الموضوع: ردود الإمام على نسيم وطريد وعلم الجهاد دحض الشُبهات بحُجةٍ وإثباتٍ

11

يامعشر الأنصار إليكم علم الهدى من آيات الكتاب المُحكمات



- 11 -

الإمام ناصر محمد اليماني
04 - 02 - 1430 هـ
31 - 01 - 2009 مـ
12:32صباحاً
ـــــــــــــــــ



يا معشر الأنصار إليكم علم الهدى من آيات الكتاب المُحكمات..



بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
يا أيها الناس، اتقوا ربكم وأنيبوا إليه يهديكم صراطاً مُستقيماً، واعلموا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً. تصديقاً لقول الله تعالى: {
وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} [السجدة:13].
{لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً} [الرعد:31].
{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً} [يونس:99].
صدق الله العظيم

وذلك لأنّ الله على كلّ شيء قديرٌ فلا يعجزه هدى الناس ولو يشاء لهداهم جميعاً، ولكنّ الله جعل الهدى مربوطاً بالإنابة، ولن آتيكم إلا بالبرهان المُحكم من غير تأويل لأنّه محكمٌ، وإليكم البرهان المُحكم في علم الهدى أنّه مربوط بالإنابة. وقال الله تعالى:
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58) بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59) وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (61)} صدق الله العظيم [الزمر].

ويا أمّة الإسلام يا حُجاج بيت الله الحرام، إنّ هذه الآيات من الآيات المُحكمات من أمّ الكتاب البيّنات لعالمكم وجاهلكم أنّ الهدى مُتعلِّقٌ بالإنابة وهي الإشاءة الاختياريّة من العبد يرجو الهدى من الربّ، ثم تأتي الإشاءة الفعليّة وهي هدى الله الذي يحول بين المرء وقلبه، وليس للإنسان سُلطانٌ على القلب بل السُلطان على القلب بيد الربّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {واُعْلَمُوا أَنَّ الله يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} صدق الله العظيم [الأنفال:24].

فحين يُنيب العبد إلى الربّ طالباً أن يهدي قلبه إلى الحقّ فهنا يأتي هدى القدرة من الربّ فيهدي قلبه إلى الحقّ وفعل الحقّ، ولكن للهدى شرط وهو الإنابة إلى الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} [الرعد:27].
{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيات بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ} [الحج:16].

وهذه آياتٌ مُحكماتٌ يبيّن الله لكم علم الهدى أنّه حسب اختيار العبد، فإن اختار سبيل الحق فتلك إشاءة اختارها العبد وبقي تحقيق الإشاءة وهي بيد الربّ فيصرف الله قلب عبده لتحقيق ما اختاره العبد، سواء يصرف قلبه إلى طريق الحقّ أو يصرف قلبه إلى طريق الضلال، تصديقاً لقول تعالى:
{وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً} صدق الله العظيم [النساء:115].

إذاً يا قوم، إنّ الله يهدي من يشاء الهدى من عباده فيصرف الله قلبه إلى الحقّ ويضلّ من يشاء الضلالة من عباده فيصرف الله قلبه إلى الضلال. تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} صدق الله العظيم [الصف:5].

أمّا إشاءة الله فلو شاء الله لهدى الناس جميعاً ولا يعجزه هداهم ولكنه يهدي إليه من ينيب، فاتقوا الله واتبعوا الحقّ وما بعد الحقّ إلا الضلال، وقد علمكم الله أنّ الإشاءة الاختياريّة من العبد والفعليّة من الربّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

فأما الاختياريّة هي قول الله تعالى:
{إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿٢٧﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

وأما تحقيق الإشاءة الفعليّة فهو بيد الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [التكوير].

والبيان الحقّ لقول الله:
{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [التكوير]، أي الإشاءة الفعليّة، وهي تعتمد على صرف القلب لتحقيق الإشاءة بالعمل، فما بالكم لا تفقهون حديثاً؟

والإشاءة الاختياريّة هي قول الله تعالى:
{وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54)} صدق الله العظيم [الزمر].

وأما الإشاءة الفعليّة فهي بيد من بيده الهدى الله ربّ العالمين:
{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيات بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ} [الحج:16]، أي من يُريد الهدى من عباده يهدي الله قلبه وإذا هدى الله القلب صلح العمل.

والبيان الحقّ لقول الله تعالى:
{وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيات بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ} صدق الله العظيم [الحج:16]، تجدونه في قول الله تعالى: {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} صدق الله العظيم [الرعد:27]، أي من يُريد الهدى من العباد، وتلك آيات مُحكمات بيّنات من أمّ الكتاب، ومن كان له أي اعتراض على ما جاء فيهن فليتفضل ويرينا علماً أهدى منه سبيلاً إن كان من الصادقين، أما أن يعرض عما جاء فيهن ويذهب إلى سواهن فذلك في قلبه زيغٌ عن الآيات المُحكمات الحقّ من ربكم وحجة الله عليكم، وهل بعد الحقّ إلا الضلال، وكم أتيت بهذه الآيات وكررتها لعلم الجهاد الطريد من رحمة الله الذي يُقابل الشيطان الرجيم ليفتنكم عن دينكم، وقد اعترف أنه قابل الشيطان الرجيم وسوف نقتبس لكم من بيانه ما يلي:
( وفي المقابلة الثانية أراد أن يعلم لماذا يعذب قبل أن تقوم الساعة وما أخبرت به لأنه بدا له ما لا تراه أنت ! ولهذا أطنب أن أخبره ما أخبرني به الله فأبيت وقلت له أنت الآن الغبي فإني أعلم من الله ما لا تعلم فحشد كل جندهم ليجلبوا لي ما أشاء ويخدمونني بما أشاء فقط لأخبرهم بما قال الله عز وجل لي فأبيت علك لا تصدق لكن هذا حدث. )
انتهى كلامه حين قابل إبليس.

ونأتي الآن لافترائه على الله وكلامه ما يلي:
( وإن الله أوحى لي باليقظة 10 أيام في محرم 2005 فقط وكلمني من وراء حجاب وحياً فقد فعل وبلغ بأمر قصير بلغتك إياه ولكنك لا تريد أن تسمعه )
وهنا الافتراء أنه يقول أنّ الله كلمه تكليماً من وراء الحجاب! إذاً وما تريد من ناصر محمد اليماني؟ أن يأخذ منك العلم؟ وأعوذ بالله، وسوف يعلم من اتّبعك من تكون وإنّك عدو الله، بل ألدّ الخصام لربّ العالمين.

ويا معشر الباحثين عن الحقّ هذا يهودي من فصيلة الذين كادوا أن يفتنوا محمداً رسول الله ليفتري على الله بغير الحقّ، وكاد أن يركن إليهم شيئاً قليلاً لولا أن ثبته الله، ولم يقولوا له أن يفتري على الله؛ بل أن يتّبع علمهم، وعلمهم شيطانيّ خفيّ، ويتّبعون أهواءهم بغير علمٍ، ولذلك قال الله تعالى:
{وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} صدق الله العظيم [البقرة:120]. وكذلك الإمام المهديّ لن يركن إليهم بإذن الله، وإنما يريدونني أن أفتري على الله وأتّبع أهواءهم، وأعوذ بالله أن أفتري على الله كذباً.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــ

آخر تحديث: 21-08-2020 06:54 AM
12

إلى كافة الأنصار الأخيار أستوصيكم خيراً بوزرائي صاحبي حمدي ومحمد الرشيدي..


- 12 -
الإمام ناصر محمد اليماني
04 - 02 - 1430 هـ
31 - 01 - 2009 مـ
10:26 مساءً
ــــــــــــــــــــ



إلى كافة الأنصار الأخيار أستوصيكم خيراً بوزرائي صاحبي حمدي ومحمد الرشيدي..


بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحق إلى يوم الدين، وبعد ..
يا معشر الأنصار الأخيار، إني آمركم بعدم الإساءة لأخويكم من وزرائي حمدي صاحب المهدي ومحمد الرشيدي وما حدث لهما هي سنة في علم الهدى، ولسوف أعلمكم وأعلمهما بالحق، وأقسمُ بالله العلي العظيم بأنّه لم يحدث لهما ذلك إلا بسبب أنهّما كانا من الموقنين بشأن ناصر مُحمد اليماني أنّه المهدي المنتظر الحق من ربهم، ولسوف أعلمكم ما سبب شكِّهما في شأن ناصر محمد اليماني من بعد ما كانا به موقنين، وذلك بسبب عقيدتهما في نفسيهما أنه لن يفتن يقينهما شيئاً أبداً بأنّ ناصر محمد اليماني هو المهدي المنتظر الحقّ من ربهما، وأراد الله أن يُعلِّمهما ويُعلِّمكم درساً في ناموس الهدى في الكتاب، وهؤلاء كانا مُجتهدين بالبحث عن الحق حتى هداهما الله إليه ومن ثم اعتقدا أنّهما لا ولن يشكّا في شأن الحق شيئاً من بعد ما تبين لهما أنّه الحق من ربهما، ويريدُ الله أن يُعلمهما ما علّم به الأنبياء والمُرسلين في علم الهُدى، فتعالوا لنُبحِر سوياً في علم الهُدى في القرآن العظيم.


