- 11 -
الإمام ناصر محمد اليماني
18 - 10 - 1430 هـ
07 - 10 - 2009 مـ
09:45 مساءً
ـــــــــــــــــــــ
وما دعاكم محمدٌ رسول الله إلى حبّه أكثر من ربّه؛ بل دعاكم إلى ما دعاكم إليه كافة الأنبياء والمرسلين أن:
اعبدوا الله وحده لا شريك ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله التوابين المتطهرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين. قال الله تعالى: {وَقُلِ الحقّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} صدق الله العظيم [الكهف:٢٩].
يَا أيُّها الذين آمنوا بالله ربّ العالمين ويا معشر عباد الله أجمعين من الجنّ والإنس ومن كلّ جنسٍ، إنّي الإمام المهديّ أدعوكم إلى ما دعاكم إليه كافة رُسل الله من الجنّ والإنس إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ومن كان يؤمن بالله الذي لا إله غيره ولا معبود سواه فليتّقِ الله ولا يجعل التّنافس في حبِّ الله وقُربه حصريّاً لملائكة الرحمن أو لرسُل الله من الإنس والجانّ؛ بل فليستجِبْ لأمر الله في مُحكم كتابه إلى كافة عبيده المؤمنين جميعاً في السماوات والأرض أن يتّقوا الله فيبتغوا إليه الوسيلة أيّهم أحبّ وأقرب، وأمركم الله بذلك في مُحكم كتابه القرآن العظيم، وقال الله تعالى: {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:٣٥].
ولم يأمركم الله أن تتّخذوا الأنبياء والرسل والصالحين المكرّمين أرباباً من دون الله فتدعونهم من دونه ليشفعوا لكم وإنّما هم عباد أمثالكم؛ بل أمركم الله أن تحذوا حذوهم فتتنافسوا على حبِّه وقربه، وعلَّمكم الله في مُحكم كتابه أنهم عبادٌ لله أمثالكم استجابوا لأمر الله بالتقوى بالتنافس على الله أيّهم أحبّ وأقرب دون أن يفضلوا بعضهم بعضاً ليكون أحبّ منهم إلى الله وأقرب.
وأقسم بالله العظيم إنّ الذين يفضِّلون أنبياءهم ورسلهم أن يكونوا أحبّ إلى الله منهم وأقرب أنّهم قد أشركوا بالله وأحبّوا أنبياءهم أكثر من ربّهم، ولذلك فضّلوهم أن يكونوا هم أحبّ إلى الله وأقرب، وأقسم بالله العظيم أنّ الذين يفضلون المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني أن يكون هو أحبّ إلى الله وأقرب منهم إلى ربّهم أنهم قد أشركوا بالله وأحبّوا المهديّ المنتظَر أكثر من ربّهم ولن أغني عنهم من الله شيئاً.
ويا معشر كافة علماء أمّة الإسلام وأتباعهم، إني أدعوكم إلى عبادة الله كما ينبغي أن يُعبد وإذا لم تجيبوا دعوة الحقّ من ربكم في عبادة الله وحده لا شريك له بالتنافس على حُبِّ وقربه فإنكم بالله مشركين، فاستجيبوا لأمر الله في مُحكم كتابه القرآن العظيم: {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:٣٥].
وما يقصد الله تعالى بأمره: {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم؟ وآتيكم بالبيان الحقّ لأمره بالتقوى فيأمركم أن تبتغوا إليه الوسيلة كسببٍ للتنافس على حبِّه وقربه، وكّل عبد خلقه الله لعبادته فيتمنّى أن يكون هو أحبّ عبدٍ إلى الله وأقرب فيبتغي إليه الوسيلة، فلا تعبدوا أنبياءه ورسله من دونه وبيَّن الله لكم إنّما هم عبادٌ لله أمثالكم استجابوا لأمر الله في محكم كتابه، فاعبدوا الله وحده لا شريك له وابتغوا إليه الوسيلة أيُّهم أحبّ وأقرب. وقال الله تعالى: {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أقرب وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].
