الموضوع: سلسلة حوارات الإمام في منتديات أشراف أونلاين

11

مواصلة الحوار في الرابطة العلميّة العالميّة للأنساب الهاشميّة ..

- 11 -
الإمام ناصر محمد اليماني
25 - 01 - 1432 هـ
01 - 01 - 2011 مـ
05:27 صباحاً

[ لمتابعة رابط المشاركة الأصليّة ]
https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=10969
ـــــــــــــــــــــــ



مواصلة الحوار في الرابطة العلميّة العالميّة للأنساب الهاشميّة ..

بسم الله الرحمن الرحيم
{
إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦} صدق الله العظيم [الأحزاب]. اللهم صلِّ وسلم وبارك على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله الأطهار ما تعاقب الليل والنهار عداد ثواني الدهر والشهر إلى اليوم الآخر، أما بعد..

وهذا ردّ المهديّ المنتظَر بالقول المختصر إلى فضيلة الشيخ أبي فراس الزهراني وكنا نظنّه من خير الناس ولا يزال الظنّ به حسناً، وأقول أهلاً وسهلاً بشخصكم الكريم لحوار الإمام ناصر محمد اليماني في هذا الموقع المبارك والمحايد، وإن رحبت بكم في هذا الموقع وأنا مجرد ضيف فيه فذلك تطبيق للمثل اليماني لدينا يقولون (الضيف الأول يرحب بالأخير).

وما أريد قوله لأخي في الله أبي فراس الزهراني هو أنني أُبشرك أنّ الإمام ناصر محمد اليماني لا يحفظُ من الكتاب إلا قليلاً، ولكن اسمح لي حبيبي في الله أن أعلن لك نتيجة الحوار مسبقاً فإنّك وجميع علماء المسلمين على مختلف مذاهبهم وفرقهم لن تستطيعوا أن تقيموا الحجّة على الإمام ناصر محمد اليماني من محكم كتاب الله لئن استجبتم لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم.

ويا قوم، إنّي أقسمُ بربّ العالمين أنْ ليس إعلاني بنتيجة النصر من قبل الحوار غروراً بذاتي وذكائي حاشا لله ربّ العالمين وإنما ثقةٌ بمعلمي سبحانه وتعالى علواً كبيراً كوني أعلمُ أني لم أفترِ على الله أنّه اختارني الإمام المهديّ المنتظَر، كلا وربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم فإني تلقيت الفتوى من ربي أنني الإمام المهديّ المنتظَر لا شكّ ولا ريب، إذاً يا قوم فإمّا أن أكون حقاً لمن الصادقين وإمّا أن أكون من الكاذبين، ولكن لكل دعوى برهان فلنحتكم إلى القرآن إلى آيات الكتاب البيّنات هنّ أمّ الكتاب لا يزيغ عمّا جاء فيهن إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ البين كمثل فتوى الله في العذاب الآخر غير عذاب يوم الحساب في قول الله تعالى:
{وَآخَرُ‌ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴿٥٨﴾ هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ ۖ لَا مَرْ‌حَبًا بِهِمْ ۚ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ‌ ﴿٥٩﴾ قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْ‌حَبًا بِكُمْ ۖ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا ۖ فَبِئْسَ الْقَرَ‌ارُ‌ ﴿٦٠﴾ قَالُوا رَ‌بَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ‌ ﴿٦١﴾ وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَ‌ىٰ رِ‌جَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَ‌ارِ‌ ﴿٦٢﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِ‌يًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ‌ ﴿٦٣﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ‌ ﴿٦٤﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ‌ ۖ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ‌ ﴿٦٥﴾ رَ‌بُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ‌ ﴿٦٦﴾ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿٦٧﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِ‌ضُونَ ﴿٦٨﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالملأ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [ص].

وما نستنبطه من هذه الآيات أنّ النار بالفضاء الكوني من حول الأرض والكفار ينالهم نصيبهم من العذاب فيها من بعد موتهم مباشرةً قبل يوم الحساب. تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَ‌ىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۚ أُولَـٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ الْكِتَابِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَتْهُمْ رُ‌سُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوا أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا وَشَهِدُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِ‌ينَ ﴿٣٧﴾ قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ‌ ۖ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ حَتَّىٰ إِذَا ادَّارَ‌كُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَ‌اهُمْ لِأُولَاهُمْ رَ‌بَّنَا هَـٰؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ‌ ۖ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَـٰكِن لَّا تَعْلَمُونَ ﴿٣٨﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

ونستنبط أنّ الأمم الخالية هي التي أفناهم الله من قبلهم من الذين كذبوا رسل ربهم، وأمّا الأمّة التي أهلكهم الله من بعدهم فهي الأمّة التي تليهم، ونستنبط من ذلك أن العذاب البرزخيّ أنّه في النار لا شكّ ولا ريب وذلك نصيبهم من العذاب البرزخيّ ينالونه بإذن الله مباشرةً من بعد موتهم مباشرةً يتمّ إدخالهم في نار جهنم في ذات جهنم وليس في حُفرة السوءة ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

وكذلك نأتي لقول الله تعالى:
{
الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [النحل].

ونأتي لسؤال الكفار من بعد الموت مباشرةً يلقي إليهم بالسؤال الملك عتيد فيقول ماذا كنت تعمل في الحياة الدنيا فأنكر الكفار ما كتبه المَلًكْ عَتيد؛ ولكلٍّ مَلَكٌ اسمه عتيد. وقال الله تعالى:
{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٨﴾ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِ‌ينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [النحل]، فهم أنكروا ما كتبه الملك عتيد أي أنكروا أعمال السوء ولذلك جاء الجواب من الملك عتيد: {
بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم.

وقال الملك عتيد: "بلى كنت تعمل السوء، إنّ الله عليم بما كنتم تعلمون، سوف يحكمُ بيني وبينك يوم الحساب كوني لم أظلمك شيئاً ولم أكتب عليك ما لم تفعل"، ثمّ يتم ادخالهم من أبواب جهنم إلى النار ليقضوا نصيبهم من العذاب البرزخيّ من بعد موتهم وقبل بعثهم، ولذلك قال الله تعالى:
{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٨﴾ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِ‌ينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [النحل].

وكذلك نجد الفتوى في دخولهم النار فور موتهم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَحَاقَ بِآلِ فِرْ‌عَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ النَّارُ‌ يُعْرَ‌ضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْ‌عَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [غافر]. فتلك آياتٌ مُحكماتٌ من آيات أمّ الكتاب البيّنات تفتي بأنّ العذاب البرزخيّ هو للكفار بشكلٍ جماعيٍّ في نار جهنم في ذات جهنم وليس أشتاتاً في قبورهم كما تعتقدون.

ولربّما يودّ فضيلة الشيخ الزهراني المحترم أن يقول: "يا ناصر محمد اليماني فهل العذاب البرزخيّ هو على النفس في علم الله من دون الجسد؟". ثم يجيب عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى:
{وَلَوْ تَرَ‌ىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَ‌اتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِ‌جُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ غَيْرَ‌ الحقّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُ‌ونَ ﴿٩٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]، ومن خلال ذلك نستنبط أن العذاب هو على النفس من دون الجسد {
وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٥} [الإسراء]، ولذلك قالت ملائكة الموت: {أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الحقّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} صدق الله العظيم.

ويا أحبتي في الله أتريدون أن تجعلوا للكافرين والملحدين عليكم سلطاناً مبيناً بسبب عقيدتكم بأنّ العذاب من بعد الموت على الجسد والروح معاً في القبر؟ فلم تبعثونه قبل قدره المقدور في الكتاب المسطور؟ ألم يقُل الله تعالى:
{حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَ‌بِّ ارْ‌جِعُونِ ﴿٩٩﴾ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَ‌كْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَ‌ائِهِم بَرْ‌زَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون]؟

إنما ذلك من افتراء شياطين البشر الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر ليصدّوا البشر عن اتباع الذكر كون الباحثون عن هذه العقيدة من كفار البشر في أنّ العذاب من بعد الموت مباشرةً على الروح والجسد معاً في حفرة السوءة لن يجدوا مما يعتقده المسلمون شيئاً ومن ثم يعيدهم الشيطان في الشكّ في دين الله ومعتقدات المسلمين أنّ ليس لها أي أساس من الحقّ على الواقع الحقيقي كون النار شيء يُرى للناظرين، ولكن الباحثين لن يجدوا مما يعتقده المسلمون شيئاً وذلك ما يرجوه شياطين البشر من هذا الافتراء، وما أكثر أحاديث القبر! وأما الكافرين فيظنون أنّ الذي أفتاكم عن عذاب القبر هو الله في القرآن، وما داموا لم يجدوا حقيقة هذا المُعتقد ثم يكفرون بهذا القرآن العظيم ويرتدون عن اتِّباعه وذلك ما يبغيه المُفترون من فرية عذاب القبر.

فاتقوا الله أحبتي في الله فإنّكم تعرضون عن اتباع ناصر محمد اليماني الذي يتبع ما تنزل على محمد صلى الله عليه وآله وجميع المسلمين ولم آتِكم بدينٍ جديدٍ بل للعودة إلى منهاج النبوّة الأولى على ما كان عليه محمد رسول الله والذين معه قلباً وقالباً. واعلموا أنّ السُّنة النبويّة الحقّ من عند الله ومن كفر بحديثٍ حقٍّ فيها فليعلم أنّه حتماً لا شكّ ولا ريب كفر بإحدى آيات الكتاب القرآن العظيم. ألا والله لو لم تخالف عقيدتكم لمحكم كتاب الله القرآن العظيم لما كذبتُ بها يا قوم ولكن أعلمُ أنّ ما خالف لمحكم كتاب الله في السُّنة النبويّة فإنّه حديث جاءكم من عند غير الله، أفلا تعلمون أنّ القرآن وسُنة البيان جميعهم من عند الله نورٌ على نورٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَاتَّبِعْ قُرْ‌آنَهُ ﴿١٨﴾ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [القيامة].

فاتبعوا قرآنه وبيانه فإنهم نورٌ على نورٍ ولا تفرّقوا بين الله ورسوله فتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعضٍ فيسحتكم الله بعذابٍ من عنده إني لكم ناصحٌ أمينٌ. فلم يجعلني الله من القرآنيين الذين يزعمون أنهم يتبعون قرآنه ويعرضون عن سُنة بيانه ومن ثمّ أضاعوا فرضين من الصلوات، ولم يجعلني الله من أهل السُّنة والجماعة من الذين يتّبعون سنة بيانه ويذرون قرآنه المحكم وراء ظهورهم وكأنهم لا يعلمون آيات الكتاب المحكمات كما أعرض أبو حمزة عن البرهان المبين الذي جادلنا به أبو حمزة ونفينا عذاب القبر في حفرة السوءة وأثبتناه من الكتاب جميعاً في نار جهنم كونهم يرون بعضهم بعضاً وليس أشتاتاً في القبور ولذلك قالوا:
{وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَ‌ىٰ رِ‌جَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَ‌ارِ‌ ﴿٦٢﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِ‌يًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ‌ ﴿٦٣﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ‌ ﴿٦٤﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ‌ ۖ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ‌ ﴿٦٥﴾ رَ‌بُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ‌ ﴿٦٦﴾ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿٦٧﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِ‌ضُونَ ﴿٦٨﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالملأ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [ص].

ويا فضيلة الشيخ أبو فراس أرجو أن لا تفعل كما فعل أبو حمزة فتُعرض عمّا جئتكم به من البرهان المبين من محكم الكتاب للإثبات بالبرهان الحقّ أنّ العذاب من بعد الموت هو على النفس من دون الجسد في نار جهنم.

وأنت بالروح لا بالجسم إنساناً، أفلا تعلمون أنّ الحياة سرّها هو في الروح وإنما يموت الجسد لفراقها كون الروح هي الحياة؟ ولكن عقيدتكم أنّ الروح لا تحيا إلا بالجسد وإنهم لخاطئون، فكيف تحتاج قدرة الله للجسد؟ أفلا تعلمون أن الروح هي من أمر قدرته تعالى كن فيكون؟ فهي التي تجعل الجسد حياً وإذا فارقته فارق الحياة. إذاً سر الحياة والحواس الخمس هي في الروح وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً.

ويا عباد الله اتّبعوني أهدِكم صراطاً سوياً، ويا فضيلة الشيخ أبا فراس المحترم فلنجعل الحوار الآن حصرياً في إثبات العذاب من بعد الموت وقبل يوم الحساب. فأمّا الإمام ناصر محمد اليماني فجاهدكم بالبرهان المبين أنّ العذاب من بعد الموت هو في النار على النفس من دون الجسد الذي في القبر كونكم بسبب تلك العقيدة الباطل التي ما أنزل الله بها من سلطان في محكم القرآن قد شكّكتم الناس في دين الإسلام الحقّ من ربّ العالمين فهم يظنون أنّ الله أفتاكم بعذاب القبر في محكم الذكر ولذلك كفروا به كونهم لم يجدوا مما تعتقدوه شيئاً ولكنكم تعلمون أنّ الله ما أنزل بعذاب القبر من سلطان وليس أنّ ناصر محمد اليماني يُنكر عذاب القبر بحجّة أنه لا يوجد له برهان في القرآن؛ بل أنا المهديّ المنتظَر أنكر عذاب القبر كونه مُخالف لفتوى الله في محكم الذكر أنّ العذاب من بعد الموت هو في النار في ذات النار فلنجعل في ذلك الحوار بيني وبين أبي فراس ونأمر كافة الأنصار في عصر الحوار من قبل الظهور بعدم التدخل بين أبي فراس والمهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.

وأشكر هذه الطاولة المباركة بقيادة فضيلة الشيخ الكريم سيادة رئيس الرابطة الشريف محمد بن علي الحسني حفظه الله ورعاه فهو ليس من أنصاري ولا من الذين يحاربون دعوتي كونه لا يريد أن يظلم نفسه فيحكم على الإمام ناصر محمد اليماني من قبل أن يستمع إلى قوله ويتدبّر في برهان علمه هل ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ أم إن ناصر محمد اليماني من المهديين الذين تتخبطهم مسوس الشياطين من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون فيتّبعون الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؟ فهذا شيء يدركه أولو الألباب الذين يتدبّرون في البيان الحقّ للكتاب فإذا هم يجدونه برهاناً من ربّ العالمين هم به مؤمنون من قبل أن يأتيهم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، فكيف يكذبون بالحقّ من ربّهم! وأولئك الذين هدى الله من كافة الأمم وهم الذين لا يحكمون على الداعية من قبل أن يسمعوا قوله ويتفكّرون في سلطان علمه هل يقبله العقل والمنطق أم إنه مجنون؟ وأولئك بشّرهم الله بالهدى إلى الحقّ. وقال الله تعالى:
{
فَبَشِّرْ عِبَادِ ﴿١٧الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨} صدق الله العظيم [الزمر].

وأما الذين يحكمون من قبل التدبّر والتفكّر في منطق وقول الداعية فأولئك قوم لا يتفكّرون ولم يهدِهم الله إلى الحقّ كونهم ليسوا من أولي الألباب المتفكّرين.

ويا فضيلة الشيخ أبو فراس، لا يزال المهديّ المنتظَر يكرر عليك في الحوار أن لا ننتقل إلى موضوعٍ آخر حتى نخرج بنتيجة في عذاب القبر هل في حفرة السوءة أم في نار جهنم في ذات جهنم، فلنجعل الحَكم بيننا هو ربّ العالمين ومن أحسن من الله حكماً، تصديقاً لقول الله تعالى:
{
أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

وإنما نستنبط لكم تفصيله من ذات تنزيله ولم آتيكم بشيء من عندي اجتهاداً من ذات نفسي بل بآياتٍ بيّناتٍ من آيات أمّ الكتاب من أعرض عنها فاتبع ما يخالفها فهو من الفاسقين، تصديقاً لقول الله تعالى:
{
وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩} صدق الله العظيم [البقرة].

حتى إذا انتهينا من الحوار في عذاب القبر ومن ثم ندخل في الحوار في نفي الرجم، ولربما توافق بعض أحكام الحقّ للإمام المهدي أحكام قومٍ آخرين فلا تظنّوا أنّ الإمام المهدي منهم بل حتماً ستجدونّني أخالفهم في أحكام أخرى في الدين فأصدّقُ طائفةً غيرهم ثم أخالفهم في حكمٍ آخر وأصدق فرقةً أخرى.

ويا قوم، إنما أنا الإمام المهدي جعلني الله حكماً بالحقّ بين المختلفين وأنا من عامة المسلمين ولم أكن يوماً ما من علمائهم من خطباء منابرهم وكفى بالله شهيداً، ولكنّ الله يصطفي من يشاء ويختار ما كان لكم الخيرة من الأمر سبحانه وتعالى عمّا يشركون. وما كان للحقّ أن يتّبع أهواءكم؛ بل حَكَمٌ بينكم بالحقّ فيما كنتم فيه تختلفون. وأشهدُ الله أنّني المهديّ المنتظَر أعلن الكفر المطلق بالتعدديّة المذهبيّة في الدين فأدعوا المسلمين إلى جمع شملهم وتوحيد أمّتهم من بعد تفرّقهم إلى شيعٍ وأحزابٍ كلّ حزبٍ بما لديهم فرحون من العلم وهو باطل ما لديهم مفترى ما خالف منه لمحكم القرآن العظيم، وإنما ينكر المهديّ المنتظَر ما خالف لمحكم القرآن العظيم، وأمّا الذي لا يتناقض مع القرآن فأرجعه إلى العقل والمنطق وكما يقول المثل اليماني (إذا كان العالم بمجنون كان المُستعلم بعقله).

فاتقوا الله يا أولي الألباب فقد اقترب كوكب العذاب كوكب سقر وهو بما يسمونه الكوكب العاشر؛ ذلكم كوكب العذاب سبق وأن أثبتناه في محكم الكتاب، وعلى كلّ حالٍ فلا أزال أذكر فضيلة الشيخ أبو فراس أن لا ننتقل من الحكم في موضوع العذاب من بعد الموت إلى موضوعٍ آخر حتى نخرج بنتيجةٍ منه، وليس يعنى أنّ ناصر محمد اليماني إذا غلب من يحاوره في موضوع عذاب القبر أنه قد أصبح هو المهديّ المنتظَر فلا يكفي ذلك البرهان وحده بل لا بد أن يهيمن الإمام المهدي ناصر محمد اليماني على من يحاوره في كافة المسائل العقائديّة والفقهيّة في دين الله الإسلام، فلا تجدون عالماً يحاجّني من القرآن العظيم إلا هيمن عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني بسلطان العلم المحكم من محكم كتاب الله وحتى ولو جادلوني بالمتشابه من القرآن فإني به عليم بإذن الله، فلسوف آتيهم بالتأويل الحقّ له من ذات الكتاب وإنا لصادقون. والمهم لدينا هو أنكم لا تستطيعون أن تهيمنوا على الإمام المهدي ناصر محمد اليماني إذا استجبتم دعوة الاحتكام إلى الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{
وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿١٠} صدق الله العظيم [الشورى].

وما على الإمام المهدي ناصر محمد اليماني إلا أن يستنبط لكم حكم الله بينكم فيما كنتم فيه تختلفون من محكم كتابه بآيات بيّنات لعالِمكم وجاهلكم فذلك بيني وبينكم.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
أخو علماء الدين وأمّتهم؛ الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
_________________

آخر تحديث: 25-02-2021 07:08 PM
12

رد: دعـــوة للنقاش ..

- 12 -
الإمام ناصر محمد اليماني
02 - 02 - 1432 هـ
08 - 01 - 2011 مـ
05:10 صباحاً
ـــــــــــــــــــــــ



رد: دعـــوة للنقاش ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآله الأطهار وجميع أنصار محمد وآله الطيبين الطاهرين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، سلامُ الله عليكم أحبتي في الله أمّة الإسلام، وسلامُ الله على علمائكم الذين إن تبيّن لهم الحقّ فلا تأخذهم العزّة بالإثم؛ بل ستجدونهم لا يُحرَجون من اتّباع الحقّ ويُسلِّمون للحقّ تسليماً.

ويا معشر علماء المسلمين وأمّتهم، وتالله إنّه نبأ عظيمٌ وأنتم لا تكادون أن تقيموا له وزناً فاتقوا الله أحبتي في الله فمن ينجيكم من عذاب الله لئن أبيتم أن تجعلوا الله حكماً بينكم فمن ذا الذي يحكم بينكم من بعد الله أفلا تتقون؟ وقال الله تعالى:
{
وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ} صدق الله العظيم [المائدة:50].

ويا قوم، وتالله أن ليس للإمام المهدي ناصر محمد اليماني من الأمر شيءٌ ولا ينبغي له أن يحكم بينكم في الدين بالظنّ كون الظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً.
ويا قوم، إنما ناصر محمد اليماني رجلٌ مسلمٌ مثلكم مؤمنٌ بكتاب الله وسنة رسوله الحقّ وما عندي وحيّ جديد حتى أجادلكم به؛ بل أدعوكم إلى الله ليحكم بينكم وما على الإمام ناصر محمد اليماني إلا أن يأتيكم بحكم الله من محكم كتابه القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين فلا تصدفون عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم إن كنتم تخشون الله، تصديقاً لقول الله تعالى:
{
إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١} صدق الله العظيم [يس].

فاتقوا الله إن كنتم تخافون عذابه فقد أوشك أن يغضب لكتابه فاتقوا الله يا أولي الألباب. وقال الله تعالى:
{وَأَنَابُوا إِلَى اللَّـهِ لَهُمُ الْبُشْرَ‌ىٰ ۚ فَبَشِّرْ‌ عِبَادِ ﴿١٧﴾ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨﴾ أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّارِ‌ ﴿١٩﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

ويا علماء المسلمين وأمّتهم اتقوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وأصدق الحديث كتاب الله وأنتم على ذلك لمن الشاهدين وما خالف لمحكمه فهو باطلٌ مفترى سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النبويّة.

ويا فضيلة الشيخ أبا فراس الزهراني،
إنما المهديّ المنتظَر يبعثه الله لتصحيح العقيدة بالحقّ حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ، فما خطبكم تعرضون عن الحقّ وكأنكم لا تسمعونه أو لم تقرأوه فتجادلوني في مواضيع أُخر خارجة عن موضوع الحوار؟ فلا تكونوا كمثل الذين قال الله عنهم في محكم كتابه: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ﴿٢١﴾} صدق الله العظيم [الأنفال].

وذلك لأنهم يزعمون أنهم آمنوا بما تَنزَّل على محمد في القرآن العظيم ولكنهم لا يتبعون آيات الكتاب المحكمات البيّنات؛ بل يُعرضون عنها وكأنهم لم يسمعوها ولم يقرؤوها فهم يعرضوا عنها من غير تعليقٍ حتى لا يتبيّن للناس كفرهم فلا تكن منهم يا فضيلة الشيخ المحترم أبا فراس، فتذكر قول الله تعالى:
{
وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٧} صدق الله العظيم [لقمان].

فلمَ أخي الكريم لم نرَ منك أي تعليق على آيات الكتاب البيّنات في محكم القرآن العظيم التي يحاجكم بها الإمام ناصر محمد اليماني فينسف عقيدتكم في عذاب القبر نسفاً بالحقّ؟ ولكنك أخي الكريم لم تُعلِّق عليها شيئاً! ألا والله لو كنت تملك الحجّة على الإمام ناصر محمد اليماني لما قصرت شيئاً ولجادلتنا جدالاً كبيراً ولكنك لا تملك الحجّة على الإمام ناصر محمد اليماني الذي تجرَّأ بالحقّ ونفى عذاب القبر من محكم الذكر ولكنك تريد أن تحوّل الحوار إلى السؤال عن نسب الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: وتالله ما ابتعثني ربي لكي أُجادلكم في نسبي؛ بل لكي أحاجكم بكتاب ربّي وأدعوكم للاحتكام إليه وإلى اتباعه والكفر بما يخالف لمحكمه إن كنتم به مؤمنون. وأما نسبي فسبقت فتوانا وأنت بها عليم من قبل أن تسألنا ونعلمُ ما تريد وإنما تريد من ذلك السؤال عسى أن تُشكك أصحاب الرابطة العالميّة في نسب الإمام ناصر محمد اليماني.

وإليهم الفتوى بالحقّ وأقول: يا أصحاب البيت الهاشمي القرشي في مختلف أقطار العالمين إن الإمام المهدي لم يكن يعلمُ لا هو ولا أهل بيته أنهم من ذرية الإمام الحسين بن علي عليه الصلاة والسلام ولطالما كان يأتينا أناس يقولون لنا إنهم ليعلمون أن نسبنا من آل البيت وأن لديهم ما يثبت ذلك فلم نأبه لما يقولون شيئاً.

ألا والله لو حضر بين يدي الإمام ناصر محمد اليماني الجنّ والإنس وشهدوا أن الإمام ناصر محمد اليماني من آل البيت من ذرية الإمام الحسين بن علي عليه الصلاة والسلام لما جزم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني بأن يقسمُ بالله العظيم أنه لمن آل البيت من ذرية الإمام الحسين بن علي عليه الصلاة والسلام، ولكني أقسمُ بالله العظيم من يحيي العظام وهي رميم رب السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم أني الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني من ذرية الإمام علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام، وسبب قسمي هو اليقين بالحقّ في الفتوى من الله على لسان جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الرؤيا الحقّ قال:
[كان مني حرثك وعلي بذرك أهدى الرايات رايتك وأعظم الغايات غايتك وما جادلك أحد من القرآن إلا غلبته].