ويا معشر الأنصار السابقين الأخيار المؤمنين بالقرآن العظيم تدبروا قول الله تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نبيّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الحج :52].

وإلى البيان الحقّ، حقيقٌ لا أقول على الله بالبيان غير الحقّ، فآتيكم بالبيان من ذات القرآن حتى يتبيَّن لكم أنه الحقّ، وفي هذه الآية يُعلِّمكم الله أنه لم يهدِ الأنبياء والمُرسلين حتى بحثوا عن الحقّ بالاجتهاد الفكري فتمنّوا أن يتّبعوا سبيل الحقّ ومن ثم هداهم الله إلى الحقّ واصطفاهم واستخلصهم لنفسه وبعثهم إلى الناس رسُلاً من ربّ العالمين، ومن ثم ألقى الشيطان في أمنيّتهِم شكّاً من بعد تحقيقها، ومن ثم يُحْكِم الله لهم آياته ويبيِّنها لهم، ومن ثم يطهِّر الله بآياته قلوبهم من الشك تطهيراً.

فلنبدأ برسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام وآله وسلم؛ الباحثُ عن الحقّ الذي لم يقتنع بعبادة الأصنام ويرى أنهم لا ينفعون ولا يضرون ومن ثم تفكَّر في خلق السماوات والأرض. وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ( 74 ) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ( 75 ) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ ( 76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ( 77 ) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ( 78 )} صدق الله العظيم [الأنعام].

ويا معشر أولي الألباب الذين يتدبرون الكتاب، تدبروا قول إبراهيم:
{قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ( 77 )} صدق الله العظيم. وذلك هو التمنّي لاتّباع الحقّ ولا يريد غير الحقّ وهذا هو البيان لشطر من الآية في قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نبيّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى} صدق الله العظيم [الحج:52]. ومن ثم يهديه الله الحقّ إلى الحقِّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].

ومن ثم نأتي لبيان قوله تعالى:
{أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} وذلك يأتي من بعد أن يهديه الله إلى الحقّ ويستخلصه لنفسه ويبعثه إلى الناس رسولاً حتى إذا علم الله أنّ نبيّه صار يعتقد في نفسه أنه لا ولن يشكّ في الحقّ الذي علّمه الله به أبداً ونسي أنّ قلبه بيد ربه يَصرفه كيف يشاء ونسي أنّ الله يحول بين المرء وقلبه، وأراد الله أن يُعلمهم درساً في العقيدة في علم الهدى، فمن ثمّ يُلقي الشيطان في نفسه شكّاً في الحقّ الذي قد صار يدعو الناس إليه، ومن ثم يُحكم الله له آياته فيبيّنها له فيعلم أنّه على الحقّ المُبين ويطهِّر الله قلبه من الشك تطهيراً.

ونأتي الآن للبيان لقول الله تعالى:
{أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ} صدق الله العظيم؛ أي ألقى الشيطان في أمنيّته شكّاً من بعد أن تحقّقت أمنيته وهداه الله إلى الحقّ، فنعود لقصة رسول الله إبراهيم، هل حدث له هذا من بعد أن اجتهد اجتهاداً فكريّاً وبحث عن الحقّ وهداه الله إليه واستخلصه لنفسه وجعله للناس إماماً ورسول الله إليهم وصار يدعوهم إلى الحقّ؟ ومن ثم ألقى الشيطان في أمنيّته الشك ومن ثم حكَّم الله له آياته وطهّر قلبه مما ألقاه الشيطان، وقال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [البقرة:260].

ومن ثم نأتي لرسول الله موسى عليه الصلاة والسلام وكان باحثاً عن الحقّ ولا يريد غير الحقّ وكان ينتمي لطائفة ممن كانوا على دين رسول الله يوسف الذي بعثه الله بالبيّنات إلى آل فرعون ولكنهم فرّقوا دينهم شيعاً واختلفوا في البينات، وكان نبيّ الله موسى ينتمي لأحد الطوائف وأرداه أحدهم فقتل نفساً بغير الحقّ. وقال الله تعالى: {وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ} صدق الله العظيم [القصص:15].

ومن ثم كادت الحادثة أن تتكرر اليوم الآخر. وقال الله تعالى:
{فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ ( 18 ) فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلَّا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ (19) وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20)} صدق الله العظيم [القصص].

ومن ثم فرَّ موسى وهو متألمٌ لما حدث وقال:
{رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [القصص:16]، ومن ثم قرّر أن يفرّ من آل فرعون وكذلك يعتزل شيعته الذين كانوا سبباً في قتله لنفس بغير الحقّ ويرى أنه لمن الضالين ولم يهتدِ إلى الحقّ بعد، وقرر الفرار من آل فرعون ويهاجر إلى ربه ليهديه سبيل الحقّ، واصطفاه الله و استخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً وقال له فرعون. قال الله تعالى: {قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (18) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (19) قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)} صدق الله العظيم [الشعراء:21].

ومعنى قول موسى:
{قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (20) فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (21)} صدق الله العظيم؛ بمعنى أنّه كان من الضالّين عن الطريق الحقّ؛ بمعنى أنه كان يظنّ أنه على الحقّ وتبيَّن له أنه لا يزال ضالاً عن الحقّ وكان يظن أن هذه الطائفة على الحقّ، حتى إذا فرَّ وهاجر في سبيل الله اصطفاه الله واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً بعد رجوعه من مدين، وبعد أن اصطفاه الله واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً واعتقد موسى أنّه لا ولن يشك أبداً في الحقّ الذي هداه الله إليه وأيَّده بآيتين من عنده، واعتقد موسى أنّه لا يفتنه شيءٌ عن الحقّ الذي علِمه من ربِّه وأراد الله أن يُعلِّمه درساً في العقيدة في علم الهُدى، فألقى الشيطان في أمنيته شكّاً حين ألقى السحرة عصيهم وحبالَهم فخُيِّل إليه من سحرهم أنّها تسعى وأوجس في نفسه خيفةً موسى، وتزلزلت العقيدة الحقّ في قلب موسى بعد أن هداه الله إليه ومن ثم حكّم الله له آياتِه وأوحى إليه أن أَلق عصاك فإذا هي تلقف ما يأفكون، وأعاد الله اليقين إلى قلب موسى وحكم الله له آياته فتبيّن له أنه على الحقّ المُبين. وقال الله تعالى: {قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70)} صدق الله العظيم [طه].

والشكّ الذي ألقاه الشيطان في أمنية موسى من بعد أن هداه الله إلى الحقّ واستخلصه لنفسه وبعثه إلى فرعون رسولاً، ومن بعد الدعوة ألقى الشيطان في أمنيته شكاً ثم حكّم الله له آياته، وذلك قول الله تعالى:
{فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى (67) قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى (68) وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى (69) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى (70)} صدق الله العظيم [طه].

ومن ثم نأتي لنبيّ الله عُزير المؤمن: مرَّ على قريةٍ وهي خاويةٌ على عروشها وألقى الشيطان في أمنيته شكاً بعد إذ هداه الله إلى الحقّ وقال: "كيف يبعث الله أهل هذه القرية من بعد موتهم؟". ومن ثم أماته الله هو وحماره مائة عامٍ ثم بعثه ليُحكم الله له آياته وأراه كيف يكون ذلك، فبعثه ومن ثم بعث حماره وهو ينظر إليه وقال انظر إلى العظام كيف ننشزُها فلما تبيّن له ذلك قال عزير: "أعلم أنّ الله على كُل شيءٍ قدير". وقال الله تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [البقرة:259].

ومن ثم نأتي إلى خاتم الأنبياء والمُرسلين محمد رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم بعد أن وجده الله ضالاً باحثاً عن الحقّ لا يعلم أيُّهُم على الحقّ فيتبعه، هل قومه أم النصارى أم اليهود؟ وكان يعتزل الناس في الغار يتفكر ويريد من الله أن يهديه إلى الحقّ ولم يكن على ضلالٍ لأنه لم يعبد الأصنام ولم يعتنق النصرانية ولا اليهودية ولكنه كان ضالاً عن الطريق الحقّ وهو لا يريد غير الحقّ ثم هداه الله إلى الحق. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى} [الضحى:7]، واصطفاه الله وهداه إلى الحقّ وأوحى إليه بالحقِّ عن طريق جبريل عليه الصلاة والسلام وبعثه الله إلى الناس رسولاً وكان يدعوهم إلى الحقّ ولكنه كان يعتقد أنّه لا يمكن أن يشكّ في الحقّ بعد إذ هداه الله إليه وأراد الله أن يُعلِّمه درساً في العقيدة في علم الهُدى.

وقال له قومه: "إنما اعتراك أحد آلهتنا بسوء بمسّ شيطانٍ وهو الذي يوحي إليك ذلك"، فشكَّ محمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إنّ الذي يُكلمه لعله يكون من الشياطين ولم يُبدِ ذلك الشكّ لأحدٍ وهو أمّيٌّ لا يقرأ ولا يكتب، وذلك لأن قومه قالوا له: "إن الذي يُكلمك شيطانٌ وليس ملكاً" بسبب إعراضه عن آلهتهم ولذلك رد الله عليهم مع التحذير لنبيه بقوله تعالى:
{وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ (210) وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ (211) إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ (212) فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ (213)} صدق الله العظيم [الشعراء].

