الموضوع: المهديّ المنتظَر يُعلن عن اقتراب توقُّف الساعة

1

المهديّ المنتظَر يُعلن عن اقتراب توقُّف الساعة ..


الإمام ناصر محمد اليماني
11 - 10 - 1428 هـ
23 - 10 - 2007 مـ
11:47 مساءً
ــــــــــــــــــــ



المهديّ المنتظَر يُعلن عن اقتراب توقُّف الساعة ..

بسم الله الرحمن الرحيم
من المهديّ المنتظَر خليفة الله على البشر من أهل البيت المطهَّر إلى الناس كافةً في البوادي والحضر: يا أيها الناس لقد انتهت دُنياكم وجاءت آخرتكم واقترب حسابكم وأنتم في غفلةٍ معرضون عن الحقّ الحقيق الذي لا يقول على الله غير الحقّ "الإمام ناصر محمد اليمانيّ" والسلام على من اتبع الهُدى وبعد..

يا معشر علماء الأمَّة الإسلاميّة وجميع علماء العالمين على مختلف مجالاتهم العلميّة، حقيقٌ لا أقول لكم إلا الحقّ بالبيان الحقّ من القرآن فلا كتابَ جديدٌ؛ بل آتيكم بالبيان من نفس القرآن لقومٍ يعلمون.

يا معشر علماء الأمَّة والناس أجمعين، أيَّ آيات الله تُنكرون؟ أفكلَّما بيَّنّا لكم آياته فكأنكم تجعلون أصابعكم في آذانكم حتى لا تسمعوا داعي الحقّ؟ أم أن في آذانكم وقْراً فأنتم لا تسمعون؟ أم أنكم صُمٌّ بُكمٌ عُمْيٌ أم ماذا دهاكم وماذا حلَّ بكم؟ فما خطبكم عن الحقّ معرضون؟ وما هي حُجّتكم على التكذيب؟ فهل أُخاطبكم بكتابٍ جديدٍ لا عهدَ لكم به وما سمعتم به من قبل فأنتم له مُنكِرون؟ بل أُخاطبكم من رسالة الله ربّ العالمين إلى الناس كافة "القرآن العظيم" لمن شاء منكم أن يستقيم، وإذا أنتم لا تشاءون الهدى فلا يهدي الله من لا يشاء هُداه ولا يريد سبيل الحقّ، واعلموا أنّ الله يحول بين المرء وقلبه فيُصرِّف قلوبكم بحسب ما اخترتم، فمن أراد الهُدى وبحث عنه فحقٌّ على الله أن يهديه ومن أراد الضلالة أضلَّه الله عن الصراط المستقيم.

ويا أيها الناس، لقد جعلني الله علَمَ الهُدى على بصيرةٍ من ربّي "القرآن العظيم" رسالة الله إليكم قبل أكثر من (1400) سنةٍ رسالةً شاملةً من ربّ العالمين إلى الناس أجمعين فاتَّخذتموه مهجوراً، فقد أمهلكم الله كثيراً لعلَّكم تتدبَّرون آياته وتخافون وعيده فما زادكم إلا طُغياناً كبيراً، وانتهت دُنياكم وجاءت آخرتكم واقترب حسابكم وأنتم في غفلةٍ معرضون وأوشكت الساعة على التوقُّف يا معشر المسلمين فاتقوا الله يا من تزعمون أنكم تؤمنون بالقرآن العظيم، فهل تروني أُخاطبكم بالسلطان من غير القرآن ثم لا تؤمنون فبأيِّ حديثٍ بعده تؤمنون؟ وتعالوا لِأُبيِّن لكم التأويل الحقّ لقول الله تعالى: {قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ مَدًّا ۚ حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضْعَفُ جُندًا ﴿٧٥﴾} صدق الله العظيم [مريم].