ولكن للأسف إنّ المشركين بالله سوف يستنكرون على الإمام المهديّ دعوة الحقّ من ربّهم فيقولون: "فكيف تزعم إنك تُريد أن تكون أقرب إلى الله من محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم! بل أنت كذاب أشِر ولست المهديّ المُنتظر". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ بالحقّ وأقول: أشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّي أحبّ جدّي محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أكثر من نفسي ولن أرضى أن أكون أرفع منه درجة في جنّات النّعيم، وأقول اللهم آتِ جدّي محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الدرجة العالية الرفيعة في الجنة". وعليه فإنّي أشهدكم وكفى بالله شهيداً إن فُزت بالدرجة العالية في جنّة النّعيم في الكتاب ثم أنفقتها كوسيلةٍ إلى ربّي في التنافس في حبِّ الله وقربه، ولكنّي لو أفضل جدّي محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أن يكون هو أحبّ مني إلى الله وأقرب فقد أصبح حبّي لجدي محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أكثر من حبّي لربّي ثم لا يُغني عني محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- من ربّي شيئاً، فلئن فعلت فقد أصبحت مشركاً بالله لو أحببت محمداً عبده ورسوله أكثر منه وفَضَّلته في حبِّ الله وقربه، ويا سبحان الله العظيم! وأقسم بالله الذي لا إله غيره ولا معبود سواه أنّ من أحبّ أيَّ عبدٍ من أنبياء الله أكثر من الله فإنه قد جعل لله أنداداً في الحُبّ فأحبّهم بالحبّ الأكبر في قلبه الذي لا ينبغي إلا أن يكون لربّه وأشرك بالله ربّه. وقال الله تعالى: {وَمِنَ النّاس مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ} صدق الله العظيم [البقرة:١٦٥].
وما دعاكم محمد رسول الله إلى حبّه أكثر من ربّه بل دعاكم إلى ما دعاكم إليه كافة الأنبياء والمرسلين أن اعبدوا الله وحده لا شريك له فتتقونه فتتنافسون كمثل أمثالكم الذين يتنافسون على ربّهم أيّهم أقرب إلى ربّه. وقال الله لكم على لسان رسوله: {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:٣٥].
ثم علّمكم الله إنّما الوسيلة سببٌ لابتغاء التنافس في حبّه وقربه أيُّكم أقرب إلى الله يا عباد الله ولكنّكم جعلتم الوسيلة بالتنافس في حبِّه وقربه حصريّاً لأنبيائه ورسله والمقربين من عباده وترجون منهم أن يشفعوا لكم بين يدي الله سبُحانه. وقال الله تعالى: {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أقرب وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].
فلماذا تأبون دعوة المهديّ المنتظَر الحقّ إلى عبادة الله وحده لا شريك له الذي يأمركم بما أمركم الله به ورسوله أن تتّقوا الله وتبتغوا إليه الوسيلة أيُّكم أقرب كمثل عباد الله في السماوات والأرض يعبدون الله وحده لا شريك له ويبتغون إليه الوسيلة أيّهم أحبّ وأقرب إلى ربّهم إن كنتم إياه تعبدون.
ويا معشر علماء أمّة الإسلام، من ذا الذي يحاجّ المهديّ المنتظَر في حقيقة دعوته الحقّ إلا هيّمنتُ عليه بسلطان العلم وآتيه بالحكم الحقّ من مُحكم الكتاب الحُكم الحقّ الذي يفقهه عالمكم وجاهلكم حتى لا تكون الحجّة لكم على الله، وإليكم الحُكم الحقّ في حقيقة الدعوة إلى الله من محكم كتاب الله أن تتنافسوا في حبِّ الله وقربه استجابة لأمر الله في محكم كتابه. وقال الله تعالى: {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:٣٥].