ولكن محمداً رسول الله أصبح مثله كمثل إبراهيم يُريد أن يطمئن قلبه، وقال تعالى:
{فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرأُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الحقّ مِنْ رَبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} صدق الله العظيم [يونس:94].

ولكن محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- لم يسأل الذين أوتوا الكتاب بل أناب إلى الله ويريد أن يعلم علم اليقين أنّه على الحقّ المُبين، ومن ثم أرسل الله له جبريل عليه الصلاة والسلام بدعوة له من ربِّه ليريه بعين اليقين النار ومن فيها من الذين كذبوا بالحقِّ من ربهم من الأمم الأولى ويريه الجنة ومن فيها من المُتقين وأراه الله من آياته الكُبرى ليطمئن قلبه أنه على الحقّ المبين، وقال الله تعالى:
{لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} صدق الله العظيم [النجم:18].

إذاً أحكَم الله آياته لنبيِّه وأراه من آيات ربّه الكُبرى ليلة الإسراء والمعراج إلى سدرة المُنتهى فطهَّر الله قلبه من الشكِّ تطهيراً، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نبيّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} صدق الله العظيم [الحج:52].

وعليه إني أُقسم بالله العلي العظيم أنّ صاحب المهديّ حمدي وكذلك مُحمد الرُشيدي كانا من الموقنين أنّ ناصر مُحمد اليماني هو الإمام المهدي الحقّ من ربّهم، كيف وقد قَدَّما النُصرة لأمر ربهم! وسبب فتنتهما هو أنّهما كانا يعتقدان أنّهما لا ولن يشكا في شأن الإمام ناصر مُحمد اليماني وأراد الله أن يُعلّمهما ويُعلّمكم درساً في العقيدة في علم الهُدى بأنّ الله يحول بين المرء وقلبه وأن لا يركن المؤمن على ثقته بنفسه شيئاً، وأن يقولا: "يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على الحقّ المُبين"، عسى الله أن يأتي بهما لينظرا ما جاء في هذا البيان الحقّ من ربهما ليكونا من الموقنين، وأعلم أنّه لم يحدث هذا الإبتلاء لهؤلاء الاثنين فقط من وزرائي، بل حتى اِبن عُمر، أُقسم بالله العظيم أنه حدث له ذلك برغم أنّه لم يُخبرني بذلك وقد بكى بُكاءً مريراً وأناب إلى الله الذي يحول بين المرء وقلبه ومن ثم ثبته الله على الحقّ، وكذلك هؤلاء الاثنين حمدي ومحمد الرشيدي من وزرائي المُكرمين، وأقسمُ بالله العظيم أنهما بكيا بكاءً شديداً بين يدي ربهما وأنهما إليكم عائدان بإذن الله ربّ العالمين، وكذلك حدث لآخرين من قبلهم ولكنهم لم يعلِمونا عن أمرهم وما حدث لهم وقد حدث هذا حتى للأنبياء فكيف بمن هم من دونهم! ومن الصدّيقين بناصر محمد اليماني حدث له ذلك وشكّ أنّ ناصر مُحمد اليماني أنّه المهدي المنتظر بعد أن كان يُحاج على ناصر مُحمد اليماني ويقسم أنه الإمام المهديّ الحقّ من ربهم وفتنوا في ليلة الجمعة غرّة ذي الحجة حين لم تعلن المملكة العربيّة السعوديّة بأن غرّة ذي الحجّة الجمعة وألقى الشيطان في أمنيتهم شكاً وكان يودّ أن يقول كلٌّ منكم إني سقيم ويريد أن يعلم الحقّ.

ومنكم من قال إذا ناصر محمد اليماني ليس إلا من المهديين المُمهدين وعسى أن يكون هو الإمام المهدي وينتظر للمسيح عيسى ابن مريم أن يُعرف الناس بشأنه ويقول يا ناصر مُحمد اليماني لست أنت الإمام المهدي بل المهدي المُنتظر فلان وآن له الأوان أن يعلمَ أنه لمن الوزراء المُكرمين وليس الإمام المهدي المنتظر إمام الأئمة أجمعين، وإنما حدث للوزراء ما حدث للأنبياء وألقى الشيطان في أمنيتكم شكاً من قبل كما ألقاها في قلب الوزير حمدي والوزير محمد الرشيدي، ولكن بعضاً من الوزراء والصديقين لم يبيّنوا لنا ذلك، ولكنّي أعلمُ أنّه سوف يحدث لهم ذلك لجهلهم بعلم الهدى فوثقوا في أنفسهم أنّهم لا ولن يشكوا في الحقّ من ربهم شيئاً بعد إذ هداهم الله إليه وأراد الله أن يُعلمهم درساً في العقيدة في علم الهدى لكي لا يثقوا في أنفسهم شيئاً فيكون أكثر دعائهم يا مُثبت القلوب ثبت قلوبنا على الحق وقد علمنا علم اليقين أنك تحول بين المرء وقلبه وعلمنا حقيقة قولك الحق في مُحكم كتابك على الواقع الحقيقي:
{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ} صدق الله العظيم، [الأنفال:24].

فتقولون: اللهم إننا علمنا أنك حقاً تحول بين المرء وقلبه، فيا مُثبت القلوب ثبت قلوبنا على الحقّ الذي هديتنا إليه واغفر لنا وارحمنا ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
إمام الأئمة والأمة علمُ الهدى الإمام المهدي خليفة الله في الأرض الناصر لمُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ ناصر مُحمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــــ


[ لمزيد من التفصيل الهامّ حول الفتوى المتعلقة باسم نبيّ الله الذي أماته مائة عام ثم بعثه، نرجو الدخول للرابط التالي ]
https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=169088
آخر تحديث: 13-05-2024 09:49 AM
13

إلى أعضاء مجلس الإدارة، والله المُستعان..





- 13 -

الإمام ناصر محمد اليماني
04 - 02 - 1430 هـ
31 - 01 - 2009 مـ
10:36 مساءً
ــــــــــــــــــــ



إلى أعضاء مجلس الإدارة، والله المُستعان..

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد ..
الله المُستعان، فكيف تحظرون صاحبي (صاحب المهدي حمدي) قرة عين الإمام المهديّ؟ وأقسمُ بالله العظيم إنّهم إليكم عائدون ومن شتمَهُم فقد شتمني! فارفعوا عنهم الحُجُب فوراً بالأمر من المهديّ المُنتظَر ناصر محمد اليماني.

أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــ

آخر تحديث: 02-10-2016 03:34 PM
14

يا معشر الأنصار، ألم تروا الاعتراف بالحقّ من نسيم؟





- 14 -

الإمام ناصر محمد اليماني
04 - 02 - 1430 هـ
31 - 01 - 2009 مـ
12:50 صباحاً
ــــــــــــــــــــ



يا معشر الأنصار، ألم تروا الاعتراف بالحقّ من نسيم؟

بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
يا معشر الأنصار، انظروا البيان المُقتبس من بيان نسيم أعلاه، فتجدون إنّه رجع إلى الحقّ في علم الهدى أنّ الله يهدي القلب الذي يريد الهدى، وما يلي بيان مقتبس من بيان نسيم وهو ما يلي:
(ولكن الله يهدي من يشاء) أي حق حقيق والأمر يعود إلى الله تعالى في الهداية في النهاية إذا رأى في قلبه استعدادية لذلك وتقبله للحقّ من غير الإصرار بالعناد والصدود والإعراض عن الحق وبحثه عن الحق والطيبة التي تملأ قلبه فتأخذه للإحسان الذي هداه للبحث عن الإيمان وتصديق الحق إذا أتاه بعدما امتلأ قلبه بالتواضع فلا يجد إلا رحمة ربه القريبة من المحسن فيصبح همه أن يعرف الله وأن يكون من المؤمنين فيرى الله تعالي قلبه سائلاً باحثاً عن الحق فيهدي الله قلبه لمصداقية قوله تعالي ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) فيهدي الله تعالي قلبه فينشرح صدره للإسلام
انتهى كلامه.

فلِمَا لا تعترف بالحق يا نسيم أنّ الله يهدي من يشاء الهدى من عباده ويذر الذين لا يريدون الهدى في طغيانهم يعمهون؟ فلا تأخذك العزّة بالإثم إن كنت من المُتقين.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ

آخر تحديث: 02-10-2016 03:35 PM
15

إلى عُلماء أمّة الإسلام وطوائفهم أجمعين ..





- 15 -

الإمام ناصر محمد اليماني
06 - 02 - 1430 هـ
02 - 02 - 2009 مـ
12:44 صباحاً
____________



إلى عُلماء أمّة الإسلام وطوائفهم أجمعين ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين مُحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم التابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
ويا عُلماء أمّة الإسلام وأشياعهم أجمعين، فهل تريدون الحقّ؟ فإني الإمام المهديّ الحقّ من ربكم، فلماذا أنتم عن الحقّ مُعرضون ممن أظهرهم الله على أمري في عصر الحوار من قبل الظهور؟ فهل رأيتموني على باطلٍ؟ فإذاً لا يجوز لكم الصموت على الباطل، وإن رأيتموني على الحقّ فلا يجوز لكم الصموت عن الحقّ والاعتراف به. فاتّقوا الله، وبيني وبينكم كتاب الله وسنّة رسوله إن كنتم مؤمنين.

