الموضوع: من المهديّ المنتظَر إلى الباحث عن الحقيقة ومزيدٌ من الفتوى عن أهل الكهف

1

من المهديّ المنتظَر إلى الباحث عن الحقيقة، ومزيدٌ من الفتوى عن أهل الكهف ..


- 1 -
الإمام ناصر محمد اليماني
01 - 06 - 2008 مـ
10:25 مساءً
ــــــــــــــــــــ



من المهديّ المنتظَر إلى الباحث عن الحقيقة
ومزيدٌ من الفتوى عن أهل الكهف ..


بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدي وحبيبي وأسوتي محمد رسول الله وآله الأطهار وعلى جميع المسلمين الذين لا يشركون بالله ربّ العالمين، وسلامٌ على المرسلين، ولا أفرّق بين أحدٍ من رسله وأنا من المسلمين، وبعد..

عجباً أمرك أيها الباحث عن الحقيقة فكيف تطلب المباهلة وأنت لا تزال باحثاً عن الحقّ؟ فقد وجدت المهديّ المنتظَر الحقّ إن كنت تريد الحقّ وتطلب المباهلة من الحقّ فبئس ما يأمرك به إيمانك بالقرآن العظيم، وذلك لأني المهديّ المنتظَر الحقّ أخاطبكم بالبيان الحقّ للقرآن العظيم ولا آتيكم بالبيان الحقّ بالرأي وقول الاجتهاد؛ بل أنطق بالبيان الحقّ للقرآن من نفس القرآن ولا أتجرأ أن أقول مثلك على الله ما لا أعلم فذلك من أمر الشيطان وليس من أمر الرحمن. وقال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النّاس كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْ‌ضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ أنه لَكُمْ عَدُوٌّ مبين ﴿١٦٨﴾ إِنَّمَا يَأْمُرُ‌كُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

وتجد أمر الله في القرآن العظيم بأنه حرّم عليكم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون. وقال الله تعالى:
{قُلْ إِنَّمَا حَرَّ‌مَ ربّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ‌ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ‌ الحقّ وَأَن تُشْرِ‌كُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].

ويا أيها الباحث عن الحقيقة، إنك لا تكذّب ناصر اليماني بل تكذّب بآيات الله ربّ العالمين، وذلك لأنّ الله هو من قال بأنّ أصحاب الكهف ثلاثة، وإنما قال ذلك ناصر اليماني بإذنِ الله، وهذا القول هو القول الحقّ الذي قاله ناصر اليماني وأتباعه المصدقين ولم يكن رجماً بالغيب ولم يَقُل الله بأنّ قول ناصر اليماني وأتباعه كان رجماً بالغيب، وقول ناصر اليماني وأتباعه لا يزال في علم الغيب ولذلك قال الله تعالى:
{سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّ‌ابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} [الكهف:22]. ولم يَقُل الله بأنّ هذا القول كان رجماً بالغيب؛ بل ما قيل في شأنهم من قبل كان رجماً بالغيب.

فتعال لأزيدك علماً من قبل المباهلة لعلك تُبصر الحقّ فتتبعه إن كنت تريد الحقّ. وقال الله تعالى:
{سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل ربّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ} صدق الله العظيم [الكهف:22].

وإذا تدبرت الآية يا أيها الباحث عن الحقيقة فسوف تجد بأنّ القول الأول والذي لم يُقَل ولا يزال في علم الغيب هو القول الحقّ، وهو قول المهديّ المنتظَر الحقّ وحزبه، ولم يَقُل الله بأنه رَجمٌ بالغيب. أمّا الأقوال التي قيلت في ذلك الزمن من أقوال اليهود والنّصارى فجميعها رَجم بالغيب، وجميع الأقوال التي قيلت هي أقوال أهل الكتاب من اليهود والنّصارى، ولذلك تجد قول الله لرسوله:
{وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ﴿٢٢﴾} [الكهف].

أي لا يستفتِ في أصحاب الكهف
{مِّنْهُمْ أَحَدًا} أي من أهل الكتاب. وبقي لدينا قولٌ وهو القول الذي لم يُقَل ولا يزال في علم الغيب في زمن الأقوال التي قيلت في ذلك الزمن ولم يَقُلِ الله بأنه قد قيل بل قال الله تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} صدق الله العظيم.

وكذلك بيّن لكم ربّي عددهم في القرآن وأنه لا يعلمهم سبحانه إلا قليل، وليست الأرقام التي قد قيلت في شأن عددهم، وأن القول الحقّ الذي لم يُقَل بعد ولا يزال مبنيّاً للمجهول وهو الأقل وهو القول الأول:
{سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل ربّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:22].

فإذا تدبرت الآية تجد بأنّ الله قد أخبركم أي الأقوال حقّ، والفتوى في قوله تعالى:
{قُل ربّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ}.

وربّما الجاهلون الذين يقولون على الله ما لا يعلمون يقولون: "إن الله يقصد بقوله ما يعلمهم إلا قليلٌ أي قليلٌ من النّاس الذين يعلمونهم". ولكن الله أمر رسوله أن يقول:
{قُل ربّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ}، فهذا الأمر بالقول من الله لرسوله مع الفتوى: {قُل ربّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ}، أي أن الله أعلم بعددهم ما يعلمُهم الله إلا قليل، فهنا يتوقف المُتدبر فيقول: "إذاً عددهم قليل لأنّ الله قال إنهم أقل مما قالوا في شأن عددهم وأنه لا يعلَمُهم إلا قليل، ومن خلال ذلك فلا بد أن يكون عددهم إمّا اثنين أقل من جميع الأرقام التي ذُكرت، وإمّا أن يكون عددهم أقلَّ الأرقام التي ذُكرت وهو: {سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} صدق الله العظيم".

ولكن هذا القول يحتاج أيضاً إلى مزيدٍ من السلطان وعليك أن تذهب إلى قول المخاطِب من أصحاب الكهف كم كان يخاطب حين قال: ابعثوا أحدكم بورقكم هذه الى المدينة. وهنا يتبيّن لك أنه كان يخاطب أكثر من واحدٍ وهم اثنان، فتأكد لك أنهم ثلاثة وأنّ القول الحقّ هو القول الذي لم يقله أهل الكتاب من اليهود والنّصارى، وهو القول الذي لا يزال مبنيّاً للمجهول في علم الغيب، وها هو قد قيل على لسان المهديّ المنتظَر وحزبه أنهم ثلاثة ورابعهم كلبهم، والمهديّ المنتظَر وحزبه المصدقين هم الحزب الحقّ الذي أحصى عددهم بالحقّ وقصتهم وزمن لبثهم، وسوف يُعثر عليهم فيتبيّن لكم أنّ المهديّ المنتظَر وحزبه هم الوحيدون الذين هم على الحقّ. ولذلك قال الله تعالى:
{ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:12].

والمهديّ المنتظَر وحزبه هم الوحيدون الذين أحصوا لبثهم وقصتهم وأسمائهم وشأنهم من البداية إلى النهاية، وأمّا كلبهم فقد أراني الله بأنّ لونه أحمر وسوف ترى ذلك يوم العثور عليهم فكم أنت من الجاهلين من الذين لا يعلمون، وإذا كنت من أولي الألباب الذين يتدبّرون الكتاب فسوف تجد الحكمة من بقاء أصحاب الكهف في قوله تعالى:
{ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا} صدق الله العظيم.

وأمّا الذين عثروا عليهم من قبل لا يعلمون ما شأنهم وما هي قصتهم وكم لبثهم وما أسمائهم فتنازعوا في قصتهم وكلٌ يأتي له بخبرٍ رجماً بالغيب، ومن ثم ردّوا علمهم لخالقهم:
{فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا ربّهم أَعْلَمُ بِهِمْ} [الكهف:21].

وقد بيّن لكم المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني ما هي الحكمة من بقائهم وهو من أجل اتّباع المهديّ المنتظَر الحقّ وحزبه الذي أحصى عددهم ولبثهم الأول والثاني وقصتهم وأسمائهم، ومن ثم زادني الله علماً بلون كلبهم أنه أصفر يميل إلى الحمرة كمثل لون الكلاب المعروف لديكم ليس أسوداً ولا أبيضاً بل اللون الآخر، ونحن نسمي هذا اللون أحمراً وآخرين يسمونه أصفراً، والمهم قد علمتم أي لون أقصد بالضبط من ألوان الكلاب، وكذلك بيّن المهديّ المنتظَر الحقّ ناصر محمد اليماني أن العثور عليهم هو حكمة إخفائهم من الأعين حتى يأتي زمن الحكمة من بقائهم، وذلك لأنهم شرط من شروط الساعة الكبرى.

وقد بيّن الله لكم هذه الحكمة من العثور عليهم من أجل التمويه والإخفاء حتى يأتي زمن أشراط الساعة الكبرى، وقال الله تعالى:
{
وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّـهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا} صدق الله العظيم [الكهف:21].

ولربّما الجاهلون يقولون: "إنما هذه الحكمة تخصّ الذين عثروا عليهم" . ومن ثم نردّ بأنّ الذين عثروا عليهم لم يعلموا أيَّ شيء لا عن قصتهم ولا عن أسمائهم ولا عن الحكمة من بقائهم، إلا أنهم علموا أنه لا بدّ أن تكون لهم حكمةٌ إلهيّةٌ في الكتاب:
{فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا ربّهم أَعْلَمُ بِهِمْ} صدق الله العظيم.

ويا أيها الباحث عن الحقيقة، إنّ أصحاب الكهف والرقيم في محافظة ذمار في قرية الأقمر في كهفٍ بجانب بيت رجلٍ يُدعى محمد سعد، ويجعل فيه محمد سعد طعام الأنعام، فهل بعد هذا البيان بيان؟ وأقسم بالله ربّ العالمين إنهم لفي محافظة ذمار فلا تُمارِ فيهم أيها الباحث عن الحقيقة والكذب حباله قصيرة، وكأنك من المرجفين المشككين من الذين يصدّون عن الحقّ ليبعثوا الشكّ في قلوب المصدقين لعلهم يرجعون، وتالله إن كنت كذلك فلا تضلّ إلا نفسك وتلك من آيات الله للموقنين. تصديقاً لقول الله تعالى:
{
وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ ۗ مَنْ يَهْدِ اللَّـهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا ﴿١٧} صدق الله العظيم [الكهف].

