الموضوع: مزيدٌ من البيان من القرآن في ذبح الأنعام حلالاً طيباً

1

مزيدٌ من البيان من القرآن في ذبح الأنعام حلالاً طيباً ..

https://mahdialumma.xyz/showthread.php?p=97651

الإمام ناصر محمد اليماني
18 - 06 - 1434 هـ
28 - 04 - 2013 مـ
04:10 صــــباحاً
ـــــــــــــــــــــــــ


مزيدٌ من البيان من القرآن في ذبح الأنعام حلالاً طيباً ..

بسم الله الرحمن الرحيم
{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّـهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} صدق الله العظيم [المائدة:3].

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على كافة الأنبياء والمرسلين من أوّلهم إلى خاتمهم محمد رسول الله وآله وآلهم الطيبين والتابعين الحقّ إلى يوم الدين، أمّا بعد..

ويا أحبتي في الله السائلين عن ذكر الله على الأنعام قُبيل ذبحها، لو استشرتم عقولَكم لقال عقلُ كلِّ واحدٍ: "يا سبحان الله! بل يُذكر اسم الله على الذبيحة سواء تكون أُضحية أو يريد أن يُكرم بها ضيفه أو يريد أن يطعم بها نفسه وآل بيته فلا بدّ أن يذكر اسم (الله أكبر) عليها".

ومختصر الذِّكر أن يقول: (بسم الله الرحمن الرحيم؛ الله أكبر؛ سبحان من أحلك للذبح)

فيذبحها من
العنق كما يعلم بذلك الجزّارون، ولكن لا يقطع الرأس عن الجسد وذلك حتى يظلّ الدّم المحرم مسفوحاً من الأضحية وهذا إذا كان من الغنم أو من البقر، وأما إذا كانت من الإبل فلا يتمّ ذبحها من العنق بل يتمّ نحرها من الصدر بما يسمونه (بالثغرة).

وعلى كل حال إن ذكر الله على الذبيحة أو المنحورة يجب أن يكون من قبل أن يتمّ ذبحها أو نحرها، ولا يُشترط أن لا يذبحها إلا مسلم؛ بل يجوز أن يذبحها كافرٌ أو مجوسيّ أو يهوديّ سواء ذكروا الله أم لم يذكروه، وقد عَلِمَ اللهُ أنّ ليس كلّ المسلمين جزّارين ولذلك لم يَشْرُط عليهم أن يذكروا اسم الله عليها حين ذبحها؛ بل أمرهم أن يذكروا اسم الله عليها صواف والذبيحة لا تزال حيّة ومن ثم يرسل بها صاحبُها إلى الجزّار ليذبحها ولا يهمّ هل ذكر عليها اسم الله أم لم يذكر كونه قد تمّ الذِّكر عليها من قِبَلِ صاحبها
(صواف) وأرسل بها من بعد الذّكر للجزار ليذبحها.

وأمّا الذي يشتري لحماً تمّ سلخه من المجزرة فنقول عليه أن يشتري من مجازر المسلمين كونه لا بدّ أنّ الجزار المسلم ذكر اسم الله عليها حين ذبحها فيقول: (بسم الله الرحمن الرحيم؛ الله أكبر؛ سبحان من أحلك للذبح) أو النّحر إن كانت من الإبل.

وأمّا مجازر الكافرين التي لا يذكرون اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام فهذا لا يجوز. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسم اللَّهِ عَلَيْهِ} صدق الله العظيم [الأنعام:121]. إلا من اضْطُّرَ في مخمصةٍ (جوع) فلا إثم عليه أن يشتري اللحم من مجازر الكفار الذين لا يذكرون اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام. تصديقاً لقول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۖإِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿٢﴾ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّـهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٣﴾ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ۖ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۙ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّـهُ ۖ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ عَلَيْهِ ۖ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۚ إِنَّ اللَّـهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [المائدة].

والاضطرار سواء جوع أو ضرورة الشهوة للحمة، كون الإنسان إذا مرّ عليه زمنٌ لم يأكل اللحمة ومن ثم يطلب جسمه اللحمة بشهوةٍ شديدةٍ كون الجسم أصبح محتاجاً لبروتين اللحم، ونقول:
فلا إثم على أحبتي في الله في بلاد الكافرين حين يجوعون أو يشتهون أكلَ اللحمة أن يشتري لحمةً من الجزارين المخالفين لشريعة الإسلام في سُنّة ذبح الأنعام، ولكن فليذكروا اسم الله على اللحمة قبل أن يغلوها، كما يذكرون اسم الله على صيد الجوارح فمنها من لم يلحق صاحبها أن يذبحها ولكنّ الله أحلَّ لهم صيد الجوارح وأمر أن يذكر اسم الله على ما أمسكوا به في مخالب الجوارح. تصديقاً لقول الله تعالى:
{يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسم اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} صدق الله العظيم [المائدة:4].

وخلاصة هذا البيان نقول:
إنما نقصد النّاس البسطاء ما جعل الله عليهم في الدّين من حرجٍ، وأما من كان من الأغنياء فيستطيع أن يشتري كبشاً أو ما يشاء من الأنعام ثم يذكر اسم الله عليه ومن ثم يرسل به للجزار فيشترط عليه أن يذبحها ولا يقبل أن يضرب الجزارُ رأس الأضحية بحديدةٍ كما يفعل الذين لا يعلمون.

وأما الطّيور فيستطيعون أن يشتروها حيّةً سواء دجاجاً أو غير ذلك من الطيور فيذبحها في داره وتذكروا اسم الله عليها عند ذبحها، وكذلك تسمّون بالله على اللحم من بعد النضوج فتأكلوا منه حلالاً طيباً. يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ورحم الله المؤمنين.

وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
مفتي العالم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.
ــــــــــــــــــ
آخر تحديث: 29-01-2021 10:33 PM