انتهى مقتطف من الرؤيا الأولى، وبقي لدي سؤال من بعد الرؤيا الأولى: هل أنا المهديّ المنتظَر أم ما شأني بالضبط ليت ربي يفتيني بالحقّ فيجعلني من الموقنين بالرؤيا الحقّ ومن ثم رأيت جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال:
[وإنك أنت المهديّ المنتظَر وما جادلك عالِم من القرآن إلا غلبته]. انتهى.

إذاً يا قوم ليس الإثبات للإمام المهدي أن يثبت لكم نسبه بل أن يغلبكم بكتاب ربه فيخرس ألسنتكم بالحقّ من الكتاب وفي ذلك إثبات النسب للإمام يا أولي الألباب. تصديقاً لقول الله تعالى:
{
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} صدق الله العظيم [فاطر:32].

وسبق أن ضربنا لأحد السائلين مثلاً ذكرى لأولي الألباب حتى تعلمون أن ليس البرهان في إثبات النسب للإمام المهدي، فلن يغني النسب شيئاً إذا لم يهيمن عليكم بسلطان العلم من الكتاب فمهما كان نسب الإمام المهدي ظاهري أو مخفي فلا يهم شيء كون ذلك ليس البرهان أنّ ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر كونه أثبت بالبرهان المبين أنه من آل البيت الهاشمي القرشي، أفلا تعلمون أنّ من آل البيت الهاشمي القرشي أبا لهب أكبر المكذبين بالكتاب عمُّ محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما خطبكم بالمغالاة في آل البيت فما نحن إلا من ضمن البشر منّا المؤمن والكافر ومنّا المقتصد والظالم لنفسه والسابق بالخيرات. وقال الله تعالى:
{
ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ۖ فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [فاطر].

فلمَ المغالاة في آل البيت فلا ينبغي للصالحين من آل البيت أن يتعالوا على الناس بالنسب وكأن معدنهم معدن ألماس ومعدن الناس النحاس، فلم يجعل الله الفرق بين عباده جميعاً إلا بالتقوى وما آل البيت إلا من ذرية آدم وحواء، أفلا تتقون؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
{
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴿١٣} صدق الله العظيم [الحجرات].

وقال محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
[أيها الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد كلكم لآدم وآدم من تراب، أكرمكم عند الله أتقاكم، وليس لعربي على أعجمي فضل إلا بالتقوى، ألا هل بلغت اللهم فاشهد]. صدق عليه الصلاة والسلام

وكذلك الإمام المهدي مصدق لفتوى الله ورسوله ومُتبعه ولن تجدوه يتعالى على الناس في النسب، وما أنا إلا عبد من عبيد الله حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين.
ويا قوم ذروا المغالاة في الأنبياء وآلهم والمهديّ المنتظَر إني لكم ناصح أمين كونكم لو تستمرون في المغالاة فيهم بغير الحقّ فلن تنافسوهم في حبّ الله وقربه وكأنّ الله حصرياً لهم من دونكم فتكونوا من المشركين، فاتقوا الله واتّبعوني أهدكم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد وأدعو الجنّ والإنس إلى اتباع عبيد الله الذين يتنافسون إلى الربّ المعبود أيّهم أقرب إن كنتم إياه تعبدون.
وما ينبغي للإمام المهدي ناصر محمد اليماني أن يقول لأنصاره أنهم لا ينبغي لهم أن ينافسوه في حبّ الله وقربه كونه خليفة الله في الأرض ألا والله الذي لا إله غيره لو أقول لأنصاري ذلك القول لما أغنى عني من عذاب الله أهل السماء والأرض وما ينبغي للإمام المهدي وجميع الأنبياء والمرسلين أن نجعل التنافس إلى الله حصرياً لنا من دون الصالحين سبحانه وتعالى علواً كبيراً! فما نحن إلا أمّة واحدة لنا الحقّ جميعاً في ذات الله سبحانه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{
وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ ﴿١٩} [الأنبياء].

وقال الله تعالى:
{
وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴿١٠٧} [الأنبياء].

{
قُلْ إِنَّمَا يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿١٠٨} [الأنبياء].

وقال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الرُّ‌سُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴿٥١﴾ وَإِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أمّة واحدة وَأَنَا رَ‌بُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴿٥٢﴾ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَ‌هُم بَيْنَهُمْ زُبُرً‌ا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِ‌حُونَ ﴿٥٣﴾ فَذَرْ‌هُمْ فِي غَمْرَ‌تِهِمْ حَتَّىٰ حِينٍ ﴿٥٤﴾ أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ ﴿٥٥﴾ نُسَارِ‌عُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَ‌اتِ ۚ بَل لَّا يَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٦﴾ إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَ‌بِّهِم مُّشْفِقُونَ ﴿٥٧﴾ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِ رَ‌بِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٨﴾ وَالَّذِينَ هُم بِرَ‌بِّهِمْ لَا يُشْرِ‌كُونَ ﴿٥٩﴾ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَ‌بِّهِمْ رَ‌اجِعُونَ ﴿٦٠﴾ أُولَـٰئِكَ يُسَارِ‌عُونَ فِي الْخَيْرَ‌اتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴿٦١﴾ وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۖ وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بالحقّ ۚ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴿٦٢﴾ بَلْ قُلُوبُهُمْ فِي غَمْرَ‌ةٍ مِّنْ هَـٰذَا وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِّن دُونِ ذَٰلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ ﴿٦٣﴾ حَتَّىٰ إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَ‌فِيهِم بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُ‌ونَ ﴿٦٤﴾ لَا تَجْأَرُ‌وا الْيَوْمَ ۖ إِنَّكُم مِّنَّا لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿٦٥﴾ قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ ﴿٦٦﴾ مُسْتَكْبِرِ‌ينَ بِهِ سَامِرً‌ا تَهْجُرُ‌ونَ ﴿٦٧﴾ أَفَلَمْ يَدَّبَّرُ‌وا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٦٨﴾ أَمْ لَمْ يَعْرِ‌فُوا رَ‌سُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُ‌ونَ ﴿٦٩﴾ أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ ۚ بَلْ جَاءَهُم بالحقّ وَأَكْثَرُ‌هُمْ للحقّ كَارِ‌هُونَ ﴿٧٠﴾ وَلَوِ اتَّبَعَ الحقّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْ‌ضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِ‌هِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِ‌هِم مُّعْرِ‌ضُونَ ﴿٧١﴾ أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْ‌جًا فَخَرَ‌اجُ رَ‌بِّكَ خَيْرٌ‌ ۖ وَهُوَ خَيْرُ‌ الرَّ‌ازِقِينَ ﴿٧٢﴾ وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٧٣﴾ وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَ‌ةِ عَنِ الصِّرَ‌اطِ لَنَاكِبُونَ ﴿٧٤﴾ وَلَوْ رَ‌حِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ‌ لَّلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿٧٥﴾ وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَ‌بِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّ‌عُونَ ﴿٧٦﴾ حَتَّىٰ إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ﴿٧٧﴾ وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ‌ وَالْأَفْئِدَةَ ۚ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُ‌ونَ ﴿٧٨﴾ وَهُوَ الَّذِي ذَرَ‌أَكُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُ‌ونَ ﴿٧٩﴾ وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ‌ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٨٠﴾ بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ ﴿٨١﴾ قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَ‌ابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ ﴿٨٢﴾ لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَـٰذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ‌ الْأَوَّلِينَ ﴿٨٣﴾ قُل لِّمَنِ الْأَرْ‌ضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٨٤﴾ سَيَقُولُونَ لِلَّـهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُ‌ونَ ﴿٨٥﴾ قُلْ مَن رَّ‌بُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وربّ الْعَرْ‌شِ الْعَظِيمِ ﴿٨٦﴾ سَيَقُولُونَ لِلَّـهِ ۚ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴿٨٧﴾ قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ‌ وَلَا يُجَارُ‌ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٨٨﴾ سَيَقُولُونَ لِلَّـهِ ۚ قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُ‌ونَ ﴿٨٩﴾بَلْ أَتَيْنَاهُم بالحقّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴿٩٠﴾ مَا اتَّخَذَ اللَّـهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَـٰهٍ ۚ إِذًا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يَصِفُونَ ﴿٩١﴾ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِ‌كُونَ ﴿٩٢﴾ قُل رَّ‌بِّ إِمَّا تُرِ‌يَنِّي مَا يُوعَدُونَ ﴿٩٣﴾ رَ‌بِّ فَلَا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٩٤﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

ويا فضيلة الشيخ أبا فراس الزهراني بارك الله فيك وبجميع علماء المسلمين إنما يبعث الله الإمام المهدي لتصحيح عقائد المسلمين إلى الحقّ والحقّ أحقّ أن يتبع فلا تتبعوا الذين من قبلكم الاتّباع الأعمى وقد علمتم الحقّ من ربّكم إني لكم نذيرٌ مبينٌ أُبيّن لكم كتاب الله الذي بين أيديكم فأذكّركم به لعلكم تتقون.

وها نحن بدأنا في نفي عذاب القبر أن يكون في حفرة السوءة وإنا لصادقون، وقد تركنا لكم التفكّر في البيان عدّة أيام علكم تذكّرون أو يحدث لكم ذكراً، وإلى حدّ الآن لم نرَ عالِماً واحداً تجرَّأ على الإنكار على المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني الذي ينفي العقيدة الكذب المُفتراة في أنّ العذاب من بعد الموت هو في حفرة السوءة، ومن لم يصدق فلينبش قبر رجل يعلم أنه لمن أشدّ الناس على الرحمن عتياً فلن يجد قبره حفرةً من نارٍ، أو ينبش قبر أتقى رجلٍ عرفه في الحياة فلن يجد قبره روضةً من رياض الجنة! فاتقوا الله فإن كانت الأنفس خفيّة فإن النار أو الجنة شيء مرئي محسوس وملموس فهل تريدون أن تجعلوا للملحدين عليكم سلطاناً أفلا تتقون؟ فذلك ما يبغيه المفترون عقيدة عذاب القبر حتى يجعلوا للناس عليكم سلطاناً بالعقل والمنطق، أفلا تعقلون؟

وأنا الإمام المهدي ناصر محمد اليماني أعلن الإصرار الشديد بعدم الخروج من موضوع الحوار في عقيدة عذاب القبر حتى يتبين أيُّنا ينطق بالحقّ ويهدي إلى صراطٍ مستقيمٍ ولن تجدوني أعرض عن موضوع الحوار الذي نتحاور فيه وكأني لم أطّلع على آيات الله المحكمات كما تفعلون؛ بل مجرد ما تحاجوني بآيةٍ آتيكم بالبيان الحقّ لها وأحسن تأويلاً وآتيكم بالبرهان للبيان من ذات القرآن.

ويا أبا فراس وكافة علماء الأمّة، أبشّركم أنكم لو تعترفون أنّ الحقّ في فتوى عذاب القبر هو مع الإمام ناصر محمد اليماني فليس ذلك يعني أنّه قد أصبح الإمام ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر لا شكّ ولا ريب وذلك لأن منكم من ينفي عذاب القبر، وإنّما جعلني الله حكماً بينكم بالحقّ فتجدونني أُصدّقُ طائفةً منكم في عقيدة عذاب القبر ولكنكم سوف تجدونني أخالفهم في معتقداتٍ أُخر وأخالفهم إلى الحق.

وأريد أن أفتي فضيلة الشيخ الزهراني وكافة علماء الأمّة هو أن نخوض في نقاط الحوار نقطةً نقطةً، فلا نتزحزح عنها حتى نخرج بنتيجة ويحصحص الحقّ للجميع في تلك النقطة ومن ثم ننتقل إلى موضوعٍ آخر تجدون الإمام المهدي ينفيه أو يثبته فوجب عليكم الدفاع عن حياض الدين بسلطان العلم.

ولربّما يودّ أحد علماء المسلمين أن يقاطعني فيأتي بألف حديثٍ لكي يثبت أنّ القبر روضةٌ من رياض الجنة أو حفرةٌ من حفر النار، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: وتالله إنك لتجادل بكلام الطاغوت لتدحض به كلام الله فهل تريد أن تدحض الحقّ بالباطل المفترى الذي لم يقله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أفلا تتقون أم إنكم بآيات الله تجحدون؟ وقال الله تعالى:
{فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:33].

كون الله لم يقل أن العذاب البرزخيّ من بعد الموت في حفرة السوءة؛ بل علمكم الله أنّه في النار في ذات النار وآتيناكم بالبرهان المبين فلا تُعرضوا عن البرهان وكأنكم لم تسمعوه يا زهراني! فمن فعل ذلك فليعلم أن في قلبه كبر ما هو ببالغه وأنها أخذته العزّة بالإثم وأن حسبه جهنم وبئس المهاد، تصديقاً لقول الله تعالى:
{
وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّـهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿٢٠٦} صدق الله العظيم [البقرة].

ولا نزال نظنّ في فضيلة الشيخ أبو فراس ألف خير فلعل ذلك بغير قصدٍ منه وأردنا أن ننبهه أن ذلك خطأ كبيرٌ وإعراضٌ عن كتاب الله، وأقول له يا أخي الكريم لا تقلق فليس معنى اعترافك وعلماء الأمّة أن الحقّ هو مع الإمام ناصر محمد اليماني في نفيه عذاب القبر أنه قد أصبح المهديّ المنتظَر، فلن يصبح الإمام المهديّ المنتظَر هو حقاً ناصر محمد اليماني لا شكّ ولا ريب حتى تجدوه قد حكم بينكم بالحقّ في جميع ما كنتم فيه تختلفون وليس فقط في نفي عذاب القبر أو نفي رجم الزاني والزانية، كلا فلا بد للإمام المهدي الحقّ من ربّكم أن يحكم بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون حتى لا تجدوا في أنفسكم حرجاً مما قضى بينكم بالحقّ وتسلموا تسليماً.

فذلك هو الإمام المهديّ المنتظَر خليفة الله عليكم ولكن للأسف فقد أضعتم حجّة سلطان العلم تماماً وتبحثون عن نسب الإمام المهدي فهل هو من ذرية الإمام الحسين أم الحسن؟ ثم يقول لكم الإمام ناصر محمد اليماني فكم أمم مضت يا قوم فالأنساب يعلمها الله وحده ولم يجعل الله البرهان المبين هو في إثبات نسب الإمام المهدي حتى لو أحضر لكم الإمام ناصر محمد اليماني ورقةً لإثبات نسبه طولها من مكة إلى صنعاء إلى أن يصل إلى الإمام الحسين بن علي عليه الصلاة والسلام ثم لم تجدوه يستطيع أن يحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون في الدين، إذاً فما الفائدة منه يا قوم؟ فأصبح مثله كمثلكم لا يقدم ولا يؤخر شيئاً مهما أثبت نسبه فلن يستطيع أن يوحد صفكم ولن يستطيع أن يعيدكم إلى منهاج النبوّة الأولى إذا لم يؤيّده بسلطان العلم، أم أنكم لا تعلمون أنّ الإمام المهدي يبتعثه الله ليدعو إليه كما الأنبياء والمرسلين فيؤيده بسلطان العلم كما الأنبياء والمرسلين لكي يدعو إلى ربه على بصيرةٍ منه، أفلا تتقون؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
{
قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨} صدق الله العظيم [يوسف].

وما يريده أبو فراس هو أن يُدخل الإمام المهدي ناصر محمد اليماني في عراكِ الجدل العقيم مع علماء الرابطة العلميّة للأنساب الهاشميّة وسوف نحقق له ما يريد ومن ثمّ نقيم عليه وعليهم الحجّة من محكم كتاب الله القرآن العظيم إن كانوا يريدون الحقّ ولا غير الحقّ وإن استكبروا عن اتباع الحقّ حتى يتبع الحقّ أهواءهم فلن يتخذهم الله عضداً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا} صدق الله العظيم [الكهف:51]، وما ينبغي للإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني أن يُداري في الحقّ فيجامل الناس على حساب الدين وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين.

وما يريده الإمام المهدي ناصر محمد اليماني من الرابطة العلميّة العالميّة للأنساب الهاشميّة هو أن يكون لهم الفضل العظيم في سبب هُدى العالمين أو أن يكفوا المسلمين شرّ وضلال الإمام المهدي ناصر محمد اليماني إن كان من الضالين المُضلين فلن يهيمن ناصر محمد على علماء المسلمين على مختلف مذاهبهم وفرقهم، وقد اخترنا هذا الموقع أن يكون طاولة الحوار العالميّة المحايدة حتى يتبيّن للعالمين شأن الإمام ناصر محمد اليماني هل ينطق بالحقّ أم كان من اللاعبين الضالين المُضلين، وأشهدُ الله شهادة الحقّ اليقين أنه لا يستطيع كافة علماء المسلمين والنصارى واليهود أن يهيمنوا على الإمام المهدي ناصر محمد اليماني لئن استجابوا للاحتكام إلى الله ربّ العالمين، فما على الإمام ناصر محمد اليماني إلا أن يستنبط لهم حكم الله بينهم على علمٍ منه في محكم كتابه القرآن العظيم آتيكم به من كلمات الكتاب ذكرى لأولي الألباب، ومن تبيّن له الحقّ ولم يتّبعه فسوف يُقيّض الله له شيطاناً رجيماً فيستحوذ عليه فيصدّه عن اتباع الصراط المستقيم تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ‌ الرَّ‌حْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِ‌ينٌ ﴿٣٦﴾ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ﴿٣٧﴾ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِ‌قَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِ‌ينُ ﴿٣٨﴾} [الزخرف].

وقال الله تعالى:
{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْ‌آنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَ‌بِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ‌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَـٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ﴿٤٤﴾} [فصلت].

وقال الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ۗ أَفَمَن يُلْقَىٰ فِي النَّارِ‌ خَيْرٌ‌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ۖ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ‌ ﴿٤٠﴾} [فصلت].

وقال الله تعالى:
{
مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَىٰ وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ ۚ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴿٢٤} [هود].

وقال الله تعالى:
{وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَ‌نَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُم مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِم مِّنَ الجنّ وَالْإِنسِ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِ‌ينَ ﴿٢٥﴾ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا لَا تَسْمَعُوا لِهَـٰذَا الْقُرْ‌آنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ﴿٢٦﴾ فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٢٧﴾ ذَٰلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّـهِ النَّارُ‌ ۖ لَهُمْ فِيهَا دَارُ‌ الْخُلْدِ ۖ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ﴿٢٨﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

و يا قوم لو لم يكن الإمام المهدي ناصر محمد اليماني واثقاً الثقة المطلقة أنه هو الإمام المهدي لما جاء إلى هذا الموقع لطلب الدعوة لحوار علماء الأمّة على مختلف مذاهبهم وفرقهم، وسبب القدوم لطلب الحوار عبر هذا الموقع كون المفترين يفترون علينا بغير الحقّ أننا نقوم بحجب من يقيم الحجّة علينا بسلطان العلم في موقعنا
(موقع الإمام ناصر محمد اليماني)، ومن ثم نقول لهم هيا أقيموا علينا حجّة العلم من محكم الكتاب في هذا الموقع المحايد إن كنتم صادقين فلن نستطيع أن نحظركم ولن نستطيع أن نحذف بياناتكم شيئاً، وأما أصحاب هذا الموقع فعسى أن يكونوا شهداء عليكم وعلى أنفسهم أن الإمام ناصر محمد اليماني لم يتهرب من الحوار وأنه ليدعو البشر للاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم ليستنبط لهم حكم الله بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، ألا والله لا أعلمُ حتى بواحد منهم أنه من أنصاري واللهُ أعلمُ بما في أنفسهم، ولكن الذي أعجبني فيهم هو حكمتهم كونهم واقفين عن الحوار لكي يعطوا الفرصة لضيوف الحوار مع ناصر محمد اليماني وكأنهم يريدون أن يكونوا هم آخر من يحاور الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، وكذلك يريدون أن يتبين لهم شأن الإمام ناصر محمد اليماني الذي صار كثيرٌ من العلماء الذين أظهرهم الله على أمره لفي حيرةٍ من أمره فلا هم وجدوه على ضلالٍ حتى يفتوا بضلاله ولاهم موقنون أنه الإمام المهديّ المنتظَر.

ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: لمَ الشكّ يا قوم؟ فأصدقوا الله وأصدقوا أنفسكم يصدقكم الله، هل تريدون الحقّ أم الباطل؟ فإن كنتم تريدون الحقّ فاتّبعوا كتاب الله القرآن العظيم والسُّنة النبويّة الحقّ التي لا تخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم فإن فعلتم فقد اعتصمتم بكتاب الله وسنة رسوله الحقّ وإن أبيتم فاتّبعتم ما يخالف لمحكم كتاب الله في السُّنة النبويّة فأقسمُ بالله العظيم أنكم لستم على كتاب الله ولا سُنّة رسوله كون من اعتصم بما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن فليعلم أنه اعتصم بحديث جاء من عند الشيطان الرجيم ما دام جاء مخالفاً لكلام الله في محكم كتابه سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النبويّة، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.

وأرى فضيلة الشيخ أبا فراس الزهراني لا يزال مُكابراً ويَعِدُ بردّ الجواب من الكتاب على الإمام ناصر محمد اليماني وهيهات هيهات وربّ الأرض والسماوات لا حيلة لك حتى تكفر بآيات الله المحكمات البيّنات فتتبع ما يخالف لفتوى الله من أحاديث الشيطان الرجيم، وسوف تظل تحاول أن تخرجنا عن موضوع حوار (عذاب القبر) إلى موضوع آخر، ولكن لا جدوى يا زهراني فلن نتزحزح عن فتوى نفي عذاب القبر حتى تقرّ بالحقّ أو تُنكر فتأتي بالبرهان الأصدق قيلاً والأهدى سبيلاً.

ويا سبحان الله! ومن أصدقُ من الله حديثاً؟ برغم أنك تقول إنك تحفظ كتاب الله القرآن العظيم فلمَ لا تحاجنا من كتاب الله فتأتينا بالسلطان المبين البيّن للعالِم والجاهل الذي لا يحتمل الظنّ شيئاً إن كنت من الصادقين؟ وأما الإمام المهدي فبرغم أنه لا يحفظ كتاب الله جميعاً ولكني أعدك وعداً غير مكذوب أن أقيم عليك وعلى علماء الأمّة الحجّة من محكم كتاب الله وذلك لأن الذي يعلّمني البيان الحقّ للقرآن هو الرحمن بوحي التّفهيم وليس وسوسة شيطان رجيم كوني آتيكم بسلطان البيان من ذات القرآن وليس اجتهاداً بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ولا تكابر في حوار المهديّ المنتظَر.

وأما الأنصار الذين تقول إنّه لا قِبل لك بهم فإنهم جنود الله يا زهراني، فها أنا آمرهم بالأمر جميعاً بعدم التدخل في الحوار في هذا الموقع (الرابطة العلميّة العالميّة للأنساب الهاشميّة) بيني وبين علماء الأمّة إلا بإذن من الإمام المهدي ناصر محمد اليماني، فلا ينبغي لهم أن يعصوا أمري من بعد هذا البيان من كان من أنصاري قلباً وقالباً!

وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله رب العالمين ..
أخو علماء المسلمين وأمتهم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
________________

آخر تحديث: 12-10-2019 12:08 PM
13

ردّ الإمام إلى فضيلة الشيخ أبو فراس الزهراني ..

- 13 -
الإمام ناصر محمد اليماني
04 - 02 - 1432 هـ
09 - 01 - 2011 مـ
05:58 صباحاً
ــــــــــــــــــــــ



ردّ الإمام إلى فضيلة الشيخ أبو فراس الزهراني ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله الطيبين وجميع المسلمين وسلم تسليماً وبعد..
يا فضيلة الشيخ أبو فراس الزهراني من جاء ليحاورني، فإنك تريد أن أثبت لك نسبي لآل البيت، ومن ثمّ يردّ عليك الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وأقول: فإذا لم يهيمن عليكم الإمام ناصر محمد اليماني بسلطان العلم المحكم من القرآن العظيم في جميع ما كنتم فيه تختلفون فقد أصبح ليس من آل البيت وليس الإمام المهديّ المنتظَر، ويا عجبي الشديد فهل تنتظرون المهديّ المنتظَر لتعبدونه من دون الله ولذلك تخشون أن تتبعوا ناصر محمد اليماني وهو ليس الإمام المهدي؟ فلنفرض أنكم استجبتم لدعوة الإمام ناصر محمد اليماني بالاحتكام إلى الله وحده ومن ثم استنبط لكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني حُكم الله بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فوحَّد صفّكم وأعادكم إلى منهاج النبوّة الأولى على كتاب الله وسنّة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم كتاب الله؛ والسؤال الذي يطرح نفسه فلو فعل ذلك الإمام ناصر محمد اليماني ونجح في توحيد أمّة الإسلام فأعاد عزّهم ومجدهم فاستقوت شوكتهم في العالمين بالحقّ فأصبحتم بنعمة الله إخواناً كونكم اتّبعتم آيات الله البيّنات في محكم كتابه، فلنفرض أنّ ناصر محمد اليماني ليس الإمام المهديّ المنتظَر فهل ترون أنكم ضللتم عن الصراط المستقيم؟ أفلا تعقلون! فهل تنتظرون المهديّ المنتظَر لتعبدوه من دون الله ولذلك تخشون من اتّباع الإمام ناصر محمد اليماني وهو ليس الإمام المهدي؟ فتعال لنحتكم إلى كتاب الله، ويا أخي الكريم فلنفرض أنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس النبيّ الذي بشّر به عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام وأنه قد افترى هذا القرآن من دون الله ونحن صدقنا واتّبعنا؛ والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل من المعقول أن يحاسبنا الله على التصديق بهذه الآيات البيّنات التي يقرها العقل والمنطق كوننا صدقنا هذا الكتاب القرآن العظيم الذي يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له ويقبله العقل والمنطق؟ فتعالوا لننظر الجواب من الله مباشرةً في محكم الكتاب وقال الله تعالى:
{
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ ﴿٣٥} [هود].