وإن كنت عثرت عليهم في مكانٍ آخر فهيّا بيِّنهم للعالمين إن كنت من الصادقين، ولعلك عثرت على جُثث موتى محنطين، ولكن أصحاب الكهف ليسوا أمواتاً بل رقوداً. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُ‌قُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَ‌اعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَ‌ارً‌ا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُ‌عْبًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [الكهف].

وقد بيّن لكم المهديّ المنتظَر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني عن سبب الفرار لمن يعثر عليهم وهو لم يحِط بمدى طولهم وخلق أجسامهم، وذلك لأنهم من آيات الله عجباً، وهم من الأمم الأولى ويلون قوم عاد، فانظر لأجساد قوم عاد لعلك تكون من الموقنين. وأمّا وصف أجسام قوم عاد وثمود فضخامتها تشبه أجسام أصحاب الكهف، وذلك لأنّ أصحاب الكهف على مقربةٍ منهم في الزمن فهم من بعد عاد وثمود، وكذلك أجساد عاد وثمود ضخمة فقد وصفها لكم القرآن في ضخامتها بأنهم عمالقة فيكون أطولكم إلى جانب أحدهم كمثل طفل يمشي إلى جانب أطول رجل فيكم، وتستنبطون ذلك من خلال قول الله تعالى:
{كَأنهمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ‌ ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم [القمر].

فهل تعلمون ما هو أعجاز النخل؟ وهو ساق النخلة الطويل إذا انقعر من الأرض فخوى على الأرض ساقطاً، وبين لكم التشبيه الحقّ كذلك في قول الله تعالى:
{فَتَرَ‌ى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْ‌عَىٰ كَأنهمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ﴿٧﴾} [الحاقة].

وإنما يا قوم يشرح لكم القرآن العظيم ضخامة هؤلاء القوم في قوله تعالى:
{فَتَرَ‌ى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْ‌عَىٰ كَأنهمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ﴿٧﴾}، وكذلك قوله تعالى: {كَأنهمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ‌ ﴿٢٠﴾} صدق الله العظيم، وذلك لأنّ طولهم يشبه طول أعجاز النخل، والقرآن دقيق في وصفه فلا بد أن طولهم كطول جذوع النخل، فليستقِم أحدكم إلى جانب جذع نخلة وسوف يجد الفرق بيننا وبينهم كالفرق بيننا وبين طول جذوع النخل العملاق، فهل أنتم مصدقون وتبحثون عن الحقّائق على الواقع الحقيقي بكل حيلةٍ ووسيلةٍ كلّ منكم على قدر جُهده وحيلته؟ وإن أردتم الأحياء النائمين فاذهبوا الأقمر بمحافظة ذمار شرقي حورور فتجدوا أصحاب الكهف في قرية الأقمر لتعلموا حقيقة قول الله تعالى: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَ‌ارً‌ا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُ‌عْبًا ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم، فتعلموا إنما الفرار من التفاجؤ لأجساد بشرٍ عمالقة لم يُرى مثلهم قط ويرى أحدكم نفسه حقيراً صغيراً إليهم.

وأقسم بالله العلي العظيم لا أنطق لكم بغير الحقّ فهل تؤمنون بالقرآن العظيم؟ فلا نزال ندخر آيات كثيرة للممترين فنلجمهم بالحقّ إلجاماً.
وأرجو من الله أن يُجازي ابن عمر عني بخير الجزاء بأفضل ما جازى به عباده الصالحين، وذلك لأنه حقاً رجلٌ يسعى للتطبيق للتصديق على الواقع الحقيقي ليقول للناس: "يا قوم اتّبعوا المهديّ المنتظَر الذي يخاطبكم بالبيان الحقّ للقرآن تجدونه حقّ على الواقع الحقيقي" . وهو على ذلك من الشاهدين، فلا أثني عليه إلا وأنا أعلم أنه يستحق الثناء، وأعلم أنه لا يريد مني جزاءً ولا شكوراً بل يريد حبّ الله وقربه ورضوان نفسه، وأنا على ذلك من الشاهدين. رضي الله عنه وأرضاه وشفاه وعافاه إن ربّي سميع الدُعاء فلا ييأس من رحمة الله إلا القانطون.

بسم الله الرحمن الرحيم
وأمّا طلبك للمباهلة فأبشر بذلك، وأقول :

اللهم عبدك ناصر محمد اليماني يسألك بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك، وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك إن كنتُ مفترٍ عليك بغير الحقّ في شأن المهديّ المنتظَر ولست المهديّ المنتظَر فإن عليّ لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين، وإن كان يُكذب الباحث عن الحقيقة بالمهديّ المنتظَر الحقّ في الكتاب فإني أسألك بحقّ لا إله إلا أنت وبحقّ رحمتك التي كتبت على نفسك وبحقّ عظيم نعيم رضوان نفسك أن تغفر له ولجميع المسلمين فإنهم لا يعلمون أني المهديّ المنتظَر الحقّ من ربهم، وإنّا لله وإنّا إليه لراجعون، فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم وأنت أرحم بعبادك من عبدك ووعدك الحقّ وأنت أرحم الراحمين.

وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوك رحمة الله التي وسعت كلّ شيء إلا من أبى أن يتبع الحقّ وهو يعلم أنه الحقّ؛ المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني.
__________________

آخر تحديث: 04-07-2023 01:32 PM
2

إلى جميع عُلماء الأُمّة والباحثين عن الحقّ من الأُمّة أجمعين ..

- 2 -
الإمام ناصر محمد اليماني
20 - 01 - 1429 هـ
29 - 01 - 2008 مـ
01:33 صباحاً
ــــــــــــــــــ



إلى جميع علماء الأُمّة والباحثين عن الحقّ من الأُمّة أجمعين ..

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جميع الأنبياء والمرسلين من أوّلهم إلى خاتم مسكهم النبيّ الأُميّ الصادق الأمين وعلى التابعين للحقّ من الناس أجمعين في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، ولا أُفرّق بين أحدٍ من رسله وأنا من المسلمين، أمّا بعد..

أشهدُ أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له وأشهدُ أنّ محمداً عبده ورسوله وأشهدُ أنّي المهديّ المنتظَر الحقّ لا أقول على الله ورسوله غير الحقّ مصدّقاً بكتاب الله وسنّة رسوله الحقّ ولا أُفرّق بين الله ورسوله، وأدعو الناس إلى الحقّ على بصيرةٍ من ربّي بعلمٍ وسلطانٍ منير، وأدعو جميع علماء الديانات الثلاث الأُمّيّين والمسيحيّين واليهود إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم إن كانوا به مؤمنين، ولا أكفر بالتوراة والإنجيل الحقّ غير أنّي لا أعمد إليهما لأستنبط الحكم الحقّ منهما حتى ولو لم يتمّ تحريفهما، وذلك مني تنفيذاً لحُكم الله بأنّه جعل القرآن العظيم الكتاب المهيّمن على جميع الكتب السماوية، وضمنه الله من التحريف عبر العصور والأجيال ليجعله حُجّةً للإمام على طالب العلم وحُجّة طالب العلم على العالِم فلا يتّبعه حتى يأتي بسلطان علمه من القرآن المبين، ولن أذهب لأستنبط الحكم من السُنَّة فأنبذ القُرآن وراء ظهري بل أبحث عن الحكم أولاً في كتاب الله القرآن العظيم بدقةٍ متناهيةٍ عن الخطأ بإذن الله، وإذا لم أجد الحكم في المسألة من كتاب الله فعند ذلك أذهب للبحث عن ضالتي في سنّة محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.

ويا معشر علماء الأُمّة والباحثين عن الحقيقة من الناس أجمعين، إنّي أُشهدُ الله وكفى بالله شهيداً أنّي أتحدّاكم بالبيان الحقّ للقُرآن العظيم فيجعلني الله المُهيّمن به عليكم بعلمٍ وسلطانٍ مبينٍ واضحٍ وجليٍّ لعالِمكم وجاهلكم حتى ألجمكم بالحقّ إلجاماً حتى لا يكون أمامكم غير التصديق إن كنتم به مؤمنين، فلا تستطيعون أن تطعنوا في البيان الحقّ للقُرآن العظيم، فهل تدرون لماذا؟ وذلك لأنّي لن أُفسّر القرآن بالظنّ كمثل كثيرٍ من المفسّرين بالاجتهاد، وأعوذ بالله أن أقول على الله بالاجتهاد قبل أن يعلّمني ربي بالحقّ فأستنبطه لكم من محكم القُرآن العظيم، وأُحرّم الفتوى بالاجتهاد جملةً وتفصيلاً.

وأفتيكم عن الاجتهاد وهو: أن تبحث عن الحقّ حتى تجده بعلمٍ وسلطانٍ منيرٍ مقنعٍ ومن ثُمّ تُعلّموا الناس ما علّمكم الله على بصيرة.

ولكنّي أرى أكثركم يُفتي، ومن ثُمّ يقول: "هذا والله أعلم، فإن أخطأت فمن نفسي"! وهذا حرامٌ حرامٌ حرامٌ عليكم حرّمه الله في محكم القُرآن العظيم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون، وأفتاكم الله في مُحكم القُرآن العظيم بأنّ ذلك ليس من أمره تعالى وأنّه من أمر الشيطان الرجيم أن تقولوا على الله ما لا تعلمون، فمن اتّبع أمر الرحمن فقد اعتصم بحبل الله واستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها وهُدي إلى صراطٍ ــــــــــ مُستقيم، ومن قال على الله ما لا يعلم فقد اتّبع أمر الشيطان وغوى وهوى وكأنّما خرّ من السماء فتخطَفه الطير أو تهوي به الريح إلى مكانٍ سحيقٍ وذلك لأنّه لم يعتصم بحبل الله القُرآن العظيم العروة الوثقى.