وأمركم أن لا تدعوا عباده من دونه فتعبدونهم ليقربوكم إلى الله زُلفى فيشفعوا لكم بين يديه حسب زعمكم، وقال الله تعالى: {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أقرب وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].
ومحمد رسول الله من المنافسين على حبّ الله وقربه ودعاكم إلى اتِّباعه فتعبدون الله وحده لا شريك له فتنافسون عباده في حبِّ الله وقربه إن كنتم تحبّون الله بالحُبّ الأكبر في قلوبكم من كافة عبيده أجمعين فالحبّ هو الغيرة، ومن لم يحبّ الله فلن يَغير عليه من عباده الآخرين، وقال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:٣١].
وذلك لأنّ محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ينافس عباد الله أجمعين أيّهم أحبّ وأقرب، فمن كان يحبّ الله فليتّبع محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فينافس عباد الله في حبِّ الله وقربه فيحبه الله ويقربه، ولذلك. قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:٣١].
وعليه فقد قرّرنا رفع الحظر عن كافة المحظورين عن الحوار في طاولة الحوار لننظر من ذا الذي سوف يلجم ناصر محمد اليماني في حقيقة ما يدعوكم إليه سواء محمود المصري أو من الكفرة الفجرة أو من علماء الأمّة أو من اليهود أو من المسلمين العامة أو من النّاس أجمعين، وقد جئتكم بالبرهان المُبين لأني من الصادقين، وأقول لجميع من يعارض دعوتي إلى الحقّ في عبادة الله وابتغاء الوسيلة للتنافس في حبِّ الله وقربه؛ أقول لهم قد أتيتكم بالبُرهان المُبين لأنّي من الصادقين، وأقول لكم ما أمرنا الله أن نقوله لكم: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111].
وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
خليفة الله عبد النّعيم الأعظم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
_______________
الإمام ناصر محمد اليماني
18 - 10 - 1430 هـ
07 - 10 - 2009 مـ
09:45 مساءً
ـــــــــــــــــــــ
وما دعاكم محمدٌ رسول الله إلى حبّه أكثر من ربّه؛ بل دعاكم إلى ما دعاكم إليه كافة الأنبياء والمرسلين أن:
اعبدوا الله وحده لا شريك ..
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله التوابين المتطهرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدّين. قال الله تعالى: {وَقُلِ الحقّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا} صدق الله العظيم [الكهف:٢٩].
يَا أيُّها الذين آمنوا بالله ربّ العالمين ويا معشر عباد الله أجمعين من الجنّ والإنس ومن كلّ جنسٍ، إنّي الإمام المهديّ أدعوكم إلى ما دعاكم إليه كافة رُسل الله من الجنّ والإنس إلى عبادة الله وحده لا شريك له، ومن كان يؤمن بالله الذي لا إله غيره ولا معبود سواه فليتّقِ الله ولا يجعل التّنافس في حبِّ الله وقُربه حصريّاً لملائكة الرحمن أو لرسُل الله من الإنس والجانّ؛ بل فليستجِبْ لأمر الله في مُحكم كتابه إلى كافة عبيده المؤمنين جميعاً في السماوات والأرض أن يتّقوا الله فيبتغوا إليه الوسيلة أيّهم أحبّ وأقرب، وأمركم الله بذلك في مُحكم كتابه القرآن العظيم، وقال الله تعالى: {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:٣٥].
ولم يأمركم الله أن تتّخذوا الأنبياء والرسل والصالحين المكرّمين أرباباً من دون الله فتدعونهم من دونه ليشفعوا لكم وإنّما هم عباد أمثالكم؛ بل أمركم الله أن تحذوا حذوهم فتتنافسوا على حبِّه وقربه، وعلَّمكم الله في مُحكم كتابه أنهم عبادٌ لله أمثالكم استجابوا لأمر الله بالتقوى بالتنافس على الله أيّهم أحبّ وأقرب دون أن يفضلوا بعضهم بعضاً ليكون أحبّ منهم إلى الله وأقرب.