ويا معشر المُسلمين، لو لم تزالوا على الهدى لما جاء قدري المقدور في الكتاب المسطور، وأنتم الآن في عصر الحوار من قبل الظهور، ومن بعد التصديق أظهر لكم عند البيت العتيق.

ويا أمّة الإسلام، يا حُجاج بيت الله الحرام، صدقوا بالحقّ في عصر الحوار من قبل ظهور الإمام في البيت الحرام بين الرُكن والمقام إن كنتم تعقلون، ولن يستجيب لدعوة الحقّ إلا أولو الألباب منكم الذين لا يستكبرون، فهل فكَّر أحدكم كيف يظهر الله الإمام المهديّ في ليلةٍ على العالمين؟ ومن ثم تعلمون أنه لا بدّ أن يظهره الله ببأسٍ شديدٍ من عنده حتى يؤمن الناس أجمعون ويقولون ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون. تصديقاً للحقّ على الواقع الحقيقي لقول الله تعالى:
{حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ في ليلةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْراً مِّنْ عِندِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ (7) لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)} صدق الله العظيم [الدخان].

فإن قلتم إنّ هذه الآية حدثت من قبل في عهد محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ثم نُرد عليكم بقول الله تعالى:
{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} صدق الله العظيم [الأنفال:33]. فمن المُرتقب؟ إذاً لو كنتم تعلمون أنه الإمام المهديّ الناصر لمحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الإمام ناصر محمد اليماني الذي يدعوكم إلى الاحتكام إلى مُحكم القرآن العظيم في جميع ما كنتم فيه تختلفون فإن لم أجد فَمِنْ سنة محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا نزال ندعوكم إلى مُحكم القرآن وأنتم عنه معرضون.

ويا معشر عُلماء أمّة الإسلام، تعالوا لأعلّمكم كيف تعلمون أنّي الإمام المهديّ الحقّ من ربكم، فلو سألني أحدكم: "يا ناصر محمد اليماني، وكيف علمت أنّك الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهر؟". ومن ثم أرد عليكم بالحقّ:
[لقد جمعني الله بأحد عشر إماماً ومحمدٍ رسول الله في غرفةٍ واحدةٍ كبرى لها عمود في الوسط، وكنت في دائرة من الرجال عددهم عشرة، وقلت لهم دلّوني على الإمام علي بن أبي طالب، فتراجع شخص كان أمامي خطوةً إلى الوراء ومن ثم خطوةً إلى الجنب وفتح لي الدائرة وقال لي: ذلك الإمام علي بن أبي طالب. وكان خارج دائرة العشرة، ومن ثم انطلقت نحوه وأمسكت بيده بيدي الاثنتين وقلت له دلّني على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأخذني إلى عمودٍ يتوسط الغرفة فإذا بمحمدٍ رسول الله جالساً بجانبه، ومن ثم جثوتُ على ركبتي وجعلتُ وجهي في عنقه وقبلته صلى الله عليه وآله وسلم وهو من أفتاني في شأني بالحقّ].
وهذه الرؤيا مُقنعة لي بالحقّ من ربي وليس لكم، فتعالوا لأعلمكم ما هي حجّة الله عليكم في الرؤيا، إنها فتوى محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: [وما جادلك أحدٌ من القرآن إلا غلبتَه].

ويا معشر علماء الأمّة، إن حجّة الله عليكم لئن جادلتموني من مُحكم القرآن وغلبتكم فقد أقام الله عليكم الحجّة، وإن غلبتموني بالحقّ من مُحكم القرآن العظيم فقد أقام الله لكم الحجّة على ناصر محمد اليماني وتبيَّن لكم أنّه ليس الإمام المهديّ الحقّ من ربكم وإنه مُفتريٌّ كذاب.

ويا عُلماء أمّة الإسلام، إني أحذِّركم إذا جادلتكم بآيةٍ أو عدة آياتٍ مُحكماتٍ لسنَ بحاجةٍ للتأويل من آيات أمّ الكتاب ومن ثم تنبذوهنّ وراء ظهوركم وتتبعون الآيات اللاتي لم يجعلهن الله من آيات أمّ الكتاب المُحكمات ولا يزلن بحاجة للتأويل، ومن فعل ذلك فاعلموا أن في قلبه زيغٌ عن الحقّ ومأواه جهنم وساءت مصيراً.

ويا معشر عُلماء أمّة الإسلام، إنّه من قال إنّ القرآن لا يعلمُ تأويله إلا الله فقد كفر بما أُنزل على مُحمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وافترى على الله بغير الحقّ ومأواه جهنم وساءت مصيراً، ولربما يودّ من الذين هم للحقّ كارهون أن يُقاطعني ويقول: "يا ناصر محمد اليماني، ألم يفتِنا الله أنّه لا يعلم بتأويل القرآن إلا الله؟ وقال الله تعالى:
{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} صدق الله العظيم [آل عمران:7]".

ومن ثم يظنّ الذين لا يتدبّرون القرآن أنّ هذا العالِم قد أتى ببرهانٍ من القرآن أنّه لا يعلم تأويله إلا الله، ومن ثم يُرد عليهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول لهم: أشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّه لا يعلم تأويل الآيات المُتشابهات في القرآن العظيم إلا الله ولم يبتعثني الله لأجادلكم بالمُتشابه من القرآن؛ بل أُمرت أن أُحاجكم بآياته المُحكمات أمّ الكتاب، وتلك آيات جعلهن الله واضحاتٍ بيّناتٍ لسن بحاجة للتأويل نظراً لأنهن من أمّ الكتاب، وأما المُتشابه الذي لا يزال بحاجة للتأويل فلم يجعلهُ الله الحجّة لنا عليكم ولا لكم علينا، فإن تركتم المُحكم واتبعتم ظاهر المُتشابه الذي لا يعلمُ تأويله إلا الله فاعلموا أنّ الله أقام الحجّة عليكم بمحكم القرآن العظيم، ومن في قلبه زيغٌ عن الحقّ في آيات الكتاب المُحكمات ومن اتّبع ظاهر المُتشابه أضلّه الله عن سواء السبيل. وقال الله تعالى:
{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أمّ الكتاب وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ (7)} صدق الله العظيم [آل عمران].

أفلا ترون أنّ الذين قالوا أنّه لا يعلم تأويل القرآن كله إلا الله قد افتروا على الله كذباً وضلّوا وأضلّوا عن سواء السبيل؟ ذلك لأنّ الله لم يقُل ذلك أبداً، بل قال إنّ الذين في قلوبهم زيغٌ يذرون الآيات المُحكمات البيِّنات من أمّ الكتاب وراء ظهورهم ويتّبعون الآيات المُتشابهات اللاتي لا يزلنَ بحاجة للتأويل ويبتغون تأويله، وما يعلم تأويل المُتشابه إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنّا به ويتّبعون المُحكم الواضح والبيِّن، وأما المُتشابه فهم يعلمون أنه ليس المطلوب منهم إلا الإيمان به ويذرون علمه لله إنْ لم يعلِّمهم بيانه، ويقولون كلٌّ من عند ربنا؛ أي الآيات المُحكمات والآيات المُتشابهات، وما يتذكر إلا أولو الألباب منكم، أفلا تعقلون؟ فكيف تصدقون الذين يريدون أن يصدوكم عن سواء السبيل كمثل من يُسمي نفسه علم الجهاد؟ الذي جادلني بالآيات اللاتي لا يزلنَ بحاجة للتأويل وأنا أجادله بالآيات المُحكمات فوجدتم أنه نبذهنَّ وراء ظهره كأن لم يسمعهن، وأبشِّره بعذاب عظيم، فهل وجدتم أنّه اعترض على الآيات المُحكمات؟ كلا، فإنه لا يستطيع أن ينكرهن نظراً لوضوحهن الشديد بين أيديكم، بل نبذهن وراء ظهره كأن لم يسمعهن، وأتاكم بالمُتشابه من القرآن الذي لا يزال بحاجة للتأويل، ولا أنكر أنّي لا أعلمُ تأويله، بل علّمني ربي الذي يعلم بتأويل المتشابه، ولكنّي أعلم أنّه لم يجعله الله الحجّة عليكم بل حجّة الله عليكم في الذكر الحكيم هي آيات أمّ الكتاب المُحكمات، أفلا تعقلون؟

ويا معشر الباحثين عن الحقّ، لقد رأيتم الذي يُحاجّني في علوم الهدى، من يُسمي نفسه الطريد والذي هو ذاته علم الجهاد وهو المُستشار وهو الشاهد ويأتي موقعنا بأسماءٍ مُتعدِّدة، وكلما ألجمته بالحقِّ ذهب ومن ثم يعود باسم آخر ولا يزال يفعل ذلك بكلّ حيلةٍ ووسيلةٍ حتى يردّكم بعد إيمانكم كافرين إن استطاع. تصديقاً لقول الله تعالى:
{‏وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَـٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:217].

وقد حذَّركم الله من اتِّباعهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100)} صدق الله العظيم [آل عمران].