ويا معشر علماء الأُمّة، إنّي أفتيكم بالحقّ أن لا تكونوا ساذجين فتصدّقوا أي رجُل يقول أنّه المهديّ المنتظَر سواء ناصر محمد اليماني أو اللحيدي أو السوداني أو غيرهم من جميع الذين يدّعون المهديّة ما لم يُثبت حقيقة ما يدعو إليه بعلمٍ وهُدًى من الكتاب المنير حتى يُلجمكم بالحقّ إلجاماً فيهيمن عليكم بما زاده الله من البسطة في علم الكتاب.

ويا معشر علماء الأُمّة، إنّي أراكم تتخبّطون فلا تعلمون كيف تعرفون مهديّ الأُمّة المنتظَر إلى صراطٍ مستقيم! ولسوف أعلّمكم كيف تعرفون أيَّ المهديّين المُدّعين شخصية الإمام المنتظَر، وأفصّل لكم الحُكم تفصيلاً من القرآن العظيم، وقبل أن ندخل في الشروط التي يتمّ تطبيقها على المهديّ المنتظَر الحقّ أعلّمكم بمكر الشياطين منذ أمدٍ بعيدٍ وكيف استطاعوا أن يصدّوا الناس عن الإيمان برسل ربهم في كلّ زمانٍ ومكانٍ لا يتّبعهم إلّا قليلٌ! ولذلك سوف أعلّمكم عن الأسباب التي منعت الناس من تصديق رسل ربّهم؛ إنّه بسبب مكر الشياطين إلى أوليائهم من الإنس، وحتى أعلّمكم بالحقّ فهلمّوا ننظر ما هو رد جميع الأُمم على رسل ربهم في كُلّ زمانٍ ومكانٍ وسوف نجده في القرآن العظيم الذي فيه خبركم وخبر من قبلكم ونبأ ما بعدكم لذلك سوف تجدون ردَّ الأُمم على رسُل ربهم بأنّه كان ردّاً موحّداً وكأنّهم تواصوا بهذا الردّ الموحّد لجيلٍ بعد جيل. وقال الله تعالى: {مَّا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ} صدق الله العظيم [فصّلت:43].

ومن ثُمّ نبحث في القرآن العظيم ما هو هذا القول الموحّد من الأُمم لرُسل ربهم، وسوف نجده في موضع آخر في نفس الموضوع، وقال الله تعالى: {كَذَٰلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢﴾ أَتَوَاصَوْا بِهِ ۚ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ ﴿٥٣﴾} صدق الله العظيم [الذاريات].

ولكنّنا نعلم بأنّ تلك الأُمم لم يتواصوا فيما بينهم بهذا الردّ الموحّد بل الشياطين تواصوا بمكرٍ خبيثٍ ليصدّوا الناس عن الإيمان برسُل ربِّهم، ونظراً لتواصي الشياطين بطريقةٍ موحّدة لصدّ الأُمم عن اتِّباع الرُسل ولذلك تجدون ردّ الأُمم على رُسل ربّهم كان ردّاً موحّداً وكأنّهم تواصوا بهذا الردّ الموحّد: {قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢﴾ أَتَوَاصَوْا بِهِ}. فتعالوا لأفصّل لكم هذا المكر الخبيث لعلّكم ترشدون فأبيّن لكم هذه الآية وأفصّلها تفصيلاً، ونبدأ أولاً بالبيان الحقّ لسبب قولهم لرُسُل ربّهم: {قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٥٢﴾ أَتَوَاصَوْا بِهِ}، وذلك لأنّ الشياطين يعلمون بأنّه إذا أيّد الله رُسله بمعجزاتٍ للتصديق بأنّهم حقاً رُسُل الله ربِّ العالمين فإنّ الناس سوف يُصدقونهم فيتّبعونهم فيعبدون الله وحده لا شريك له، فيُحبط الشياطين ويبوءون بالفشل لصدّ الناس عن الصِراط المستقيم ولذلك اخترعوا مكراً خبيثاً حتى تُكذّب الأُمم بمعجزات ربّهم الحقّ التي يُؤيّد بها رُسله مهما كانت فجعلوا لها ضدّاً باطلاً ما أنزل الله به من سلطانٍ، ألا وهو (سحر التخييل) للأشياء على غير واقعها الحقيقي، برغم أنّ هذا المكر ليس له أي حقيقة على الواقع الحقيقي بل مجرد سحر الأعين للتخييل لشيء بأنّه تحوَّل إلى شيءٍ آخر غير ما كان عليه برغم أنّه لم يتحوّل شيء من واقعه! وتمّ تحويله ليس إلّا في حاسة البصر فُيخيّل إلى الأعين باطلٌ حقيقته صفر في الواقع الحقيقي! ولكنّها تكشف سحرهم حاسّة الملمس باليد لهذا الشيء لو كنتم تعلمون! ونضرب لكم على ذلك مثل في قصة موسى وفرعون والسحرة فسوف تجدون قول الأُمم الأُوَل لرُسل ربِّهم هو نفس قول فرعون الأَول لموسى عندما أخبره أنّه رسولٌ من ربِّ العالمين. قال: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٣﴾ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴿٢٤﴾ قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ ﴿٢٥﴾ قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٢٦﴾ قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

فلماذا حكم فرعون بادئ القصة بأنّ موسى مجنون؟ وذلك بسبب مكر الشياطين يوسوِسون لبعض الأشخاص المصابين بالمسوس فيوسوس له الشيطان في صدره أنّه نبيٌ ورسولٌ من ربّ العالمين حتى يلفت انتباه الناس من حوله لفترةٍ قصيرةٍ ومن ثُمّ يتخبّطه الشيطان من المسّ فيبدأ هذا الشخص المُدّعي النّبوة بالتخبط فتارةً يقول أنّه نبيّ ورسول وتارةً يقول أنّه ابن الله أو أنّه الله! وذلك حتى يحكم الناس عليه بالجنون ويتبيّن لهم بأنّه أصابه مسُّ شيطانٍ رجيمٍ. وهذا مكرٌ خبيثٌ تفعله الشياطين حتى إذا جاء إليهم نبيٌّ ورسولٌ من ربِّ العالمين فيقولون له بادئ الرأي أنّه اعتراه أحد آلهتهم بسوء وهو مسّ شيطانٍ رجيمٍ نظراً لأنّه جعل الآلهة إلهاً واحداً لذلك اعتراه أحد آلهتهم بسوء فأصابه بالجنون وهذا بسبب مكر الشياطين عن طريق بعض الناس الذين يتخبّطونهم فيوسوسون لهم بغير الحقّ ومن ثُمّ يجعلونهم يتخبّطون في كلامهم وتصرفاتهم حتى يحكم عليه الناس بالجنون، وبسبِّب هذا المكر الخبيث تقول الأُمم بادئ الرأي أنّ رسولهم الذي أُرسل إليهم لمجنون وأنّه اعتراهُ أحد آلهتهم بسوءٍ بسبب كُفره بالآلهة ويدعو الناس إلى إلهٍ واحدٍ.

وكذلك كان ردُّ فرعون على رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام برغم أنّه يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وكذلك دعوة جميع الأنبياء والمرسلين إلى كلمة التوحيد لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولكنّ الأُمم تحكم بادئ الرأي على رُسُل ربهم بالجنون بسبب مكر الشياطين إلى بعض أصحاب الأمراض النفسية، وذلك المكر كان هو السبب في الحُكم على رُسل الله بادئ الأمر بالجنون، وكذلك تجدون ردُّ فرعون على موسى على دعوته إلى كلمة التوحيد وقال لموسى: {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴿٢٣﴾ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ ﴿٢٤﴾ قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ ﴿٢٥﴾ قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ﴿٢٦﴾ قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ﴿٢٧﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

ولكنّ الشياطين قد عملوا حسابهم بأنّ الله قد يؤيّد رُسُله بآيات المعجزات ومن ثُمّ يتبيّن لهم أنّه ليس بمجنونٍ وأنّه حقاً رسولٌ من ربّ العالمين ولذلك أيّده الله بآيات التصديق، فمن ثُمّ عمدت الشياطين إلى تعليم بعض من الناس السّحر أي سِّحر التخييل في حاسة البصر، وهذا النوع من السّحرة لا يُنكرون أنّهم ساحرون بل يقولون للناس أنّهم سحرة فيسترهبونهم ويأتون بسحرٍ عظيمٍ في الإثم ما أنزل الله به من سُلطان! وذلك المكر يكون صداً من الشياطين عن الصِراط المستقيم حتى إذا جاء الرسول بسلطانٍ مُّبينٍ فيقول لهم الناس: "إذاً قد تبيّن لنا بأنّك لست مجنوناً بل ساحرٌ عليم".

فلنُتابع قصّة موسى وفرعون والسّحرة، وقال موسى عليه الصلاة والسلام لفرعون حين حكم عليه بادئ الأمر بالجنون وتهدَّده وتوعدَّه، وقال موسى: {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ ﴿٣٠﴾ قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٣١﴾ فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ ﴿٣٢﴾ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ ﴿٣٣﴾ قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

فانظروا إلى نجاح المكر الشيطاني في صدّ الأُمم عن اتّباع الصِراط المستقيم، فهنا نجد فرعون حكم على موسى بادئ الأمر بالجنون حتى إذا جاءه موسى بسلطانٍ مُّبينٍ فعندها تغيّرت نظرية فرعون تجاه موسى بأنّه ليس مجنوناً، فانظروا إلى قول فرعون: {قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾} صدق الله العظيم؛ ويقصد فرعون بأنّ موسى ليس إلّا ساحرٌ وسوف يأتيه بسحرٍ مثله وهو مكر الشياطين الخبيث حتى لا تُصدّق الأُمم بمعجزات التصديق من الله لرسله الحقّ.

فلنتابع القصة بتدبرٍ وتمعنٍ: {قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ﴿٣٤﴾ يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُم بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ﴿٣٥﴾ قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ﴿٣٦﴾ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [الشعراء].