وأقسم بالله العظيم إنّ الذين يفضِّلون أنبياءهم ورسلهم أن يكونوا أحبّ إلى الله منهم وأقرب أنّهم قد أشركوا بالله وأحبّوا أنبياءهم أكثر من ربّهم، ولذلك فضّلوهم أن يكونوا هم أحبّ إلى الله وأقرب، وأقسم بالله العظيم أنّ الذين يفضلون المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني أن يكون هو أحبّ إلى الله وأقرب منهم إلى ربّهم أنهم قد أشركوا بالله وأحبّوا المهديّ المنتظَر أكثر من ربّهم ولن أغني عنهم من الله شيئاً.
ويا معشر كافة علماء أمّة الإسلام وأتباعهم، إني أدعوكم إلى عبادة الله كما ينبغي أن يُعبد وإذا لم تجيبوا دعوة الحقّ من ربكم في عبادة الله وحده لا شريك له بالتنافس على حُبِّ وقربه فإنكم بالله مشركين، فاستجيبوا لأمر الله في مُحكم كتابه القرآن العظيم: {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:٣٥].
وما يقصد الله تعالى بأمره: {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} صدق الله العظيم؟ وآتيكم بالبيان الحقّ لأمره بالتقوى فيأمركم أن تبتغوا إليه الوسيلة كسببٍ للتنافس على حبِّه وقربه، وكّل عبد خلقه الله لعبادته فيتمنّى أن يكون هو أحبّ عبدٍ إلى الله وأقرب فيبتغي إليه الوسيلة، فلا تعبدوا أنبياءه ورسله من دونه وبيَّن الله لكم إنّما هم عبادٌ لله أمثالكم استجابوا لأمر الله في محكم كتابه، فاعبدوا الله وحده لا شريك له وابتغوا إليه الوسيلة أيُّهم أحبّ وأقرب. وقال الله تعالى: {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أقرب وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].
ولكن للأسف إنّ المشركين بالله سوف يستنكرون على الإمام المهديّ دعوة الحقّ من ربّهم فيقولون: "فكيف تزعم إنك تُريد أن تكون أقرب إلى الله من محمدٍ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم! بل أنت كذاب أشِر ولست المهديّ المُنتظر". ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ بالحقّ وأقول: أشهدُ لله شهادة الحقّ اليقين أنّي أحبّ جدّي محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أكثر من نفسي ولن أرضى أن أكون أرفع منه درجة في جنّات النّعيم، وأقول اللهم آتِ جدّي محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- الدرجة العالية الرفيعة في الجنة". وعليه فإنّي أشهدكم وكفى بالله شهيداً إن فُزت بالدرجة العالية في جنّة النّعيم في الكتاب ثم أنفقتها كوسيلةٍ إلى ربّي في التنافس في حبِّ الله وقربه، ولكنّي لو أفضل جدّي محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أن يكون هو أحبّ مني إلى الله وأقرب فقد أصبح حبّي لجدي محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- أكثر من حبّي لربّي ثم لا يُغني عني محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- من ربّي شيئاً، فلئن فعلت فقد أصبحت مشركاً بالله لو أحببت محمداً عبده ورسوله أكثر منه وفَضَّلته في حبِّ الله وقربه، ويا سبحان الله العظيم! وأقسم بالله الذي لا إله غيره ولا معبود سواه أنّ من أحبّ أيَّ عبدٍ من أنبياء الله أكثر من الله فإنه قد جعل لله أنداداً في الحُبّ فأحبّهم بالحبّ الأكبر في قلبه الذي لا ينبغي إلا أن يكون لربّه وأشرك بالله ربّه. وقال الله تعالى: {وَمِنَ النّاس مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ} صدق الله العظيم [البقرة:١٦٥].