ويا معشر المسلمين، هل تعلمون لماذا قال الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ}؟ وذلك إنْ صدَّق المسلمون بالمهديّ المنتظَر الذي لا يُخاطبهم إلا بما أنزله الله على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فإنْ صدَّق المسلمون بالحقّ وأجابوا داعي الحقّ - إلا الكافرون بما نُزِّل على محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم - فسوف يُصْدِق اللهُ المسلمين المستضعفين بالحقّ فيُهلِك عدوَّهم فيجعلهم الوارثين ويجعلهم أئمةً يدعون إلى الحقّ، وأما إذا كذَّب المسلمون المهديّ المنتظَر الذي يدعوهم إلى الرجوع إلى كتاب الله والاحتكام إليه فيما كان فيه يختلف علماءُ الحديث - ومن أحسنُ من الله حُكماً ومن أصدقُ من الله قيلاً؟ - فأمّا إذا كفر المسلمون بداعي الله وأعرضوا عنه فهنا الوضع يختلف فلن يورثهم الله الأرض كما وعدهم ولن يُحقِّق آية العذاب على الكفار خاصةً؛ بل سوف يُحقِّق قيام الساعة فتقوم بدلاً عن العذاب المكتوب قبل قيام الساعة نظراً لكفر المسلمين وإعراضهم عن داعي الحقّ الإمام المبين المُتحدِّث بحديث الله ربّ العالمين السلطان المبين فجعلني الله المُهيمِن به على جميع علماء الأمَّة أجمعين، وأُكرِّر فأقول إن صدَّقني المسلمون واستجابوا لداعي الحقّ الذي يُحييهم ويشرح به صدورهم فيُنير به دروبهم فأُبشِّرهم بأن الله سوف يُهلِك عدوَّهم ثم ينجيهم برحمةٍ منه وذلك العذاب المكتوب من قبل الساعة، أمّا إذا كذَّب المسلمون بالقرآن العظيم واتَّبعوا الجاهلين الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فسوف يعلمون أيَّ مُنقلَبٍ ينقلبون فأُبشِّرهم بالساعة أدهى وأمرّ من العذاب الأليم فيمحو الله آية العذاب فيُحكِم الساعة لذلك قال الله تعالى: {حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ} صدق الله العظيم.

تصديقاً لقول الله تعالى: {يَمْحُو اللَّـهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ ۖ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴿٣٩﴾} صدق الله العظيم [الرعد].

فهل تدرون لماذا يا معشر المسلمين سوف تقوم عليكم الساعة مع المجرِمين؟ وذلك لأنكم كذَّبتم بداعي الحقّ فأعرضتم عنه، وشَرّ العلماء تحت سقف السماء المحفوظ هم الذين يُظهِرهم الله على أمري ومن ثم يُعرِضون عنه، فلو كانوا يرون فيه باطلاً فلماذا لا يحاوروني ويُرجِعوني عن ضلالي؟ ولكنهم يرون الحقّ من ربّهم ولكنها لا تَسْتَيْقِنُهُ أنفسُهم ومن ثم يُعرضون.

ويا معشر المسلمين المُثقَّفين والباحثين عن الحقيقة، هل تظنون لو أن علماء المسلمين يرونني على ضلالٍ بأنهم سوف يسكتون عني؟ فكيف يسكتون عن الذَّود عن حياض الدين فيقفون صفّاً واحداً أَمام داعيةٍ ينفي عذاب القبر في حفرة السوءة وكذلك ينفي حدّاً موضوعاً من الحدود الشرعيّة في الإسلام وكذلك ينفي فتنة المسيح الدجال بمعجزاتٍ إلَهِيّةٍ.

ويا معشر المسلمين، وتالله إذا لم تتبعوني فإنكم سوف تقولون لعلمائكم كما قال الذين من قبلكم: {إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّـهِ مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّـهُ لَهَدَيْنَاكُمْ} [إبراهيم:21]، فمن ذا الذي ينفعكم من الله لئِن كذَّبتم بالتأويل الحقّ للقرآن العظيم فها هو عاد القرآن غريباً على المسلمين بسبب تأويله الحقّ كما كان غريباً من قبل يوم تنزيله وهو الحقّ من ربّهم.

ويا معشر علماء الأمَّة، فلنَفرِض بأني على ضلالٍ مبينٍ فهل يجوز لكم الصموت عن الذَّود عن حياض الدين فتُلجِموني وتُخرِسوا لساني بالحقّ والبيان الحقّ حتى لا أُضِلّ المسلمين إن كنتم تروني على ضلالٍ مبينٍ؟ وإن كنتم تروني على الحقّ فلماذا أنتم معرضون؟ فكيف تَنجون من عذاب يومٍ عقيمٍ على الأبواب وأنتم كفرتم بالقرآن من قبل أن يكفر بي الكافرون؟ بل كنتم أوّل كافرٍ به برغم أنكم تزعمون أنكم بالقرآن العظيم وبسنة محمدٍ رسول الله مستمسكون؛ فإني أُشهِد الله وملائكته وابن عمر من البشر بأني أتحداكم بكتاب الله وسنّة محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الحقّ التي لا تُخالف لما أنزل الله، وما اختلف منها مع القرآن من أحاديث السُّنة فأُشهِد الله وملائكته وجميع الأنصار أنه حديثٌ من أحاديث شياطين الجنّ والإنس الذين يريدون أن يصدّوكم عن إيمانكم فيردّوكم من بعد الإيمان به كافرين.