وقال الله تعالى:
{
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّـهِ شَيْئًا ۖ هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ ۖ كَفَىٰ بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۖ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٨} صدق الله العظيم [الأحقاف].

إذاً لن يحاسبكم على اِتّباعكم القرآن حتى ولو كان مفترًى كونكم إنما صدقتم به كونه تقبَّله العقل والمنطق فوجدتم أنه يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له فقلتم:
{
رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ۚ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ ﴿١٩٣} صدق الله العظيم [آل عمران].

وكذلك جميع الذين اتّبعوا الأنبياء والمهدي واتَّبعوا المهديّ المنتظَر فلن يحاسب الله أتباعهم كونهم استجابوا للإيمان بالله واتبعوا البيّنات من ربّهم التي تقبلتها عقولهم حتى ولو كانت تلك الآيات البيّنات مفتريات في الكتاب فالذي سوف يحاسبه الله هو المفتري على الله بغير الحقّ كون أتباعه إنما صدقوه كونه يقول أنه أوحي إليه بذلك من ربّه فصدّقوه لأنّه يحاجّهم بآيات الكتاب البيّنات فتقبلت تلك الآيات عقولهم. ولذلك قال مؤمن آل فرعون: فلنفرض أنّ موسى عليه الصلاة والسلام كاذب فعليه كذبه كونكم اتّبعتم آيات بيّنات في نظركم بظنكم أنها من عند الله فإن يكُ كاذباً فعليه كذبه فكذلك موعظة مؤمن آل فرعون الحكيم. وقال الله تعالى:
{وَلَقَدْ أَرْ‌سَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ ﴿٢٣﴾ إِلَىٰ فِرْ‌عَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُ‌ونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ‌ كَذَّابٌ ﴿٢٤﴾ فَلَمَّا جَاءَهُم بالحقّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ ۚ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٢٥﴾ وَقَالَ فِرْ‌عَوْنُ ذَرُ‌ونِي أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَ‌بَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ‌ فِي الْأَرْ‌ضِ الْفَسَادَ ﴿٢٦﴾ وَقَالَ مُوسَىٰ إِنِّي عُذْتُ بِرَ‌بِّي وَرَ‌بِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ‌ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴿٢٧﴾ وَقَالَ رَ‌جُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْ‌عَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَ‌جُلًا أَن يَقُولَ رَ‌بِّيَ اللَّـهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ من ربّكم ۖ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ ۖ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ ۖ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِ‌فٌ كَذَّابٌ ﴿٢٨﴾ يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِ‌ينَ فِي الْأَرْ‌ضِ فَمَن يَنصُرُ‌نَا مِن بَأْسِ اللَّـهِ إِن جَاءَنَا ۚ قَالَ فِرْ‌عَوْنُ مَا أُرِ‌يكُمْ إِلَّا مَا أَرَ‌ىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّ‌شَادِ ﴿٢٩﴾ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ ﴿٣٠﴾ مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۚ وَمَا اللَّـهُ يُرِ‌يدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ ﴿٣١﴾ وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ ﴿٣٢﴾ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِ‌ينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّـهِ مِنْ عَاصِمٍ ۗ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٣٣﴾ وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شكّ مِّمَّا جَاءَكُم بِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّـهُ مِن بَعْدِهِ رَ‌سُولًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّـهُ مَنْ هُوَ مُسْرِ‌فٌ مُّرْ‌تَابٌ ﴿٣٤﴾ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ‌ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۖ كَبُرَ‌ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ‌ جَبَّارٍ‌ ﴿٣٥﴾ وَقَالَ فِرْ‌عَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْ‌حًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ﴿٣٦﴾ أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْ‌عَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ ۚ وَمَا كَيْدُ فِرْ‌عَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ ﴿٣٧﴾ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّ‌شَادِ ﴿٣٨﴾ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَـٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَ‌ةَ هِيَ دَارُ‌ الْقَرَ‌ارِ‌ ﴿٣٩﴾ مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا ۖ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ‌ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْ‌زَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ‌ حِسَابٍ ﴿٤٠﴾ وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ‌ ﴿٤١﴾ تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ‌ بِاللَّـهِ وَأُشْرِ‌كَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ‌ ﴿٤٢﴾ لَا جَرَ‌مَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَ‌ةِ وَأَنَّ مَرَ‌دَّنَا إِلَى اللَّـهِ وَأَنَّ الْمُسْرِ‌فِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ‌ ﴿٤٣﴾ فَسَتَذْكُرُ‌ونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِ‌ي إِلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ‌ بِالْعِبَادِ ﴿٤٤﴾ فَوَقَاهُ اللَّـهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُ‌وا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْ‌عَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ النَّارُ‌ يُعْرَ‌ضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْ‌عَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ‌ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُ‌وا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ‌ ﴿٤٧﴾ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُ‌وا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّـهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ ﴿٤٨﴾ وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ‌ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَ‌بَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِّنَ الْعَذَابِ ﴿٤٩﴾ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُ‌سُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۚ قَالُوا فَادْعُوا ۗ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِ‌ينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ ﴿٥٠﴾ إِنَّا لَنَنصُرُ‌ رُ‌سُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴿٥١﴾ يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَ‌تُهُمْ ۖ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ‌ ﴿٥٢﴾ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَىٰ وَأَوْرَ‌ثْنَا بَنِي إِسْرَ‌ائِيلَ الْكِتَابَ ﴿٥٣﴾ هُدًى وَذِكْرَ‌ىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴿٥٤﴾ فَاصْبِرْ‌ إِنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ‌ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَ‌بِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ‌ ﴿٥٥﴾ إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّـهِ بِغَيْرِ‌ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۙ إِن فِي صُدُورِ‌هِمْ إِلَّا كِبْرٌ‌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ ۚ فَاسْتَعِذْ بِاللَّـهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ‌ ﴿٥٦﴾} صدق الله العظيم [غافر].

وكذلك الإمام المهدي فإذا لم يصطفِه اللهُ خليفةً له فعليه كذبه ولن يحاسبكم الله أو يعذبكم شيئاً كونكم اتّبعتم دعوة الحقّ من ربّكم وخضعتم لحكمه الحقّ في محكم آيات الكتاب البيّنات، فإن كان ناصر محمد اليماني ليس من آل البيت وليس الإمام المهديّ المنتظَر فعليه كذبه، ولعنة الله على الكاذبين الذين يفترون على الله بغير الحقّ، ولم يكن الإمام ناصر محمد اليماني من الجاهلين فهو يعلم جزاء من افترى على الله كذباً وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين.

ويا فضيلة الشيخ أبو فراس ألا والله الذي لا إله غيره إن كثيراً ممن يزعمون أنهم من آل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليس لهم أي صلة بنسب آل البيت شيئاً كون آل البيت قد ظُلموا ظلماً عظيماً واضُطهدوا في عصر الدولة الأموية والعباسيّة لدرجة أنهم فرّوا في الأرض وأخفوا نسبهم الطاهر حتى لا يقتلهم المجرمون، وكان الأب يخفي نسبه على أولاده للحفاظ عليهم من بطش الجبارين المستكبرين فضرب الله عن المسلمين الذِّكر صفحاً قدر ألف عام. تصديقاً لقول الله تعالى:
{
أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَن كُنتُمْ قَوْمًا مُّسْرِفِينَ ﴿٥} صدق الله العظيم [الزخرف].

وعلِم الله بما سوف يفعله المسلمين بآل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك قال الله تعالى:
{
لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ} صدق الله العظيم [الشورى:23].

ولكن قوماً من المسلمين خالفوا أمر ربهم وآذوا الصالحين من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وقتلوا أبتي الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام وهم يعلمون أنه ابن فاطمة بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحاربوا ذريته، ففروا في البلاد وأخفوا نسبهم بين العباد كون المجرمون كانوا يريدون أن يبيدوا ذرية أبتي الإمام الحسين بن علي عليه الصلاة والسلام، ومن تلك الذرية كان الإمام المهديّ المنتظَر، ولكن أكثركم تجهلون.

ويا عجبي من قومٍ يتساوى لديهم الحقّ والباطل فلا فرق لديهم بين الإمام علي عليه الصلاة والسلام وبين معاوية بن أبي سفيان قائد الفئة الباغية الذين حاربوا آل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم وضلّوا عن سواء السبيل فلم يجدوا من يبيّن لهم كتاب الله القرآن العظيم فكان عليهم عمًى. ولذلك تجدونهم لا يفقهونه إلا قليلاً برغم وضوحه للعالمين كون أكثر الناس للحقّ كارهون، وبعد انقضاء عمر الدولة الأموية والعباسية خفّت الحرب على آل بيت محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتمنى المسلمون أن يجدوا آل بيت محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ثم كان يذهب المشعوذون إلى قرى المسلمين النائية في البوادي فيسكنون لديهم ويقولون لهم أنه سيد من آل البيت فيستخدم السحر ويقول أن ذلك كرامة من الله فيصدقهم الذين لا يعلمون، ثم تكون له ذرية لا خير فيهم ويقولون أنهم من آل البيت وهم ليسوا منهم في شيء.

ويا قوم إنما الصالحون من آل محمد هم كذلك رحمةٌ للعالمين، ويا عجبي من قومٍ يريدون أن يثأروا لآل البيت اليوم من قومٍ لا ذنب لهم ولا علم لهم بما كان يصنعه آباؤهم الأولين! ألا والله لو يجد الإمام ناصر محمد اليماني ابن يزيد بن معاوية لمسح على رأسه وقال: لا تخف فإنك لمن الآمنين فلا ذنب لك بما فعل أبيك بأبي الإمام الحسين بن علي عليه الصلاة والسلام. ولما ثأرت من ابن يزيد شيئاً وأعوذُ بالله أن أكون من الظالمين، فمن متى أحلّ الله لكم قتل ابن القاتل؟ أفلا تتقون يا معشر الشيعة الاثني عشر؟ فمن يحقد منكم على مسلمٍ اليوم من ذريات القوم الأولين فإنه لمن الظالمين.

ويا معشر الشيعة والسنة ذروا الماضي السحيق بآلامه وأحزانه وهلموا إلى الإمام المهدي ناصر محمد اليماني لدواء جراح أمّة الإسلام والتأليف بين قلوبهم كون الله سوف يحاسبكم على أمّتكم التي في قرنكم وجيلكم لماذا لا تسعون بالإصلاح بينهم وتأليف قلوبهم وجمع شملهم وتوحيد صفّهم وأما الأمم الأولى فلن يحاسبكم الله بذنبهم ونكتفي بفتوى الله إليكم في محكم كتابه:
{
تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ۖ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ ۖ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٣٤} صدق الله العظيم [البقرة].

ويا قوم والله لا أريد إلا الإصلاح ما استطعت بينكم لجمع شملكم وتوحيد أمّتكم، وأقول لكم كما قال أحد الأنبياء لقومه قال:
{
قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّـهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿٨٨} صدق الله العظيم [هود].

فلم تصدّون عن الإمام المهدي صدوداً شديداً؟ ولم يا أبا حمزة المصري وقبيله التونسي تستخدمون القرصنة لإيذاء موقع الإمام ناصر محمد اليماني الذي جعله الله عامراً بالقرآن العظيم فلم تحترموا كلام الله الذي يملأ الموقع، فمن يجركم من ربّ العالمين؟ أم إنّكم تريدون أن تطفئوا نور الله البيان الحقّ للقرآن العظيم؟ أم لأنك يا أبا حمزة قد عجزت عن حوار الإمام المهدي ناصر محمد اليماني في هذا الموقع المبارك وأفحمناك بالحقّ وتبيّن للآخرين تدليسك وكذبك على الإمام ناصر محمد اليماني ثم ما كان منك إلا أن تحاول المكر بموقعنا، فهل هذا عمل الرجال الذين آتاهم الله العلم كونك تدعي أنك من علماء السُّنة والجماعة؟ فإن كنت منهم فلا أظنهم يشجعونك على جريمتك الكبرى في العالمين بأن تمكر بموقع المهديّ المنتظَر العامر بالقرآن العظيم الذي يدعو البشر إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فلمَ لا تستخدم علمك الإلكتروني بالمكر بالمواقع الإباحية في العالمين التي تدعو إلى الفُسق والفجور؛ إن كنت من الصادقين فلمَ تريد تدمير موقع النور؟ ويا أبا حمزة أقسم بالله العظيم إنه لطالما استأذن من الإمام المهدي علماء في القرصنة ليدمّروا موقعكم تدميراً ثم نهيناهم عن ذلك وحرَّمنا عليهم أن يدمّروا موقعاً فيه ذكر الله، فمن يجرهم من الله؟ فلسنا سفهاء في العالمين وذلك مكر دنيء وحقير يُعبّر عن صاحبه! فاتقِ الله يا أبا حمزة ولا تُجبر الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأنصاره أن يبتهلوا إلى ربّ العالمين أن يصيبك بمكروه وقبيلك إني لك نذيرٌ مبين، فلا تأمن مكر الله وإني حاجرك بربّ العالمين القادر عليك أينما تكون، ألا والله أننا قد نهينا أنصارنا أن يؤذوك وهم عليك قادرون ولكننا لا نريد علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين.

ويا فضيلة الشيخ أبو فراس الزهراني وكافة علماء الأمّة، لقد اخترنا هذا الموقع المحايد لحوار علماء الأمّة على مختلف مذاهبهم وفرقهم وأدعوهم إلى الله ليحكم بينهم فهل يرضون أن يكون الله هو الحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون في دينهم؟ فما على الإمام ناصر محمد اليماني إلا أن يستنبط لهم حكم الله بينهم فيما كانوا فيه يختلفون، تصديقاً لقول الله تعالى:
{
أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

فنأتيهم بحكم الله من محكم كتابه القرآن العظيم وإنا لصادقون وإذا لم أستطع أن أُهيمن على كافة علماء المسلمين واليهود والنصارى بالقرآن العظيم فلستُ من آل بيت محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولستُ الإمام المهدي فكونوا على ذلك لمن الشاهدين يا معشر الذين لا تأخذهم العزّة بالإثم إن تبيّن لهم الحقّ من ربّهم فالحقّ أحقّ أن يتبع.

ويا فضيلة الشيخ السيد يحيي الأهدل اليماني، أهلا وسهلاً بشخصكم الكريم في هذا الموقع المبارك وجميعنا ضيوف في هذا الموقع المبارك ونحن نريد الانتقال من موضوع حوار عذاب القبر إلى نسف عقيدةٍ أُخرى ما أنزل الله بها من سلطان في محكم القرآن ونبيّن الحقّ البديل للباطل المفترى، لكننا لم نخرج بنتيجةٍ بعد في حوار عذاب القبر كونكم تعرضون عن موضوع الحوار في عذاب القبر بسبب أنكم عاجزون عن استنباط البرهان المبين من محكم القرآن العظيم، ولذلك أعلنّا بنتيجة الحوار مسبقاً من قبل الحوار أنّ الإمام ناصر محمد اليماني سوف تجدونه هو المهيمن بالحقّ، ولكني أشهدُ لله أن الهيمنة في موضوع عذاب القبر لا تكفي برهاناً أن الإمام ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر ما لم يهيمن عليكم الإمام ناصر محمد اليماني في جميع نقاط الحوار في دين الله، ولم ندعوكم إلى الكتاب لنتحاور في الأنساب فاتقوا الله يا أولي الألباب.

وأما الاسم فسبقت فتوانا بالحقّ أن الله جعل الحجّة في العلم وليس في الاسم وضربنا لكم على ذلك مثل في قول الله تعالى:
{
وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} صدق الله العظيم [الصف:6]، وأنتم تعلمون أن اسمه كان محمداً منذ أن كان في المهد صبياً - صلى الله عليه وآله الأطهار وسلم تسليماً - والناس ينادونه محمد حتى يومنا هذا لا يزال الاسم محمد هو الاسم الدائم لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما جعل الله الاسم أحمد مضافاً إلى اسمه الذي سُمِيّ به منذ أن كان في المهد صبياً لكي تعلموا أن الله لم يجعل الحجّة في الاسم بل جعلها في العلم ولكن أكثركم تجهلون.

وأما حديث التواطؤ فسبقت فتوانا بالحقّ فنفينا أن يكون التواطؤ هو التطابق مُطلقاً وضربنا لكم على ذلك مثلاً فقلنا فهل يصح أن نقول:
تطابق محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر عليه الصلاة والسلام على الهجرة إلى يثرب

أم أنّ الحقّ هو أن نقول:
توافق محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر عليه الصلاة والسلام على الهجرة إلى يثرب؟

أو نقول:
تواطأ محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبو بكر عليه الصلاة والسلام على الهجرة إلى يثرب؟

وتبيّن لكم أن التواطؤ لا يمكن أن يكون المقصود به التطابق مطلقاً كونكم جعلتم عقيدتكم سنة وشيعة في الاسم (محمد) بناء على الحديث الحق:
[يواطئ اسمه اسمي]، وبما أنكم تعتقدون أن التواطؤ هو التطابق فقلتم إنّ الاسم الحقّ للإمام المهدي هو (محمد) واختلفتم في اسم الأب، ولستم على شيءٍ من الحقّ في الاسم شيعةً وسنةً كون محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إنما يشير لكم إلى تواطؤ الاسم محمد في اسم الإمام المهدي ناصر محمد، أم إنكم لا تبصرون أنّ الاسم محمد يواطئ في اسم الإمام المهدي (ناصر محمد)، وجاء قدر التواطؤ للاسم محمد في اسم أبي لكي يحمل الاسم الخبر وذلك هو اسم المهديّ المنتظَر (ناصر محمد) وذلك كون المهديّ المنتظَر ناصر محمد لم يجعله الله نبياً ولا رسولاً، فكيف يقول من شهد أنه الإمام المهدي؟ فهل يصح أن يقول وأشهد أن الإمام المهدي رسول الله؟ ولكنه ليس بنبيٍّ ولا رسولٍ بل ابتعثه الله ناصراً لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك فمن شهد بالحقّ في عصر بعث الإمام المهديّ المنتظَر فيقول أشهدُ أن لا إله إلا الله وأشهدُ أنّ محمداً رسول الله وأشهدُ أنّ الإمام المهدي ناصر محمد؛ صلى الله عليهم وعلى جميع المسلمين.

ويا سبحان الله يا معشر الذين يجادلون الإمام المهدي في الاسم فلو كنتم في عصر بعث محمد رسول الله لقلتم: "وكيف نصدّقك مهما تزعم أنه تَنَزَّلَ عليك من القرآن، فكيف نصدّقك واسمك منذ أن كنت في المهد صبياً (محمد) ولكن الرسول المبعوث من بعد عيسى اسمه (أحمد) فأين أحمد من محمد؟"، ثم لا يزيدكم الحقّ من ربّكم إلا كفراً كبيراً كونكم لا تحاجون بالعلم بل بالاسم وذلك مبلغكم من العلم، أفلا تعلمون أنّ للأنبياء اسمين اثنين في الكتاب؟ فهم كمثل نبي الله يعقوب، وأنتم تعلمون أنه هو ذاته (إسرائيل) عليه الصلاة والسلام وآله الأطهار، وكذلك نبي الله أحمد هو ذاته نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام وآله الأطهار، فكم وعظناكم يا قوم إنما الحجّة هي في العلم إن كنتم تعقلون. ولذلك قال الله تعالى:
{
فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّـهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴿٦١} صدق الله العظيم [آل عمران].

وقال الله تعالى:
{
إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ} صدق الله العظيم [البقرة:247].

وأما الأسماء فهي تتشابه وأما الأنساب فلا يعلمُ بحقائقها إلا الله، أفرأيتم لو أنّ المشركين أو أهل الكتاب قالوا لمحمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لن نصدّقك حتى تثبت نسبك إلى نبي الله اسماعيل بن إبراهيم عليه الصلاة والسلام، أريتم أنه سيفعل؟ بل سوف يحاجّهم بالعلم ولكن أكثركم لا يعلمون.

وخلاصة هذا البيان يقول لكم الإمام ناصر محمد اليماني فهل ترضون يا معشر علماء المسلمين وأمّتهم أن يكون الله العلي العظيم هو الحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون؟ تصديقاً لقول الله تعالى:
{
وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿١٠} [الشورى].

{أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} صدق الله العظيم [الأنعام:114].

فإن رضيتم أن يكون الله هو الحكم بينكم فما على الإمام ناصر محمد اليماني إلا أن يأتي لكم بحكم الله بينكم من محكم كتابه وإن أبيتم حتى أتبع رواياتكم وخزعبلاتكم المخالفة لمحكم كتاب الله فأقول لكم قول الله تعالى:
{
تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦﴾} [الجاثية].

وقال الله تعالى:
{حَتَّىٰ إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَ‌فِيهِم بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُ‌ونَ ﴿٦٤﴾ لَا تَجْأَرُ‌وا الْيَوْمَ ۖ إِنَّكُم مِّنَّا لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿٦٥﴾ قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ ﴿٦٦﴾ مُسْتَكْبِرِ‌ينَ بِهِ سَامِرً‌ا تَهْجُرُ‌ونَ ﴿٦٧﴾ أَفَلَمْ يَدَّبَّرُ‌وا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٦٨﴾ أَمْ لَمْ يَعْرِ‌فُوا رَ‌سُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُ‌ونَ ﴿٦٩﴾ أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ ۚ بَلْ جَاءَهُم بالحقّ وَأَكْثَرُ‌هُمْ للحقّ كَارِ‌هُونَ ﴿٧٠﴾ وَلَوِ اتَّبَعَ الحقّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْ‌ضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِ‌هِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِ‌هِم مُّعْرِ‌ضُونَ ﴿٧١﴾ أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْ‌جًا فَخَرَ‌اجُ رَ‌بِّكَ خَيْرٌ‌ ۖ وَهُوَ خَيْرُ‌ الرَّ‌ازِقِينَ ﴿٧٢﴾ وَإِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٧٣﴾ وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَ‌ةِ عَنِ الصِّرَ‌اطِ لَنَاكِبُونَ ﴿٧٤﴾ وَلَوْ رَ‌حِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّن ضُرٍّ‌ لَّلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴿٧٥﴾ وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَ‌بِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّ‌عُونَ ﴿٧٦﴾ حَتَّىٰ إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ﴿٧٧﴾} صدق الله العظيم [المؤمنون].

ولا يزال المهديّ المنتظَر مُصّراً على الاستمرار في موضوع عذاب القبر حتى تجعلوا القبر روضةً من رياض الجنة رأي العين أو حفرةً من حُفر النيران رأي العين ولا أظنكم تستطيعون إلا أن توقدوا فيه ناراً من عند أنفسكم، أفلا تعقلون؟ أفلا تعلمون أنّ تلك العقيدة الباطلة سبب عدم دخول كثيرٍ من البشر في دين الإسلام بسبب عقيدتكم في عذاب القبر ونعيمه كونكم أفتيتم العالمين أنّ القبر يكون روضةٌ من رياض الجنة أو حفرة من حُفر النيران؟ قاتلكم الله أنّى تؤفكون؛ بل من كان في الجنة فهو فيها عند مليكٍ مقتدرٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَ‌بِّهِمْ يُرْ‌زَقُونَ ﴿١٦٩﴾ فَرِ‌حِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّـهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُ‌ونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١٧٠﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

ولم يجعل الجنة في قبورهم؛ بل هم عند ربهم فليس بينهم وبينه إلا العرش العظيم سقف جنة النعيم، فما لكم كيف تحكمون؟ فكيف تجعلون الجنة في حفرة فتمدونها مدّ البصر شرقاً وغرباً تصديقاً لحديث الشيطان الرجيم المفترى عن النبيّ أنه تعوذ من عذاب القبر من بعد فتوى علماء اليهود عن عذاب القبر كما في الرواية التالية المفتراة عن عائشة عليه الصلاة والسلام:
[أن اليهودية دخلت عليها فذكرت عذاب القبر، فقالت لها: أعاذك الله من عذاب القبر، فسألت عائشة الرسول صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر، فقال: نعم، عذاب القبر. قالت عائشة رضي الله عنها: فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلى إلا تعوذ من عذاب القبر]
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها، قالت:
[دخلت عليَّ عجوزان من عُجُز يهود المدينة، فقالتا: إن أهل القبور يعذبون في قبورهم، قالت: فكذبتهما، ولم أنعم أن أصدقهما، فخرجتا، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت له: يا رسول الله إن عجوزين من عجز يهود المدينة دخلتا عليَّ، فزعمتا أن أهل القبور يعذبون في قبورهم، فقال: صدقتا، إنهم يعذبون عذاباً تسمعه البهائم " قالت: فما رأيته بعد في صلاة إلا يتعوذ من عذاب القبر]
انتهت الرواية المُفتراة بالباطل

وكذلك الافتراء أن أصحاب الجنة إنما يكونوا في قبورهم جنة فيأتوا بالدليل المفترى عن النبيّ كذباً بما يلي:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [المؤمن في قبره في روضة خضراء ويرحب قبره سبعون ذراعا وينور له كالقمر ليلة البدر.....]. رواه ابن حبان في صحيحه
ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد المعتقدين بعذاب القبر فيقول بل أنا سوف أقيم عليك الحجّة من كتاب الله وسنة رسوله الحقّ فآتيك بالبرهان المبين على إثبات عذاب القبر من كتاب الله وسنة رسوله الحقّ بقوله تعالى:
(ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى) طه 124، فقد فسرها أيضا النبيّ الكريم بأنها عذاب القبر فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبيّ – صلى الله عليه وسلم – قال" فإن له معيشة ضنكا، عذاب القبر " رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح على شرط مسلم
ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: قال الله تعالى: {
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} صدق الله العظيم [طه:124]، وتجدون البيان في قول الله تعالى: {وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} صدق الله العظيم [الأنعام:125].