إذاً يا قوم، لولا اختراع سحر التخييل التي تُعلِّمُه الشياطين لبعض الناس إذاً لصدّقت الأُممُ رُسُلَ ربِّهم ولما كذّبوا بآيات التصديق الحقّ ولهداهم الله الصِراط المستقيم، ولكنّ الشيطان أصدقهم ظنّه وقعد لهم بالصِراط المُستقيم فصدّهم عن السبيل باختراع سحر التّخييل والذي ليس له أي حقيقة في الواقع الحقيقي! ولربما يودّ أحدكم أن يقاطعني فيقول: "كيف تقول ليس له أي حقيقة، وقد رأت الناس عصيَّ وحبالَ السّحرة بأنّها ثعابين تسعى برغم أنّها كانت من قبل أن يلقوها ليست إلّا عصيّاً وحبالاً!". ومن ثُمّ نردُّ عليه ونقول: بأنّ جميع العصيّ والحبال التي ألقى بها السّحرة لم تتغيّر من واقعها شيئاً ولم تتحوّل إلى شيءٍ آخر على الإطلاق.

ولربّما يقاطعني أحدكم فيقول: "وما يدري الناس المجتمعون في يوم الزينة أيُّهم الحقّ؛ هل عصا موسى أم عصيّ وحبال السحرة فجميعها تسعى ثعابين في نظرهم! وكيف للناس أن يعلموا الحقّ من الباطل لكي يفشل مكر الشياطين؟". ومن ثُمّ نردُّ عليهم ونقول قد أفتاكم الله في القُرآن العظيم لو كنتم تتدبّرون بأنّ سحر التخييل ليس له أي حقيقة على الواقع الحقيقي؛ بمعنى أنّ الحبال والعصيّ لم تتغير شيئاً عن واقعها. وقال الله تعالى: {فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم [الأعراف:116].

ولربما الجاهلون يقولون بأنّ الله وصف السحر بالعظمة فيقولون على ربِّهم زوراً وبهتاناً عظيماً. وإنّما يقصد الله بقوله: {وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} صدق الله العظيم؛ أي عظيمٌ في الإثم لأنّه تصديّه للتصديق بآيات الله ومعجزاته تصديقاً لرسله الحقّ فلا يهتدي الناس إلى الصِراط المستقيم، ولكنّ حبال وعصيّ السحرة لم تتغيّر شيئاً في واقعها، فأين العظمة والحبال والعصيّ لم تتحوّل شيئاً؟ وليس إلّا أنّهم سحروا أعين الناس فخُيّل إليهم من سحرهم أنّها تسعى. ومثل سحرهم كمثل سرابٍ بِقِيعةٍ يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً كما كان يراه بعينه من قبل أن يأتيه، ولو ذهب فرعون أو هامان أو أحد الحاضرين من الناس يوم الزينة فتقدم إلى عصيّ السحرة وحبالهم ويقول: "كلّ واحدٍ منكم يمسك ثعبانه من عنقه". ومن ثُمّ يتقدم فيلمس ثعابين السحرة بيده، وأقسم بالله العلي العظيم بأنّه سوف يجد جميع حبال وعصيّ السحرة بحاسة ملمس اليد بأنّها لم تتغيّر شيئاً بل باقيةً عصياً وحبالاً كواقعها الحقيقي من قبل أن يلقوها، وإنما يُخيّل للناس الحاضرين من سحرهم أنّها تسعى وليس لما يرونه أي حقيقة على الواقع الحقيقي! ويكشف ذلك بحاسّة الملمس بأنّها عصيٌّ وحبالٌ ولم تتغيّر شيئاً في واقعها الحقيقي، ومن ثُمّ يذهب إلى ثعبان موسى ويقول: "يا موسى أمسك ثعبانك بعنقه". ومن ثُمّ يفرك ذيل ثعبان موسى بيده وعندها سوف يجد بأنّ عصاة موسى حقاً قد تحولت إلى ثعبان مبينٍ في حاسة البصر ويصدقه حاسة الملمس باليد ويفركه فإذا هو يُهزّ يده فيتبيّن له أنّه حقّاً لثعبانٌ مُبينٌ فحقّاً على الواقع الحقيقي تحولت من عصا إلى ثعبان من غير أبٍ ولا أمّ بل بكن فيكون من عصا إلى ثعبانٍ مُّبينٍ مُعجزة التصديق من الله ربّ العالمين!

ولكن للأسف، فإنّ كُفّار قريش حتى لو أنزل الله كتاباً يرونه من السماء نازلاً إلى بين يدي محمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - ومن ثُمّ يذهبون إليه فيلمسون كتاب الله بأيديهم لقالوا: "إنّ هذا لسحرٌ مُّبين"! نظراً لعدم خلفيّتهم عن سحر التّخييل بأنّه ليس إلّا في الخيال البصري ولا ينبغي له أن يكون حقيقة ما تراه العين حقّاً على الواقع الحقيقي وهو سحر. وقال الله تعالى: {وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَـٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿٧﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].

وننتقل الآن إلى مكر الشياطين ضدّ المهديّ المنتظَر الحقّ وقد مكروا كثيراً فيوسوِسون لبعضٍ من أصحاب المسوس أن يقول إنّه المهديّ المنتظَر فيشعر في نفسه أنّه المهديّ المنتظَر، وأقسم بالله العلي العظيم لو يذهب أتباعه بهذا المُدّعي إلى شيخٍ يعالج بالقرآن فيقرأ عليه قدر ساعةٍ أو ساعتين بالكثير ليتبيّن لهم أنّ فيه مسّ شيطانٍ رجيمٍ يوسوِس له بغير الحقّ! وأما إذا كان الممسوس لا يُريد إذا كان فيه مسّ أن يتبَيّن لأتباعه فلن ينطق المسّ بلسانه ولكنّهم سوف يعرفون ذلك في وجهه يكاد أن يسطو بالذي يتلو عليه القرآن! وذلك لأنّ المسّ يحترق بالآيات البيّنات التي تُبيّن للناس كلمة التوحيد الحقّ فيحترق منها مسوس الشياطين في الناس، فأمّا الإنسان الممسوس فأنّه لا يحترق بل يتضايق من الذِّكر الحكيم وكأنّه يصّعّد في السماء صدره ضيِّقاً حرجاً لا يكاد أن يتنفس! وأمّا الشياطين التي في الأجساد فتُحرق بالقُرآن العظيم وكأنّه نار. وقال الله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ ۖ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا ۗ قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكُمُ ۗ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّـهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٧٢﴾} صدق الله العظيم [الحج].

وإيّاكم أن تظلموا الممسوسين الذين تؤذيهم الشياطين بلاءً من ربّ العالمين فلا أقصدهم شيئاً، وإن كانت الأعراض واحدة بل أقصد الذين يدّعون المهديّة بغير الحقّ ويريدون أن يضلّوا الناس عن الصِراط المستقيم؛ ولا أقصد الإنسان الممسوس بل الشيطان الذي فيه يريد أن يُضلّه ويُضلّ المسلمين عن الحقّ ومنهم من يُصيبونه بالجنون من بعدِ أن يدّعي المهديّة ومن ثُمّ النبوّة ولربما الربوبيّة، وبعضٌ منهم قد يستمر في دعوته فيقول إنّه المهدي المنتظر.

ولكن كيف لكم يا معشر المسلمين أن تعرفوا أيّ من هؤلاء المهديين الحقّ المنتظَر خليفة الله على البشر من أهل البيت المُطهّر؟ فتوجد هناك شروط إذا لم يتصف بها هذا الذي يدّعي المهديّة فهو ليس المهديّ المنتظَر الحقّ. ونذكر أهم هذه الشروط وهو أن يزيده الله بسطةً في علم الكتاب على جميع علماء الأُمّة فيؤتيه الله عِلم القرآن كُلّه حتى يُبيّن للناس أسراراً خُفيت في هذا القرآن العظيم وحقائق لطالما قضَّت مضاجع كثيرٍ من الباحثين عن الحقيقة، كمثل إرم ذات العماد التي لم يُخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد، وكذلك أصحاب الكهف والرقيم من آيات الله عجباً، وكذلك حقيقة يأجوج ومأجوج وأين هم، وكذلك حقيقة سدّ ذي القرنين وكذلك حقيقة المسيح الدجال وكذلك حقيقة الأراضين السبع، فإذا استطاع هذا الذي يدّعي المهديّة أن يُبيّن للناس من القرآن جميع هذه الأسرار والتي لا تزال مجهولة الحقائق لدى جميع علماء الأُمّة شرط أنّ الباحثين عن الحقيقة من بعد البيان لهم يهتموا بالأمر فيبحثوا عن تصديق البيان من القرآن بالتطبيق للتصديق بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي بكل حيلةٍ ووسيلة فإذا وجدوا بيان الأسرار هو الحقّ من ربِّهم بِلا شك أو ريب فقد تبيّن لهم الحقّ الذي يدعو إلى الحقّ ويهدي إلى صِراطٍ ــــــــــ مستقيم إن كانوا يريدون الحقّ، ومن أعرض عن الحقّ يُقيّض الله له شيطاناً فهو له قرين، وإنّهم ليصدّونهم عن السبيل ويحسبون أنّهم مهتدون ولم يجعلهم الله مهديّون، فكيف يصطفيهم الله ثُمّ لا يؤيّدهم بالعلم والسلطان المُّبين؟ بل يجادلون بالوهم والظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً، وكذلك سوف يرى أولو الألباب بأنّ تأويلهم للقرآن معدوم السلطان بل يُأَوِّلون القُرآن حسب هواهم وحسب ما يشتهون وزيّن لهم الشيطان عملهم فصدّهم عن السبيل وذلك لأنّهم اتَّبعوه وأطاعوا أمره بقولهم على الله ما لا يعلمون، وقد حرّم الله عليهم ذلك أن يقولوا على الله ما لا يعلمون وإنّ ذلك من أمر الشيطان وليس من أمر الرحمن. وقال الله تعالى: {وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿١٦٨﴾ إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿١٦٩﴾} صدق الله العظيم [البقرة].

وعلّمكم الله في القرآن العظيم بأنّ ذلك من أمر الشيطان، وأنّه حرّم ذلك الرحمن أن يقول عليه الإنسان بالظنّ ما لم يعلم. وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّـهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٣﴾} صدق العظيم [الأعراف].

