الموضوع: بيان بشأن الروح وكلمات الله كن فيكون

1

بيان بشأن الروح وكلمات الله كن فيكون..


الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
___________


بيان بشأن الروح وكلمات الله كن فيكون ..

بسم الله الرحمن الرحيم
وأمّا بالنسبة للروح فهي من أمر ربّي وليست من صفاته سبحانه وتعالى علواً كبيراً، تصديقاً لقول الله تعالى:
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} صدق الله العظيم [الشورى:11].

أم إنّك تريد أن تمهّد للمسيح الدجال الذي يظهر للبشر كإنسان ويدّعي الرّبوبيّة ولذلك تقول إنّ الروح التي تجعل الإنسان حيّاً هي من صفات ذات الله وإنّك لمِن الكاذبين، ولكنّي أعلم ما هو المقصود من قول الله تعالى:
{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ﴿٧٢} صدق الله العظيم [ص].

وتعال لأعلّمك ما هو المقصود من قول الله تعالى:
{فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ}؛ ويقصد خَلَقَهُ من طين ثم يقول له: كُن فيكون، وقال الله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّـهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٥٩} صدق الله العظيم [آل عمران].

إذاً المقصود من قول الله تعالى:
{وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي} أي كلمة من قُدرتي كُن فيكون، وقال الله تعالى: {إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّـهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ﴿٤٥} صدق الله العظيم [آل عمران].

ولكنّ مريم أخذتها الدهشة من قولهم وقالت:
{قَالَتْ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّـهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٤٧} صدق الله العظيم [آل عمران].

فانظروا لردّ الملائكة على مريم بالحقّ:
{قَالَ كَذَٰلِكِ اللَّـهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ إِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} صدق الله العظيم، إذاً تبيّن المقصود من قول الله تعالى: {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي} أي يقصد من كلمات قدرتي المُطلقة كن فيكون، وليس أنّ الروح من ذات الله سبحانه وتعالى علوّاً كبيراً، ولكنّي أعلم ما تريد أن تصل إليه وهو اشتراك الصفات بالإنسان والرحمن تمهيداً للشيطان الذي سوف يتمثّل إلى إنسانٍ فيقول إنّه الرحمن أو ابن الرحمن إن غيّر مكره، نظراً لكشف حقيقته في بيان المهدي المنتظَر، وأمّا كلمات الله فهي قُدرات الله المُطلقة كُن فيكون، وقال الله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴿٨٢} صدق الله العظيم [يس].

وكلمات قدرته تعالى تتكوّن من حرفين اثنين هي أسرع نطقاً في اللسان وأقرب من لمح البصر في البيان على الواقع الحقيقي، فيكون إذا شاء ما يريد بأقرب من لمح البصر، وكما قلنا إنّ كلمات الله هي قدرات الله المُطلقة ( كن فيكون )، وقال الله تعالى:
{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ﴿١٢} صدق الله العظيم [التحريم].

فانظروا لقول الله تعالى:
{وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا} أي قدرات ربّها كُن فيكون، إذاً كلمات قدرات الله هي (كُن) ولا نهاية لقدرته تعالى، تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّـهِ} صدق الله العظيم [لقمان:27].

أي أنّه لا نهاية لقدرات الله؛ وهي روح قدرته وليس من ذاته فاشترك الإنسان في صفات الرحمن حسب زعمك سبحانه وتعالى علوّاً كبيراً! فلا يشبّهه الإنسان لا في الجسد ولا في الروح في شيء سبحانه وتعالى علوّاً كبيراً! فاتّقوا الله يا معشر المسلمين واتّبعوني أهدِكم إلى صراط العزيز الحميد، ولا ولن يقول لكم المهديّ المنتظر الحقّ من ربّكم ما يقوله المفترون على الله بغير الحقّ أمثال المهاجر وليس بيني وبينكم إلا كتاب الله وسُنّة رسوله الحقّ إن كنتم بهما مؤمنين، فليس بيني وبينكم إلا قال الله وقال رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فاتّبعوا ناصر محمد يا أنصار محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - إن كنتم مسلمين، وإنّما أدعوكم إلى ما دعاكم إليه محمدٌ رسول الله على بصيرةٍ من الله القرآن العظيم، ولم يجعلني مُبتدعاً بل مُتّبعاً لمحمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، تصديقاً لقول الله تعالى:
{قُلْ هَـٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّـهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّـهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨} صدق الله العظيم [يوسف].

فما هي البصيرة التي يحاجّ الناس بها؟ وقال الله تعالى:
{حم ﴿١تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّـهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ﴿٢غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖإِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴿٣مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّـهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ ﴿٤} صدق الله العظيم [غافر].

وقال الله تعالى:
{وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢} صدق الله العظيم [النمل].

ولكن للأسف إنّ علماء الأمّة ينتظرون مهديّاً يقول على الله ما لا يعلم ويتّبع أهواءهم كمثل المهاجر، ولكنّي المهدي المنتظر الحقّ من ربّكم أقسمُ بالله الواحد القهّار لو استمر الحوار بيني وبينكم ما دامت السماوات والأرض أنّي لا ولن أتّبع أهواءكم شيئاً وسوف أجاهدكم بالقرآن العظيم جهاداً كبيراً كما فعل جدي من قبلي، تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا ﴿٥٢} صدق الله العظيم [الفرقان].

وعهداً لربّي تكونون عليه من الشاهدين أنّي سوف أجاهدكم جهادَ الحوار بالقرآن العظيم جهاداً كبيراً حتى أقيم الحجّة عليكم إن كنت المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم أو تقيموا الحجّة عليّ إن كان ناصر محمد اليماني كمثل المهاجر من الذين يفترون على الله بغير الحقّ أو من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، فلا ينبغي لكم أن تصدّقوا ناصر محمد اليماني إذا قال لكم عندي غير كتاب الله وسُنّة رسوله، وأعوذُ بالله أن أكون من الذين يفترون على الله الكذب وهم يعلمون أنّ خاتم الأنبياء والمرسَلين هو جدّي النبيّ الأميّ الأمين محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، و ما كان جدّك أيّها المهاجر إلا من شياطين البشر من اليهود الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، وأقسمُ بالله الواحد القهار قسماً مُقدّماً لأفحمنّك بالحقِّ وأخرسنّ لسانك وألجمك إلجاماً، و لست أنت وحدك بل وكافة علماء الأمصار من مختلف الأقطار سواء يكونون من الجان المخلوقين من النار أو من البشر المخلوقين من صلصال كالفخار، وليس قولي قول الغرور بل طاولة الحوار هي الحكم إن استجابوا لدعوة الاحتكام إلى الذّكر الحكيم المرجعيّة للدّين فيما كانوا فيه يختلفون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النّبويّة فآتيهم بحكم الله من محكم القرآن العظيم، فما جاء مخالفاً لمُحكمه فهو من عند غير الله وليس عن رسل الله صلى الله عليهم وآلهم وسلّم تسليماً.

و لم أفتِكم أنّ الروح تتعذّب في قبرها، فإنّك من الخاطئين، بل تُعذّب الروح من بعد موتها في نار جهنم، والروح من أمر ربّي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً، إنّ الله لا يهدي القوم الظالمين.

وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربِّ العالمين ..
خليفة الله وعبده؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
______________

آخر تحديث: 28-05-2019 01:38 PM