فذلك هو الضنك المقصود وهو ضيق في الصدر كون صدره ليس منشرحاً بذكر الله فتجدونه في ضنكٍ وضيقٍ حرجاً كأنما يصعد في السماء، وأنتم تعلمون أنّ الذي يصعد في السماء يقل عليه الأكسجين شيئاً فشيئاً حتى إذا خرج من الغلاف الجوي للأرض يختنق بسبب انعدام الأكسجين، ولكن أكثركم يجهلون!

ويا قوم ليس الإمام المهدي من الطوائف الملحدة والزنادقة والجهمية والمعتزلة وغيرهم من الذين ينكرون العذاب من بعد الموت مباشرةً ويقروه يوم القيامة؛ بل نقرّه ونشهد به من بعد الموت مباشرةً ونقرّه كذلك يوم القيامة، ونستنبط برهان العذاب من بعد الموت مباشرةً من محكم القرآن أن النفس تكون في نعيم أو في جحيم في نفس اليوم التي يتوفّاها الله فيه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{
وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:93].

ولكن العذاب يكون في نار جهنم في ذات جهنم. وقال الله تعالى:
{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٨﴾ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِ‌ينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [النحل]، فلمَ تُكابرون يا حبيبي في الله فضيلة الشيخ أبا فراس الزهراني؟

وأما بالنسبة لحجتك أنّ الإمام المهدي لا يحفظ القرآن ثم أقول لك: وهل تراني أحاجّكم من التوراة والإنجيل يا رجل؟ فلا تكن من الجاهلين..

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
أخوكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
_______________

آخر تحديث: 12-10-2019 03:05 PM
14

دعـــوة للنقــاش ..

- 14 -
الإمام ناصر محمد اليماني
04 - 02 - 1432 هـ
10 - 01 - 2011 مـ
05:58 صباحاً
ـــــــــــــــــــــــ



دعـــوة للنقــاش ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله الأطهار وسلم وجميع المسلمين، وبعد..
من الإمام ناصر محمد اليماني إلى فضيلة الشيخ الكريم الشريف محمد بن علي الحسني المحترم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
فهل يرضيكم هذا الافتراء على الإمام ناصر محمد اليماني في موقعكم؟ والله المستعان على ما يصفون. أفلا يخشى اللهَ المستهزِئون بالحقّ من ربّهم؟ وهل يحاجُّهم الإمام ناصر محمد اليماني إلا بآيات الله في القرآن العظيم، وأدعوهم إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم واتِّباعه والكفر بما يخالف لمحكمه سواء في التوراة أو الإنجيل أو في أحاديث السُّنة؟ فهل ترون أنّه يحقّ للمستهزئين أن يستهزِئوا بالداعي إلى كتاب الله القرآن العظيم؟ فإذا لم يتمّ حذف هذا الافتراء علينا من المنافقين والمستهزئين فالراضي كالفاعل يا إخواني المشرفين على هذا الموقع. فتذكّروا قول الله تعالى:
{
وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّـهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ﴿١٤٠} صدق الله العظيم [النساء].

فإذا لم يتمّ حذف بيان المستهزئين المفترين فالراضي كالفاعل، فهل ترضون أن يُفترى على أيّ مؤمنٍ ما لم يقله؟ وهل ترضون بهذا البهتان العظيم؟ فنحن ننتظر ردَّكم بالحذف لهذا الافتراء والبهتان المهين، ونقول لهم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
اخوكم الإمام ناصر محمد اليماني .
_____________

آخر تحديث: 12-10-2019 04:32 PM
15

يا أيها المسلمون، استجيبوا إلى الله ليحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون ..

- 15 -
الإمام ناصر محمد اليماني
4 - 02 - 1432 هـ
10 - 01 - 2011 مـ
05:33 صباحاً
ـــــــــــــــــــــ



يا أيها المسلمون، استجيبوا إلى الله ليحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله الأطهار وجميع الأنصار في الأولين وفي الآخرين وأسلم تسليماً..

ويا علوي الهاشمي، إنّي الإمام المهدي ناصر محمد اليماني من الذين قال الله عنهم :
{
وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴿٥٥} صدق الله العظيم [القصص].

ويا أسفي على هذا الموقع المبارك لم أكن أعلمُ أنّه مرتع للسُّفهاء وأصحاب الافتراء! فهل يا ترى سوف يأتي المشرفون فيحكمون على الظالم والمظلوم بحكمٍ واحدٍ؟ ولربّما يودّ أحد المشرفين أن يقاطعني فيقول: "وما تقصد يا ناصر محمد اليماني بقولك فهل يا ترى سوف يأتي المشرفون فيحكمون على الظالم والمظلوم بحكمٍ واحد؟" ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: وهو لو أنّكم تقومون بحذف بيانات السّفهاء والبيان الحقّ للقرآن العظيم الذكر المحفوظ من التحريف الذي سوف يسألكم الله عنه، فإن قمتم بحذف بيانات السفهاء وكذلك بيان القرآن العظيم للإمام ناصر محمد اليماني فتذكّروا من الآن ردّ الجواب إلى الربّ الذي أنزل الكتاب. تصديقاً لقول الله تعالى:
{
وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴿٤٤} صدق الله العظيم [الزخرف].

ويا معشر علماء الأمّة فحين يسألكم الله عن ذكره القرآن العظيم وعن موقفكم من دعوة الإمام ناصر محمد اليماني فيقول لكم لماذا أعرضتُم عن دعوة الإمام ناصر محمد اليماني فتذكّروا حُجّتَكم من الآن، فماذا سوف تردّون الجواب إلى الربّ إن كنتم صادقين؟ وأما حجّة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني عليكم بين يدي الله فسوف أنطق بالحقّ من غير افتراءٍ وهو يعلم الصادقَ من المفتري وأقول: يا رب لقد دعوتُ علماء المسلمين وأمّتهم إلى أن يجعلوا الله حكماً بينهم فيما كانوا فيه يختلفون وقلت لهم: إنّي الإمام المهدي لستُ إلاّ مُكلفاً أنْ أستنبطَ لهم حُكم الله بينهم فآتيهم به من محكم كتابه، شرط علينا أن يكون الحكم من آيات الكتاب البيّنات لعالِمهم وجاهلهم حتى لا يُعرض عن آيات الله البيّنات إلا الفاسقون. تصديقاً لقول الله تعالى:
{
وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩} [البقرة].

وقال الله تعالى:
{
أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠} [المائدة].

وقال الله تعالى:
{
أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} [الأنعام:114].

وقال الله تعالى:
{
تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ﴿٦} صدق الله العظيم [الجاثية].

ولكنّ الفاسقين من المسلمين رفضوا أن يكون الله هو الحكم بينهم كما رفض الفاسقون من أهل الكتاب وأعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم كما أعرض الذين اقتدوا بهديهم. وقال الله تعالى:
{
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [آل عمران].

وكذلك الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله من المسلمين؛ أولئك اقتدوا بهدي فريقٍ من أهل الكتاب حتى ردّوهم من بعد إيمانهم كافرين. وقال الله تعالى:
{
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ ﴿١٠٠} صدق الله العظيم [آل عمران].

وبما أنّكم اعتصمتُم بأحاديث مخالفةٍ لمحكم ما أنزل الله إليكم في محكم كتابه فإن أبيتُم إلا أن تّتبِعوها وهي مخالفةٌ لمحكم القرآن العظيم إذاً فقد كفرتم بما أُنزل على محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، ودليل كُفركم أنّكم أبيتُم أن يكون الله هو الحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون فعصَيتُم أمر الله إليكم في محكم كتابه:
{
وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴿١٠} [الشورى].

وقال الله تعالى:
{أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴿٥٠﴾} [المائدة].

وقال الله تعالى:
{أَفَغَيْرَ اللَّـهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا} [الأنعام:114].

وما على الإمام المهدي ناصر محمد اليماني إلا أن يستنبط لكم حكم الله من محكم الكتاب حتى نُطهِّر سنة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله من الأحاديث المفتراة تطهيراً، فلن نستطيع حتى تستجيبوا لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، وبما أنَّ أحاديث البيان هي كذلك من عند الله فما وجدناه جاء مخالفاً لمحكم القرآن فاعلموا علم اليقين أنّ ذلك الحديث في السُّنة جاءكم من عند غير الله ولم يقُله محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم كون قرآنه وسُنة بيانه من عند الله جميعاً نورٌ على نورٍ، وما خالف لمحكم القرآن في سُنة بيانه فاعلموا أن ذلك الحديث من عند غير الله أي من عند الشيطان على لسان أوليائه الذين يُظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر والمكر ليصدّوا المسلمين عن اتباع الذِّكر. وقال الله تعالى:
{
مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّـهَ ۖ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ﴿٨٠وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣} صدق الله العظيم [النساء].

إذاً يا قوم قد تبيّن لكم أحاديث سُنّة البيان أنها كذلك من عند الله تصديقاً لقول الله تعالى:
{
فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ﴿١٨ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ ﴿١٩} صدق الله العظيم [القيامة].

ولكن أحاديث البيان إذا كانت مخالفةً لمحكم قرآنه فاعلموا أنّها أحاديث جاءتكم من عند الشيطان، فكيف تعتصمون بها وتكذبون كلام الرحمن، فمن يجركم من الله؟ فتذكّروا قول الله تعالى:
{
وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴿٨٢} صدق الله العظيم [النساء].

وبما أنّ أحاديث عذاب القبر جاءتكم من عند غير الله لذلك وجدنا بينها وبين محكم القرآن في موقعٍ العذاب من بعد الموت اختلافاً كثيراً كون الله يفتيكم أنّ العذاب من بعد الموت هو على النفس من دون الجسد فتدخل النار في نفس اليوم الذي يموتون فيه من كان من أصحاب النار. تصديقاً لقول الله تعالى:
{
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ ۗ وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴿٩٣} صدق الله العظيم [الأنعام].

ونستنبط من ذلك أنّ العذاب هو على النفس من دون الجسد. تصديقاً لقول الله تعالى:
{
أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:93].

ولم يجعل الله النار في حفرة الجسد؛ بل يتمّ إدخالهم في نار جنهم زُمراً من أبوابها السبعة. تصديقاً لقول الله تعالى:
{
الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٨فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴿٢٩ وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ ۚ قَالُوا خَيْرًا ۗ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَـٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ ۚ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ ۚ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ ﴿٣٠} صدق الله العظيم [النحل].

وإنما يقصد ملائكة الرحمن بقولهم {
خَالِدِينَ فِيهَا}أي ما دامت السماوات والأرض إلى ميقات البعث الأول. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ ﴿١٠٦خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴿١٠٧} صدق الله العظيم [هود].

ويا قوم، والله الذي لا إله غيره لا تستطيعون فتنة أنصار الإمام ناصر محمد اليماني حتى تهيمنوا على الإمام ناصر محمد اليماني بحديثٍ هو أصدق من حديث الله ربّ العالمين، فهل تعلمون بحديث هو أصدق من حديث الله في محكم كتابه فأتوا به إن كنتم صادقين. وقال الله تعالى:
{
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّـهِ قِيلًا} صدق الله العظيم [النساء:122].

فإذا كان في السُّنة حديثٌ جاء مخالفاً لحديث الله في محكم كتابه فاعلموا أنّه حديثٌ جاءكم من عند الشيطان الرجيم على لسان أوليائه المفترين الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر ليصدوكم عن اتّباع الذكر حديث الله المحفوظ من التحريف.

وخلاصة ما أريد أن أعِظ به أصحاب هذا الموقع وجميع المسلمين هو :

فهل ترضون أن يكون الله حكماً بينكم؟ فاستجيبوا إلى الله ليحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، وما على عبده الإمام المهدي إلا أن يستنبط لكم حكم الله بينكم من محكم كتابه القرآن العظيم إنْ كنتم به مؤمنين، وإن أبيتُم فما عندي غير ذلك شيئاً حتى ولو لبثتُ فيكم ألف عامٍ فلما غيّرتُ منهجي كتابَ الله وسنةَ رسوله الحقّ ولما اتّبعتُ أهواءكم.


ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد علماء المسلمين فيقول: "وهل ترانا على غير منهج كتاب الله وسنة رسوله الحقّ؟"، ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول: أقسمُ بالله العظيم أن من اتّبع لِما خالف لمحكم القرآن العظيم فإنّه على منهج الشيطان الرجيم.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
خليفة الله وعبده الإمام المهدي ناصر محمد اليماني .
__________________

ولكن الفاسقين منهم سبّوني وشتموني وكذبوني وآذوني وقالوا إنك على ضلالٍ مبينٍ، فقلت لهم يا قوم وكيف يكون على ضلالٍ مبينٍ من يدعوكم إلى الله لتعبدوه وحده لا شريك له على بصيرةٍ من ربي؟ فعميت عليكم! أنلزمكموها وأنتم لها كارهون؟ فلمَ تكرهون؟
آخر تحديث: اليوم 05:32 PM
16

ردّ الإمام الأخير ..

- 16 -
الإمام ناصر محمد اليماني
06- 02 - 1432 هـ
12 - 01 - 2011 مـ
05:12 صباحاً
ـــــــــــــــــــ



ردّ الإمام الأخير ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله الأطهار وجميع الأنصار للحقّ في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين..

إخواني علماء المسلمين وأمّتهم ممن أظهرهم الله على الدعوة للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني في زمن الحوار من قبل الظهور، سلامُ الله عليكم وعلى جميع المسلمين وأُصلي وأسلمُ عليكم أن يغفر لكم ويرحمكم ويريكم الحقّ حقّاً ويرزقكم اتّباعه والباطل باطلاً ويرزقكم اجْتنابه.

أحبتي في الله، أولاً أتقدّم بالشكر الكبير لسماحة الرئيس المحترم (محمد بن علي الحسني) وجميع المشرفين على هذا الموقع المبارك الذي سوف ينال الشكر والتقدير من جميع المسلمين سواء يكون ناصر محمد اليماني كذاباً أشراً أو يكون ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر، فلا بدّ أن يُحصحِصَ الحقّ في هذا الموقع بإذن الله فيتبيّن للمسلمين حقيقة الإمام ناصر محمد اليماني فإن استمر الحوار في هذا الموقع المبارك فسوف ينقذ المسلمين من ضلال الإمام ناصر محمد اليماني إنْ كان على ضلالٍ مبينٍ فحتماً سوف يجد الباحثون عن الحقّ وجميع الأنصار أنّ علماء الأمّة ممّن حاوروا الإمام ناصر محمد اليماني قد أقاموا عليه الحجّة المقنعة بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم، ومن ثم يتبيّن لأنصار الإمام ناصر محمد اليماني أنّ ناصر محمد اليماني على ضلالٍ، ومن ثمّ يتولّى عنه جميع الأنصار من مختلف الأقطار فيشكرون هذا الموقع المبارك إذ كان السبب في إنقاذهم من ضلال الإمام ناصر محمد اليماني، أو يشكر هذا الموقع جميع المسلمين وكافة البشر لو تبيّن لهم أنّ المهديّ المنتظَر هو حقاً الإمام ناصر محمد اليماني خليفة الله في الأرض. إذاً فهذا الموقع مشكورٌ في كلا الحالتين سواء كان ناصر محمد اليماني هو المهديّ المنتظَر أو كذابٌ أشِرٌ، وكذلك يقول لهم الإمام ناصر محمد اليماني: لا تثريب عليكم أحبتي المشرفين إن كنتم تودّون ترك بيانات السفهاء ضدّ الإمام ناصر محمد اليماني فنحن سوف نصبر بإذن الله مهما كان أذاهم ونقول لهم: سلامٌ، ما أمرنا الله أن نقوله لأمثالهم:
{
لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ} [القصص:55].

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: فكيف يتبيّن للعالِم والجاهل أنّ ناصر محمد اليماني هو حقاً المهديّ المنتظَر؟ فبما أنّكم تؤمنون جميعاً بقول الله تعالى:
{
مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـٰكِن رَّسُولَ اللَّـهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴿٤٠﴾} صدق الله العظيم [الأحزاب]، إذاً الإمام المهديّ لن يبعثه الله نبيّاً جديداً بكتاب جديدٍ، إذاً فلا بدّ أن يزيده بسطةً في علم البيان الحقّ للقرآن العظيم حتى لا يُحاجّه عالِم أو جاهل إلا غلبه بالحقّ وليس فقط في موضوع عذاب القبر أو موضوع الرجم للزاني المتزوج أو موضوع رؤية الله جهرةً؛ بل لا بدّ للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أن يهيمن على كافة علماء الأمّة في جميع مواضيع الحوار بنسبة 100%، وإذا هيمن ناصر محمد اليماني بنسبة 99 % إلا موضوعاً واحداً فقط فعلى جميع الأنصار في مختلف الأقطار التولّي عن اتّباع ناصر محمد اليماني، وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّ علماء الأمّة لو هيمنوا على الإمام ناصر محمد اليماني ولو في موضوعٍ واحدٍ فقط فهذا مخالفٌ لفتوى الله عن طريق رسوله في الرؤيا الحقّ: [وما جادلك أحد من القرآن إلا غلبته]، إذاً فلا بدّ أن يهيمن الإمام ناصر محمد اليماني في جميع النقاط كما هيمن الإمام ناصر محمد اليماني في فتواه بالبرهان المبين أن العذاب من بعد الموت هو على النفس في النار في ذات النار ونفينا أن يكون العذاب في حفرة السوءة، والكذب حباله قصيرةٌ.

يا فضيلة الشيخ المحترم (محمد عبد القادر إدريس الأمين)، ألا والله الذي لا إله غيره لو يتّبع الحقّ أهواءكم لما ازداد الكفار إلا كفراً ثم تكون الحجّة لهم علينا، فيقولون لقد سمعناكم تقولون إنّ القبر إما أنْ يكون روضةٌ من رياض الجنة أو حفرةٌ من حفر النار ولكننا لم نجد لا جنةً ولا ناراً في القبور! ثم يزدادون كفراً فتكون لهم الحجة. ألا لعنة الله على المفترين من شياطين البشر فقد نجحوا بهذا المكر الخبيث أن يصدّوا كثيراً من البشر عن اتِّباع الذِّكر إليهم من ربّهم كونهم لم يجدوا مما يعتقده المسلمون ناراً في القبور على الكفار ولم يجدوا القبر روضةً من رياض الجنة على أموات المسلمين.

وأما اتّهامك لناصر محمد اليماني أنه يلوي أعناق الآيات فيفسِّرها بغير ما يقصده الله، فهو أنت من يفعل ذلك وليس الإمام ناصر محمد اليماني كونك تأتي بآيةٍ ومن ثمّ تفسرها على هواك أنت بغير سلطانٍ بيِّنٍ من ربّ العالمين كمثل حُجّتك بقول الله تعالى:
{
قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا} صدق الله العظيم [يس:52]، ومن ثمّ تفتي أنّ هذا برهان لعذاب القبر. ومن ثمّ يردّ عليك المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني الذي لا يقول على الله إلا الحقّ وأقول: إن أولئك ليسوا من المُعذّبين كونهم لا يعلمون أنّ الله وعد ببعث الأموات، كونهم ماتوا قبل أن يبعث الله إليهم رسولاً ينذرهم أنهم مبعوثون من بعد الموت؛ بل كانوا يجهلون ذلك تماماً ولذلك قالوا: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا} صدق الله العظيم، ومن ثمّ أجابهم الذين ابتعث الله إليهم رسله فأفتوهم بالحقّ وقالوا: {هَـٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَـٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} صدق الله العظيم [يس:52].

وأمّا الذين لا يعلمون بالبعث فلم يكونوا معذَّبين فلا هم في نعيمٍ ولا هم في جحيمٍ. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15]، كون الذين ماتوا من أهل القرى قبل بعث رسلِهم إليهم فإنّ لهم حجّة على ربّهم ولذلك لن يعذبهم. تصديقاً لقول الله تعالى: {رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥} صدق الله العظيم [النساء].

فبما أنّ لهم الحجّة على ربّهم بسبب أنّه لم يأتِهم نذيرٌ من ربّهم ولذلك لن يعذبهم الله. تصديقاً لقول الله تعالى:
{
وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم، فأولئك هم الذين لا يعلمون بالبعث من بعد الموت ولذلك قالوا: {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا}؟ وبالعقل سيفتيهم الذين ابتعث الله فيهم رسله فأجابوهم بالحقّ وقالوا: {هَـٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَـٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ} صدق الله العظيم [يس:52].

فلا تكن من الجاهلين حبيبي في الله (محمد عبد القادر إدريس الأمين) الذي يشتمنا ويهيننا بغير الحقّ، ولم يكتفِ بذلك بل ويفتري على ناصر محمد اليماني أنّ لهُ اسماءٌ عديدةٌ في موقعهِ ولكنْ يشهد الله والحسين بن عمر والمشرفون أنْ ليس لي غير عضويةٍ واحدةٍ: (الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني).

وأما بالنسبة لقولِك الذي تُزكّيه بالقسم بالله العظيم أنّه يوجد علماء أقاموا على ناصر محمد اليماني الحجّة وأخرسوا لسانه بالحقّ وما كان منه إلا أن يقوم بحذف بياناتِهم وحجبهم، والله المستعان يا فضيلة الشيخ المحترم (محمد عبد القادر إدريس الأمين)، وبسبب هذا الافتراء على المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني جاء للحوار في موقعٍ محايد لننظر أصدقت يا (محمد عبد القادر إدريس الأمين) أم كنت من الكاذبين المفترين؟ كون ناصر محمد اليماني لن يستطيع أن يحجبكم في هذا الموقع المحايد ولن يستطيع أن يحذف بياناتكم شيئاً حتى يتبيّن للباحثين أنكم لتفترون علينا بغير الحق.

وكذلك أريد ان أنوّه إلى أحبتي الأنصار أنّ من جادل بعلم لم يقله الإمام ناصر محمد اليماني فليتحمل مسؤولية فتواه بين يدي الله وما قط أفتاكم الإمام ناصر محمد اليماني أن الناس يوم القيامة يدعون إلى أمهاتهم فهل تريدون أن تجعلوا الحجّة للآخرين على ناصر محمد اليماني؟ ألم أفتيكم من قبل أنكم حين تُفتون بشيءٍ من فتاوى علماء الأمّة فإذا كانت تلك الفتوى باطلةٌ فسوف يظنّ الآخرون أنّ الذي أفتاكم بها هو الإمام ناصر محمد اليماني؟ فاحذروا ثم احذروا. ألا والله لئن استمسكتم بما جاء في بيانات الإمام ناصر محمد اليماني لا يستطيع أن يقيم عليكم الحجّة أحدٌ من علماء الإنس والجنّ وإنا لصادقون. أما حين يكون الرد من عند أنفسكم فسوف تتحملون مسؤولية إفتائكم بين يدي الله كون الفتوى في الدين ليست بالمجازفة ولا بالعلوم الظنيّة. تصديقاً لقول الله تعالى:
{
وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـٰذَا حَلَالٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿١١٦} صدق الله العظيم [النحل].

فهل ضلّ كثيرٌ من علماء الدين وأضلّوا أمّتهم إلا بسبب اتباع العلوم الظنيّة التي تحتمل الصح وتحتمل الخطأ؟ ومن ثمّ يزعمون أنها برئت ذمتهم بقولهم في نهاية الخُطبة: "فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان"! وبما أنّ ناصر محمد اليماني لا يتّبع علوم الدين الظنيّة؛ بل واثق كل الثقة أنّه على الحقّ المبين وأنّه لا يقول على الله إلا الحقّ ولذلك تجدونني أعلن لكم نتيجة الحوار من قبل الحوار بأنّني سوف أهيمن بالحقّ على من يحاورني من علماء الإنس والجنّ حتى ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً. وذلك لأني أحاجكم بآيات بينِّات للعالِم والجاهل في قلب وذات الموضوع، كمثل الآيات التي أوردناها من محكم كتاب الله تفتي بأنّ المعذبين من بعد الموت في النار في ذات النار ومن ثمّ آتيكم بالبرهان المبين للعالِم والجاهل أنّ الذين أهلكهم الله وكانوا معرضين عن الحقّ من ربّهم في النار من بعد موتهم مباشرةً، تصديقاً لقول الله تعالى:
{
مِّمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُم مِّن دُونِ اللَّـهِ أَنصَارًا ﴿٢٥} صدق الله العظيم [نوح].

وكذلك فرعون وقومه يعذبون في النار بعد أن أهلكهم الله بالغرق، تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَحَاقَ بِآلِ فِرْ‌عَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ النَّارُ‌ يُعْرَ‌ضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْ‌عَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [غافر].