ويا معشر علماء الأمَّة: وتالله لا أريدكم أن تكونوا ساذجين فتُصدِّقوني بأني أنا المهديّ المنتظَر ما لم آتِكم بسلطانٍ مبينٍ، وقد جعل الله سلطاني البيان الحقّ للقرآن، وآية سلطاني للمسلمين كافة إن رأوني أَلجَمتُ عُلماءَ المسلمين على مختلف فِرقهم ومذاهبهم عن بكرة أبيهم إلجاماً، فذلك نصرٌ من الله عظيمٌ وإقامةُ الحجّة على كُلِّ مسلمٍ لم يتبعني ويعترف بشأني بعدَ أن أَظهره الله على أمري في الإنترنت العالميّة أو سُلِّمتْ له نسخةٌ ورقيّةٌ ثم لا يبحث عن الحقيقة ويتولّى ويقول: "إنْ آمن به علماءُ الأمَّة آمنّا وإن كفروا بأمره فهم الصادقون". فسوف يعلمون من الكذاب الأشِر!

وإني أنا المهديّ المنتظَر ولا أقول على الله غير الحقّ ولم أقُل لكم بأني رسولٌ جئتكم بكتابٍ جديدٍ؛ بل بالبيان الحقّ للقرآن المجيد من نفس القرآن ولا وحيَ جديدٌ ولا كتابَ جديدٌ؛ بل القرآن الذي أنتم به مؤمنون، ولكني أرى إيمانكم يأمركم أن تكفروا بالحقّ! فلَبِئس ما يأمركم به إيمانكم يا معشر المسلمين. وأُذكِّركم بما يقوله الله لكم أنتم يا معشر المؤمنين في عصر الظهور في قوله تعالى: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الحديد].

ويا قوم، ما خطبكم قَتلتم القرآن شرّ قتلةٍ بأسباب النزول؟ والتي معظمها كذبٌ وافتراءٌ على المؤمنين الحقّ في عهد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الذين قال الله عنهم: (المُخبِتين) وأَمَرَ رسولَه أن يُبشِّرهم وقال تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ ﴿٣٤﴾ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [الحج].

وقال الله عنهم: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّـهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

فهل هم صحابة رسول الله الحقّ الذين معه قلباً وقالباً؟ فنقول بلى وقال الله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّـهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [الفتح].

فكيف تَفتَرون عليهم يا معشر المُفسِّرين؟ يا إمَّعات يا من تتبعون الأقاويل بغير تدبّرٍ ولا تفكّرٍ فأضللتم المسلمين عن الصراط المستقيم وحصرتم القرآن بأسباب النزول لجماعةٍ ما وهو مطلقٌ للأُمم والناس أجمعين، وتتّهمون صحابة رسول الله الحقّ بأنّ قلوبهم لم تخشع لذِكر الله وما نزل من الحقّ وإنكم لكاذبون يا معشر المفترين يا من تقولون على الله ورسوله ما لا تعلمون فأطعتم أمر الشيطان أن تقولوا على الله ما لا تعلمون وعصيتم أمر الله الذي نهاكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون! فكيف تظنّون بأنّ هذه الآية التالية نزلت في صحابة رسول الله الحقّ: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [الحديد]؟

بل والله العليّ العظيم إنه يخاطبكم أنتم يا معشر المسلمين في عهد الظهور؛ أما آنَ لكم التصديق؟ ألم أُعلِن لكم عن نهاية الحياة الدنيا من قبل أن تدرك الشمس القمر فيتلوها هِلالاً، ثم أدركته فتلاها هِلالاً، ثم اجتمعت به وقد هو هلالٌ كراراً ومراراً ولم يُحدِث لكم ذكرى؟

ويا معشر المسلمين، هل تعلمون كم الأمد؟ إنه زمنٌ أكثر من ألف عامٍ وليس في عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فطال عليكم الأمد فقست قلوبكم.

ويا قوم، إنها لَتوجد في القرآن آيات مُخاطبة ولا يَقصد بها المؤمنين ولا الكافرين في عهد رسول الله على الإطلاق؛ بل يخاطب الله بها قوماً في آخر الزمان، كمثال قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا} صدق الله العظيم [الأنبياء:30].

فبالله عليكم ما يُدري رعاة الإبل بذلك بأنّ السماوات والأرض كانتا رتقاً كوكباً نيترونيّاً واحداً فتَكوَّنت نتيجة الانفجار الأعظم ثم استوى إلى السماء وهي دخانٌ من بعد الانفجار الأعظم فقضاهنّ سبع سماواتٍ، فكيف يخاطِب قوماً كافرين لا يرون ذلك حقاً على الواقع الحقيقيّ؟ بل يخاطِب كفارَ اليوم الذين يرون ذلك حقّاً على الواقع الحقيقيّ، ولأنهم يرون ذلك يقول الله لهم في آخر الآية: {أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} [الأنبياء:30]، فمن ذا الذي يقول إنه يخاطب كفار قريش؟ بل يخاطبهم على قَدْر فهمهم، وأكثر خبرتهم في الإبل لذلك قال: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [الغاشية].

