يُتَّبع.
وما نصحت لكِ بهذه النصيحة عن الهوى من ذات نفسي؛ بل أمرنا الله أن نُبشِّر عبادَه أنّهُ سوف يهدي منهم فقط في كُلّ زمانٍ ومكانٍ الذين لا يحكمون من قبل أن يسمعوا؛ بل يستمعون القول أولاً ثمّ يحكمون عليه من بعد الاستماع فيتّبعون أحسنه إن وجدوه هو الحقّ من ربّهم ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ تصديقاً لقول الله تعالى: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].
{فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الزمر].
وتبين لكم أنّ الله أمركم بالتدبّر والتفكّر في حُجّة الداعية عليكم، فهل تقبلها عقولُكم من بعد التفكّر والتدبّر فوجدتم أنَّ القول الذي يحاجّ به الداعيةُ يقبله العلم والمنطق ويهدي إلى الحقّ سواء تتفكّرون فيه بمفردكم أو أكثر من واحدٍ تتفكّرون سوياً ثمّ تظهرون لبعضكم بعضاً النتيجة التي توصلتم إليها بالعقل والمنطق من بعد التفكّر والتدبّر في منطق الداعية، فإذا كان منطقاً مجنوناً فلن يقبل العقل منطق المجنون الذي ذهب عقله، وإذا كان منطقُه تقبَّلتهُ عقولُكم جميعاً فاعلموا أنّه ليس بمجنون؛ بل هو الحقّ من ربّكم تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا لِلَّـهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ ۚ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [سبأ].
ويا أَمَة الله، لو قُلتِ:
"لن نحكمَ عليكَ الآن أيّها المدعو ناصر محمد اليماني هل أنت المهديّ المنتظَر أم كذّابٌ أشرٌ حتى تأتينا بالبيان الحقّ للذكر في شأن الصلوات المفروضات عمود الدين ثمّ تفصّلها من الكتاب تفصيلاً كما وعدتنا أنّك سوف تأتينا بعلمٍ من مُحكم الكتاب وتُفصّله تفصيلاً، وتقول إنّهُ العلم المُلجم على عالِم الأُمّة وجاهلها إلّا من أعرض عن آيات الكتاب المُحكمات البيّنات، فلربما إنّك من أصحاب الشعر والنثر من الذين يقولون ما لا يفعلون، ولربما أنّك من خُطباء المنابر من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، ولربما أنّك تنطق بالبيان الحقّ للذكر وتهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ ومن ثمّ نعلم أنّك المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّ العالمين وذلك لأنّنا نحن المسلمين لا ننتظر نبيّاً جديداً؛ بل نؤمن جميعاً أنَّ خاتمَ الأنبياءِ والمرسَلينَ هو محمدٌ رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ بل ننتظر رجلاً من الصالحين يزيدُه الله بسطةً في العلم على كافة علماء المسلمين وذلك حتى يكون قادراً على الحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون وقد اختلفوا حتى في فتاوى الصلوات المفروضات عمود الدين اختلافاً كثيراً وتفرّق المسلمون إلى شيعٍ وأحزابٍ وكُلّ حزبٍ بما لديهم فرحون! ولذلك وجب على المهديّ المُنتظَر الحقّ أن يجعلَه اللهُ قادراً على الحُكم بينهم في جميع ما كانوا فيه يختلفون وذلك حتى يُوحِّدَ صفَّهم فيجمعَ شملَهم من بعدِ تفرّقِهم فيعود عزُّهم بعد أن ذهبت ريحُهم بسبب تفرّقِهم، فإن كنتَ جديراً بهذه المهمة فصدقتَ ولذلك لن نحكمَ عليك الآن يا ناصر محمد اليماني؛ بل سوف نُؤخِّرُ الحكمَ عليك حتى نتدبّر بيانَك الموعود ولن نقول لك الآن إلّا ما قاله الهُدهد لسليمان حين قال: {أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ} صدق الله العظيم [النمل:22].