إذاً العذاب البرزخيّ من بعد الموت هو في النار وليس في القبر فمن الذي يلوي أعناق الآيات لكي يؤولها على هواه يا هذا؟ فأنتم تستدلون على العذاب بهذه الآيات وتجعلونه في القبر ولكن المهديّ المنتظَر يفتي بالحقّ أنّ عذاب النار في النار كون النار حقيقة مرئية والجنة حقيقة مرئية، فحتى ولو لم تروا النفس في القبور فسوف ترون أنّ القبر روضةٌ من رياض الجنة أو حفرةٌ من حفر النيران، فكيف تريدون أن تقنعوا الكفار بهذا الافتراء كون حجّة العقل والمنطق سوف تكون معهم بسبب هذا الافتراء المخالف للعقل والمنطق، أفلا تعقلون؟

ومن ثمّ نأتيكم بدليلٍ آخر أنّ النار في كوكبٍ غير هذا الكوكب الذي يعيش عليه البشر بل في أحد الكواكب الأخر، ولذلك قال الله تعالى لرسوله أن يقول:
{
مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿٦٩} صدق الله العظيم [ص]، ومن ثم تزعمون أن المختصمين أنهم الملائكة، ويا سبحان الله! وتالله لا أعلم بخصام بين ملائكة الرحمن فلمَ تُحرفون كلام الله عن مواضعه؟ وقال الله تعالى: {إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ‌ ﴿٦٤﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ‌ ۖ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ‌ ﴿٦٥﴾ رَ‌بُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ‌ ﴿٦٦﴾ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿٦٧﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِ‌ضُونَ ﴿٦٨﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالملأ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [ص].

وبما أنّكم وجدتم في هذه الآية المحكمة معضلة في أنّ العذاب البرزخيّ في القبر ولذلك تحرِّفون كلام الله عن مواضعه حتى يوافق أهواءكم فتقولون إن ذلك تخاصم ملائكة الرحمن المقربين وحسبي الله على المفترين على الله غير الحق.

ويا علماء المسلمين وأمّتهم، كونوا شهداء على الذين يريدون أن يخرجوا الإمام ناصر محمد اليماني من موضوع الحوار في عذاب القبر إلى الحوار في مواضيع أُخر نظراً لانعدام الحجّة على الإمام ناصر محمد اليماني لإثبات عذاب القبر من عند أنفسهم ما أنزل الله بذلك من سلطانٍ أنه جعل النار في المقابر فلا يوجد من بعد الموت عذاب قبر ونار بل عذاب النار؛ وقانا الله منها تصديقاً لقول الله تعالى:
{
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} صدق الله العظيم [البقرة:201].

ويا معشر الذين يحاوروني في هذا الموقع المبارك، إني أشهدُ الله عليكم لئن تبيّن لكم الحقّ ثم لا يَتَبِعُ الحقّ من تبيّن له أنه الحقّ ويريد أن يخرجنا من موضوع الحوار الذي تبيّن أنّ الحقّ فيه هو مع الإمام ناصر محمد اليماني فإنها أخذته العزّة بالإثم وحسبه جهنم من بعد الموت. تصديقاً لقول الله تعالى:
{
وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّـهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿٢٠٦} صدق الله العظيم [البقرة].

فلسنا في مباراة كرة قدم تغلبني أو أغلبك؛ بل هذا حوار في الدين لا ينبغي لأحد علماء الأمّة إذا تبيّن له الحقّ من ربّه أن تأخذه العزّة بالإثم حفاظاً على كبريائه أمام الآخرين فسوف يكون مهاناً من بعد موته إلى يوم الدين فيخلد في نار جهنم مهاناً، تصديقاً لقول الله تعالى:
{
وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} صدق الله العظيم [الفرقان:69].

وأشهد الله وكفى بالله شهيداً أني سوف أُجيب عليكم بالحقّ في جميع مواضيع الحوار المتعلقة في الدين لهدى المسلمين ولكن للإمام ناصر محمد اليماني شرطٌ عليكم أنْ يكون الحوار مجدياً ونافعاً للإسلام والمسلمين ولن يتحقق ذلك حتى نلتزم بعدم الخروج من موضوع الحوار إلا مِن بعد حسم النتيجة فيه نهائياً لصالح مَنْ، فإن تبيّن للإمام ناصر محمد اليماني أنّ الحقّ مع أبي فراس ولم أعترف أنّ الحقّ في عذاب القبر مع أبي فراس فأنا لم أُكذِّب أبا فراس بل أصبحتُ أكذِّبُ بكلام الله لئِن أَثبتَ أبو فراس حجتَه بكلام الله من محكم كتابه القرآن العظيم. ولكن حين يقيم عليكم الإمام المهديّ حُجته في إثبات العذاب من بعد الموت أنّه في النار فيأتيكم بالبرهان المبين من محكم الكتاب، فإذا لم تتّبعوا الحقّ وتقِرّوا به فأنتم لم تكذِّبوا ناصر محمد اليماني بل جحدتُم بكلام الله في محكم آياته البيِّنات. وقال الله تعالى:
{
فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:33]؛ كون ناصر محمد اليماني يحاجّكم بآيات الكتاب البيّنات التي كان يحاجّ بها محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩} صدق الله العظيم [البقرة].

وما أريدُ أن أعِظُكم به في هذا البيان هو أن تقوموا لله مثاني أو فُرادى فتتفكروا في بيان المهديّ المنتظَر للذِّكر، فهل هو مجرد تفسيرٍ من عند نفسه بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؟ أو أنه يلوي أعناق الآيات كما تفعلون؟ أم أنّ بيان المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ليس مجرد تفسير؛ بل قرآن يحاجّ به علماء المسلمين ويجاهدهم به جهاداً كبيراً؟ ولكن أولياء الشياطين يقولون هذه آيات تقصد الرسول وما تقصدك أنت يا ناصر محمد اليماني كمثل الحجّة التي تحاج بها في قول الله تعالى،
{
فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ} صدق الله العظيم، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: فمن كذَّب ناصر محمد اليماني فقد كذَّب كلام الله على لسان رسوله لأني أحاجُّكم بآيات بيِّنات وما يكفر بها إلا الفاسقون، كون القرآن العظيم ليس بصيرةً فقط لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل جعله الله بصيرة لكل من يدعو إلى الله من بعد رسوله، تصديقاً لقول الله: {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨} [يوسف].

ولكنّكم تريدون أن تجعلوا القرآن بصيرة فقط لرسوله ومَنْ اتّبَعه! إذاً فما الذي تريدونه أن يحاجّ به إن كنتم صادقين؟ ألم يقل:
{
أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}؟ صدق الله العظيم [يوسف:108]، ولكنّ الذي يدعو ببصيرةٍ مخالفةٍ لمحكم بصيرة محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فليعلم إنّه يدعو ببصيرة الشيطان الرجيم الذي يريد أن يُضلَكم عن اتِّباع القرآن العظيم فتضلوا عن سبيل الله، أفلا تتقون؟

ويعلن المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني بعدم الخروج من الحوار في عذاب القبر حتى يتمّ حسم النتيجة فيه ومن ثم يتمّ الانتقال إلى الحوار في موضع آخر ثمّ الذي يليه ثمّ الذي يليه، وبذلك يكون الحوار مجدياً ونافعاً للإسلام والمسلمين وذلك حتى لا يتشتت الفكر في الحوار لن نخرج من موضوع عذاب القبر يا أبا فراس، فإن قلت إنّ الحقّ في موضوع عذاب القبر تبيّن أنّه مع الإمام ناصر محمد اليماني وأنّ العذاب البرزخيّ من بعد الموت هو حقاً في النار في ذات النار ولا يعني ذلك أنّه يكفي برهاناً أنّ المهديّ المنتظَر هو ناصر محمد اليماني بل لا نعترف أنّه هو المهديّ المنتظَر حتى يهيمن علينا في جميع مواضيع الحوار بنسبة 100% فهذا هو المنطق يا أبا فراس إن كنت تريد المنطق، فالحقّ أحقّ أن يتبع. وإن أصررْتَ أنّ العذاب من بعد الموت هو في القبر فليس المطلوب منك إلا أن تبيّن هذه الآية المحكمة في قول الله تعالى:
{إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ‌ ﴿٦٤﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ‌ ۖ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ‌ ﴿٦٥﴾ رَ‌بُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ‌ ﴿٦٦﴾ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿٦٧﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِ‌ضُونَ ﴿٦٨﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالملأ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿٦٩﴾} صدق الله العظيم [ص].

أم أنّكم لا تؤمنون أنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شاهدَ أهل النار من الأمم الأولى ليلة الإسراء والمعراج. تصديقاً لقول الله تعالى:
{
وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ ﴿٩٥} صدق الله العظيم [المؤمنون]؟ فقد مرَّ على أهل النار وأهل الجنة من الأمم الأولى، أم أنّكم لا تعلمون أنّ محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قابل جميع الأنبياء والمرسلين في جنات النعيم فسألهم ما أمره الله أن يسألهم عنه في قول الله تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَـٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ ﴿٤٥} صدق الله العظيم [الزخرف]، فاعترف بالحقّ يا أبا فراس، وما لم تفعل فقد أخذتك العزّة بالإثم وحسبك جهنّم وبئس المهاد.

وأما السيد (محسن البلخي) الذي يقول وهل يعذب الله بغير حساب قبل يوم الحساب ومن ثم نجيبه من الكتاب بقول الله تعالى:
{وَحَاقَ بِآلِ فِرْ‌عَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ النَّارُ‌ يُعْرَ‌ضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْ‌عَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [غافر].

فهل ترى إنّه قد حاسب فرعون؟ بل أدخله ومن معه في النار قبل يوم الحساب، ويوم الحساب يتمّ إدخالهم كذلك في أشدّ العذاب كونه من الكفار مِمّن يدخلون النار بغير حساب قبل يوم الحساب، وإنّما الحساب إثبات الحجّة عليهم ليعترفوا بظلمهم كونَهم كانوا منكرين عمل السوء. وقال الله تعالى:
{
الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ} صدق الله العظيم [النحل:28].

ومن ثم يوم القيامة يُقِرُّ ويعترف أنّ الله وملائكته لم يظلموه شيئاً من بعد الحساب وتبيّن له أخطاؤه في الكتاب أحصاها الله ونسوها. وقال الله تعالى:
{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّـهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا ۚ أَحْصَاهُ اللَّـهُ وَنَسُوهُ ۚ وَاللَّـهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [المجادلة].

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..
خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
__________________

آخر تحديث: 13-10-2019 02:16 PM
17

هلمّوا لحوار المهديّ المنتظَر وللاحتكام إلى كتاب ربّي وذروا الأنساب والتمييز العنصري فكلكم من آدم وآدم من ترابٍ..

- 17 -
الإمام ناصر محمد اليماني
07 - 02 - 1432 هـ
13 - 01 - 2011 مـ
05:31 صباحاً
ـــــــــــــــ



هلمّوا لحوار المهديّ المنتظَر وللاحتكام إلى كتاب ربّي وذروا الأنساب والتمييز العنصري فكلكم من آدم وآدم من ترابٍ ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأطهار وجميع الأنصار وجميع المسلمين الأبرار الذين لا تأخذهم العزّة بالإثم إن تبيّن لهم الحقّ من ربّهم استغفروا ربَّهم وأنابوا وتابوا أذلةً على المؤمنين أعزة على الكافرين الذين يحاربونهم في دينهم.

ويا فضيلة الشيخ أبو فراس الزهراني، لا تظن أنّ الإمام المهديّ لا يعلم من تكون وأعلمُ أنك ذاته أبو حمزة المصري الذي يسعى الليل والنهار ومن كان على شاكلته ليطفئوا نور الله ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره المجرمون ظهوره.

وبالنسبة لنسبي فقد علّمتكم بالبرهان الحقّ أن الإثبات يتوقف على بسطة العلم على كافة علماء المسلمين والنصارى واليهود إن استجابوا لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فإن علمتم أنّ الإمام ناصر محمد اليماني من الذين يستنبطون حكم الاختلاف فيما اختلفتم فيه في الدين فأستنبط لكم حكم الله المُقنع لعالِمكم وجاهلكم من القرآن العظيم فقد علمتم أنّ الإمام ناصر محمد اليماني من أولي الأمر منكم من الذين قال الله عنهم:
{وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} صدق الله العظيم [النساء:83].

فانظروا لقول الله تعالى:
{لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} صدق الله العظيم، أي لعلم حكم الله بينكم في جميع ما كنتم فيه تختلفون في دينكم فيأتيكم بحكم الله يستنبطه لكم من القرآن العظيم حتى لا يستطيع أحد علماء الأمّة المختلفين أن يجادل المُستنبط بعلم هو أهدى منه سبيلاً وأصدق قيلاً كما يفعل الإمام ناصر محمد اليماني. فإن انطبقت هذه الفتوى من الله على الإمام ناصر محمد اليماني أنه يعلم كيف يستنبط لهم حكم الله بينهم من محكم كتابه ليس في بعض نقاط الاختلاف في الدين بل في جميع ما كنتم فيه تختلفون فإن تبيّن لكم صدق التحدي بالحقّ من الإمام ناصر محمد اليماني أنه فعلاً لا يجادله أحد من القرآن إلا هيّمن عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بحكم الله يأتيكم به من محكم كتابه، إذاً يا قوم فماذا بعد الحقّ إلا الضلال؟ فلماذا لا تتبعون الحكم الحقّ من ربّكم فتذكرون فتوى الله عن البرهان لأئمة آل البيت المصطفين منكم في قول الله تعالى: {لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} صدق الله العظيم؟

فتدبّروا فتوى الله بالحقّ عن أئمة آل البيت المصطفين في قول الله تعالى:
{لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} صدق الله العظيم، ولذلك تجدون الإمام ناصر محمد اليماني يستنبط لكم حكم الله بينكم من محكم كتاب الله فإذا أنتم مبصرون؛ من كان يريد الحقّ منكم، وأما الذين لا يبحثون عن الحقّ في كتاب الله القرآن العظيم كونهم مقتنعين وفرحين بما عندهم من العلم برغم أنه مخالف لحكم الله فأولئك من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه: {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٨٣} صدق الله العظيم [غافر]، ولكن إذا كان هذا العلم مخالف للآيات البيّنات من ربّكم فاعلموا أنّ ذلك العلم جاءكم من عند غير الله أي من عند الشيطان الرجيم، فكيف تعتصمون به وهو يخالف لآيات الله البيّنات في محكم كتابه القرآن العظيم، أفلا تعقلون؟

ويا أخي السوداني، أفلا تُفتِنا هل كان محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصنع لكم الطائرات والسيارات والمسجلات؟ إنما ذلك العلم ليس له دخل بعلوم الدين وهو من علم الله ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء، وإنّما ابتعثني الله لتوحيد صف علماء المسلمين جميعاً لكي نعيدهم وأمّتهم إلى منهاج النبوّة الأولى كتاب الله وسنة رسوله الحق، فما خطبكم تسعون معاجزين فتصدون عن الحقّ وأنتم لا تعلمون أنه الحقّ من ربّكم أخي الكريم؟ وشكراً لاعتذاركم عمَّا بدر منكم وقد عفونا عنكم مسبقاً من أجل الله حتى لا يصيبَكم الله بمكروه كون الدعاء عليكم ضدّ تحقيق ما يريده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني الذي يريد أن يجعل الناس أمّةً واحدةً على صراطٍ مستقيم؛ إلا الذين تبيّنوا الحقّ من ربّهم وعلموا علم اليقين أنّ الإمام المهديّ هو حقاً الإمام ناصر محمد اليماني ثم لا يتّبعون الحقّ من ربّهم فأولئك أفوّض أمرهم إلى الله وأتجنب كثيراً الدعاء عليهم ما استطعت عسى الله أن يهديهم فلا يأس من رحمة الله حتى ولو حلَّت عليهم لعنة الله وملائكته والناس أجمعين فلا يأس من رحمة الله لو تابوا وأنابوا إلى ربّهم ليهدي قلوبهم، إنّ ربي غفورٌ رحيمٌ. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ‌ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَ‌ةِ مِنَ الْخَاسِرِ‌ينَ ﴿٨٥﴾ كَيْفَ يَهْدِي اللَّـهُ قَوْمًا كَفَرُ‌وا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّ‌سُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ البيّنات ۚ وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿٨٦﴾ أُولَـٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿٨٧﴾ خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ ﴿٨٨﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿٨٩﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

فلا تيأسوا من رحمة الله يا معشر المغضوب عليهم واعلموا أنّ الله يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب وأناب كون الله على كل شيءٍ قدير، حتى الشيطان إبليس لو يتوب إلى الله متاباً فلا يعجز الله أن يغفر له ويهدي قلبه إلى الصراط ــــــــ المستقيم، ذلك بأنّ الشيطان هو من عباد الله الذين أسرفوا على أنفسهم ولذلك جعل الله النداء منه في محكم كتابه القرآن العظيم إلى كافة عباد الله من الجنّ والإنس ومن كل جنسٍ يدعوهم أن ينيبوا إليه ليغفر لهم جميع ذنوبهم مهما كانت إنّ الله على كل شيء قدير. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَ‌فُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّ‌حْمَةِ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ‌ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ‌ الرَّ‌حِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَ‌بِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُ‌ونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم من ربّكم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُ‌ونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَ‌تَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّ‌طتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِ‌ينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَ‌ى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّ‌ةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْ‌تَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٥٩﴾ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَ‌ى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِ‌ينَ ﴿٦٠﴾ وَيُنَجِّي اللَّـهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦١﴾} صدق الله العظيم [الزمر].

فتذكروا حجّة الله عليكم بالحقّ على الذي يقول:
{لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَ‌ى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّ‌ةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْ‌تَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم، فانظروا لحجة الله عليكم بالحق: {بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْ‌تَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٥٩﴾} صدق الله العظيم، وليست الروايات آياتٌ بل الآيات هي آيات الكتاب المحكمات لعالِمكم وجاهلكم وما يكفر بها إلا الفاسقون. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ۖ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ ﴿٩٩} صدق الله العظيم [البقرة].

إذاً الآيات البيّنات في محكم الكتاب هي حجّة الله على الذين لا يهتدون إن أعرضوا عنها ولذلك أقام الله الحجّة بالحقّ على الذين لا يهتدون. وقال الله تعالى:
{بَلَى قَدْ جَاءتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم [الزمر:59].

إذاً يا قوم إنّ كتاب الله القرآن العظيم حجّة لكم على ربّكم إن اتَّبعتم آياته وكذبتم بما يخالف لمحكم آياته فيرحمكم الله ويهدي قلوبكم أو حجّة الله عليكم لو لم تتبعوا آيات الكتاب البيّنات لعالِمكم وجاهلكم، كون كتاب الله القرآن العظيم المحفوظ من التحريف ما حفظه الله من التحريف إلا لكي تتبعوه وتكفروا بما خالف لمحكمه سواء يكون في التوراة أو الإنجيل أو في أحاديث السُّنة النبويّة كون القرآن العظيم هو الحجّة عليكم بالحقّ من ربّكم فاتبعوه واكفروا بما يخالف لمحكمه إن كنتم به مؤمنين. وقال الله تعالى:
{وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَ‌كٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْ‌حَمُونَ ﴿١٥٥﴾ أَن تَقُولُوا إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَىٰ طَائِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَ‌اسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ ﴿١٥٦﴾ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ من ربّكم وَهُدًى وَرَ‌حْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]، فلا تصدفوا عن اتِّباع آيات الله في محكم كتابه فتكونوا من المعذبين، وتذكروا قول الله تعالى: {فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ من ربّكم وَهُدًى وَرَ‌حْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧﴾} صدق الله العظيم.

ويا أحبتي في الله، لم يبتعثني الله لأدعوكم إلى الاحتكام في الكتاب لنثبت لكم العنصرية في الأنساب وأعوذُ بالله أن أكون من الجاهلين! فلا فرق بينكم إلا بتقوى الله فكلكم من آدم وآدم من تراب، فاتقوا الله يا أولي الألباب.

وأما بالنسبة لمحمود المصري فلينسبني إلى من يشاء ويتهمني بما يشاء فلن أنكر ولن أقر والحكم لله سيحكم بيني وبين المعرضين عن دعوة الاحتكام إلى الكتاب، وسبقت فتوانا بالحقّ أنّ الإمام ناصر محمد اليماني إذا لم يهيمن عليكم بسلطان العلم من الكتاب فهو ليس من أولي الأمر منكم، فلكلّ دعوى برهان فليس لدى الإمام ناصر محمد اليماني بطاقة أحوالٍ مدنيّةٍ مكتوبٌ فيها نسبه حتى يصل إلى أبتي الإمام الحسين بن علي عليه الصلاة والسلام، ولم يأمرني ربّي أن أجادلكم في نسبي بل لأدعوكم إلى الاحتكام إلى كتاب ربّي، وسبقت فتوانا بالحقّ أنّ الذين كانوا من ذرية الإمام الحسين بن علي قد تمّ التعدي عليهم ومحاولة إنهاء ذرية الإمام الحسين بن علي عليه الصلاة والسلام حتى لا يثأروا لدم أبيهم يوماً ما، ولذلك كان نسب الإمام المهديّ مخفيّاً في أسرةٍ في العالمين، وقبيلتنا تعلم أن جدّنا ليس جدهم كون أبانا جاء إلى هذه القبيلة مخفيٌّ نسبه منذ أمدٍ بعيد.

ويا قوم تذكروا فتوى جدي محمد رسول الله في الرؤيا الحقّ بإذن الله:
[كان مني حرثك وعلي بذرك أهدى الرايات رايتك وأعظم الغايات غايتك وما جادلك أحد من القرآن إلا غلبته]. وفي رؤيا أخرى: [وإنك أنت المهديّ المنتظَر وما جادلك عالم من القرآن إلا غلبته]. انتهى

إذاً يا قوم فلا بد أن يُصدقني ربّي بالحقّ على الواقع الحقيقي إن كنت حقاً المهديّ المنتظَر فحتماً سوف تجدون أنه لا يجادلني عالِمٌ من القرآن إلا غلبتُه، فتذكروا تصديق الرؤيا لجدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كونه لم يفترِها على صحابته بعد أن كاد أن يفتنهم المنافقون وقالوا: "ألم يقل أنكم سوف تعتمرون؟ وها هو حال بينكم وبين ذلك. أفلا ترون أنه كذاب أشِر وليس رسولاً إلى البشر؟ ولو كان صادقاً لأصدقه الله الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي فاعتمرتم بالبيت العتيق". وقال الله تعالى:
{لَّقَدْ صَدَقَ اللَّـهُ رَ‌سُولَهُ الرُّ‌ؤْيَا بالحقّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَ‌امَ إِن شَاءَ اللَّـهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُ‌ءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِ‌ينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِ‌يبًا ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [الفتح].

إذاً تصديق الله بالرؤيا بالحقّ يكون حقاً على الواقع الحقيقي فكذلك الإمام المهديّ لا بد أن يُصْدِقه الله الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي فلا يجادله عالِم من القرآن إلا غلبه بالحقّ ولكن في مسائل الدين وليس عن أسمائكم وأنسابكم أفلا تتقون؟ وما كان الإمام المهديّ عنصرياً متفاخراً على الناس بحسبه ونسبه برغم أنه لمن أشهر الأسر اليمانية، ولا أريدُ أن أتفاخر بذلك شيئاً بل حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين.

ومن تصديق الرؤيا بالحقّ على الواقع الحقيقي هو الهيمنة عليكم في النقطة الأولى من الحوار في عذاب القبر فأتينا بالبرهان المبين أنّ العذاب على النفس من دون الجسد في النار في ذات النار في أحد الكواكب وليس في حفرة القبر، واختياري للبدء بهذه النقطة في حواركم في هذا الموقع المبارك كون العقيدة الباطلة لديكم بأنّ العذاب في حفرة السوءة كانت السبب في صدّ البشر عن الدخول في دين الإسلام بسبب افتراء عذاب القبر فلم يجدوه روضةً من رياض الجنة على المسلم ولم يجدوه حفرةً من حفر النار على الكافر ومن ثمّ كذبوا بهذا القرآن العظيم وأعرضوا عنه كون الكفار يظنون أنّ المسلمين يعتقدون بهذه العقيدة كونها فتوى إليهم من ربّهم في القرآن العظيم بأنّ القبر روضةٌ من رياض الجنة أو حفرةٌ من حفر النيران، ولذلك كذب أكثرهم بهذا القرآن العظيم.

ولكنكم تعلمون أنّ الله لم يفتِكم بهذه العقيدة الكاذبة في محكم الكتاب ولذلك عجزتم بردّ الجواب بالبرهان من محكم القرآن لإثبات عذاب القبر، ولم ينكر المهديّ المنتظَر عذاب القبر بسبب أنه ليس موجود في القرآن؛ بل لأنه مخالف لفتوى الله في محكم الكتاب عن العذاب من بعد الموت أنه على النفس من دون الجسد، ولذلك قال الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّـهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴿٩٧} صدق الله العظيم [النساء].

فانظروا لقول الله تعالى:
{فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً} صدق الله العظيم، والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل مأواهم جهنم في نفس اليوم الذي توفاهم فيه؟ وهل العذاب على النفس من دون الجسد؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:93].

وسؤال آخر: فهل الكافرون المعرضون عن الحقّ من ربّهم كمثل قوم نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام يعذبون في النار جميعاً أم أشتاتاً في قبورهم؟ وتجدون الجواب في قول الله تعالى:
{مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا} [نوح:25].

