الموضوع: الفِرقَة النّاجِيَة هم الذين كانوا على ما كان عليه محمدٌ رسول الله والذين معه قلبًا وقالبًا

1

الفِرقَة النّاجِيَة هم الذين كانوا على ما كان عليه محمدٌ رسول الله والذين معه قلبًا وقالبًا ..

الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
07 - شوّال - 1429 هـ
07 - 10 - 2008 مـ
12:38 صباحًا
(بحسب التّقويم الرّسميّ لأمّ القُرى)
______________



الفِرقَة النّاجِيَة هم الذين كانوا على ما كان عليه محمدٌ رسول الله والذين معه قلبًا وقالبًا ..


بِسْم الله الرّحمن الرّحيم، وسَلامٌ على المُرسَلين، والحمد لله ربّ العالَمين، وبعد..

أخي الكريم عليك أن تعلم بأنّ الفِرقَة النّاجية هم الذين كانوا على ما كان عليه محمدٌ رسول الله والذين معه قلبًا وقالَبًا يَعبُدون الله لا يُشركون به شيئًا، تصديقًا لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّـهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّـهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [التحريم].

وتصديقًا لقول الله تعالى: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿١٢﴾} صدق الله العظيم [الحديد].

ولكن عليك أن تعلم إنّما النّور يَنبعثُ مِن القلب السّليم فيكون ظاهريًّا يوم القيامة يوم تُبلى السَّرائر لكشفِ حقائق الناس، وأما الذين يُشركون بالله تَرى وجوهم مُسوَّدةً كأنما أُغشِيَت وجوههم قطعًا مِن الليل مُظلمًا.

إذًا الطّائفة النّاجيَة هم الذين يأتون يوم القيامة لا يُشرِكون بالله شيئًا، يوم لا يَنفعُ مالٌ ولا بنونٌ إلا مَن أتى الله بقلبٍ سليمٍ مِن الشِّرك لأنّ الشِّرك ظلمٌ عظيمٌ، وكذلك يأتون تائبين لله متابًا، وهؤلاء يوجدون في جميع الفِرَق الإسلاميّة.

وأصحاب النار كذلك يوجدون في جميع الفِرَق، ولا يَقصِدُ أنه مَذهبٌ كما يَزعَمون وأنّ أصحابه هم النّاجون وباقي المسلمين في النار! كَلّا كَلّا؛ بل الطّائفة النّاجيّة توجد في جميع المذاهب الإسلاميّة، وهم الذين جاءوا إلى ربّهم بقلوبٍ سليمةٍ تائبةٍ منيبةٍ لا يُشرِكون بالله شيئًا بِغضِّ النّظر عن الأخطاء المَذهبِيّة فذلك شيءٌ يُحاسِبُ الله به العلماء حصريًّا مِن دون التّابعين الذين لم يَنفِروا لطلبِ العِلم وليسوا بعلماء، وإذا سألوا عُلماءهم عن مسألةٍ فإنّهم لا يَطلبُون منهم البُرهان على الفتوى بل يَطلبُها طَلبةُ العِلم، وأما السّائل مِن الناس العامّة فإنّما يَسأل وبعد الفتوى يَذهب، ومَن حمَّلها عالِمًا خرج مِن بَلاها سالمًا، فإن كانت فتوى وزرٍ تَحَمَّلَ الوِزرَ مَن أفتى، وله وِزرُها ووزرُ مَن عَمِل بها، ومَن قال لا أعلم فقد أفتى وأعطاه الله أجر مُفْتٍ وكأنّه أفتى.

فكيف تظنّون الطّائفة النّاجية أنها جماعةُ مَذهبٍ ما مِن بين الطّوائف الإسلاميّة؟ وإنكم لخاطِئون؛ بل هم الذين لا يُشرِكون بالله شيئًا ويوجَدون في كلّ المَذاهب الإسلاميّة، وكذلك أصحاب النار يوجَدون في جميع الفِرَق الإسلاميّة إضافةً إلى الكافرين، تصديقًا لقول الله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾} صدق الله العظيم [يوسف].

إذًا النّاجون هم الذين لا يُشركون بالله شيئًا ويُوجَدون في جميع الطّوائف، وأمّا غير النّاجين مِن عذاب الله هم الذين يُشرِكون بالله ولم يأتوا ربّهم بقلوبٍ سليمةٍ، تصديقًا لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا ﴿٤٨﴾} صدق الله العظيم [النساء].

وتصديقًا لقول الله تعالى: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

إذًا النّاجون هم الذين لا يُشرِكون بالله شيئًا وهم له عابدون، وأمّا المُعذَّبُون فهم الذين أشرَكوا بربّهم فحَبِطَ عَملهم وهم في الآخرة لمِن الخاسرين.

وقُضِيَ الأمر الذي فيه تَستَفتِي.
وسَلامٌ على المُرسَلِين، والحمدُ لله ربّ العالَمين..

وأما الصُّوَر والتَّماثيل فلا حرامَ فيها إلا ما كان فيها فجورٌ وفتنةٌ كمِثل الصُّوَر ذاتِ العَورَة، وكان نبيّ الله سليمان يَستَخدِم التَّماثيل مِن ضِمنِ الزِّينة، وإنّما تمّ تَحطيمُها في بداية الدَّعوة الإسلاميّة لأنها كانت تُعبَدُ مِن دون الله، وأمّا صِناعتُها لمُجرَّد الزِّينة فلا حرجَ في ذلك.

وأمَّا السَّجائر المُؤذِيَة لصاحبِها وللرُّكاب في السَّيارات فإنها سُمٌ، فهل يُحِبّ أحدُكم أن يَتجرَّع السُّم؟ وما أحَلَّ الله لكم أن تُؤذُوا مَن يُسافِر مَعكم أو يَجلس بجِوارِكم؛ فلا يقومُ إلّا وهو يتألّم مِن الصُّداع مِن رأسه مِن جَرّاء المُدخِّنين. وهذه فَتوانا لأصحاب السَّجائر، فإنه سُمٌّ يتجرّعه المُدَخِّنون ومُؤذٍ للآخرين، مَكْروهٌ مَكْروهٌ مَكْروه.

وسَلامٌ على المُرسَلِين، والحمد لله ربّ العالمين..
الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
______________
آخر تحديث: 14-09-2022 12:56 PM