وعليه، إني أشهدُ الله أني أدعوكم يا معشر علماء الأمّة إلى الاحتكام إلى آيات أمّ الكتاب ولن آتيكم ببيانٍ لهنّ فكيف ذلك وهنّ آياتٌ مُحكماتٌ واضحاتٌ بيّناتٌ يفقههنّ عالِمكم وجاهلكم لا يزيغ عنهنّ ويتبع المُتشابه إلا من في قلبه زيغٌ عن المُحكم حجّة الله عليكم لو كنتم تعقلون.

وبما أني الإمام المهديّ الحقّ من ربّ العالمين أدعو عباد الله أجمعين في الملكوت كله إنسهم وجنهم للإنابة إلى ربهم وعدم اليأس من رحمته حتى يهدي الله قلوبهم التي لم يجعل الله لهم عليها سُلطاناً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)} صدق الله العظيم [الأنفال].

فمن ذا الذي له سُلطان على قلبه إن كنتم صادقين؟ فهل ترون أنكم تستطيعون أن تحبوا من تشاؤون وتكرهوا من تشاؤون؟ أفلا تعقلون؟ إذاً يا قوم، إن سُلطان القلب بيد الربّ، أفلا تتقون؟ وزعم الذين لا يعلمون علم الهدى أن لو يُنزل الله آية على نبيّه أنهم سوف يؤمنون به، بل أقسموا جهد أيمانهم ليؤمنُنَّ به لو يُنزل الله عليه آية. وقال الله تعالى:
{وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آية لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيات عِندَ اللّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أوّل مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111)} صدق الله العظيم [الأنعام].

إذاً يا قوم، لا فائدة من طلب الآيات بسبب عقيدتكم الباطلة أنه لا ينقصكم إلا أن ينزلها الله ومن ثم تؤمنون ونسيتم أن قلوبكم بيد الله، ولكن أكثركم يجهلون.

ويا قوم أنيبوا إلى ربِّكم وهو يهدي قلوبكم ويُريَها الحقّ حقاً فيرزقكم الاتّباع ويريها الباطلَ باطلاً ويصرف قلوبكم عن الباطل ويحبب إليكم الإيمانَ ويزينه في قلوبكم ويُكرّه إليكم الكُفرَ والفسوَق والعصيانَ، أفلا تتقون؟ وأقسم بالله العلي العظيم البر الرحيم لو تتنازلون عن كبركم وتحدثون أنفسكم وتقولون: وما يدرينا؟ لعل الإمام ناصر محمد اليماني هو الحق من ربّ العالمين، ونحن عن الحقّ مُعرضون. ومن ثم تخلون بأنفسكم مُنيبين إلى ربكم فيقول أحدكم:
[اللهم إني عبدك وعلى عهدك لا أشرك بك شيئاً وأشهد أنك أنت الحقّ وأشهدك أن عبدك لا يريد غير الحقّ، اللهم إن كان هذا الرجل هو الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من عندك اللهم إليك أبتهل أن تُبصرني بالحقّ حتى أرى أنه الحقّ من عندك، وإن كان ناصر محمد اليماني ليس الإمام المهديّ الحقّ اللهم فاجعل لعبدك السُلطان عليه بالعلم فأنقذ المُسلمين أن يضلّهم عن الصراط المُستقيم إنك أنت السميع العليم]. ومن ثم يأتي من بعد ذلك إلى موقعنا ويتدبر ويتفكر في الحجّة والبرهان، فإما أن يجد السُلطان الحقّ المُحكم المُقنع فيهديه الله إلى الحقّ، وإما أن يجعل الله له السُلطان علينا إن كان ناصر محمد اليماني على ضلالٍ مُبينٍ.

ويا معشر علماء الأمّة والباحثين عن الحق تبيّنوا، فقد يأتي علم الجهاد الطريد من رحمة الله ويقول: "يا ناصر محمد اليماني، قال الله تعالى إن الله يهدي من يشاء من عباده ويضلّ من يشاء من عباده. وقال الله تعالى:
{وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ (107) وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ فَيَسُبُّوا اللَّـهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (108)} صدق الله العظيم [الأنعام].

ومن ثم يظنّ الجاهلون أنّ علم الجهاد قد أقام الحجّة على ناصر محمد اليماني، فينقلبون على أدبارهم ويقولون: "ليس هذا الإمام المهدي، كيف وقد أقام عليه علم الجهاد الحجّة؟". ومن ثم يرد عليهم ناصر محمد اليماني وأقول: وهل صدقتم أنّ الله أمرهم بالشرك به سُبحانه؟ أفلا تعقلون؟ بل قال الله تعالى:
{وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكُواْ} صدق الله العظيم [الأنعام:107].

بمعنى لو يشاء لهداهم بقدرته إلى الصراط المُستقيم بغير أن يُنيبوا إلى ربهم، فلا يعجز الله هدى الناس جميعاً، ولكنّ الله لم يأمر عباده بالشرك. وقال الله تعالى:
{سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ (148)} صدق الله العظيم [الأنعام].

وكذلك علم الجهاد يقول بل الله هو من يغوي. وقال الله تعالى:
{قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} صدق الله العظيم [الحجر:39].

ومن ثم يزعم الذين لا يعلمون أنّ علم الجهاد قد أتى بحُجة بيَّنة أنّ الله من يغوي العباد سُبحانه وتعالى علوَّاً كبيراً! بل من زاغ عن الحقّ أزاغ الله قلبه، وما صرف الله قلبه إلا بُظلمٍ منه، لأنّ الله علم أنّ في قلب إبليس كبر وعدم رضى بخليفة الله المُصطفى آدم عليه الصلاة والسلام ومن ثم صرف الله قلب إبليس حتى لا يسجد لآدم فُيقيم الله على إبليس الحجّة بالحقّ وليس بظلم من الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49].

ومن ثم بيّن الله على لسان إبليس سبب صرف قلبه عن السجود، ولذلك سأله وهو يعلم عن الإجابة سُبحانه، بل لكي تعلموا أنه ما ظلم إبليس. وقال الله تعالى:
{قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) قَالَ فَالْحَقُّ والحقّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85)} صدق الله العظيم [ص].

وتبيّن لنا سبب صرف قلب إبليس عن تنفيذ أمر الله أنّه الكِبر الذي في نفس إبليس، ولذلك صرف الله قلبه فلم يسجد لما أمره الله، وكذلك الذين يتكبرون في الأرض بغير الحقّ يصرف الله قلوبهم عن الإيمان بآيات ربهم بسبب كبرهم. وقال الله تعالى:
{سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بغير الحقّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آية لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ (146)} صدق الله العظيم [الأعراف].

أفلا ترون أنّ الله لم يظلم إبليس ولا غيره من الذين صرف الله قلوبهم وأنه بسبب ظلم من أنفسهم واستهزائهم برسل ربهم "أهذا الذي بعث الله رسولاً!". فاتقوا الله يا قوم واعلموا أن الله لا يظلم أحداً وهو العدل وحين تجدون في القرآن:
{وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا أَشْرَكُوا} [الأنعام:107]، أو {وَلَوْ شَاءَ اللَّـهُ مَا فَعَلُوهُ} [الأنعام:137]؛ بمعنى أن لو يشاء الله بقدرته لهداهم، فلا يعجزه أن يهدي الناس جميعاً ولو لم ينيبوا إليه شيئاً، فإنه قادر أن يصرف قلوبهم فيأتي كُلَّ نفس هداها، إن الله على كُل شيء قدير، ولكن الله كتب أن لا يهدي إليه إلا من أناب ولم يستكبر عن الحقّ، وأما الذين يستكبرون فقد رأيتم كيف صنع الله بقلوبهم، أزاغها عن الحقّ لدرجة أن الله يريهم الحقّ ومن ثم يصرف الله قلوبهم عنه حتى لا يتبعوه، وهذا الصرف الشديد بسبب كبرهم بغير الحقّ. وقال الله تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بغير الحقّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آية لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً} صدق الله العظيم [الأعراف].

ويا معشر المؤمنين، لئن صدقتم أنّ الله هو الذي يصرف قلوب عباده من غير ظلمِ في أنفسهم فإنكم لخطاؤون وآثمون، ولو فعل الله ذلك لكان ظالماً لعباده، فاتقوا الله. وقال الله تعالى:
{تِلْكَ آيات اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ (108)} صدق الله العظيم [آل عمران].

وتصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا رَبُّكَ بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ} صدق الله العظيم [فصلت:46].

ولربّما يودّ أن يقول علم الجهاد أو قبيله نسيم: "ومن قال لك أننا وصفنا الله بالظلم؟" قاتلهم الله أنى يُؤفكون! وكان تأويلهم أن الله يصرف قلوب عباده من غير ظلم في أنفسهم، فقد وصفوا ربهم بالظلم، أفلا يعقلون؟ وقال الله تعالى:
{قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (27) قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلامٍ لِلْعَبِيدِ (29)} صدق الله العظيم [ق].

وأما الآيات المُحكمات البينات من أمّ الكتاب في فتوى الهدى فإنهن لسنا بحاجة لتأويل، فانظروا إليهن تجدون ظاهرهن كباطنهن واضحات بيِّنات، علمكم الله أن الهدى يأتي بعد الإنابة وصرف القلب أنه بسبب الاستكبار عن الحق، مثال قول الله تعالى:
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴿٥٩وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚأَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٦٠وَيُنَجِّي اللَّـهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦١اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿٦٢لَّهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّـهِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴿٦٣قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّـهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ﴿٦٤}صدق الله العظيم [الزمر].