وقال الله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّـهِ شَيْئًا ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ‌ ﴿١٠﴾ كَدَأْبِ آلِ فِرْ‌عَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّـهُ بِذُنُوبِهِمْ ۗ وَاللَّـهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [آل عمران].

وثمة سؤال آخر: فهل هذا العذاب في النار في ذات النار للذين كفروا هو العذاب البرزخيّ من بعد الموت وقبل البعث؟ وتجدون الجواب في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
{وَحَاقَ بِآلِ فِرْ‌عَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ﴿٤٥﴾ النَّارُ‌ يُعْرَ‌ضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا ۖ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْ‌عَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴿٤٦﴾} صدق الله العظيم [غافر].

وسؤال آخر: فهل جهنم في قبور البشر في هذه الأرض أم أنّ جهنم في كوكب آخر في الفضاء؟ وتجدون الجواب في مُحكم الكتاب في قول الله تعالى:
{هَـٰذَا ذِكْرٌ‌ ۚ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ ﴿٤٩﴾ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ ﴿٥٠﴾ مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَ‌ةٍ وَشَرَ‌ابٍ ﴿٥١﴾ وَعِندَهُمْ قَاصِرَ‌اتُ الطَّرْ‌فِ أَتْرَ‌ابٌ ﴿٥٢﴾ هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ ﴿٥٣﴾ إِنَّ هَـٰذَا لَرِ‌زْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ ﴿٥٤﴾ هَـٰذَا ۚ وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ‌ مَآبٍ ﴿٥٥﴾ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿٥٦﴾ هَـٰذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ ﴿٥٧﴾ وَآخَرُ‌ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴿٥٨﴾} صدق الله العظيم [ص].

ويودّ سائل أن يقول: "وأين العذاب الآخر قبل يوم الحساب في محكم الكتاب ذكرى لأولي الألباب في هذه الآيات؟"، ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ وأقول: قال الله تعالى:
{وَآخَرُ‌ مِن شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ﴿٥٨﴾ هَـٰذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ ۖ لَا مَرْ‌حَبًا بِهِمْ ۚ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ‌ ﴿٥٩﴾ قَالُوا بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْ‌حَبًا بِكُمْ ۖ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا ۖ فَبِئْسَ الْقَرَ‌ارُ‌ ﴿٦٠﴾ قَالُوا رَ‌بَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَـٰذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ‌ ﴿٦١﴾ وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَ‌ىٰ رِ‌جَالًا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَ‌ارِ‌ ﴿٦٢﴾ أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِ‌يًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ‌ ﴿٦٣﴾ إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ‌ ﴿٦٤﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ‌ ۖ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ‌ ﴿٦٥﴾ رَ‌بُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ‌ ﴿٦٦﴾ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿٦٧﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِ‌ضُونَ ﴿٦٨﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالملأ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿٦٩﴾ إِن يُوحَىٰ إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ‌ مُّبِينٌ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [ص].

ونستنبط من ذلك قول الله تعالى:
{إِنَّ ذَٰلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ‌ ﴿٦٤﴾ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنذِرٌ‌ ۖ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلَّا اللَّـهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ‌ ﴿٦٥﴾ رَ‌بُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ‌ ﴿٦٦﴾ قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ ﴿٦٧﴾ أَنتُمْ عَنْهُ مُعْرِ‌ضُونَ ﴿٦٨﴾ مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالملأ الْأَعْلَىٰ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴿٦٩﴾ إِن يُوحَىٰ إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ‌ مُّبِينٌ ﴿٧٠﴾} صدق الله العظيم [ص]، إذاً نار جهنم في كوكبها في الفضاء من حول الأرض.

وتبيّن لكم في محكم الكتاب أن العذاب ثلاث مرات، فمرة حين يهلكهم الله في الدنيا عند الموت، والمرة الثانية العذاب البرزخيّ من بعد الموت في النار، والمرة الثالثة بعد قيام الساعة. والبرهان على ذلك أن العذاب مرتين والثالثة بعد قيام الساعة تجدوه في قول الله تعالى:
{سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم [التوبة:101]. فأمّا المرة الأولى فعند الموت، وأما الثانية فمن بعد الموت في النار لقضاء العذاب البرزخيّ من بعد الموت وقبل البعث في النار، وأما المرة الثالثة فبعد قيام الساعة يدخلونها خالدين في يوم الدين، ولا نزال نوافيكم بآيات الكتاب المحكمات للبرهان المبين أن العذاب الثاني من بعد عذاب الموت هو في النار على النفس من دون الجسد في النار في ذات النار، فاتقوا الله يا أولي الأبصار.

ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد علماء السُّنة فيقول: "يا ناصر محمد اليماني لقد أخذت سلاحنا جميعاً في البرهان لعذاب القبر من محكم الذكر وتبيَّن لنا أنه في النار في ذات النار وليس في القبر وذلك هو سبب صمتنا عن جدالك فلم تُبقِ لنا شيئاً من آيات الكتاب لبرهان العذاب من بعد الموت إلا وأتيت بها، وإنما الفرق بين عقيدتنا وعقيدتك هو أننا كنا نظنّ أن تلك الآيات برهان عذاب القبر ولكن الحقّ معك أن تلك الآيات هي حقاً متناسقة ومتفقة جميعاً أنّ العذاب من بعد الموت هو في النار وليس في القبر، فنحن نُعتبر من أقرب الفرق إلى الحقّ في عقيدة العذاب من بعد الموت وإنما الاختلاف بيننا وبينك هو أنك تفتي أنّ العذاب من بعد الموت هو في النار في ذات النار على النفس من دون الجسد ونحن نعتقد أنّ العذاب هو على الروح والجسد في القبر".

ولكن الحقّ أحقّ أن يُتبع وأنا الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أشكر هذا العالم السّني الذي ألقى إلينا ذلك وقبلنا بيعته سراً، فلا حرج على الذين لا يريدون أن يشهروا أنفسهم بسبب أنه قد يتلقى ضرراً من حكومته ومن الذين لا يعلمون وحسبنا الله ونعم الوكيل.

يا أحبتي في الله فبما أنّ ناصر محمد اليماني قد هيّمن عليكم بسلطان العلم من محكم القرآن العظيم بآيات بيِّنات من آيات أمّ الكتاب بالبرهان المبين للعذاب من بعد الموت أنه على النفس من دون الجسد في النار في ذات النار فتبين لنا أمور عدة ومنها أنه تبيّن لنا البيان الحقّ لقول الله تعالى:
{وَإِنَّا عَلَىٰ أَن نُّرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ ﴿٩٥} صدق الله العظيم [المؤمنون].

فتبيّن لنا حقيقة المعراج لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه حقاً أراه الله النار وزار الجنة عند سدرة المنتهى والجنة والنار هي من آيات ربه الكبرى، تصديقاً لقول الله تعالى:
{لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ ﴿١٨} صدق الله العظيم [النجم].

وكذلك زار جنة المأوى عند سدرة المنتهى فتقابل مع جميع المرسلين من قبله فسألهم تنفيذاً لأمر الله إليه في محكم كتابه:
{وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِن دُونِ الرَّحْمَـٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ ﴿٤٥} صدق الله العظيم [الزخرف].

وتبيَّن لكم أن أهل الجنة في الجنة يدخلونها من بعد موتهم بأنفسهم، تصديقاً لقول الله تعالى:
{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٣٢} صدق الله العظيم [النحل].

وأمّا الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فيقولون لهم ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها إلى يوم يبعثون. وقال الله تعالى:
{الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ ۖ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ ۚ بَلَىٰ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴿٢٨﴾ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِ‌ينَ ﴿٢٩﴾} صدق الله العظيم [النحل].

إذاً يا قوم تبيّن لكم أنّ الأنْفُسَ التي لا تحيطون بها علماً تنقسم إلى ثلاثة وهي: نفسٌ في جحيم، ونفسٌ في نعيم، ونفسٌ لا هي في جحيم ولا هي في نعيم ومثلها كأنفس النائمين. فأما الأنفس التي في نعيم فهم الذين تتوفاهم الملائكة طيبين، وأما الأنفس التي في جحيم فهم الذين يتوفونهم الملائكة ظالمي أنفسهم المعرضين عن اتباع الحقّ من ربّهم بعد أن أقيمت الحجّة عليهم بالحقّ فلم يتبعوا الحقّ من ربّهم، وأما الأنفس الذين ليسوا في جحيم وليسوا هم في نعيم بل مثلهم كمثل النائمين الذين لا يتراءون شيئاً فلا يشعرون بنعيم ولا يشعرون بجحيم، وتلك أنفس لم يقِم الله الحجّة عليهم فلم يحضروا بعث الرسل إلى أقوامهم بل ماتوا قبل بعث الرسول إليهم ومنهم جدي عبد الله بن عبد المطلب عليه الصلاة والسلام قائد أمّة الأعراف بين الجنة والنار كونه من الذين لم يقِم الله الحجّة عليهم ببعث الرسول. تصديقاً لقول الله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۚ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ﴿٣} [السجدة].

وقال الله تعالى:
{يس ﴿١﴾ وَالْقُرْ‌آنِ الْحَكِيمِ ﴿٢﴾ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْ‌سَلِينَ ﴿٣﴾ عَلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٤﴾ تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّ‌حِيمِ ﴿٥﴾ لِتُنذِرَ‌ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ‌ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [يس].

إذاً جدي عبد الله بن عبد المطلب عليه الصلاة والسلام ليس من أصحاب النار كون له حجّة على الله وهي رحمته التي كتب على نفسه كون الله لم يقم الحجّة عليه فحضر عصر بعث ابنه رسولاً ولذلك لم يكُ من المعذبين، تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا} صدق الله العظيم [الإسراء:15].

إذاً له حجّة على ربّه كونه لم يحضر بعث ابنه محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال الله تعالى:
{رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ۚ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴿١٦٥} صدق الله العظيم [النساء].

ألا وإنّ أهل الأعراف ليسوا كما تزعمون أنّهم قوم تساوت ذنوبهم وحسناتهم ذلك بأنّكم قوم تجهلون؛ بل أهل الأعراف هم الأقوام الذين لم يحضروا بعث الرسل إلى أقوامهم فسَألوا الله بحقّ رحمته التي كتب على نفسه أن لا يجعلهم مع القوم الظالمين الذين كذبوا برسل ربهم.
وقالوا:
{وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴿٤٧} صدق الله العظيم [الأعراف]، ومن ثم استجاب لهم ربهم وقال الله تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ} [الأعراف:49]، فاتقوا الله أحبتي في الله ولا تقولوا على الله ما لا تعلمون.

وبالنسبة للإمام ناصر محمد اليماني فليس إلا رجلٌ مؤمنٌ بما تنزل على محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم يحاجكم بما كان يحاجّ به جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأُجاهدكم به جهاداً كبيراً حتى تتبعون الحقّ من ربّكم أو يحكم الله بيني وبينكم بالحقّ وهو أسرع الحاسبين ولن أطعكم فأتبع افتراءكم المتناقض مع محكم كتاب الله بل سوف أجاهدكم بالقرآن العظيم جهاداً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴿٥٢} صدق الله العظيم [الفرقان].

ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد علماء المسلمين فيقول: "مهلاً مهلاً يا ناصر محمد اليماني فهل إذا لم نتبعك قد أصبحنا من الكافرين بما تنزَّل على محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم؟". ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: ليس الكفر هو الإعراض عن شخص المهديّ المنتظَر أو محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل الكفر هو الجحود بآيات الله وعدم اتباعها. تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَـٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّـهِ يَجْحَدُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:33].

فإن قلتم: "بل نحن مؤمنون بما تنزَّل على محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم"، ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: إذاً فالمصيبة أعظم فأصبح مثلكم كمثل الذين هادوا وقال الله تعالى:
{يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا} صدق الله العظيم [النساء:46]، وإنما المؤمنون حقاً هم الذين لا يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، فما خطبكم حين يكون الحقّ في مسألةٍ معكم فتجدون لها برهاناً في القرآن فسرعان ما تحاجون بتلك الآية الناس جهاداً كبيراً، ولكن حين تأتي مسألةٌ معكم مخالفة لما تنزل على محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم في مُحكم القرآن العظيم ومن ثم تعرضون عن تلك الآية المحكمة مهما كانت محكمة فلن تتبعوها ما دامت قد تخالفت مع حديث ورد عن أناس ثقاتٍ حسب زعمكم! ومن ثم يقول لكم الإمام المهديّ: إذاً مثلكم كمثل الذين قال الله عنهم: {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [البقرة:85].

وذلك لأنّ من أهل الكتاب من قال لن نتبع من هذا القرآن إلا ما توافق لما لدينا في الكتب المنزلة علينا. ويا سبحان الله! فهم يعلمون أنّ كتبهم تمّ تحريفها ولم تعد كما أنزلها الله، ولو كانت كما أنزلها الله لما تخالفت مع القرآن العظيم في شيء، ولذلك جعل الله القرآن العظيم هو المرجع المهيمن على التوراة والإنجيل، تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بالحقّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ} صدق الله العظيم [المائدة:48].

والسؤال الذي يطرح نفسه: فما السبب أنّ القرآن جعله الله المرجع المهيمن على التوراة والإنجيل؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
{وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّـهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٧٨} صدق الله العظيم [آل عمران].

إذاً تبيّن لكم السبب أنه بسبب التحريف والتزييف في التوراة والإنجيل، وبما أنّ القرآن محفوظ من التحريف ولذلك جعله الله المرجع للتوراة والإنجيل وما خالف لمحكم القرآن في التوراة والإنجيل فهو من عند غير الله وقال الله تعالى:
{إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿٧٦} صدق الله العظيم [النمل].

إذاً فمن أعرض عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم منهم في عصر محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد أعرض عن دعوة الحقّ من ربّه. وقال الله تعالى:
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَىٰ كِتَابِ اللَّـهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ﴿٢٣} صدق الله العظيم [آل عمران].

والسؤال الذي يطرح نفسه: فمن هم المفلحون من أهل الكتاب؟ والجواب هم الذين استجابوا لدعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّـهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٥١} صدق الله العظيم [النور].

والسؤال الذي يطرح نفسه: فإذا كان القرآن العظيم هو المرجع المهيمن على التوراة والإنجيل فكيف لا يكون المرجع المهيمن على أحاديث سنّة البيان النبويّة التي لم يعدكم الله بحفظها من التحريف. وقال الله تعالى:
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْآن ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: فمن هم المسلمون إذا كان الذين أعرضوا عن دعوة الاحتكام إلى كتاب الله كافرين؟ والجواب تجدونه في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
{وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلَالَتِهِمْ ۖ إِن تُسْمِعُ إِلَّا مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ ﴿٨١} صدق الله العظيم [النمل].

والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل الذين اتّبعوا آيات الكتاب مبطلون في نظر الكافرين؟ والجواب تجدوه في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
{وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـٰذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ۚ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَّيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ ﴿٥٨} صدق الله العظيم [الروم].

ولذلك ترون يا أبا حمزة وأتباعه المعرضين عن آيات الكتاب في محكم القرآن العظيم أنّ ناصر محمد اليماني وأتباعه مُبطلون! ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: فهل الذين يتّبعون كتاب الله وسنّة رسوله التي لا تخالف لمحكم كتاب الله يكونون من المبطلين، أم الذين يتّبعون لما خالف محكم كتاب الله في السُّنة النبويّة هم المُبطلون؟ كون الشيعة والسُّنة جميعهم سُنة لا يأخذون من كتاب الله إلا ما توافق مع ما لديهم في الأحاديث والروايات، ولكن ما تخالف فتجدونهم يُعرضون عنه ويقولون (لا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) كما يقول الشيعة، ويقولون (حسبنا وما وجدنا عليه آباءنا) معتصمون بأحاديث وروايات آل البيت حتى ولو كانت مخالفةً لمحكم كتاب الله، وأما المتشابه من القرآن مع أهوائهم فسرعان ما يأخذون به ويجادلون به جدلاً كبيراً كمثل عقيدة الشيعة الاثني عشر في عصمة الرسل والأئمة من آل البيت ثم يأتون بدليل متشابهٍ في ظاهره مع أهوائهم في قول الله تعالى:
{وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴿١٢٤} صدق الله العظيم [البقرة].

وتبين للإمام المهديّ مشكلة علماء الشيعة والسُّنة أنّهم لم يستطيعوا التفريق بين آيات الكتاب المحكمات وآيات الكتاب المتشابهات. ومن ثمّ يفتيهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: لو تعلمون كم الأمر بسيط جداً، فعلى سبيل المثال قول الله تعالى:
{وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴿١٢٤} صدق الله العظيم، فأمّا الذين يتّبعون الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً فسوف يعتقدون بعصمة الأنبياء والأئمة من الخطيئة مُطلقاً، وإذا قلت لهم فما هو دليلكم من القرآن العظيم فسرعان ما يأتوا بقول الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴿١٢٤} صدق الله العظيم.

إذاً الشيعة ظنّت أنّ الله يقصد بقوله:
{لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِين} أي الظالمون بظلم الخطيئة،إذاً التشابه وقع في كلمة الظالمين فظنوا أنه يقصد ظلم الخطيئة. ويا قوم إنه إما أنه يقصد ظلم الخطيئة وإما يقصد ظلم الشرك. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٦٥} صدق الله العظيم [الزمر]، إذاً الشرك ظلم عظيم. وقال الله تعالى: {لَا تُشْرِكْ بِاللَّـهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} صدق الله العظيم [لقمان:13].

والسؤال الذي يطرح نفسه: فكيف نستطيع أن نعلم علم اليقين أنّ الله يقصد ظلم الخطيئة أو ظلم الشرك في قوله تعالى:
{وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}؟ صدق الله العظيم [البقرة:124]. والجواب تجدونه في محكم الكتاب في قول الله تعالى: {لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٠﴾ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [النمل].

وتبيّن لكم أنّ الرسل ليسوا معصومين من ظلم الخطيئة؛ بل معصومون من ظلم الشرك كون المشرك بالله لا يمكن أن يخرج الناس من الظلمات إلى النور ولن يزيدهم إلا شركاً بالله فلا يمكن أن يكون هناك مشرك بالله إماماً، ولذلك قال الله تعالى:
{وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴿١٢٤} صدق الله العظيم [البقرة].

أي الظالمين بالشرك وليس ظلم الخطيئة كوننا لو نعتقد أنه يقصد ظلم الخطيئة لجعلنا تناقضاً في كتاب الله بين قول الله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ} صدق الله العظيم [البقرة]، وقول الله تعالى: {لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْ‌سَلُونَ ﴿١٠﴾ إِلَّا مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ‌ رَّ‌حِيمٌ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [النمل].

ويا معشر الشيعة والسُّنة وجميع الذين فرّقوا دينهم شيعاً، هلمّوا لحوار المهديّ المنتظَر في الرابطة العلميّة العالميّة للأنساب الهاشميّة وذروا البحث في الأنساب والتمييز العنصري فكلكم من آدم وآدم من ترابٍ فاتقوا الله يا أولي الألباب، وما كان للإمام المهديّ ناصر محمد اليماني أن يتبع أهواءكم حتى ترضوا، وحتى ولو يتبع الحقّ أهواءكم لما استطاع أن يرضيكم جميعاً، فإن اتبع أهواء الشيعة غضب عليه أهل السُّنة والجماعة، وإن اتبع أهواء أهل السُّنة والجماعة غضبت عليه الشيعة وطوائف أُخر.

والحق أقول: بل أنا الإمام المهديّ مُتبعٌ لرضوان الله وسراج مُنيرٌ لكم بنور القرآن العظيم فأهديكم سبل السلام العالمي بين شعوب البشر، ولم يبتعثني الله لسفك دمائهم بل ابتعثني الله رحمةً للعالمين كما جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لنخرج الناس بالقرآن العظيم من الظلمات إلى النور، تصديقاً لقول الله تعالى:
{قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّـهِ نُورٌ‌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴿١٥﴾ يَهْدِي بِهِ اللَّـهُ مَنِ اتَّبَعَ رِ‌ضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِ‌جُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ‌ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿١٦﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

وما كان للحقّ أن يتبع رضوانكم حتى ولو طال الحوار بيني وبينكم ألف عامٍ لما تزحزح الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني عن كتاب الله وسنة رسوله الحقّ التي لا تخالف لمحكم كتاب الله شيئاً، ألا وإن الفرق لعظيم بين الإمام ناصر محمد اليماني وأبي حمزة محمود المصري الذي يُسمّي نفسه أبو فراس الزهراني كالفرق بين محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبي لهب. كون الإمام ناصر محمد اليماني يتبع لكتاب الله وسنة رسوله الحقّ وأبو فراس الزهراني أبو حمزة محمود المصري يتبع لما يخالف لمحكم كتاب الله في السُّنة النبويّة برغم أنه يزعم أنه مؤمنٌ بكتاب الله وحافظه عن ظهر قلبٍ! ولكنه كمثل الذين قالوا سمعنا وعصينا فأصبح أبو فراس محمود المصري لا هو على كتاب الله ولا سُنة رسوله؛ بل معتصماً بأحاديث ورواياتٍ جاءت من عند غير الله أي من عند الشيطان الرجيم، كون ما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم في أحاديث سنة البيان فهو حديث نبويٌّ جاءكم من عند غير الله بل من عند الشيطان الرجيم. وقال الله تعالى:
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْآن ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ‌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَ‌دُّوهُ إِلَى الرَّ‌سُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ‌ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَ‌حْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [النساء].

واعلم يا فضيلة الشيخ أبو فراس الزهراني أبو حمزة محمود المصري أنه لن يزيدك الله بآياته البيّنات إلا رجساً إلى رجسك ولن تتبع كتاب الله أبداً كونك تلاحق الإمام ناصر محمد اليماني في المنتديات ليس لتبحث عن الحقّ بل لتصدّ عن اتباع آيات الكتاب صدوداً كبيراً كون الإمام ناصر محمد اليماني إنما يدعو المسلمين والنصارى واليهود والعالمين إلى أن يتبعوا كتاب الله القرآن العظيم ويكفروا بما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النبويّة، ولكن أبو فراس الزهراني أبو حمزة محمود المصري يحارب الإمام ناصر محمد اليماني الليل والنهار ويصدّ عن اتباع آيات الكتاب صدوداً كبيراً فتذكّر وعيد الله لمن يصدّ عن اتّباع آياته في محكم كتابه. وقال الله تعالى:
{فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ} صدق الله العظيم [الأنعام:157].

ويا أبا حمزة، نعلم أنكم سوف تعمد أنت وقبيلك التونسي للمكر بموقع المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني وذلك دليل على أنكم حقاً تحاربون الحقّ من ربّكم وأنكم للحقّ كارهون ويكفيكم أنكم سوف تخلدون في لعنة الله إلى قيام الساعة من بعد النصر بالفتح المبين إلا أن تتوبوا قبل ذلك فإن ربي غفورٌ رحيمٌ كونكم من الذين يريدون أن يطفئوا نور الله ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره ولو كره المجرمون ظهوره.

ويا رجل فليكن الإمام ناصر محمد اليماني من القرادعة أو من المراتعة أو من البرادعة فما أمرني ربّي أن أدعوكم إلى كتاب ربي لكي أفصّل لكم نسبي فقد علمني ربي بنسبي أني من ذرية الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام وليس مطلوب مني البرهان على ذلك كون البرهان يتوقف على أنه لا يجالدني عالِمٌ من القرآن إلا غلبته بالحقّ كما غلبتك بسلطان العلم ونسفنا عقيدتك في عذاب القبر نسفاً بآيات الكتاب البيّنات المحكمات هُنّ من آيات أمّ الكتاب، ولذلك لم تستطع أن تطعن في تأويلهن شيئاً كونهن آيات محكمات غنيات عن التأويل والتفسير.

ولا يزال لدينا صبرٌ عظيمٌ على كافة علماء المسلمين وأما هذا الرجل أبو فراس الزهراني الذي هو ذاته أبو حمزة محمود المصري من ألدّ أعداء الله ورسوله والمهديّ المنتظَر؛ ألا والله لا يتبع الحقّ أبو حمزة محمود المصري أبداً ولو اتّبعه في أول النهار لكفر آخره علّه يفتن الأنصار فكم في قلبه من الغيظ على الإمام ناصر محمد اليماني كون أبو حمزة كأمثال الذين قال الله عنهم:
{إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا ۖ وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ۗ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴿١٢٠} صدق الله العظيم [آل عمران].

ونقول لك ومن معك من الذين يحاربون الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني ما أمرنا الله أن نقوله لأمثالكم:
{قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} صدق الله العظيم [آل عمران:119].

ولا نزال نشكر هذا الموقع المبارك الذي تقبل أن يكون النقاش في موقعهم لكشف حقيقة الإمام ناصر محمد اليماني فهل هو كما يقول أبو حمزة محمود المصري الزهراني أنه لا يقيم عليه الحجّة أحدٌ في موقعه إلا وقام بحذف سلطان علم من يحاوره ومن ثم يقوم بحجبه؟ والله المستعان. وتالله لا نحجبك يا محمود إلا بعد أن نقيم عليك الحجّة بالحقّ فإذا أنت تستمر في المراوغة والحوار العقيم والتهرب من آيات الكتاب وكأني لا أحاورك بها شيئاً وكأني لم أذكر لك من آيات الكتاب شيئاً فتتهرب في مواضيع أُخر لتخرجنا من موضوع الحوار كما تبيّن لكافة الباحثين عن الحقّ في هذا الموقع المبارك كيف أنّ أبا فراس الزهراني الذي هو ذاته أبو حمزة محمود المصري يتهرب من الردّ على الإمام ناصر محمد اليماني ويحاول أن يخرجني من الموضوع بكلّ حيلةٍ ووسيلةٍ كون الإمام ناصر محمد اليماني أقام عليه الحجّة بالحقّ في إثبات العذاب من بعد الموت أنه في النار في ذات النار وليس في القبر، وبما أنّ ناصر محمد اليماني أقام على أبي حمزة الزهراني المصري الحجّة بالحقّ وحصحص الحقّ فإذا أنتم ترونه يتهرب ويحاول أن يستفزنا ليخرجنا من موضوع حوار عذاب القبر، ولا يزال المهديّ المنتظَر يعلن الإصرار على الاستمرار في الحوار في عذاب القبر ونزيدكم علماً عن حقيقة العذاب من بعد الموت أنه في النار أعاذنا الله من النار ونقول:
{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} صدق الله العظيم [البقرة:201].