وما دعاكم محمد رسول الله إلى حبّه أكثر من ربّه بل دعاكم إلى ما دعاكم إليه كافة الأنبياء والمرسلين أن اعبدوا الله وحده لا شريك له فتتقونه فتتنافسون كمثل أمثالكم الذين يتنافسون على ربّهم أيّهم أقرب إلى ربّه. وقال الله لكم على لسان رسوله: {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:٣٥].
ثم علّمكم الله إنّما الوسيلة سببٌ لابتغاء التنافس في حبّه وقربه أيُّكم أقرب إلى الله يا عباد الله ولكنّكم جعلتم الوسيلة بالتنافس في حبِّه وقربه حصريّاً لأنبيائه ورسله والمقربين من عباده وترجون منهم أن يشفعوا لكم بين يدي الله سبُحانه. وقال الله تعالى: {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أقرب وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].
فلماذا تأبون دعوة المهديّ المنتظَر الحقّ إلى عبادة الله وحده لا شريك له الذي يأمركم بما أمركم الله به ورسوله أن تتّقوا الله وتبتغوا إليه الوسيلة أيُّكم أقرب كمثل عباد الله في السماوات والأرض يعبدون الله وحده لا شريك له ويبتغون إليه الوسيلة أيّهم أحبّ وأقرب إلى ربّهم إن كنتم إياه تعبدون.
ويا معشر علماء أمّة الإسلام، من ذا الذي يحاجّ المهديّ المنتظَر في حقيقة دعوته الحقّ إلا هيّمنتُ عليه بسلطان العلم وآتيه بالحكم الحقّ من مُحكم الكتاب الحُكم الحقّ الذي يفقهه عالمكم وجاهلكم حتى لا تكون الحجّة لكم على الله، وإليكم الحُكم الحقّ في حقيقة الدعوة إلى الله من محكم كتاب الله أن تتنافسوا في حبِّ الله وقربه استجابة لأمر الله في محكم كتابه. وقال الله تعالى: {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:٣٥].
وأمركم أن لا تدعوا عباده من دونه فتعبدونهم ليقربوكم إلى الله زُلفى فيشفعوا لكم بين يديه حسب زعمكم، وقال الله تعالى: {أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ ربّهم الْوَسِيلَةَ أيّهم أقرب وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ ربّك كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:٥٧].
ومحمد رسول الله من المنافسين على حبّ الله وقربه ودعاكم إلى اتِّباعه فتعبدون الله وحده لا شريك له فتنافسون عباده في حبِّ الله وقربه إن كنتم تحبّون الله بالحُبّ الأكبر في قلوبكم من كافة عبيده أجمعين فالحبّ هو الغيرة، ومن لم يحبّ الله فلن يَغير عليه من عباده الآخرين، وقال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:٣١].
وذلك لأنّ محمداً رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- ينافس عباد الله أجمعين أيّهم أحبّ وأقرب، فمن كان يحبّ الله فليتّبع محمد رسول الله -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فينافس عباد الله في حبِّ الله وقربه فيحبه الله ويقربه، ولذلك. قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} صدق الله العظيم [آل عمران:٣١].
وعليه فقد قرّرنا رفع الحظر عن كافة المحظورين عن الحوار في طاولة الحوار لننظر من ذا الذي سوف يلجم ناصر محمد اليماني في حقيقة ما يدعوكم إليه سواء محمود المصري أو من الكفرة الفجرة أو من علماء الأمّة أو من اليهود أو من المسلمين العامة أو من النّاس أجمعين، وقد جئتكم بالبرهان المُبين لأني من الصادقين، وأقول لجميع من يعارض دعوتي إلى الحقّ في عبادة الله وابتغاء الوسيلة للتنافس في حبِّ الله وقربه؛ أقول لهم قد أتيتكم بالبُرهان المُبين لأنّي من الصادقين، وأقول لكم ما أمرنا الله أن نقوله لكم: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:111].
وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
خليفة الله عبد النّعيم الأعظم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.
_______________