ويا معشر الباحثين عن الحقيقة، ألم يكفِكم من آيات التصديق ما قد بيّنّاه لكم أم أنّكم لم تجدوها حقاً على الواقع الحقيقي؟ إذاً أنا لست المهديّ المنتظَر إذا لم تجدوا آيات التصديق حقاً بالتطبيق على الواقع الحقيقي. وأقسم بالله العلي العظيم لقد بيّنت لكم من آيات الله الكُبرى على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق فبيّنت لكم كيف كان الكون قبل أن يكون وأنتم تعلمون أنّه كان رتقاً كوكباً واحداً، ومن ثُمّ زدناكم علماً وبيّنت لكم أيّ الكواكب كان رتقاً واحداً وأنّه كان رتقاً واحداً في كوكبكم الذي تعيشون فيه والذي رمزه الماء في القرآن العظيم، ومن ثُمّ بيّنت لكم أنّ كوكبكم ليس من عدد الرقم سبعة للأراضين السبع وذلك لأنّه هو الكوكب الأُم الذي انفتق منه هذا الكون العظيم، ومن ثُمّ بيّنتُ لكم بأنّ الأراضين السبع توجد طباقاً من تحت أرضكم في الفضاء؛ سبعاً طباقاً، وتمّ التطبيق للتصديق فلم يُحدث لكم ذكرا.

ومن ثم بيّنت لكم: {وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ ﴿١٠﴾ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ ﴿١١﴾ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ﴿١٢﴾ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ﴿١٣﴾} صدق الله العظيم [الرحمن]، وأنّها لتوجد تحت أقدامكم يسكنها الشيطان المسيح الدجال هو وقبيله منكم، فيرونكم من حيث لا ترونهم وهم لكم يمكرون وللمهديّ المنتظَر ينتظرون لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ؛ بل يُعدُّ جيشاً كبيراً من نسل أُناسٍ منكم ليواجه به عدوّه اللدود المهديّ المنتظَر، وإنَّا فوقهم قاهرون وجند الله لهم المنصورون ولهم الغالبون، وكان حقاً على الله أن ينصر الناصر لمحمدٍ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الإمام ناصر محمد اليماني والذي جعل الله في اسمه خبره وعنوان أمره (ناصر محمد)، وذلك لأنّه لم يجعله الله نبيّاً ولا رسولاً بل إمام عدلٍ وذو قول فصلٍ وما هو بالهزل، فلا يجادلني عالِمٌ من القرآن إلّا غلبته بالحقّ؛ بل لا أتحدَّى بالبيان اللفظي فحسب بل تحدٍّ بآيات التصديق للتطبيق على الواقع؛ هل حقاً البيان لأسرار القرآن الذي بيّنها ناصر اليماني تجدونها حقاً على الواقع؟

ويا قوم! كم بيّنت لكم من آيات الله على الواقع الحقيقي، فعمد الأذكياء منكم إلى الأخطاء اللغوية فجعلوها حُجّةً عليّ؛ بل هي حُجّتي عليهم إذ كيف أُبيّن القُرآن البيان الحقّ فيجدونه الحقّ على الواقع الحقيقي وهم لم يعلموه من قبل رغم تفوّقهم علينا بالغُنّة والقلقلة وليست لديهم أخطاءٌ لغويةٌ ولكنّهم لم يستطيعوا معرفة ما عَلِمَه صاحب الأخطاء اللغوية! فيقول أولو الألباب منكم: "إنّه حقاً يتلقّى القُرآن بالتفهيم من ربّ العالمين برغم أنّه ليس بارعاً في النحو والإملاء ولكنّه استطاع أن يأتي بالبيان الحقّ للقرآن من نفس القرآن بإلهامٍ من لدن حكيمٍ عليمٍ". فيعلمون أنّ تلك مُعجزةٌ لي وحُجّةٌ لي وليست حُجّةً عليّ كما يظن الذين جعل الله فتنتهم الأخطاء اللغوية فاشمأزَّت قلوبهم فعموا عن البصيرة للبيان وجعلوا جُلّ تركيزهم على الأخطاء اللغوية! ومنهم من يشمئز قلبه فلا يُكمل قِراءة البيان إلى آخره وكان سبب فتنته هو الأخطاء اللغوية. ومن ثُمّ نقول لهم: يا قوم اتّقوا الله وانظروا هل لديّ خطأ في البيان للقرآن؟ فتلك هي الحُجّة علينا لو كنتم تعقلون.

أما ما دام ناصر اليماني أتاكم بالبيان الحقّ للقرآن فلن تُعيبه الأخطاء اللغوية بل هي معجزةٌ له إذ كيف يأتي بالبيان المنطقي خيراً منكم وأحسن تفسيراً برغم تفوقكم عليه في النحو والإملاء؟ إذاً يا قوم إنّي لم أعلّم بالبيان نظراً لبراعتي في اللغة العربية بل بالتفهيم من لدن حكيمٍ عليم، أفلا تعقلون؟

ولسوف نزيدكم بالبيان الحقّ من القرآن عن موقع إِرَم ذات العماد التي لم يُخلق مثلها في البلاد وثمود الذين جابوا الصخر بالواد، وأنّ موقعهم في منطقة الربع الخالي بالجزيرة العربية وليس كما تظنّون بأنّ مواقع ثمود هي الجبال المنحوتة؛ بل أجد قصورهم في وسط الربع الخالي في موقع الرجفة لكويكب العذاب، وأما قُرى قوم عادٍ فسوف تجدونها كالرّميم في ظاهرها؛ بمعنى أنّها تُغطيها الكُثبان الرملية من جرَّاء الريح العقيم والتي لم تبلغ درجة سرعتها ريحٌ على وجه الأرض منذ أن سكنها الإنسان.

ويا معشر الباحثين عن الحقيقة إنّي لن أُكلّمكم من غير كتاب الله ربِّ العالمين وأُفصّل لكم تفصيلاً، فهل أنتم به مؤمنون؟ ونبدأ بقوم (عاد)، وقال تعالى في القُرآن العظيم بأنّ قُراهم ممتدةٌ بين قُرى سبأ وقُرى مكة المكرمة. وقال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ﴿١٨﴾} صدق الله العظيم [سبأ].

فأما قرى سبأ فهي في مأرب كما تعلمون بأنّ الله أرسل عليهم سيل العَرِم لوادي (ذنه) وكبس منازلهم باطن الأرض ما كان قوياً منها وبعضها أخذها في طريقه، وأما قرى عادٍ فهي في المنطقة الوسط بين قرى مكة المكرمة وقرى سبأ مأرب، بمعنى أنّهم في منطقة الربع الخالي.

ولربما يودُّ أحدكم أن يقاطعني فيقول: "وكيف يعيشون في الصحراء بلا ماء؟". ومن ثُمّ نردُّ عليه: إنّي أجد في القرآن بأنّه يوجد في أجزاءٍ من الربع الخالي حياةً طيّبةً وجناتٍ وعيون وبئرٍ معطّلةٍ فلا تُستخدم وقصرٍ مُّشيدٍ فلا يسكن فيه أحد. تصديقاً لقول الله تعالى: {فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ ﴿٤٥﴾} صدق الله العظيم [الحج].

فأمّا الخاويات على عروشها فهي قُرى قوم ثمود، وأمّا البئر المعطّلة والقصر المشيد فهي قُرى إرمَ ذات العماد التي لم يُخلق مثلها في البلاد، وقال الله تعالى: {ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ ۖ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ ﴿١٠٠﴾} صدق الله العظيم [هود].

فأما القائم والذي لا يزال قائماً فهي قرى إرم العُظمى قائمةٌ تحت الكثبان الرملية لو كنتم تعلمون، وأما الحصيد فهي قرى ثمود وهي في نفس الربع الخالي في موقع الرجفة لكويكب العذاب والذي ضرب منطقة الربع الخالي قبل ما يقارب سبعة وعشرون ألف سنة، وهم قبيل أصحاب الرّس قرية الرّسُل الثلاثة أصحاب الكهف والذين يسمّونها حِمّة ذياب ابن غانم، واسمها الحالي حِمّة كلاب. ولا أُريد الخروج عن الموضوع فقد بيّنا قرية أصحاب الرّس والكهف والرقيم ولكنّ أكثركم يجهلون، والذين عثروا على الخبر لا يبحثون عن الحقّ هل يجدونه حقاً على الواقع أم أنّ ناصر اليماني يقول على الله ما لا يعلم؟ والكذب حباله قصيرة، يا قوم أليس فيكم رجل رشيد؟

ونعود لقرى عادٍ وثمود، فأمّا عادٌ فأهلكهم الله كما تعلمون بالريح العقيم، ومعنى قول الله العقيم بمعنى أنّها لم تكن كمثلها ريح في سرعتها في تاريخ البشرية أجمعين ولذلك تُسمى الريح العقيم، أي الوحيدة في رقم السرعة الرهيبة وأي شيء يواجهها فإذا لم تحمله فتجعله كالرميم، ومعنى قوله كالرّميم بمعنى أنّه قد يمرّ أحدكم جنب ذلك الشيء فيحسبه رميم وهو أحد قصور إرمَ ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد، وتوجد تحت الكثبان الرملية في منطقة الماء بالربع الخالي وكانت مروجاً وأنهاراً لو كنتم تعلمون، وسوف تعود قريباً جداً مروجاً وأنهاراً إن يشاء الله، فتحِلّ الرجفة قريباً من دياركم في الربع الخالي حتى يأتي الله بأمره فتطيعون أمر المهديّ المُنتظَر. وقد أصابت الرّجفة الربع الخالي قبل ما يقارب سبعة وعشرين ألف سنة؛ أهلك الله بالرجفة قوم ثمودٍ فضربهم كويكب وهو ما تسمونه بالنيزك ولكنّه ضخمٌ طاغيةٌ، ويسمى طاغية لأنّه أتى من خارج الأرض فاخترق غلافها الجوي فوقع على قوم ثمود في منطقتهم بالربع الخالي المأهول بالحياة والماء، وقال الله تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿٣٧﴾} صدق الله العظيم [العنكبوت]. ولكنّي أرى موقع الرجفة في منطقة في الربع الخالي بعيدة جداً من الجبال وذلك لأنّ الله قال عنهم: {وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ﴿٩﴾} صدق الله العظيم [الفجر]؛ بمعنى أنّهم بعيدون عن الجبال والصخور ولكنّهم نحتوا الجبال وقطعوا منها صخوراً كُبرى ومن ثُمّ يحضرونها إلى واحتهم بالواد بالربع الخالي، وسوف تجدون حطامها في موقع الرجفة أو على مقربةٍ من موقع الرجفة ليخسف الله بديارهم الأرض.