وأما الذين يريدون أن يظهر الإمام المهديّ في أي دولةٍ لحوار الناس فنقول لهم إنّ ظهور المهديّ المنتظَر للبشر بشكلٍ عامٍ هو عند البيت العتيق ويكون ظهوره للبيعة من بعد التصديق، فكيف يكون الظهور عند البيت العتيق من قبل الحوار؟ فلا بد أنّ يكون الحوار من قبل التصديق ومن بعد التصديق يظهر لكم المهديّ المنتظَر عند البيت العتيق للبيعة على الحقّ من قِبَلِ علماء الأمّة وقادات البشر وتسليم الخلافة للمهديّ المنتظَر.

وأما فكرتكم أن أظهر في جامعٍ فذلك ما يفعله الممسوسون الذين تتخبطهم مسوس الشياطين فيتفاجؤون بشخصٍ يظهر أمام المصلين ويقول لهم أنه المهديّ المنتظَر، وأعوذُ بالله أن يتبع الحقّ أهواءكم يا من تنكرون هذه النعمة الكبرى - بقدر مقدور - الإنترنت العالمية لحوار المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور، وجميع علماء الأمّة المشهورين ومفتي الديار في جميع الأقطار يمتلكون مواقع في الإنترنت العالميّة وكذلك قادات البشر فلمَ لا يحاورون الإمام ناصر محمد اليماني عبر هذه الوسيلة الكبرى بين يدي البشر المثقفين؟ أم إنكم تحقرون من شأن المهديّ المنتظَر ليظهر ليحاور أحد مقيمي أحد الجوامع أو خطيب مسجد وكأنه سوف يظهره للعالمين لو صدقه.
ألا والله الذي لا إله غيره أني أحاوركم عن طريق الإنترنت العالميّة بأمر من ربّ العالمين وليس فكرة من عند نفسي ولكن أكثركم يجهلون..

وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين ..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
______________

آخر تحديث: 02-09-2023 09:19 PM
18

بسطة العلم الشامل لكتاب الله هو البرهان المبين لمن اصطفاه الله للناس إماماً وليس النسب ..

- 18 -
الإمام ناصر محمد اليماني
08 - 02 - 1432 هـ
14 - 01 - 2011 مـ
06:41 صباحاً
ـــــــــــــــــ



بسطة العلم الشامل لكتاب الله هو البرهان المبين لمن اصطفاه الله للناس إماماً وليس النسب ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله وآل محمد المكرمين وجميع المسلمين التابعين للحقّ إلى يوم الدين..
أحبتي في الله جميع المسلمين والباحثين عن الحقّ تعالوا لنحتكم إلى ربّ العالمين ليحكم بيننا أيُّنا على الصواب، فهل الله يبتعث أنبياءه ورسله والأئمة المصطفين للناس من الناس فيبعثهم الله لكي يُحاجّوهم في النسب أم يقيمون عليهم حجّة العلم من الكتاب؟ والحكم الحقّ تجدونه في محكم الكتاب أن حجّة الله عليكم هو كتاب الله المحفوظ من التحريف، تصديقاً لقول الله تعالى:
{أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَىٰ مِنْهُمْ ۚ فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ ﴿١٥٧} صدق الله العظيم [الأنعام]؛ {فَقَدْ جَاءَكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ۚ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّـهِ وَصَدَفَ عَنْهَا ۗ سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ} صدق الله العظيم، إذاً حجّة الدّاعية إلى الله شرطٌ أساسي أن يؤتيه الله سلطان العلم حتى يدعو إلى ربّه على بصيرةٍ من الله بالحقّ سواء يكون من المرسَلين أو من الأئمة المصطفين فقد جعل الله الحجّة على عباده هي بصيرة العلم للكتاب سواء محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو الأئمة التابعين وعلماء المسلمين، تصديقاً لقول الله تعالى: {قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨} صدق الله العظيم [يوسف].

ولم تجدوا أنّ الله أمر نبيّه ليجادلهم في إثبات نسبه إلى رسول الله إبراهيم شيئاً عليهم الصلاة والسلام وكذلك الأنبياء بعضهم من بعضٍ لم يطلب منهم أقوامهم إثبات النسب أنّهم من ذريات الرسل عليهم الصلاة والسلام. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤} صدق الله العظيم [الأنعام].

فهم أصلاً لم يكونوا يعلمون أنّهم من ذريّات نبيّ وإنما علّمهم الله بذلك، وكذلك الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني لم يكن يعلم أنّه من ذريّة الإمام الحسين بن علي عليه الصلاة والسلام وإنما علّمه الله بذلك عن طريق جدي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فهل تعبدون أئمّة آل البيت يا هذا أم تعبدون الله؟ فما أكثر الذين يدّعون أنّهم من آل البيت فلم يستطِع أحد منهم أن يهيمن بسلطان العلم من القرآن على من يجادله من القرآن كما يفعل الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.

والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل لو اتّبعتم ناصر محمد اليماني فاستجبتم لدعوة الحقّ من ربّكم حتى أعادكم إلى منهاج النبوّة الأولى كتاب الله وسنة رسوله الحقّ؛ فإذا لم يكن الإمام ناصر محمد اليماني من آل البيت فهل ترون أنّكم قد ضللتم عن الصراط المستقيم؟ فهل تعبدون الله أم عباده من دونه أفلا تتقون؟ ألا والله لا يستطيع عاقلٌ من آل البيت أن يقسم لكم بالله العظيم أنّه من آل البيت لا شكّ وريب ما لم تأتيه الفتوى من الله مِنْ ذرية مَنْ هو، ولذلك تجدون الإمام ناصر محمد اليماني يقسم أنّه من ذرية الإمام علي بن أبي طالب وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم بناءً على فتوى الله إلى عبده، فما خطبكم لا تفقهون قولاً؟

ويا زهراني كن من تكون فلا يهمني من تكون، فإن كنت من المسلمين من علماء الأمّة فجادلني فيما تنزّل عليكم في الكتاب وليس الجدل في الأنساب، ألا والله الذي لا إله غيره لو ناداكم الله من وراء الحجاب وقال لكم أنّ ناصر محمد اليماني من ذرية الإمام علي بن أبي طالب وفاطمة بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يؤتِني الله علم الكتاب لما استطعتُ أن أهيّمن عليكم بسلطان العلم شيئاً ولما استطعت أن أهديكم سبيلاً ولما استطعت أن أحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، أم إنّكم لا تعلمون أنّ الله لم يأمر ملائكته بالسجود لآدم إلا بعد أن وضعهم في ساحة الاختبار عن بسطة العلم حتى إذا أثبت خليفته آدم أنّ الذي اصطفاه عليهم زاده بسطةً في العلم وأثبت خليفة الله آدم بالبرهان المبين أنّ الله زاده بسطةً في العلم ثم نبّأ خليفة الله آدمُ ملائكة الرحمن المقربين بما لم يكونوا يعلمون ومن ثمّ صدر أمر الرحمن بالسجود الفعلي لخليفة الله من بعد أن أقام عليهم حجّة العلم والسلطان، فتدبّروا في أي لحظةٍ جاء أمر السجود الفعلي. وقال الله تعالى:
{وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَ‌ضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ‌ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

إذاً أمر السجود الفعلي بالطاعة لم يأتِ إلا بعد ان أقام آدم على الملائكة الذين استخلفه الله عليهم حجّة بسطة العلم برغم أنّ الله كلَّمهم من قبل تكليماً وأخبرهم بأنّه سوف يخلق خليفةً له في الأرض من طينٍ وعليهم أن يسجدوا لخليفة ربّهم ولكن تصديق الأمر لم يأتِ إلا بعد أن أقام عليهم خليفة الله آدم بسطة العلم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ‌ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

إذاً برهان الذي اصطفاه الله للناس إماماً هو بسطة العلم وكذلك بسطة الجسم، فلا يكون جسمه من بعد موته جيفةً قذرةً ولا عظاماً نخرةً، وتلك أيضاً آية للإمام المصطفى حتى من بعد موته. وقال الله تعالى: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّـهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٤٧} صدق الله العظيم [البقرة].

إذاً بسطة العلم الشامل لكتاب الله هو البرهان المبين لمن اصطفاه الله للناس إماماً، أفلا تتقون؟ وإنما العالِم منكم يعلم بأشياء ويجهل أشياء ويكون على ضلالٍ في أشياء وهو لا يعلم أنه على ضلالٍ، وليس الإمام المهديّ كمثل علمائكم الذي تقارنون الإمام المهديّ المنتظَر بهم، فهيا فليهيمنوا على الإمام ناصر محمد اليماني حتى في نقطةٍ واحدةٍ في القرآن العظيم، والله الذي لا إله غيره لا يستطيع علماء الإنس والجنّ أن يهيمنوا على الإمام ناصر محمد اليماني في نقطةٍ في القرآن ولو كان بعضهم لبعضٍ ظهيراً، وها هو قد هيمن عليكم الإمام ناصر محمد اليماني في النقطة الأولى لبدء الحوار في هذا الموقع لنفي عذاب القبر في حفرة السوءة وإثباته في نار جهنم ولم تستطيعوا أن تفنِّدوا بآيات الله شيئاً كوني أخذت منكم ما كنتم تفنّدون به للناس لإثبات عذاب القبر فبيّنته لكم بالحقّ لا شكّ ولا ريب خيراً منكم وأحسن تأويلاً.

ونريد الانتقال إلى نقطةٍ أخرى تفيد المسلمين والعالمين وأدعوكم وأدعوهم للاحتكام إلى الكتاب وأنتم لا تزالون تفندون في الأنساب! ولم يبتعثني الله لكي أثبت لكم نسبي ولا أنسابكم بل لكي أحاجكم بكتاب الله القرآن العظيم فأجاهدكم به جهاداً كبيراً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً} صدق الله العظيم [الفرقان:52].

وما كان محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يجادل الناس في نسبه إلى رسول الله إبراهيم عليهم الصلاة والسلام؛ بل كان يدعوهم إلى الله ويحاج بآيات الكتاب البيّنات ليهديهم بالقرآن المجيد إلى صراط العزيز الحميد. تصديقاً لقول الله تعالى:
{الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴿١} صدق الله العظيم [إبراهيم]، ولكنك تصدف عن اتّباع آيات الكتاب يا زهراني فكيف لا تكون من المعذبين؟

وأما بالنسبة للاعتذار فأنت تعلم أني لم أظلمك شيئاً وإنك من الذين تأخذهم العزّة بالإثم وحسبه جهنم، فإن أردت الهروب من الحوار بحجّة عدم الاعتذار فقد أقمنا عليك الحجّة في نفي عذاب القبر وأثبتناه في النار وبئس القرار لمن أبى واستكبر.

ونريد الانتقال إلى موضوعٍ آخر يخصّ الدين في الكتاب وليس الأنساب، وما ابتعثني الله لكي أحاجكم في الأنساب كون الأنساب لا ترفعكم عند الله شيئاً، فكن ابن من تكون فلن يُغني عنك نسبك شيئاً؛ بل
النسب الحقّ في الكتاب هو نسب التقوى. تصديقاً لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّـهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّـهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴿١٣} صدق الله العظيم [الحجرات].

وأرى أنك لست من الذين يخشون ربهم يا زهراني كونك من الذين لا يريدون أن يتّبعوا الذِّكر المحفوظ من التحريف بل يتّبعون ما خالف لمحكم الذكر ولذلك تبيّن لنا أنّك لست من الذين يخشون ربهم بالغيب. تصديقاً لقول الله تعالى:
{إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١} صدق الله العظيم [يس].

ألا والله لو كنتَ من الذين يتّبعون كتاب الله القرآن العظيم وسنة رسوله الحقّ لما اختلفتَ مع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني شيئاً كوني لا أنكرُ إلا ما جاء من عند غير الله، وأما كيف يتبيّن لي أنه من عند غير الله فلا بد من تطبيق الناموس لكشف الأحاديث المدسوسة بالرجوع إلى محكم القرآن فما كان من الأحاديث مُفترى فحتماً أجد بينه وبين محكم القرآن اختلافاً كثيراً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَ‌زُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ‌ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾ أَفَلَا يَتَدَبَّرُ‌ونَ الْقُرْآن ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ‌ اللَّـهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختلافاً كَثِيرً‌ا ﴿٨٢﴾} صدق الله العظيم [النساء]، وبناء على هذا الناموس أدعوكم للحوار حتى نعيدكم إلى منهاج النبوّة الأولى إن كنتم به مؤمنين، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..


تقبيل البيت الحــرام ..
وأما إنكم جعلتم تقبيل البيت حصريّاً على الحجر الأسود فذلك كونكم لا تقبّلون بيت الله؛ بل تقبلون الحجر الأسود، وتلك بدعةٌ ما أنزل الله بها من سلطان، كون تقبيل بيت الله المعظم يكون في أي موضعٍ فيه من غير تفريق في حجارته، فقد أدخلوكم في الإشراك بالبدع وأنتم لا تعلمون.


حــدّ الرجــــــــــــــم ..
ونريد أن ننتقل إلى موضوع آخر وننفي حدّ الرجم ونأتيكم بالبديل الحقّ من محكم الكتاب من آيات الكتاب البيّنات للعالِم والجاهل. تصديقاً لقول الله تعالى:
{سُورَ‌ةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَ‌ضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُ‌ونَ ﴿١﴾ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَ‌أْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ‌ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢﴾} صدق الله العظيم [النور].

وهذا هو حدّ الزنى في محكم كتاب الله لمِن أشدّ الحدود بياناً وتوضيحاً للحرّ والحرّة الزناة؛ مائة جلدة لكلٍّ منهما سواء يكونون متزوجين أم عُزاب. وأما العبد والأمَة فخمسون جلدة لكلٍّ منهما سواء يكونون متزوجين أم عُزاباً، وإن أبيتُم فسوف نقول لكم فما ظنّكم في حدّ الأمَة في قول الله تعالى:
{فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:25].

فهنا بيان حدّ الزنى للأمَة المُحصنة بالزواج وبيان حدّ الزنى للحرة المُحصنة بالزواج
فتبيّن لكم أنّ للحرة المتزوجة مائة جلدة والأمّة المتزوجة النصف من ذلك خمسون جلدة، أفلا تتقون؟ وسوف نُنظر هذا الحوار في نفي حدّ الرجم حتى يبلغ حوار عذاب القبر عشرين صفحة فإذا بلغ عشرين صفحة والزهراني وغيره لم يُقرّوا ولم يُنكروا فسوف نكتفي بعجزهم وإقامة الحجّة عليهم بدل عن المطالبة بالإقرار، كون الموضوع الأول بلغ عشرين صفحة ولم يعترف أبو فراس ولا غيره بأن العذاب من بعد الموت هو حقاً في النار وليس في حفرة السوءة برغم أنهم عاجزون بردِّ الجواب من محكم الكتاب، وحصحص الحقّ يا أولي الألباب.

وسوف ننتقل إلى نفي حدّ الرجم الموضوع في السُّنة النبويّة وكذلك نفس النتيجة فسوف يأتيكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني بالبرهان المبين لحدّ الزنى ونفصله تفصيلاً إنه كان فاحشةً وساء سبيلاً.

وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين ..
أخو علماء المسلمين وأمتهم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
_________________
آخر تحديث: 16-10-2019 10:39 AM
19

ولا يزال لدينا المزيد في نفي حدّ الرجم ..

- 19 -
الإمام ناصر محمد اليماني
09 - 02 - 1432 هـ
15 - 01 - 2011 مـ
02:58 صباحاً
ــــــــــــــــــــــــ



ولا يزال لدينا المزيد في نفي حدّ الرجم ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله الأطهار والسابقين الأنصار إلى يوم يقوم الناس لله الواحد القهار..
أحبتي علماء المسلمين وأمّتهم سلامُ الله عليكم ورحمته وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين، أحبتي أعضاء مجلس الإدارة للرابطة العلميّة العالميّة للأنساب الهاشميّة، أرجو حذف جميع البيانات التي أنزلها العضو المسمى (العابد لله) حتى لا نخرج عن مواضيع الحوار المختارة في هذا الموقع المبارك وحتى لا يكون هناك تشويشٌ، ومن هذه البيانات لا يزال منها بحاجة للتفصيل ولا نريد التشويش على أصحاب هذا الموقع والباحثين عن الحقّ؛ بل الحوار يكون بالتسلسل نقطة نقطة لتطهير السُّنة النبويّة من البدع والمحدثات والافتراء على الله ورسوله حتى نعيدكم إلى منهاج النبوّة الأولى؛ كتاب الله وسنة رسوله الحقّ.

ونأتي الآن لنفي حدّ الرجم للزاني المتزوج ونأتي بالبديل بالحقّ من محكم كتاب الله، وليس أنّنا نفينا عذاب القبر والرجم بحجّة أنّهم غير موجودَين في القرآن العظيم كما يفتري المفترون في رواية مكذوبة؛ بل لأنهم يعلمون أنه موجود في القرآن ويخشون من اكتشاف مكرهم، ولذلك سوف نأتي بحكم الله البديل لحكمهم المفترى في سُنّة محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

ويا أحبتي في الله، ألا والله لا أجد في الكتاب أنّ الله هدى من عباده إلا أولي الألباب في الأولين وفي الآخرين، فمن هم أولو الألباب؟ وهم الذين يتدبرون في سلطان علم الداعية مستخدمين عقولهم التي أنعم الله بها عليهم، فإن كان هو الحقّ من ربِّهم فحتماً ترضخ للحقّ عقولُهم مُقتنعةً به فيتبعون أحسنه، وإن كان سلطان علم الداعية لم يقبله العقل والمنطق، فوالله إنّ الذي لا يقبله العقل والمنطق فإنّه باطلٌ مفترى لا شكّ ولا ريب لكون الأبصار المتفكرة لا تعمى عن الحقّ أبداً إذا تمّ استخدامها للتفكر والتدبر، ولذلك قال الله تعالى:
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٢٩} [ص].

وقال الله تعالى:
{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} صدق الله العظيم [الحج:46].

وسلطان علم الإمام المهديّ يستوجب التفكّر فيه بالعقل كونه آيات بيّنات من القرآن العظيم. وقال الله تعالى:
{الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّـهُ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿١٨} صدق الله العظيم [الزمر].

فلو أنّ رجلاً متزوجاً من امرأةٍ حرّة وأخرى أمَة، فارتكبن الاثنتان (الحرّة والأمَة) الفاحشة مع رجلين وثبت ذلك بالشهود فوصل ملف القضية إلى القاضي وقال الزوج: "يا أيها القاضي إن زوجاتي الاثنتين ارتكبن الفاحشة فأقم عليهنَّ حدّ الله"، فقال القاضي: "أما زوجتك الحُرّة فحكم الله عليها رجماً بالحجارة حتى الموت وأما زوجتك الأمَة فحكم الله عليها بخمسين جلدة نصف حدّ الزّنى"، ومن ثمّ يردّ الزوج على القاضي ويقول: "يا فضيلة القاضي فهل الله يظلم في حكمه أحداً؟". ومن ثمّ يردّ عليه القاضي ويقول: "قال الله تعالى:
{وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:49]".

ومن ثمّ يردّ عليه زوج النسوة ويقول: "ولكن في هذا الحكم ظلم عظيم على زوجتي الحُرّة، فكيف أن زوجتي الأمَة لا تُجلد إلا بنصف حدّ الزّنى خمسين جلدة، وأما زوجتي الحُرّة فرجم بالحجارة حتى الموت؟ فإن الفرق لعظيم بين حدّ الله على زوجتي الحُرّة رجماً بالحجارة حتى الموت بينما زوجتي الأخرى ليس حدها إلا خمسون جلدة نصف حدّ الزّنى برغم أن زوجاتي الاثنتين أتين الفاحشة سوياً مع رجلين! ويا سماحة القاضي إن هذا يرفضه العقل والمنطق أن يكون حكم الله هكذا لكون الله قد حرّم الظلم على نفسه وبالعقل نجد الفرق عظيم بين حدّ زوجتي الحُرّة وزوجتي الأمَة". ومن ثمّ يردّ عليه القاضي، فيقول: "إنما خفف الله عن الأمَة لتأليف قلبها على الدين حين ترى المؤمنين لا يجلدوا الأمَة إلا بخمسين جلدة بينما نساؤهم الحرّات رجماً بالحجارة حتى الموت"، ومن ثمّ يردّ عليه زوج النسوة ويقول: "إذا كان الأمر كذلك فالعقل والمنطق يقول أنّ زوجتي الحُرّة تُجلد بمائة جلدة، وأما زوجتي الأمَة فتجلد بخمسين جلدة، فهذا الحكم يتقبله العقل والمنطق، أما أن تُرجم زوجتي الحُرّة بالحجارة حتى الموت بينما زوجتي الأمَة ليس إلا بخمسين جلدة فتالله يا سعادة القاضي لا يقبل ذلك العقل والمنطق أن تُرجم زوجتي الحُرّة بالحجارة حتى الموت بينما الأخرى ليس إلا بخمسين جلدة! ولكن هذا شيء في ذمتك يا سماحة القاضي سوف تُحاسب به بين يدي الله لئن قتلت نفساً لم يأذن الله لكم بقتلها". انتهت الحكاية الافتراضية..

فتعالوا يا معشر علماء الأمّة ننظر حكم الله في محكم كتابه؛ هل صدق ما يقوله عقل ذلك الرجل؟ وتجدون الجواب في قول الله تعالى:
{وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ۚ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُم ۚ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ ۚ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ۚ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:25].

وتبيَّن لكم ما يقوله العقل والمنطق أنه حقاً يوافق لمحكم كتاب الله أنّ حدّ الحُرّة المحصنة مائة جلدة وحدّ الأمَة المحصنة خمسون جلدة، وإنما أراد الله أن يبيّن لكم أنّ حدّ الزّنى هو حقاً مائة جلدة للأحرار والحرّات سواء كانوا عُزاباً أم متزوجين، وحدّ الأمَة والعبيد خمسون جلدةَ سواء كانوا عُزّاباً أم متزوجين لكون الزّنى ليس له تعريفان في القرآن؛ بل الزّنى هو أن يأتي الرجل امرأة ليست حليلةً له سواء يكون متزوجاً أم أعزب فذلك هو الزّنى لغةً وشرعاً من غير فرقٍ أكان متزوجاً أم أعزب.

وقال الله تعالى: {سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢} صدق الله العظيم [النور].

وهذا هو حدّ الزّنى في محكم كتاب الله إنَّهُ كان فاحشةً وساءَ سبيلاً أن يجلد بمائة جلدة أمام طائفةٍ من المؤمنين فكفى بذلك حداً رادعاً للزِّنى وكان الله عليماً حكيماً، ومن ثم أراد الله أن تعلموا علم اليقين أنّ هذا الحدّ هو للزنى بشكلٍ عامٍ على من يأتي فاحشة الزنى من الأحرار والحرّات سواء يكونوا متزوجين أم عُزاباً، وحتى تعلموا ذلك علم اليقين أنّ حدّ الزِّنى واحدٌ للحرة العزباء والمتزوجة وحتى تعلموا ذلك علم اليقين جاء البيان في حدّ الأمَة المتزوجة، وقال الله تعالى:
{فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:25]، أي فعليهن نصف ما على الحرّات المُتزوجات.

وقد يقول قائل: "إنما يقصد بقوله المحصنات أي المحصنة بالإسلام"، ومن ثمّ يردّ عليه الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: فمنذ متى أنزل الله حدَّاً للمحصنة ذات الدين؛ بل فاظفر بذات الدين ترِبَتْ يداك، وإن أصررتم أن تحرِّفوا كلام الله عن مواضعه حتى يوافق المفترى على الله ورسوله في السُّنة النبويّة فتقولون إنّما يقصد المحصنات أي المحصنات بالدين وليس المتزوِّجات، ومن ثمّ تقولون قال الله تعالى:
{وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم} صدق الله العظيم [النساء:25]، ومن ثم تحرِّفون الكَلِم عن مواضعه فتقولون إن المقصود بالمحصنات في هذه الآيات أي المسلمات، ومن ثمّ يردّ عليكم الإمام ناصر محمد اليماني وأقول: فهل تحرِّفون كلام الله عن مواضعه حتى يوافق للباطل المفترى؟ فتعالوا لنعلم المقصود من قول الله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} صدق الله العظيم.

وقال الله تعالى:
{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً} صدق الله العظيم [‏النور‏:4]، فأنتم تعلمون أنه يقصد بقوله المحصنات لفروجهن سواء تكون أمَة أم حرّة فمن يبهت محصنة بفاحشة الزّنى ولم يأتِ بأربعة شهداء {فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً}، إذاً المحصنة هي التي تحصن فرجها من فاحشة الزّنى. وقال الله تعالى: {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ﴿٩١} صدق الله العظيم [الأنبياء].