فعلَّمكم الله أنّ الإنابة من العبد، ومن ثم يأتي الهدى من الله بصرف قلب عبده إلى الحقّ لتحقيق ما يريده عبده، وأما سبب صرف قلبه إلى الهدى نظراً لأنّ العبد رجع إلى ربه واستكان بين يديه، ولذلك يذيقهم الله من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون، أي لعلهم ينيبون إلى ربهم فيستكينون بين يديه ويتضرعون فيهديهم سواء السبيل. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (21)} صدق الله العظيم [السجدة].

أي لعلهم يرجعون ويتضرعون إلى ربهم فيستكينون بين يديه فيهدي قلوبهم إليه، وإذا لم يفعلوا فلن يُغني حتى العذاب الأدنى عن هداهم شيئاً، ولن يهتدوا إذاً أبداً بسبب عدم الرجعة إلى ربهم، وقالوا إنما هي كوارث طبيعية حتى يأتيهم عذاب الله الأكبر في نار جهنم فإذا هم فيه مُبلسون يائسون من رحمة ربهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76) حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77)} صدق الله العظيم [المؤمنون].

ويا علم الجهاد الطريد من رحمة الله، إنّي سوف أطلق عضويتك ليتبيّن للنّاس أمرك وأزيدهم وأزيدهم وأزيدهم تفصيلاً في علم الهدى مما زادني ربي من علمه، ولن تمكر إلا بنفسك، ولا أدري ما الله صانع بك، وأنت تعلم أنّي أعلمُ علم اليقين أنّك ولي للشيطان الرجيم، ويشهدُ الله من على عرشه العظيم أنّي ما ظلمتك شيئاً وأنك من اليهود من شياطين البشر، وليس حجب عضويتك عجزاً منا، كلا وربّ العالمين، وإنما أخاف أن يكون في أنصاري سماعون لكم فتضلوهم عن سواء السبيل، ولكني سوف أطلق عضويتك لتمحيص ما في قلوبهم، وسوف أحاجّ علم الشيطان الرجيم بالمُحكم البيّن في القرآن العظيم، فإن رأيتم أن علم الجهاد لم ينكرهن شيئاً وإنما ذهب إلى آياتٍ أُخر من اللاتي لا يزلنَ بحاجة للتأويل لكي يحاجّ بهن المحكم فقد علمتم أن في قلبه زيغاً عن الحقّ، وأما سبب فراره وقراره أن يعتزل الموقع هو لأني خوفته أنّ الله قد يمسخه إلى خنزير، فالأمر لله أيّها الطريد من رحمة الله، فإن شئت تستمر بحوارنا فإني سوف أطلق عضويتك وقبيلك نسيم ومن على شاكلتكم حتى يتبيّن للناس أمركم فيعلموا أنّكم من الذين قال الله عنهم:
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204)} صدق الله العظيم [البقرة].

الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
ـــــــــــــــــــــــــ

آخر تحديث: 01-12-2020 01:02 PM
16

أشهدُ لله أنّي من أولياء الله ورسولِه أُعادي من عاداه ووليٌّ لمن والاه..




- 16 -

الإمام ناصر محمد اليماني
06 - 02 - 1430 هـ
02 - 02 - 2009 مـ
11:49 مساءً
ــــــــــــــــــــ



أشهدُ لله أنّي من أولياء الله ورسولِه أُعادي من عاداه ووليٌّ لمن والاه..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
قال الله تعالى:
{الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32)} صدق الله العظيم [النجم].

وقال الله تعالى:
{فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} صدق الله العظيم [النور:61].
وغرّك يا نسيم الكلمة المُتشابهة في قول الله تعالى:
{فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} صدق الله العظيم [النجم:32]، وتقول إنّ المقصود الشخص نفسه أنْ لا يقول إنّي أخاف الله ولا يقول أنّه من أولياء الله ولا يقول أنّه من حزب الله ولا يقول أنّه مع الحقّ ولا يقول أنّه نبيٌّ ولا رسولٌ في زمن الأنبياء إذا كان حقاً نبياً ورسولاً ولا يقول أنه المهديّ المنتظر إذا كان الحقّ المبعوث من ربِّه! بحسب فتواك سارية المفعول وها أنت تُخالف فتواك فتزكي نفسك وتقول: "إني أخاف الله" وزكيت نفسك وخالفت فتواك الباطلة! والجميل منك أنّك خالفت فتواك الباطلة إلى الحقّ وقلت: "إني أخاف الله" وزكيّت نفسك بأنّك تخاف الله، ولا أنكر عليك شهادتك لنفسك ولكن الله أمرني أن لا أُزكّيك فأتّبعك بغير علمٍ ولا هدًى ولا كتابٍ منيرٍ. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} صدق الله العظيم [النجم:32].

أي أنّ الله أعلم بك من عبده، أم إنّك لا تعلم ما هي التزكيّة؟ إنّها الشهادة يا نسيم أنّ نسيم هذا رجل صالح وما دام يدعو إلى الاتّباع فلنتّبعه ولن أزكيك وأقول إنّك لا يمكن أن تفتري على الله كذباً فالله أعلم بك، ولم يأمرني الله أن أصدِّقك فأتّبعك لأني أراك من المُتقين؛ بل أقول لك ما أمرني الله به:
{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111].

وكذلك قول الله تعالى:
{قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إنْ تَتَّبِعُونَ إلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إلَّا تَخْرُصُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:148].
وغرك المُتشابه:
{فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} صدق الله العظيم [النجم:32]، وغرّك قوله {أَنفُسَكُمْ}، أفلا تعلم أنه يقصد بعضكم بعضاً ولا يقصد ذاتكم؟ وذلك لأنّ من الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا وهو ألدّ الخصام، فلا تتبعه ما لم يأتيك بعلمٍ وسلطانٍ من الرحمن.

وأما قول الله تعالى:
{فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} صدق الله العظيم [النور:61]، أي فإذا دخلتم بيوتاً فسلِّموا على أنفسِكم؛ أي أهلِها من أنفسِكم. وقال الله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ} صدق الله العظيم [التوبة:128].

إذاً معنى أنفسكم أي منكم، من بني جنسكم. وقال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا (64) فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا (65) وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (68)} صدق الله العظيم [النساء].

وإذا سألتك عن البيان لقوله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ} صدق الله العظيم [النساء:66].

فهل ترى أنّ الله أمرهم بقتل أنفسهم أم بقتل بعضهم بعضاً؟ أي اليهودي المؤمن إذا كان حقاً مؤمناً وخرج مع رسول الله وقاتل اليهود وهو صادق قلباً وقالباً فسوف يؤتيه الله أجراً عظيماً ويهديه صراطاً مُستقيماً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِّنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذاً لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّـا أَجْراً عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (68)} صدق الله العظيم [النساء].

ولا يأمر الله ولا رسوله أحداً بقتل نفسه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً (30)}صدق الله العظيم [النساء].

إذاً البيان الحقّ لقول الله تعالى:
{فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} صدق الله العظيم [النجم:32]؛ من المُتشابه ويظنّ الذين لا يعلمون أنه يقصد الشخص نفسه ولكنه يقصد بعضكم بعضاً فتقول بل الاتّباع بالعلم وليس لأنك تزكي إِمامَك وترى أنه تقي، كلا، بل بالعلم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36)} صدق الله العظيم [الإسراء].

وأما بالنسبة للمُباهلة فقد أعرض عنها نصارى نجران لأنهم يخشون أنّ مُحمداً رسول الله هو الحقّ من ربهم، وجميل منك أن تخاف الله، بمعنى أنّ فيه أملاً أن يهديك الله الصراط المُستقيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين.

وأما بالنسبة للتواطؤ فهو التوافق، بمعنى أنّ اسم محمد يوافق في اسم (ناصر محمد) وجعل الله موضع التوافق في اِسمي في اِسم أبي لكي يحمل الاسم الخبر وراية الأمر، ولم يجعل الله الحجّة في الاسم حتى ولو أنزل الله اِسمي في نَصّ القرآن ناصر محمد لما حاجَجْتكم به وذلك لأنكم سوف تحاجّونني من ذات القرآن وتقولون: "قال الله تعالى: {وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسمه أَحْمَدُ} صدق الله العظيم [الصف:6]، ومن ثم جاء اسمه محمد، إذا يا ناصر محمد اليماني حتى ولو كان اِسمك مذكوراً في القرآن فليست الحجّة لك علينا في الاسم، بل في العلم"، ومن ثم أقول: صدقتم برغم أنّ محمداً رسول الله هو ذاته أحمد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وله اِسمان في الكتاب، وإنّما لكي يعلم النصارى والمُسلمون واليهود أنّ الله لم يجعل الحجّة في الاسم بل في العلم.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ المنتظر ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــ

آخر تحديث: 02-10-2016 03:37 PM
17

خير ما جئت به في ردّك هو قول الله تعالى: {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ}..





- 17 -
الإمام ناصر محمد اليماني
07 - 02 - 1430 هـ
03 - 02 - 2009 مـ
01:44 صباحاً
ـــــــــــــــ



خير ما جئت به في ردّك هو قول الله تعالى: {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ}..