ولربما يودُّ أحدكم أن يقاطعني فيقول: "مهلاً مهلاً، لقد كانت مساكن عاد وثمود يعرفها كُفّار قريش، لذلك قال الله تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ} صدق الله العظيم [العنكبوت:38]". ومن ثُمّ نردُّ عليه فنقول: إنه لا ينبغي أن يكون هنالك تناقضٌ في القُرآن! فقد أخبر القُرآن بأنّ محمداً رسول الله وقومه لا يرون لهم من باقية ولا أثر ولا آثار، لذلك قال الله تعالى: {فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ ﴿٨﴾} صدق الله العظيم [الحاقة].

{وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ} صدق الله العظيم، وأقسم بالله العظيم أنّه يقصد بوش الأصغر وأوليائه وقد أحاطه الله عن طريق الأقمار بمساكن عادٍ وثمود وتبيّن لهم كيف فعل الله بهم لذلك ينطق القرآن بالتهديد والوعيد المُوجّه للمفسدين في الأرض اليوم من بعد القسم للتصديق بالعذاب بحدوث أشراط الساعة الكبرى كما سبق وأن بيّنّا لكم من قبل. وقال الله تعالى: {وَالْفَجْرِ ﴿١﴾ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴿٢﴾ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ﴿٣﴾ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ ﴿٤﴾ هَلْ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ ﴿٥﴾ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ﴿٦﴾ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ﴿٧﴾ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ﴿٨﴾ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ﴿٩﴾ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ﴿١٠﴾ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ ﴿١١﴾ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ﴿١٢﴾ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ﴿١٣﴾ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [الفجر].

وأما وصف أجسام قوم عادٍ وثمود فضخامتها تشبه أجسام أصحاب الكهف، وذلك لأنّ أصحاب الكهف على مقربةٍ منهم في الزمن فهم من بعد عادٍ وثمود فكذلك أجساد عادٍ وثمود ضخمة فقد وصفها لكم القرآن في ضخامتها بأنّهم عمالقة فيكون أطولكم إلى جانب أحدهم كمثل طفل يمشي إلى جانب أطول رجل فيكم، وتستنبطون ذلك من خلال قول الله تعالى: {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ} صدق الله العظيم [القمر:20].

فهل تعلمون ما هو أعجاز النخل؟ وهو ساق النخلة الطويل إذا انقعر من الأرض فخوى على الأرض ساقطاً. وبيّن لكم التشبيه الحقّ كذلك في قول الله تعالى: {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} صدق الله العظيم [الحاقة:7].

وإنّما يا قوم يشرح لكم القرآن العظيم ضخامة هؤلاء القوم في قوله تعالى: {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} صدق الله العظيم. وكذلك قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ} صدق الله العظيم، وذلك لأنّ طولهم يشبه طول أعجاز النخل، والقرآن دقيق في وصفه فلا بد أنّ طولهم كطول جذوع النخل، فليستقِم أحدكم إلى جانب جذع نخلةٍ وسوف يجد الفرق بيننا وبينهم كالفرق بيننا وبين طول جذوع النخل العملاق فهل أنتم مصدِّقون، وتبحثون عن الحقائق على الواقع الحقيقي بكل حيلةٍ ووسيلة كل منكم على قدر جهده وحيلته؟ وإن أردتم الأحياء النائمين فاذهبوا الأقمر بمحافظة ذمار شرقي حورور فتجدون أصحاب الكهف في قرية الأقمر لتعلموا حقيقة قول الله تعالى: {لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} صدق الله العظيم [الكهف:18]. فتعلمون إنّما الفرار من التفاجؤ لأجساد بشرٍ عمالقة لم يُرَ مثلهم قط ويرى أحدكم نفسه حقيراً صغيراً إليهم. وأقسم بالله العليّ العظيم لا أنطق لكم بغير الحقّ، فهل تؤمنون بالقُرآن العظيم؟ فلا نزال ندّخر آياتٍ كثيرة للمُمترين فنلجمهم بالحقّ إلجاماً.

وأرجو من الله أن يُجازي ابن عمر عنّي بخير الجزاء بأفضل ما جزى به عباده الصالحون وذلك أنّه حقاً رجُلٌ يسعى للتطبيق للتصديق على الواقع الحقيقي ليقول للناس يا قوم اتّبعوا المهدي المنتظَر الذي يُخاطبكم بالبيان الحق للقُرآن تجدونه حقّاً على الواقع الحقيقي، وهو على ذلك من الشاهدين، فلا أُثني عليه إلّا وأنا أعلم أنّه يستحق الثناء وأعلم أنّه لا يريد مني جزاءً ولا شكوراً بل يُريد حُبّ الله وقُربه ورضوان نفسه وأنا على ذلك من الشاهدين رضي الله عنه وأرضاه وشفاه وعافاه إنّ ربّي سميع الدعاء فلا ييأس من رحمة الله إلّا القانطون، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين.

ويا قوم ما خطبكم تنبذون كتاب الله وراء ظهوركم وتعمدون إلى الروايات؟ فمنها ما هو صحيحٌ وأكثرها ما أنزل الله به من سلطان؛ بل وتستمسكون بها وكأنَّ الله وعدكم بحفظها من التحريف كما وعدكم بحفظ القُرآن العظيم! فلماذا تذرون كتاب الله المحفوظ من التحريف وتتمسّكون برواياتٍ تحتمل الصح والخطأ؟ فما كان منها موافقاً للبيان الحقّ للقرآن فهو حقّ، وما خالف القرآن من السّنّة فهو باطلٌ ولم ينطق به محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلّم - الناطق بالبيان الحقّ للقُرآن العظيم، فكيف أُجادلكم بالقرآن ومن ثُمّ يأتي أحدكم يهذهذ لي بروايات وأحاديث؟ برغم إنّكم تعلمون أنّ منها الموضوع ومنها المدرج فيه زيادة عن الحقّ ومنها ما هو حقّ نطق به الذي لا ينطق عن الهوى، وأنا لا أنكر سُنَّة مُحمد رسول الله الحقّ ولكنّي لا أبدأ بالثانية ومن ثُمّ أعود للأولى، فكيف تبدأون بالسُنَّة من قبل الكتاب؟ بل عليكم أولاً البحث في كتاب الله عن ضالّتكم فإذا لم تجدوها فاذهبوا للسنة من بعد القرآن، وكذلك لا أريد أن أجادلكم بالروايات والأحاديث وذلك لأنّّي لم أجد في القرآن العظيم بأنّ الله وعدكم بحفظ أحاديث النبيّ عليه الصلاة والسلام. وقال الله تعالى: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ ۖ وَاللَّـهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ ۖ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّـهِ وَكِيلًا ﴿٨١﴾} صدق الله العظيم [النساء].

إذاً يا قوم إنّي أخاطبكم بالمضمون من التحريف ليكون حُجّتي عليكم أو حُجّتكم عليّ أفلا تعقلون؟ ما لم؛ فلماذا حفظه الله من التحريف إلّا لكي لا يكون لكم حُجّة بين يدي الله بأنّكم ضلَلْتم عن الصِراط المستقيم نظراً لتحريف القرآن، ولذلك حفظه الله حتى لا تكون لكم الحُجّة، بل الحُجّة لله ولرسوله وللمهديّ المنتظَر.

وسلامٌ على المرسَلين، والحمدُ لله ربِّ العالمين..
المهدي المنتظَر الحقّ؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
______________

آخر تحديث: 09-10-2019 05:58 PM
3

{ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ }..




- 3 -

الإمام ناصر محمد اليماني
21 - 01 - 1429 هـ
30 - 01 - 2008 مـ
06:23 مساءً
ـــــــــــــــــــ



{ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ }..


بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على جدّي النّبيّ الأُمي وآله الطيبين الطاهرين وعلى التابعين للحقّ في كُل زمانٍ ومكانٍ إلى يوم الدين، ثم أما بعد..
يا أيها الباحث عن الحقيقة، إن كنت تريد الحقّ فحقٌّ على الحقّ أن يهديك إلى سبيله. تصديقاً لقول الحقّ في محكم القرآن العظيم:
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} صدق الله العظيم [العنكبوت:69].

ويا أيها الباحث عن الحقيقة، إني لا آتيكم بالبيان الحقّ من كُتيبات البشر ومن ثمّ تقول إنما قرأت ذلك في الإنترنت؛ بل آتيك بالبيان الحقّ لقول الله من نفس قول الله بآياتٍ مُحكماتٍ واضحاتٍ بيِّناتٍ لا تحتاج إلى تأويلٍ لأنهنّ البيان من نفس القرآن، وأنا لم أقُل بأنّ الأمم الأولى زادهم الله بسطةً في الخلق على الأمم الأخرى من ذات نفسي أو جئتكم به من حديث كتيبات البشر؛ بل من قول الله في القرآن العظيم، ومن أصدق من الله قيلاً؟ حتى إذا كذبتم فقد كذبتم بقول الله في القرآن العظيم لحقائق آياته على الواقع الحقيقي بالعلم والمنطق، فهلُم إليَّ لأزيدك والباحثين عن الحقيقة علماً مما علمني ربي في القرآن العظيم.

وأقدم لك عدّة براهين من القرآن المحكم والواضح والبيّن أنّ الأمم الأولى حقاً قد زادهم الله بسطةً في الخلق وإليك البراهين من القرآن المُبين:
أولاً البرهان في أعمارهم، فقد جعل الله ذلك واضحاً وجليّاً في القرآن بأنّ طول أعمارهم ليست كطول أعمارنا وبيَّن الله في القرآن بأنّ الفرق عظيمٌ بل لا مجال للمقارنة نظراً للفارق العظيم بين أعمارنا وأعمارهم، فانظر إلى زمن الدعوة التي لبث فيها رسول الله نوح عليه الصلاة والسلام وهو يدعو قومه. وقال الله تعالى:
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا} صدق الله العظيم [العنكبوت:14].