فذلك ما أعلمه فيما أنزله الله في محكم كتابه:

أن المحصنات يقصد بهنَّ اللاتي أحصنَّ فروجهن من الزّنى أو يقصد المحصنات بالزواج ولا أجد بمعنى ثالث لكلمة المحصنة في كتاب الله غير ذلك؛ ألا والله لا تستطيعون أن تأتوا ببيان للمحصنة من كتاب الله غير ذلك شيئاً ولو كان بعضكم لبعض ظهيراً.


إذاً يا قوم، إنَّ بيانكم لكلمة المحصنات بالظنّ من عند أنفسكم كان جريمةً كُبرى ونكراء وافتراء على الله بما لم يقله كونكم تسبّبتم في هلاك أنفسٍ لم يأمركم الله بقتلهم، فمن يجِركم من الله يا معشر الذين يتبعون الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؟ وأعلم عن سبب افترائكم على الله أنه يقصد بالمحصنة أي المسلمة وذلك لأنكم واجهتم معضلةً في قول الله تعالى:
{فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:25]، فإن قلتم أنه يقصد المحصنة لفرجها فلن تركب كون الله لم ينزل حدّ للتي أحصنت فرجها، إذاً المقصود في هذا الآية بقوله تعالى: {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم
وذلك لأنه أفتاكم عن حدّ الأمة المتزوجة فعلمكم أن عليها نصف ما على الحُرّة المتزوجة لكي تعلموا أن حدّ الزّنى هو مائة جلدة للحرّة العزباء أو المتزوجة وكذلك العبيد والإماء فعليهم نصف ما على الزاني أو الزانية المحصنة خمسون جلدة، كون نصف المائة جلدة خمسون.

ويا قوم ، إذا لم تتّبعوا الحكم البيّن في كتاب الله وتصرّوا على اتِّباع الظنّ من عند أنفسكم فسوف تواجهكم مشاكل يستحيل حلّها بعلومكم الظنيّة ومنها: إنّكم تجدون في محكم كتاب الله القرآن العظيم أنّ حدّ الأمَة المتزوجة إذا أتت فاحشة الزّنى فحدها خمسون جلدة، فإذا لم يكن حدّ الأمَة من بعد الزواج هو ذاته من قبل الزواج إذاً فأفتوني ما هو حدّ الأمَة من قبل الزواج إن كنتم صادقين؟ كونكم تجدون أنّ حدّ الأمَة من بعد الزواج خمسون جلدة.

إذاً يا قوم إنّ حدّ الأمَة من قبل أن تكون محصنة بالزواج هو كذلك خمسون جلدة فتبيَّن لكم حدّ العبد والأمَة أنه خمسون جلدة سواء يكونوا عُزّاباً أم متزوجين، وكذلك حدّ الأحرار من الذكور والإناث هو مائة جلدة سواء يكونوا عُزاباً أم محصنين بالزواج فهذا هو حكم الله بالحقّ في محكم كتابه عن حدّ الزّنى جعله في آيات بيِّنات من آيات أمّ الكتاب لا تحتاج إلى بيان وتفسير. تصديقاً لقول الله تعالى:
{سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿١الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢} صدق الله العظيم.

ولربّما يودّ أن يقاطعني أحد علماء الأمّة فيقول:
عن بريدة رضي الله عنه ان ماعز بن مالك الأسلمي أتى رسول الله صلّى الله عليه وسلم فقال:يا رسول الله إني ظلمت نفسي وزنيت، وإني أريد أن تطهرني فرده، فلما كان من الغد أتاه، فقال:يا رسول الله إني زنيت فرده الثانية، فأرسل رسول الله صلّى الله عليه وسلم إلى قومه، فقال:أتعلمون بعقله بأسا؟ أتنكرون منه شيئاً؟ قالوا:ما نعلمه الا وفيّ العقل، من صالحينا في ما نرى، فأتاه الثالثة، فأرسل اليهم أيضا، فسأل عنه فأخبره أنه لا بأس به ولا بعقله، فلما كان الرابع حفر له حفرة، ثم أمر به فرجم . قال:فجاءت الغامدية، فقالت:يا رسول الله إني زنيت فطهرني، وإنه ردها، فلما كان الغد، قالت:يا رسول الله لم تردني؟ لعلك إن تردني كما رددت ماعزا، فو الله إني لحبلى، قال:« اما لا، فاذهبي حتى تلدي”، قال:فلما ولدت أتته بالصبي في يده كسرة خبز، فقالت:هذا يا رسول الله قد فطمته، وقد أكل الطعام، فدفع الصبي الى رجل من المسلمين، ثم أمر بها فحفر لها الى صدرها، وأمر الناس فرجموها، فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتنضخ الدم على وجه خالد فسبها، فسمع نبيّ الله سبه اياها، فقال:”مهلاً يا خالد! فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس (وهو الذي يأخذ الضرائب) لغفر له” رواه مسلم. ثم أمر بها فصلى عليها، ودفنت. وفي رواية فقال عمر يا رسول الله رجمتها ثم تصلي عليها! فقال:لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة وسعتهم، وهل وجدت شيئاً أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل)
ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا قوم ما كان لمحمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - أن يخالف لأمر ربه كون الله أمره أنّ الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فلا حدّ عليهم من بعد أن تاب الله عليهم كون توبتهم كانت خالصة لربهم من قبل أن تقدروا عليهم حتى لو كانوا يحاربون الله ورسوله ومفسدون في الأرض. وقال الله تعالى: {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ﴿٣٢إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٣٣إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣٤يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥} صدق الله العظيم [المائدة].

فانظروا يا قوم لقول الله تعالى:
{إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣٤} صدق الله العظيم، برغم أن قصة ماعز والغامدية كذب وافتراء، ولكن فلنفرض أنها قصة حقيقية وأنهم تابوا من قبل أن تقدروا عليهم بل كانت توبتهم خالصة لربهم فهل يقبل الله توبتهم ثم يأمر بقيام الحدّ عليهم؟ ويا سبحان الله العظيم! فتذكروا قول الله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣٤} صدق الله العظيم.

ولا يزال لدينا المزيد والمزيد على نفي حدّ الرجم المُفترى الذي يريد منه المفترون تشويه دين الإسلام في نظر العالمين ليعتقدوا أنه دينٌ وحشيٌّ كونهم يعلمون أن الإنسان ضعيف أمام شهوته النفسية لولا تقوى الله تساعده على الانتصار على النفس الأمارة بالسوء وقد يقع في فتنة فاحشة الزّنى، فكيف يحكم عليه بالرجم بالحجارة حتى الموت؟ فأكثر ما يقع الناس في ذلك، وقال الله تعالى:
{يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ۗ وَاللَّـهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٢٦وَاللَّـهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ﴿٢٧يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ ۚ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا ﴿٢٨} صدق الله العظيم [النساء].


أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
______________

آخر تحديث: 16-10-2019 11:59 AM
20

بيان حدّ الزنى ..

- 20 -
الإمام ناصر محمد اليماني
10 - 02 - 1432 هـ
16 - 01 - 2011 مـ
05:40 صباحاً
ـــــــــــــــــــ



بيـــــــانُ حدّ الزِّنــــى ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الأطهار وجميع الأنصار إلى اليوم الآخر..
ويا أحبتي في الله علماء المسلمين وأمّتهم ممن أظهرهم الله على أمرنا بقدرٍ مقدورٍ في الكتاب المسطور، كونوا صادقين مع الله ومع أنفسكم فهل تريدون الحقّ أم غير الحق؟ فأنيبوا إلى الله وقولوا:
سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم أرنا الحقّ حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا، اللهم لا تجعل القرآن العظيم عمىً علينا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم واجعل القرآن حجّة لنا لا حجّة علينا بعفوك يا الله.

فاتقوا الله أحبتي في الله، وتالله أنّي أرى آيات كتاب الله المحكمات في القرآن العظيم عمًى على كثيرٍ منكم. وقال الله تعالى:
{وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْ‌آنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَ‌بِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ‌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَـٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ﴿٤٤﴾} صدق الله العظيم [فصلت].

ويا سوداني، اتقِ الله ولا تقل على الله إلا الحقّ فمن يجيرك من عذاب الله؟ فكيف أنك تجعل حدّين اثنين أحدهما من عندك وتقول أن حدّ المتزوجة الأمَة (خمسون جلدة ومن ثم رجم بالحجارة) فما الذي دفعك لذلك الافتراء؟ يا رجل اتقِ الله. وقال الله تعالى:
{وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُ‌ونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ‌هُمْ لَا يَشْكُرُ‌ونَ ﴿٦٠﴾} صدق الله العظيم [يونس].

فهل كلامك هذا يقبله العقل والمنطق أم لأنك وجدت آيةً محكمةً في كتاب الله تفتيكم بالحقّ أنّ حدّ الزنى للأَمَة المتزوجة هو نصف حدّ المحصنة؟ وإنما يريد الله أن يبيّن لكم أن المائة جلدة هو حدّ يشمل المتزوجين وغير المتزوجين، أفلا تتقون؟ فكيف تجازفون بالقول على الله بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً؟ ولو كانت مجازفتك في مسألة فقهية عادية لكان الأمر أهون! ولكنك تجازف بفتوى الظنّ في قتل نفس، أفلا تعلم إثم ذلك في الكتاب أنّ من قتل نفساً بغير الحقّ فكأنما قتل الناس جميعاً؟ فأين ستهرب من الربّ يا من تفتري على الله ما لم يقله؟ ويا سوداني لقد أصبح وضعك خطيراً جداً وأوشك الله أن يقيِّض لك شيطاناً فيستحوِذ عليك ويصدّك عن الحقّ وتحسب أنك من المهتدين، فوالله لا أراك تبحث عن الحقّ وإنما جئت للتشويش، فكيف أنّك تكتب مشاركة تتلوها مشاركة تتلوها مشاركة قبل أن تسمع الرد؟ وتنسخ من هنا وهناك فتشغل الباحثين عن الحقّ بردودك الفاضية الخالية من سلطان العلم فليس لدينا (ربما) فالظنّ لا يغني من الحقّ شيئاً.

يا رجل، إنّك كذلك تريد أن تخرِجنا عن موضوع الحوار إلى مواضيع أخرى للتشويش وضياع الحقيقة وتشتت فكر الباحث. ونعم إنّي أكتب في موقعي في البيان الواحد عدّة مواضيع كوني مكلفٌ بالبيان الحقّ للقرآن من ذات القرآن ولكنّ في هذا الموقع الأمر يختلف كوننا جئنا للحوار والتثبت من حقيقة الإمام ناصر محمد اليماني فيجب أن يكون الحوار نقطة نقطة ولا يتجاوز إلى مواضيع أخرى، ومن يريد الاستفسار عن أي نقطة خارجة عن موضوع الحوار فسوف يجدها في موقعي وما عليه إلا أن يكتب كلمة البحث ثم يكتب رده وملاحظته ويأتيه الرد في موقعنا الرئيسي:
(منتديات البشرى الإسلاميّة موقع الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني)، أما الخروج عن موضوع الحوار فهذا ممنوع إن كنتم تريدون الحقّ كون الإمام ناصر محمد اليماني سوف يختار نقاط الحوار في هذا الموقع المبارك ولستم أنتم من تختارون نقاط الحوار؛ بل مهمتكم الذود عن حياض الدين إن كان ناصر محمد اليماني يريد إضلال المسلمين عن دينهم كون ناصر محمد اليماني سوف ينسف عقائدَ في الدين مفترياتٍ جاءتكم من عند غير الله في السُّنة النبويّة فأنسف المُفترى في السُّنة النبويّة بمحكم كتاب الله حتى أطهّر سنة جدّي تطهيراً عليه الصلاة والسلام.

ومهمتكم الذود عن حياض الدين بسلطان العلم إن كنتم صادقين وليس بلهو الحديث الفارغ من سلطان العلم فذلك صدّ عن سبيل الله يا سوداني فتذكر قول الله تعالى:
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِ‌ي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ‌ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٦﴾} صدق الله العظيم [لقمان].

ويا أخي الكريم (محمد آل جار الله)، بارك الله فيك تيقظ من كتابتك عن فتوى الإمام ناصر محمد اليماني عن
كلمة (المحصنة) في الكتاب وقد أفتينا إنّها إما أن تكون المتزوجة أو ذات الدين التي أحصنت فرجها من الزنى فاظفر بذات الدين تربت يداك، وما ينبغي أن يكون لها حدّ في كتاب الله فهل هذا جزاؤها أن يكون لها حدّ في كتاب الله كونها أحصنت فرجها، أفلا تعقلون يا سوداني وقال الله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} صدق الله العظيم [النساء:25].

والسؤال الذي يطرح نفسه: فما يقصد الله تعالى بقوله:
{الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ}؟ ومن ثم تجد الجواب في قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴿٤} صدق الله العظيم [النور].

إذاً المحصنات هي التي أحصنت فرجها من الزنى فمن يبهتها ولم يأتِ بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة، ولا تقبل لهم شهادة من بعد ذلك أبداً إلى يوم الدين إلى يوم يقوم الناس لربّ العالمين كونه قذف امرأةً محصنةً لفرجها من الزنى فكان ذلك عند الله عظيماً، فكيف تجعلون لها حداً في كتاب الله، أفلا تتقون؟ بل يقصد الله المحصنة أي المتزوجة في قول الله تعالى: {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:25].

فانظر لقول الله تعالى:
{فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم، أي نصف ما على المُحصنة من العذاب، ويقصد الزانية المتزوجة الحرّة تُجلدُ الأمَة بنصف ما عليها من العذاب أي خمسين جلدة، وإنما أراد الله أن يبيّن لكم حدّ الزنى أنّه يشمل الحرّة العزباء والمتزوجة وهنا ذكر حدّ الأمَة المتزوجة ثم الحرّة المتزوجة وقال الله تعالى: {فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم [النساء:25]، فانظروا يا قوم إلى قول الله تعالى: {نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم، أي نصف ما على الزانية المتزوجة.

ولربّما يودّ أحد الذين يقولون على الله ما لا يعلمون أن يقول: "بل يقصد الحرّة العزباء بقوله تعالى:
{فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} صدق الله العظيم؛ أي على الأمَة نصف ما على المحصنة العزباء من العذاب". ومن ثمّ يردّ عليه الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني وأقول: يا سبحان الله العظيم! أهذا جزاء عفّتها أنها أحصنت فرجها فكيف يكون على الأمَة الزانية نصف ما على التي أحصنت فرجها، أفلا تعقلون؟ ألا والله لا تستطيعون لو دمتم دوام السموات والأرض وأنتم تبحثون في كتاب الله أن تأتوا بمعنى لكلمة المحصنة غير معنيين اثنين؛ فإما يقصد بقوله تعالى المحصنة أي التي أحصنت فرجها وإما أن يقصد المتزوجة، ولن تجدوا لكلمة المحصنة معنى ثالثاً أبداً.

وأتحداك بالحقّ يا سوداني وليس تحديك كتحدي الإمام المهديّ تقول: "إنما الخمر مجرد رجسٌ ولم يأتِ نصٌّ بتحريمه". ومن ثمّ يردّ عليك الإمام ناصر محمد اليماني وأنطق بالحقّ:
إنّ تحريم الخمر في كتاب الله كمثل تحريم عبادة الطاغوت من دون الله، أفلا ترى ما أشدّ حُرمة الخمر في محكم كتاب الله؟ وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٩٠} صدق الله العظيم [المائدة].

فلو بحثتم في الكتاب عن المقصود بالضبط من كلمة فاجتنبوها لوجدتم؛ إنّ هذه الكلمة لمن أشدّ أنواع التحريم في محكم كتاب الله كمثل تحريم عبادة الطاغوت من دون الله. وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا} صدق الله العظيم [الزمر:17].

وتبيَّن لكم المقصود بالضبط من كلمة الاجتناب أنها لمن أشدّ أنواع التحريم في محكم الكتاب. ولذلك قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٩٠} صدق الله العظيم [المائدة].

ولا نريد أن نخرج عن الموضوع كما تريدون أن تُخرِجوا الإمام ناصر محمد اليماني عن موضوع الحوار المختار حين تنعدم لديكم حجّة سلطان العلم ولن تستطيعوا، ولن أخرج عن موضوع الحوار المختار حتى أقيم عليكم الحجّة بالحقّ وأفصِّله من كتاب الله تفصيلاً حتى أجعلكم بين خيارين، إما أن تتّبعوا كتاب الله القرآن العظيم أو تُعرِضوا عنه فتّتبعوا ما يخالف لمحكم كتاب الله ثم يغضب الله لكتابه ولن تجد لك يا سوداني من الله ولياً ولا نصيراً.

ألا والله لا أراك سوف تهتدي أبداً ما دمت هكذا لا تريد إلا أن تصدّ عن اتباع ناصر محمد اليماني بكلّ حيلةٍ ووسيلةٍ وتبحث عن أي مدخلٍ تدخل به على الإمام ناصر محمد اليماني ولن تستطيع ولن يهديك الله أبداً إلى الحقّ حتى تكون صادقاً مع الله ومع نفسك؛ فهل تريد الحقّ فتذود عنه بسلطان العلم من محكم كتاب الله ومن سنة نبيّه التي لا تخالف لمحكم كتاب الله؟ أم إنك تجادل بالباطل لتدحض به الحقّ في محكم كتاب الله وحين تواجهك آية محكمة في محكم كتاب الله ومن ثم تأَوِّلها على هواك من عند نفسك؟ كمثل قولك أنّ حدّ المتزوجة حدّان اثنان؛ مائة جلدة ثم رجم بالحجارة، وأن حدّ الأمَة المتزوجة خمسون جلدة ثم رجم بالحجارة. أليس هذا افتراء يهتز منه عرش الرحمن العظيم؟ فما أعظم جريمتكم في الكتاب يا من تقولون على الله غير الحقّ وأنتم تعلمون أنه يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم.

ألا والله لا يقبل المُفترى العقلُ والمنطقُ، فتعالوا لننظر ما يقوله السوداني من افتراء الشيطان الرجيم أنّ المرأة العزباء تُجلد مائة جلدة وتُغرب عاماً عن ديار أهلها، ويا سبحان الله العظيم فهل يقبل هذا الافتراء العقلُ والمنطق؟ أليست ستأخذ حريتها الكاملة فتزني مع من تشاء وكل ليلة تسهر في حضن عاشقٍ جديدٍ حتى ينقضي العام؟ ما لكم كيف تحكمون!
فتعالوا لكي أعلمكم حقيقة التغريب عاماً عن الديار فقد جعله أعداء الله المُفترون أولياء الشيطان ضدّ حدٍّ مسبقٍ في كتاب الله لللواتي يأتين الفاحشة حتى يكون ضده تماماً بالعكس ليخالفه جملةً وتفصيلاً. وقال الله تعالى:
{وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّـهُ لَهُنَّ سَبِيلًا ﴿١٥} صدق الله العظيم [النساء].
وإنّما السبيل هو: نزول الحدّ المحكم في كتاب الله المائة جلدة والذي يكون بدلاً عن الحبس في البيوت، وكان حدّ الحبس في البيوت للنساء فقط سواء تكون عزباء أم متزوجة.

والسؤال الذي يطرح نفسه: فهل المتزوجة يتمّ حبسها في بيت زوجها؟ والجواب: كلا بل يتمّ إخراجها من بيت زوجها وحبسها في بيت أهلها وقال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّـهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّـهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّـهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا ﴿١} صدق الله العظيم [الطلاق].

ونستنبط من ذلك قول الله تعالى:
{لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّـهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّـهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّـهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا} صدق الله العظيم، ولذلك يتمّ إخراجها مطلقة من بيت زوجها ليتم حبسها في بيت أهلها وذلك هو الحدّ المُبدل في كتاب الله كان سواءً لكافة نساء المسلمين؛ سواء تكون متزوجة أم عزباء فحدّها أن تحبس في بيت أهلها. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّـهُ لَهُنَّ سَبِيلًا ﴿١٥} صدق الله العظيم [النساء].

ومن ثمّ قام أعداء الله بتدويل حديث مفترى ضدّ ذلك الحدّ في تلك الأيام بعد أن خرجوا من عند محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين بين لهم هذه الآية في قول الله تعالى:
{وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّـهُ لَهُنَّ سَبِيلًا ﴿١٥} صدق الله العظيم [النساء]، ومن ثم افتروا حديثاً يكون ضداً لحد الله المُنَزَّل، وقالوا أنها تغرب عاماً عن البلاد! ويريدون أن تأخذ حريتها الكاملة فتزني كيفما تشاء حرّةً طليقةً كون الله أمر بحبسها في بيت أهلها وهم يريدون أن يطلقوا حريتها لتستمر في فاحشة الزنى بعيداً عن أهلها! ولربّما يودّ الذي يقولون على الله غير الحقّ بالظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً أن يقاطعني فيقول: بل يتمّ تغريب أحد محارمها معها! ومن ثم أقول له: اتقِ الله وما ذنب محرمها حتى تغربه عن البلاد لمدة عام وهو لم يأتِ فاحشة الزنى؟ أفلا ترون يا من تتبعون ما يخالف لمحكم كتاب الله أنكم قوم لا تعقلون؟

وتعالوا لنبين لكم الحقّ فإن حدّ الحبس في البيوت كان للنساء بشكل عام سواء تكون متزوجة أم عزباء ولذلك قال الله تعالى:
{وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّـهُ لَهُنَّ سَبِيلًا ﴿١٥} صدق الله العظيم [النساء].

والسؤال الذي يطرح نفسه: فما هو حدّ الرجال الذين أتوا الفاحشة مع النساء سواء يكون متزوجاً أم أعزباَ؟ وسوف تجدون الجواب في محكم الكتاب أن حدهما ليس الحبس في البيوت بل بالأذى بالكلام وعدم الأكل معه الطعام وقطع السلام حتى يتوب إلى الله متاباً وذلك حدّ يكون للاثنين المتزوج والأعزب على حدّ سواء. وقال الله تعالى:
{وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا ۖ فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا ۗ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ﴿١٦} صدق الله العظيم [النساء].

ومن ثم جاء الحدّ البدل الذي يشمل النساء والرجال سواء يكونوا متزوجين أم عزاباً وهو قول الله تعالى:
{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢} صدق الله العظيم [النور].

وهذا هو الحدّ البدل وهو السبيل للذين تمّ حبسهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت في قول الله تعالى:
{وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّـهُ لَهُنَّ سَبِيلًا ﴿١٥} صدق الله العظيم [النساء].

وقد جاء السبيل وهو تنزيل الحدّ المحكم في محكم كتاب الله ليكون لجميع الزناة من الرجال والنساء سواء يكونوا متزوجين أم عُزاباً فذلك جزاء من يأتي فاحشة الزنى وقال الله تعالى:
{{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿٢}} صدق الله العظيم [النور].

وأمّا التي لم يشهد بزناها غير زوجها فيدرأ عنها عذاب المائة الجلدة مقابل أن تشهد لله أربع شهادات أنه لمن الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها إن كان لمن الصادقين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَالَّذِينَ يَرْ‌مُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْ‌بَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٦﴾ وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّـهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٧﴾ وَيَدْرَ‌أُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْ‌بَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّـهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [النور].

فاتقوا يا من يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم من ربهم يا من يفترون على الله أنها كانت آية في القرآن الشيخ والشيخة فتقولون إنّ الله قال:
((الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم))
انتهى الافتراء على الله

ويا سبحان الله العظيم! فكيف يتمّ حذفها كما تزعمون وكذلك لفظها ثم يبقى حكمها في عقولكم أنتم؟ فهل يصدق هذا الافتراء عاقل؟ كون الله تعالى إذا بدَّل آية مكان آية في الكتاب فهو يبقي لفظها ويتمّ تبديل حكمها بالحكم البدل في الآية الجديدة، ولكن لفظ الآية الأولى يبقى كما هو في الكتاب وإنما يبدل الحكم، ولكن آيتكم تمّ تبديل لفظها وبقي حكمها في كتبكم المفترى الكثير منها! فيا عجبي الشديد منكم فكيف يحذف لفظها من الكتاب مع أنه سوف يبقى حكمها؟ فوالله لم أرَ أغبى من علماء المسلمين الذين يتبعون ما يخالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم مع أن الذي يتبعوه أصلاً مخالف للعقل والمنطق قبل أن يكون مخالف لمحكم كتاب الله ولكنهم قوم لا يعقلون كمثل السوداني الذي يزأر وكأنه ليثٌ غضنفر فيتبع ما يخالف لمحكم الذكر عناداً للمهديّ المنتظَر كونها أخذته العزة بالكبر ولكنه لا يعاند المهديّ المنتظَر بل يعاند الله الواحد القهار، وأبشِّره بعذاب من الكوكب العاشر ليلة تبلغ القلوب الحناجر في ليلة يبيض من هولها الشعر للمعرضين عن الذكر وهم مكابرون ولم يخضعوا لحجة الذكر من ربهم فمن يجرهم من عذاب يوم عقيم؟

ألا والله يا سوداني لو شتمت الإمام المهديّ لعفونا عنك وصبرنا، وأما أن تفتري على الله ما لم يقله وتتعدى حدود الله فهذا لا صبر لي عليه وحسبي الله ونعم الوكيل.

وسلامٌ على المُرسلين والحمد لله ربّ العالمين ..
خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
________________

آخر تحديث: 25-07-2024 12:36 PM