ثمّ لم يحكمْ عليه نبيُّ الله سليمان بالكذب من قبل التبيّن من أمر ما يقولُه هذا الطير المؤمن وما كان الهُدهد الشاهد؛ بل قال: {سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} صدق الله العظيم [النمل:27].
ونحن كذلك يا ناصر محمد اليماني نقول: {سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ}، فإن أعلنت بياناً لعلماءِ الأُمّة بموقعك الذي تِصفه بالمنبر الحُرّ لكافة علماء البشر مسلمهم والكافر الذي جعلته طاولة الحوار بالبيان الحقّ للذكر حُجّةَ الله وبصيرةَ رسولِه وبصيرة المهديّ المُنتظَر، فإن تبيّن لكافة المسلمين أُنثاهم والذكر أنّ ناصر محمد اليماني أثبت دعوة الحقّ بسلطان العلم المُحكم من القرآن العظيم فَحَكَمَ بسلطان العلم من القرآن المُحكم فألجمَ الجاهل العاقل والعالِم فقد صدقت وبالحقّ نطقت، وعلى جميع الأعناق المنكرة أن تخضع لخليفة الله الإمام المهديّ المنتظَر فتطيع أمره فيتّبعوا البيان الحقّ للتذكرة فلا يعرضون عن حُجّته القاهرة كتاب الله التذكرة وكأنّهم حُمرٌ مٌستنفرة فرَّت من قَسْوَرَة، فهل بعد الحقّ إلّا الضلال؟ فلا تظن بأنّنا يا ناصر محمد اليماني بالقرآن العظيم كافرون؛ بل نؤمن بالله وبملائكته وبكُتبه ورُسله وبقدره خيره وشرّه ونحن له مسلمون، وإن وجدنا علماء المسلمين ألجموا ناصر محمد اليماني بعلمٍ أهدى سبيلاً وأصدق قيلاً فعليك أن تخضع للحقّ أنت وأنصارك الذين تسمّيهم بالأنصار السابقين الأخيار وتصِفهم بصفوة البشرية وخير البريّة ولكنّنا نراهم أراذلنا فلا يملكون المال إلّا قليلاً منهم، ولو كانوا يملكون المال وهم مصدقين بأمرك لاشتروا لك القناة الفضائيّة والتي تُسمّيها ((منبر المهديّ المنتظر)) حتى تُلقي من خلالها البيان المباشر الحقّ للذكر إلى كافة مسامع البشر بلسان المهديّ المنتظَر وبلسان من تُسمّيه بالحسين بن عمر ومن تشاء من الأنصار، ولكن أنصارك نراهم الفقراء أراذلنا ولم نرَ أنّهُ اتّبعك أحدُ فطاحلة علماء المسلمين أو أغنياؤهم أو كُبراؤهم".
ومن ثمّ يردّ عليكم المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم بذات الردّ لنبيّ الله نوح إلى قومه الذي قالوا كمثل قولكم وتشابهت قلوبكم! وأقول ولكن هذا قول الكفّار لأتباع الأنبياء بادئ الأمر. وقال الله تعالى:
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٢٥﴾ أَن لَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّـهَ ۖ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ ﴿٢٦﴾ فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ ﴿٢٧﴾ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ ﴿٢٨﴾ وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّـهِ ۚ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ إِنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَـٰكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ ﴿٢٩﴾ وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّـهِ إِن طَرَدتُّهُمْ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٣٠﴾ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّـهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّـهُ خَيْرًا ۖ اللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ ۖ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٣٢﴾ قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللَّـهُ إِن شَاءَ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ ﴿٣٣﴾ وَلَا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّـهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ ۚ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٣٤﴾ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ ﴿٣٥﴾ وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦﴾ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ ﴿٣٧﴾ وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ ۚ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ﴿٣٨﴾ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ﴿٣٩﴾} صدق الله العظيم [هود].
وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
______________