وهنا يندهش عقلك إذا كنت من أولي الألباب إذ كيف يكون زمن دعوة نوح ألف سنة إلا خمسين عاماً وهذه الأمّة لا يكاد أن يتجاوز من تعمر منهم المائة عام؟ ومن ثم تقول: "فبما أنّ الله زاد تلك الأمم بسطةً في العمر فلا بُدّ أنّ الله كذلك زادهم علينا بسطةً في الخلق" ومن ثم تستمر في بحثك في القرآن العظيم عن هذا الموضوع وسوف يفتيك الله في آية أخرى. وقال الله تعالى:
{وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً} صدق الله العظيم [الأعراف:69].

وأنت تعلم يا أيها الباحث عن الحقيقة أنّ الخُلفاء من بعد قوم نوحٍ هم قوم عاد، وهذا برهان واضحٌ وجليٌّ في القرآن بأنّ الله زاد قوم عاد بسطةً في الخلق على الأمم من بعدهم، ومن ثمّ يأتي تناقص الطول في الخليقة ويرافقه تناقصٌ أيضاً في العمر إلى هذه الأمّة القصيرة في الطول والقصيرة في العمر.

ومن ثم نأتي للتشبيه البالغ الدقيق في القرآن العظيم كيف شبّه قوم عاد في طولهم. وقال الله تعالى:
{كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴿١٨﴾ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ ﴿١٩﴾ تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ ﴿٢٠﴾ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ ﴿٢١﴾ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} صدق الله العظيم [القمر].

وقال تعالى:
{وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ﴿٦﴾ سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ﴿٧﴾ فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ} صدق الله العظيم [الحاقة].

ويا أيها الباحث عن الحقيقة، عليك أن تعلم بأن قول الله في القرآن في منتهى الدقة في الوصف ومن أصدق من الله قيلاً:
{فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} صدق الله العظيم. أم إنك لا تعلم ما هي أعجاز النخل؟ إنه جذع النخلة العملاق القائم الطويل فإذا انقعر وخرّ على الأرض؛ وهنا موقع التشبيه: {فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ} صدق الله العظيم. وهذا بيان المهديّ المنتظَر الحقّ من حديث ربّ العالمين، فبأي حديث بعده تؤمنون؟

وكذلك المهديّ المنتظَر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني يتحدى بالتطبيق للتصديق بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي في شأن بسطة الخلق والعمر للأمم الأولى فإن وجدتم بياني للقرآن هو الحقّ على الواقع الحقيقي بلا شك أو ريب فقد تبيّن لكم أنه الحقّ وإن لم تجدوه شيئاً على الواقع الحقّ فلست المهديّ المنتظَر الحقّ وذلك بيني وبينكم لعلكم توقنون، وذلك شرط من الشروط الأساسية للمهديّ المنتظَر الحقّ أن يُجادل الناس بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي حتى يتبين لهم أنه الحقّ لأنهم وجدوه الحقّ على الواقع المادي الملموس. تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} صدق الله العظيم [النمل:93].

وتصديقاً لقول الله تعالى:
{وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ} صدق الله العظيم [غافر:81].

ولا يبيّن للناس بعض أسرار القرآن ولا يعلم الأخرى بل إن كان المهديّ المنتظَر أتاه الله علم الكتاب فعليه أن يبيّن للناس جميع الأسرار التي لم يستطيعوا أن يتوصلوا لحقائقها على الواقع الملموس.

فيا أيها الباحث عن الحقيقة، إذا لم يتم العثور على حقائق آيات الله على الواقع الملموس فكيف يريهم الله آياته فيعرفونها حتى يصدقون؟ فلا بُد أن يجدوها على الواقع الملموس وأنها بدقة متناهية كما وصف ذلك القرآن العظيم من قبل العثور عليهم منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة حتى يتبين لهم أنه الحقّ تلقاه محمدٌ رسول الله من لدُن حكيم عليم، وما كان يدري محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن حجم الخليقة لقوم عاد وهو لم يرَ لهم من باقية. تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَىٰ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ ﴿٧﴾ فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ(8)} صدق الله العظيم [الحاقة].

فالآية واضحةٌ بأنّ محمداً رسول الله لو اطلع عليهم لرآهم وكأنهم أعجاز نخلٍ خاويةٍ، ومن ثم يؤكد القرآن بأن محمداً رسول الله لم يعثر على أحد منهم وذلك في نفس الآية:
{فَهَلْ تَرَىٰ لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ} صدق الله العظيم. وهل تدرون لماذا؟ وذلك لأن الكفار سوف يقولون إنما عثر محمدٌ رسول الله على قوم عاد ومن ثم ألَّف قولاً متشابهاً لما وجده كمثال قول الباحث عن الحقيقة الذكي بأني كتبت هذا البيان متشابهاً مع الأشياء التي تمّ العثور عليها ونسي بأن القرآن لم يتنزل على الإمام ناصر مُحمد اليماني بل تنزَّل على النّبيّ الأُمي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قبل ظهور المهديّ المنتظَر بأكثر من ألف وأربعمائة سنة، وإنما جعل الله الإمام ناصر محمد اليماني هو الإمام الناصر لمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأن يُبيّن للناس حقائق لآيات القرآن بالعلم والمنطق على الواقع الحقيقي حتى يتبيّن لهم أنه الحقّ تلقاه محمدٌ رسول الله من لدُن حكيمٍ عليمٍ فيصدق الناس بالقرآن ومن أنزل الله عليه القرآن، وكذلك يصدقون بالمهديّ المنتظَر الذي آتاه الله البيان من نفس القرآن ويفصله للناس تفصيلاً بالعلم والمنطق الحقّ الواقعي حتى يتبين لهم أنه الحق كما تشاهدون التصديق لآيات القرآن على الواقع الحقيقي الملموس، أفسحر هذا أم إنكم لا تبصرون؟ فبأي حديث بعد حديث الله الذي يصدقه الواقع الحقيقي تؤمنون؟

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..

ومن ثم ننتقل لأصحاب الكهف وكذلك سوف نجد بأنّ محمداً رسول الله ما كان يحسبهم من آيات الله عجباً؛ بل كان يظنّ أنهم كمثلنا في طول هيكل خلقهم لذلك لو اطَّلع عليهم لولى منهم فراراً ولملىء منهم رُعباً. وقال الله تعالى:
{أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا} صدق الله العظيم [الكهف:9]. بمعنى أم كنت تظن يا محمداً رسول الله بأن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً؛ بل لم تكن تدري بذلك، ولم يخبره الله بذلك، وذلك حتى تكون معجزة لتصديق للقرآن بأنه حقاً تلقاه محمدٌ رسول الله من لدُنٍ حكيمٍ عليمٍ وأنه لم يعثر على قوم عاد ولم يرَ لهم من باقية وكذلك لم يعثر على أصحاب الكهف، فألف القصة مطابقة للواقع ولذلك لم يخبره الله حتى بمدى طولهم وضخامتهم بل أخفى ذلك عنه حتى يكون ذلك معجزة لتصديق القرآن وأنه ليس مفترىً ولذلك لم يفتيه الله في وصف خلقهم ولا عددهم. لذلك قال الله تعالى: {وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:22].

أي أنه لا يستفتي الذين أوتوا الكتاب من قبل في شأن أصحاب الكهف فإنهم كذلك لا يحيطون بهم علماً، وكذلك محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا نجد بأنّ الله أفتاه في سرّ خليقتهم، ولذلك لو اطَّلع عليهم محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لولّى منهم فراراً ولمُلِئ منهم رُعباً وذلك بسبب تفاجئه بعظمة خلقهم.

ولربما يود أحد الممترين منكم أن يقاطعني فيقول: "إنك تزعم أنك أعلم من محمدٍ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم". ومن ثم نردّ عليه فنقول : مهلاً مهلاً إن شأنهم لا يخصّ تلك الأمّة في شيء لذلك لم يبيّن لمحمدٍ رسول اللهُ سرّ الخليقة في طول أجسامهم، فهل تدافع عن جدّي؟ فأنا أولى به منك وأشدّ إيماناً به وبالقرآن العظيم. ولو بيّن الله له عظمة أجسام أصحاب الكهف لما قال الله تعالى:
{لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} صدق الله العظيم [الكهف:18].

وكذلك لو أفتى الله نبيّه في أسرار أصحاب الكهف لما قال الله تعالى:
{وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا} صدق الله العظيم [الكهف:22].

فتبين بأن الله لم يفتِ نبيه في أسرار أصحاب الكهف وكذلك نهاه أن يستفتي الذين أوتوا الكتاب من قبل، وفي ذلك حكمة يا قوم وذلك حتى لا يقول الناس كما قال الباحث عن الحقيقة فيَّ إنما أعثرُ على الشيء من ثم أكتب بياناً مطابقاً! ولو علمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمكانهم لقالوا كمثل قول الباحث عن الحقيقة فيقولون إنما عثر محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أصحاب الكهف ومن ثم نسج لنا قصة لهم ويزعم أن القرآن تلقاه من لدن حكيم عليم!

وأما قوم أصحاب الكهف فأجدهم في القرآن بأنهم من الأمم الأولى. وقال الله تعالى:
{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ ﴿١٢﴾ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ﴿١٣﴾ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ ﴿١٤﴾ أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ﴿١٥﴾} صدق الله العظيم [ق].

بل أعلم بأنه لا يعلم قصة أصحاب الرس غير الله وهو من علّمني بذلك في القرآن العظيم والذي لا يعلم بقصتهم سواه سبحانه فأستنبطُ لكم حقائقهم من حديث علَّام الغيوب في القرآن العظيم. وقال الله تعالى:
{أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ ۛ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ ۛ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ ۚ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ} صدق الله العظيم [إبراهيم:9].