خيرُ ما جئتَ به في ردِّك هو قول الله تعالى:
{وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ} صدق الله العظيم [الحجرات:11]، أي لا يلمز بعضُكم بعضاً. فهل فهمت المقصود من قوله تعالى: {فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} صدق الله العظيم [النجم:32]؟ وكذلك المقصود في قول الله تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً} صدق الله العظيم [النور:61]؟ أي يسلمون على بعضهم بعضاً. وكذلك قول الله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ} صدق الله العظيم [التوبة:128]؛ أي من بني جنسكم، وهداك الله يا نسيم.

ويا رجل من أقصى المدينة يسعى، أستوصيك بنسيم خيراً، فارفق به واصبر عليه فإني أراه قريباً من الهدى وأقرب من الطريد بكثير، عسى الله أن يهديه سواء السبيل.
وسلامُ الله عليك أخي نسيم ورحمة الله وبركاته فأهلاً وسهلاً بك ضيفاً علينا في طاولة الحوار ولك الاحترام والتقدير، عسى الله أن يجعلك من الأنصار إنّه على كُل شيء قدير.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوك في دين الله الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ

آخر تحديث: 02-10-2016 03:38 PM
18

أمر إلى كافة أعضاء مجلس الإدارة..





- 18 -
الإمام ناصر محمد اليماني
06 - 02 - 1430 هـ
02 - 02 - 2009 مـ
08:12 مساءً
ـــــــــــــــــ



أمر إلى كافة أعضاء مجلس الإدارة ..


بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
هذا أمرٌ إلى كافة أعضاء مجلس الإدارة بعدم حذف بيانات الطريد وقبيله نسيم مهما كان فيها من الكُفر والمكر، فسوف يردّ عليهم المهديّ المنتظَر الإمام الثاني عشر من آل البيت المُطهر بالبيان الحقّ للذكر لكافة البشر، ومن أراد أن يتّبع الإمام المهديّ الحقّ فليتّبعه ومن أراد أن يتّبع من خالفه فليتّبعه، حتى إذا انتهى الحوار ولم يقنع أحدنا الآخر ومن ثم سوف أدعوهم للمُباهلة سوياً، فأدعو نفسي وأنصاري وهم يدعون أنفسهم أنصارهم ومن ثم نبتهل إلى الله فنجعل لعنة الله على الظالمين ومن ثم يحكم الله بيننا بالحقّ وهو أسرعُ الحاسبين.

وقد أطلقتُ عضويّاتهم وأمرتُ بعدم حجبهم وعدم حذف بياناتهم مهما كانت مُخالفة للحقّ، وذلك حتى يتبيّن للباحثين عن الحقّ أيُّنا على الحقّ وأيُّنا على الباطل شرط أن يجعلوا بياناتهم في القسم المُخصص لحوار العلماء ومختلف التيارات الدينية وليس التخبط في جميع الأقسام، وعنوان قسم الحوار يجدونه في الصفحة الرئيسية للموقع وقُضي الأمر.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــ

آخر تحديث: 02-10-2016 03:39 PM
19

{ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا }..





- 19 -
الإمام ناصر محمد اليماني
07 - 02 - 1430 هـ
03 - 02 - 2009 مـ
02:57 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ



{ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا }..

بسم الله عليه توكلت وعلى الله فليتوكل المؤمنون، وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وبعد..
ويا علم الجهاد، ما خطبك لا تفقه الحديث يا رجل؟ ولولا الله لما اهتدينا ولا صدقنا ولا صلينا ولن يغني عنا الاختيار والإنابة ما لم يأخذ الله بأيدينا فيهدي قلوبنا على صراطٍ مُستقيم.

ويا علم الجهاد حقيق لا أقول على الله غير الحقّ وحاشا لله أن يظلم أحداً وقد علمناك أنّ الهدى بيد الله وحده لا شريك له يهدي إليه من يُنيب، وأما الذي لا ينيب لربّه فلا يهدي قلبه. واتقِ الله يا رجل ولا تغالط في الحقّ البيِّن! أم إنّك لا تريد الناس أن ينيبوا إلى ربهم ليهدي قلوبهم؟ ومثل قولك كمثل قول الذين قالوا:
{سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلا آبَاؤُنَا وَلا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:148].
فهؤلاء يقولون لو كان هذا حقاً من عند الله لهدانا الله إليه ولما أشركنا نحن وآباؤنا كما تقولون لنا يا معشر الأنبياء ولا حرمنا من شيء، فانظر لرد الله عليهم:
{كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:148].

ويا علم الجهاد، لماذا بعث الله المُرسلين؟ إلا لإقامة الحجّة! فهدى الله الذين أنابوا وترك الذين لا يريدون الهدى في طغيانهم يعمهون، أم إنّك من القدريّين؟ يزني الرجل ويقول لو شاء الله ما زنيت وما زنيت إلا بمشيئة الله! فاتقِ الله، إنّ الله لا يأمر بالسوء والفحشاء، ويهدي إليه من يُنيب. وقد أقام الله على الناس الحجّة ببعث المُرسلين إليهم من ربهم ليهدي الله من يشاء الهدى من عباده إلى صراطٍ مُستقيم ويذر المُستكبرين عن الحقّ من ربهم في طغيانهم يعهمون وقال الله تعالى :
{وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُوًا} صدق الله العظيم [الكهف:56].

ويقول تعالى:
{وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:48].
ويقول تعالى:
{رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حجّة بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} صدق الله العظيم [النساء:165].

ويقول تعالى :
{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} صدق الله العظيم [البقرة:213].

وقال الله تعالى:
{أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ ﴿8﴾ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ ﴿9﴾ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} صدق الله العظيم [البلد].

ويا علم الجهاد، فهل إذا كفر الإنسان تقول إنّ الله أراد له الكفر حسب فتواك أنّها مشيئة الله؟ وقال الله تعالى:
{إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ} صدق الله العظيم [الزمر:7].

ويا علم الجهاد، إنك لم تفهم فتواي في شأن الهدى، وسبق وأن أفتيت إنّ المؤمن لا يستطيع أن يهدي قلبه شيئاً، فما هو الحل لكافة عباد الله؟ إنها الإنابة، وجعل الله تلك فتوى شاملة لكافة عباد الله في الملكوت كُلّه من كلّ جنسٍ، وإن لم يفعلوا فحتماً سوف يقولوا يوم القيامة لو أنّ الله هدانا لكنا من المُتقين، فما هي حجّة الله على عبده الذي لم يهدِ قلبه؟ هي عدم الإنابة.

ولي منك طلب يا علم الجهاد أنْ تبيّن لناصر محمد اليماني وأنصاره هذه الآية وتفصلها تفصيلاً لننظر تأويلك لها برغم وضوحها لأنّها من المُحكمات البيناتِ، ولكننا نريد من علم الجهاد بياناً لما جاء فيها من علم الهدى. وقال الله تعالى:
{وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (55) أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57)} صدق الله العظيم [الزمر].

فقد تبيّن لنا إنّ الهدى هدى الله، ولذلك قال الذي لم يهتدِ:
{لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}، إذاً ما هي حجّة الله على عبده الذي لم يهدِه؟ ولن آتيك بالجواب من رأسي من ذات نفسي بالظن الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؛ بل أقول إنّ حجّة الله على عبده الذي لم يهدِه هي عدم الإنابة. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54)} صدق الله العظيم [الزمر].

ويا علم الجهاد لا يجوز لك! الذي نبدأ به نعيده وأنت تعرض عنه وتحاجِج بسواه؛ بل اْتني ببيانٍ هو أحسن من بياني لهذه الآيات، أما إعراضك عنها وكأنك لم تسمعها فهذا لا يجوز لك إن كنت من الصادقين. وسلامٌ على المُرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين، وأرجو من الله أن يهديك إلى الصراط المُستقيم.

المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــــــ

آخر تحديث: 02-10-2016 03:40 PM
20

الردّ بالحقّ من علم الهُدى على علم الجهاد..



- 20 -

الإمام ناصر محمد اليماني
07 - 02 - 1430 هـ
03 - 02 - 2009 مـ
09:55 مساءً
ـــــــــــــــــــ



الردّ بالحقّ من علم الهُدى على علم الجهاد ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وآله الطيبين الطاهرين والتابعين للحقّ إلى يوم الدين، وبعد..
ويا علم الجهاد، إنّي الإمام المهديّ الحقّ حقيق لا أقول على الله غير الحقّ ولا أفتي بالظنِّ الذي لا يُغني من الحقّ، وعليه فإني أُشهد الله وكافة ملائكته وكافة الصالحين من عباده من كُل جنسٍ من الجنّ والإنس أنّي أكفر بافترائك على الله بغير الحقّ بفتواك التي يهتز منها عرش الرحمن من شدّة غضبه من قولك:
وكذلك الزاني فإنه لا يزني إلا إذا شاء الله وكتب الله عليه الزنا وليس أي مخلوق قادراً على الزنا إذا لم يكتب الله عليه بأن يزني فإن قلت بلى جعلت المخلوق قادراً على الخروج عن مشيئة الله ويفعل ما لا يشاءه الله
وسُبحان الله! إن هذه فتوى إثمها عظيم، ومقت الله أكبر من مقت عبده لك، وكيف تصف الزنا بإرادة الله؟ ولكن الله ينكر فتواك وافتراءك عليه. وقال الله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿27﴾ وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّـهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿28﴾ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ﴿29﴾ فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ اللَّـهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿30﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

ومن ثم أفتاكم الله إنّ السوء والفاحشة والقول على الله بما لا تعلم من أمر الشيطان وليس من أمر الرحمن. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} صدق الله العظيم [النور:21].