فدعاهم إلى التفكّر في الإبل، وذَكَرها قبل أن يذكر السماوات والجبال والأرض وذلك لأنّ أكثر خبرتهم وعلمهم في الإبل، ويخاطب القرآن الناس في كلّ زمانٍ ومكانٍ على قدر فهمهم وعلمهم وقد أحاط الله هذه الأمَّة من بين الأمم بالعلم في شتى المجالات؛ ولذلك المهديّ المنتظَر يخاطبهم بالعلم والمنطق ويُبيِّن لهم ما هي الساعة فلو جاء بيان الساعة لِكفار قريش لما فهموا الخبر. وقال الله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلَّا ظَنًّا وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ ﴿٣٢﴾} صدق الله العظيم [الجاثية].


وانتهت المقدِّمة للخطاب وجاء بيان الساعة ..

يا معشر علماء الأمَّة، إنهُ كما بيَّنّا لكم من قبل بأنّ الساعة هي أرضكم التي تعيشون عليها، وأما سبب تسميتها بالساعة وذلك لأن كوكبكم الأرضيّ التي هي أرضكم هذه هي الساعة الكونيّة، فتعالوا لِنزيدكم علماً في حركة الشمس والقمر بأن لهما علاقةً بالميقات المعلوم حسب يومكم 24 ساعةً نتيجة دوران أرضكم حول نفسها، وكما علمناكم من قبل بأنّ الشمس والقمر بحسبان وأنّ الشهر القمريّ يعدل ثلاثين شهراً مما تعدّون، وأنّ السّنة القمريّة الواحدة تعدل ثلاثين سنةً مما تعدّون، وأنّ الشهر الشمسيّ الواحد يعدل ألف شهرٍ مما تعدّون، وأنّ السّنة الشمسيّة تعدل ألف سنةٍ مما تعدّون، وأن الميعاد ليوم العذاب قد جعله الله بحساب السّنة الشمسيّة، وأمّا الأهلّة فهي مواقيت للناس والأعمار والحجّ، فتعالوا لِننظر سوياً مدى حقيقة ما يقوله ناصر اليمانيّ عن حساب السّنة الشمسيّة والتي يأتي آخِرُ يومٍ فيها بحسب يومكم بعد ألف سنةٍ ممّا تعدّون وتلك هي السّنة الشمسيّة، فتعالوا يا معشر علماء الفلك والحساب لنبحث سوياً عن هذه الحقيقة لحركة الشمس وكم مدى ارتباطها بحركة الأرض بالسّنة والشهر واليوم والساعة والدقيقة والثانية، وإنا لصادقون ولسنا مبالغين بغير الحقّ.

ونبدأ الحساب من الثانية التي هي جُزءٌ من الدقيقة وذلك لأن حركة الكواكب دقيقةٌ جداً محسوبةٌ بالثانية كما يعلم علماء الفلك، والسؤال الذي نطرحه على أهل الحساب وأولي الألباب: إذا كان حقاً الشمس والقمر بحسبان والشهر الشمسيّ يعدل ألف شهرٍ من شهورنا، والسّنة الشمسيّة تعدل ألف سنةٍ من سنيننا، فكم طول اليوم الشمسيّ بحسب حركة الشمس حول نفسها؟ فإذا كُنّا صادقين فلا بُدّ أن تجدوه 24 ساعة بالدِّقّة المتناهية على حسب سرعة حركة الشمس حول نفسها، وكذلك الساعة الشمسيّة تجدونها تتكوّن من ستّين دقيقةً حسب حركة الشمس حول نفسها، وكذلك الدقيقة فلا بُدّ أن تجدوها تتكوّن من ستّين ثانيةً حسب حركة الشمس حول نفسها بمنتهى الدِّقّة.

وهذه الأسئلة مطروحةٌ لأهل الحساب وأولي الألباب وجوابها يسيرٌ جداً جداً وإنما لِفحص دِقَّة معلومات الإمام ناصر اليمانيّ، ولا تنسوا بأنّ حركة الشمس بطيئةٌ فلا بدّ أن تكون ثانيتها بطيئةً، ويتكوّن الدهر من ثواني والثواني تتكوّن منها الدقائق والدقائق تتكوّن منها الساعات والساعات تتكوّن منها الأيّام والأيّام تتكوّن منها الشهور والشهور تتكوّن منها السنين ثم تخرجون بناتج في منتهى الدقة عن حركة الشمس وأن دقيقتها ستون ثانيةً وساعتها ستون دقيقةً ويومها 24 ساعةً وشهرها ثلاثون يوماً وسنتها 360 يوماً حسب حركة الشمس في ذات الشمس فهل من مجيب فهو اللبيب.

أخوكم الإمام ناصر اليماني .
__________
آخر تحديث: 02-10-2019 03:53 PM