وهنا يبيّن الله لكم بأنّ القوم الذين من بعد ثمود الذين جاءتهم رُسلهم وهم ثلاثة بالبينات فكذبوهم وبيّن الله لكم أنه لا يعلم بهم سواه فجعل سرّهم ضمن أسرار القرآن العظيم لا يُعلمها إلا الذي يؤتيه الله علم الكتاب الشاهد بالحقّ على حقيقة هذا القرآن العظيم متحديّاً بعلوم القرآن المنطقية على الواقع الحقيقي بتحدي التطبيق للتصديق، أفلا تعقلون؟

ومن ثمّ يبيّن الله لكم أنّ القوم من بعد ثمود أنهم أصحاب الرس وأنها لتوجد بينكم وبينهم قروناً كثيراً. وقال الله تعالى:
{وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَٰلِكَ كَثِيرًا} صدق الله العظيم [الفرقان:38].

وكما أخبرناكم من قبل بأنّ أصحاب الرسّ أي أصحاب الجبل وذلك لأنّ مفرد (الرواسي) هو (الرسّ)، وكذلك أدعوكم للتطبيق للتصديق وسوف تجدون الجبل الصغير الذي خسف بقرية أصحاب الرسّ في اليمن في محافظة ذمار إلى جانب قرية الأقمر، وهذا الرسّ يُسميه المؤرخون (حمة ذياب بن غانم) وقد بُني على أنقاض القرية المخسوف بها باطن الجبل قريةٌ جديدةٌ عالي جبل الحمة وكذلك يسمي المؤرخون هذه الحمة (حمة ذياب)، وكذلك القرية الجديدة عالي هذه الحمة كانت تُسمى قرية (حمة ذياب) ولكن المستهزئين من حولهم غيروا الاسم فيسمونها حالياً (حمة كلاب) بدلاً عن اسم (حمة ذياب)، وأما القرآن فيسمي القرية المخسوف بها باطن الحمة (أصحاب الرسّ). فهل ذهب أحد اليمانيين أو أحدٌ من العالمين إلى محافظة ذمار ثم يقول دلوني على سوق القات الأقمري الذي يُباع فيه قات الأقمر، ومن ثم يقول لأصحاب السوق دلوني على قرية حمة كلاب والتي بجانب قرية الأقمر، حتى إذا دلوه ومن ثم يقول يا أصحاب قرية حمة ذياب هل وجدتم قرية مخسوف بها في بطن الجبل من تحت أقدامكم؟ وسوف يجد الجواب (بلا)، ومن ثم ينظر إلى الشرق من حمة ذياب وسوف يشاهد قرية الأقمر وكذلك يشاهد الأطفال يرتعون فيها فهي على مقربة من قرية حمة ذياب، ومن ثم ينطلق إليهم فيقول دلوني على كهف في قريتكم له فتحة غربية تميل إلى الشمال وفيه بناءٌ قديم الأزل، ومن ثم يخبرهم بأنه يوجد في اليمن رجل يقول أنّه المهديّ المنتظَر وأن أصحاب الكهف والرقيم لديكم في نفس ذلك الكهف والذي بجانب منزل (محمد سعد)، ويقول المهديّ المنتظَر بأنه سبق وأرسل إليكم رُسلاً فلم تلبوا طلبه وكان زمن مرسالهم في نفس الأسبوع الذي مرّ فيه كوكب الزهرة أمام قرص الشمس وشاهده جميع أهل الجزيرة العربيّة، ولكنكم كدتم أن تقتتلوا فيما بينكم، فطائفة مع رُسل المهدي إليكم غير أنهم لم يبينوا لكم أنهم رسل المهديّ المنتظَر حتى لا تستهزؤوا بل قالوا يا أهل الأقمر إن لديكم آيات حقائق للقرآن العظيم فطائفة منكم وهي الأغلب كانوا إلى صف رُسل المهمة وقليلٌ منكم أبوا وقالوا إنما تريدون كنوزنا فهل عثر أحدكم على التابوت وما فيه أو على أصحاب الكهف؟ فلا يجوز لكم أن تكتموا الخبر على العالمين وإن لم تعثروا على ذلك بعد فتعالوا سوياً نبحث عن صحة ما يقوله ناصر محمد اليماني حتى لا يضلّ الأمّة إن كان على ضلالٍ مبينٍ أو لا يكذبه المسلمون وهو المهديّ المنتظَر الحقّ عزّ الإسلام والمسلمين.

وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
المهديّ المنتظَر إمام المسلمين وخليفة الله على العالمين؛ الإمام ناصر محمد اليماني.
__________________

آخر تحديث: 03-12-2017 11:39 PM
4

وهل بعد الحقّ إلا الضلال ؟ أفتيتكم بسرّ الرعب والهرب لمن اطّلع عليهم منكم ولم يُحِط بعلمهم ..


- 4 -

الإمام ناصر محمد اليماني
25 - 11 - 1429 هـ
24 - 11 - 2008 مـ
02:53 صباحاً
ــــــــــــــــــ



وهل بعد الحقّ إلا الضلال ؟
أفتيتكم بسرّ الرعب والهرب لمن اطّلع عليهم منكم ولم يُحِط بعلمهم ..


بسم الله الرحمن الرحيم. وقال الله تعالى:
{وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوْ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} صدق الله العظيم [الكهف:18].

وبما أني أفتيتكم بسرّ الرعب والهرب لمن اطّلع عليهم منكم ولم يحِط بعلمهم ولكن الآن أصبح الأمر طبيعي لمن اطلع عليهم بسبب بيان ناصر محمد اليماني الذي فصّل لكم الحقّ تفصيلاً عن سرّ قول الله تعالى:
{لَوْ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا} صدق الله العظيم، وذلك لأنّهم من الأمم الأولى من الذين كانوا يعمّرون أكثر من ألفي سنة، وعلى سبيل المثال انظروا لزمن لبث نوح في قومه: {أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا} [العنكبوت:14]، فهل تظنون أقوام تلك الأمم الذين يعمّرون آلاف السنيين أجسامهم حقيرةً مثل أجسامكم؟ كلا فقد بيّنا لكم الحقّ في القرآن العظيم ما لم تكونوا تعلمون من حقائق الكتاب تجدونها حقّ على الواقع الحقيقي، فانظروا لجمجمة أحد الأمم الأولى لا يكاد أن تكفي لتحملها عربة وهي ليست إلا جمجمة الرأس فقط! أفلا تتقون؟




وكذلك انظروا لحجم إنسانٍ ممن أهلكهم الله. فهم أشدّ منكم قوةً وبسطةً في الخلق، أفلا تتقون؟ فهل بعد الحقّ إلا الضلال؟ وما هو البيان الذي عُمِّيَ عليكم فلم تجدونه حقاً أم إنّكم للحقّ كارهون؟ واقترب وعد الآية بالحقّ.

وأكرر بأنّ المملكة العربيّة السعوديّة سوف تعلن لكم بأن غُرَّة ذي الحجّة لعام 1429 هي موافقة يوم الجمعة والوقوف بعرفة السبت والنحر الأحد أليس هذا الحدث القادم جعله الله آيةً كونيّة للتصديق؟ لو شاهد علماء الفلك لعقلوا الأمر واعترفوا للبشر بأنّ هذا يستحيل أن يحدث إلا في حالةٍ واحدةٍ وهي أنّ الهلال ولد قبل الاقتران والشمس إلى الشرق منه ثم اجتمعت به الشّمس وتجاوزها، وعلماء الفلك في غفلةٍ لا يعلمون ولا تزال حساباتهم مبنيّة على النظام الأول من قبل أن تدرك الشّمس القمر، فهل فهمتم الخبر وآية التصديق للمهديّ المنتظَر؟

ويا قوم، إني أخشى عليكم من الله عذاباً نكراً، وقد بيّنا لكم الحقّ وفصّلناه تفصيلاً في كثير من المجالات آيات بيّنات واضحات، أم إنّكم ترون ناصر محمد اليماني قد زيّفهن وليس لهنّ أيُّ أساسٍ على الواقع الحقّ؟ إذاً لست المهديّ المنتظَر إن كنتُ من المزيفين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين.

ولربّما يودّ أحدكم أن يُقاطعني فيقول: "أنت لم تزيّف ولكنه تمَّ دبلجتها من قبل". ومن ثمّ أردّ عليه وأقول: طَبق البيان الحقّ للقرآن على الواقع تطبيقاً فعلياً وتفكرْ ما هو سرّ الهرب وسرّ العجب آيات لكم من أنفسكم عجباً؟ وهو كما تشاهدون الآن فستعجبون من آيات ربّكم، وكذلك هل تفكرون بأنّ الذي يتعمّر أكثر من ألفي سنة بأن جسده كأجسادكم؟ فهل تقبل هذا عقولكم؟ بل لا بد أن أجسادهم ضخمة، وكما يوجد فارق بيننا وبينهم في العمر كبير جداً وكذلك في الجسد تجدون الفرق كبير جداً، فانظروا للحقّ على الواقع وتذكروا وصف القرآن لهم كأنهم أعجاز نخلٍ خاويةٍ لتعلموا سرّ التشبيه أنّ الله قد زادهم في الخلق بسطةً، فانظروا للحقّ على الواقع الحقيقي لعلكم تتقون قبل أن يهلككم الله وأنتم تمترون بغير الحقّ، وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً حتى يأتيهم العذاب وهم قومٌ خصمون يجادلون بغير علم أتاهم من الله، ويقولون على الله ما لا يعلمون.

ولكني آتيكم بالبيان الحقّ فأستنبط أولاً بيان لفظه في القرآن العظيم ومن ثم يتمّ التطبيق على الواقع الحقيقي حتى يتبيّن لكم أنّه الحقّ. تصديقاً لقول الله تعالى:
{سَنُرِ‌يهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يتبيّن لَهُمْ أنه الحقّ} صدق الله العظيم [فصلت:53].

فانظروا لآيات لكم من أنفسكم عجباً من الأمم الأولى وكذلك تجدون أصحاب الكهف ولكنهم رقودٌ وليسوا هياكلَ عظميّة؛ بل هم أضخم نظراً لأن عظامهم لا تزال مكسوة باللحم. تصديقَ البيان الحقّ على الواقع الحقيقي.



أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني.
_____________

آخر تحديث: 03-12-2017 11:46 PM