وقال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)} صدق الله العظيم [البقرة].

وذلك من وحي الشيطان وليس من وحي الرحمن وقال الله تعالى:
{وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:121].

وقال الله تعالى:
{الله وَلِيُّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:257].

وقال الله تعالى:
{إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ} صدق الله العظيم [الأعراف:30].

وقال الله تعالى:
{الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم} صدق الله العظيم [البقرة:268].

وقال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (169)} صدق الله العظيم [البقرة].

أم إنّك لا تعلم ما هي مشيئة الله؟ أي ما يشاءُه الله سُبحانه. فكيف يشاء الله لعباده الكفر والزنا والسوء؟ سُبحانه وتعالى علواً كبيراً! بل لو شاء الله ما فعلوا ذلك، ولكن ليس كما فتواك؛ بل الحقّ أن لو يشاء الله ما فعلوا ذلك، وليس إنّ الله شاء ذلك الفعل سبحانه؛ بل لو يشاء ما فعلوا ذلك ولو يشاء لجعل الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيمٍ. أما أعمال السوء فلا يشاء الله فعلها ولا يُحبّها ولا يرضاها ولو شاء لما فعلوا ذلك ولهداهم فلا يفعلون ذلك. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنس والجنّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:112].

فأين الهدى يا علم الجهاد وأنت تنسب السوء والفحشاء أنّها بمشيئة الله كما يشاء؟ سُبحانه وتعالى علواً كبيراً! وأفتيناك بالحقّ إن كنت تريد الحق:
إنّ الله لو يشاء لهدى الناس جميعاً فلا يعجزه ذلك، ولكن الله جعل ناموس الهدى أنه يهدي من يشاء الهدى من عباده. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [النحل:93]؛ أي من يشاء الهدى من عباده.

وأما الذين لا يشاءون الهدى فيذرهم في طغيانهم يعمهون، ولا تستطيع أن تُنكر هذه الآية والتي أوردها علم الجهاد وأتانا بها من مُحكم القرآن ثم أوّلها بغير الحقّ وهي قول الله تعالى:
{وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [النحل:93].

وفي هذه الآية المُحكمة بيّنَ الله لكم المشيئة الربانيّة أنّه لو يشاء لجعلكم أمّةً واحدةً على الهدى ولكن
يضلُّ من يشاء الضلال منكم ويهدي من يشاء الهُدى منكم. تصديقاً لقول الله تعالى: {اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

ومعنى قوله تعالى:
{اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ}؛ أي من يشاء الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى: {والَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} صدق الله العظيم [العنكبوت:69]؛ تصديقاً لقول الله تعالى: {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} صدق الله العظيم [الشورى:13].

تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} صدق الله العظيم [الرعد:27]؛ أي من أبى أن يتبع سبيل الحقّ أضلّه الله على علمٍ منه أنّ عبده لا يشاء الهدى ويهدي إليه من يُنيب، وما كان الله ليضلّ قوماً بعد إذ هداهم حتى يُبيّن لهم ما يتّقون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (115)} صدق الله العظيم [التوبة].

ويا علم الجهاد، أشهدُ الله شهادة الحقّ اليقين أنّ الهدى بيد الله وحده لا شريك له. وقال الله تعالى:
{قُلْ فَلِلَّـهِ الحجّة الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿149﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

فتدبر قول الله تعالى:
{قُلْ فَلِلَّـهِ الحجّة الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿149﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

فما هي حجّة الله على العباد الذين لم يهدِهم الله من الذين سيقولون يوم القيامة: "لو أنّ الله هداني"؟ وهذه حجّة العبد على الربّ أنّه لم يهدِهِ. ولكن ما هي حجّة الله البالغة على العبد؟ وإليك الفتوى بالحقّ:
إنّها عدم الإنابة إلى ربِّه الذي بيده الهدى وحده لا شريك له. فتلك هي حجّة الله البالغة على عباده الذين لم يهدِهم إلى الصراط المُستقيم.

ويا علم الجهاد إنّه بالعقل والمنطق إذا كان الله يُريد لعباده الكفر فأزاغ قلوبهم ليكفروا به من غير ظلمٍ واستكبار من عند أنفسهم، إذاً فالله ظالمٌ حسب فتواك يا علم الجهاد! ولكنّ الله ينفي أنّه يريد الكُفر لعباده ولا يرضاه لهم أبداً. وقال الله تعالى:
{إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} صدق الله العظيم [الزمر:7].

وإذا كان الله يشاء لعباده الذين كفروا الكفر ومن غير ظلمٍ من أنفسهم وكذلك الذين شاء الله لهم الهدى من غير سبب من أنفسهم فلِمَ يُحاسب الله عباده بشيء ليس لهم فيه من الأمر شيئاً؟ سبحانه! بل جعل لهم المشيئة الاختياريّة من عند أنفسهم لمن شاء منهم أن يستقيم، ولكن السؤال هو: هل هذا العبد الذي يشاء أن يستقيم سوف يستطيع أن يُحقق إشاءته من التمني إلى الفعل على الواقع الحقيقي؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ ربّ العالمين (29)}صدق الله العظيم [التكوير]. فالمهم والأساس هو تحقيق المشيئة، فإذا لم يشأ الله تحقيق المشيئة على الواقع فلن تغني عني مشيئتي شيئاً أبداً.

ومُشكلة الذين لا يعلمون أنهم لم يفهموا بيان هذه الآية كما أنزلها الله بالحقّ وهي قول الله تعالى:
{إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿27﴾ لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ ﴿28﴾ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّـهُ ربّ العالمين ﴿29﴾} صدق الله العظيم [التكوير]؛ فلَمَا تفرِّقون بين المشيئتين وهي مشيئة العبد ومشيئة الربّ، فانظروا للفتوى الحقّ أنّه يوجد في هاتين الآيتين مشيئتان إحداهما بيد العبد والأخرى بيد الربّ، فأمّا مشيئة العبد فقد جعل الله له عقلاً يتفكر به ومن ثم يتخذ قراره، فإذا كان قراره عليه غمةً بعد أن فكّر وقدّر فقتل كيف قدر ومن ثم يزيده كفراً إلى كفره ويلعنه ويعذبه بالحقّ عذاباً مُهيناً، ولن يجد له من دون الله ولياً ولا نصيراً. وأما إذا فكّر العبد فأجابه العقل والمنطق الذي جهزّه الله به أنّ الذي خلقه وصوّره في أيّ صورة ما شاء ركّبَه هو أولى بعبادته عما دونه، حتى إذا اتخذ قرار الاستقامة فهنا ليس إلا تمنيّاً ولا يستطيع أن يحقق منها شيئاً على الواقع الحقيقي إلا أن يشاء الله فيهدي قلبه إلى تحقيق الفعل مهما علم ومهما قرر ومهما آمن حتى ولو يتيقن أنّ الله حقٌ ورسوله حقٌ والبعث حقٌ والنار حقٌ والجنة حقٌ، ومع علمه علم اليقين بذلك تجد كثيراً من المُسلمين لا يُصلّون ولا يُزكّون ولا يعملون الصالحات، فهل أغنى عنهم علمهم؟ بل تراهم على صراط الكافرين؛ بل مُصيبتهم أعظم من مُصيبة الكافر الذي لا يعلم، وإن كنت لا تعلم فتلك مُصيبةٌ وإن كنت تعلم فالمُصيبة أعظمُ. والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا يستطيعون أن يهتدوا فيمشوا على صراطٍ مُستقيمٍ؟ إنها عدم الإنابة إلى الربّ يا علم الجهاد، لأنهم لم يشاءوا أن يستقيموا؛ بل يقولون: "لو شاء الله لهدانا إلى الصراط المُستقيم ذلك لأن الله يهدي من يشاء". ومن ثم يزيدهم فهمهم الخاطئ وتفسيرهم الخاطئ للقرآن رجساً إلى رجسهم فيموتون وهم كافرون، حتى وإن كانوا مُسلمين فلم يصدقوا إسلامهم بالعمل على الواقع الحقيقي. وأذكركم بقول الله تعالى: {قُلْ فَلِلَّـهِ الحجّة الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿149﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

وهذا ردٌ على الذين يقولون لو شاء الله لصلّيت واتّقيت، ولكن الله لم يشأْ لي ذلك (افتراءً على الله)، بل العبد لم يشأ الهدى فينيب إلى ربه ليهدي قلبه، أما لو يشاء الله بقدرته أن يهديه بلا سبب منه فنقول: بلى إنّ الله على كُل شيء قدير تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ فَلِلَّـهِ الحجّة الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿149﴾}صدق الله العظيم [الأنعام]، ولكنه يهدي من يشاء الهدى إلى صراط مُستقيم.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
المُفتي بالحقّ علم الهدى الحقّ؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــ

آخر تحديث: 26-12-2020 11:00 AM